عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-11, 10:41 PM   رقم المشاركة : 9
القسنطيني2
عضو ذهبي







القسنطيني2 غير متصل

القسنطيني2 is on a distinguished road


مسرحية المعارضة والسلطة

والآن لاحظوا كيف تجري الأمور في هذا النظام الديمقراطي المخادع. عندما يكون أحد الأحزاب في السلطة، يدير الحكومة وشؤون البلاد والقرارات السياسية.. إلى آخره، يكون بالتالي لديك السلطة التي تمكنك من التقدّم بمخطط المتآمرين (الأسياد الخفيون) إلى الأمام من خلال سن القوانين والتشريعات وغيرها من أساليب تشريعية وتنفيذية. وعندما يكون الحزب في موقع المعارضة، أي خارج السلطة، لا يكون لديه السلطة التنفيذية ولا التشريعية، وبالتالي ليس لديه القدرة على التقدّم بمخطط المتآمرين (الأسياد الخفيّون)، لذلك فوظيفة هذا الحزب هي المعارضة والتذمّر والممانعة.. وغيرها من أعمال تخدع الجماهير بحيث تصدّق بأن هذا الحزب المعارض يقوم بواجبه في معارضة الحزب الحاكم لمصلحة الشعب.

ثم تأتي فترة الانتخابات، التي هي فترة خداع من الدرجة الأولى، لأن الحزب الرابح يتم اختياره مسبقاً. فيستلم بعدها الحزب المعارض السلطة ويشكّل حكومة ويصبح لديه القدرة على التشريع والتنفيذ. أما الحزب الحاكم سابقاً، فيصبح في موقع المعارضة، أي يصبح مجرّد من أي سلطة تنفيذية أو تشريعية.

بعد حصول هذا التبادل في الأدوار، تستمر الأمور كما كانت في الماضي ولم يتغيّر شيئاً سوى الحزب الحاكم. حيث يسير هذا الحزب الحاكم قدماً في تنفيذ مخططات المتآمرون عن طريق سن التشريعات والقوانين التي تدفع بمخططاتهم إلى الأمام، أي أنهم يكملون ما لم ينهيه الحزب الذي سبقهم. بينما الحزب المعارض (الذي كان حاكماً في الماضي) لم يعد لديه السلطة التنفيذية أو التشريعية، لذلك يبدأ بالمعارضة والرفض والشجب والامتناع وغيرها من خدع وأكاذيب لا تنطلي سوى على الجماهير المسكينة التي تظن بأن حق الاختيار يعود لها وهي التي تقرر مصير كل من هذه الأحزاب عن طريق الانتخابات!

يتبع...

ملاحظة:

للناظر في الشأن الأمريكي مثلا يرى أن هذه المسرحية تلعب على المكشوف لدرجة أنّها تشدّ العالم بأسره لما سينجم عنها...
ففي الشأن الليبي مثلا تقاسم الأدوار مجلس الشيوخ و الكونغرس بين معارض للتدخل مع منح المساعدات، و يتحوّل إلى دعم الثوار سياسيا و ماليا، ليتحوّل بقدرة قادر إلى دعم لوجيستي للحرب، ثم إلى فرض الراي و النزاع مع النايتو ... و في الأخير إنسجام تام و نتيجة حتمية واحدة ... القضاء على نظام كان حليف و لكنّه غير موالي تماما ... فالمصلحة إقتضت تغييره بمن يكون أكثر ولاء و افتقار للغرب ... كيف لا و هو الذي حرّرهم من الطاغية.
لكن معطيات الأرض تقول بأنّهم أخطؤوا التقدير، فالشعب الليبي ذو تشكيلة معقّدة و قد ذاق ويلات الطاغية لمدّة 42 سنة و الآن إكتشف أنّه بإمكانه إحداث التغيير متى شاء بقوة السلاح ...
فهل حقّا هذا سوء تقدير أم بالعكس حسابات مسبقة على خلفية معرفة جيّدة بالعقلية الليبية ... و الغاية تقسيم ليبيا إلى دويلات فدرالية تساق كلّ على حدى في إطار شبه دولة موحّدة إسمها ليبيا ... و المثال العراقي ليس منّا ببعيد... و المستفيد من حرب العراق ؟؟؟ أرباب المال و شركات النفط التي تدعم السياسيين على حساب الشعب العراقي المضطهد ...

مثال آخر على أزمة الدين الأمريكي، من منّا لم تصبه ساعات الأخبار على القنوات الإخبارية الغربية و العربية على أزمة الدين الأمريكي، أزمة ظاهرها معارضة و شد و جدب ... و في اللحظات الأخيرة توافق تام و سارت الأمور بما اشتهاه النظام الحاكم ... و المستفيد الأكبر من رفع سقف الدين الأمريكي ؟؟؟ أرباب المال الذين يدعمون السياسيين على حساب الشعب الأمريكي المغبون... مذهل أليس كذلك ؟؟؟

هل يذكر أحد منكم يوما قال فيها النظام الأمريكي الحاكم - جمهوري أو ديموقراطي- شيئا و تمكّنت المعارضة من عرقلته ؟؟؟ حتما لا.






التوقيع :
بسم الله الرحمن الرحيم

" وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ "
صدق الله العظيم


(( اللهمّ وفّقني لأن أكون منهم. ))

بسم الله الرحمن الرحيم

" وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ "

صدق الله العظيم

(( اللهم إنّي أعوذ بوجهك الكريم و بسلطانك العظيم من أن أكون منهم. ))
من مواضيعي في المنتدى
»» هل من معترض على فتوى سماحة السيد الخوئي ؟؟؟
»» مصر أمّ الدنيا ... و شرعية الشوارع ... و الله المستعان.
»» القمة العربية المقبلة في العراق ... مارس 2012 .
»» أنا متفائل خيرا بخصوص الشيعة ...
»» هل يملك الشيعة حديثا صحيحا متصل السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم