عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-14, 04:46 AM   رقم المشاركة : 10
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


الوجه التاسع :

أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الناصح الأمين المبلغ عن رب العالمين وقف في حجة الوداع يخطب الناس بمنى يوم الأضحى وذلك بعد أن نزل عليه قول الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )

وقبل أن يموت صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر ويومين فقط وقف يخطب ويقول ( أيها الناس أي يوم هذا ؟ قالوا : يوم حرام . قال : أي شهر هذا ؟ قالوا : شهر حرام . قال : أي بلد هذا ؟ قالوا : بلد حرام . قال ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .)

وفي رواية ( إلى يوم تلقون ربكم اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت)

يقولها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً قال ابن عباس رضي الله عنهما ( والذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته . قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فليبلغ الشاهد الغائب ) .


ونحن نشهد الله تعالى وملائكته وأنبياءه وجميع خلقه بأن رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ونصح لأمته حتى تركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك فصلى الله وسلم وبارك عليه وجزاه عن أمته أفضل الجزاء


ونشهد الله وملائكته وأنبياءه وجميع خلقه بأن الله تعالى قد صدق وعده وحفظ دينه بما قيض الله لنبيه من صحابة كرام قد حفظوا كتاب الله وسنة ونبيه لفظاً ومعنى فرضي الله عنهم وجزاهم عن الأمة أفضل الجزاء .

فأنت ترى في هذا الحديث العظيم أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم هذه الأشياء الثلاثة : الدم والمال والعرض بنص بين صريح محكم حرمها تحريماً مؤكداً وحكماً عاماً مؤبداً لم يأت بعده ماينسخه ولن يأتي بعده ماينسخه لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل أمد هذا الحكم يوم نلقى ربنا وهو يوم القيامة وهو ناسخ لجميع ماقبله قطعاً إن كان هناك نصوص توهم استباحة شئ من المال بغير حق كتلك النصوص التي يتخبط دعاة الاشتراكية في تحريفها وتنزيلها على مايذهبون إليه فأخطئوا من وجوه ثلاثة :

1) ترك المحكم الصريح إلى المتشابه .

2) تحريفهم النصوص التي ذهبوا إليها .

3) تنزيل تلك النصوص على مايذهبون إليه من الرأي الباطل .

والواجب على المسلم أن ينزل الوقائع والأنظمة ويطبقها على النصوص لاأن ينزل النصوص ويطبقها على الأنظمة والوقائع وهذا الأمر -وهو تطبيق النصوص على الواقع وإن لم يكن في النصوص مايدل عليه - أمر ابتلي به كثير من المتأخرين الذين يزعمون أنهم للإسلام منتصرون وأن هذا هومعنى كون الإسلام صالحاً لكل زمان ومكان

وهم في الحقيقة مفترون فإنهم لم ينتصروا للإسلام بل جعلوا الإسلام خاضعاً ذليلاً تابعاً لغيره

والواجب أن يجعل الإسلام عزيزاً متبوعاً وأن تطبق الأحكام والنظم عليه حتى تصلح به الأمور وتستقيم والله الموفق .

فإذا كان هذا الحديث ناسخاً لماسبقه وهو غير منسوخ ولايمكن فيه النسخ تعين العمل به .

وفي هذا الحديث العظيم جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الدماء والأموال والأعراض في الحكم وأقسم ابن عباس رضي الله عنهما الذي فقهه الله في الدين وعمله التاويل بأن هذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم إلى امته فعلينا أن نقبل وصية النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأمور الثلاثة من غير تفريق .

ولكن الاشتراكيين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه فقبلوا ذلك في الدم والعرض

وردوه بالنسبة إلى المال حيث حرموا الدم والعرض حتى في المواضع التي أباحها الله ورسوله

وأباحوا أخذ المال بغير حق وهم في تحريمهم للدم منحرفون حيث حرموه في المواضع التي أباحه الله فيها وأباحوه إذا اقتضت سياستهم المنحرفة ذلك .