تمضي في دروب الدنيا
وتسير في جميع الطرق
وتدخل سائر المنعطفات
تتصرف كما تشاء
وتفعل ما تريد
وتعيش على كيفك
ومهما طالت الدروب
ومهما زادت المسافات
ومهما تطاولت الأزمان
هناك لافتة ستقول لك قف
وستقف رغما عنك
شئت أم أبيت
رضيت أم سخطت
إنها نهاية الطريق
إنها نهاية الوقت المحدد
إنها ساعة الرحيل
أنت الآن وحدك
لا مال
ولا عيال
ولا قوة
ولا جماعة
وحدك ووحدك فقط
معك فقط عملك
الذي سيكون المرافق الإجباري لك للدار الآخرة
فإذا كان العمل حسنا فأنعم به من رفيق
وإذا كان سيئا فبئس الرفيق
فهل أعددت نفسك لهذه الساعة القادمة لا محالة
والتي لا تعرف موعدها
لو كانت هذه الساعة الآن
فهل عملك يصلح ليكون نعم الرفيق أم لا يصلح ؟
إن كان يصلح فاستمر بارك الله فيك
وإن كان لا يصلح فهذا أوان الإصلاح والتدارك
فأدرك نفسك
وأصلح عملك
وما تؤخر فعله للأزمان القادمة
فافعله الآن فهذا وقته ووقتك
والأزمان القادمة قد لا تأتي
وقد لا تصل إليها
قال الحق سبحانه وتعالى :
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ
وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا
فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }