إيران تحتل جنوب العراق وقنصلها الآمر الناهي.. :
سياسي عراقي: مؤامرات تحاك في البصرة لاستهداف الكويت ومنها إلى البحرين
حاوره ـ سلام الشماع: كشف سياسي عراقي أن المنطقة ستشهد في المرحلة المقبلة مؤامرات تنطلق من البصرة لتستهدف الكويت بقوة وتحاول إثارة الفتنة من جديد في البحرين. وقال السياسي، الذي يرأس حركة مهمتها مناوأة الاحتلال الإيراني لجنوب العراق والتصدي له، لـ ''الوطن'': إن البصرة والناصرية والعمارة تعاني من احتلال إيراني كامل، وإن المسؤولين المحليين فيها كانوا ولمدة طويلة يوقعون البريد ويصدرون التوجيهات من إيران، منوهاً أن القنصل الإيراني في البصرة كان ومازال هو الآمر الناهي الذي يدير دفة حكم هذه المنطقة. وأوضح رئيس حركة تحرير الجنوب في العراق عوض العبدان أن القرار الاستراتيجي بدخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين قلب جميع الحسابات وأصاب حكام إيران بالإحباط وجعلهم يثورون ويغضبون على هذا القرار، محذراً من أن إيران تمتاز بالمطاولة، وأن خطرها لم يَزُلْ عن البحرين، وأنها، الآن، في مرحلة جديدة وستحاول مرة أخرى إثارة الخراب في البحرين، داعياً إلى اليقظة الدائمة وعدم السماح لها بذلك. ونبه إلى أن العرب يستطيعون إيقاع الأذى بإيران، وقال: ''إننا نملك وسائل ضغط وأوراق لعب على الإيرانيين أكثر بكثير مما يملكون علينا ولو حركنا جزءاً من هذه الأوراق فستتيه إيران في صراعات داخلية لها أول وليس لها آخر. وفيما يأتي نص الحوار: مستعدون لحماية البحرين ؟ حاولت إيران بدس عناصرها أن تحول التظاهرات المطلبية في البحرين إلى فوضى تخدم مشروعها، ما موقفكم من ذلك؟ ـ الأفضل لمن كان في الدوار البحريني ورفع صور خامنئي وأحمدي نجاد وحمل صور الملك حفظه الله وعليها عبارات مهينة ومخزية إذا كانت إيران تروق له ويعدها مثله الأعلى فليحزم حقائبه ويذهب ويعيش في قم وطهران، ولو كانت التظاهرات التي خرجت في البحرين تطالب بإصلاحات، مثلاً، أو تطالب بأمور ملموسة ومعينة لكنا تعاطفنا معها. أما أن تخرج مظاهرات تطالب بإسقاط دولة عربية وتسليمها إلى إيران فهذا ليس فقط لا نقبل به، إنما نتطوع جميعاً جنوداً لحماية هذا البلد، واليوم إذا يطلب منا ذلك فإننا على أتم استعداد لتشكيل جيش كامل وعمل سور لحماية البحرين وتقديم أنفسنا فداء لهذه الدولة العربية الكريمة، فالدماء العربية التي تجري في عروقنا هي التي تحركنا وتتحكم بنا ونحن لا يمكن أن نتخيل خسارة بلد عربي على يد هؤلاء الخونة الذين دائماً ما كان التاريخ يسجل عليهم الخيانة في كل زمان ومكان. الذهول الإيراني ؟ كيف تنظر إلى الانزعاج الإيراني من وجود قوات درع الجزيرة في البحرين؟ ـ الإيرانيون كانوا يعتقدون أن البحرين سقطت بأيديهم وما هي إلا ساعات وينجز كل شيء حسب ما خطط له في طهران والأمور كلها كانت تسير على وفق المخطط الفاشل لكن القرار الجريء والشجاع الذي اتخذ بدخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين أحبط هذه المؤامرات كلها وأصابت الدهشة والذهول القيادات الإيرانية لعدم توقعها هذه المفاجأة فهم اعتمدوا على عدم مساندتنا بعضنا بعضاً وكانوا يتصورون أنه لن يدافع أحد عن البحرين وخابت جميع ظنونهم، خاصة وأنهم بذلوا في موضوع البحرين قدراً كبيراً من التخطيط والاهتمام وكانوا يريدون ابتلاع هذا البلد العربي وضمه إلى دولة فارس تدريجياً بعد أن يسيطر عملاؤهم على السلطة فلقنتهم قوات درع الجزيرة الدرس الذي يستحقون، وأنا أعتقد أنه يجب أن لا تأخذنا العاطفة والرأفة والشفقة بكل من خان البحرين. الورقة الطائفية ؟ ما مخاطر السياسة الإيرانية على المنطقة بنحو عام وعلى الخليج العربي بنحو خاص؟ ـ السياسة الإيرانية في ظل النظام الحالي الموجود في إيران هي سياسة توسعية ومحاولة لتصدير الثورة، كما قال الخميني، وعلى الرغم من ادعائهم بأنهم يريدون تصدير الثورة الإسلامية إلى البلدان إلا إنهم في الحقيقة يريدون تصدير الثورة الفارسية وإعادة حلم الإمبراطورية الفارسية من جديد تحت غطاء إسلامي، والمشكلة أنهم يريدون تصدير ما يسمونها الثورة الإسلامية إلى البلدان الإسلامية وكأن هذه البلدان كافرة، لماذا لا يصدرونها إلى البلدان غير الإسلامية؟ فالعقلية الإيرانية مازالت تحلم باحتلال البلدان العربية عموماً، والخليجية خصوصاً، وضمها إلى دولة فارس الكبرى، لذلك هم يستعملون الورقة الطائفية دائماً وقضية فلسطين لكسب تعاطف العرب وهم بالحقيقة بعيدون البعد كله عن التلاحم الديني والطائفي والقضية العربية. الخلايا النائمة ؟ ما مغزى تهديدات إيران الدائمة للبحرين خاصة وللخليج العربي عامة؟ ـ إيران لديها عقائد ترتبط بالفارسية تجسد حقدها الدفين على العرب، إنهم تربوا وعاشوا وتداولوا كره العرب وعلى مر الزمان ولم يخفِ الإيرانيون حقدهم هذا وأطماعهم باحتلال العرب وجعل الدين تحت سيطرتهم ولكنهم ومنذ ثورة الخميني بدأوا عملاً جدياً وحقيقياً لتنفيذ هذا المشروع ساعدهم على ذلك تشتت العرب وعدم وقوفهم بقوة ووحدة ضد أطماعهم، ولا توجد بقعة في الأرض العربية إلا ولإيران فيها اليوم خلايا نائمة تنتظر ساعة الصفر للعمل، وبعض هذه الخلايا بدأت العمل الفعلي وحققت النتائج المرجوة مثل عملائهم في العراق ولبنان وأيضا حركوا عملاءهم في البحرين وكادوا أن يصلوا إلى مبتغاهم لولا القرار الاستراتيجي بدخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين الذي قلب جميع الحسابات وأصاب حكام إيران بالإحباط وجعلهم يثورون ويغضبون على هذا القرار، ومع هذا فإيران تمتاز بالمطاولة ولديها دائما خطط خبيثة جديدة لإثارة الفتن وإعادة ترتيب صفوفها، فلا يعتقد أحد أن الخطر الإيراني زال عن البحرين، بل هم الآن في مرحلة جديدة وسيحاولون مرة أخرى إثارة الخراب في البحرين لذلك المطلوب اليقظة الدائمة وعدم السماح لهم بذلك. إيران لن تسكت ؟ كيف يمكن أن تواجه دول الخليج تهديدات إيران بشن حرب عليها، أو كيف تتقي أي عدوان محتمل؟ ـ مشكلة العرب عموماً ودول الخليج خصوصاً أنهم وضعوا أنفسهم دائماً في موضع الدفاع، ودائماً تكون أعمالنا عبارة عن ردة فعل وليس صنع الفعل نفسه. أما إيران فإنها تبحث عن أي منفذ أو طريقة للعمل والتخريب في بلداننا وتستغل كل صغيرة وكبيرة لتحقيق أهدافها، ومع ذلك فإننا نملك وسائل ضغط وأوراق لعب على الإيرانيين أكثر بكثير مما يملكون علينا ولو حركنا جزءاً من هذه الأوراق فستتيه إيران في صراعات داخلية لها أول وليس لها آخر، وبرأيي الشخصي أن هذا الأمر يجب العمل له لأن إيران لو كانت تحترم دول الجوار لاحترموها. أما وأنها تتدخل وتحاول إثارة المشكلات في بلداننا فيجب أن نقف بقوة ضدها وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم، ويجب أن تعلم دول الخليج كلها أن إيران لن تسكت ولن تتوقف إلا وهي ترى بلدانهم مخربة والمشكلات تنهشها لذلك لا يتوقعوا أنهم إن حلوا أمراً أو تدخلاً أو مشكلة سينتهي الأمر، فالمسلسل طويل وتفاصيله متشعبة، ونحن ينبغي أن نتعامل بالمثل مع إيران وألا ننخدع بتطمينات أمريكا التي تحاول أن تصور نفسها بأنها ستحمي دولنا من أطماع إيران، فمصالح واشنطن فوق كل اعتبار والتزام، وإذا ما رأت أن مصلحتها بتدخل إيراني، بل باحتلال إيراني لدول الخليج فإنها إن لم تساعد على هذا الأمر فإنها ستغض النظر وتدير ظهرها، وربما يعتقد بعضهم أن هذا الأمر غير قابل للتطبيق فكيف ببلد الديمقراطية والرأسمالية والعلمانية في العالم يتحالف مع دولة دينية توسعية، نقول لهؤلاء المشككين إن هذا وارد وبنحو كبير، بل إن هناك الآن تناغماً وتفاهماً وشراكة حقيقية بين الطرفين الأمريكي والإيراني في المنطقة والدليل أن أمريكا سلمت العراق على طبق من ذهب إلى إيران وتشكيل الحكومة العراقية اليوم يتم في طهران وليس في واشنطن، ولا يجب أن نفاجأ بأن إسرائيل لم تشعر بالأمان كما شعرت به في ظل حكم ملالي إيران، إذ أشغلت إيران العرب بمشكلات داخلية وصراعات طائفية وحزبية ودينية بينما إسرائيل تسرح وتمرح، ولو كان النظام الإيراني صادقاً بدعمه القضية الفلسطينية لاستطاع وهو الآن بلد مدجج بالسلاح والأموال أن يضغط على إسرائيل ولكنه طوال ثلاثين عاماً لم يطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل، لذلك يجب على الجميع معرفة أن التحالف الإيراني الإسرائيلي الأمريكي هو اليوم أقوى تحالف في المنطقة، وبالتأكيد هذا التحالف موجه ضد العرب. احتلال إيراني كامل ؟ هل من تأثيرات للنفوذ الإيراني في العراق على ما يجري في البحرين وبقية أقطار الخليج العربي؟ ـ النفوذ الإيراني في العراق كبير ويصل إلى أعلى قمة الحكم والقرار في العراق ولكن يجب أن يعلم الجميع أن هناك محافظات في العراق ليس فيها نفوذ إيراني، بل احتلال إيراني بالكامل، ففي ديالى أو الموصل هناك نفوذ إيراني، ولكن في البصرة والناصرية والعمارة هناك احتلال إيراني كامل، ولمدة طويلة كان المسؤولون المحليون في هذه المحافظات يوقعون البريد ويصدرون التوجيهات وهم في إيران وكان ومازال القنصل الإيراني في البصرة هو الآمر الناهي الذي يدير دفة حكم هذه المنطقة، كما إن الأحزاب الدينية التي تربت في إيران وهي اليوم الحاكم الإداري للبلد ومنذ بدايتها كانت تشن حملات قوية ضد الدول العربية وكانت تريد قدر الإمكان سلخ العراق عن محيطه العربي، وطبعا هذا كله بأوامر من إيران وبتوجيه منها لذلك وجدناهم يستنجدون للبحرين وشعب البحرين، مصرحين أن ''هناك شعباً عربياً يضطهد في البحرين'' ويتوحد جميع الخصوم في هذا الأمر، فعلى ماذا يدل هذا؟.. ألا يدل على أن أمراً فورياً جاءهم من إيران بالتحرك لدعم المتمردين في البحرين؟. ويجب أن نقولها صراحة ومن دون خجل إن جميع المواقف التي صدرت في العراق تجاه البحرين كانت طائفية وبأوامر إيرانية، ولكن شعبنا في البحرين واعٍ لهذه اللعبة ويعرف من هم أعداؤه، ومن هم أهله وناسه من العراقيين الحقيقيين الأصلاء. الميليشيات تشكيلات إيرانية ؟ ما الذي تقوم به إيران في البصرة بالضبط، وهل هناك مؤشرات حقيقية على جعل البصرة منطقة وثوب على البحرين والخليج العربي؟ ـ البصرة، يا أخي، هي القاعدة الأمامية لإيران ومن البصرة تحاك المؤامرات والفتن، وللبصرة موقعها الجغرافي والسكاني والاقتصادي ما يؤهلها للعب هذا الدور لذلك كان التركيز الإيراني عالياً عليها، والآن يوجد في البصرة نشاطات إيرانية كثيرة بعضها بغطاء منظمات مجتمع مدني وآخر بصفة شركات والإيرانيون لا يتركون منفذاً إلا ودخلوا من خلاله وهم يحملون مشروعاً توسعياً كبيراً، لذلك فهم لا يدخرون وسعاً لتحقيق مشروعهم هذا فتجدهم اليوم في البصرة أصحاب قرار فجميع الميليشيات هي تشكيلات إيرانية، وأغلب المنظمات والشركات هي ساخت إيران (صنع في إيران) ولدينا معلومات كثيرة عن خطط إيرانية لأن تكون البصرة مركزاً ومنطلقاً لزعزعة أمن الخليج، وتتراكب، اليوم، صور ذلك كله وبسرعة كبيرة، فهناك اليوم في البصرة شركة لحماية الزوار الإيرانيين عناصرها إيرانيون وعددهم يصل إلى الألف عنصر وربما سيزيد العدد قريباً، وهؤلاء مسلحون ومجهزون بنحو كامل، ولك أن تتصور ألف مسلح مجهز بصفة غير قانونية ماذا بمقدورهم أن يصنعوا، وأيضا هناك اليوم مصارف إيرانية فتحت فروعها في العراق والبصرة ومنها بنك ملي إيران وهو مصرف معاقب دولياً، ويوفر هذا المصرف الأموال اللازمة لهذه الأعمال، وهناك الآن مؤامرة كبيرة تحاك ضد الكويت نمتلك عنها تفاصيل كبيرة، وهذا كله يحدث على أرض البصرة وأيضا هناك الآن مقرات ستفتح للأحزاب البحرينية في البصرة، المهم إن المنطقة ستشهد في المرحلة المقبلة مؤامرات عديدة وستكون البصرة منطلقاً لها وستستهدف الكويت بقوة كبيرة، ومحاولة إثارة الفتنة من جديد في البحرين بحسب ما نملك من معلومات. خسائر أمريكا ثقيلة ؟ ما دور المقاومة العراقية في تجنيب المنطقة خطر التدخل الإيراني في شؤونها؟ ـ سجلت المقاومة العراقية تاريخاً مشرفاً للعراق والأمة العربية ولا يمكن تصور أن بلداً يحتل ولا تنطلق فيه مقاومة، والعراقيون أثبتوا أنهم رجال وقاوموا الاحتلال بعد ساعات من وقوعه، وليس كما حصل في بعض الدول مثل فيتنام التي قاومت بعد سنين عدة من الاحتلال، واستطاعت المقاومة العراقية تسجيل انتصارات رائعة في ساحات الأرض العراقية كلها، لكن المؤامرات كانت تطالها وتنهش من جسدها وكنت أتمنى على المقاومة أن توجه نيرانها إلى مظاهر النفوذ الإيراني في العراق أيضاً، لذلك وبعد ثماني سنوات نجد أن الاحتلال الأمريكي تكبد خسائر كبيرة من المقاومة بينما لم يتكبد الإيرانيون إلا الشيء اليسير، ولو كان هذا الأمر قد حصل لما وجدت إيران تسرح وتمرح الآن في العراق، بل ولما فكرت بالتطاول والتدخل في شؤون الدول الخليجية والعربية. العراقيون يوقفون زحف إيران ؟ هل تدعون الدول التي يتهددها الخطر الإيراني إلى دعم المقاومة العراقي وكيف؟ ـ أنا أقول إنه يجب الآن وبسرعة قبل أن يتداركنا الوقت لوضع خلافاتنا كلها جانباً، وتوحيد صفوفنا للوقوف بوجه إيران ويجب أن يعلم الجميع أن وقف الزحف الإيراني لا يتم في البحرين ولا في الكويت ولا في الإمارات ولا في أية دولة، وإنما يتم في العراق، والعراقيون هم الوحيدون القادرون على وقف هذا الزحف، فلو توافر الدعم للمقاومة العراقية وللحركات العراقية التي تناهض إيران فإن إيران لن تفكر بالتدخل في البحرين أو الكويت أو المملكة العربية السعودية أو غيرها لأنها ستكون منشغلة بمعركتها المصيرية في العراق وعند اندحارها في العراق، إن شاء الله، ستكون الخطوة الأهم اقتلاعها حتى من الأرض الإيرانية ولدينا تفاصيل وخطط وأفكار كثيرة في هذا الموضوع. سكان ضفتي الخليج عرب ؟ لماذا الإصرار الإيراني على تسمية الخليج العربي بـ''الخليج الفارسي'' وادعائها أنه كان تاريخياً تابعاً لإيران؟ ـ حكام إيران وبعض الشعب الإيراني يكره كل شيء عربي ويكره كل ما يرمز إلى العرب، بل إنهم كرهوا الدين لأن العرب جاءوا به، ويعيشون دائماً بالحلم القديم لذلك يصرون على تسمية الخليج العربي بالفارسي فهم لا يستطيعون نطق كلمة عربي إلا بالذم ولا يريدون لممر مائي كبير أن تكون تسميته عربية ولو وضعنا خريطة الخليج أمام أعيننا ودققنا النظر لوجدنا أن الخليج عربي بالفعل وليس ادعاء فجميع سكان الخليج من الضفتين عرب، فمن يسكن الضفة الأخرى الواقعة في إيران عرب على الرغم من وجودهم ضمن دولة إيران، وأيضا يجب الانتباه إلى أمر مهم وهو أنهم بادعائهم أن الخليج فارسي إنما يضعون القواعد الأولى لتهيئة العالم لاحتلال الخليج بمعنى أنه ما دام الخليج فارسياً فإن دوله يجب أن تكون تحت حكم بلاد فارس وهنا نرى الوجه الحقيقي للنظام الإيراني فعلى الرغم من ادعائه أنه يمثل النظام الإسلامي وأنه يحمل راية الإسلام في هذا العصر إلا إنه سقط في أول اختبار بتكشيره عن أنيابه فهو لم يطلق تسمية الخليج الإسلامي، مثلا، أو حتى الخليج الإيراني، بل وحتى الخليج الشيعي، وإنما حنّ إلى ماضيه وأطلق التسمية التي يؤمن بها فأطلق تسمية الخليج الفارسي. منعنا رفسنجاني ؟ الآن نتحدث عن حركة تحرير الجنوب التي تتزعمها، لماذا تأسست وما هي وسائلها لمجابهة النفوذ الإيراني؟ ـ أسسنا حركة تحرير الجنوب بعد أن وجدنا أن الجنوب العراقي قد احتلته إيران وبعد أن وصلنا إلى قناعة أن وجودهم أصبح فعلياً وواقعاً ملموساً وبعد أن رأينا سيطرتهم على الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والدينية، وأنهم بدأوا بعمليات التغيير الطوبوغرافي ومحاولتهم سلخنا عن محيطنا العربي الذي نعتز به ولا نستطيع العيش من دونه أو الاستغناء عنه مما دعانا إلى تشكيل حركة تحرير الجنوب وهي أول حركة في العراق تتشكل ضد الوجود الإيراني، وربما تكون الحملة الوطنية لمقاطعة المنتجات الإيرانية التي أطلقناها في محافظة البصرة على بعد أمتار من القنصلية الإيرانية من أبرز مظاهر التصدي لهذا الوجود وعلى الرغم من محاولات الإيرانيين وبالوسائل كلها تعطيل عمل هذه الحملة إلا إن إصرارنا على القيام بها جعل نجاحها باهراً فبعد أن كانت البضائع الإيرانية في الأسواق العراقية تصل إلى أكثر من 95٪ قبل الحملة تراجعت إلى أقل من 35٪ بعد الحملة وهذه ضربة اقتصادية كبيرة وجهناها لإيران وأيضا حررنا بئر الفكة النفطي الذي احتلته إيران بقواتها العسكرية من خلال تشكيل كتيبة عشائرية أخذت على عاتقها تحرير الأرض العراقية من الاحتلال الإيراني، وفعلاً أسفرت ضغوطنا عن انسحاب الجيش الإيراني من الأراضي العراقية وأعددنا حملات كبيرة لتوعية الناس بالخطر الإيراني وفي أحد الأيام قرر رفسنجاني زيارة البصرة لكننا رفضنا هذه الزيارة، وهددناه بعواقب وخيمة، وفعلا ألغى الزيارة، كما أقمنا دعوى قضائية على القنصل الإيراني في البصرة وفعاليات عديدة جعلت الإيرانيين يشعرون بالحرج لأنهم لم يكونوا يتوقعون أن تكون هناك جهة سياسية في الجنوب ترفض سياسات إيران في هذه المنطقة التي اعتقد الإيرانيون أنهم سيطروا عليها ولم يكن التصدي لإيران في الجنوب بالشيء السهل إذ دفعنا ثمن تصدينا هذا غالياً بالأرواح والاعتقال والتهميش والإرهاب ومورست بحقنا أنواع شتى لثنينا عن عملنا ولكننا صمدنا ومازلنا صامدين وحاولوا أيضا وبخبث إيراني واضح شراء ذممنا فعرضوا علينا أموالاً طائلة ومناصب رفيعة بالدولة العراقية لكننا وعلى الرغم من إمكانياتنا شبه المعدومة رفضنا عرضهم وضربناه عرض الحائط مما زاد حيرتهم أكثر فلا الترهيب ولا الترغيب نفع وهذه نعمة كبيرة منّ الله بها علينا. مؤتمرات دفاعاً عن البحرين ؟ ماذا قدمت الحركة لأمن الخليج العربي، وهل يشغل أمن الخليج بالها؟ ـ حركة تحرير الجنوب تؤمن ومنذ بداية تأسيسها بإطار مجلس التعاون الخليجي وعندما ننظف بلدنا من الخونة والعملاء سنطلب رسمياً الانضمام إلى المجلس فأمن الخليج من أولى أولوياتنا وهمنا الشاغل، وبما أن المؤامرات كانت تحاك في البصرة فإن قسماً كبيراً منها تسرب إلينا كون المتعاطفين معنا كثراً ويتطوعون لمساعدتنا بكل ما يملكون من معلومات كانت دائما قيمة ومفيدة وقد نبهنا الكويتيين مراراً إلى الخطر الإيراني عليها وهناك أدلة كبيرة على أن مؤامرة كبيرة تحاك ضد الكويت ولدينا قسم كبير من تفاصيلها وأيضاً هناك مؤامرة على البحرين سيتم الترتيب لها في البصرة أيضاً، ولما حدثت أزمة البحرين وعلى الرغم من الحملة الكبيرة التي شنتها الأحزاب الطائفية في العراق ضد البحرين إلا إن موقفنا كان عكس ذلك تماماً فنحن أول جهة عراقية أطلقت حملة نصرة البحرين وقمنا بفعاليات عديدة منها جمع عدد كبير من التواقيع لشخصيات عراقية وعربية بارزة رافضة للتدخل الإيراني في البحرين وأوصلنا هذه التواقيع إلى منظمات عالمية كي نقول لهم إننا أهل العراق نرفض التدخلات الإيرانية في البحرين وكان الموقعون من أصحاب المراكز العليا والاجتماعية العراقية وموزعون في مناطق مختلفة من العالم وعقدنا بعض المؤتمرات لتوضيح الخطر الذي يحوم حول البحرين من عملاء إيران ونفذنا حملات توعية على مواقع الإنترنت والفيس بوك وأسسنا صفحة اسمها نصرة البحرين، وهذه الجهود كانت تطوعية وتلقائية، وبالمقابل أطلق أحمد الجلبي حملة مضادة لنصرة إيران في البحرين ولكون إمكانياته المالية والإعلامية والحكومية أقوى منا بكثير فإن صوته وصل إلى عدد كبير من الناس بينما صوتنا لم يسمع على الرغم من أن فعالياتنا كانت أكبر من فعالياته بكثير.
المصدر : http://www.miaad.org/typography/533-iraq.html
خططت ايران لتحريك اذنابها في البحرين تحرك درع الجزيرة و عرفت ايران انه لن يسمح لها اللعب بذيلها