(بيان الرابطة حول ما يدور في اﻷنبار) الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وﻻ عدوان إﻻ على الظالمين، والصﻼة والسﻼم على سيد المرسلين، وإمام المتقين، والمبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله الصادق اﻷمين، وعلى آله وصحابته الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد فإن رابطة علماء المسلمين تتابع بحرقة وأسى ما يحدث في العراق من إستباحة لدماء المعصومين، وانتهاك لحق أهل السنة المظلومين، وتسلط على رقاب العزل المكلومين, بطريقة لم يشهدها تاريخ اﻷمة المسلمة على مرأى ومسمع من العالم أجمع بمنظماته ومؤسساته دون أن يحرك أحدهم ساكناً ،فقد أطلق رئيس دولة العراق لجيشه العنان لسحق شعبه ﻻ لسبب إﻻ ﻷنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة المتمثلة في إيقاف سياسة المحاصصة والتهميش واﻹلغاء، وتمكين الشيعة من مرافق الدولة الحيوية ومؤسساتها اﻷساسية، وما سمعنا أن حاكماً يدعو لتقسيم شعبه , إﻻ إذا كانت له نية لتمكين طرف من أطراف المجتمع دون اﻵخر, فقد قسم رئيس الوزراء العراقي بطريقة عنصرية وطائفية شعبه إلى قسمين إما أن يكونوا مع جيش الحسين أو جيش يزيد , فكانت الحملة اﻷخيرة والتي تنذر بكارثة وشيكة يدفع ثمنها أهل السنة في العراق وقد تدفع العراق إلى حرب أهلية ضروس إﻻ أن يتداركهم الله برحمته. إن رابطة علماء المسلمين وهي تتابع ما يحدث وتخشى مما هو متوقع لتقف مع اهل السنة في العراق في حقهم المشروع وتوجه جملة من الرسائل للعالم أجمع قياماً منها بواجب البيان وصدعاً منها بالحق في زمن الخذﻻن. أوﻻً: نذكر حكومة العراق بواجباتها الشرعية التي نسيتها تجاه أهل السنة من مواطنياها , من الحفاظ على أرواحهم وأعراضهم وحقوقهم ويلزمها إيقاف سياسة المحاصصة الطائفية والبعد عن التهميش ورفع الظلم عن السنة فوراً. ثانياً: يجب على الحكومة العراقية سحب الجيوش عاجﻼً غير آجل من أراضي أهل السنة وإيقاف اﻻعتداء وسفك الدم الحرام , وقتل النفس التي حرم الله بدون حق قال الله تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما )سورة النساء 93. ثالثا: أن من حق أهل السنة في العراق الدفاع عن أعراضهم , وعدم السكوت عن مطالبهم بما شرع الله لهم , من غير تعدٍ وظلم ، قال تعالى فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) سورة البقرة 194. وقوله تعالى وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِي )نَسورة البقرة 190. رابعا: ندعو جميع الدول اﻹسﻼمية التدخل ﻹنقاذ إخوانهم في العراق , من أيدي الصفويين الدمويين ،ونحذرهم من خذﻻنهم ﻷن في ذلك تمكيناً للروافض ودعماً للمشروع اﻹيراني في المنطقة, واعلموا أن الجزاء من جزاء العمل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، وَتُسْتَحَلُّ حُرْمَتُهُ ، إِﻻ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ خَذَلَ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ ، إِﻻ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ "( خامسا: تدعو رابطة علماء المسلمين أهل السنة في العراق إلى اﻻلتفاف حول علمائهم , والصدور عن رأيهم وحمايتهم من بطش الظالمين ، والحذر من المندسين الذين يسعون إلى شق الصف وإفشال اﻻنتفاض , وتجاوز كل ما من شأنه إضعاف مدافعة العدو اﻷكبر . سادسا: تذكر الرابطة بأهمية اﻻعتصام بحبل الله المتين ، وأن يكون العمل لوجه الله , وأن يزن المسلم بالقسط فﻼ يظلم وﻻ يعتدي على من لم يعتدِ عليه . أخيراً: نبشركم يا أهل السنة : إن نصر الله قريب من عباده المؤمنين , فقد هزم طير فيﻼ , والله أعظم قيﻼ , قال تعالى : (ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ). واللهَ نسأل أن يحقن دماء المسلمين ويفرج همهم , وأن يمكن لهم في مشارق اﻷرض ومغاربها إنه ولي ذلك والقادر عليه ,وصل اللهم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم. صدر بتاريخ 1/ 3 /1435هـ الموافق 2/ 1/2014 م
منقول من حساب الشيخ العريفي