عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-10, 02:46 PM   رقم المشاركة : 5
دامـغ الباطل
موقوف







دامـغ الباطل غير متصل

دامـغ الباطل is on a distinguished road


تاريخ الدولة الفاطمية والرد على بعض الأتهامات

قامت الدولة الفاطمية في بداية القرن الرابع الهجري كدولة إسلامية حكامها هم أئمة أهل البيت ورغم كونها دولة شيعية إسماعيلية إلا أنها احتوت كل المذاهب والأديان مكونة مجتمع نموذجي قاد لنهضة فكرية مزدهرة مسجلة أروع الصفحات في عمر الزمن.


الاضطهاد:

لا شك أن بني هاشم قد عانوا الأمرين جراء تعسف دولة الأمويين ومن دار في فلكهم ضمن معركة تحويل الخلافة الإسلامية لملك عضوض وما فاجعة كربلاء عنا ببعيد، لذلك ناهضوا هذه الدولة وأسقطوها لإعادة الأمور لنصابها وأقاموا دولة خلافة هاشمية أختطفها بني العباس من المهد ومع الأسف لم تكن بأحسن من سالفتها فانحرفت عن المسار الذي قامت من اجله وولدت باضطهاد جديد انصب على البيت العلوي ليستفرد العباسيين بالحكم الوليد. وكان التعسف العباسي أشد وطئة من سابقه الأموي كونهم على معرفة بشيوخ أهل البيت وأئمتهم أيما معرفة.


التأسيس:

تطلبت ظروف تلك الفترة استتار الأئمة بعد وفاة الإمام جعفر الصادق وعلى الرغم من ذلك لم يكونوا بمعزل من المضايقات والتتبع حتى حان وقت التأسيس للدولة العلوية الفاطمية الحلم التي انتظروها لقرون.
ومن مقر الإمام في سلمية (ضاحية حلب في سوريا) أرسل داعيه الفرج بن حوشب (منصور اليمن) إلى عدن لاعه في اليمن ليكون ما يعرفه مؤرخو اليوم بالدولة الإسماعيلية الأولى لتكون معسكر الانطلاق حيث بدأ منها أبو عبد الله الشيعي كفاحه المسلح في إفريقية (تونس وشرق الجزائر اليوم) ليضع اللبنة الأولى في هذا الكيان الشامخ.


التسمية:

استند العباسيون في شرعنت حكمهم إلى قرابتهم من الرسول وقللوا من مكانة العلويين بحجة أن جدهم العباس هو عم النبي وهو أقرب من ولد العم (علي بن أبي طالب ) أبن عم النبي، لذلك لم يكن هناك تطرق لقضية نسب العلوين، غير إن أئمة الدولة الفاطمية بنسبهم لفاطمة بنت الرسول وحمل دولتهم اسمها حسم هذا الجدل، فما كان من خصومهم العباسيين إلا أن أنكروا هذا النسب جملة وتفصيلا. وما زال –مع الأسف- بعض المؤرخين يتناقل هذا التشكيك في نسب الفاطميون إلى اليوم وينسبونهم تارة إلى المجوس وتارة أخرى لليهود وزعموا أن هدفهم هدم الإسلام على الرغم من أن حكمهم الذي أمتد من القرن الثالث إلى القرن السادس الهجري وهو يكافح من أجل حماية الإسلام ورفعته.


الأئمة:

الدولة الفاطمية كانت إسماعيلية المذهب وكان حكامها هم أئمة هذا المذهب من أبناء محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق. ورغم كون دولتهم قامت على أساس مذهبي إلا أنها كانت مثال يحتذى في التسامح واحترام التعددية المذهبية والفكرية وطبقوا روح الإسلام المفعمة بالرحمة والتسامح والحرية.
فكانت سياسة الفاطميين متسقة تماما نحو فرض نوع من التفاهم بين شتى المذاهب لأنهم انطلقوا من كونهم أئمة لكافة المسلمين.
وأنقسم حكمهم تاريخيا لفترتين؛ فترة مغربية وأخرى مصرية حيث نقلوا حاضرة دولتهم من المهدية بتونس لمصر حيث بنوا القاهرة في عهد المعز لدين الله .


قادة الدولة الفاطمية

وهم أئمة المذهب الإسماعيلي:
-=[الفترة المغربية]=-
1-(المهدي بالله) عبد الله توفي (322هـ)
2-(القائم بأمر الله) محمد توفي(334)
3-(المنصور بالله) إسماعيل توفي(341هـ)
-=[الفترة المصرية]=-
4-(المعز لدين الله) معد توفي (365هـ)
5-(العزيز بالله) نزار توفي (386هـ)
6-(الحاكم بأمر الله المنصور) الحسن توفي (411 هـ)
7-(الظاهر لإعزاز دين الله) علي توفي (427 هـ)
8-(المستنصر بالله) معد توفي (487 هـ)
9-(المستعلي بالله) أحمد توفي (495هـ)
10-(الآمر بإحكام الله) المنصور توفي (524 هـ)

أخر أربع خلفاء لم يكونوا أئمة حيث أن الإمامة تنتقل من الأب للابن وفق المذهب الإسماعيلي الباقي لليوم. فبعد استتار الإمام الطيب أبي القاسم أبن الآمر بأحكام الله تولى الحكم الحافظ لدين الله أبن عم الآمر بأحكام الله في البدء ****ل ثم استفرد بالحكم. وكذلك كان العاضد لدين الله أبن عم الفائز بالله وهم:
11- (الحافظ لدين الله ) عبد المجيد توفي (544 هـ)
12- (الظافر بالله) إسماعيل توفي (549 هـ)
13- (الفائز بالله ) عيسى توفي(555 هـ)
14- (العاضد لدين الله) عبد الله توفي (567هـ)




الحركة الفكرية:

أثرت الدولة الفاطمية تأثيرا بالغا في التحول الفكري الإسلامي طوال القرون التي حكمتها ولم يقتصر التأثير على ما بثه الدعاة من تعاليم، وما أثاروه من قضايا فكرية في التراث الإسلامي والمعتقدات والتطبيقات الشرعية، بل أحدثوا ردود فعل متعددة تجاوبت أصداؤها في العالم الإسلامي. وظهرت على صور مختلفة من التفكير المتحرر، فوجد في هذه الفترة من الجراءة على اقتحام ما لا يحتمل النقاش ولا الجدل في جو من الحرية. [1]


السقوط:

كان أول أسباب سقوط الدولة الفاطمية هو الانقسامات التي حدثت داخل المذهب الإسماعيلي نفسه حيث أن انقسام الدعوة إلى فرقة (مستعلية) وفرقة (نزارية) ولد فريقان متعاديان وصل (بالنزارية) إلى قتل الأمام الآمر بأحكام الله . وثاني هذه الأسباب الأزمات الاقتصادية التي واكبت انخفاض منسوب مياه النيل. وثالثها هو زيادة سطوة ونفوذ الوزراء بعد استتار أئمة المذهب الإسماعيلي وانتقال مركز المذهب لليمن جراء قتل الإمام الحاكم بأمر الله ، وأصبح هؤلاء الوزراء هم من يعين الخلفاء فكانوا يتعمدون اختيار الصبية ليتحكموا فيهم ودارت بين الوزراء الذين زاد نفوذهم والجيوش حروب أثنية طاحنة للاستفراد بالحكم. ورابع هذه الأسباب هو الخطر البيزنطي الصليبي الذي هدد الدول الإسلامية قاطبة فتحالفوا مع خصوم الأمس الأيوبيين الذين حملوا لواء العباسيين وعينوهم وزراء فيصف لنا المقريزي في كتابه (اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الخلفاء) :
" لما اتصل بهم الغزو وزر لهم أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين وهم من صنائع دولة بني العباس الذين ربوا في أبوابها وغذوا بنعمها ونشئوا على اعتقاد موالاتها ومعاداة أعدائها لم يزدهم قربهم من الدولة الفاطمية إلا نفوراً ولا ملأهم إحسانها إليهم إلا حقداً وعداوة لها حتى قووا بنعمتها على زوالها واقتدروا بها على محوها‏.‏
وكانت أساسات دولتهم راسخة في التخوم وسيادة شرفهم قد أنافت على النجوم وأتباعهم وأولياؤهم لا يحصى لهم عدد وأنصارهم وأعوانهم قد ملئوا كل قطر وبلد فأحبوا طمس أنوارهم وتغيير منارهم وإلصاق الفساد والقبيح بهم شأن العدو وعادته في عدوه‏.‏
فتفطن رحمك الله إلى أسرار الوجود وميز الأخبار كتمييزك الجيد من النقود تعثر إن سلمت من الهوى بالصواب‏.‏
ومما يدلك على كثرة الحمل عليهم أن الأخبار الشنيعة لا سيما التي فيها إخراجهم من ملة الإسلام لا تكاد تجدها إلا في كتب المشارقة من البغداديين والشاميين كالمنتظم لابن الجوزي والكامل لابن الأثير وتاريخ حلب لابن أبي طي وتاريخ العماد لابن كثير وكتاب ابن واصل الحموي وكتاب ابن شداد وكتاب العماد الأصفهاني ونحو هؤلاء‏.‏
أما كتب المصريين الذين اعتنوا بتدوين أخبارها فلا تكاد تجد في شيء منها ذلك ألبتة‏.‏
فحكم العقل واهزم جيوش الهوى وأعط كل ذي حق حقه ترشد إن شاء الله تعالى‏.‏" [2]


أزمة تزييف التاريخ:

قضية الطعن في الفاطميين وتشويه تاريخهم قضية أحتدم حولها الصراع ردحا من الزمن إلا أن قلة الأقلام المنصفة التي تدافع عنهم جير المعركة لصالح الأقلام العليلة ذات النيات المدخولة التي تتزلف للحكام بتشويه التاريخ ممن أصابهم غلاً في عقولهم وفساد في ضمائرهم فتوارت النوايا الحسنة خلف متاريس وحروب التشكيك والتشويه المتعصبة ووصل بهم الحد إلى التفلت الأخلاقي المنساق خلف الأمزجة الشخصية لاسيما المتأخرون منهم الذين اصبحوا أمام تزاوج بين النقل والجهل انتج تاريخا مزيفا إلى درجة من الإسفاف لا يمكن لعاقل أن يتصورها.

فتجدهم يكرسون لزعم أن الفاطميون والإسماعيلين ما أتوا إلا لهدم الإسلام وإزالته وأنهم جبلوا على مناصرة أعدائه عليه واتهموا بالفسق والمجون والإباحية، وبذلوا الغالي والنفيس في نشر هذه الترهات التي لن تجد لها أي أساس في بطون كتب التاريخ المنصفة.
وأغلب هؤلاء المتزلفون اشبعوا رغباتهم بزرع رواسب مذهبية كونهم لا يكتبون أفكارهم إلا وفقاً لاعتبارات متعصبة وتبعاً لذلك فقد أثاروا الغبار في الطريق لتنعدم الرؤية.
وما نعيش في جنباته اليوم مما يندى له الجبين راجع إلى ذلك الإرث وتلك التركة الثقيلة من ماضي تاريخنا الذي يصدمك بإرهاصات التزييف وتعمد قصدية التشويه.

ومن جهة أخرى زاد الطين بلة الإغلاق المحكم لباب التغيير والضغوط الشديدة التي مورست على الإسماعيليين من باب النكاية والتجهيل الذي وضع على عاتقهم جبلاً من الخوف أدى إلى انكماشهم وانكفائهم على أنفسهم في أجواء من الإرهاب الفكري الواقع عليهم فلم تعد تخرج بوادر فكرهم إلى النور جانحين للعزلة توخي للسلامة.

ولتصحيح الوضع علينا أولاً التخلي عن الأحقاد والتعصب، فأنت لا تستطيع تفهم قضية وأنت تكره أطرافها . ولإبراز الحقيقة وتبديد غبار الوهم عن المضمون الحقيقي يجب علينا تنحية الأصوات المتشنجة وأن نعي أن الفكر الإسماعيلي ليس دخيل على الإسلام كما صوره المغرضون بل هو متولد من رحمه وينهل من معينه ولا غرو أن التوق لتوخي الحقيقة يكون بتغيير الثقافة السائدة على نحو لائق وتدريجي لنستشرف بزوغ بارقة أمل على الأقل في الأمد المنظور.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
في هذا الباب سيكون الرد على من وجه تلك التهم الباطلة للفاطميين :

أولاً لنبدأ بالنسب:


فلغة الأنساب اليوم أصبحت هي السائدة، بعد غلبة ثقافة التشدد على ثقافة الحضارة، بعد أن أصبح لتشدد الغلبة، و عاد الناس بفضل ثقافة كتب الأنساب الصفراء.


فكما هو متوقع من مفتي (نحتفظ باسمه لعدم التطرق لمذهب بعينه ولكن لو طلب اسمه حاضرين) ، قام فضيلته بتكذيب النسب الفاطمي العلوي الهاشمي للخلفاء الفاطميين، و أعتقد إنه إعتمد في ذلك على البيان الرسمي الذي أصدرته الخلافة العباسية، العدو اللدود لآل أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ذلك البيان الذي أرغمت فيه أربعة أشراف علويين على التوقيع عليه، يعلنون فيه عدم صحة نسب الفاطميين، و هذا الشهادة لا يمكن أن تأخذ بها أي محكمة اليوم، لما يعترى هذا البيان من شبهة القسر و التخويف، فهي شهادة مطعون في صحتها.


لقد تجاهل مفتي ...... شهادة إثنين من أشهر المؤرخين و العلماء، و أعني شهادة القاضي السني المالكي، و المؤرخ الحجة، و مؤسس علم الإجتماع، ابن خلدون، في كتابه المعروف إختصاراً بتاريخ ابن خلدون، و الذي جزم فيه بصحة النسب الفاطمي العلوي الهاشمي للخلفاء الفاطميين.


مثلما تم تجاهل شهادة القاضي السني الشافعي، و المؤرخ الثقة تقي الدين المقريزي، و الذي أقر بصحة النسب العلوي الهاشمي للأئمة الفاطميين، و ألف كتاب شهير عنهم أسماه، اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا.


هذه شهادة من عدلين، توليا منصب القضاء، و كلاهما من أهل السنة، و كلاهما عاش في عصر سلاطين المماليك، المعروف عدائهم الشديد للشيعة و التشيع، أي إنهما شهادتين صدرتا بمحض الإرادة، دون خوف أو طمع، بل كانت من الممكن أن تعرضهما لدسائس الدساسين.


ومما يؤكد على ذلك النسب، إنه من المعلوم أن الحكام من الدولتين الأيوبية و المملوكية، لم يقوم أياً منهم بقتل أحد أفراد الأسرة الفاطمية، لعلمهم بنسبهم الشريف، و لو كانوا يؤمنون بأنه نسب كاذب لسارعوا بالتخلص منهم بالقتل، بدلاً من الإحتياط عليهم في قصر، و منع ذكورهم من الإتصال بالإناث حتى ينقرضوا، كما فعل الظاهر بييرس، الذي رغم بطشه الشهير، لم تواتيه الشجاعة لإرتكاب مذبحة مع بقايا الأسرة الفاطمية في عصره.


هذا عن النسب، نسب الفاطميين، و الذي يطعن فيه اليوم بنو حنيفة، رهط مسيلمة الكذاب، و هو نسب .....الذين ينتسبون لبنو حنيفة، بشهادة اكبر المؤرخين ، أي دون تلفيق، مثلما يطعن فيه أيضا بنو تميم، رهط مالك بن نويرة المرتد، و أهم قبائل الخوارج، و بنو تميم هي قبيلة مفتي ..... الحالي.

ثانياً تهمة العمالة:

إتهم مفتي ...... الفاطميين بإنهم كانوا عوناً لأعداء الإسلام، و هو ما يناقض كافة المراجع التاريخية الإسلامية و الغربية، المحترمة بالطبع، و أخص بالذكر الإسلامية منها و التي خطها مسلمون سنة، مثل ابن الأثير، و المناوي ، و بيبرس الدويدار، و ابو المحاسن ابن تغري بردي، و المقريزي، و ابن خلدون، و النويري، و غيرهم، الذين لم يذكروا، و لو لمرة واحدة أن الفاطميين أسلموا و لو ثغراً واحداً، أو حتى قرية لأعداء المسلمين، بل ان كافة المراجع الإسلامية السنية الموثوق بها، تذكر شدة النضال الفاطمي ضد الإمبراطورية البيزنطية، و التي شهدت آنذاك نهضة عسكرية كبيرة، أرادت معها إسترجاع بلاد الشام، و ذلك على عهد الأباطرة البيزنطيين، نقفور فوكاس، و حنا زيمسكيس، و باسيل الثاني، و قسطنطين الثامن، و رومانوس الثالث، وميخائيل الرابع، و قنسطنطين التاسع، و الإمبراطورة تيودورا، ذلك النضال الذي بدأ مع أول خليفة فاطمي في مصر، و أعني المعز لدين الله الفاطمي، و أستمر في عهد ولده العزيز بالله الفاطمي، ثم الحاكم بأمر الله بن العزيز بالله، ثم الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم بأمر الله، ثم المستنصر بالله الفاطمي بن الظاهر لإعزاز دين الله، و تشهد طول سلسلتا أسماء الخلفاء الفاطميين و الأباطرة البيزنطيين على طول النزاع و شراسته، ذلك النزاع الذي دار على أرض الشام و جنوب اسيا الصغرى و صفحة البحر المتوسط، ذلك النزاع الحافل بأسماء أبطال فاطميين حاربوا من أجل الدفاع عن بلاد الشام و ثغورها، مثلما هو حافل بأسماء خونة، يمتون للإسلام بالإسم فقط، تحالفوا مع البيزنطيين، و رضوا بأن يدفعوا لهم الجزية، و يحاربوا معهم الفاطميين،
أما فيما يتعلق بالحروب الصليبية، فإن الحملة الصليبية الأولى، و التي إحتلت بيت المقدس، و مناطق أخرى من آسيا الصغرى و بلاد الشام، و أسست بتلك المناطق إمارات صليبية، حدثت في الفترة التي بدأت فيها الدولة الفاطمية تدخل طور الشيخوخة، مثلها في ذلك مثل الدولة السلجوقية السنية، و قد إنحصرت السيادة الفاطمية قبيل الحملة الصليبية الأولى على منطقة فلسطين، بينما سيطر السلاجقة الأتراك السنة على بقية بلاد الشام و اسيا الصغرى، المعروفة بتركيا اليوم، و لقد إنتصر الصليبيون في حملتهم الأولى على الإثنين، السلاجقة و الفاطميين، و لكن لا حد يذكر السلاجقة بسوء، فهم أتراك و ليسوا مصريين، بينما التاريخ يقول، من مصادرة الغربية و الإسلامية، بأن الفاطميين بعد سقوط بين المقدس لم يستسلموا و أرسلوا فوراً جيشا مصرياً لإسترجاع بيت المقدس و فلسطين، و لكنه هُزم في معركة عسقلان، التي جرت بُعيد الإستيلاء على بيت المقدس بوقت قصير، بل أن قادة الحملة الصليبية الأولى، حسبما ذكر المؤرخ المعروف جوناثان ريلي- سميث المتخصص في الحروب الصليبية، أرسلوا في صيف 1097 وفداً سياسياً للخليفة الفاطمي يعرضون عليه إعتناق المسيحية أو الحرب، فهل كان الصليبيين بحاجة لرسالة كهذه لو كان الخلفاء الفاطميين عملاء لهم، و ينتظرون قدومهم ليسلموهم مفاتيح بيت المقدس و القاهرة؟


فيا مشايخ .....، هل بإمكانكم أن تذكروا جيشاً واحداً خرج من جزيرتكم لحرب الصليبيين أو المغول أو غيرهما، أو حتى إسرائيل، بالطبع لم يخرج أحد إلا للنهب، كما فعلت قبائلكم في صعيد مصر و في شمال أفريقيا، تلك الفظائع التي فضحها و ندد بها ابن خلدون، و هو سني عربي حضرمي الأصل، و لكنه، لأمانته، لا يذكر سوى الحقائق منزهة عن الهوى، لقد نظر ابن خلدون للحقيقة مجردة فوجد أن البدو لا يقلون شراً عن المغول و الصليبيين.


إن تلك الفظائع التي إرتكبتها قبائل بني هلال و حلفائها في صعيد مصر و شمال أفريقيا، لا تختلف كثيراً عما إرتكبته الدوله الوهابيه الأولى في العراق و الحجاز من مجازر بحق مسلمي العراق من الشيعة، و بحق أهل السنة من شافعية المدينة المنورة و مكة و الطائف، في عهد دولتهم الأولى، و التي تقشعر عند ذكرها الأبدان، تلك الفظائع التي سطرها المؤرخ المصري الجبرتي، و الذي كان متعاطفاً مع الوهابيين، لكن تعاطفه لم يمنعه من أن يذكر ما حدث من مجازر و نهب.


لقد إتهم مفتي ..... الفاطميين، كذباً و بهتاناً، بإنهم كانوا عوناً لأعداء الإسلام، و ها هو التاريخ، و الذي كتبه أعلام أهل السنة، و في عصر سني، و أعني العصر المملوكي، يكذب هذا الإفتراء، فهل سنسمع فتوى من آل .....، أو ابن جبرين، أو سلمان العمر، تكفر .... الذين فتحوا قلب الجزيرة العربية، لأول وجود غير إسلامي، منذ عهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، و سهلوا إحتلال العراق، و ضرب لبنان، و من قبل إحتلال أفغانستان، و تجويع الشعب الفلسطيني الحر؟؟؟؟؟

ثالثا تهمة تعطيل الشرائع:

إتهم مفتي الطائفة ..... الفاطميين بإنهم كانوا معطلين للشرائع، و لكن و كالمعتاد من أمثاله لم يأت بدليل، إنما هو إلقاء للإتهامات على عواهنها، لأنه يعلم بأن قراء بيانته لا يقرأون سوى ما تصدره الهيئة التي ينتمي إليها، و لا شك إنه لم يأت بدليل، لأن كل الأدلة التاريخية العادلة تقول بعكس ما قال، فيكفي أن نستعرض ما قام به الأئمة الفاطميين الخلفاء لنعرف أنهم كانوا مقيمين للشرائع، فهل نذكر الإجراءات المشددة التي إتخذها بعض الخلفاء الفاطميين ضد المسكرات، من إقتلاع أشجار الكروم و أحرق الزبيب، و منع بيع عسل القصب، إلا بقدر، خوف أن يستعمل في إنتاج المسكرات، و هي إجراءات لم يقم بها أحد من قبل و لا من بعد في العصر الإسلامي، و حربهم على العربدة و الفسق بتعطيل بعض الإحتفالات في بعض الأعوام لمنع إنتشار الرذائل.
هذا عن الفاطميين و إقامتهم للشرائع، فماذا عنكم انتم وظلمكم للفاطميين.

رابعاً إستحلال المحارم:

تلك التهمة التي ألقاها مفتي ........ على الفاطميين، هي ذات التهمة القديمة التي ألقتها كل طائفة، منذ قديم الزمن، على أعدائها، فقد ألقاها الوثنيون على المسيحيين، في فترة الإضطهاد الروماني الوثني للمسيحيين، و ألقتها بعض الطوائف الإسلامية على أهل بعض الأديان غير الإسلامية، و ألقاها بعض غير المسلمين على المسلمين، مثلما ألقتها بعض الطوائف الإسلامية بحق طوائف إسلامية أخرى معادية لها، وهي تهمة كنت أود ألا يتطرق لها مفتي ...... , لأنه ليس هناك دليلاً عليها على الإطلاق، فلم يذكر مرجع إسلامي، أو غير إسلامي، محترم، و أشدد على كلمة محترم، سني أو شيعي، أن أحد الخلفاء الفاطميين، قد تزوج، أو عاشر، أحد محارمه بالدم أو النسب، أو شجع على ذلك، أو دعى لذلك الإثم الكبير

خامساً الإدعاء بأن المصريين سعدوا بالخلاص من حكم آل فاطمة، رضي الله عنها

و هو إفتراء تكذبه حقائق التاريخ الموثقة أيضا مثلما كذبت بقية أقاويله، فالدولة الفاطمية هي الدولة الوحيدة، و أشدد على كلمة الوحيدة، التي حارب من أجل الإبقاء عليها، و إستعادتها الشعب المصري، من أقصاه إلى أقصاه، من محافظة كفر الشيخ اليوم إلى أسوان، حتى بعد مرور أكثر من ثمانين عاماً على سقوطها، فقد ثارت قبائل الكنوز في أسوان، و المنحدرة من تزاوج قبائل ربيعة العربية مع النوبيين، ذلك بقيادة الأمير كنز الدولة، و الذي إنضمت إليه بقايا الفرقة السودانية، التي أثبتت ولائها المنقطع النظير للخلافة الفاطمية، تلك الفرقة التي سبق أن نفاها صلاح الدين الأيوبي بعد ثورتها من أجل إستعادة الخلافة الفاطمية إلى أخميم، و قد جرت معركة الكنوز ضد الجيش الأيوبي بقيادة الأمير أبو بكر محمد بن أيوب، أخو صلاح الدين في شهر صفر من عام 570 للهجرة، و قد أكمل الظاهر بيبرس المهمة بعد ذلك فأجهز في عهده على السلطة المتبقية للكنوز في منطقة أسوان.

فالمصريين كما يتضح، لم ينظروا إلى من جاء من الحكام من بعد الفاطميين على إنهم حكام شرعيين، و يبرهن على إتساع إنتشار هذا المفهوم بين كافة طبقات الشعب المصري، ما ذكر من تكرار ثورة البسطاء في القاهرة في العصر المملوكي، من السودان و الركبدارية و الغلمان، و شقهم طرقات المدينة صائحين يا آل علي، و ذلك مع كل ظلم يقع عليهم من الحكام، حسبما ذكر العيني و المقريزي، و هي صيحة لها مدلولات عظيمة، و أول تلك المدلولات، هو إعتراف الشعب المصري، و برغم إنقضاء دولة الفاطميين، و من بعدها دولة بني أيوب، و في ظل عصر كان حرباً على الفاطميين، بصحة النسب الفاطمي، كما إنه دليل على تحسر الشعب، و بخاصة البسطاء منه على ضياع تلك الدولة، رغم إنقضاء ما يزيد على تسعة عقود تقريباً منذ ذهبت إلى غياهب التاريخ.


فلماذا بقيت الدولة الفاطمية في الذاكرة الشعبية المصرية، و إلى اليوم؟ لماذا تحسر الشعب المصري، و ثار من أجل إستعادتها؟ لماذا كان يدعو إلى عودتها بسطاء الشعب المصري مع كل ظلم يقع عليهم، لماذا حرص الظاهر بيبرس على أن تنقرض الأسرة الفاطمية، من الفرع الحافظي، و لم يفعل ذلك مع بقايا أسرة الأيوبيين الذين قتل أخر سلاطينهم بنفسه، و التي كانت بقاياهم منتشرة في مصر و بلاد الشام و كردستان؟ و لماذا دمر الظاهر بيبرس إمارة الكنوز، الذين كانوا موالين للفاطميين، بعد أن دمر من قبله أيبك قوة الجعافرة و بقية القبائل العربية و الليبية التي ثارت من أجل عودة الفاطميين؟


إنه العدل، إنها عدالتها، فالدولة الفاطمية، كانت مؤسسة على العدالة، إذا قورنت بما كان قبلها، و ما جاء بعدها، بل حتى بمقارنتها بما تعيش فيه مصر اليوم في عصر اللصوصية المباركية الرسمية.


لقد كان الخلفاء من بني فاطمة الزهراء، رضي الله عنها، معروفين بعدالتهم و نزاهتهم، فلم يعرف عنهم الضرائب الثقيلة التي أثقلت كاهل المواطن المصري في العصر المملوكي، و لم تعرف المصادرات التي كانت متفشية في العصر المملوكي، الذي كان فيه السلاطين ينظرون للأغنياء على إنهم أهداف للمصادرة، و بخاصة إن كانوا من غير المسلمين، بينما في العصر الفاطمي كان الناس آمنين على ما في حوزتهم، و يحضرني في هذا ما ذكر القاضي السني المقريزي، الذي ذكر في خططه عن الثري القبطي الأسيوطي أبي المليج، الملقب بمماتي، و الذي كان يحوز على كميات ضخمة من القمح، كان يوزعها على فقراء المسلمين أبان إنخفاض النيل في عصر المستنصر بالله، و كيف شكر المسلمون صنيعه، و ما ذكر الرحالة ناصر خسرو عن أحد مسيحيي مصر و الذي بلغت ثروته من الغلال حداً كان يكفي لإطعام أهل الفسطاط ست سنوات، و حتى عندما كان يغضب الخلفاء على أحد رعاياهم، أكان مسلم أو مسيحي أو يهودي، فإنهم كانوا يتعففون عن مصادرة ثروته، أو ثروة ورثته، و إن كان حجم جرمه يستلزم القتل.


فمن الخلفاء و السلاطين، من بعد الخمسة الراشدين، رضي الله عنهم جميعاً، من جلس على حصيرة أبان أي مجاعة مرت بشعبه، مثلما فعل الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، أبان المجاعة التي عرفت بالشدة المستنصرية، والتي دامت سبع سنين عجاف؟؟؟


لقد كانت العفة و النزاهة ديدانهم، لهذا تحسر المصريين على زوال دولتهم، و قاتلوا و ثاروا من أجل عودتها، و كانت كلما ألمت بهم نكبة، أو حاق بهم ظلم، تذكروا آل علي الذين كانت العدالة نصب أعينهم دائماً، و شرف ناموسهم همهم.

سادساً علاقة الفاطميين و القرامطة:

للحق فإن مفتي .........., لم يأت على ذكر القرامطة، و لكن مادمنا قررنا أن يكون هذا المقال عن حقيقة العصر الفاطمي، فمن الواجب التطرق لهذه القضية، فدائماً ما يخلط أعداء الفاطميين بينهم و بين القرامطة، معتبرين أن القرامطة، و ما أرتكبوه من فظائع، و بخاصة من هجومهم على مكة المكرمة أبان الحج، و قتلهم الحجيج، و سرقتهم للحجر الأسود، و أخذهم إياه إلى عاصمتهم بالأحساء، في شرق الجزيرة العربية، هو سياسة فاطمية.


ذلك الخلط هو إما دليل جهل أو سوء نية، لأن من الثابت تاريخياً، أن القرامطة كانوا أعداء ألداء للفاطميين، و قد حدث أن هجموا على بلدة سلمية، في سوريا اليوم، و قتلوا من وقع في أيديهم من أفراد الأسرة الفاطمية، كما أن حروباً عدة قد وقعت بين القرامطة و بين الفاطميين، في بلاد الشام، بل و قد حاول القرامطة غزو مصر في العصر الفاطمي، و قد وصلوا في زحفهم إلى الإقتراب من القاهرة، و لكن كان الفضل للفاطميين أن تصدوا لشر القرامطة، فوقوا مصر من ويلاتهم التي سبق و أن حاقت بالبصرة و كربلاء و الكوفة و مكة و الكثير من بلاد الشام.


الإنصاف يقول بأن القرامطة أقرب اللمتشدين الوهابيه منهم للفاطميين، فقد نبع القرامطة في الجزيرة العربية، و ليس في بلاد الشام أو مصر أو شمال أفريقيا، و كان عماد الجيش القرمطي هو القبائل العربية البدوية من بني هلال، و بني سليم، و فزارة، و بني معقل بن الحارث بن كعب، و بني كلب، و غيرهم من قبائل أعراب الجزيرة العربية.

سابعا السلبيات الأيجابيه للفاطميين :

بما إننا نريد الحقيقة فمن العدالة القول بأن الدولة الفاطمية قد شهدت بعض الفترات المتشدده بحق غير المسلمين، و بخاصة في عصر الحاكم بأمر الله، الذي يختلف كثيراً في سياسته تجاه غير المسلمين، عن بقية الخلفاء الفاطميين، فقد تشدد في بعض سنوات حكمه في تطبيق الشروط العمرية، في الزي و السلوك، بحق غير المسلمين، كما هدم الكثير من الكنائس و الأديرة، و أحرق الحارة التي كان يسكنها اليهود، بعد أن سد أبوابها ليلاً، و ذلك بعد أن وصل إلى علمه إنهم يتطاولون بالقول في حق خاتم المرسلين، صلى الله عليه و سلم، و هدم كنيسة القيامة، أقدس كنائس المسيحيين على الإطلاق، و سواها بالأرض، كما شجع رحيل المسيحيين و اليهود عن مصر، بتخييرهم بين الإسلام أو الرحيل، إلا أن الحق يقال إنه في أوخر سنوات حكمة عاد للتسامح الفاطمي المعهود – ذلك التسامح الذي شهد به الأسقف ساويرس بن المقفع و غيره من المؤرخين المسيحيين - فسمح بعودة من هاجر، و أسكن اليهود في حارة زويلة، التي عرفت بعد ذلك و لليوم بحارة اليهود، و سمح لمن إعتنق الإسلام قسراً بأن يعود لدينه الأصلي، أي إنه عاد لسياسة التسامح الفاطمي، التي ميزت الدولة الفاطمية، التي سمحت لغير المسلمين، و للمسلمين من أهل المذاهب الأخرى المنافسة لمذهبهم، بالوصول لأعلى المناصب، ماداموا أكفاء لها، فقد وصل لمنصب الوزارة، يعقوب بن كلس، اليهودي الأصل و الذي أسلم، و وصل لنفس المنصب عيسى بن نسطورس المسيحي و الذي بقى على دينه، و بدر الدين الجمالي الأرمني، المسلم الشيعي الإثنا عشري، و هو المذهب الذي يختلف عن التشيع الإسماعيلي، المذهب الرسمي للدولة الفاطمية، مثلما وصل لنفس المنصب طلائع بن رزيك الأرمني الشيعي الإثنا عشري أيضاً، و صلاح الدين الأيوبي السني الشافعي الكردي، و اليازوري الفلسطيني، و الذي ينتسب إلى بلد يازو بفلسطين، و لا ننسى جوهر الصقلي، و برجوان الصقلبي، أي الأوربي الشرقي الأصل، و كذلك كان للمغاربة من قبائل كتامة و غيرها دورهم و مكانتهم المتميزة، فكما نرى من أديان و مذاهب و أجناس من تولوا أعلى المناصب، أن الدولة الفاطمية كانت عالمية الطابع، و كانت الأبواب مشرعة للأكفاء ليصعدوا إلى حيث تقودهم كفاءتهم و طموحهم، دون أن يكون دينهم أو مذهبهم أو أصلهم حائلاً بينهم و بين ما يستحقون من شرف المنصب.


و لهذا أيضا وصلت الخلافة للخليفة المستنصر بالله، أطول خلفاء بني فاطمة حكماً، و هو ابن جارية أفريقية، و لهذا أيضاً شكل الفاطميين فرقة سودانية في الجيش الفاطمي، كان لها دوراً مهم في الجيش الفاطمي، فالدولة الفاطمية لم تعرف العنصرية التي عرفتها بعض الدول الأخرى، و لم تكن تسمح لشاعر مثل المتنبي، الذي عاش في عصر كافور الإخشيدي، و الذي تعلم الفصاحة من قبيلة بني كلب بن وبرة، أن يقول شعراً ينضح عنصرية بدوية بحق ذوي البشرة السمراء.


لا يمكن أيضاً أن نغفل الأثر الفاطمي الباقي حتى اليوم في الشعب المصري، و شعوب شمال أفريقيا و السودان، فالكثير من القبائل العربية و المغاربية، التي غيرت التركيبة السكانية، و الشكل الثقافي، في مصر، و السودان، و شمال أفريقيا، إنما إستقرت في مواطنها الجديدة في العصر الفاطمي، مثل قبائل سنبس الطائية في بحري مصر، بالغربية و المنوفية و كفر الشيخ و البحيرة، و الجعافرة، و بلى، و جهينة، في بحري و صعيد مصر و السودان، و قبيلة ربيعة في النوبة، و التي منها إنحدر النوبيين الكنوز، و قبائل بني هلال، و فزارة، و بني سليم، و بني الحارث بن كعب، في مصر و شمال أفريقيا و موريتانيا، والقبائل الليبية لواتة، و كتامة، و هوارة، و زنارة، و مزاتة، و زناتة، و التي إستقرت في مصر بكثافة، معظمها أتى إلى مصر في العصر الفاطمي.


هذه هي حقيقة العصر الفاطمي، الذي يشكل أحد العصور الذهبية في التاريخ المصري في العصر الإسلامي، مبينة في كتب التاريخ المحترمة، التي خطها أهل السنة، لا أكاذيب عملاء اليوم الذين يتلاعبون بالتاريخ لمصلحة شخصيه في سعيهم لإعلان خلافتهم،


إن إستعادة التاريخ المشرف أمانة في أيديكم أنتم، لا أحد أخر، و إستعادة حقيقة تاريخنا، هي جزء من تلك الإستعاده