شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الجهاد الجهاد في البحرين نداء لأهل التوحيد في الحرمين الله اكبر (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=120403)

ابوالوليد المهاجر 09-03-11 03:16 PM

الجهاد الجهاد في البحرين نداء لأهل التوحيد في الحرمين الله اكبر
 



الحمد لله رب العالمين، اشهد أن لا إله إلا هو، أمر بالجهاد في سبيله، وفضله على سائر النوافل والتطوعات، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عبده ورسوله، نبي الرحمة والملحمة كما وصف في القرآن والإنجيل والتوراة.
أما بعد:


أنصار الدين وحماة العقيدة، يا من خرجتم في سبيل الله، تقاتلون من كفر بالله وصد عن سبيله، واستبدل الدين بقوانين الكفر، فذلل لها رقاب المؤمنين، محادة لله ولرسوله، فأهلك الحرث والنسل، وأفسد البلاد والعباد، طمس الشرائع حتى صار لا يُعرف من الإسلام إلا اسمه.
تقاتلون هؤلاء الطواغيت اعلاء لكلمة الله، وليكون الدين كله لله، فلا يُعبد سواه، ولا يُحكم سواه في قليل ولا كثير، فإنكم تقاتلون في سبيل الله، وأعداؤكم يقاتلون في سبيل الطاغوت، {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أوليَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}.
اعلموا أن الجهاد فيه خير الدنيا والآخرة، وفي تركه خسارة الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}، يعني؛ اما النصر والظفر، واما الشهادة والجنة، فمن عاش من المجاهدين كان كريما له ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة، ومن مات منهم أو قتل فإلى الجنة.
فالجهاد والقتال؛ هو التجارة الرابحة التي يُتاجر صاحبها فيها مع ربه سبحانه وتعالى بدون رأس مال؛ فيفوز، والتي عناها ربنا سبحانه وتعالى في قوله: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (مثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد في سبيله - كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله؛ بأن يتوفاه أن يدخله الجنة، أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة) [رواه البخاري].


فإن مَشياً في سبيل الله غدوة أو روحة؛ أعظم وأفضل ثوابا من ثواب من لو حصلت له الدنيا كلها فأنفقها في طاعة الله تعالى.
وقال الفضل ابن زياد: سمعت أبا عبد الله – يعني أحمد ابن حنبل رضي الله عنه – وذكر له أمر الغزو، فجعل يبكي ويقول: (ما من أعمال البر أفضل منه).
وقال عنه غيره: (ليس يعدل لقاء العدو شيء، ومباشرة القتال بنفسه؛ أفضل الأعمال، والذين يقاتلون العدو هم الذين يدفعون عن الإسلام وعن حريمهم، فأي عمل أفضل منه، الناس آمنون وهم خائفون، قد بذلوا له مهج أنفسهم).


وأعلموا أيها الاخوة...
ان الرباط في ثغور الجهاد من أعظم القربات، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع صوت أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها) [رواه البخاري]
وفي صحيح مسلم عن سلمان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رباط يوم وليلة في سبيل الله خيراً من صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً أُجري عليه عمله وأُجري عليه رزقه من الجنة، وأمن الفتان - أو الفُتان -)، يعني؛ منكر ونكير.
وقال صاحب "المغني": (الرباط؛ الإقامة بالثغر مقوياً للمسلمين على الكفار، والثغر؛ كل مكان يخيف أهله العدو ويخيفهم).
وقال أحمد ابن حنبل رحمه الله: (ليس يعدل الجهاد عندي والرباط شيء، والرباط؛ دفع عن المسلمين وعن حريمهم، وقوة لأهل الثغر ولأهل الغزو، والرباط أصل الجهاد وفرعه).
فشتان - أيها الاخوة - شتان… بين من ربط نفسه في ثغر من الثغور، يُتوقع فيه نزول العدو، مجاهداً في سبيل الله، متربصا بأعداء الله، مقويا لشوكة المجاهدين، كل حركاته وسكناته أجر، أكله وشربه ونومه ومشيه وحرساته ورصده وقتاله؛ أجر عند الله تبارك وتعالى... شتان بينه وبين من قعد عن الجهاد، يلتمس لنفسه أقبح الأعذار.
وقد ورد في الحديث عن عبيد بن خالد السلمي؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين رجلين، فقتل أحدهما، ومات الآخر بعده بجمعة أو نحوها، فصلينا عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما قلتم؟)، قلنا: (دعونا له، وقلنا؛ اللهم اغفر له والحقه بصاحبه)، فقال صلى الله عليه وسلم: (فأين صلاته من صلاته وصومه من صومه وعمله من عمله؟! ان بينهما كما بين السماء والأرض) [رواه أبو داود في سننه، وقال الالباني رحمه الله: صحيح].
نعم أيها الاخوة... إن بينمها كما بين السماء والأرض، فالأول قتل في سبيل الله؛ فهو شهيد عند الله تبارك وتعالى، والثاني مات غير شهيد.
ولهذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم، فيما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه: (ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء، إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة).
وقال ابن بطال في هذا الحديث: (هذا الحديث أجل ما جاء في فضل الشهادة)، قال: (وليس في أعمال البر ما تبذل فيه النفس غير الجهاد، فلذلك عظم فيه الثواب).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله، ثم أحيا ثم اقتل، ثم أحيا ثم اقتل، ثم أحيا ثم اقتل) [رواه البخاري عن أبي هريرة].
وثبت عن عبد الله في قوله: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، قال: (أما إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: "أرواحهم كطير خضر، تسرح في الجنة، في أيها شاءت، ثم تؤي إلى قناديل معلقة بالعرش، فبينما هم كذلك؛ إذا اطلع عليهم ربك اطلاعة، فيقول؛ سلوني ما شئتم! قالوا: ربنا وماذا نسألك، ونحن نسرح في الجنة في أيها شئنا؟! فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يُسألوا، قالوا: نسألك أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك، فلما رأى أنهم لا يسألون إلا ذلك؛ تركوا) [رواه ابن ماجة في سننه، وهو في الصحيحة، ورواه مسلم بلفظه عن ابن مسعود].
وروى ابن ماجة في فضل الشهيد، عن المقدام بن معديكرب عن النبي صلى الله عليه وسلم: (للشهيد عند الله ست خصال؛ يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه) [وهو في السنن، وفي صحيح سنن ابن ماجة].
نسأل الله العظيم ذا الرحمة والمغفرة أن يرزقنا الشهادة، وأن يُبلغنا منازل الشهداء، إن ذلك على الله يسير.
واعلموا؛ ان من قرأ نصوص الكتاب والسنة وآثار سلف الأمة في فضل الجهاد وأهله، علم أن المجاهد في سبيل الله قد سلك سبيل التوفيق والسداد، ورزق الإسعاد بنيل المراد، وذلك بسبب اقدامه على القتال، واقتحامه معارك الابطال، وبذله النفس والمال في سبيل الله، وهجرانه الأهل والمال ومتاع الدنيا القليل، رغبة فيما عند الله من النعيم المقيم، وعلم؛ أنه لا ينبغي أن يقعده شيء عن الجهاد في هذه الفرصة، ثم يجار في قبره من العذاب، ويفوز عند الله بحسن المآب، ويؤمَن من فتنة السؤال، وما بعد ذلك من الشدائد والأهوال، طمعاً في رحمة الله ان يجعله ربه في الشهداء، الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فرحين بما آتاهم الله من فضله، مستبشرين، أرواحهم في جوف طير خضر تسرح في عليين.
فكم بين هذا القتل الكريم، الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا يجد الشهيد من القتل إلا كما يجد أحدكم من القرصة)، وبين الموت الأليم؟! فتالله أن بينمهما كما بين السماء والأرض، ومن رزق التوفيق فهو السعيد.
وخير ما نختم به هذه الكلمات؛ كلام نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، اذ قال: (واعلموا... أن النصرة للمؤمنين، والعاقبة للمتقين، و {إنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}، وهؤلاء القوم مقهورون مقموعون، والله سبحانه وتعالى ناصرنا عليهم، ومنتقم لنا منهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فابشروا بنصر الله تعالى، وبحسن عاقبته، {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، وهذا أمر قد تيقناه وتحققناه والحمد لله رب العالمين، {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}) [مجموع الفتاوى: ج28/ص419].



اعلم أن الجهاد أفضل العمل بعد الفرائض:
قال الإمام ابن قدامة في المغني: مسألة: قال: (قال أبو عبد الله لا أعلم شيئاً من العمل بعد الفرائض أفضل من الجهاد).
روى هذه المسألة عن أحمد جماعة من أصحابه قال الأثرم: قال أحمد: لا نعلم شيئاً من أبواب البر أفضل من السبيل، وقال الفضل بن زياد سمعت أبا عبد الله وذكر له أمر العدو؟ فجعل يبكي ويقول: ما من أعمال البر أفضل منه، وقال عنه غيره ليس يعدل لقاء العدو شيء ومباشرة القتال بنفسه أفضل الأعمال. والذين يقاتلون العدو هم الذين يدفعون عن الإسلام وعن حريمهم فأي عمل أفضل منه؟ الناس آمنون وهم خائفون قد بذلوا مهج أنفسهم، وقد روى ابن مسعود قال: (سألت رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: (الصلاة لمواقيتها) قلت ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين) قلت ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) [قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح].
وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله أي الأعمال أفضل؟ أو أي الأعمال خير؟ قال: (إيمان بالله ورسوله) قيل: ثم أي شيء؟ قال: (الجهاد سنام العمل) قيل: ثم أي؟ قال: (حج مبرور) أخرجه الترمذي. وقال حديث حسن صحيح، وروى أبو سعيد الخدري قال: قيل: يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال: (مؤمن مجاهد في سبيل الله بنفسه وماله) [متفق عليه].
وعن ابن عباس أن النبي قال: (ألا أخبركم بخير الناس؟) رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله) قال الترمذي هذا حديث حسن، وروى الخلال بإسناده عن الحسن قال: قال رسول الله: (والذي نفسي بيده مابين السماء والأرض من عمل أفضل من جهاد في سبيل الله أو حجة مبرورة، لا رفث فيها ولا فسوق ولا جدال) ولأن الجهاد بذل المهجة والمال ونفعه يعم المسلمين كلهم صغيرهم وكبيرهم قويهم وضعيفهم ذكرهم وأنثاهم وغيره لا يساويه في نفعه وخطره فلا يساويه في فضله وأجره.




http://dc08.arabsh.com/i/02752/knzegaaqkom7.jpg


الجهاد نوعين أحدهما طلب والآخر دفع .. وهنا نتكلم عن الدفع

جهاد الدفع:

وهو الذي يدفع به عدوان الكفار على أرض الإسلام، أوعلى دماء المسلمين أو أعراضهم أو حرماتهم، وهو فرض عين على كل قادر محتاج إليه لرد العدوان، والدليل عليه قوله تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)، فلا يجوز لاحد في موضع عدوان الكفار على المسلمين، أن يتخلف عن بذل مهجته لدفع عدوان الكافرين على المسلمين، فإن لم يغن أهل ذلك الموضع، واحتيج إلى مدد آخر، وجب على من يليهم أعانتهم على عدوهم، فإن لم يغنوا، وجب على من يليهم، وهكذا حتى يجب ذلك على آخر نفس من المسلمين.
ولا يجوز للمسلمين بإجماع العلماء، أن يسلموا أمرهم طواعية إلى الكفار، أو أن يرضوا بعلو الكافرين على المسلمين، أو يقروهم على احتلال الأرض التي ظهرت عليها يد الإسلام، فإن لم يكن للمسلمين طاقة بقتال الكفار، هادنوهم ريثما تحصل لهم القوة على عدوهم، ويجب عليهم في هذه الحال، أن يعدوا العدة للجهاد للخلاص مما هم فيه من ظهور كلمة الكفار عليهم، فإن لم يفعلوا وركنوا إلى ما هم فيه من الذل والهوان، تحت حكم الكافرين، يحكمون فيهم بشريعة الكفر، بدل شريعة الإسلام، عوقبوا بسبب خذلانهم للإسلام، بألوان الفتن والفساد، وشتت الله أمرهم، وضرب قلوب بعضهم ببعض، وظهرت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله تعالى، كما عاقب الله تعالى بني إسرائيل على الذنب نفسه، وحكى ذلك في القرآن العظيم، في غير موضع.
قال الإمام النووي: (قال أصحابنا: الجهاد اليوم فرض كفاية إلا أن ينزل الكفار ببلد مسلم فيتعين عليهم الجهاد، فإن لم يكن في أهل ذلك البلد كفاية وجب على من يليهم تتميم الكفاية) [شرح النووي 8/63].
وقال أبو بكر الجصاص: (ومعلوم في اعتقاد جميع المسلمين أنه إذا خالف أهل الثغور من العدو، ولم تكن فيهم مقاومة فخافوا على بلادهم وأنفسهم وذراريهم أن الفرض على كافة الأمة أن ينفر إليهم من يكف عاديتهم عن المسلمين،وهذا لاخلاف فيه بين الأمة) [أحكام القرآن 4/312].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إذا دخل العدو بلاد الإسلام، فلاريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة) [الاختيارات العلمية].
هذا ويصير الجهاد فرض عين أيضا إذا استنفر الإمام شخصا أو طائفة فيجب عليهم النفير، كما يكون فرض عين عند حضور القتال، لان التولي عند الزحف من الموبقات.






ابوالوليد المهاجر 09-03-11 03:18 PM

فصل ؛ بيان مقاصد الجهاد كما حكاها القرآن العظيم
• تعريض المؤمنين لابتغاء الدرجات العلا من الجنة، قال تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) [آل عمران 142].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين، كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة) [رواه البخاري].

• تمحيص المؤمنين قال تعالى: (ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض) [محمد 4]، وقال: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم) [محمد 31]، وقال: (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين) [آل عمران 142].
• اتخاذ الله الشهداء، قال تعالى: (إن يمسسكم قرح فقد مسح القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) [آل عمران 140].
• إظهار الدين، وإرغام أنف الكافرين، قال تعالى: (فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم) [التوبة 40].
• منع الفتنة وهي الشرك من أن يكون ظاهرا في الأرض، قال تعالى: (وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله، فإن انتهوا فإن الله بما يعلمون بصير، وإن تولوا فإن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير) [الأنفال 40].
• كف بأس الكفار عن المسلمين، قال تعالى: (فقاتل في سبيل الله لاتكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله اشد بأسا وأشد تنكيلا) النساء 84، وقال: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) [الحج40].
• عقوبة الكافرين على كفرهم وامتناعهم عن العبودية لله بإذلالهم لعباد الله المؤمنين، قال تعالى: (ويمحق الكافرين) [آل عمران140]، قال تعالى: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم) [الأنفال 40]، وقال: (فريقا تقتلون وتأسرون فريقا) [الأحزاب 26].
• شفاء صدور المؤمنين وإذهاب غيظهم، قال تعالى: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم) [التوبة 15].
• إرهاب قلوب الكفار من دين الإسلام، قال تعالى: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) [الأنفال 60].
• الانتقام من عدوان الكافرين على المسلمين (وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) [االبقرة 192].
• رزق الله المؤمنين من الجهاد قال تعالى: (وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها وكان الله على كل شيء قديرا) الأحزاب 27 وقال: (وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما) [الفتح 20].

وقال صلى لله عليه وسلم: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف، حتى يعبد الله وحده لاشريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم) [رواه أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنه].
• فضح المنافقين، قال تعالى: (وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم... الآية) [آل عمران 167]، قال تعالى: (ويقول الذين آمنوا لولا أنزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال، رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم طاعة وقول معروف، فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم) [محمد 20].
• نصر المؤمنين، قال تعالى: (وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر) [الأنفال 72].
• ظهور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف والنهي عن المنكر ولله عاقبة الأمور) [الحج39 -41].




http://dc16.arabsh.com/i/02752/1xqrr3qk07ef.jpg




فصل ؛ بيان ما ورد في فضائل الجهاد في السنة المطهرة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (الجهاد في سبيل الله)، قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور) [متفق عليه].

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أفضل؟ قال: (مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله)، قال: ثم من؟ قال: (ثم مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله، ويدع الناس من شره) [متفق عليه].
عن سبرة بن الفاكه رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشيطان قعد لابن آدم بطريق الإسلام، فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك؟ فعصاه، فقعد له بطريق الهجرة، فقال له: تهاجر وتذر دارك وأرضك وسماءك؟ فعصاه فهاجر، فقعد له بطريق الجهاد، فقال: تجاهد وهو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال؟ فعصاه فجاهد)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فمن فعل ذلك فمات، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة) [رواه النسائي وابن حبان].
عن أبي هريرة رضي الله عنه: مر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعشب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته، فقال: لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب، ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله، أفضل من صلاته في بيته ستين عاما، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة؟ اغزوا في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة، وجبت له الجنة) [رواه الترمذي].
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مقام أحدكم في الصف في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة الرجل ستين سنة) [رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: (لا تستطيعونه)، فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا، كل ذلك يقول: (لا تستطيعونه)، ثم قال: (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله، ولا يفتر من صلاة ولاصيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله) [متفق عليه].
وفي رواية للبخاري: أن رجلا قال: يا رسول الله، دلني على عمل يعدل الجهاد؟ قال: (لا أجده)، ثم قال: (هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولاتفطر؟)، قال: ومن يستطيع ذلك؟ قال أبو هريرة: (فإن فرس المجاهد ليستن، يمرح في طوله، فيكتب له حسنات). والطول هو الحبل الذي يشد به الفرس، ويستن أي يعدو.
عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، وجبت له الجنة)، فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعدها علي يا رسول الله، فأعادها، ثم قال: (وأخرى يرفع الله بها للعبد مائة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض)، قال: وماهي يا رسول الله؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) [رواه مسلم].
عن أبي بكر بن أبي موسى الاشعري قال: سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف)، فقال رجل رث الهيئة، فقال: يا أبا موسى، أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال: نعم، فرجع إلى أصحابه، فقال: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو، فضرب به حتى قتل [رواه مسلم].
وعن البراء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد، فقال: يا رسول الله، أقاتل أو أسلم؟ قال: (أسلم ثم قاتل)، فأسلم ثم قاتل، فقتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عمل قليلا وأجر كثيرا) [متفق عليه].
وعن أنس رضي الله عنه: أنطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتقدمن أحد منهم إلى شيء حتى أكون أنا دونه)، فدنا المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض)، قال عمير بن الحمام: يا رسول الله أجنة عرضها السموات والأرض؟ قال: (نعم)، قال: بخ بخ، قال صلى الله عليه وسلم: (ما يحملك على قولك: بخ بخ؟!)، قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: (إنك من أهلها)، فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل رضي الله عنه [رواه مسلم].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا) [رواه مسلم].
وعن أنس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل، المجاهد في سبيلي هو علي ضامن، إن قبضته أورثته الجنة، وإن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة) [رواه الترمذي]
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله، ومن عاد مريضا كان ضامنا على الله، ومن غدا إلى المسجد أو راح كان ضامنا على الله، ومن دخل على إمام يعزره كان ضامنا على الله، ومن جلس في بيته لم يغتب إنسانا كان ضامنا على الله) [رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما].
وعن عبد الله بن حبشي الخثعمي رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان لاشك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحجة مبرورة)، قيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: (جهد المقل)، قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: (من هجر ما حرم الله)، قيل: فأي الجهاد أفضل؟ قال: (من جاهد المشركين بنفسه وماله)، قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: (من أهريق دمه، وعقر جواده) [رواه أبو داود والنسائي].
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا في سبيل الله، فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة، ينجي الله تبارك وتعالى به من الهم والغم) [رواه أحمد والحاكم وصحح إسناده].
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسلي، فهو ضامن أنه أدخله الجنة، أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه، نائلا ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده ما كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم، لونه لون الدم، وريحه ريح المسك، والذي نفس محمد بيده، لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل) [رواه مسلم].
وعن أبي المصبح المقرائي قال: بينما نحن نسير بأرض الروم في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي، إذ مر مالك بجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وهو يقود بغلا له، فقال له مالك: أي أبا عبد الله! اركب فقد حملك الله، فقال جابر: أصلح دابتي، واستغني عن قومي، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمه الله على النار)، فسار حتى إذا كان حيث لم يسمعه الصوت نادى بأعلى صوته، يا أبا عبد الله، اركب فقد حملك الله، فعرف جابر الذي يريد، فقال: أصلح دابتي، واستغني عن قومي، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمه الله على النار)، فتواثب الناس عن دوابهم، فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه. [رواه ابن حبان وأبو يعلى].
وعن عائشة رضي الله عنها قال صلى الله عليه وسلم: (ما خالط قلب امريء رهج في سبيل الله، إلا حرم الله عليه النار) [رواه أحمد]، والرهج الغبار.



http://dc16.arabsh.com/i/02752/umvrx7vbdc6k.jpg





ابوالوليد المهاجر 09-03-11 03:19 PM

فصل ؛ إخلاص النية في الجهاد
عن أبي موسى رضي الله عناه: أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله) [متفق عليه].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال: يا رسول الله رجل يريد الجهاد، وهو يريد عرضا من الدنيا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا أجر له)، فأعظم ذلك الناس، فقالوا للرجل: عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعلك لم تفهمه، فقال الرجل: يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله، وهو يبتغي عرضا من الدنيا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا أجر له)، فأعظم ذلك الناس وقالوا: عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له الثالثة: رجل يريد الجهاد في سبيل الله، وهو يبتغي عرضا من الدنيا؟ فقال: (لا أجر له) [رواه أبو داود وابن حبان والحاكم].
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر، ماله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاشيء له)، فأعادها ثلاث مرات، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاشيء له)، ثم قال: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه) [رواه أبو داود والنسائي].
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الغزو غزوان؛ فأما ما ابتغي به وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد، فإن نومه وتنبهه أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض، فإنه لن يرجع بالكفاف) [رواه أبو داود].
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالا، فله ما نوى) [رواه النسائي وابن حبان].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؛ عن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة: (رجل استشهد، فأتي به، فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت بها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قالوا: كذبت، ولكن قاتلت لان يقال: هو جريء، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار) [رواه مسلم].
وعن شداد بن الهاد رضي الله عنه: أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه، ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، فلما كانت غزاة، غنم النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ قال: (قسمته لك)، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمي إلى هاهنا وأشار إلى حلقه بسهم فأموت، فأدخل الجنة، فقال: (إن تصدق الله يصدقك)، فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أهو هو؟)، قال: نعم، قال: (صدق الله فصدقه). ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبته التي عليه، ثم قدمه فصلى عليه، وكان مما ظهر من صلاته: (اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك، فقتل شهيدا، أنا شهيد على ذلك) [رواه النسائي].


فصل ؛ فضل الشهادة في سبيل الله
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة، وفي رواية: لما يرى من فضل الشهداء) [متفق عليه].

وعنه رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله له: يا ابن آدم، كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب! خير منزل، فيقول: سل وتمنه، فيقول: وما أسألك وأتمنى؟ أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات، لما يرى من فضل الشهادة) [رواه النسائي والحاكم].
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فيهم، فذكر أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقال رجل فقال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر)، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيف قلت؟)، قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله، أتفكر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم إن قتلت أنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر، إلا الدين، فإن جبرائيل قال لي ذلك) [رواه مسلم].
عن أنس رضي الله عنه قال: غاب عمي انس بن النضر عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون، فقال لهم: اللهم إني اعتذر إليك مما صنع هؤلاء يريد أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه، فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل، وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، فقال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه... إلى آخر الآية} [متفق عليه].
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة، فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل، لم أر قط أحسن منها، قالا لي: أما هذه فدار الشهداء) [رواه البخاري].
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مثل به، فوضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه، فنهاني قومي، فسمع صوت صارخة، فقيل: ابنة عمرو، أو أخت عمرو، فقال: (لم تبكي؟ - أو فلا تبكي - ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها) [متفق عليه].
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا جابر ألا أخبرك ماقال الله لأبيك؟)، قلت: بلى، قال: (ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحا، فقال: يا عبد الله! تمن علي أعطك، قال: يارب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: يارب! فأبلغ من ورائي، فأنزل الله هذه الآية {ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا.. الآية كلها}) [رواه الترمذي وابن ماجة].
وعن ابن عمر رضي الله عنه؛ أنه كان في غزوة مؤتة، قال: فالتمسنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فوجدناه في القتلى، فوجدنا بما أقبل من جسده بعضا وتسعين بين ضربة ورمية وطعنة [رواه البخاري].
وعن أنس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة، ودفع الراية إلى زيد فأصيبوا جميعا، قال أنس: فنعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يجيء الخبر، فقال: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن أبي رواحة فأصيب، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد). فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان. وفي رواية قال: (وما يسرهم أنهم عندنا) [رواه البخاري].
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله! أي الجهاد أفضل؟ قال: (أن يعقر جوادك، ويهراق دمك) [رواه ابن حبان].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة) [رواه الترمذي والنسائي].
وعن كعب بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمر الجنة، أو شجر الجنة) [رواه الترمذي].
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته) [رواه أبو داود].
وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (القتلى ثلاثة؛ رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل، فذلك الشهيد الممتحن في جنة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة، ورجل فرق على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، فتلك ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء للخطايا، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة أبواب، وبعضها افضل من بعض، ورجل منافق جاهد بنفسه وماله، حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، فذلك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق) [رواه أحمد وابن حبان].
ومعنى "فذلك الشهيد الممتحن"؛ أي المصفى الذي محيت ذنوبه.
وعن نعيم بن همار رضي الله عنه: أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الشهداء أفضل؟ قال: (الذين إن يلقوا في الصف، لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك ينطلقون في الغرف العلا في الجنة، ويضحك إليهم ربهم، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا، فلا حساب عليه) [رواه أحمد وأبو يعلى].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الأول، فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف من الجنة، يضحك إليهم ربك، وإذا ضحك ربك إلى قوم فلاحساب عليهم) [رواه الطبراني].
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن للشهيد عند الله سبع خصال: أن يغفر الله له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوته منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه) [رواه أحمد، ورواه الترمذي وابن ماجة من حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه من غير قوله: يحلى حلة الإيمان].
عن ابن عباس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (لما أصيب إخوانكم،جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر، ترد أنهار الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب، معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم، قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق، لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عن الحرب؟ فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم، قال: فأنزل الله تعالى {ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا... إلى آخر الآية}) [رواه أبو داود والحاكم].
وعن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلا قال: يا رسول الله! ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: (كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة) [رواه النسائي].
وعن أنس رضي الله عنه: أن رجلا أسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني رجل أسود منتن الريح، قبيح الوجه، لا مال لي، فإن أنا قاتلت هؤلاء حتى أقتل، فأين أنا؟ قال: (في الجنة)، فقاتل حتى قتل، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (قد بيض الله وجهك وطيب ريحك وأكثر مالك)، وقال لهذا أو لغيره: (فلقد رأيت زوجته من الحور العين نازعته جبة له من صوف، تدخل بينه وبين جبته) [رواه الحاكم].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو، فرفع الأعرابي ناحية من الخباء، فقال القوم: من القوم؟ فقيل: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يريدون الغزو، فقال: هل من عرض الدنيا يصيبون؟ قيل له: نعم يصيبون الغنائم، ثم تقسم بين المسلمين، فعمد إلى بكر له فاعتقله، وسار معهم، فجعل يدنو ببكره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل أصحابه يذودون بكره عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعو لي النجدي، فوالذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة). قال: فلقوا العدو، فاستشهد، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه فقعد عند رأسه مستبشرا - أو قال: مسرورا يضحك - ثم أعرض عنه، فقلنا: يا رسول الله! رأيناك مستبشرا، تضحك، ثم أعرضت عنه؟ فقال: (أما ما رأيتم من استبشاري - أو قال سروري - فلما رايت من كرامة روحه على الله عز وجل، وأما إعراضي عنه، فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه) [رواه البيهقي].
وعن أنس رضي الله عنه: أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ألا تحدثني عن حارثة - وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب - فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك، اجتهدت عليه بالبكاء، فقال: (يا أم حارثة، إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى) [رواه البخاري].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجب ربنا تبارك وتعالى من رجل غزا في سبيل الله فانهزم يعني أصحابه فعلم ما عليه، فرجع حتى أهريق دمه، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي، حتى أهريق دمه) [رواه أبو داود وأحمد].
وعن أنس رضي الله عنه قال: جاء أناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار، يقال لهم: القراء، فيهم خالي حرام، يقرؤن القرآن ويتدارسونه بالليل يتعلمونه، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فعرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا. قال: وأتى رجل حراما خال أنس من خلفه، فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه: (إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا) [متفق عليه].
وعن مسروق قال: سألنا عبد الله عن هذه الآية {ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}، فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، يسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع عليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يارب، نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا) [رواه مسلم].


</B></I>
http://dc16.arabsh.com/i/02752/jnnoj9uz6ov1.jpg


فصل ؛ تحريم أن يموت الإنسان ولم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو، وفضل الاقتحام على العدو ابتغاء الشهادة
عن أبي عمران رضي الله عنه قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم وأكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس، وقالوا: سبحان الله! يلقي بيديه إلى التهلكة، فقام أبو أيوب فقال: أيها الناس، إنكم لتأولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما أعز الله الإسلام، وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله تعالى قد أعز الإسلام، وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا، وأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله تعالى على نبيه ما يرد علينا ما قلناه: {وأنفقوا في سبيل الله ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة} وكانت التهلكة؛ الإقامة على الأموال وإصلاحها، وتركنا الغزو، فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم [رواه الترمذي].

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) [رواه أبو داود].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يغز ومن يحدث نفسه،مات على شعبة من النفاق) [رواه مسلم وأبو داود والنسائي].
وعن أبي أمامه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يغز، أو يجهز غازيا، أو يخلف غازيا في أهله بخير، أصابه الله تعالى بقارعة قبل يوم القيامة) [رواه أبو داود وابن ماجة].



فصل ؛ فضل من قتل دون دينه أو ماله أو دمه أو أهله
عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) [رواه أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة].

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: (فلا تعطه مالك)، قال: ارأيت أن قاتلني، قال: (قاتله)، قال: أرايت عن قتلني؟، قال: (فأنت شهيد)، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: (هو في النار) [رواه مسلم].


هذا ونسأل الله تعالى أن ينصر إخواننا المجاهدين الذين يقاتلون أعداء الدين، من اليهود وأولياءهم الصليبيين، والرافضة الحاقدين .. آمين.


ابوالوليد المهاجر 09-03-11 03:20 PM

نداء لأهل التوحيد في بلاد الحرمين .. أسود السنة ينتظرونكم في البحرين
في الرفاع
يوم الجمعة وهو يوم المقبرة الجماعية للرافضة 11\ 3 \ 2011
الله اكبر الله اكبر الله اكبر .

النعش الأخير 09-03-11 03:48 PM

######################################
#######################################

سبايدر

ابوالوليد المهاجر 09-03-11 03:54 PM

نحن بلطيجية ياابن المتعة .. ابحث عن اختك وامك في الدوار قبل ان يدركها المشيمع ياخنزير
والذي رفع السماء بلاعمد سوف نغرقكم بدمائكم ان تجرأتم علينا ثانية ياخنزير
عليك لعنة الله انت والروافض كلهم .

ابوالوليد المهاجر 09-03-11 03:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النعش الأخير (المشاركة 1176197)

يارافضي .. احضر كفنك معك يوم الجمعة في الرفاع .
سوف نجعل امهاتكم تبكي عليكم دما بدل الدمع .

سنيه وكلي فخر 09-03-11 04:00 PM

اللهم انصر اخواننا السنه في البحرين
واجعل كيد الروافض في نحورهم واجعل في تدبيرهم تدميرهم وارينا فيهم عجائب قدرتك يارب العالمين
ان شاءالله منصورين بنصرآ من عنده
والله لو بيدي شي لفعلته ولكن لا املك سوء الدعاء لكم

أبو ع ـنآد 09-03-11 04:07 PM

أخوي ابوالوليد المهاجر


الجسر مفتوح ؟!!

كانه مفتوح .. الله الله بالسلاح !!

ابوالوليد المهاجر 09-03-11 04:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنيه وكلي فخر (المشاركة 1176205)
اللهم انصر اخواننا السنه في البحرين
واجعل كيد الروافض في نحورهم واجعل في تدبيرهم تدميرهم وارينا فيهم عجائب قدرتك يارب العالمين
ان شاءالله منصورين بنصرآ من عنده
والله لو بيدي شي لفعلته ولكن لا املك سوء الدعاء لكم

وهذا يكفينا اختاه .. تقبل الله منك وجزاك ربي الجنة .


الساعة الآن 05:35 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "