شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الرد على كذب الرافضة نبش و تخريب قبر الصحابي حجر بن عدي رضي الله عنه / عنوان معدل (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=162453)

daniel 02-05-13 08:40 PM

الرد على كذب الرافضة نبش و تخريب قبر الصحابي حجر بن عدي رضي الله عنه / عنوان معدل
 
تناقلت مواقع على الانترنت أنباءً عن قيام المجموعات المسلحة في سوريا بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي (رضي الله عنه) في منطقة عدرا بريف دمشق واستخراج الجثمان الشريف ودفنه بمكان غير معروف .
وذكرت الانباء أن المسلحين عاثوا خرابا في المقام، وقاموا بإخلاء القبر، ونقلوا جثمان الصحابي الى مكان مجهول، مشيرة الى أن الجثمان وجد طريا وكأنه ابن يومه.
وقالت ما تسمى ب"تنسيقية الثورة السورية" في ريف دمشق على صفحتها على موقع تويتر "هذا مقام حجر بن عدي احد مزارات الشيعة في عدرا البلد قام ابطال الجيش الحر بنبش القبر ودفنه بمكان غير معروف بعد ان اصبح القبر مركزا للشرك بالله الحمد لله والله ينصر ابطال الجيش الحر ".
يشار الى أن جبهة النصرة هي التي تسيطر على منطقة عدرا حيث الضريح. ولاقت هذه الجريمة استهجانا عاما لدى جميع المسلمين.
وفي هذا السياق، استنكر رجال دين مسلمون من مختلف المذاهب اليوم الخميس قيام المجموعات المسلحة في سوريا بهدم ونبش قبر الصحابي حجر بن عدي (رضي الله عنه).
يذكر أن مجموعات مسلحة في سوريا هددت بهدم أي مقام ديني تسيطر عليه.
من جانبه ، اكد شاهد عيان لقناة العالم الاخبارية الخميس ان المسلحين اقاموا احتفالية اثناء ارتكاب جريمتهم النكراء بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الذي كان عميقا، وكأنهم ينتصرون على الاسلام و الثقافة الاسلامي، مشيرا الى ان هناك غضبا عارما بين الكثيرين ممن عرفوا بهذه الجريمة.
وحول هوية الفاعلين اوضح شاهد العيان احمد الخباز انهم انزلوا على موقع تنسيقية الثورة في ريف دمشق وفي اليوتيوب وتويتر صور احتفاليتهم وذكروا ان من اسموهم بأبطال ما يسمى بالجيش الحر قاموا بهذا، متناسين انه صحابي جليل ورجل من رجال الاسلام.
واضاف: ان نبش هذا القبر يعبر عن ثقافة هؤلاء ومشروعهم الحقيقي في سوريا، قائلا ان هناك الكثيرين ممن شهدوا عملية نبش قبر الصحابي، وقد وجدنا المقام، وقد تمت فيه حفريات، وتم اخراج الجثة (الرفات) واخفاءها في مكان غير معروف، مع تحضير مسبق له.
واكد ان الاسلام يرفض نبش قبر اي انسان، فكيف اذا كان قبر صحابي جليل معترف به من قبل مركز الافتاء العالمي.
ووصف ذلك بانه هدم لحوامل الثقافة الاسلامية والتراث الاسلامي، مؤكدا ان هذا فكر وهابي بامتياز.
وتسائل ما علاقة نبش هذا القبر باسقاط النظام، وهل هذه هي الحرية، وهل يريدون تحرير الناس من الاسلام والثقافة والانسانية؟.
وحُجْر بن عدي الملقب بالأدبر، وكنيته أبو عبد الرحمن، ويُعرف بحجر الخير وبحجر بن الأدبر تمييزاً له من ابن عمه حجر بن يزيد الموصوف بحجر الشر الذي شهد صفين في جيش معاوية.
وذكر بعض رواة العلم أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم مع أخيه هانئ بن عدي، وشهد القادسية، وهو الذي فتح مرج عذرى، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء وكان من أصحاب الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وشهد معه الجمل.
وقتله معاوية بن أبي سفيان سنة 51 هـ في عذراء مع ستة من أصحابه، وذُكر أن ابناً له كان استشهد معه. وحُجر هو أول من قتل صبراً في الإسلام، وقد أحدث قتلُه استياءً بين المسلمين.
http://i.alalam.ir/news/Image/Inner-...49_25f_4x3.jpghttp://i.alalam.ir/news/Image/Inner-...50_25f_4x3.jpg

daniel 02-05-13 08:44 PM

من أقوال النبي(صلى الله عليه وآله) في حجر بن عدی:


1ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «سيُقتل بعذراء أُناس يغضب الله لهم وأهل السماء»(الوافي بالوفيات 11/248).
2ـ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «يُقتل بمرج عذراء نفر يغضب لهم أهل السماوات»(تاريخ اليعقوبي 2/231).

daniel 02-05-13 08:47 PM

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال ابن سعد (ت:230ﻫ): «وكان ثقة معروفاً»(الطبقات الكبرى 6/220).
2ـ قال الحاكم النيسابوري (ت:405ﻫ): «وهو راهب أصحاب محمّد(صلى الله عليه وآله)»(المستدرك 3/468).
3ـ قال ابن عبد البر (ت:463ﻫ): «كان حُجر من فضلاء الصحابة»(الاستيعاب 1/329).
4ـ قال ابن الأثير (ت:630ﻫ): «وكان مجاب الدعوة»(أُسد الغابة 1/386)

daniel 02-05-13 08:58 PM

دوره قبل خلافة الامام (ع ):

لـم يـوضـح الـتـاريـخ مـواقـف حـجـر ودوره قـبـل خـلافـة الامام (ع ) الا بعض المقتطفات . ويـذكـرالـمـؤرخـون انـه شـارك فـي حـركـة الفتح التي ذهبت للشام , وانه هو الذي فتح مرج عـذراء,وبـتـصـريـح حجر نفسه كما سياتي , وانه قد شارك في معركة القادسية , وانه من ا لذين كـتبواالى عثمان من الكوفة ينصحونه , وانه من الذين شهدوا موت ابي ذر في الربذة . يقول ابن سعد: ((وشهد حجر القادسية , وهو الذي افتتح مرج عذراء)) (الطبقات ج 6 / ص 217)
وفي الاصابة : ((وان حجر بن عدي شهد القادسية , وقتل بمرج عذراء بامر معاوية , وكان حجر هو الذي افتتحها فقدر ان قتل بها, وقد ذكر ابن الكلبي جميع ذلك )) (الاصابة ج 1 / ص 314)
ويقول ابن عساكر: ((وكان ـ حجر ـ مع الجيش الذي فتح الشام )) (تاريخ ابن عساكر ج 4 / ص 85) .
وفـي الكامل : ((لما قدم حجر للقتل في مرج عذراء قال : اما واللّه لئن قتلتموني بها فاني لاول فارس من المسلمين هلك في واديها, واول رجل من المسلمين نبحته كلابها)) (الكامل ج 3 / ص 485, الاغاني ج 16 / ص 15) .
وفـي تـاريـخ اليعقوبي : ان حجرا قال في مرج عذراء: ((واني لاول من رمى بسهم في هذاالموضع واول من هلك فيه )) (تاريخ اليعقوبي ج 2 / ص 218) .
وبعد هذه النصوص , لا وجه لما ذكر في دائرة المعارف الاسلامية : ((ويقول الشيعة ايضا انه ـ اي حـجـر ـ شهد فتوح الشام الاولى حيث فتح اقليم مرج عذراء, ولكن هذا القول كسابقه لا يستند الى سند قوي )) (دائرة المعارف الاسلامية ج 7 / ص 320).
والـمـلاحظ ان بعض المستشرقين في كتبهم , وخاصة في دائرة معارفهم , يحاولون تشويه التاريخ الاسـلامـي ورجـال الـمـسلمين , وخاصة التاريخ الاسلامي الصحيح , والرجال المؤمنين بالاسلام الاصيل لاهداف غير مجهولة .
ومـع قـول الـمـؤرخين بانه كان مع الجيش الذي فتح الشام , فلا يبعد ان يكون اول رجل دخل مرج عـذراء فـي الـشـام , مع تصريحه وتصريح المؤرخين بذلك , وهو ثقة فيما ينقل , بل يظهر من قول الطبقات بانه هو الذي افتتح مرج عذراء وانه كان قائدا لاحدى الفرق , ولم يكن مقاتلا عاديا, وهذا ما يتناسب وشخصيته الاسلامية والاجتماعية .
وكـان حـجر من الافراد الذين شهدوا موت ابي ذر في الربذة , بعد ان نفاه اليها عثمان , حين استنكر عـلـيـه تصرفاته وتصرفات عماله المنافية للاسلام . وقد ثبت عن الرسول (ص ) انه قال عن موت ابـي ذر: ((انـه يـشهد موته عصابة من المؤمنين )), وكان حجر من المؤمنين الذين شهدوا موته في الربذة (الاستيعاب ج 1 / ص 215)
وهذا القول يدل على مدح حجر, وانه من المؤمنين بشهادة الرسول (ص ), لانه ممن شهدموت ابي ذر في الربذة .
فـفي الاستيعاب : ((ثم خرج ـ ابوذر ـ بعد وفاة ابي بكر الى الشام فلم يزل بها حتى ولي عثمان , ثم اسـتـقـدمه عثمان لشكوى معاوية , فنفاه واسكنه الربذة , فمات بها, وصلى عليه عبداللّه بن مسعود, صـادفـه وهـو مقبل من الكوفة مع نفر من فضلاء اصحابه , منهم حجربن الادبر, ومالك بن الحرث الاشتر, وفتى من الانصار, دعتهم امراته اليه , فشهدواموته , وغمضوا عينيه وغسلوه وكفنوه في ثياب للانصاري , في خبر عجيب حسن فيه طول )) (الاستيعاب ج1 / ص 215.) .
وفـي الاصـابـة : ((وروى ابـن السكن وغيره من طريق ابراهيم بن الاشتر عن ابيه انه شهدهو وحجر بن الادبر موت ابي ذر في الربذة )) (الاصابة ج 1 / ص 314.).
وكـان حـجـر مـن الافراد الذين اعترضوا على عثمان , و نصحوه بالكف عن تصرفاته وتصرفات عـمـالـه , ففي اعيان الشيعة : ((وكان حجر بن عدي فيما رواه ابو مخنف من جملة الذين كتبوا الى عـثـمان من رجال اهل الكوفة ونساكهم وذوي باسهم , ينقمون عليه اموراوينصحونه وينهونه عنها وكانوا اثني عشر رجلا)) (اعيان الشيعة ج 4 / ص 585).
فقد كتب الى عثمان جماعة من اهل الكوفة منهم حجر حول واليه على الكوفة سعيد بن العاص رسالة جاء فيها: (ان سعيدا كثر على قوم من اهل الورع والفضل والعفاف ,فحملك في امرهم ما لا يحل في دين ولا يحسن في سماع , وانا نذكرك اللّه في امة محمد, فقدخفنا ان يكون فساد امرهم على يديك , لانك قد حملت بني ابيك على رقابهم , واعلم ان لك ناصرا ظالما, وناقما عليك مظلوما, فمتى نصرك الـظـالـم ونقم عليك الناقم تباين الفريقان , واختلفت الكلمة , ونحن نشهد عليك اللّه وكفى به شهيدا, فانك اميرنا ما اطعت اللّه واستقمت , ولن تجد دون اللّه ملتحدا ولا عنه منتقذا) (الغدير ج 9 / ص 47) .

daniel 02-05-13 09:03 PM

دوره في خلافة الامام (ع ):

لا يـنـكر اي مؤرخ ان حجرا كان من الموالين للامام (ع ), وكانت هذه الموالاة سبب قتله ,باعتراف الـمـؤرخـيـن والـمترجمين لحجر, ولم يكن ولاؤه لاهداف مادية , بل كان عن وعي وبدافع الهي واسـلامـي , لانـه كان يرجو في ذلك الفوز بالجنة , وكان يرى في اتباع الامام (ع )وولائه , طريق الفلاح في الدنيا والاخرة , كما صرح حجر نفسه بذلك في الكثير من احاديثه ومواقفه , وتمثلت هذه الحقيقة في حياته وتضحياته في سبيل الولاء.
اذن فـولاؤه وتـشـيـعـه لا يـنكره احد. يقول ابن سعد: ((وكان ـحجرـ من اصحاب علي بن ابي طالب )) 1 .
ويـقـول ابـن حـجـر: ((وصـحـب عليا فكان من شيعته ))2 . ((وشهد حجر مع علي بن ابي طالب (ع ) الجمل وصفين فقتل في موالاة علي ))3 .
ولاجـل تـشـيـعـه وولائه الـراسـخ لـلامـام (ع ), سـاهـم فـي كـل الـمعارك التي اضطر اليها الامام (ع )لمواجهة المتمردين , من الناكثين والقاسطين والمارقين .
سيرة الامام (ع ) ومواقفه : والحديث عن الامام (ع ) وخلافته ذو شجون , فمنذ وفاة الرسول (ص ) كان البعض يرى في وجوده خـطرا يتهدد اطماعهم , ولا نريد ان ندخل في التفاصيل , فانها طويلة . وقد كتب علماؤنا والباحثون الـمـتـخصصون والمحققون في هذا الموضوع الكثير من الدراسات بما يلقي الضوء على الكثير من الـقـضـايـا الـتاريخية والعقائدية ويزيل التشويهات والتحريفات عنها, وتواجه الكثير من الشبهات والاعتراضات التي يوجهها البعض الى مدرسة اهل البيت :, ولسنا في مجال البحث عنها هنا, اذ تحتاج لـفرصة , ولدراسة واسعة , وانما نذكربعض النقاط مع التاكيد على القارى الكريم في مراجعة تلك الـكـتـب والـدراسـات الـتي كتبهاالباحثون المحققون ليتعرف على الاراء الصائبة في هذه القضايا, والـشـواهـد الـتاريخية على آرائهم , وقد اشرنا في الهامش الى بعض هذه الكتب . ونكتفي هنا بهذا العرض الموجز بمايتعلق بموضوع دراستنا.
ان الامام (ع ) بعد توليه الخلافة لم يدخل هذه الحروب الثلاثة , الجمل , وصفين , والنهروان مختارا, وانـما اضطرته الظروف القاهرة اليها, ففي فترة خلافته , بعد مطالبة الناس له بتقبل هذه الخلافة , حاول تطبيق الشريعة الاسلامية بكل قوة , فرد الحقوق والاموال المغتصبة الى اهلها, وعزل العمال المنحرفين السابقين , ولم يستجب لرغبات المنتفعين في خلافة عثمان , وعين من قبله عمالا وولاة , الـى غـير ذلك من الاصلاحات والاعمال التي تستهدف اعادة القسط والعدل للبلاد الاسلامية , ولكن اولـئك الذين ضربت مصالحهم , او كانوايشكلون عنصر تشويش و اضطراب بين المسلمين , والذين ارادوا مـن الامام (ع ) ان يستجيب لرغباتهم غير المشروعة , وحاولوا حرف الخلافة عن مسارها الاسـلامـي الـصـحـيـح , وبـعض الزعماء والافراد الذين حرضوا على الاطاحة بخلافة عثمان , والـذيـن كـانـوا يـحـلمون ببعض الامتيازات والمطامع , ادركوا انهم لن يتوصلوا الى اهدافهم في ظـل خـلافة الامام (ع ), فلم يسكتوا, بل تمردوا على هذا النظام الاسلامي العادل , ولكن لم يسفروا عن اهدافهم , بل تقنعوا ببعض الشعارات الزائفة , التي يعلمون هم انفسهم قبل غيرهم بانها لم تكن الا ستارا لاطماعهم , امثال الثار لعثمان , ودفعوا الامام (ع ) دفعا الى خوض هذه الحروب الداخلية , فهذه الحروب الداخلية الثلاث خاضها الامام (ع )لمواجهة المتمردين الذين ضربت مصالحهم , فتمردوا, مـن اجـل الوصول الى ماربهم الشخصية , او كانوا كالخوارج , يشكلون عنصر قلق وتشويش داخل الامـة الاسـلامـيـة حـيـث كانوا حجر عثرة في سبيل تحقيق الاهداف الاسلامية , وبذلك اضطر الامـام (ع )لـمـحـاربـتـهـم , حـتـى لا يـسقط الحكم الاسلامي بايدي هؤلاء الناكثين والقاسطين والمارقين ,وبذلك يكون قد ساعد على انحراف الحكم الاسلامي والمسلمين .
وقـد رفـع بـعـض البغاة المتمردين شعار الثار لقتل عثمان , ولكن , اين هذا مما صرح به بعض قادة الـمـتـمـرديـن انـفسهم , وكما يشهد به التاريخ , بما فيه التاريخ المعارض للامام (ع )والشيعة , بان الامـام (ع ) وان كان يستنكر على عثمان وحاشيته الكثير من مخالفاتهم وتصرفاتهم غير الشرعية , (حيث كان باستمرار يجهر بالحقيقة مرة بعد اخرى وقدحاول اسداء النصيحة لعثمان في العديد من المناسبات حتى ضاق به ذرعا, ولكنه لم يكن يرى ان علاج الامر بهذا الاسلوب الانفعالي العنيف هو الـطـريـقـة المثلى , وقد نقل عنه (ع )قوله في عثمان : انه استاثر فاساء الاثرة وجزعوا فاساؤوا الجزع )4 .
وقـد ذكـر الـطبري ان القوم حينما نزلوا ذا خشب يريدون قتل عثمان ان لم ينزع عمايكرهون , وعـلـم عـثمان ذلك جاء الى منزل علي (ع ) فقال : ((يابن عم , انه ليس له مترك .وان قرابتي قريبة , ولي حق عظيم عليك وقد جاء ما ترى من هؤلاء القوم وهم مصبحي وانا اعلم ان لك عند الناس قدرا وانـهم يسمعون منك , فانا احب ان تركب اليهم فتردهم عني ... فقال علي : علام اردهم ؟ قال : على ان اصير الى ما اشرت به علي ورايته لي ,ولست اخرج من يديك . فقال علي : اني قد كنت كلمتك مرة بعد مـرة فـكل ذلك نخرج فتكلم ونقول وتقول . (وفي نقل ابن ابي الحديد عن الطبري : فكل ذلك تخرج وتـقـول ,وتـعـد ثـم تـرجـع ) وذلـك كـلـه فـعل مروان بن الحكم وسعيد بن العاص وابن عامر ومعاوية اطعتهم وعصيتني ))5 .
وقد قام الامام (ع ) بعد ذلك بمحاولة تهدئة الثائرين , ولكن جاء مروان بعد ذلك فغير من راي عثمان .
وقـد قال الامام (ع ) في موضع آخر مخاطبا عثمان : ((واللّه اني لاكثر الناس ذبا عنك , ولكن كلما جئت بشي ء اظنه لك رضا, جاء مروان بغيره , فسمعت قوله وتركت قولي ))6 .
والملاحظ ان الامام (ع ) وان لم يكن معتقدا بشرعية هذه الخلافة او غيرها لاسباب معروفة , لانه هو الخليفة الحقيقي بنص الرسول (ص ) في احاديث كثيرة , ولما يملكه من خصائص تفوق الاخرين , يعترف بها الجميع , لذلك كان يؤكد ويطالب بحقه في مواقف واحاديث كثيرة , ولكنه (ع ) لاجل رعاية المصالح الاسلامية العليا, والحفاظ على كيان الاسلام ومعالمه ووجود المسلمين , ولعدم وجود العدد الـكـافي من المناصرين له لو طالب بحقه المغتصب , مع انحراف البعض وسكوت البعض الاخر تجاه اغـتـصـاب الـحـق , نـتيجة لمختلف اساليب الارهاب والاغراء والانحراف التي استخدمها البعض لاسـكـات الـمـسـلـمـيـن , لـم يتخذ المواقف المشددة منها, بل كان يقدم يد النصح كثيرا, لما فيه مصلحة الاسلام والمسلمين , مع استنكاره للكثير من الامور والحوادث آنذاك .
وقد ذكر الامام (ع ) موقفه , وموقف معاوية من عثمان في جوابه على رسالة معاوية اليه ((ثم ذكرت مـا كـان مـن امـري وامر عثمان , فلك ان تجاب عن هذه لرحمك منه , فاينا كان اعدى له واهدى الى مقاتله . ام من بذل له نصرته فاستقعده واستكفه , ام من استنصره فتراخى عنه وبث المنون اليه , حتى اتى قدره عليه . كلا واللّه (قد يعلم اللّه المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم الينا ولاياتون الباس الا قـليلا) وما كنت لاعتذر من اني كنت انقم عليه احداثا, فان كان الذنب اليه ارشادي وهدايتي له , فـرب مـلـوم لا ذنب له ((وقد يستفيدالظنة المتنصح )), وما اردت (الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا باللّه عليه توكلت واليه انيب )))7 .
وقد قدم الثائرون من مصر والكوفة والبصرة , وساعدهم بعض اهل المدينة استنكارالسياسة عثمان وعـمـالـه وتـصـرفاته , حيث استاثروا باموال المسلمين , وقرب عثمان اليه بني امية , وجعلهم من حـاشـيـتـه وعـمـالـه , وغيرها من الاعمال8 , وقد انكر على عثمان , الكثيرمن الصحابة وغـيـرهم , امثال الامام (ع ) وابي ذر وعمار وابن مسعود و حجر و غيرهم ,ولكن الحكم القائم لم يـبـال بـاستنكارهم ونصائحهم , واستمر في تصرفاته حتى انفجرت الثورة . وبالرغم من ان الحكم الـقائم قد استجاب لمتطلباتهم , حيث اعلن عن استجابته امام الراي العام , ولكنه كان من وراء الستار يـخطط للقضاء عليهم , والاستمرار في سياسته , وراسل عماله ان يمدوه بالعدة والعديد للقضاء على الـمـعـارضة , وبعد ان فشلت كل محاولات الامام (ع ) في اصلاح وتغيير سياسة الحكم القائم , وفي تـهـدئة الـثـائريـن ,تـراجـع عن موقفه لانه راى ان الحكم القائم يحاول ان يتخذه وسيلة لتمرير مـخـطـطـاتـه , حـتـى يسكت الثائرون مدة , ثم يجمع العدة والعديد وينقض عليهم , ثم يستمر في سـيـاسته9 ,وفي استيلاء بني امية وامثالهم على الملك , كما اعترف بذلك مروان بن الحكم , حـيـن خـاطـب الـجـمـاهـير الغاضبة , وكما جاء في تاريخ الطبري : ((فخرج مروان الى الباب , والناس يركب بعضهم بعضا, فقال : ما شانكم قد اجتمعتم ؟ كانكم جئتم لنهب . شاهت الوجوه .كل انسان آخـذ باذن صاحبه , الا من اريد؟ جئتم تريدون ان تنزعوا ملكنا من ايدينا؟,اخرجوا عنا, اما واللّه لـئن رمـتـمونا ليمرن عليكم منا امر لا يسركم , ولا تحمدوا غب رايكم . ارجعوا الى منازلكم , فانا واللّه مـا نحن مغلوبين على ما في ايدينا))10 , ولم يحاول النظام القائم تغيير واصلاح نفسه , رغم وعوده وعهوده11 .
فـالامـام (ع ) كـان مـوقـفـه مـن هـذه الثورة موقف المصلح واعادة الحكم القائم الى العمل بالتعاليم الاسـلامـية وما فيه مصلحة الاسلام والمسلمين , واتخاذ الطريقة المناسبة في مواجهته . اما اولئك الـذيـن طـالبوا بدم عثمان , فالتاريخ يشهد بانهم كانوا من اشد المحرضين على قتله , (وليس الدافع لامـثـال هؤلاء على التحريض والاستنكار هو الانتصار للحق والمظلومين , وانما من اجل الحصول عـلى بعض المكاسب الدنيوية )12 كما ظهر ذلك في مواقفهم بعد ذلك بل وقبل ذلك , فبعضهم كان يطمع بالخلافة , او بالتوصل لبعض المصالح ,كما تدل على ذلك الشواهد التاريخية المذكورة في موضعها.
فـعائشة مثلا, كانت تحرض على قتل عثمان , وكانت , كما ينقل التاريخ , (تشنع على عثمان ,وتحض عـليه , وتخرج راكبة بغلة رسول اللّه (ص ) ومعها قميصه , وتقول : هذا قميص رسول اللّه (ص ) ما بلي , وقد بلي دينه , اقتلوا نعثلا ـ اي عثمان ـ قتل اللّه نعثلا.
فـلما صار الامر الى علي كرهته , وعادت الى مكة , بعد ان كانت متوجهة الى المدينة ,ونادت : الا ان الخليفة قتل مظلوما فاطلبوا بدم عثمان )13 .
وامـا عـمـرو بن العاص فقد روى الطبري انه كان شديد التحريض والتاليب على عثمان ,فلما كان حـصر عثمان الاول خرج من المدينة الى ارض له بفلسطين , فبينا هو جالس في قصر له ومعه ابناه وسـلامة بن روح اذ مر بهم راكب , فناداه عمرو: (ما فعل الرجل ؟ يعني عثمان , فقال : قتل . قال : انا ابـو عبد اللّه , اذا حككت قرحة نكاتها, ان كنت لاحرض عليه ,حتى اني لاحرض عليه الراعي في غنمه في راس الجبل )14 .
وبعد ذلك حارب عليا مع معاوية طلبا بدم عثمان .
وكذلك يشهد التاريخ ان طلحة كان من المحرضين على عثمان15 , وكذلك معاوية , فحين طلب عثمان منه المعونة والمدد, تباطا معاوية فلم ينجده16 .
واما الزبير, فقد اقام في طريق مكة معتزلا الضجة , لئلا يشهد مقتل عثمان17 .
وهؤلاء هم الذين حاربوا الامام (ع ) ورفعوا شعار الطلب بدم عثمان , وقد دفعهم بغضهم للامام (ع ), وبـالاحـرى بـغضهم لعدالة علي , واصلاحاته , واعادة ما سلبوه من اموال وحقوق , وعدم استجابته لرغباتهم وحبهم للدنيا والسلطان , كل ذلك دفعهم لاستخدام مختلف الاساليب والمبررات والشعارات الـزائفـة , فـي سـبيل الوصول الى اهدافهم غيرالمشروعة , وليس قميص عثمان الا ستار لتغطية اهدافهم , وقد عبر عن هذه الحقيقة عمروبن العاص حين قال لعائشة بعد واقعة الجمل : ((لو ددت انـك كـنت قتلت يوم الجمل ,فقالت , ولم لا ابالك ؟ فقال : كنت تموتين باجلك وتدخلين الجنة , ونجعلك اكبر بالتشنيع في علي ))18 , وكان عمرو بن العاص ايضا يهدف بذلك الى رفع قميص عائشة لـتـحـريـك الناس ضد خلافة الامام (ع ), ولكن ربما اسعف الحظ عائشة , او انها كانت اذكى من ان تسقط في شراك هذه اللعبة .
اجـل . انهم لم ينقموا من ابي الحسن (ع ) الا عدالته , وصلابته في ذات اللّه , واقامة الاسلام .وحين عـزل الامـام (ع ) الـمـنـحرفين من عمال عثمان على البلدان الاسلامية ,طلب منه المغيرة بن شعبة استبقاء معاوية وآخرين على مناصبهم , بحجة اعتماد المداهنة السياسية معهم ,وبعد ذلك , حينما تثبت دعائم خلافته , يعزلهم , ولكن الامام (ع ) رفض ذلك , واجابه :((واللّه لا ادهن في ديني , ولا اعطي الدني في امري ))19 .
وكان هدف المغيرة , وهو من دهاة العرب , والمعادين للامام (ع ), ومن طلاب الدنياوالمناصب , ظهر ذلـك بعد ان نصبه معاوية واليا على الكوفة , كان هدفه من ابقاء معاوية وسائر العمال , ان يستحكموا اكـثـر فـي بلدانهم , ويستخدموا قضية عثمان شعارا لاثارة غضب الامة وغير ذلك من الاغراض , فـكـان ابـقـاء عـمـال عـثمان مخالفا للسياسة الدنيوية ,مضافا الى كونه مخالفا للجانب الديني بسبب انحرافاتهم ومخالفاتهم السافرة للاسلام .
هـؤلاء وامثالهم هم الذين حاربوا الامام (ع ), وحرضوا عليه , وسبوه على المنابر, وفي امثالهم قال المتنبي :
واذا اتتك مذمتي من ناقص ----- فهي الشهادة لي باني كامل دور حجر في معارك الثلاث : قال في الدرجات الرفيعة : ((واخلاصه لامير المؤمنين اشهر من ان يذكر)), وقد ذكرنا ان حجرا كـان من الموالين للامام (ع ) وقد دفعه ولاؤه وايمانه الى خوض هذه المعارك , من اجل اقامة الحكم الاسـلامـي الـعـادل على الارض , الذي يمثله الامام (ع ), ودفاعا عن خلافته , فقد ذكر التاريخ انه شارك في المعارك الثلاث , الجمل , وصفين , والنهروان , ونذكرهنا بالتفصيل , دوره فيها: دوره في الجمل : قـال ابـن سـعـد فـي طـبقاته : ((وشهد حجر معه ـ اي الامام (ع ) ـ الجمل وصفين ))20 , وفي الاصابة : ((وانه شهد بعد ذلك الجمل وصفين ))21 .
ويـظهر من التاريخ انه لم يكن جنديا عاديا فيها, وانما كان مقاتلا اميرا, وقائدا لبعض الفرق , وهذه نـتـيجة حتمية لشخصيته , فانه كان من شيوخ الشيعة في الكوفة , وزعيما من زعماء كندة . فالتاريخ يـحـدث ان الامام الحسن (ع ) حينما قدم الكوفة قبل حرب الجمل داعيا اهلها لنصرة الامام (ع ), قام زعماء الكوفة الموالون لعلي (ع ), يحرضون الناس على الاستجابة لنصرته , ((وقام حجر بن عدي فـقـال : ايـهـا الـنـاس , اجيبوا امير المؤمنين , وانفرواخفافا وثقالا, مروا وانا اولكم , فاذعن الناس للمسير))22 .
ويظهر من هذا النص ان كلمته كانت مسموعة في اهل الكوفة .
وقـد قـاد جماعة من الكوفة ((فكان على مذحج والاشعريين حجر بن عدي ))23 خرج بهم الى وقعة الجمل .
وفـي الـكامل : ((وحدثونا ايضا: انه لما نفر الناس الى امير المؤمنين (ع ) نفر معهم حجر, وعقدله علي على مذحج والاشعريين , ورووا انه ارتجز يوم الجمل بهذا الرجز:
يا ربنا سلم لنا عليا ----- سلم لنا المبارك المضيا
المؤمن الموحد التقيا ----- لاخطل الراي ولا غويا
بل هاديا موفقا مهديا ----- واحفظه ربي واحفظ النبيا
فيه فقد كان له وليا ----- ثم ارتضاه بعده وصيا24 ويـظـهـر مـن هـذه الابـيـات الـشـعـريـة صدق ولائه وايمانه بامامة امير المؤمنين (ع ), وانه وصـي الـرسـول (ص ), وانـه يـمـثـل الاسـلام الاصيل , لا انه ايمان عشوائي , او ناتج عن طمع باغراض شخصية ودنيوية .
وذكـر فـي الـبـحـار: ((وكـان عـلـى الـجـنـاح ـ فـي معركة الجمل ـ زياد بن كعب , وحجر بن عدي ))25 .

التعلیقات
1- الطبقات ج 6 / ص 218.
2- الاصابة ج 1 / ص 313.
3- المستدرك ج3 / ص 470.
4- الحياة السياسية للامام الحسن (ع ) ص 143 حيث يتعرض الى موقف الامام امير المؤمنين (ع ) من عثمان ومن الثائرين عليه .
5- تاريخ الطبري ج 3 / ص 394, شرح نهج البلاغة ج 2 / ص 144.
6- شرح نهج البلاغة ج 2 / ص 148.
7- نهج البلاغة , تحقيق صبحي الصالح / ص 388, الرقم 29.
8- يـلاحـظ حـول هـذه الـتـصـرفات التي ادت الى الثورة , والى استنكار الكثير من الصحابة والـمـسـلـمـيـن ,الـكـثير من المصادر والكتب وخاصة الغدير, الجزء التاسع , ومعالم المدرستين وغيرهما.
9- الطبري ج 3 / ص 403.
10- الطبري ج 3 / ص 397, ابن مسكويه , تجارب الامم ج 1 / ص 285.
11- يلاحظ في رحاب ائمة اهل البيت ج 1 / ص 342.
12- الحياة السياسية للامام الحسن (ع ) ص 142.
13- الطبري ج 3 / ص 477.
14- الطبري ج 3 / ص 392.
15- الطبري ج 3 / ص 411, و لاحظ في رحاب ائمة اهل البيت : ج 1 / ص 346.
16- الـطـبـري ج 3 ص 402, ولاحـظ فـي رحـاب ائمـة اهل البيت : ج1 / ص 343. والحياة السياسيه للامام الحسن (ع ) ص 145.
17- الـطبري ج 3 / ص 422, ويراجع الغدير ج9 / ص 77, فقد ذكر اسماء واخبار الكثير من الناقمين والمحرضين على عثمان , ومنهم عائشة وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير ومعاوية , وانه لم يشذعن النقمة عليه الا اربعة .
18- في رحاب ائمة اهل البيت (ع ) ج2 / ص 58, نقلا عن كامل المبرد.
19- الطبري ج3 / ص 461.
20- الطبقات ج 6 / ص 218.
21- الاصابة ج 1 / ص 313.
22- الكامل لابن الثير ج 3 / ص 231.
23- الكامل / ص 232.
24- المصدر السابق , والبحار ج 38 / ص 22.
25- البحار ج 32 / ص 172.

صاحب الغار 02-05-13 10:03 PM

أولاً موضوع مكانه غير صحيح فهذا حوار عقائدي وليس إخباري
ثانياً حجر بن عدي ليس صحابي بل تابعي


daniel 02-05-13 10:16 PM

انظر الی المشارکة الاولی و الثانیة:
اليعقوبی، الحاکم، ابن عبد البر و غيرهم يعتبرونه صحابيا!!!

al_sadri 02-05-13 10:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحب الغار (المشاركة 1692299)

ثانياً حجر بن عدي ليس صحابي بل تابعي


الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني (ج2 / ص32) حجر: بضم أوله وسكون الجيم- ابن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي ابن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي، المعروف بحجر بن الأدبر، حجر الخير. وذكر ابن سعد ومصعب الزبيري فيما رواه الحاكم عنه أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم هو وأخوه هانئ بن عدي، وأن حجر بن عدي شهد القادسية، وأنه شهد بعد ذلك الجمل وصفّين وصحب عليا، فكان من شيعته، وقتل بمرج عذراء بأمر معاوية وكان حجر هو الّذي افتتحها، فقدّر أن قتل بها.


تاريخ دمشق لإبن عساكر (ج12 / ص210) : في الطبقة الرابعة من الصحابة حجر الخير بن عدي الادبر وانما طعن موليا فسمي الادبر بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الاكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندي جاهلي اسلامي وفد إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد القادسية وهو الذي افتتح مرج عذار وشهد الجمل وصفين مع علي بن أبي طالب وكانوا ألفين وخمسمائة من العطاء وقتله معاوية بن أبي سفيان واصحابه بمرج عذراء وابناه عبيد الله وعبد الرحمن ابنا حجر بن عدي

محب للخير 02-05-13 11:26 PM

(اولا)

هذا افتراء من قناة الافتراء قناة العالم مصدر الفريه والكل يعرف قناة العالم الدجاله


(ثانيا)

اطرح رد على ما ذكر لان الموضوع مشتت هل يتحدث عن هذه الفريه فى النبش من قبل الجيش الحر او خلافه او يتحدث عن ما جري بينه وبين معاويه


فاذكر ما قيل فى ذالك


=====


مقتل حجر بن عدي
تحدثت معظم المصادر التاريخية عن مقتل حجر بن عدي رضي الله عنه بين مختصر في هذا الأمر ومطول كل بحسب ميله ، وكان للروايات الشيعية النصيب الأوفر في تضخيم هذا الحدث ووضع الروايات في ذلك ؛ وكأنه ليس في أحداث التاريخ الإسلامي حدث غير قصة مقتل حجر بن عدي .. هذا ونظراً لقلة الروايات الصحيحة عن حركة حجر بن عدي ، ولكون هذه الروايات لا تقدم صورة متكاملة عن هذه القضية .. لذا فلن أتطرق للحديث عنها بقدر ما سيكون الحديث منصباً على السبب الذي جعل معاوية رضي الله عنه يقدم على قتل حجر بن عدي والدوافع التي حملته على ذلك ..

كان حجر بن عدي من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وممن شهد الجمل وصفين معه . وحجر هذا مختلف في صحبته ، وأكثر العلماء على أنه تابعي ، وإلى هذا ذهب كل من البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان وغيرهم ، ذكروه في التابعين وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة . انظر ترجمته في الإصابة ( 2/ 31- 34 ) .

ذكر ابن العربي في العواصم بأن الأصل في قتل الإمام ، أنه قَتْلٌ بالحق فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل ، و لكن حجراً فيما يقال : رأى من زياد أموراً منكرة ، حيث أن زياد بن أبيه كان في خلافة علي والياً من ولاته ، و كان حجر بن عدي من أولياء زياد و أنصاره ، و لم يكن ينكر عليه شيئاً ، فلما صار من ولاة معاوية صار ينكر عليه مدفوعاً بعاطفة التحزب و التشيع ، و كان حجر يفعل مثل ذلك مع من تولى الكوفة لمعاوية قبل زياد ، فقام حجر و حصب زياد و هو يخطب على المنبر ، حيث أن زياد قد أطال في الخطبة فقام حجر و نادى : الصلاة ! فمضى زياد في خطبته فحصبه حجر و حصبه آخرون معه و أراد أن يقيم الخلق للفتنة ، فكتب زياد إلى معاوية يشكو بغي حجر على أميره في بيت الله ، وعدّ ذلك من الفساد في الأرض ، فلمعاوية العذر ، و قد كلمته عائشة في أمره حين حج ، فقال لها : دعيني و حجراً حتى نلتقي عند الله ، و أنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين . انظر هذا الخبر بالتفصيل في العواصم من القواصم لابن العربي (ص 219-220) بتحقيق محب الدين الخطيب و تخريج محمود الإستانبولي مع توثيق مركز السنة .

وأما قضاء معاوية رضي الله عنه في حجر رضي الله عنه وأصحابه ، فإنه لم يقتلهم على الفور ، ولم يطلب منهم البراءة من علي رضي الله عنه كما تزعم بعض الروايات الشيعية ، انظر : تاريخ الطبري (5/256- 257 و 275 ) . بل استخار الله سبحانه وتعالى فيهم ، واستشار أهل مشورته ، ثم كان حكمه فيهم ..

والحجة في ذلك ما يرويه صالح بن أحمد بن حنبل بإسناد حسن ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو المغيرة – ثقة – قال : حدثنا ابن عياش – صدوق – قال : حدثني شرحبيل بن مسلم – صدوق – قال : لما بُعِث بحجر بن عدي بن الأدبر وأصحابه من العراق إلى معاوية بن أبي سفيان ، استشار الناس في قتلهم ، فمنهم المشير ، ومنهم الساكت ، فدخل معاوية منزله ، فلما صلى الظهر قام في الناس خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ، ثم جلس على منبره ، فقام المنادي فنادى : أين عمرو بن الأسود العنسي ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ألا إنا بحصن من الله حصين لم نؤمر بتركه ، وقولك يا أمير المؤمنين في أهل العراق ألا وأنت الراعي ونحن الرعية ، ألا وأنت أعلمنا بدائهم ، وأقدرنا على دوائهم ، وإنما علينا أن نقول : { سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير }[ البقرة /285] .

فقال معاوية : أما عمرو بن الأسود فقد تبرأ إلينا من دمائهم ، ورمى بها ما بين عيني معاوية . ثم قام المنادي فنادى : أين أبومسلم الخولاني ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فلا والله ما أبغضناك منذ أحببناك ، ولا عصيناك منذ أطعناك ، ولا فارقناك منذ جامعناك ، ولا نكثنا بيعتنا منذ بايعناك ، سيوفنا على عواتقنا ، إن أمرتنا أطعناك ، وإن دعوتنا أجبناك وإن سبقناك نظرناك ، ثم جلس .

ثم قام المنادي فقال : أين عبد الله بن مِخْمَر الشرعبي ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : وقولك يا أمير المؤمنين في هذه العصابة من أهل العراق ، إن تعاقبهم فقد أصبت ، وإن تعفو فقد أحسنت .

فقام المنادي فنادى : أين عبد الله بن أسد القسري ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أمير المؤمنين ، رعيتك وولايتك وأهل طاعتك ، إن تعاقبهم فقد جنوا أنفسهم العقوبة ، وإن تعفوا فإن العفو أقرب للتقوى ، يا أمير المؤمنين لا تطع فينا من كان غشوماً ظلوماً بالليل نؤوماً ، عن عمل الآخرة سؤوماً . يا أمير المؤمنين إن الدنيا قد انخشعت أوتارها ، ومالت بها عمادها وأحبها أصحابها ، واقترب منها ميعادها ثم جلس . فقلت – القائل هو : اسماعيل بن عياش – لشرحبيل : فكيف صنع ؟ قال : قتل بعضاً واستحيى بعضاً ، وكان فيمن قتل حجر بن عدي بن الأدبر . انظر الرواية في مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح (2/ 328 – 331 ) .

ومما يجدر التذكير به في هذا المقام أن معاوية رضي الله عنه لم يكن ليقضي بقتل حجر بن عدي رضي الله عنه لو أن حجراً اقتصر في معارضته على الأقوال فقط ولم ينتقل إلى الأفعال .. حيث أنه ألّب على عامله بالعراق ، وحصبه وهو على المنبر ، وخلع البيعة لمعاوية وهو آنذاك أمير المؤمنين .. ولكن حجراً رضي الله عنه زين له شيعة الكوفة هذه المعارضة ، فأوردوه حياض الموت بخذلانهم إيام .. ولا ننسى موقف شيعة الكوفة مع الحسين رضي الله عنه ، حين زينوا له الخروج ثم خذلوه كما خذلوا حجراً من قبله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ..

وقد اعتمد معاوية رضي الله عنه في قضائه هذا بقتل حجر بن عدي ، على قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ، أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ) . صحيح مسلم بشرح النووي (12 / 242 ) .

وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم : ( أنه ستكون هنات – أي فتن – وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمره هذه الأمة وهي جميع ، فاضربوا بالسيف كائناً من كان ) . صحيح مسلم بشرح النووي ( 12 / 241 ) .

ولو سلمنا أن معاوية أخطأ في قتل حجر ؛ فإن هذا لا مطعن فيه عليه ، كيف وقد سبق هذا الخطأ في القتل من اثنين من خيار الصحابة ؛ هما : خالد بن الوليد وأسامة بن زيد رضي الله عنهما .

أما قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه مع بني جذيمة ، وقولهم صبأنا بدلاً من أسلمنا ، فرواها البخاري في صحيحه برقم ( 4339 ) من حديث عبد الله بن عمر .. وقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك : ( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ) ..

قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 13 / 194 ) : وقال الخطابي : الحكمة من تَبرُّئه صلى الله عليه وسلم من فعل خالد مع كونه لم يعاقبه على ذلك لكونه مجتهداً ، أن يعرف أنه لم يأذن له في ذلك خشية أن يعتقد أحد أنه كان بإذنه ، ولينزجر غير خالد بعد ذلك عن مثل فعله .. ثم قال : والذي يظهر أن التبرأ من الفعل لا يستلزم إثم فاعله ولا إلزامه الغرامه ، فإن إثم المخطئ مرفوع وإن كان فعله ليس بمحمود .

وقصة أسامة بن زيد رضي الله عنه مع الرجل الذي نطق بالشهادتين ، وقتل أسامه له بعد نطقها ، في الصحيحين البخاري برقم ( 4269 ، 6872 ) ومسلم برقم ( 96 ) .. وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ ) .. الحديث .

وكل ما جرى من أسامة وخالد ناتج عن اجتهاد لا عن هوى وعصبية وظلم ..

موقف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من مقتل حجر رضي الله عنه ..

أخرج ابن عساكر في تاريخه ( 12/230 ) بسنده إلى ابن أبي مليكة قال : إن معاوية جاء يستأذن على عائشة ، فأبت أن تأذن له ، فخرج غلام لها يقال له ذكوان قال : ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علي ، فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له ، وكان أطوع مني عندها ، فلما دخل عليها قال : أمتاه فيما وجدت عليّ يرحمك الله ؟ قالت : .. وجدت عليك في شأن حجر وأصحابه أنك قتلتهم . فقال لها : .. وأما حجر وأصحابه فإني تخوفت أمراً وخشيت فتنة تكون ، تهراق فيها الدماء ، وتستحل فيها المحارم ، وأنت تخافيني ، دعيني والله يفعل بي ما يشاء . قالت : تركتك والله ، تركتك والله ، تركتك والله .

وبالإسناد نفسه أخرج ابن عساكر في تاريخيه ( 12/ 229 ) : لما قدم معاوية دخل على عائشة ، فقالت : أقتلت حجراً ؟ قال : يا أم المؤمنين ، إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحيائه في فسادهم .

===================

منقول من ملتقى أهل الحديث للفائدة .

naseem 02-05-13 11:52 PM


خيرا فعلوا فان النبي دانيال اشتهر أن الصحابة عثروا على قبره عندما فتحوا (تستر) ثم أمرهم عمر بن الخطاب أن يغيبوا قبره خشية أن يتخذه الناس معبداً أو يشرك بالله عنده.


فكيف بمن قد اتخذ قبره فعلا معبدا يشرك بالله عنده


الساعة الآن 02:43 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "