الحمد لله رب العالمين
السُّنّةُ في الشرع
تطلق على عدّة معانٍ:
- تطلق على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول ابن فارس في معجم مقاييس اللغة مادة سنّ 3/61
" وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرته"
وتطلق في اصطلاح المحدثين:
( على ماجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريره وماهمّ بفعله )
ابن حجر في الفتح 13/245
ولها اصطلاح عند الأصوليين واصطلاح عند الفقهاء..الخ
ومردّ هذا الإختلاف في الإصطلاح
الى اختلاف الأغراض والتخصصات التي تعنى بها كل فئة من أهل العلم
ويعنينا الآن مصطلح " السنة" و" أهل السنة"
كدلالة على اتجاه في الإعتقاد
يقول ابن رجب رحمه الله في كشف الكربة ص 11 و 12
" السنة : طريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها وأصحابه السالمة من الشبهات والشهوات ثم صار معنى السنة في عرف كثير من المتأخرين من أهل الحديث وغيرهم :
عبارة عما سلم من الشبهات في الإعتقادات خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وكذلك في مسائل القدر وفضائل الصحابة وصنفوا في هذا العلم تصانيف وسموها كتب السنة وإنما خصوا هذا العلم باسم السنة لأن خطره عظيم والمخالف فيه على شفا هلكة"
وأهل السنة هم :
المتبعون للسنة المتمسكون بها وهم: الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
يقول ابن حزم رحمه الله في الفصل 2/107 :
" وأهل السنة.. أهل الحق ومن عداهم فأهل البدعة
فإنهم الصحابة -رضي الله عنهم- ومن سلك نهجهم من خيار التابعين -رحمة الله عليهم-
ثم أصحاب الحديث ومن تبعهم من الفقهاء جيلاً فجيلاً إلى يومنا هذا
ومن اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها -رحمة الله عليهم-"
وسبب تسميتهم " أهل السنة"
هو كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المنتقى ص189 :
" وإنما سموا أهل السنة لاتباعهم سنته صلى الله عليه وسلم"