عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-07, 11:21 AM   رقم المشاركة : 6
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road



الدليل السابع :

قال المؤلف : (( وقال الله تعالى ﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين﴾ :

في هذا النص بيان أن الصحابة رضوان الله عليهم استغاثوا بالله سبحانه فاستجاب لهم فأغاثهم وأمدهم بألف من الملائكة عليهم السلام والملائكة من جنود الله تعالى يغيث بهم من يشاء من عباده والذي يغيث بالملائكة هو الله تعالى وقدرته قابلة أن يغيث بها من شاء من عباده وأن يغيث عباده بعضهم ببعض لأن الخلق جميعا سواء من حيث الإمكان والحدوث وجواز تعلق صفات الله تعالى بهم .

ومن الذي أوجب على الله تعالى أن يمد الملائكة ويمد بهم فقط ولا يمد بالأنبياء والأولياء الصالحين والجميع حولهم وقوتهم بالله سبحانه وتعالى والتفريق بين
الملائكة والأنبياء والأولياء من قبيل التفريق بين المتماثلين وهو مخالف لما عليه المحققون )) [ ص 91 ] .

قلت : ودليله هذا حجة عليه لا له ، وذلك لأن الصحابة رضوان الله عليهم لما وقعوا في الشد التجئوا إلى الله عز وجل وحده واستغاثوا به ، والرسول صلى الله عليه وسلم أقرهم على هذا بل هو معلمهم هذه المسألة وهي اللجوء إلى الله تعالى وحد في حال الشدائد والكرب ، أما ما يدعو له المؤلف هو أن يترك المسلم هذا التعليم النبوي والسنة النبوية في الشدائد إلى سنة المبتدعة على أقل أحوالهم في اللجوء إلى المقبورين وربما الزنادقة ليفرجوا عنهم كربهم وشدائدهم ، فشتان بين الثرى والثريا .

فما حجة المؤلف في تغيير سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في الشدة والكرب ؛ حجته في قوله : (( والملائكة من جنود الله تعالى يغيث بهم من يشاء من عباده والذي يغيث بالملائكة هو الله تعالى وقدرته قابلة أن يغيث بها من شاء من عباده وأن يغيث عباده بعضهم ببعض )) فأقول : شتان بين ما يدعو له المؤلف وبين فعل الصحابة ، فالصحابة دعوا الله عز وجل وحده ، فالله سبحانه وتعالى يستجيب لهم ويفرج عنه كربهم بأي طريقة شاء ، سواء أرسل ملائكة أو يقذف الرعب في قلوب الكفار أو يرسل ريحا كما في غزوة الأحزاب ، فالأمر كله إليه ثم أن النصر لم يكن بالملائكة وما النصر إلا من عند الله عز وجل وجاءت الملائكة من حيث البشرى للمؤمنين لقوله تعالى : (( وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) [الأنفال : 10] .

والمؤلف هداني الله وإياه إلى الحق لا يفرق بين أن يدعو المرء الله عز وجل مباشرة كما هو حال الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان عليهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم ، وبين حال الصوفية الذين تعلقت قلوبهم بالأضرحة والأولياء فهو لا يلجئون في حال غربتهم أو رهبتهم إلا للأضرحة والأولياء بحجة التوسل بهم ليقربوهم إلى الله زلفى فيضاهون عمل المشركين كما أخبر الله عز وجل عنهم بقوله : (( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )) (الزمر : 3 ) ، ويقولون أيضا التوسل بهؤلاء أدعى لاستجابة الدعاء ، فنقول : أنتم لم تخلصوا الدعاء أصلا حتى يستجاب لكم ، فأنتم تدعو الجيلاني والبدوي والرفاعي وغيرهم ممن تعتقدون بهم الصلاح ، فيأتي أحدكم إلى الضريح ويطلب من المقبور فيه أن يشفي مرضه أو يفرج همه أو ينجحه في الاختبارات ... الخ من الطلبات فشتان بين فعل الصحابة رضوان الله عليهم وبين فعل الصوفية ولا سيما المتأخرين منهم .

وقول المؤلف : (( ومن الذي أوجب على الله تعالى أن يمد الملائكة ويمد بهم فقط ولا يمد بالأنبياء والأولياء الصالحين والجميع حولهم وقوتهم بالله سبحانه وتعالى والتفريق بين الملائكة والأنبياء والأولياء من قبيل التفريق بين المتماثلين وهو مخالف لما عليه المحققون )) أقول : يا ليت المؤلف يسمي الأسماء بالمتعارف عليها ، فيقول : (( وهو مخالف لما عليه الصوفية )) بدلا من المحققين ، حتى يكون القاري على بينة من دينه ، وجوابا على كلامه أقول : لقد أخبر الله عز وجل أنه أمد المسلمين بالملائكة فهل أخبر أنه أمد أناس بالأنبياء والصالحين بعد موتهم ؟! فهذا قياس فاسدة لا يصلح في مثل هذه العقائد التي تخلو من دليل وما هو إلا آراء الصوفية التي انفردوا بها عن شريعة الإسلام ، وقوله : ((والتفريق بين الملائكة والأنبياء والأولياء من قبيل التفريق بين المتماثلين وهو مخالف لما عليه المحققون )) ، فهل المحققون يقولون بتماثل الأنبياء والملائكة ؟؟ فهل يساوون الملائكة بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟؟

الدليل الثامن :

المؤلف : (( وقال تعالى ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما﴾ )) [ ص 91 ] ، ثم ذكر بعد ذلك بعض أقوال المفسرين .

قلت : المؤلف يعلم أن ليس في الآية دليل على التوسل بالذات بل هو توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو استغفاره للصحابة ، ولكن عمدته في الاستدلال بهذه الآية قصة العتبي والأعرابي وإليك بينان ذلك .

قال المؤلف : (( وورد في تفسير ابن كثير: عند قوله تعالى: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم ..﴾ ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول: ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاوؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما﴾ وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم انشد يقول:

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه = فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه = فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فقال: «الحق بالأعربي فبشره أن الله قد غفر له»
)) [ ص 92 ] .

قلت : وقصة الأعرابي هذه ضعفها أهل العلم ، وقد أخرجها البيهقي في شعب الإيمان فقال : (( أخبرنا أبو علي الروذباري نا عمرو بن محمد بن عمرو بن الحسين بن بقية إملاء نا سكر الهروي نا أبو زيد الرقاشي عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي قال حج أعرابي ... الحديث )) [ ص 495 / 3 ] فذكر القصة . فعمرو بن محمد وسكر الهروي ، أبو يزيد الرقاشي لم أجد لهم ترجمه فهم مجاهيل ، ولذلك قال ابن عبد الهادي إسناد مظلم .

قال ابن عبد الهادي عن هذه القصة : (( وفي الجملة ليست هذه الحكاية المنكورة عن الأعرابي مما يقوم به حجة وإسنادها مظلم مختلف ولفظها أيضا ، ولو كانت ثابتة لم يكن فيها حجة على مطلوب المعترض ( يعني السبكي ) ولا يصلح الاحتجاج بمثل هذه الحكاية ، ولا الاعتماد على مثلها عند أهل العلم وبالله التوفيق )) [ الصارم المنكي ص 253 ] .

وهذا ديدن الصوفية في الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة بل الموضوعة ، وما ذاك إلا أنهم اعتقدوا ثم دللوا فلم يسعفهم الدليل الصحيح فانتقلوا إلى الضعيف والموضوع .

ومن عجيب استدلال الصوفية على صحة بعض أدلتهم أن يكون الحديث مسندا أو رواه أحد الأئمة أو أخرجه أو ذكره في مصنفه ، وذلك قال المؤلف : (( هذا وقد روى هذه القصة غير من مضى من الأئمة:
1- الإمام النووي في كتابه الإيضاح .
2- وابن قدامة في كتابه المغني .
3- وأبو الفرج بن قدامة في كتابه الشرح الكبير.
4- والشيخ منصور البهوتي في كتابه المعروف بكشفا القناع من أشهر كتب المذهب الحنبلي ولم يذكر واحد منهم أن هذا الفعل إشراك بالله تعالى فيكون إقرارا منهم بالتوسل
)) [ ص 93 ] ، فهذا كاف عندهم لصحته ، ضاربين القواعد العلمية في قبول الخبر أو أنهم لا يعلمون هذه القواعد حتى صححوا بعض الأحاديث عن طريق الكشف !! وعندما يكون الحديث في الصحيحين ويخالف مذهبهم يضعفونه بأي طريقة كانت كما حكم عبد الله الغماري على حديث : (( لعن الله اليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) [ الفوائد المقصودة ص 38 ] ، لأنه خالف عقيدتهم من اتخاذ الأضرحة مساجد ، فعل المصنف في احتجاجه بهذا الحديث أكبر دليل على ما أقول ، فالمنهجية تختلف بين أهل السنة والجماعة والصوفية ، فكل له أصوله التي يبني عليها الأحكام فلذلك اختلفوا أشد الاختلاف .

وأما قوله : (( ولم يذكر واحد منهم أن هذا الفعل إشراك بالله تعالى فيكون إقرارا منهم بالتوسل )) ولا اعلم كيف يحكم بمثل هذا الحكم لمجرد إيراد هذه القصة ، ولا سيما إذا صدر الذاكر للقصة في بدايتها أحد صيغ التضعيف كما فعل ابن قدامة في المغني حيث قال : (( ويروى عن العتبي قال كنت جالسا ... الحديث )) [ المغنى ص 298/2 ] المؤلف ليس لديه اعتبار لمثل هذه الألفاظ التي يفهمها العلماء وطلبة العلم ، وعلى فرض صحة ما ادعاه فقد بينا أن القصة غير صحيحة فما بني على باطلة فهو باطلة ولو قال به جميع أهل الأرض ، فيا عجبا لمثل هذه القواعد !!








التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» لا يا سلفية الذكر له شروط فرجاء من غير تعصب
»» الرد شبهة إيجابهم اتخاذ الشيخ عند الصوفية
»» ترجمة سيدي أحمد البدوي من كتب الصوفية
»» مناظرة أخرى للدكتور عبد الله بدر مع صوفى بتاريخ 21 رمضان 1429
»» خبر عاجل ومفرح عودة منتدى السرداب