وائل أبو اللول: النفاق الدبلوماسي الإيراني بعد تبدل أوراق اللعبة

وائل أبو اللول
في تصريح ملفت للنظر قال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني: إن سقوط نظام الأسد من شأنه أن يقضي على أمن اسرائيل ، وتابع المسؤول الإيراني ـ حسب وكالة فارس الإيرانية ـ قائلاً إذا أراد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية تغيير نظام الأسد فإن أمن إسرائيل سينتهي .
كم هــو غريب وعجيب أمر الدبلوماسيين في إيران بتصريحاتهم المتناقضة، هذا الكـــلام يبرهن على أن إيران التي أرسلت قوات الحرس الثـــوري والباستيج والعـــراق التي أرسلت قطعان عصائب الباطل” وجميـــع الميليشيات الطائفية الموتورة وحسن نصر الله الذي أرسل شراذم حزبه الطائفي البغيض ، كل ذلك كان في الحقيقة لحماية أمن إسرائيل والدفاع عن حدودها وليس لحماية نظام الأسد كما كانوا يدعون وأن حماية الأسد تعني بالدرجة الأولى والأخيرة حماية الكيان الصهيوني، وهذا ما قــــاله رامي مخلوف ومنذ الأيام الأولى لانتفاضة الشــعب السوري، وأكبـــر دليل على ذلك أن جبهة الجولان وطيلة الأربعين عاماً الماضية كانت بمنتهى الهدوء كما أن حسن نصر الله أمن حدود إسرائيل الشمالية بعد سحب عناصر حزبه من الجنوب اللبناني ووقوفه في وجه المقاومة الفلسطينية والحيلولة دون قيامها بأي نشاط عبر الجنوب اللبناني وأخيراً بوضع قوات اليونيفيل على طول حدود لبنان مع إسرائيل.
ولكن الوقائع على الأرض بدأت بالتغير بعد ظهور داعش” كطرف فاعل في المعادلة وتحرك العالم لمواجهتها ونضوب الخزان البشري للأسد بعد أن عاد غالبية المقاتلين اللذين جاؤوا من العراق بعد اسْتِعار النار فيها وسقوط المالكي رجل إيران في العراق، ولعل هذا ما حمل الرئيس الإيراني حسن روحاني لإطلاق التصريحات المنتقدة للأسد لأنه سمح لقوات التحالف بالعمل داخــل الأراضي السورية لمقاومة عناصر داعش” وقبله بفترة وجيزة تصريحات حسين شيخ الإسلام مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني والذي وجـه فيه الانتقادات اللاذعة للأسد في حربه ضد الشعب السوري، وهذا يعني أن إيران شعرت بأنها استبعدت من المعادلة بعد أن رفض التحالف الدولي ضمّ إيران إلى صفوفه، لذلك بدأت إيران تحاول مغازلة الولايات المتحدة والعزف على وتر حماية أمن إسرائيل لأنها ـ أي إيران ـ بدأت إيران بالعد العكسي بالنسبة للأسد وصارت على استعداد للتخلي عنه لأنه أصبح عبئاً عليها وأصبحت الأمور بالنسبة لها وللأسد خارج الســيطرة ولم يعد باســتطاعة إيران المســير مــع الأســد لأبعد من ذلك، إضافة لما يحـــدث في اليمن وســيطرة الحوثيين على العاصمة صنعــاء وبحســابات إيران الاستراتيجية فاليمن أهم عندها بكثير من سوريا، علماً بأن الحوثيين الزيديين والذين شيعتهم إيران ليسوا أكثر من ثلاثين بالمئة من مجمل الحوثيين والذين هم بالأساس ثلاثين بالمئة من المجتمع اليمني والثلثين الآخرين هم من الشوافعة، وتقدم الحوثيين يعني إنشاء قاعدة متقدمة للنفوذ الإيراني في منطقة الخليج العربي، وبذلك نجد أن أوراق اللعبة قد تبدلت وأن إيران بدأت تعيد حساباتها، إضافة لذلك فهناك تسريبات على صفحات الشبكة العنكبوتية تشير إلى أن في نية قوات التحالف الدولي قصف مواقع حزب الله المتواجدة على الأراضي السورية كون هذا الحزب موضوع على قائمة الإرهاب الدولي، وجملة هذه المعطيات تؤشر إلى أن الفرس سيتخلون عن الأسد أو قد يدفعونة للجوء للساحل السوري الغربي وتأسيس دويلة طائفية هناك تشمل حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وهي المحافظات ذات التواجد العلوي.