عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-12, 07:39 AM   رقم المشاركة : 2
وميـض
مشترك جديد






وميـض غير متصل

وميـض is on a distinguished road


رابعا،،
أقسام الكفر باعتبار بواعثه وأسبابه،،

ذكر الامام البغوي في تفسيره:
((الكفر على أربعة أنحاء: كفر إنكار، وكفر جحود، وكفر عناد، وكفر نفاق))

وقال الامام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين:
((الكفر الأكبر خمسة أنواع: كفر تكذيب، وكفر إستكبار وإباء مع التصديق، وكفر إعراض، وكفر شك، وكفر نفاق))

وذكر الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في معارج القبول شرح سلم الوصول:
((أنواع الكفر لا تخرج عن أربعة: كفر جهل وتكذيب، وكفر جحود، وكفر عناد واستكبار، وكفر نفاق))

ونخرج من هذه التقسيمات بستة أنواع:
1-الإنكار والتكذيب،،
2-الجحود،،
3-العناد والاستكبار،،
4-النفاق،،
5-الإعراض،،
6-الشك،،

ونفصل فيها،،
1-كفر الإنكار والتكذيب:
قال البغوي في تفسيره:
((كفر الإنكار هو: ألا يعرف الله أصلا، ولا يعترف به، وكفر به))

وقال ابن القيم في مدارج السالكين:
((هو اعتقاد كذب الرسل))

وهذا النوع قليل لكونه ناشئاً بسبب الجهل، وهو قليل بالنسبة لغيره كم الأنواع، لقيام الحجة على الناس بإرسال الرسل،،

قال ابن القيم رحمه الله:
((وهذا القسم قليل في الكفار، فإن الله تعالى أيد رسله وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة))

2-كفر الجحود:
قال ابن الأثير في النهاية:
((هو أن يعرف الله تعالى، ولا يقر بلسانه))

وقال الشيخ حافظ رحمه الله:
((إن كتم الحق مع العلم بصدقه فكفر جحود وكتمان))

من أدلة هذا النوع قول الله عزوجل:
((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا))

وقال الله عزوجل:
((فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ))

وكفر الجحود نوعان:
أ-كفر مطلق:
وهو أن يجحد الربوبية أو جملة ما أنزل الله عزوجل، أو إرسال الرسل،،

ب-كفر مقيد:
وهو أن يجحد فرضاً من فروض الإسلام، أو تحريم محرم ، خبراً أخبر الله به ورسوله،،

3-كفر العناد والاستكبار:
نقل الأزهري في تهذيب اللغة عن الليث أنه قال:
((عند الرجل يعند عنواد، وعاند معاندة، وهو: أن يعرف الشيء ويأبى أن يقبله، ككفر أبي طالب، وكان كفره معاندة، لأنه عرف وأقر وأنف أن يقال: تبع ابن أخيه فصار بذلك كافراً))

وقال البغوي في تفسيره:
((وكفر العناد هو: أن يعرف الله بقلبه، ويعترف بلسانه، ولا يدين به ككفر أبي طالب حيث يقول:
ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا،،
لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك مبينا،،
))

قال الله عزوجل في إبليس اللعين:
((إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ))

قال ابن القيم رحمه الله:
((وأما كفر الإباء والإستكبار: نحو كفر إبليس، فإنه لم يجحد أمر الله ولا قابله بالإنكار، وإنما تلقها بالإباء والاستكبار، ومن هذا كفر من عرف صدق الرسول))

4-كفر النفاق:
قال البغوي:
((وأما كفر النفاق فهو أن يقر باللسان ولا يعتقد بالقلب))

وقال ابن القيم:
((هو أن يظهر بلسانه الإيمان وينطوي قلبه على التكذيب))

وقال شيخ الإسلام في شرح حديث جبريل:
((وأساس النفاق الذي يبنى عليه: الكذب، والمنافق لابد أن تختلف سريرته وعلانيته، وظاهره وباطنه))

والنفاق نوعان:
أ-نفاق أكبر:
ويسمى بالنفاق الاعتقادي وهو أن يظهر صاحبه الإيمان وهو في الباطن منسلخ من ذلك مكذب له، وهو مخرج من الملة موجب للخلود في الدرك الأسفل من النار،،
قال تعالى:
((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ))

ب-نفاق أصغر:
ويسمى بالنفاق العملي وهو النفاق في الأعمال: مثل الكذب وإخلاف الوعد والخيانة، وغير ذلك من شعب النفاق، والأصل فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم:
((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان))
وهو لا ينقل من الملة وتوجد خصاله في أصحاب الكبائر من أهل الملة،،

5-كفر الإعراض:
قال ابن القيم:
((وأما كفر الإعراض، فأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول، لا يصدقه ولا يكذبه ولا يواليه ولا يعاديه ولا يصغي إلى ما جاء به البتة، كما قال أحد بتي عبد ياليل للنبي صلى الله عليه وسلم:
((والله لا أقول لك كلمة، إن كنت صادقاً فأنت أجل في عيني من أرد عليك، وإن كنت كاذباً فأنت أحقر من أن اكلمك)) اهـ
))

قال الله عزوجل:
((وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ))

6-كفر الشك:
قال ابن القيم:
((ألا يجزم بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وكذبه بل يشك في أمره، وهذا لا يستمر إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم جملة فلا يسمعها ولا يلتفت إليها، وأما مع إلتفاته إليها ونظره فيها فلا يبقى معه شك))

وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
((كفر الشك، وهو كفر الظن والدليل عليه قول الله عزوجل:
((وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا، وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا، قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا))

ويقول القاضي عياض في الشفا:
((اعلم أن من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما أو جحده أو حرفا منه أو آية، أو كذب به أو بشيء منه أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم وخبر، أو أثبت ما نفاه، أو نفى ما أثبته، على علم منه بذلك، أو شك في شيء من ذلك، فهو كافر عند أهل العلم أجمع))

خامساً،،
أقسام الكفر باعتبار ما يقوم به من أعضاء البدن، وهو ثلاث أقسام:
1-كفر قلبي،،
2-كفر قولي،،
3-كفر عملي،،

يقول الإمام عبدالله بن الزبير الحميدي:
((أخبرت أن قوما يقولون: إن من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئا حتى يموت، أو يصلي مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن ما لم يكن جاداً... إذا كان يقر بالفرائض واستقبال القبلة، فقلت: هذا الكفر الصراح وخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفعل المسلمين))

ويقول الإمام أبو ثور إبراهيم بن خالد:
((فاعلم يرحمنا الله وإياك أن الإيمان تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوراح، وذلك ليس بين أهل العلم خلاف في رجل لو قال: أشهد أن الله عزوجل واحد وأن ما جاءت به الرسل حق وأقر بجميع الشرائع ثم قال: ما عقد قلبي على شيء من هذا ولا أصدق به أنه ليس بمسلم))

قال فقيه المغرب محمد بن سحنون المالكي:
((أجمع العلماء أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم والمتنقص له كافر، والوعيد جارٍ عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة: القتل، ومن شك في كفره وعذابه كفر))

ويقول محمد بن الوليد السمرقندي:
((إذا أطلق الرجل كلمة الكفر عمداً لكنه لم يعتقد الكفر، قال بعض أصحابنا: لا يفر لأن الكفر يتعلق بالضمير ولم يعقد الضمير على الكفر، وقال بعضهم: يكفر وهو الصحيح عندي لأنه استخف بدينه))

يقول السبكي:
((التكفير حكم شرعي سببه جحد الربوبية أو الوحدانية أو الرسالة أو قول أو فعل حكم الشارع بأنه كفر، وإن لم يكن جحداً))

ويقول محمد بن عبدالرحمن العثماني:
((الردة هي: قطع الإسلام بقول أو فعل أو نية))

وقال مرعي بن يوسف الكرمي:
((ويحصل الكفر بأحد أربعة أمور: بالقول....وبالفعل....وبالإعتقاد.....وبالشك))

وقال عثمان بن محمد البكري الشافعي:
((وحاصل الكلام على أنواع الردة أنها تنحصر في ثلاثة أقسام: اعتقادات، وأفعال، وأقوال، وكل قسم منها يتشعب شعباً كثيرة))

وتوضيح هذه الأقسام،،
-الكفر القلبي أو الاعتقادي، مثل:
1-اعتقاد كذب النبي صلى الله عليه وسلم،،
2-التكذيب بشيء مما جاء به،،
3-الشك في صدقه،،
4-اعتقاد شريك لله في ربوبيته أو أسمائه وصفاته أو في ألوهيته،،
5-اعتقاد استباحة المحرمات الظاهرة،،
وهناك غيرها من المكفرات الاعتقادية،،

-الكفر القولي، مثل:
1-سب الله عزوجل،،
2-سب الرسول صلى الله عليه وسلم،،
3-ادعاء النبوة،،
وغيرها أيضا،،


-الكفر العملي، وهو ينقسم إلى قسمين:
1-مخرج من الملة،،
2-غير مخرج من الملة،،

قال ابن القيم رحمه الله:
((وأما كفر العمل فينقسم إلى: ما يضاد الإيمان، وإلى ما لا يضاده، فالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وقتل النبي صلى الله عليه وسلم وسبه يضاد الإيمان، وأما الحكم بغير ما أنزل الله، وترك الصلاة، فهو من الكفر العملي قطعاً ولا يمكن أن ينفى عنه اسم الكفر بعد أن أطلقه الله ورسوله عليه، فالحاكم بغير ما أنزل الله كافر، وتارك الصلاة كافر، بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هو كفر عمل لا مكر اعتقاد))

يريد بذلك أنه كفر أصغر وليس كفراً أكبر، فالمشهور في كلام بعض أهل العلم إطلاق الكفر العملي على الكفر الأصغر، فيذكرونه في مقابل الكفر الاعتقادي المخرج من الملة، يدل على ذلك قول ابن القيم رحمه الله في معنى حديث:
((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر))
((ففرق بين قتاله وسبابه وجعل أحدهما فسوقا، ولا يكفر به، والآخر كفراً، ومعلوم أنه إنما أراد الكفر العملي لا الاعتقادي، وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الإسلامية والملة بالكلية))

وقد علق الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله على مسألة تقسيم الكفر العملي إلى مخرج من الملة وغير مخرج من الملة فقال:
((إذا قيل لنا:هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب، وسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والهزل بالدين، ونحو ذلك، وهذا كله من الكفر العملي فيما يظهر، فلم كان مخرجاً من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي؟))

ثم قال:
((اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي، إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوار فيما يظهر للناس، ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده، لا يبقى معها شيء من ذلك، فهي وإن كانت عملية في الظاهر، فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولابد، ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد))


ملاحظة:
زعم الجهم بن صفوان أن قول كلمة الكفر ليست كفراً في الباطن ولكنها دليل على الكفر، وهذا زعم باطل، قال شيخ الإسلام:
((وهؤلاء القائلون بقول جهم والصالحي قد صرحوا بأن سب الله ورسوله والتكلم بالتثليث وكل كلمة من كلام الكفر ليس هو كفراً في الباطن، ولكنه دليل في الظاهر على الكفر، ويجوز مع هذا أن يكون هذا الساب الشاتم في الباطن عارفاً بالله موحداً له مؤمناً به))

وقال أيضاً:
((وإذا تكلم بكلمة الكفر طوعاً فقد شرح بها صدراً وهي كفر))

والخلاصة هنا أن المرء متى ما قال كلمة الكفر بإرادته واختياره وقع عليه حكم الكفر سواء اعتقد ما قاله أو لم يعتقد..

ويتبع بإذن الله،،