دبلوماسي سوري منشق : من نافذة مكتبي في وزارة الخارجية التي تطل على بساتين كفر سوسة وداريا؛ كنت أتابع مسلسل القصف اليومي على داريا وفي أحد اﻷيام اشتد أوار القصف على المدينة لدرجة أن جدران الوزارة كانت تهتز؛ كنا نشاهد الطائرات وهي تتقيأ حممها على البشر والحجر دخل أحد الزملاء وقال : أين يقصف هؤﻻء ؟ قلت له جادا : أنت ابن دمشق وﻻ تعرف قال : ﻻ وكان أيضا جادا عندها قلت لنفسي : أنه يجب إغاضته وأنا أعرف بالطبع ميوله وأشرت له بعيدا لمكان تصاعد الدخان بكثافة وقلت : أترى هذه المنطقة ؟ قال : نعم قلت له : هذه مستعمرة إسرائيلية تدعى ( كفر ناحوم ) وهي قريبة من مستعمرة ( كريات أربع ) والطيران الآن يدكها على رؤوس اليهود نظر إلي باستغراب وقال : شو أبو محمد بوصلتك مضيعة قلت له : ﻻ وإنما بوصلة حماة الديار معطلة فهي تظن داريا كفر ناحوم في اليوم التالي تم استدعائي إلى مكتب أحدهم وقال لي : إذا لم تقصر لسانك تعرف ماذا يعمل جميل حسن بالناس خالجني شعور باﻻقياء على وجهه وخرجت؛ بعدها باسبوع تركت له وزارته يتنعم بها كفر ناحوم اسم استعرته من صديق جميل كان يطلقه على المساكن العسكرية في الصنمين تحيا داريا كفر ناحوم السورية وتسقط أنظمة الغدر والممانعة الكاذبة ويسقط زميلي الذي ﻻ يعرف داريا وﻻ زال يشبح في الخارجية يقولون أن البطة زار أمس كفرناحوم فهل هذا صحيح ؟!