عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-11, 01:33 AM   رقم المشاركة : 4
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


اخطر محاولة لسرقة جسد النبي صلى الله عليه وسلم

-----------------------------
ابو سعد الانبار10-01-2007,
اخطر محاولة لسرقة جسد النبي صلى الله عليه وسلم
كثيرة هي المحاولات التي قام بها اعداء الاسلام للنيل من النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وسرقة جسده الطاهر الزكي وقد ذكرها العلماء المسلمون في كتبهم بالتفصيل ولكن تبقى هناك محاولة هي الاخطر من بين تلك المحاولات ولكن مع ذلك بقيت تلك المحاولة مجهولة حبيسة المذكرات اليومية لتلك الرحلة البحرية التي قام بها البرتغاليون وأرخوها وكتبوها بدقة فبقيت طي الكتمان لايعلم بها المسلمون حتى ظهرت في كتاب طبع مؤخرا يعتمد على تلك المذكرات في سرد احداثه التي وقعت سنة 1513 حيث قام الفونسو البوكريك بتاريخ 8 شباط 1513 بالابحار من الهند للقيام بحملته والتي كان الهدف منها مهاجمة المدينة المنورة بعد السيطرة على مدينة ينبع وهي اقرب ميناء بحري الى المدينة المنورة حيث يصف شهود العيان ان الواقف على سطح المنزل في ينبع يرى الاطراف العليا لمآذن المسجد النبوي حيث لايوجد الا من يقوم الليل وهم قلة من الناس فيحفروا القبر ويستخرجوا الجسد الزكي ويعودوا به الى سفينتهم ، وقد كان الهدف من ذلك ان يقايضوا دولة المماليك التي كانت تحكم مصر والشام والحجاز ان لايعيدوا اليهم الجسد الشريف الا بشرطين : الاول : ان يعطوا كنيسة القيامة في بيت لحم ليجعلوها مملكة صليبية . والثاني : السماح لهم بتهجير مليون متطوع اوربي الى السودان وكان الهدف الغير معلن من ذلك ان يقوم هؤلاء بتحويل مجرى نهر النيل ليصب في البحر الاحمر وبذلك تموت مصر جوعا وعطشا وبذلك يفتح الباب لاوربا لغزو العالم الاسلامي حيث كانت مصر عقبة كبيرة امامه .
وعلى هذا الاساس قامت هذه الحملة التي انطلقت في 8 شباط 1513 حيث تكونت من 20 سفينة ومدمرة بحرية حربية بقيادة 20 ضابط وعلى متنها 1700 جندي برتغالي و 850 جندي هندي ووصل الاسطول الى جزيرة سقطرة حيث استقبله سكانها النصارى وزودوه بالماء والمؤن ثم اتجه نحو مدينة عدن لاحتلالها لتكون القاعدة الخلفية لعمليتهم ، فشلت عملية احتلال مدينة عدن وخسرت القوات البرتغالية عدد كبير من رجالها فانسحب الاسطول الى مدينة سقطرة ثانية لاعادة التنظيم وطلب الامدادات من الهند فكان هذا هو الفشل الاول في هذه العملية .
اقلع الاسطول باتجاه البحر الاحمر هذه المرة فاخترق باب المندب ولم تكن هناك قوة بحرية تواجهه فالقى مراسيه على جزيرة صغيرة مقابل البر اليماني فوجد اربع سفن حبشية تجارية فيها عدد من الركاب الاحباش فامر البوكريك بقطع انوفهم وآذانهم وانزلهم الى البر ثم اتجه شمالا نحو جزيرة كمران القريبة من البر اليماني لتنفيذ العملية .
انتبه المسلمون لهذا الاختراق البرتغالي للبحر الاحمر فحشدوا جيشهم على الساحل مقابل الاسطول ولم يكونوا يعرفون حقيقة هذا الغزو الا بصورة شكلية فارسلوا رسولا الى مكة لاخذ الاستعدادات اللازمة وارسلوا رسالة اخرى الى حاكم مصر السلطان قانصوة الغوري لاعلامه بالموقف .
في اليوم المحدد للهجوم اوائل شهر تموز رفعت السفن اشرعتها وشحذ الجنود سيوفهم وتهيأت المدافع للرمي فجاء انذار من السماء للبوكريك ان سفينته غرزت بالرمال ولم تتحرك فكان هذا هو الفشل الثاني .
اصر البوكريك على تنفيذ العملية ببقية السفن وما ان غادرت جزيرة كمران حتى حصلت معجزة الهية اخرى كانت بشكل ريح صرصر عاتية غير مألوفة تهب من جهة الحجاز فمزقت اشرعة السفن وادخلتها الواحدة بالاخرى ودفعتها لتصطدم ببعضها البعض وتقهقرت حتى عادت للجزيرة الا ان ذلك كله لم يوقف المجرم عن المحاولة من جديد لمواصلة العملية ، تحرك الاسطول ثانية وماحدث في المرة السابقة حدث ثانية واعادته الريح مرة اخرى في اليوم الثاني ثم ثالثة ورابعة وخامسة وسادسة وهكذا الى نهاية شهر تموز فكان هذا هو الفشل الثالث في العملية وتكرر لعدة مرات .
وفي آخر ليلة من شهر تموز وبينما كان البوكريك مجتمعا مع ضباط اركان حربه يتدارس معهم تنفيذ الخطة في اليوم التالي ، شهد بنفسه معهم لمعان من الوهج واللهب لم يلبث ان صار كتلة من اللهب يسير في السماء وتتوقف فوق السفن البرتغالية ثم تحرك صوب الحبشة واختفى هناك فكان هذا هو الانذار النهائي وهنا ايقن البوكريك وضباطه وجنوده بانهم يحاربون الله وان مقصدهم وهدفهم لايرضى عنه الله وان الله قد اعطاهم انذار آخر بانه سيحرقهم ان أصروا على عملهم .
استسلم البوكريك لارادة الله واصدر اوامره بالعودة وقفل راجعا الى الهند يجر اذيال الخيبة والفشل وحمى الرب جل جلاله نبي صلى الله عليه وسلم وعصمه من الناس .

--------------------------------------------------------------------------------
ابو سعد الانبار10-02-2007,
نشرت هذا النوضوع مجلة الفتوى في عددها رقم 100 ص 20 في تموز 2001 مترجما عن كتاب باللغة البرتغالية وهو عبارة عن يوميات الحرب ص 378 -379 واسم الكتاب alduquer da india afonso deque osonho ثم ظهرت في كتابين اخرين باللغة الانكليزية وهذه المحاولة غير معروفة او موثقة عند المسلمين ولولا تلك اليوميات للسفينة لما عرف عنها شيء


==============

و بحثت في قوقل عن محاولة البوكريك مهاجمة جدة

12:52 ص ‎10/‎09/‎2011
Albuquerque

Albuquerque attempted to reach Jeddah, but the winds were unfavourable and so sheltered
at Kamaran island in May, until sickness among the men and lack of fresh water forced to retreat

======

He failed to sail to Jeddah due to contrary winds, and then withdrew to India after again bombarding Aden.[8]


http://en.wikipedia.org/wiki/Portuguese%E2%80%93Mamluk_naval_war
===========
Portuguese-Persian allianceOn the other hand, the Portuguese, who feared a new expedition from the Mamluks, organized a rapprochement with Persia, and endeavoured to establish an alliance, that could give bases for the Portuguese on the northern shores of the Indian Ocean and create an eastern threat for the Ottomans and the Mamluks.[13] Albuquerque received an ambassador of Shah Ismail at Goa, and returned a letter as well as an ambassador in the person of Rui Gomes.[13] In the letter to Shah Ismail, Albuquerque proposed a joint attack against the Mamluks and the Ottomans:

And if you desire to destroy the Sultan [Qansuh] by land, you can recount on great assistance from the Armada of the King my Lord by sea, and I believe that with small trouble you must gain the lordship of the city of Cairo and all his kingdoms and dependencies, and thus my Lord can give you great help by sea against the Turks, and thus his fleets by sea and you with your great forces and cavalry by land can combine to inflict great injuries upon them
—Letter from Albuquerque to Shah Ismail.[13]

http://en.wikipedia.org/wiki/Portuguese%E2%80%93Mamluk_naval_war

===============

صفحات من تاريخ الغزو البرتغالي للخليج العربي والبحر الأحمر في مطلع القرن السادس عشر


(10)



الدكتور أنيس القيسي






المحاولات البرتغالية للسيطرة على عدن البحر الأحمر





الحملة البرتغالية الأولى للاستيلاء على عدن سنة 1513 (حملة الفونسو البوكيرك).
بعد كثير من المراسلات بين الملك البرتغالي عمانوئيل (1495-1521) والقائد البرتغالي الفونسو البوكيرك، نائب الملك في الهند، الذي تولى حكم الهند لصالح الحكومة البرتغالية منذ سنة 1509 بشأن أهمية عدن وضرورة إحتلالها باعتبارها مفتاح البحر الأحمر، وبعد سبع سنوات من التردد والترقب البرتغالي، قرر البوكيرك أن يعدّ إسطوله ويبحر بحملة عسكرية كبيرة نحو البحر الأحمر، بعد وصول أخبار من بعض الجواسيس اليهود من القاهرة تفيد إن السلطان قانصوه الغوري يُعد حملة ثانية إلى الهند لطرد البرتغاليين منها. وكان إسطول البوكيرك مكونا من (20) تضم (1700) برتغالي و (1000) ماليباري. وانطلقت الحملة في شباط سنة 1513 باتجاه عدن.

في هذه المرحلة كانت اليمن تحت حكم عبد الوهاب الطاهري، آخر السلاطين الطاهريين. أما عدن فقد كانت حينذاك تحت حكم الأمير مرجان الظافري (أو الظفاري). وشاهد بعض السكان طلائع الإسطول البرتغالي وأرعبهم منظره وعلموا إن عدن ستُهاجم، فجهزوا زورقا سريع الحركة، وأوفدوا به مجموعة منهم تمكنوا من الوصول إلى عدن في منتصف الليل قبل وصول القوة البرتغالي إلى هناك. وتوجه الوفد إلى مقر الحاكم مرجان الظافري واخبروه بأمر القوة البرتغالية، فساد الاضطراب والهلع سكان المدينة بسبب ما سمعوه عمّا فعله البوكيرك بإخوتهم في الساحل العماني وسوقطرة من قبل، فسارع قباطنة السفن الموجودة بالميناء إلى الأمير مرجان وطلبوا منه السماح لهم بإفراغ حمولتهم على وجه السرعة وترك الميناء، لكنه رفض ذلك. ويبدو إن خطته كانت إبقاء السفن التجارية بالميناء لتشكل حاجزا يمنع البرتغاليين من الاقتراب نحو ساحل المدينة. وفي ليلة 24/3/1513 وصلت سفن البوكيرك أمام مشارف عدن، وكان الأهالي قد أوقدوا النيران على قمم التلال والمرتفعات لتضئ المكان خوفا من الإنزال البرتغالي ليلا، فانتظر البوكيرك حتى الصباح.

وصلت أنباء اقتراب الإسطول البرتغالي من عدن إلى مسامع السلطان عامر بن عبد الوهاب، الذي كان حينذاك في مدينة (زبيد)، فأمر بتجهيز جيش لإرساله للدفاع عن عدن، كما أمر باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الموانئ الأخرى التابعة لسلطته، وعمل أيضا على تهيئة شعبه وتعبئته من خلال الأدعية والصلاة.

وفي صباح يوم الجمعة، الموافق 25/ 3 / 1513، انتظر البوكيرك أمام ميناء عدن ولم يقم بأية حركة عسكرية، وإنما ظل يراقب أسوار المدينة وتحصيناتها الطبيعية الهائلة ويفكر في كيفية اقتحامها. لذلك، كان قد احضر معه مسبقا بعض السلالم التي صُنعت فيما يبدو لهذه المهمة، مما يدل على انه كان على علم بأسوار المدينة وكيفية اقتحامها بعد النزول إلى البر. وفي الوقت نفسه، كان الأمير مرجان الظافري يفكر في كيفية مواجهة هذه المشكلة، وقرر أن يتخذ مبادرةً باستباق الهجوم على الإسطول البرتغالي، ولكنه لم يفعل ذلك بسبب تهاون البعض من معاونيه.

وعند الظهيرة أمر البوكيرك بعض رجاله على متن سفينتين بالتقدم إلى الميناء لجسّ نبض قوة المدينة واختبار قوة المراكب التي تقف هناك والتحقق عمّا إذا كان بها مقاتلون أو أسلحة، فلم يعثروا على شئ. وقامت القوة الاستطلاعية البرتغالية بسلب بعض السلع التجارية الموجودة بالمراكب، فلم يتعرض لهم احد. وقرر الأمير مرجان إرسال وفد للتفاوض مع البوكيرك لمعرفة نياته وسبب حصاره لعدن، وأرسل مع الوفد هدية من الخراف والفواكه.

ردّ البوكيرك على الوفد اليماني بأنه قائد قوات الملك عمانوئيل وانه في طريقه لإحتلال جدة لمقارعة الإسطول المملوكي المرابط في السويس، وطلب من أمير عدن إعلان ولائه لملك البرتغال وفتح أبواب المدينة لدخول الجيش البرتغالي، وهدد بتهديد السفن الراسية في الميناء ودخول المدينة عنوة في حال رفض الأمر، كما أمهل المفاوضين حتى نهار اليوم اللاحق للرد عليه. وعندما لم يصل الرد من داخل مدينة عدن التي يبدو إن زعيمها قرر الصمود والقتال، نزل الجنود البرتغاليون بواسطة الزوارق الصغيرة التي استولوا عليها من الميناء، وكانت معهم سلالم كبيرة نصبوها على أسوار المدينة. وكان اكبر الارتال المهاجمة هو الرتل الذي يقوده الضابط (غراسيا دي نورنها) المكون من وحدات مشاة وفرسان، الذي أمره البوكيرك بمهاجمة بوابة سور المدينة الرئيسة التي تتواجد بها قوات الدفاع عن المدينة المسلحة ببعض المنجنيقات. وهنا اصدر (دي نورنها) أوامره بالهجوم واندفع الجنود البرتغاليون لوضع السلالم على الجدران الأقصر طولا، وباشروا من هناك للوصول إلى أعلى الأسوار في المدينة. وفي الوقت نفسه بدأت فصائل أخرى من الجيش البرتغالي بمهاجمة سور المدينة الرئيس المطل على الميناء من اجل تحطيمه واقتحام المدينة. ولاقت هذه القوة مقاومة من أهل عدن الذين قاوموهم ومنعوهم من وضع العلم البرتغالي على الجدار، ورموهم بالحجارة من أعلى السور. وعندما لاحظ البوكيرك إن قوات (دي نورنها) تمكنت من الوصول إلى داخل المدينة أوعز إلى ما تبقى من قواته لاقتحام المدينة تماما، في حين ظل هو ينتظر خارجها. وعندما اكتشف سكان المدينة تلك الثغرة التي تسلق منها دي نورنها ورجاله، سارعوا إلى إغلاقها بإرسال مجموعة من الرجال لطرد بقية البرتغاليين الذين كانوا لا يزالون يتدفقون إلى المدينة. ونجحوا في طردهم.

ويذكر احد المؤرخين اليمانيين المعاصرين موقفا غريبا من حاكم المدينة مرجان الظافري لا نعلم سببه وهو الذي رفض تسليم المدينة، إذ يقول إن الأمير مرجان الظافري كان قد همّ بترك قتال البرتغاليين وتوجه نحو مقر سلطته، فأشار عليه احد رفاقه إن ذلك لا يُنجيه في حال إحتلال البلد وعليه أن يخرج لمقاتلة البرتغاليين، فإن نصرهُ الله عليهم نال بذلك عزا عند الله وعند السلطان، وان لم يتحقق النصر فسيفوز بالشهادة ويموت موتا كريما. فركب مرجان فرسه وخرج مع جماعة قليلة من أصحابه. وعندما رأى الناس أميرهم على فرسه يقاتل البرتغاليين دبت العزيمة فيهم وقاتلوا معه بعد أن أوشك البرتغاليون على هزيمة اليمانيين، ولكن الأمور تغيرت بعد هذا الموقف.

أما القسم الثالث من الجيش البرتغالي فقد كان بقيادة القائد (فيدالجو) الذي احتل موقعا وسطا بين رتل البوكيرك ودي نورنها، وتسلق السلالم أيضا، ولكنه تراجع ولم ينجح في دخول المدينة بسبب ثقل جنوده وشدة رمي أهل المدينة وتحطم السلالم. وظل دي نورنها في وسط المدينة دون بقية الجنود البرتغاليين، فجاءه الأمير مرجان ومعه نحو مائة فارس قاتلوا البرتغاليين بشجاعة كما تذكر المصادر، فهرب دي نورنها وتوارى خلف جنوده واُصيب في المعركة، مما اضطر جيشه إلى التراجع، فبدأ ما تبقى من جيشه بالتقهقر هاربين وتوجهوا لاعتلاء أسوار المدينة للعودة من حيث أتوا، فتكدست جموعهم بغير نظام هناك ولم يكن لديهم سلالم، فألقوا بأنفسهم إلى الساحل وهم مثقلون بالحديد، وبقيت مجموعة منهم محاصرة بين السورين الخارجي والداخلي للمدينة، فسقطوا في الفخ. فقد سبق للأمير مرجان الظافري أن أمر بجلب قصب وحرقه ليحترق فيه المُحاصَرون. وفعلا احتلت قوة الفرسان العرب الأسوار التي يعرفون مداخلها ومخارجها وهم يحملون الحطب والزيت والنار. وعندما رأى الجنود البرتغاليون النار مشتعلة أدركوا إن هلاكهم أمر لا محالة فيه، فتراكضوا صاعدين بكل ما أوتوا من قوة ولكن دون جدوى، إذ حوصروا ونالت النار عددا كبيرا منهم، وقُتل هناك الضابط (غارسيا دي سوزا)، وهو احد قادة السرايا، واُبيدت سريته بالكامل داخل المدينة بين السورين. أما بقية الجنود الذين كانوا بقيادة البوكيرك فقد حاولوا تسلق السور أيضا لكنهم فشلوا في محاولاتهم لإنقاذ الموجودين بالداخل. حينذاك، بدأ اليمانيون بإطلاق بعض القذائف بالمنجنيق من على قمة جبل (صيرة) فقُتل وجُرح العديد من البرتغاليين قرب سور المدينة أيضا، مما دفع البوكيرك أن يأمر رجاله بالانسحاب السريع إلى السفن والابتعاد عن الساحل حالا لتفادي الهزيمة التامة.


نتيجة المعركة
بعد انتهاء المعركة غنم اليمانيون دروع القتلى البرتغاليين وأسلحتهم، كما اسروا عددا كبيرا من الجنود الهاربين. وكانت نتيجة المعركة مذبحة كبيرة لجنود البوكيرك داخل المدينة وعند الساحل أمام السور. أما عدد القتلى البرتغاليين في المعركة، فإن المصادر تتضارب في هذه النقطة، فالمصادر العربية تذكر إن عددهم بلغ نحو عشرين ألفا، في حين تذكر المصادر الأجنبية إن عددهم لم يكن ليتجاوز المائة جندي، ومن العرب نحو خمسين فارسا.

وانتقاما من أهالي المدينة قام البوكيرك بإرسال جنوده مرة أخرى لسرقة محتويات المراكب الراسية في المرفأ اليمني، ثم قام بإحراقها كلها، وكانت نحو أربعين سفينة، ثم استولى على موقع (جار البندق) قبالة عدن واستولى على ما به من أسلحة ومنجنيقات ليؤمن انسحابه من دون خسائر كبيرة، وليضمن استغلال هذا الموقع الحيوي المطل على ميناء عدن حين عودته من جديد مستقبلا. ثم دخل البوكيرك باب المندب بصعوبة كبيرة بسب كثرة عدد سفنه ولصعوبة الملاحة عند هذا المضيق كما سبقت الإشارة. لذلك، أرسل اولا فرقة استطلاع تكونت من سفينة على متنها عشرون برتغاليا ومعهم يهودي للترجمة. ولكن البوكيرك لم يستطع فعل شئ في الموانئ المطلة على باب المندب بسبب تخوفه من وجود جنود السلطان عامر بن عبد الوهاب الطاهري الذين كانوا مستعدين لقتال البرتغاليين، وكان الأخير قد أمر جنوده بعدم التعرض للإسطول البرتغالي حتى يغادروا بسلام.

وفي أواخر نيسان 1513 وصل البوكيرك بسفنه إلى جزيرة كمران واستولى على أربع سفن محملة بالتوابل الهندية، إحداها تخص السلطان قانصوه الغوري، فاخذ السلع بالغصب وقطع آذان البحارة وجدع أنوفهم، ثم احرق السفن انتقاما، ومكث في كمران بضعة أيام، وكانت تلك أول مرة يدخل فيها إسطول برتغالي البحر الأحمر.

في هذه الأثناء وصلت أنباء الغزو البرتغالي للبحر الأحمر مسامع السلطان المملوكي قانصوه الغوري، فأمر بتحصين ميناء جدة تحصينا جيدا، لكن الأحوال الداخلية المضطربة منعته من إرسال حملة بحرية سريعة لمواجهة البوكيرك، وذلك لأن الإسطول المملوكي كان لا يزال في طور الإعداد في السويس ولم يكن جاهزا في ذلك الوقت، كما إن أنباء التحركات العدائية بين الصفويين والعثمانيين قرب الحدود الشمالية الشرقية المملوكية كانت تقلقه أيضا.


أهداف الحملة
كان البوكيرك يهدف من وراء دخوله البحر الأحمر إلى مهاجمة جدة، ومن ثم الوصول إلى المدينة المنورة ونبش قبر الرسول الكريم محمد (ص) تنفيذا لوصية الملك عمانوئيل باقتلاع جذور الإسلام وضربه في عقر داره. وتركزت خطته التي أراد تنفيذها على النحو الآتي:

1) العمل على تجهيز (400) فارس برتغالي من بحّارة الإسطول وإنزالهم في ميناء ينبع بعد الحصول على الخيول من الحبشة، ومن هناك يتجه الفرسان إلى المدينة المنورة حيث مسجد الرسول (ص) لنبش قبره الشريف والاستيلاء على كل الكنوز الإسلامية الثمينة في المسجد ونقلها مع رفات الرسول (ص) خارج الحجاز تماما، وبذلك يستطيع ملك البرتغال مساومة المسلمين بافتداء الرفات مقابل تسليم كنيسة القيامة في القدس لهم.
2) الفكرة الثانية من دخول البوكيرك البحر الأحمر، أن يفتح طريقا، أي قناة بين جبال البحر الأحمر والنيل لتحويل مجرى النهر الكبير ليصب في أراضي الحبشة فقط، ليحرم مصر منه ويجعلها تموت عطشا. ولذلك، ظل البوكيرك طويلا في جزر كمران ـ كما يقول ـ لتصله مجموعات العمال الكبيرة التي طلبها من جزر ماديرا لقطع صخور البحر الأحمر وتحويل مجرى نهلا النيل. ويقول البوكيرك إن ملك الحبشة كان يتحرق شوقا لرؤية هذا المشروع ينفذ على يد البوكيرك.

ولكن أحلام البوكيرك ذهبت أدراج الرياح بسبب عاصفة هوجاء حطمت جزءا من سفنه وشتت الباقي، وبسبب إصابة عدد من رجاله بالأمراض أيضا وموت بعضهم نتيجة الظروف المناخية القاسية للبحر الأحمر وندرة المياه والطعام. ويروي البوكيرك أيضا قصة ذلك التحذير السماوي الذي شاهده عيانا هو وضباطه ليلا حينما كان يضع خطة الهجوم على جدة صباح اليوم اللاحق. وتمثل ذلك التحذير بلمعان من الوهج واللهب لم يلبث أن تحول إلى كتلة من النار المخيفة في السماء فوق الحجاز والمدينة المنورة بالذات، ثم تقدم هذا اللهب ـ كما يقول البوكيرك ـ وتوقف فوق سفن البرتغاليين لمدة قصيرة، ثم تحرك سريعا صوب الحبشة واختفى هناك. فأصيب البرتغاليون بالذعر من تلك المعجزة، ولم يلبث البوكيرك أن اصدر أوامره بالعودة حالا، وقفل راجعا إلى الهند خائبا بعد أن ذاق الامرّين بسبب تحصينات عدن الطبيعية ومقاومة أهلها له ومقتل عدد من رجاله. أما إنقاذ المدينة المنورة فيعزوها بعض المؤرخين إلى العناية الإلهية في حال تصديقنا لرواية البوكيرك.

وفي طريق عودته أرسل البوكيرك سفينتين من سفنه لاستكشاف ميناء (زيلع)، وهناك احرقوا سفينتين راسيتين للتجار المسلمين. ثم نزل البوكيرك بجنوده في جزيرة بريم الصخرية ولم يجد بها شيئا. وهنا حاول مهاجمة عدن مجددا ليحقق مكسبا مهما يعوض به فشله الأول أمام عدن، وفشله الثاني أمام جدة، لكنه وجد تحصينات الميناء أكثر من ذي قبل. وخلال أسبوعين حاول أن يقصف الميناء من بُعد، لكن قنابل مدافعه لم تُحدث ضررا كبيرا. لذا قرر إنزال جنوده بالزوارق ليلا لمهاجمة البلدة، فتنبه أهل عدن وخرجوا لهم واشتبكوا معهم وهزموهم وقتلوا منهم عددا وجرحوا عددا آخر. وهنا تسرب اليأس إلى نفس البوكيرك وتأكد انه لن يتمكن من تحقيق شئ في عدن واليمن بسبب استبسال أهلها في الدفاع عن بلادهم وصعوبة تحصينات عدن وصعوبة الإبحار في البحر الأحمر كذلك، وأدرك عدم جدوى البقاء هناك، فعاد أدراجه إلى الهند خائبا في آب 1513.


تقييم المعركة
اعتمدت عدن على نفسها في صد الغزو البرتغالي، إذ لم تصلها نجدات السلطان عامر بن عبد الوهاب التي أعلن عنها طوال وجود البوكيرك عند عدن. وكانت خطة الدفاع عن المدينة قد اعتمدت في جزء كبير منها على حصانتها الطبيعية وعدم منازلة البرتغاليين في معركة بحرية مفتوحة نظرا لعدم التكافؤ بين اليمانيين والبرتغاليين. وأثبتت خطة الأمير مرجان الظافري فاعليتها ضد البرتغاليين، لا خلال الهجوم الأول فحسب، وإنما أثناء معاودة البرتغاليين الهجوم عليها بعد عودتهم من البحر الأحمر أيضا في العام نفسه. فقد وجدوا إن المدينة قد اُحيطت بسور جديد وأبراج متعددة بُنيت خلال وجود البوكيرك في البحر الأحمر ما بين مايس إلى تموز 1513. وهكذا شكلت عدن هزيمة قاسية للبرتغاليين بشكل عام ولألبوكيرك على وجه التحديد. وأراد البوكيرك تعويض ذاك هذا الفشل فأرسل ابن أخيه (بيرو) إلى الخليج في سنة 1514 لتأديب هرمز.

وعلى الرغم من فشل البوكيرك في عدن وعدم مقدرته على فعل شئ في جدة ومكة، إلا انه نجح في هذه المغامرة البحرية في وضع الأسس الأولى للوجود البرتغالي في البحر الأحمر، كما نجح في أن يرسم لخلفائه من بعده من نواب الهند خطة واضحة لكيفية غزو البحر الأحمر إلى أقصى شماله والتغلب على الصعوبات الملاحية. ويبدو إن البوكيرك خرج بخبرات مفيدة من هذه التجربة وهي:


1) إمكانية قيام تعاون عسكري مع الحبشة وإعلان حرب شاملة على الكيانات الإسلامية في اليمن والبحر الأحمر.
2) زاد اعتقاده بضرورة إحتلال عدن وإنشاء استحكامات حربية بها تمكّن البرتغاليين من السيطرة على البحر الأحمر انطلاقا من عدن. فالميناء صالح جدا لرسو السفن البرتغالية الكبيرة.