بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده لا شريك له والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قد ذكرت أكثر من مرة أن غيب الغيوب الذي هو الله الأول عند الباطنية فاقد للعلم جاهل لا يعلم بأحوال عبيده وعند تأملي لكلام الحامدي في مقدمة كنز الولد وجدت الدليل :
قال الحامدي في مقدمة كنز الولد:
{ الحمد لله نور النور ومدبر الأمور ومقدر الدهور والعالم بخفيات الصدور لامن شيء أبدعه ولا من أصل إخترعه ولا من شيء تقدم عليه ولا بشيء يضاف إليه ولا لشيء يستعان به أول الأعداد وفرد الأحاد ومبدأ الوجود ومنبع الجود ومنشيء الحدود الشاهد والمشهود النافي عن ذاته الإلهية للمبدع الموجود}
وكذلك الحامدي في كنز الولد يقول عن غيب الغيوب الذي هو الله عند الباطنية :
{مُبدِع الخالق البارىء المصور وهو المنزه عن صفة الخالق البارىء المصور}
في المقدمة وصف الخالق البارئ المصور الحي القيوم رب العالمين وخالق الكون أجمعين فقال:
{ الحمد لله نور النور ومدبر الأمور ومقدر الدهور والعالم بخفيات الصدور }
طبعاً في هذه الحالة يكون غيب الغيوب {الله} عند الباطنية الإسماعيلية منزه أن يكون عالم بخفيات الصدور
وهذا من إبطال النبوة وهدم لدين رب البرية والدليل قول الله تعالى:
{ إِنَّ اللَّـهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}﴿فاطر: 38﴾
{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}﴿غافر: 19﴾
وهذا كذلك إبطال لقول الله :
{ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّـهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ}﴿التوبة: 64﴾
لأنهم بقولهم أن الله لا يعلم بخفيات الصدور يطعنون في النبوة ويكذبون الرسول
في أنه مرسل من عند الله لأن الله عندهم من قال أنه عالم بخفيات الصدور فهو كافر منتقص لله فرسول الله عند الباطنية قد إعتدى على مقام الألوهية بأن نسب لله ما هو منزه عنه بل عندهم رسول الله شاتم لله لكونهم يعتقدون بأن القرآن من تأليف رسول الله {تقدس الله ثم تقدس رسوله الكريم عن قول ملاحدة الباطنية الإسماعيلية}.
ثم أمعن في الكفر المبين لعنه الله وأخزاه فقال:
{لامن شيء أبدعه ولا من أصل إخترعه}
وقد قال وأثبت في أول الكلام أن الصفات التي سيذكرها هي لله
فلما قال{ولا من شيء أبدعه} أثبت العجز التام لغيب الغيوب{الله}عند الباطنية الإسماعيلية لأن الله الثاني المنزه عن صفته غيب الغيوب{الله}الأول لم يكتسب العلم بشيء أبدعه فيكون المعنى أن الله الأول لو حصل له العلم فسيكون عن طريق الله الثاني أو عن طريق مُبدِع له وتتسلسل الألهة وهو كما ترى نقص وعجز يصف الباطنية غيب الغيوب{الله الأول} عندهم به.
ثم قال{ولا من أصل إخترعه}أكد كون غيب الغيوب لا يعلم أي شيء ولم يودع فيه علم كل شيء كما يقول الهميسع الضال أنه مثل {الهارد ديسك}للكمبيوتر بل في حال قولهم أنه يعلم الجزئيات على وجه كلي يكون بسبب مُبدِع أبدعه وتتسلسل الألهة إله خلقه إله أكبر والإله الأكبر خلقه إله أكبر منه التسلسل الممنوع .
فالنتيجة أن الله الذي تعبده الباطنية الإسماعيلية لا يعلم بحال عبيده أصلاً
فكيف يستحق بل كيف ترفع حاجتك كعبد أصابتك مصيبة أو حاجة لمن لا يعلم بحالك ولا يقدر أن يفعل لك شيء أبداً بل حتى الحساب والثواب عاجز معبود الباطنية عنهما ولذلك قالوا عن القائم أنه من يحاسب الناس
ويطول الحديث في مثل هذه المواضيع ولكن أرجو أن يكون ما كتبت قريب لفهم العامي الإسماعيلي ليعلم أن من يطيعهم يوردونه النار لا محالة.