2- حديث الكساء
لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت على خير .
تمسك الشيعة بقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأم سلمة (أنت على خير) وتأولوه على غير تأويله الذي بينه رسول الله فزعموا بان هذا اللفظ يدل على خروج أم سلمة من أهل البيت ومن الآية في حين أن الاية والسياق المحفوف بها منسجمة مترابطة ولو عرضت على عربي بعيد عن الاجواء الخلافيه لقال انها تخاطب نساء النبي بلا شك أو ريب .
ولم يكتفي الشيعة بترك سياق الآيات القرآنية التي سدت باب الخلاف والاعتساف فلقد تركوا أيضا ألفظا الحديث نفسه التي جاءت مبينة مزيلة للابهام منها مجموع جواب النبي لأم سلمة
[ قالت ألست منهم ؟ قال : أنت الى خير _ يا رسول الله أدخلني معهم قال : انك من أهلي _ مكانك وأنت على خير _ انك أهلي _ قال أنت على خير مرتين _ قلت : وأنا قال : وأنت _ ان لك عند الله خيرا _ انك بخير والى خير _ قالت وانا معكم يا رسول الله ؟ قال : وأنت معنا _ أنت على خير انك من ازواج النبي _ بلى ان شاء الله _ أنت وابنتك من أهل البيت ]
هذا مجموع ما رواه الحفاظ من جواب النبي صلى الله عليه وسلم لام سلمة , وهي جوابات ملتئمة مؤتلفة يدل بعضها على بعض ويشهد بعضها لبعض , وفيها ما يدل على أن ازواج النبي هن أهل بيته الذين نزلت فيهم الآيات وأنهن في غنى عن الدعاء لهن وتخصيصهن لما خصهن الله تعالى به وأنعم عليهن به من الخير والفضل.
رغم أن اللفظ الذي يتمسك به الشيعه دليل لنا على نزول الآيات في أزواج النبي [انك على خير] أم سلمة طلبت خيرا محددا وهو ( بركة دعاء النبي) فقال لها النبي 
انك الى خير وهذا دليل على حصول هذا الخير لها، ولا ريب أنه يتحدث عن نفس الخير الذي قصد به الدعاء ، وما وجه قوله بإنك إلى خير لولا سبق الخير لها ؟؟ وإن كان يقصد خيراً آخر فما هو ؟ وما علاقته في طلب أم سلمة ؟ فأم سلمة طلبت خيراً محدداً وهو دخولها في بركة دعاء النبي بالكساء فكيف يجيبها الرسول أنها على خير أو إلى خير وهو يقصد خيراً آخر ؟؟ وهذا يدل أن الآية شملتها ابتداء فلم تدع الحاجة لدخولها في الكساء، ودليل على عدم شمول علي وفاطمة وولديهما في الآية.
أيضا قول النبي لأم سلمة [ انك من أزواج النبي] وهذه اشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لام سلمة بانه لا حاجة للدعاء لك ولاخواتك امهات المؤمنين فانتن من ازواج النبي اللاتي نزلت فيكم الآيات وخاطبتكن بقوله تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك ) والا ما الرابط بين طلب أم سلمة بركة دعاء النبي وبين ان يذكرها النبي بأنها من اهله وأزواجه ؟ هل كانت أم سلمة تجهل انها من اهل النبي او تجهل كونها زوجته؟ حاشاها هذا مالا يقوله العقلاء .