الموضوع: فقه الجهاد
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-01-11, 10:31 PM   رقم المشاركة : 6
مجيدي
عضو ماسي







مجيدي غير متصل

مجيدي is on a distinguished road


(وفي سبيل الله)


لمَّا كان الجهاد في سبيل ، من أحب الأعمال إلى الله تعالى ،
حيث تبذل المهج والأرواح في سبيل الله دفاعاً عن الدين
وحفظاً للحريم وبيضة المسلمين ،


لهذا كانت هذه الفريضة في حاجة لنفقة
الأموال فضلاً عن الأرواح ، ولكي يتحقق ذلك فرض الله
سبحانه للمجاهدين في سبيله سهماً من أسهم الزكاة ،
قال تعالى : ﴿ ِإنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ
عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي
سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
﴾ 0


والراجح من أقوال العلماء في المراد بـ ( في سبيل الله )
الجهاد في سبيل الله تعالى ،

وهذا أولى من الذهاب من المراد المعنى العام
( الفقراء والمساكين والمؤسسات والمساجد 00) ،
لأن المعنى العام لا يصلح أن يراد هنا ،
لأنه بهذا العموم يتسع لجهات كثيرة ،
لا تحصر أصنافها فضلاً عن أشخاصها0



وهذا ينافي حصر المصارف في ثمانية ،
كما هو ظاهر الآية ،
وكما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات
حتى حكم فيه هو فجزأها ثمانية أجزاء
0

كما أن في سبيل الله بالمعنى العام يشمل جميع أصناف
الزكاة الأخرى ، وهذا تكرار ،
وكلام الله البليغ المعجز يجب أن ينزه عن التكرار بغير فائدة ،
فلابد أن يراد به معنى خاص يميزه عن بقية المصارف ،

وهذا ما فهمه المفسرون
والفقهاء من قديم 0
وقالوا :
إنه المراد عند الإطلاق ،

ولهذا قال ابن الأثير :
إنه صار لكثرة الاستعمال فيه كأنه مقصور عليه 0



ومما يؤيد ما قاله ابن الأثير :
ما رواه الطبراني : أن الصحابة كانوا يوماً مع رسول الله
، فرأوا شاباً جلداً ، فقالوا : لو كان شبابه في سبيل ؟
يريدون نصرة الإسلام والجهاد في سبيله 0



ويمكن أن يشمل الإنفاق هنا كل أنواع الجهاد ،
كالجهاد بالقلم ، والجهاد الفكري ،
والاجتماعي ، والسياسي ، والاقتصادي
والتربوي والعسكري 0

فكل هذه الأنواع من الجهاد تحتاج إلى الإمداد والتمويل 0
المهم أن تكون في سبيل الله أي نصرة الإسلام
وإعلاء كلمته في الأرض ، فكل جهاد أريد به
أن تكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله
0 أياً كان نوع هذا الجهاد وسلاحه 0


يقول الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى :
( وفي سبيل الله ) :
" يعني وفي النفقة في نصرة دين الله وطريقته وشريعته
التي شرعها الله لعباده ،
بقتال أعدائه وذلك هو غزو الكفار
" 0



ومما يجب التنبيه عليه هنا :
أن بعض المسلمين يحسبون
أن كل من حمل السلاح
ممن ينتسبون بأسماء إسلامية
يعتبر في سبيل الله أياً
كانت وجهته وغايته ، وشعاره ورايته ،
سواء خاض المعركة باسم
الله أم باسم غيره من المخلوقين
0
وسواء كانت التي يقاتل تحتها
إسلامية أم جاهلية ،
فلا فرق عندهم بين الحرب
الإسلامية والحرب القومية
أو الوطنية أو الطبقية 0



والذي نؤكده أن الحرب
إنما تكون (
في سبيل الله )
إذا ارتبطت بدوافع إسلامية
وأهداف إسلامية 0
أعني أن تكون حرباً لنصرة الدين
وإعلاء كلمته ،
والدفاع عن دار الإسلام وكرامة الأمة
وهذا الذي يميز الحرب الإسلامية عن غيرها
0


فإذا خلت الحرب من هذا العنصر الروحي
فقد أصبحت حرباً دنيوية عادية ،
ومن ثم لا يجوز أن
يصرف فيها درهم واحد من مال الزكاة ،
بزعم أنها في سبيل الله
0


يتبع






من مواضيعي في المنتدى
»» فلسطينوا العراق ضحية الحقد الصهيوشيعي
»» إشتباكات بين رجال أمن الدولة الفارسية وأهالي قرية قلعة طرفي
»» معثور يالصفـــار وأبوك للنـــار
»» تعالوا ياأبنائي الشيعة لأحكي لكم عن امجاد اجدادكم في نصرة الأسلام والمسلمين
»» نهاية الرافضة قريبا