عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-11, 01:46 AM   رقم المشاركة : 8
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


كشف مؤامرة إيران مؤشر على تلاشي نفوذها في المنطقة

أضيف في :15 - 10 - 2011
تساءلت صحيفة الـ "فورين بوليسي" عن الرابط بين مؤامرة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن وصفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط؟، على الرغم من أن الرابط بين الحدثين قد لا يبدو واضحاً على الفور، إلا أن هناك علاقة مهمة بين الحدثين، اللذين شهدهما الشرق الأوسط يوم الثلاثاء 11 اكتوبر/تشرين الأول، اتفاق تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل من أجل الإفراج عن جلعاد شاليط، واعتقال عميل تابع لقوة القدس الإيرانية، منصور أربابسيار، الأمر الذي يشير إلى تلاشي التأثير الإيراني في المنطقة منذ بدء الربيع العربي. نادراً ما يُكشف تورط إيران في الأعمال الإرهابية بوضوح، كما حدث يوم الثلاثاء، عندما قدمت وزارة العدل الأميركية تفاصيل دقيقة تُدين النظام الإيراني. وتعمل هذه الجمهورية الإسلامية من خلال كتيبة من الحرس الثوري "قوة القدس" على تنفيذ مخططاتها الإرهابية في الدول العربية من دون أن تترك أي بصمات تدينها. لكن الأدلة التي وجدت في محاضر الهاتف والتحويلات البرقية تشير إلى أن عناصرَ من مجموعة أمنية، على وجه التحديد من كبار ضباط قوة القدس في الحرس الثوري، كانوا مسؤولين عن إصدار أوامر صريحة وواضحة بتدبير عملية إرهابية لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير، في أحد المطاعم في واشنطن. أشارت الصحيفة إلى أنه تم الكشف في السابق عن "تورّط إيراني مع حركة حماس الإرهابية"، لا سيما حين اعترضت البحرية الإسرائيلية شحنات الأسلحة الإيرانية المتجهة الى غزة. غير أن دور إيران في أسر الجندي شاليط من قبل حماس يبدو أقل وضوحاً، فتشير الصحيفة إلى أن المفاوضات لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي كانت مضنية وطويلة، بوساطة مسؤولي المخابرات الألمانية والمصرية. وفي لحظات حاسمة في الماضي، تدخلت إيران عبر خالد مشعل، زعيم حماس في الخارج، لإنهاء الصفقة. كانت دوافع طهران واضحة إلى حد ما في ذلك الوقت: إن أفضل طريقة لإيران من أجل نشر نفوذها في قلب العالم العربي هو تأجيج نيران الصراع مع إسرائيل، لذا فإن أي صفقة تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل ستصبّ الزيت في النار. لكن النفوذ الإيراني على قيادة حماس الخارجية بدأ بالتلاشي في الآونة الأخيرة. فحركة حماس، ومقرها دمشق، وجدت نفسها في موقف محرج، حيث تشهد الدولة صحوة شعبية واحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وعلى الرغم من أن السوريين، وتحديداً من المسلمين السنّة، باتوا هدفاً واضحاً من قبل الطائفة العلوية الموالية للرئيس الأسد، فإن مشعل ورفاقه لم يتمكنوا من دعم النظام، على الرغم من أن الإيرانيين طالبوهم بذلك. بدلاً من ذلك، وفي حين يتجه الوضع إلى المزيد من التأزم، بدأ مشعل بفتح محادثات مع الحكومة العسكرية المؤقتة في مصر حول نقل مقر الحركة من دمشق إلى القاهرة. ويبدو أن استقرار مشعل في القاهرة سيكون مناسباً، إذ إن الثورة أدت إلى اكتساب الإخوان المسلمين النفوذ الجديد في مصر. أما الثمن، فهو المصالحة مع أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والقبول بصفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل. فتم الإعلان عن اتفاق مصالحة بين فتح وحماس في القاهرة في شهر مايو/أيار. وفي منتصف شهر يوليو/تموز، نقل وسطاء مصريون صفقة أخرى من قبل حماس، تقدم المزيد إلى إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى استئناف المفاوضات التي توّجت يوم الثلاثاء بإعلان صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين. واعتبرت الصحيفة أن الصفقة بين حماس وإسرائيل هي انتصار لحماس وللعلاقات المصرية-الإسرائيلية، ولعائلة شاليط بطبيعة الحال، لكنها في الوقع تشكل ضربة لإيران. فالصفقة تشير إلى أن الإيرانيين فقدوا السيطرة على واحدة من "أدواتهم الوكيلة" لتنفيذ المخططات الإرهابية في مصر، المنافس الرئيس لإيران على النفوذ في العالم العربي. أما المنافس الآخر لإيران في العالم العربي فهو المملكة العربية السعودية. وتميل الولايات المتحدة الأميركية إلى الإيحاء بأن محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن هي مؤامرة إرهابية إيرانية لتعزيز الهجوم على الأراضي الأميركية، لكن الحرس الثوري صمم بشكل واضح على أنها محاولة لتشويه سمعة إيران. وأشارت الصحفة إلى أن الجمهورية الإسلامية قد نفذت عملية مشابهة في العام 1996 في "تفجير أبراج الخبر من قبل حزب الله في السعودية، والذي أسفر عن مقتل 19 جندي أميركي على الأراضي السعودية". خلافاً للتوقعات الواثقة، التي تشير إلى أن إيران ستكون المستفيد الأول من الربيع العربي، يبدو أن جهودها لبسط نفوذها في قلب العالم العربي تتجه نحو الانحدار والتلاشي. إيران تبدو في مأزق، إنها تخسر حماس، وحليفها السوري يترنح، وتركيا تحولت وانقلبت ضدها. وبما أن النظام الإيراني يجد نفسه في الزاوية، فمن المرجّح أن يفسّر ذلك الهدف من وراء طلب الإيرانيين من أربابسيار بتنفيذ العملية بسرعة وقبل فوات الأوان.