عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-13, 07:03 PM   رقم المشاركة : 4
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


أصول الفكر الشيعي.. الإمامة هل هي ركن الإسلام الأعظم؟ (1)
أصول الفكر الشيعي.. الإمامة هل هي ركن الإسلام الأعظم؟ (1)
قاسم العلوش
الاثنين 17 غشت 2009 - 22:20
في الحقيقة، منذ فترة وأنا أفكر في تحرير مجموعة من المقالات تروم تعريف المغاربة بحقيقة معتقد الشيعة في مسائل الدين والعقيدة، ليطلعوا عن كثب و ليروا ما إذا كان بالإمكان اعتبار " مذهب الشيعة " أحد المذاهب الفقهية كما هو معروف عند أهل السنة: المذهب الحنفي، المالكي، الشافعي والمذهب الحنبلي، أم أن مذهب الشيعة هو دين قائم بذاته مستقل عن الدين الإسلامي الذي نعرفه من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام.

وكما لا يخفى على الجميع، فإن الشيعة كانوا عبر التاريخ فرقا وطوائف لا حصر لها، تختلف كل فرقة منهم عن الفرقة الأخرى في جملة من المسائل العقدية والفقهية، اختلافا يصل إلى تكفير بعضهم بعضا. غير أن الذي نهتم به في هذه السلسلة هو فرقة الشيعة الإمامية، الاثني عشرية، المسمون ب ( الرافضة )، التي لها نظام سياسي قائم اليوم في إيران، وأتباع في كل من العراق ولبنان ودويلات الخليج العربي.

الإمامة مثل النبوة..أمر ما أنزل الله به من سلطان

يعتقد الشيعة الاثناعشرية، بل يجب أن نقول: إنهم يؤمنون بأنه كما وضع الله تعالى سلسلة النبوة والرسالة كضرورة لا زمة لعدله وحكمته ورحمته، وكما أرسل من عنده الأنبياء والرسل عليهم السلام لهداية عباده وقيادتهم إلى طريق الحق، وجعلهم معصومين واجبي الطاعة، ليكونوا حجة الله على عباده ليثابوا أو يعاقبوا، فهكذا بعد انتقال الرسول إلى الرفيق الأعلى وضع الله سلسلة الإمامة لهداية عباده وقيادتهم إلى الطريق الصحيح، حتى تكون حجة عليهم يوم القيامة.

ومن هنا تم تعيين اثني عشر إماما ( وهنا يختلف شيعة ايران عن الشيعة العبيديين أو " الفاطميين " ، المنتسبون للشيعة الاسماعلية حيث يعتقدون فقط في سبعة أئمة ويكفرون بالباقين ، وهنا أتعجب كيف انبرى أحد متشيعي المغرب في احد مقالاته، في محاولة يائسة منه، لتبييض الوجه البشع للدولة العبيدية، المنتسبة زورا وبهتنا لذرية فاطمة رضوان الله عليها، بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كتب التاريخ شاهدة على محنة المغاربة ومعهم فقهاء المالكية في الغرب الإسلامي إبان حكم " الفاطميين " لشمال إفريقيا )، يتولون الإمامة حتى يوم القيامة، وحتى نهاية الدنيا، والقيامة تكون بالإمام الثاني عشر، والأئمة كالأنبياء عليهم السلام؛ حجة الله، وهم معصومون واجبوا الطاعة، درجتهم تتساوى مع درجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم أفضل وأحسن من بقية الأنبياء.

والتسليم بإمامة الأئمة والإيمان بها شرط لنجاة هؤلاء المؤمنين؛ تماما مثلما يجب عليهم التسليم بنبوة ورسالة الأنبياء عليهم السلام لتتحقق لهم النجاة في الآخرة.

وكان أول الأئمة الاثني عشر هو علي المرتضى، وطبقا لروايات الشيعة، فقد أعلن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعيينه في منصب الإمامة قبل وفاته بثمانين يوما، أثناء عودته من حجة الوداع، وذلك بحكم تأكيدي عند " غدير خم "، وهكذا عين من بعده ابنه الأكبر الحسن في منصب الإمام من قبل الله تعالى، ومن بعده أخوه الأصغر الحسين، ثم ابنه علي بن الحسين الملقب بزين العابدين، وبعده ابنه محمد بن علي الملقب بالباقر، وبعده ابنه جعفر الملقب بالصادق، وبعده ابنه موسى بن جعفر، وبعده ابنه علي بن موسى الرضا، ومن بعده محمد بن علي التقي، ومن بعده ابنه علي بن محمد، ومن بعده ابنه الحسن بن علي العسكري، ومن بعدهم الإمام الثاني عشر والإمام الأخير محمد بن الحسن، الإمام المهدي الغائب، وهو طبقا للعقيدة الشيعية ولد قبل ألف ومأتي سنة في سنة ( 255 هـ ) أو ( 256 هـ )، ثم اختفى وعمره أربع أو خمس سنوات، وهو الآن لا يزال حيا في غار في مكان يسمى سرداب سامراء ( سر من رآى ) بأرض العراق، وبهذا الإمام تنتهي سلسلة الإمامة( غير أن التاريخ يشهد، والبحث يؤكد، أن الحسن العسكري لم يكن له ابن، وهذا الأمر صرح به شقيقه جعفر بن علي، الذي يصفه الشيعة بأنه جعفر الكذاب، لأنه في الحقيقة فضح كذب وافتراء الشيعة الامامية في ادعاءهم بوجود إمام غائب اختفى وعمره 5 سنوات).

إن وجود الإمام المعين من قبل الله تعالى في الدنيا – طبقا للعقيدة الشيعية – أمر ضروري ليكون حجة على عباد الله، فسوف يظل الإمام حيا إلى يوم القيامة، وسوف يظهر في أي وقت قبل القيامة، ومعه القرآن الكريم الأصلي الذي ألفه علي رضي الله عنه، وهو يختلف عن القرآن الحالي، وسوف يحمل معه أيضا مصحف فاطمة، وجميع متاع الهداية البشرية والعلوم المختلفة، مثل: " الجفر " وغير ذلك، وهو ميراث الأئمة السابقين.

وطبقا لعقيدة الشيعة الاتني عشرية، وإرشادات الأئمة المعصومين، فإن الأئمة الثني عشر المعينين من قبل الله هم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم مثل جميع الأنبياء والرسل؛ معصومين، وطاعتهم واجبة وفرض؛ تماما مثلما فرض الله على كل أمة طاعة أنبيائها ورسلها.

وهؤلاء الأئمة هم حجة الله على عباده بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومقامهم ودرجتهم عالية، إذ تقوم الدنيا بأنفاسهم، وهم يتحكمون في جميع ذرات الكون، والعباد وكل الخلائق يرزقون بفضل وجود الإمام، وإذا خلت الدنيا في أي وقت من الإمام تحطمت الأرض، واختل نظام الكون أجمع، وفنيت الكائنات كلها.

والأئمة كلهم كانوا أصحاب معجزات، وكانت تأتيهم الملائكة، وعلى رأسهم جبريل عليه السلام، كما كانت تأتي للأنبياء عليهم السلام، ( وهنا يذكر الشيعة في روايات عدة، أن جبريل عليه السلام كان يأتي عليا وفاطمة رضوان الله عليهما ويخبرهما بما يودان معرفته ويؤنس وحشتهما بعد وفاة رسول الله وانقلاب الصحابة على إمامة علي المزعومة )، كما يعتقد الشيعة أن الأئمة عرجوا أيضا كما عرج النبي صلى الله عليه وسلم، ونزلت عليهم الكتب أيضا من عند الله، وهم كلهم ينتمون إلى عالم ( ما كان وما يكون )، وكانوا يجمعون علوم الأنبياء جميعا، كما أن لديهم الكتب السماوية القديمة، (( التوراة، والزبور، والإنجيل ))، وغيرها في أشكالها الأصلية، يقرؤونها بلغتها الأصلية، وكان لديهم الكثير من العلوم التي لم تصلهم عن طريق القرآن أو الرسول، بل وصلتهم مباشرة من عند الله تعالى، أو بوسائل خاصة أخرى، ولهم حرية التصرف والاختيار في تحليل أو تحريم وما يرونه من أعمال، كما أنهم يعرفون أيضا ميعاد موت كل شخص، ولهم سلطة اختيار الوقت نفسه.

هذا ملخص موجز لما جاء في كتب الشيعة الاثني عشرية، وما جاء على لسان الأئمة المعصومين، وسوف نعرض فيما يلي ألفاظ وإرشادات وروايات المعصومين بشيء من التفصيل، ليرى القارئ الكريم الصفات والمكانة التي ألصقت لهؤلاء الأئمة حتى أنه لا يمكن تعدادها.

إنني في هذه المقالة لن أخوض في بحث ونقد عقائد وقضايا الشيعة، بقدر ما أريد أن أعرضها كما هي، وكما وردت في كتب الرواية عند الشيعة، حتى يعلم من لا يعلم بحقيقة دين ومعتقد الشيعة مدى مطابقتها أو مخالفتها لما أتت به نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.

ومن الضروري هنا أن نشير إلى أن روايات الشيعة الاثني عشرية، وأقوال أئمتها تحتل نفس المكانة التي تحتلها كتب الحديث ، ك (( صحيح البخاري ومسلم )) وغيرهما لدى أهل السنة، فالبخاري ومسلم والموطأ و مسند الإمام أحمد وغيرهم تضم مجموعة الأحاديث النبوية التي تروي سنة رسول الله، وتحكي أفعاله وأعماله وأقواله بالسند الصحيح، وهكذا أيضا ينظر الشيعة إلى كتبهم الخاصة بالأحاديث والروايات الشيعية، وما تضمنته هذه الكتب من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل نصيبا بسيطا جدا، بل يمكن ان نقول: إنها شاذة ونادرة ( ربما حاولي 15 في المائة )، بل حتى إن الشيعة يعجزون أن يأتوا برواية واحدة صحيحة مسندة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. والبقية من الروايات تضم تعاليم وأعمال وأقوال وأحوال الأئمة المعصومين مع سندها، كل ذلك من وجهة نظر شيعية بحتة، لأن هؤلاء الأئمة في نظرهم هم حجة الله على عباده حتى يوم القيامة، وهم ممثلوه والمتحدثون باسمه، وهم وسيلة هداية الأمة، وكما سيظهر من خلال ما سنأتي به أن درجتهم عند الشيعة مساوية لدرجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلى وأرفع من باقي الأنبياء والرسل الآخرين.

ومن أكثر كتب الحديث المعتمدة لدى الشيعة الاثني عشرية كتاب '' الجامع الكافي " لأبي جعفر يعقوب الكليني الرازي، ( ت سنة 328هـ)، ومن ناحية الصحة والسند فهو مثل (( صحيح البخاري ))، عند أهل السنة.

مكانة الكافي عند علماء ومراجع الشيعة

1- الكليني نفسه مؤلف الكتاب يقول عنه: (( كتاب الكافي يجمع بين جميع فنون الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل بالآثار الصحيحة عن الصادقين (ع) )). (أصول الكافي ص 8).

2- الشيخ المفيد إذ يقول: (( الكافي وهو أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة)). (ص26 من المقدمة عن تصحيح الاعتقاد ص27).

3- الشهيد محمد بن مكي إذ يقول : (( كتاب الكافي في الحديث الذي لم يمل الإمامية مثله)). (ص26-27 من المقدمة عن بحار الأنوار ج25 ص67).

4- المحقق علي بن عبد العالي الكركي إذ يقول: (( الكتاب الكبير في الحديث المسمى بالكافي الذي لم يعمل مثله. وقد جمع هذا الكتاب من الأحاديث الشرعية والأسرار الدينية ما لا يوجد في غيره)) . (ص27 من المقدمة).

5- الفيض الكشاني إذ يقول: (( الكافي .. أشرفها وأدقها وأتمها وأجمعها لاشتماله على الأصول من بينها وخلوه من الفضول وشينها )) (ص27 عن الوافي ص6 ط . طهران 1314هـ).

6- الشيخ علي بن محمد بن الشهيد الثاني إذ يقول: (( الكتاب الكافي والمنهل العذب الصافي. ولعمري لم ينسج ناسج على منواله، ومنه يعلم منزلة وجلالة حاله ))(ص27 عن الدر المنظوم ورقة آب).

7- وقال المجلسي : (( كتاب الكافي أضبط الأصول وأجمعها وأحسن مؤلفات الفرقة وأعظمها )) ( مرآة العقول ج1 ص3).

8- وقال المولى محمد أمين الاسترابادي: (( وقد سمعنا عن مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه )) (ص27 عن مستدرك الوسائل ج3 ص532).

9- وقال بعض الأفاضل : (( اعلم أن الكتاب الجامع للأحاديث في جميع فنون العقائد والأخلاق والآداب والفقه من أوله إلى آخره مما لم يوجد في كتب أحاديث العامة ( يقصد أهل السنة ) وأنى لهم بمثل الكافي في جميع فنون الأحاديث وقاطبة العلوم الإلهية الخارجة من بيت العصمة ودارالرحمة )) (ص27-28 عن نهاية الدراية ص218).

ماذا قال الأئمة المعصومون في مسألة الإمامة؟

سوف يلاحظ، القارئ الكريم، هنا أن كل الروايات التي سنأتي بها ليس بينها واحدة منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم، بل كلها من روايات الأئمة المنصبين بزعم الشيعة، من منطلق قاعدة عندهم مفادها، أن كلام الإمام هو كلام موحى به من عند الله، وليس كلاما عاديا، وهو أيضا في مقام كلام النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. من جهة أخرى إنني هنا لا أكتفي بالكلام الإنشائي المُعوﱠم الذي لا مستند له، كما يفعل بعض المتشيعين، حيث كل كلامهم يروم الابتعاد ما أمكن عن الخوض في حقيقة عقائد الشيعة ليعرضوها صراحة أمام الناس، تقية وخوفا منهم من الفضيحة، بل يكتفون بالتستر وراء شعارات عامة و فضفاض، يدعي أصحابها محبة آهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مع العلم أن أئمة آل البيت مبرؤون من كل الافتراءات التي سنوردها بعد قليل، بل إننا نعتقد أنها مكذوبة وملفقة عليهم زورا وبهتانا، كيف لا ودين الشيعة الإمامية تسعة أعشاره كذب؟.

1) الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام:

في كتاب " أصول الكافي "، كتاب الحجة، باب بعنوان: (( إن الحجة لا تقوم لله

على خلقه إلا بإمام ))، يروي عن الإمام السادس جعفر الصادق أنه قال: (( عن الحجة لا تقوم لله عز وجل على خلقه إلا بإمام حتى يعرف )) ( أصول الكافي، ص: 103).

وقد وردت عدة روايات بهذا المضمون بألفاظ متشابهة في هذا الباب: ( الدنيا لا يمكن أن تبقى بغير إمام )).

وورد باب آخر بالباب السابق بعنوان: ( باب أن الأرض لا تخلو من حجة ))، وفيه وردت عدة روايات بنفس المضمون وبسند كامل؛ نذكر منها روايتين: أولهما: ((عن أبي حمزة قال لأبي عبد الله: تبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت )) ( أصول الكافي، ص 104).

ثانيتهما: (( عن أبي جعفر قال: لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله )).

2) معرفة الأئمة والتسليم بهم شرط الإيمان:

في " اصول الكافي " باب بعنوان: ( معرفة الإمام والرد عليه )، وردت فيه

الرواية التالية: ( عن أحدهما أنه قال: لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله والأئمة كلهم وإمام زمانه )، (أصول الكافي ص 105). ولاحظ معي أيها القارئ سند الرواية، (عن أحدهما !!! ) دين مبني رواته مجاهيل، في أصح كتاب حديث عندهم وهو الكافي، ويقولون هذا هو دين أهل البيت عليهم السلام!!!!..

كما وردت الرواية التالية بسند كامل في نفس الباب: ( عن ذريح قال: سألت أبا عبد الله عن الأئمة بعد النبي (ص)، فقال: كان أمير المؤمنين رضي الله عنه إماما، ثم كان الحسن إماما، ثم كان الحسين إماما، ثم كان علي بن الحسين إماما، ثم كان محمد بن علي إمام، من أنكر ذلك كان كم أنكر معرفة الله تبارك وتعالى ومعرفة رسول الله ))،( أصول الكافي، ص 106).

ملحوظة: هنا نجد الكلام فقط عن خمسة أئمة، فأين هم السبعة الباقين؟. يدل هذا على أن الإمام أبا عبد الله لم يكن يعرف بقية سلسلة الأئمة الاثنا عشر، فكيف يقول الشيعة ان كل الأئمة منصبون من عند الله؟، كما أن هذا يدل على أن الإمام هنا لم يعرف من سيكون بعد الإمام محمد بن علي، مما يبرهن على أن عدد الأئمة مفتعل، وليس هناك تنصيب مسبق لهم، كما يزعم بذلك الشيعة، إذ لو كان كذلك لوجب على أبي عبد الله أن يعدد كل أسماء الأئمة الاثني عشر ولا يقف فقط عند الإمام الخامس.

3) حكم الإمامة والأئمة وتبليغها صدر عن طريق الأنبياء كلهم والكتب السماوية كلها:

يروي لنا الكليني في كتابه " أصول الكافي" عن الإمام جعفر الصادق رواية قال فيها: ( ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبي قط إلا بها )، ونحن نسأل أين هذا في كتاب الله الكريم؟.

وفي نفس الصفحة يروي عن الإمام السابع أبي الحسن موسى بن جعفر الصادق أنه قال: ( ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولم يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد (ص)، ووصيه علي (ع) ))، أصول الكافي: ص276.

4) الأئمة هم المقصودون بالحكم الذي نزل في القرآن بالإيمان بالله ورسله والنور الذي انزله الله:

وفي " أصول الكافي " في باب: ( إن الأئمة نور الله عز وجل )، وردت الرواية

التالية في أدلة: ( عن ابي خالد الكابلي سألت أبا جعفر عن قول الله عز وجل: آمنوا بالله ورسله والنور الذي أنزلنا، فقال: يا أبا خالد! النور – والله – الأئمة )، أصول الكافي: ص 117.

وكلما جاء في آية من آيات القرآن ذكر النور الذي أنزله الله، والذي يقصد به نور الهداية، أي: القرآن الكريم، وهو المقترن بالأمر الإلهي، أي: الإيمان بالله والرسول، تقوم الروايات الشيعية – وهذا ما روى عن الإمام جعفر الصادق و الإمام موسى الكاظم – بالقول بأن المقصود في الآيات من (( نور الله )) ليس القرآن، بل الأئمة الاثنا عشر، أئمة الشيعة، والحكم جاء بالإيمان جنبا إلى جنب مع الإيمان بالله ورسوله.

5) طاعة الأئمة فرض، وطاعتهم واجبة كطاعة الرسل:

في كتاب " الحجة " من " اصول الكافي " نجد بابا بعنوان: ( باب فرض طاعة الأئمة) الرواية التالية: (( عن أبي الصباح قال: أشهد اني سمعت أبا عبد الله يقول: أشهد أن عليا إمام، فرض الله طاعته، وأن الحسن إمام، فرض الله طاعته، وأن الحسين إمام، فرض الله طاعته، وأن علي بن الحسين إمام، فرض الله طاعتهن وأن محمد بن علي بن الحسين إمام، فرض الله طاعته ))، أصول الكافي، ص 109.

كما يروي أيضا عن الإمام جعفر الصادق في نفس الباب في " أصول الكافي " أنه قال: (( نحن الذين فرض الله طاعتنا، لا يسع الناس إلا معرفتنا، ولا يعذر الناس بجهالتنا، من عرفنا كان مؤمنا، ومن أنكرنا كان كافرا، ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالا، حتى يرجع إلى الهدى الذي افترضه الله عليه من طاعته الواجبة ))، اصول الكافي، ص 110.

عن أبي الحسن العطار قال: سمعت أبا عبد الله يقول: ((أشرك بين الأوصياء والرسل في الطاعة )).

6) للأئمة حرية الاختيار في التحليل والتحريم:

في " أصول الكافي "، كتاب الحجة، في باب مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يروي عن محمد بن سنان انه طلب من أبي جعفر الثاني؛ محمد بن علي التقي تفسير سبب وجود الاختلاف بين الشيعة في مسائل الحلال والحرام فقال:

(( يا محمد! إن الله تبارك وتعالى لم يزل منفردا بوحدانيته، ثم خلق محمدا، وعليا، وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفرض أمورها إليهم، فهم يحلون ما يشاؤون، ويحرمون ما يشاؤون، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى )) أصول الكافي، ص 278.

ومن الجدير بالذكر هنا أن العلامة القزويني قد صرح في شرحه لهذا الحديث إن المقصود من محمد وعلي وفاطمة، هم الثلاثة الذي ورد ذكرهم، وجميع الأئمة الذين يولدون من نسلهم، ( الصافي شرح أصول الكافي، ص 3/2/149).

وعلى كل حال، فإن ملخص رد الإمام أبي جعفر الثاني محمد بن علي التقي، وهو الإمام التاسع، وهو أن للأئمة حرية الاختيار في تحليل ما يرونه حلالا وتحريم ما يرونه حراما، ونتيجة لحرية الاختيار هذه فإن إماما من الأئمة يحلل شيئا ما أو عملا ما بينما الإمام الآخر يحرمه، ونتيجة لهذا ظهرت الاختلافات بين الشيعة فيما يتعلق بالتحليل والتحريم.

7) الأئمة معصومون كالأنبياء عليهم السلام:

في " أصول الكافي "، في باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته، وردت خطبة طويلة للإمام الثائر علي بن موسى الرضا رضي الله عنه، وقد صرح بعصمة الأئمة عدة مرات، وهو يوضح في خطبته هذه فضائل وخصائص الأئمة، جاء في موضع منها قوله: (( الإمام مطهر من الذنوب، والمبرأ من العيوب)). ثم يقول بعد ذلك عن صفة الإمام: (( فهو معصوم مؤيد، موفق مسدد، قد أمن من الخطأ والزلل والعثار، يخصه الله بذلك، ليكون حجته على عباده وشاهده على خلقه)).

8) حديث عجيب وغريب للإمام جعفر الصادق عن حمل ومولد الأئمة المعصومين:

في أصول الكافي باب بعنوان: " مواليد الأئمة عليهم السلام"، وهو يحتوي على روايات عجيبة غريبة عن مولد الأئمة، وأغرب رواية تستحق أن تذكر هنا هي أول رواية، وهي طويلة، ولهذا سنكتفي بذكر ملخصها، ويمكن لمن يريد الوقوف على النص مراجعته في الأصل:

يقول أبو بصير" الصديق " الملازم للإمام جعفر الصادق وكاتم أسراره:

(( في اليوم الذي ولد فيه الإمام موسى الكاظم، الإمام السابع، نجل الإمام المذكور، قال الإمام الممدوح: تكون ولادة كل إمام ووصي هكذا؛ في الليلة التي يكتب فيها الله لحمله أن يستقر، ففي تلك الليلة يرسل الله ملكا من عنده بكوب من شراب لذيذ نفيس، يحمله إلى الوالد، ويسقيه له، ويقول له: توج الآن وجامع زوجتك، فقد استقر حمل الإمام الذي يولد في رحم الأم.

وبهذه المناسبة يفصل الإمام جعفر الصادق الحديث فيقول: (( لقد

حدث نفس الشيء هذا مع جد جدي الإمام الحسين، وهكذا ولد جدي الإمام زين العابدين، ثم حدث معه نفس الشيء، فكان مولد والدي، وهكذا ولدت أنا أيضا في تلك الليلة التي استقر فيها حمل وليدي الجديد، موسى الكاظم في رحم زوجتي... في تلك الليلة حدث معي نفس الشيء، فقد جاءني من عند الله ملك يحمل كوبا من الشراب اللذيذ النفيس، وطلب مني أن أجامع زوجتي، فجامعتها، فكان حملها لابني موسى هذا.

وفي هذه الرواية أيضا أن الإمام والوصي حين يخرج من بطن أمه

يأتي هكذا؛ تكون يده على الأرض، ورأسه مرفوعة إلى السماء )) ( للمزيد انظر الكافي ص 244 وما بعدها )، كل هذا الكذب المفترى على أئمة أهل البيت، فقط ليحاول الشيعة إثبات أن الأئمة ليسو بشرا عاديين، بل هم مخلوقات فوق عادية وله من الإمكانات ما يتوافق مع تلك الطبيعة الاستثنائية، وسيأتي معنا بعد قليل بيان معتقد الخميني زعيم الثورة الإيرانية في الأئمة، حيث أضفى عليهم هالة من القداسة لا يصل لها ملك مقرب ولا نبي مرسل.

9) الخصائص العشرة التي تميز الأئمة عن بقية البشر:

يروي لنا زرارة، الذ يعتبره العديد من مراجع الشيعة من أوثق رواتهم، عن الإمام الباقر: (( للأئمة عشر علامات؛ يولد مطهرا مختونا، وإذا وقع على الأرض وقع على راحتيه، رافعا صوته بالشهادتين، ولا يجنب، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ولا يتثاءب، ولا تمطى، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه، ونجوه كرائحة المسك، والأرض مأمورة بستره وابتلاعه، وإذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله كانت وفقا، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم و قصيرهم زادت عليه شبرا )) ( أصول الكافي، ص: 246 ).

10)حمل الأئمة لا يكون في رحم الأم، بل يكون في جنبها ويولد من فخذها، وبيان أن درجتهم أعلى من درجة النبوة:

يوري العلامة باقر المجلسي في كتابه ( حق اليقين ص: 126 )، عن الإمام الحادي عشر؛ الحسن العسكري، فيقول: (( حملنا نحن – أوصياء الأنبياء، أي الأئمة – لا يكون في رحم البطن، بل يكون في الجانب، ونحن لا نأتي من خارج الرحم، بل نأتي من أفخاذ الأمهات، لأننا نحن الأئمة نور الله تعالى، لهذا فهو يضعنا بعيدا عن القذارة والنجاسة )).

ولعل ما يقصده العلامة المجلسي من بيانه لرواية الإمام الحسن العسكري في " أصول الكافي " هي الخصوصية الأولى من خصائص الأئمة، أي: يولد الإمام مطهرا.

أما فيما يخص بيان مقام الأئمة عند الشيعة، فيقول العلامة باقر المجلسي في كتابه: " حياة القلوب " (ج 3 ص 10)، إن (( الإمامة أعلى مرتبة من النبوة )).

10) المؤمنون (الشيعة) بإمامة الأئمة المعصومين لهم الجنة حتى لو كانوا فجرة فاسقين، والمسلمون الآخرون لهم النار حتى لو كانوا من البررة المتقين:

وردت في أصول الكافي، باب: فيمن دان لله عز وجل بغير إمام من الله جل جلاله، الرواية التالية: عن الإمام الباقر أنه قال: (( إن الله لا يستحي أن يعذب أمة دانت بإمام ليس من الله وإن كانت في أعمالها برة تقية، وإن الله ليستحي أن يعذب أمة دانت بإمام من الله وإن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة )) ( اصول الكافي: 238 ).

وفي نفس الباب وردت رواية عن أحد مريدي الشيعة المخلصين للإمام جعفر الصادق، ويدعى عبد الله بن أبي يعفور، قدم إلى الامام المذكور وقال: (( إني أخالط الناس، فيكثر إعجابي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا، لهم أمنة وصدق ووفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء والصدق )) وتذكر الرواية ان عبد الله بين أبي يعفور قال: ما إن سمع الامام كلامي حتى جلس غاضبا وقال لي : (( لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان بولاية إمام عادل من الله )) أصول الكافي/ ص: 238.

11) درجة الأئمة تتساوى مع درجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم أفضل وأعلى من جميع المخلوقات والأنبياء الآخرين عليهم السلام:

نجد رواية في " أصول الكافي "، كتاب الحجة، وردت حديث طويل للإمام جعفر الصادق عن فضل ودرجة ومرتبة الإمام علي المرتضى ومن بعده من الأئمة، جاء في بدايته ما يلي: (( ما جاء به علي آخذ به، وما نهى عنه انتهي عنه، جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمد، ولمحمد الفضل على جميع خلق الله عز وجل، المتعقب عليه في شيء من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله، والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله، كان أمير المؤمنين باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وسبيله الذي من سلك غيره يهلك، وكذلك جرى لأئمة الهدى واحدا واحدا )).

ومما يروونه عن أمير المؤمنين: (( الملائكة وجميع الأنبياء سلموا لي كما سلموا لمحمد، وأنا من أرسل الناس إلى الجنة أو إلى النار )). وورد أيضا في الرواية السابقة ما يلي: (( وكان أمير المؤمنين كثيرا ما يقول: (( أنا قسيم الله بين الجنة والنار، وأنا صاحب العصا والميسم، ولقد أقرت لي الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا لمحمد )) ، أصول الكافي/ ص: 117.

12) الأئمة يعلمون الغيب، وهم في ذلك أفضل من موسى عليه السلام:

في باب بعنوان: إن الأئمة رضي الله عنه يعلمون ما كان وما يكون وإنه لا يخفى عليهم شيء رضي الله عنهم، جاءت الرواية الأولى تقول: إن الإمام جعفر الصادق قال في مجلس يضم خواصه: (( لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، ولأنبأتهما ما ليس في أيديهما، لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وراثة )) أصول الكافي/ ص: 160.

13) الأئمة شهداء على أهل زمانهم إلى يوم القيامة:

في باب: الأئمة شهداء لله عز وجل على خلقه، رواية عن الإمام جعفر الصادق حين سئل عن الآية التالية: (( فكيفا إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)).

قال الإمام جعفر الصادق: (( نزلت في أمة محمد خاصة، في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم، ومحمد شاهد علينا )).

والرواية الأخيرة في هذا الباب تقول: قال أمير المؤمنين: (( إن الله تبارك وتعالى طهرنا، وعصمنا، وجعلنا شهداء على خلقه، وحجة في أرضه )).

14) جميع الكتب التي نزلت على الأنبياء السابقين كالتوراة والإنجيل والزبور وغيرها موجودة لدى الأئمة، يقرؤونها بلغاتها الأصلية:

لقد جاء في أصول الكافي باب بعنوان: إن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل، وإنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها، وهو يحتوى على عدة روايات بهذا المضمون، وتذكر أحداثا وردت أيضا بنفس المضمون في الأبواب السابقة، وتذكر إحدى الروايات أن الإمام جعفرا الصادق قال: (( وإن عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور، وتبيان الألواح )).ص: 137

وفي الباب الثاني في أصول الكافي ص: 147، يروي عن الإمام جعفر الصادق أنه سئل عن قوله: وإن لدينا الجفر الأبيض، قال: (( زبور داود عليه السلام، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم )).

15) يمتلك الأئمة وسائل عجيبة وغريبة للعلوم، بالإضافة إلى القرآن والحديث:

يوجد باب غريب وعجيب مثل سابقيه في أصول الكافي بعنوان: باب فيه ذكر الصحيفة، والجفر، والجامعة، ومصحف فاطمة رضي الله عنها، وردت الرواية الأولى، وهي طويلة جدا، ونورد ملخصها:

(( يقول أبو بصير – وهو طبقا لروايات الشيعة من خواص ومن حاملي أسرار الإمام جعفر الصادق - : حضرت إلى جعفر الصادق ذات يوم، وقلت له: إنني أود أن أكشف أمرا خاصا، فهل هناك من أجنبي هنا؟ فرفع الإمام الحجاب الفاصل بين مجلسنا والمجلس الآخر فلم نشاهد أحدا، ثم قال: سل ما شئت، فسألت سؤالا عن علم المرتضى والأئمة، ففصل الحديث عن هذا الأمر )).

ملاحظة: ( وهنا يتضح لنا أمر مهم جدا يكشف لنا عن الحقيقة الكاملة للمذهب الشيعي، فأئمة المذهب الشيعي من مثل الإمام الباقر والإمام جعفر الصادق، وغيرهم من الأئمة الذين نقل عنهم أبو بصير، وزرارة، وغيرهم من خاصة الشيعة تعاليم وإرشادات المذهب الشيعي كانوا لا يستمعون لأقوال الرواة الذين كانوا يطالبون دائما الانفراد بأسرار المذهب الشيعي التي تخبرهم بها الأئمة، فلا يوجد أحد مع الإمام وكاتم أسراره، وهكذا يخرج هؤلاء إلى الناس، يقولون لهم ما يشاؤون، وينسبون للأئمة ما يريدون، وهكذا فعلوا. هذه هي الحقيقة الأساسية للمذهب الشيعي، ولا يمكن مقارنة هؤلاء بجمهور المسلمين وعباد الله الصالحين من العلماء من الصحابة والتابعين وتابعيهم، الذين اتصفوا بالتقوى والورع، وكان ظاهرهم كباطنهم، وقدموا تعاليم الدين علانية، لا تشوب حياتهم شائبة من نفاق الحياة الذي أسماه الشيعة التقية ) .

ومما جاء في نهاية الرواية المشار إليها: (( وإن عندنا الجفر، قلت: وما يدريهم ما الجفر؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل، ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة – رضي الله عنها – قلت: وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟ قال: فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد)) ،( أصول الكافي/ ص: 146).

تنبيه: من الملاحظ هنا إن الإجابة التي نقلها راوي الرواية أبو بصير عن الإمام جعفر الصادق ذكرت القرآن مرتين هكذا: (( قرآنكم ))، كما قيل عن مصحف فاطمة: (( إنه أكثر من قرآنكم ثلاث مرات، ولا يوجد فيه حرف من قرآنكم )).

وهناك الآلاف من هذه الافتراءات التي افترى فيها أبو بصير وغيره على الأئمة أهل البيت، وهي متناثرة في '' أصول الكافي"، وغيره من كتب الشيعة، ولا يمكن لأي مؤمن أن يساوره أي شك في إيمان آل البيت حتى يضعوا قرآنا غير القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله، لكن ماذا تقول عن روايات هي موجودة في اصح كتاب رواية عند الشيعة الإمامية الإثني عشرية؟!!!.

نحن على يقين أن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه لم يذكر أبدا هذا الأمر عن القرآن الكريم، وتلك الروايات هي في الأصل من اختلاق هؤلاء الرواة؛ الذين ألفوا المذهب الشيعي، ونسبوا كل هذه الخرافات إلى الإمام جعفر الصادق والإمام الباقر وكابر أهل البيت رضي الله عنهم، وراوي الرواية السابقة أبو بصير هو واحد من أولئك الناس الذين لعبوا دورا كبيرا في هذه الافتراء الكاذب على آل البيت.

ومن الجدير بالذكر هنا أن أبا بصير، وزرارة، وغيرهم من رواة هذه الخرافات – وهم في الأصل مؤلفوا المذهب الشيعي – قد سكنوا منطقة الكوفة، بينما كان الإمام الباقر والإمام جعفر الصادق في المدينة النبوية، لينسبوا ما نسبوه إلى الأئمة داخل مجالسهم الخاصة في الكوفة، وهكذا صارت تلك الروايات هي أساس المذهب الشيعي.

ما هو مصحف فاطمة؟

ورد ذكر مصحف فاطمة في الروايات السابقة، وقد ورد حديث مفصل للإمام جعفر في الرواية الثانية لهذا الباب في " أصول الكافي "، وطبقا لرواية ابي بصير، قال الإمام جعفر الصادق ردا على سؤال عن مصحف فاطمة:

(( إن الله لم قبض نبيه عليه الصلاة والسلام، دخل فاطمة من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل إليها ملكا يسلي غمها، ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين – رضي الله عنه – فقال لها: إذا أحسست بذلك، وسمعت الصوت، قولي لي، فأعلمته بذلك، فجعل أمير المؤمنين رضي الله عنه يكتب كل ما سمع حتى أتبث من ذلك مصحفا )). (أصول الكافي/ ص: 147).

وقد عرفنا من الرواية الأولى كيف أن مصحف فاطمة يعال القرآن الذي بين أيدينا

==============
==========


أصول الفكر الشيعي .. القول بتحريف القرآن (2)

قاسم العلوش

الأحد 23 غشت 2009 - 23:02

حين نتحدث اليوم عن فرقة الشيعة الاثني عشرية وبيان أصولها الفاسدة المنحرفة عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله، ذلك لأن معظم الفرق التي خرجت عن الجماعة ضعف نشاطها اليوم، وفتر حماسها وتقلص أتباعها، وانكفأت على نفسها، وقلت منابذتها أهل السنة.

أما طائفة الشيعة فإن هجومها على أهل السنة، وتجريحها لرجالهم، وطعنها في مذهبهم، وسعيها لنشر التشيع بينهم يزداد يوماً بعد يوم.

ولعل طائفة الاثني عشرية هي أشد فرق الشيعة سعياً في هذا الباب لإضلال العباد إن لم تكن الفرقة الوحيدة التي تُكثر من التطاول على السنة، وسب ولعن أئمتها وعلمائها من صحابة وتابعين وأئمة السلف، والكيد لها على الدوام مما لا تجده عند فرقة أخرى.

إن هذه الطائفة بمصادرها في التلقي وكتبها، وتراثها تمثل نحلة كبرى، حتى أنهم يسمون مسائل اعتقادهم "دين الإمامية" [الاعتقادات لابن بابويه يسمى "دين الإمامية" انظر: (الفهرست للطوسي: ص189، أغا بزرك/ الذريعة: 2/226).] لا مذهب الإمامية، وذلك لانفصالها عن دين الأمة، وبحسبك أن تعرف أن أحد مصادرها في الحديث عن الأئمة يبلغ مائة وعشرة مجلدات وهو "بحار الأنوار" لشيخهم المجلسي (ت1111ه).

إضافة إلى اهتمام هذه الطائفة بنشر مذهبها والدعوة إليه، وعندها دعاة متفرغون ومنظمون، ولها في كل مكان (غالباً) خلية ونشاط، وتوجه جل اهتمامها في الدعوة لنحلتها في أوساط أهل السنة، ولا أظن أن طائفة من طوائف البدع تبلغ شأو هذه الطائفة في العمل لنشر معتقدها والاهتمام بذلك .

وهي اليوم تسعى جاهدة لنشر "مذهبها" في العالم الإسلامي، وتصدير ثورتها، وإقامة دولتها الكبرى بمختلف الوسائل.

و نحن عندما نعمد إلى عرض أصول الفكر الشيعي، فإن العبرة في هذا المقام تكون بعرض أقوال المراجع والمؤسسين الأوائل لهذا الفكر.

إن مقولة أن الشيعة ليس عندهم كتاب صحيح يعتمدونه في دينهم، فكرة مهزوزة وبل ومن الأدلة على أن فكر ومعتقد الشيعة هو، فكر ومعتقد يتغير بحسب الزمان والمكان الذي يحيط بالتجمعات الشيعية، مما يقوي ويعزز قول من يقول أن الشيعة لا مستند لهم من الكتاب والسنة النبوية الصحيحة فيما ذهبوا إليه من عقيدة وفكر، وأن كل ما يستطيعونه هو تأويل وتحميل آيات وأحاديث بعينها ما لا تحتمل، وثالثة الأثافي، هي عملهم على تحريف روايات صحيحة توجد في كتب السنة وإخراجها عن مقصدها الصحيح الذي درج عليه علماء السنة من صحابة وغيرهم قديما وحديثا لتخدم أغراضهم، أو اعتمادهم على روايات ضعيفة بل وموضوعة، معرضين عما يخالفها من الروايات الصحيحة والحسنة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنهم لا يستندون في باب العقائد، وهذا مسلم به عند أهل الاختصاص، على نصوص قطعية الثبوت والدلالة في إثبات ما يدعونه، إذ كما هو معلوم لا يمكن إثبات عقيدة ما بالاستناد على نص ظني من جهة الثبوت ومن جهة الدلالة، إذ العقيدة يجب أن يستدل عليها بنصوص قطعية الثبوت والدلالة كما يقول علماء الأصول، فمسائل الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل والمعاد والجنة والنار والقدر خيره وشره والأسماء والصفات، هي منصوص عليها بنصوص قطعية الثبوت والدلالة، فهل عقائد الشيعة هي على هذا المنوال؟، اللهم فلا.

إنهم يعتمدون على نصوص عامة في القرآن الكريم، لو تعاملنا بمنطق الشيعة لجعلناها في أي شخص أو مجموعة أشخاص غير أهل البيت، من مثل قوله تعالى: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )، يقول الشيعة هذا نص في إمامة علي بن أبي طالب، ونحن نقول أنها عامة في كل مسلم استوفى الشروط المذكورة في الآية، و أولهم الصحابة رضوان الله عليهم. ولما نسألهم هل منطوق الأية يفيد هذا؟ يقولون لك هناك رواية في تفسير الطبري يفيد هذا وهي رواية تصدق علي بخاتمه في الصلاة، وهي رواية أوضح أهل العلم بالحديث والجرح والتعديل ضعفها ونكارتها، كيف ينشغل علي بسماع طلب الفقير للصدقة وهو في الصلاة، أليس هذا ينقص من خشوع الإمام علي، كيف لا، وقد قال الله تعالى في وصف المؤمنون ( والذين هم في صلاتهم خاشعون )، ومن مسلمات الشيعة أن الإمام من صفاته التنزه عن كل عيب ونقيصة/ كما أن وقت الزكاة لا يكون في وقت الصلاة، وهذا معلوم بالشرع والعقل، اللهم الشيعة الاثنا عشرية فلا شرع لهم ولا عقل، وهم كما وصفهم الإمام الشعبي يرحمه الله تعالى، حين قال: ((الرافضة لو كانوا من الدواب لكانوا حميرا، ولو كانوا من الطيور لكانوا رخما )) ، (والرخام هو نوع من الطيور الكاسرة لا يتغذى إلا على الجيف).

نعود لموضوعنا، وهو القول بتحريف القرآن، وهو نتيجة لقول بعقيدة الإمامة بالشكل والمضمون التي تحدثنا عنها في مقالنا السابق، لأنه لا يمكن إثبات شيء مما يعتقد الشعية في الإمامة من أنها بالنص، وما ألحقوا بها من الصفات والمزايا اللاهوتية، إلا باعتماد القول بتحريف القرآن الكريم، لان القرآن الحالي، الذي يعتبره الشيعة انه قرآن بنو أمية، ليس فيه شيء مما عليه كتب ومراجع الشيعة من عقائد إلا بالقول بالتحريف اللفظي، إضافة إلى اعتمادهم على التحريف المعنوي لآي القرآن الكريم، وهم في هذا يشتركون مع باقي الفرق الباطنية أصحاب العقائد المنحرفة من مثل الحلولية والاتحادية والبهائية والبابية والقديانية.

يوجد في زماننا من علماء الشيعة من ينكر القول بالتحريف والزيادة والحذف الواقع على القرآن، وإن كنا لا نريد الخوض في مدى صحة أو بطلان هذا الإنكار، رغم وجود روايات لا حصر لها للأئمة المعصومين تثبت بدون أدنى شك أن القرآن حدث فيه تحريف وزيادة وحذف مما يجعل علماء الشيعة المعاصرين يصمتون تجاه هذه القضية.

1) عقيدة التحريف نتيجة حتمية لمسألة الإمامة:

غير أننا هنا لا يمكن إغفال قول الخميني في كتابه كشف الأسرار ص 131: (( لو كانت مسألة الإمامة قد تم تثبيتها في القرآن، فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة، كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة، ويحذفون تلك الآيات من صفحاته، ويسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد، ويلصقون العار – وإلى الأبد – بالمسلمين وبالقرآن، ويثبتون على القرآن ذلك العيب الذي بأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى )) حيث يفترض الخميني أن الصحابة رضي الله عنهم في حال ما إذا كان قد ورد ذكر الإمامة في القرآن فإنهم لم يكونوا ليتورعوا عن حذف ذلك وتغييره، وبالتالي تحريف قول رب العالمين، كأن الخميني هنا يؤكد بشكل غير مباشر كل الروايات التي سنأتي على ذكرها وهي من كتب الأوائل المؤسسين للفكر الشيعي القائلة بالتحريف بكل أنواعه الذي طال القرآن الكريم حسب زعم الشيعة.

وعلى كل فسوف نصرف النظر عن كل هذا ولا نريد أن نتعرض لعلماء الشيعة في زماننا، إلا أن أي عالم شيعي لا يجرؤ على أن ينكر أمام إي إنسان يعرف الحقيقة أنه في الماضي وخاصة في زمان خاتم المحدثين وممثل الشيعة الأعظم العلامة باقر المجلسي أي القرن العاشر والحادي عشر الهجري بل وبعد ذلك أيضا – لا يمكن أن ينكر – أن علماء الشيعة ومؤلفيها القدامى الذين يفوقون بلا شك العلماء الحاليين في علمهم وفي معرفتهم للمذهب الشيعي، كانوا يقولون ويكتبون – بكل وضوح – أن القرآن الحالي حدث فيه تحريف وتعرض للحذف والإضافة، وأوردوا كل هذا في مؤلفاتهم قائلين بأن روايات أئمتهم تخبرهم بذلك.

وهذه هي عقيدة العلماء المتقدمين أيضا، ويمكن أن يعد من اختلف معهم في الرأي على الأصابع.

وما نعرضه عن موضوع التحريف يجب أن يفهم أنه صادر عن علماء الشيعة الأولون، واعترفوا به في مؤلفاتهم بل أكدوا عليه، وقدموا عليه الدلائل التي تتطابق مع وجهات نظرهم القائلة بأن التحريف قد وقع على القرآن الكريم، وأن الناس الذين تولوا السلطة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أي الخلفاء الثلاثة، قد حذفوا من القرآن وزادوا عليه وغيروه بما يتلاءم مع مصالحهم السياسية مع أطماعهم وأهوائهم النفسية، وهذه العقيدة نتيجة لعقيدة الإمامة وسوف نوضح هذا في ما يلي:

لماذا لم تذكر عقيدة الإمامة في القرآن؟

بعدما بينا أهمية عظمة عقيدة الإمامة عند الشيعة يتبادر إلى الأذهان سؤال طبيعي وهو: لماذا لم يرد ذكر هذه العقيدة في القرآن الكريم؟ فالقرآن الكريم قد ذكر في أكثر من مائة مكان عقيدة التوحيد والرسالة والقيامة والآخرة، إلا أن إمامة علي لم ترد في أي مكان في القرآن، لماذا؟

يذكر الإمام المعصوم موسى الكاظم أن ذكر ولاية علي وإمامته ورد في كتب الله السابقة وفي الصحف الأولى التي انزلها الله على أنبيائه، ولكن من حقنا أن نسأل لماذا لم يرد ذكر الإمامة في القرآن الكريم آخر الكتب السماوية الذي نزل لهداية هذه الأمة التي جعل علي إماما لها؟ لماذا لم تنزل آية من القرآن الكريم في هذا الصدد؟

دعوى التحريف هي الإجابة:

الإجابة على السؤال السابق لم ترد في رواية أو في روايتين من روايات الشيعة بل في مئات الروايات التي تروي عن الأئمة وتقول بوضوح وجلاء إن إمامة علي كانت قد ذكرت مئات المرات في القرآن الكريم، إلا أن من جاؤوا بعد رسول الله وتولوا الخلافة غصبا، واستولوا على زمام الحكم قاموا بحذف هذه الآيات من القرآن الكريم، أو أخرجوا من الآيات الكلمات التي تذكر عليا، وتذكر إمامته، وإمامة الأئمة المعصومين من بعده، وحتى التي ذكرت أسماء الأئمة أيضا.

قال القمي في تفسيره: "وأما ما هو محرف فمنه قوله: "لكن الله يشهد بما أنزل إليك (في علي) أنزله بعلمه والملائكة يشهدون" [النساء، آية: 166.]، وقوله: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك (في علي) وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" [المائدة، آية: 67.]، وقوله: "إن الذين كفروا وظلموا (آل محمد حقهم) لم يكن الله ليغفر لهم" [النساء، آية: 168، والكلام المقحم في تفسير القمي: 1/159.]. وقوله: "وسيعلم الذين ظلموا (آل محمد حقهم) في غمرات الموت" [لاحظ أن هؤلاء بعيدون عن كتاب الله روحاً وحساً فيخطئون حتى في نقل الآيات أو يتعمدون وينسبون ذلك لأهل البيت زوراً وبهتاناً، فتأمل كيف خلط بين آيتين بطريقة غبية جاهلة بين قوله سبحانه: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء، آية: 227]، وقوله: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} [الأنعام، آية: 93] فجعلها "وسيعلم الذين ظلموا في غمرات الموت".

2) نماذج من أقوال الأئمة عن التحريف:

في الربع الأخير من سورة الأحزاب من الآية 17 ، قال تعالى (( ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) يقول الإمام جعفر الصادق رواية أبي بصير في أصول الكافي عن هذه الآية:

كانت هذه الآية قد نزلت هكذا، ومن (( يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما )) أي أن هذه الأية ذكرت صراحة إمامة جميع الأئمة بعد علي، إلا أن الآية تعرضت للتحريف. ( في ولاية علي والأئمة من بعده – أصول الكافي ص: 262).

وفي الصفحة التالية من أصول الكافي رواية عن الإمام الباقر انه قال: نزل جبريل على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا (( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي نورا مبينا )) أصول الكافي ص: 264.

في هذه الآية يأمر الله أهل الكتاب بالإيمان بالحكم الذي أنزل في حق علي وهو نور مبين يجب أن يؤمنوا به ويصدقوه .. وهذه الآية لا توجد في القرآن الكريم أي أنها حذفت من القرآن.

وفي نفس هذا الباب من كتاب أصول الكافي يروي أبو بصير عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: (( عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية علي ليسه له دافع))، ثم قال هكذا والله نزل بها جبريل على محمد صلى الله عليه وآله ، ( أصول الكافي ص: 266).

أي أن عبارة " بولاية علي " قد حذفت من القرآن الكريم، وهناك رواية عن الإمام الباقر في الصفحة التالية من نفس الباب تقول:

(( وقال: نول جبريل بهذه الآية هكذا ... يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم في ولاية علي فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا بولاية علي فإن لله ما في السماوات وما في الأرض )) أصول الكافي، ص 267.

والخلاصة، حسب معتقد الشيعة فإن هذه الأية قد ذكرت صراحة ولاية وإمامة علي وقد طلب فيها أيضا الإيمان بولاية وإمامة علي، كما ذكر فيها وعد ووعيد لمن ينكر ولاية علي وإمامته، إلا أن هذا المضمون حذف من الأية. وهكذا لا توجد في القرآن الحالي عبارة " في ولاية علي " و " بولاية علي ". ويروي عن الباقر في الصفحة التالية:

(( عن أبي جعفر عليه السلام قال هكذا أنزلت هذه الأية : (( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به في علي لكان خيرا لهم )) أصول الكافي ص: 267.

وهو يشير إلى أنه هذه الأية متعلقة بعلي إلا أن عبارة " في علي " حذفت من القرآن الكريم الحالي.

وليلاحظ القارئ رواية أخرى وردت في نفس الباب في أصول الكافي حرفت فيها آيات القرآن الكريم في موضعين:

عن ابي جعفر عليه السلام قال: نزل جبريل بهذه الآية هكذا (( فأبى أكثر الناس بولاية علي إلا كفورا )) قال: ونزل جبريل بهذه الأية هكذا (( وقل الحق من ربكم في ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا إعتدنا للظالمين آل محمد نارا )).

وهذا يعني أن عبارة " في ولاية علي " و " آل محمد " حذفتا من الآية، وبالتالي لا وجود للعبارتين في القرآن الحالي.

كل هذه الروايات، وهي فقط أمثلة ونماذج، وإلا فإنه يمكن الرجوع إلى أصول الكافي للاطلاع على الكثير والكثير من الروايات التي يقول فيها مؤلفه الكليني أن القرآن الحالي ليس هو القرآن الأصلي، لأنه تعرض للتحريف من قبل حكام الجور الذي غصبوا علي وذريته حقهم في الإمامة بزعمه، وأن القرآن الأصلي هو مع الإمام الغائب منذ 12 قرنا من الزمان، هذه الروايات كلها وما يشابهها تجده في الباب المسمى ب (( باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية )).

ثلثا القرآن تقريبا قد حذف قصدا

عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية، ( أصول الكافي ص: 67).

والقرآن الحالي طبقا لكتابات مؤلفي الشيعة يحتوي على أكثر من ستة آلاف آية بقليل، إن لم يضم ستة آلاف كاملة. وطبقا لقول العلامة قزويني شارح أصول الكافي وهو يشرح هذه الرواية فإن عدد آيات القرآن فيه قولان: الأول أن عدد آيات القرآن ستة آلاف وثلاثمائة وخمس وستون آية ( 6365) والقول الثاني أن عدد آيات القرآن هو ستة آلاف ومائتان وست وثلاثون آية. وينقل قول الإمام جعفر الصادق في هذه الرواية في باب فضل القرآن (( قائلا بأن القرآن الذي جاء به جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم سبعة عشر ألف آية. وهكذا فإن ثلثي القرآن الكريم طبقا لهذه الرواية قد فقد وضاع )). وعليه فالعلامة القزويني يقول في شرح هذه الرواية : (( إن القصد من قول الإمام جعفر هو أن جزءا كبيرا من القرآن الذي نزل به جبريل قد حذف وأخفي ولم يعد له وجود في نسخ المصحف الموجودة حاليا ))الصافي شرح أصول الكافي: المجلد الأخير باب فضل القرآن ).

3) بداية الافتراء كما يؤخذ من كتب الشيعة:

لقد اعتمدنا في هذه النقطة على كتاب الدكتور ناصر بن عبد الله بن علي القفاري المعنون ب : (أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد ) مع تصرف قليل حيث يقول : أول كتاب تسجل فيه هذه الفرية هو: "كتاب سليم بن قيس [تقول كتب الشيعة: "سليم بن قيس الهلالي يكنى أبا صادق، كان من أصحاب أمير المؤمنين وكان هارباً من الحجاج لأنه طلبه ليقتله ولجأ إلى أبان بن أبي عياش فأواه، فلما حضرته الوفاة أعطاه (سليم) كتاباً وهو كتاب سليم بن قيس. توفي سنة (90ه‍)". (البرقي/ الرجال: ص 3-4، الطوسي/ الفهرست: ص 111، الأردبيلي/ جامع الرواة: 1/374، رجال الكشي: ص 167، رجال الحلي: ص 82، 83).]. الذي رواه عنه أبان بن أبي عياش [أبان بن أبي عياش فيروز أبو إسماعيل، قال الإمام أحمد: متروك الحديث ترك الناس حديثه منذ دهر، وقال: لا يكتب حديثه كان منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال ابن المديني: كان ضعيفاً، وقال شعبة: ابن أبي عياش كان يكذب في الحديث. توفي سنة (138ه‍(.

(انظر: تهذيب التهذيب: 1/97-101، العقيلي/ الضعفاء: 1/38-41، ابن أبي حاتم/ الجرح والتعديل: 2/295-296) هذا بعض ما قاله أئمة أهل السنة، وفي كتب الشيعة. يقول ابن المطهر الحلي: أبان بن أبي عياش ضعيف جداً، وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه، ومثل ذلك قال الأردبيلي (انظر: رجال الحلي: ص 206، جامع الرواة : 1/9).]، لم يروه عنه غيره [انظر: الفهرست: ص 219، الخوانساري/ روضات الجنات: 4/67، رجال الحلي: ص83، الأردبيلي/ جامع الرواة: 1/374، البروجردي/ البرهان: ص104.]، وهو: "أول كتاب ظهر للشيعة" كما يقول ابن النديم [الفهرست: ص 219، وانظر: الذريعة: 2/152.] وغيره.

وقد أكثر الشيعة من مدحه وتوثيقه والثناء على كتابه [يروون عن أبي عبد الله أنه قال فيه: "من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم ابن قيس الهلالي فليس عنده من أمرنا شيء ولا يعلم من أسبابنا شيئاً، وهو أبجد الشيعة وهو سر من أسرار آل محمد صلى الله عليه وآله" مقدمة كتاب سليم بن قيس ص: 4، أغا بزرك الطهراني/ الذريعة: 2/152، وانظر: هامش وسائل الشيعة: 2/42 رقم (4).

وقال النعماني: "وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمة - عليهم السلام - خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواه أهل العلم وحملة حديث أهل البيت - عليهم السلام وأقدمها، لأن جميع ما اشتمل عليه الأصل إنما هو عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأمير المؤمنين، والمقداد، وسلمان الفارسي، وأبي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام وسمع منهما، وهو من الأصول التي ترجع الشيعة إليها وتعول عليها". (انظر: النعماني/ الغيبية ص 61ط. الأعلمي بيروت، وص47 ط. إيران، وانظر: وسائل الشيعة: 20-210).

وقال المجلسي: "وهو أصل من أصول الشيعة وأقدم كتاب صنف في الإسلام"، ثم أورد المجلسي أربع روايات لهم تفيد أن علي ابن الحسين - برأه الله مما يفترون - قرئ عليه الكتاب وقال: "صدق سليم" (بحار الأنوار: 1/156-158، وانظر في بعض الروايات التي أشرنا إليها: رجال الكشي: ص 104-105).]

4) شيوع هذه الفرية في كتب الشيعة:

قد لاحظنا أن البداية - إذا أخذنا بأقوالهم - كانت بكتاب سُليم وبدأت القضية بروايتين فقط، وليس فيها الصراحة التي نجدها عند من بعده - كما سنرى أثناء عرضنا لروايات التحريف بعد نهاية هذه المسألة - فكأن المسألة في كتابه لا تزال في بدايتها لم يكثر الوضع والكذب حولها، ولكنها بداية في كتاب قوبل بالرفض من بعض الشيعة؛ فهذا يعني الحكم بالموت على هذه المقالة، لولا أنه جاء في القرن الثالث من تلقف هذه الأسطورة وزاد عليها، وأرسى دعائمها الباطلة.

جاء شيخهم علي بن إبراهيم القمي هو شيخ الكليني صاحب الكافي وحشا تفسيره بهذه الأسطورة [انظر - على سبيل المثال -: تفسير القمي: 1/48، 100، 110، 118، 122، 123، 142، 159، ج‍2 ص21، 111، 125، وغيرها كثير.] وصرح بها في مقدمة تفسيره [تفسير القمي: 1/10.]. ولهذا قال شيخهم الكاشاني: "فإن تفسيره مملوء منه وله غلو فيه" [تفسير الصافي: 1/52.] وكذلك قال شيخهم الآخر النوري الطبرسي: "وقد صرح (يعني القمي) بهذا المعتقد في أول تفسيره وملأ كتابه من أخباره مع التزامه في أوله ألا يذكر فيه إلا مشايخه وثقاته" [الطبرسي/ فصل الخطاب الورقة (13) (النسخة المخطوطة) وص 26 من المطبوعة.]. ومع أن هذا الكتاب قد ملئ بهذه الزندقة فإن كبير علماء الشيعة اليوم "الخوئي" يوثق روايات القمي كلها [انظر نص ذلك عن الخوئي في مقدمة هذه الرسالة، أو معجم رجال الحديث للخوئي: 1/63.].

ومن بعد القمي جاء تلميذه الكليني المتوفى سنة (328ه‍( أو (329ه‍( الملقب عند الشيعة بـ"ثقة الإسلام" ومؤلف أصح كتاب من كتبهم الأربعة المعتمدة في الرواية عندهم.

وقد روى الكليني في الكافي من أخبار هذه الأسطورة الشيء الكثير [انظر: أصول الكافي، باب فيه نكت ونتف في التنزيل في الولاية من الجزء الأول ص 413 وما بعدها، وأرقام هذه الروايات كالتالي: 8، 23، 25، 26، 27، 28، 31، 32، 45، 58، 59، 60، 64 .

وانظر: الجزء الثاني من الكافي باب أن القرآن يرفع كما أنزل ص 619 رقم 2، وباب النوادر ص627 وما بعدها رقم: 2، 3، 4، 23، 28، وهذه الروايات المشار إليها صريحة في القول بهذا الافتراء ويبعد حملها أو يتعذر على أنها من قبيل التفسير أو القراءات.] مع أنه التزم الصحة فيما يرويه [انظر: مقدمة الكافي: ص9، وتفسير الصافي المقدمة السادسة ص 52، ط: الأعلمي بيروت، وص14 ط: المكتبة الإسلامية بطهران.]، ولهذا قرر الكاتبون عنه عن الشيعة: "أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، لأنه روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول كتابه أنه يثق بما رواه" [الكاشاني/ تفسير الصافي/ المقدمة السادسة ص 52، ط: الأعلمي، وص14 ط: طهران.]. والكافي للكليني عند شيوخ الرافضة في أعلى درجات الصحة، لأن الكليني كان معاصراً للسفراء الأربعة الذين يدعون الصلة بمهديهم الغائب المنتظر، ولهذا كان التحقيق من صحة مدوناته أمر ميسوراً له لأنه يعيش معهم في بلد واحد وهو بغداد [انظر: محمد صالح الحائري/ منهاج عملي للتقريب ضمن كتاب: "الوحدة الإسلامية" ص: 233، وبمثل هذا قال قدماء شيوخهم. انظر: ابن طاوس/ كشف المحجة ص159، وراجع ما جاء في مقدمة الرسالة.].

ولكن يلاحظ أن ابن بابويه القمي حكم بوضع ما روي في تحريف القرآن مع وجودها في الكافي الذي يصفونه بهذا الوصف، ويوثقونه هذا التوثيق.

وقد رجعت إلى مرآة العقول للمجلسي فرأيته يحكم على بعض أحاديث الكافي بالضعف، ولكنه حكم على روايات في التحريف بالصحة [كحكمه بصحة رواية: "أن القرآن الذي جاء به جبرائيل - عليه السلام - إلى محمد صلى الله عليه وسلم وآله وسلم سبعة عشر ألف آية". وآيات القرآن كما هو معروف لا تتجاوز ستة آلاف آية إلا قليلاً. (انظر: مرآة العقول: 2/536).]، وكذلك الشافي شرح أصول الكافي [انظر: حكمه بالصحة على الرواية التي ذكرنها في الهامش السابق، الشافي شرح أصول الكافي: 7/227.]، وقد صدر حديثاً كتاب اسمه: "صحيح الكافي" [طبع سنة 1401ه‍ من تأليف أحد شيوخهم المعاصرين "محمد الباقر البهبودي" ويقع في ثلاثة أجزاء.] وقد راجعته فوجدت صاحبه قد جرده من الروايات التي تمس كتاب الله، وليس ذلك فحسب بل حذف أبواباً بكاملها مع أحاديثها [مثل: باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة وهو من أبواب الكافي الصريحة في هذا الافتراء، حتى استظهر بعش الشيعة مذهبه في هذا من خلال عنوان هذا الباب (انظر: فصل الخطاب: ص26-27) وأبواب أخرى، كما حذف كل روايات "باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية" والبالغة (92) رواية، ما عدا روايتين فقط ليس فيهما الطعن في نص القرآن فيما انحراف في تأويله أي تحريف لمعناه وفق المنهج الباطني في التفسير عندهم، وهذا الباب المشار إليه هو أكثر أبواب الكافي جمعاً لأخبار هذه الأسطورة، حتى خصصه بذلك صاحب فصل الخطاب. (انظر: ص 26 من فصل الخطاب ).] في ذلك، كما حذف أبواباً تمثل جملة من العقائد التي تنتقد فيها الشيعة [مثل باب أن الأئمة إذا شاؤوا أن يعلموا علموا ، وباب أن الأئمة يعلمون متى يموتون ولا يموتون إلا باختيار منهم، وباب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم، وغيرها.

(قارن في هذا كتاب الحجة من صحيح الكافي، وكتاب الحجة من أصول الكافي).] وما ندري تصرفه هذا تقية أم حقيقة.. لاسيما وأنه قد حذف أحاديث كثيرة لهم قد حكم عليهم بالصحة المجلسي في مرآة العقول، وصاحب الشافي.

ومن طبقة الكليني أيضاً العياشي له تفسير يسمى: "تفسير العياشي" وقد وجدت أسطورة التحريف مكانها في هذا التفسير في مواضع كثيرة ومتفرقة فيه [انظر من ذلك المواضع التالية: 1/13، 168، 169، 206 وغيرها.]. وهو من كتبهم المعتمدة - كما سلف [انظر مقدمة الرسالة.]- رغم أن رواياته لا سند لها ولا زمام، وزعم صاحب البحار أن الذي حذف أسانيده أحد النساخ [بحار الأنوار: 1/128.].

ومن القرن الثالث أيضاً فرات بن إبراهيم الكوفي له تفسير يسمى: "تفسير فرات" [طبع في المطبعة الحيدرية بالنجف وكتب على صفحة العنوان "التفسير القيم الذي طالما تشوقت لرؤيته نفوس العلماء، ضم (على صغر حجمه) ما لم تضمه التفاسير الكبيرة، مطابق تمام المطابقة لأحاديث وأخبار النبي والأئمة - رضي الله عنهم -".]. وقد ارتضى لنفسه أن ينقل من أخبار هذه الأسطورة [انظر من تفسير فرات: ص 18، 85 وغيرها.] وهو من كتبهم المعتبرة [انظر مقدمة الرسالة.] عندهم. ومن هذا القرن أيضاً محمد بن إبراهيم النعماني [قالوا: كان في عصر السفراء الأربعة لمهديهم المنتظر، وهو من تلامذة شيخهم الكليني صاحب الكافي، ولعله تلقى عنه هذا الكفر، بل قالوا بأنه هو الذي كتب الكافي، وساعد الكليني في تأليفه.

(انظر: رجال النجاشي: ص298، أمل الآمل: ص232، رجال الحلي: ص162).] روى في كتابه: "الغيبة" طائفة من الروايات في هذا الافتراء [انظر ص 218 من كتاب الغيبة.] وهو عندهم من أجلّ الكتب وأثبتها [انظر: بحار الأنوار: 1/30.].

ومن هذه الزمرة الحاقدة التي وجدت في هذه الفترة أبو القاسم الكوفي، وقد نسبته بعض كتب الاثني عشرية إلى الغلو [قال النجاشي: "علي بن أحمد أبو القاسم الكوفي رجل من أهل كوفة كان يقول أنه من آل أبي طالب، وغلا في آخر أمره وفسد مذهبه وصنف كتباً كثيرة أكثرها على الفساد: كتاب الأنبياء، كتاب الأوصياء، كتاب البدع المحدثة، كتاب التبديل والتحريف"، كما ذكر النجاشي بأن الغلاة يدعون فيه منازل عظيمة. توفي سنة (352ه‍).

(رجال النجاشي ص: 203، رجال الحلي: ص233) وقد حاول الرافضي المعاصر المقدّم لكتاب الاستغاثة والذي لم يفصح عن اسمه أن يدفع عنه صفة الغلو (انظر: ص ب من المقدمة).]، وشهد على نفسه في كتابه: "الاستغاثة" بأنه على هذا المنهج الضال [انظر: الاستغاثة (أو البدع المحدثة) ص: 25.]. وقد نسب له النجاشي كتاباً سماه: "التبديل والتحريف" [انظر: رجال النجاشي: ص203.] وقد فقد هذا الكتاب مع نظائر له، كما أشار إلى ذلك صاحب فصل الخطاب [انظر: فصل الخطاب: ص 30-31.] وهو يروي عن القمي مباشرة [انظر: الاستغاثة ص 29.] بعض روايات التحريف، فقد يكون تلقى عنه هذا الكفر.

ومن بعد هؤلاء نرى شيخهم المفيد (ت413هـ) سجل في كتابه "أوائل المقالات" إجماع طائفته على هذا المنكر [انظر: أوائل المقالات ص 51.]، ونقل بعض أخباره في بعض كتبه كالإرشاد [انظر: الإرشاد ص 365.] وهو من كتبهم المعتبرة [انظر: بحار الأنوار: 1/27.].

هذا الزخم من المصنفات وغيرها لتأييد هذا الكفر وإثباته لا يشك مسلم أنه كيد زنديق حاقد على كتاب الله ودينه وأتباعه، وقد دفع هذا الفئة إليه - كما سيأتي في تحليل نصوص هذه الأسطورة ورواياتها - خلو كتاب الله مما يثبت شذوذهم، وما ذهبوا إليه من عقائد ليس لها أصل في كتاب الله، وليس في مقدورهم أن يفعلوا شيئاً لتغيير بعض آيات الله، كما فعلوا في السنة المطهرة حينما دسوا بعض الروايات والتي كشفها صيارفة هذا العلم وأربابه، فلما لم يستطيعوا أن يحدثوا في كتاب الله أمراً لأنه فوق منالهم حينئذ ادعوا أن في كتاب الله نقصاً وتغييراً - وما أسهل الدعوى على حاقد موتور -.

وهي محاولة فيما يبدو لإقناع أتباعهم الذين ضجوا من خلو كتاب الله من ذكر أئمتهم وعقائدهم والتي لها تلك المكانة التي يسمعونها من رؤسائهم ، فادعوا هذه الدعوى ونشط شيوخهم في القرن الثالث والرابع في الحديث عنها، ولكنهم فيما يبدو لم يحسبوا لهذه الدعوى حسابها فارتدت عليهم بأسوأ العواقب؛ فقد فضحتهم أمام الملأ وكشفت القناع عن وجوههم وأبانت عن عداوتهم ونفاقهم، وقطعت صلتهم بالإسلام والقرآن وأهل البيت.

ولهذا في القرن الرابع أعلن كبير شيوخهم ابن بابويه القمي صاحب "من لا يحضره الفقيه" أحد صحاحهم الأربعة في الحديث والموصوف عندهم بـ"رئيس المحدثين" المتوفى سنة (381ه‍) أعلن براءة الشيعة من هذه العقيدة [انظر: كتاب الاعتقادات: ص101-102]، وكذلك الشريف المرتضى المتوفى سنة (436ه‍) كان ينكر هذه المقالة، ويكفر من قال بها كما ذكر ذلك ابن حزم [الفصل: 5/22.]، وقد نقل إنكاره أيضاً شيوخ الشيعة كالطوسي [التبيان: 1/3.] والطبرسي [مجمع البيان: 1/31.]، وكذلك استنكر هذه المقالة وصلة الشيعة بها الطوسي صاحب كتابين من كتب الحديث الأربعة المعتمدة عندهم، وصاحب كتابين من كتب الرجال الأربعة المعتمدة عندهم [التبيان: 1/3.]، وكذلك الطبرسي [مجمع البيان: 1/31.]. صاحب "مجمع البيان".

ولكن رغم هذا الإنكار من هؤلاء فإن القضية ما تمت، ففي القرن السادس تولى إثارة هذه القضية مرة أخرى الطبرسي صاحب الاحتجاج، فحشا كتبه الاحتجاج من هذا الكفر [انظر: فصل الخطاب الورقة (32) النسخة المخطوطة.]، وسطر مجموعة من رواياتهم في ذلك وجاء بها مجردة من كل إسناد، وزعم في مقدمة كتابه أنه لم يذكر إسناداً في أكثر رواياته لأنها محل إجماع قومه، أو مشهورة عندهم فقال: "ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناد، إما لوجود الإجماع عليه، أو موافقته لما دلت العقول إليه، أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف" [الاحتجاج: ص 14.]، وقد كان هذا الطبرسي المجاهر بهذا الكفر، بالقول بتحريف القرآن، من معاصري أبي الفضل الطبرسي صاحب مجمع البيان الذي ينكر هذه المقالة ويبرئ الشيعة منها .

ويبدو أن إنكار أولئك الأربعة كان له وقعه، أو أن القضية أصبحت سرية التداول، فلم نشاهد نشاطاً ملحوظاً لبعثها وترويجها بشكل ظاهر وكبير إلا في ظل الحكم الصفوي الذي شهد إثارة لهذه الأسطورة واختراع روايات لها، وترويجها أشد مما كان في القرن الثالث، كان ذلك على يد مجموعة من شيوخ الدولة الصفوية الذين نشطوا في بعث هذا الكفر، حتى يلاحظ أن هذه الأسطورة التي بدأت بروايتين في كتاب سليم بن قيس أصبحت كما يعترف شيخهم نعمة الله الجزائري أكثر من ألفي رواية [انظر: فصل الخطاب/ الورقة (125) (النسخة المخطوطة).]، حيث إن شيوخ الدولة الصفوية كالمجسلي في بحاره [انظر: بحار الأنوار: كتاب القرآن، باب تأليف القرآن وأنه على غير ما أنزل الله عز وجل: 92/66 وما بعدها.]، والكاشاني في تفسير الصافي [انظر: تفسير الصافي: المقدمة السادسة: ص 40-55، 136، 163، 399، 420.]، والبحراني في البرهان [البرهان في مواضع كثيرة، انظر - مثلاً – ج‍1 ص15 باب أن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا الأئمة، وص34، 70، 102، 140، 170، 277، 294، 295، 308 وغيرها كثير.]، ونعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية [انظر: الأنوار النعمانية: ص2/357-358.]، وما سواها من كتبه، وأبي الحسن الشريف في مرآة الأنوار [انظر: مرآة الأنوار لأبي الحسن الشريف، المقدمة الثانية: ص 36-49.]، والمازنداني [فقد شرح الكافي ووافق مؤلفه على بلاياه حتى قال: وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى.. (انظر: شرح جامع الكافي: 11/76) ولك أن تعرف أن هذا التواتر المزعوم هو عند صنف آخر من شيوخ الشيعة نفسها من الكذب المعلوم.] شارح الكافي وغيرهم تولوا نشر هذه الفرية على نطاق واسع في ظل الحكم الصفوي الذي ارتفعت فيه التقية إلى حد ما.

وفي آخر القرن الثالث عشر وقعت الفضيحة الكبرى للشيعة في هذا الباب؛ فقد ألف شيخهم حسين النوري الطبرسي الذي يحظى بتعظيمهم [يحظى بتعظيم الشيعة حتى جعلوا كتابه "مستدرك الوسائل" مصدراً من مصادرهم المعتمدة في الحديث، كما سيأتي عند الحديث عن عقيدتهم في السنة، وبعد أن مات هذا الطبرسي وضعوه في أشرف بقعة عندهم "بين العترة والكتاب - كذا - يعني في الإيوان الثالث عن يمين الداخل إلى الصحن الشريف من باب القبلة (في النجفة). (أغا بزرك الطهراني/ أعلام الشيعة، القسم الثاني من الجزء الأول ص553).] مؤلفاً في هذا الكفر جمع فيه كل ما لهم من "أساطير" في هذا الباب وسماه "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" [وقد ارتكب جريمة تأليفه سنة 1292ه‍ وطبع في إيران سنة 1298ه‍، ولديّ صورة من النسخة المخطوطة مصورة من المتحف العراقي، ونسخة من المطبوعة. وسيأتي - إن شاء الله - حديث عنه في الباب الرابع.]، فأصبح هذا الكتاب عاراً على الشيعة أبد الدهر، فقد جمع فيه صاحبه رواياتهم المتفرقة وأقوال شيوخهم المتناثرة لإثبات أن الشيعة برواياتها وأقوال المحققين من شيوخها تقول بهذا الكفر.. وهو يؤلف كتابه هذا لمواجه جناح من الشيعة أبى أن يهضم هذه الأسطورة، ورفض قبول هذه المقالة كما يظهر واضحاً في رده عليهم في آخر كتابه المذكور [انظر: فصل الخطاب ص 360.].

وقد كشف بهذا الكتاب ما كان خفياً وأبان ما كان مستوراً. لقد وضع "المجهر" الذي كشف ما في زوايا كتب القوم وخباياها من كيد حاقد، وعداوة مبيتة للقرآن وأهله، وقد أبان هذا الملحد المسمى بالطبرسي عن غرضه المبيت ضد كتاب الله في مقدمة كتابه فقال:

"فيقول العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تفي الدين الطبرسي جعله الله من الواقفين ببابه المتمسكين بكتابه (!): هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان، وسميته فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب.. وأودعت فيه من بدايع الحكمة ما تقر به كل عين، وأرجو ممن ينتظر رحمته المسيئون أن ينفعني به في يوم لا ينفع مال ولا بنون" [فصل الخطاب: ص2.].

انظر كيف تتقنع "المجوسية" بمسوح الرياء والكذب لخداع الأغرار والبسطاء عن الهدف الخبيث الذي تسعى إليه، وقد رام بعضهم أن يتستر على هذا "الهدف" فقال: "وقد يقال: إن نظره في تأليف ذلك الكتاب إلى جمع تلك الأخبار والشواذ والنوادر ولم يكن غرضه اعتقاد التحريف" [محمد الطبطبائي/ هامش الأنوار النعمانية: 2/364.]، ولكن هذه الدعوى ما تلبث أن تتلاشى بمجرد قراءة العنوان فضلاً عن المقدمة والكتاب، فلا يجدى شيئاً مثل هذا الدفاع فهي تقية مكشوفة [سيأتي - إن شاء الله - عرض لموضوعات الكتاب ونقض لمزاعمه وشبهاته وكشف لمفترياته في باب الشيعة المعاصرين.]، هذا وبعد هذا العار الأكبر الذي كساه صاحب فصل الخطاب على الشيعة وكتبها.

وبعد هذه الفضيحة والخزي قام فئة من شيوخ الشيعة المعاصرين يتبرؤون من هذه المقالة وينكرونها كالبلاغي في آلاء الرحمن [آلاء الرحمن: 1/17-32.]، ومحسن الأمين في الشيعة بين الحقائق والأوهام [الشيعة بين الحقائق والأوهام: ص 160.]، وعبد الحسين شرف الدين في أجوبة مسائل جار الله [أجوبة مسائل جار الله: ص 27-37.]، والخو







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» ملف الدفاع عن محمد بن عبدالوهاب / الحركة الوهابية
»» الشيعة و خيانتهم اهل البيت قاسم العلوش
»» ائمة ال اهل البيت ليس معصوم / معصومين يذنبون / ذنب / يستغفر
»» شرح كيفية البحث بالصور على محرك بحث جوجل مذهل جدا كل حاجة تيوب
»» انتشار صور خامنئي والخميني في شوارع البصرة والسكان ممتعضون