شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   منتدى نصرة سنة العراق (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=86)
-   -   اين تكمن قوة ايران ؟ القسم الثاني : (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=183997)

ابو عبد العزيز القيسي 01-07-16 10:53 PM

اين تكمن قوة ايران ؟ القسم الثاني :
 
أين تكمن قوة إيران؟ القسم الثاني :

بقلم : أبو عبد العزيز محمود القيسي :: خاص بالقادسية



إن النظام الإيراني يقوم على فكرة التشيع , وهي ترسانته التي يعتمد عليها في كل الاحايين , وكلما جهل الخصوم هذا الفكرة وتعاملوا مع ظواهرها دون سبر حقيقتها , كلما ازدادت قوته , وانه ومن خلال ذلك الخطاب المزدوج يصدر نفسه للعالم العربي والإسلامي على أنه الدولة التي لاتشكل تهديداً لأي أحد وخاصة جيرانها من العرب والمسلمين وإنما لها الحق أن تكون الرائدة الاولى بين دول تلك المنطقة من خلال رؤية حضارية ومن خلال تطوير مديات قطاعاتها الإقتصادية والإجتماعية والعلمية والتكنولوجية والذي يقوم على المنافسة الصحية في تلك القطاعات , وهي الدولة الحريصة كل الحرص على مصالح الأمة الإسلامية العليا والدفاع عن قضاياها ومصالحها وهي الناصر الوحيد والفعلي لجيمع المستضعفين في الارض , وهي من يسعى فعليا لتبني القضية الفلسطينة أصلا ومثالاً , وهي من شكلت الجيوش والفصائل من أجل هذا الغرض .. وهل فيلق القدس وكتائب حزب الله وجميع الفصائل والكتائب المقاتلة على الارض اليوم وبالأمس , إلا من أجل تلك الغاية الأسمى لجيمع المسلمين وفي مقدمتهم أهل السنة .. فلم غضب وحنق بعض المتزمتين من أهل السنة على إيران والتشيع عموماً ..

وأما إثارة الازمات والفتن الذي تُتهم به , فانه محض تخرصات.. هكذا تصدر إيران نفسها إلى المسلمين بكل وقاحة وصلف .

1- سعي إيران الجاد والحثيث لأن تكون مصدر إلهام لشعوب المنطقة , وذلك من خلال الضرب على أوتار الوحدة والتضامن والتسامح والحوار والخطاب الثوري المعادي لأمريكا والغرب , والتركيز الدائم على القضية الفلسطينية وجعلها تمثل الإطار العام في ايديولوجيتها , ومن ثم توظيف كل تلك المحاور لمايخدم ذلك الهدف بما يعزز دورها في المنطقة .

2- التركيز على أدوات الثقافة الإيرانية , مع المحاولة الجادة لتسويق تلك الثقافة لكل المتشيعين , وتسويق نفسها على أنها ذات الحضارة الأوحد في العالم , وأن ماسواهم من الشعوب ماهم إلا أقوام همجية وخاصة أولئك العرب .

3- إن عوامل القوة في المنظومة الإيرانية تكمن في التشيع , وتكمن قوة التشيع في تلك المقومات التي ضمنت له الاستقرار والتأثير خلال الوسط الذي يمكنه أن يتمدد فيه , وبذلك الشعور الذي يكنّه الجمهور بعدم شرعية أية سلطة دنيوية مالم تؤمن بنظرية الإمامة وتدعوا إلى طقوسها , فضلاً عن كسبها ومحاكاتها لمشاعر تلك الطبقة التي تتسم بالأمية الحضارية , وبجماع وتلاقح تلك الملامح , تركت انعكاساتها وتأثيراتها على الدور السياسي والإجتماعي والإقتصادي والذي يشكل بالتالي لتلك الدولة مصدر قوة ومنعة .

4- تمارس إيران على جميع أشياعها في كل العالم آليات إستدامة مرنة بما يكفي للتكييف مع مجتمعاتها المتغيرة , فالنظام في إيران ليس عبارة عن وصفة للحكم لاتتسم بالديناميكية , وهي لاتعبر عن ظواهر جامدة منفصلة عن المجتمع , فالنظام لديه القدرة على القمع , كما لديه القدرة على الحشد .

5- لإيران القدرة العالية على امتصاص الضغوط والضربات , والسبب يعود إلى ذلك التكامل والتآصر بين النظام وعموم الشيعة في العالم , أو وجود مايسمى بالشحنة الدينية والتي تدفع بتلك الطائفة إلى التآصر والتكامل , إضافة إلى وجود الثقة المتبادلة بين المرشد وهؤلاء العوام في الداخل والخارج, ولذلك فلاغرابة أن تجد ذلك التناسق والتطابق والتوافق شبه التام في خواطر وتصورات وإرادات واعمال وبوصلة وخطوات النظام مع أولئك العوام, وذلك بفعل استثمار النظام لتلك العقد الكامنة في نفوسهم وتوظيفها من أجل تحقيق تلك الاغراض , كذلك بفعل التلقين الذي هو نتاج فعلي لكثرة رجال الدين والمراجع والحوزات والقنوات والمؤسسات العلمية ومراكز التعبئة الأخرى , وكلما ازدادت الضغوطات على إيران كلما ازداد تمسك عامة الشيعة بها , وذلك لسببين , الأول : أن الشيعة يعلمون جيداً أنه لاوجود لهم إلا بدولة حاضنة لهم كإيران .

الثاني : يستفيد الإيرانيون من حالة الضغط تلك في إيهام الشيعة بذلك العدو الذي يريد نزعهم عنها , وبالتالي نزعهم عن الدين والمذهب .

وهنالك ثلاثة اسباب رئيسية تعتبر مكامن القوة في إيران :

الأول : دعم الشيعة لها في كل انحاء العالم .

الثاني : تواصل إيران ومتابعتها ومناصرتها لعامة الشيعة في العالم .

الثالث : دعم الغرب الكافر لها لوحدة المنهج والهدف والملة .

ولشعور الشيعة المطرد بأن إيران والشعب الإيراني هو الراعي والحامي والممثل الحقيقي للتشيع ,فهم ممتنون لها ويعبرون عن هذا الامتنان بصور عدة , تتمثل بالطاعة والتقديم والخضوع والاقتداء , وقد تمثل ذلك جليا بقيام مجموعة من أفراد الجيش الشيعي العراقي بتدليك وتلميع أحذية الإيرانيين حينما اقتحموا الحدود عنوة .. وفي ثنايا هذا المناخ فانه من الغباء التحدث عن العرب أو العروبة .

16- يحسب النظام وخصومه أنه يتمتع بالمناعة الفكرية والايدلوجية , وهذا وهم كبير ,ومع ذلك فهو يشكل نقطة قوة ونقطة ضعف في آن واحد , وقد تأتت هذه الموهومات عند الإيرانيين من ذلك الغرور والصلف الذي تتصف به النفسية الإيرانية والشيعية على العموم مع قدرتهم الكبيرة في تصدير الإرهاب والرعب لخصومهم التقليديين . وأما وهم أهل السنة في تلك الحصانة , فهو متآتي من أمور :

الأول : جهل أهل السنة أو تجاهلهم واستصغارهم لحقيقة وخطر هذا الفكر , وهم يتعاملون معه كتعامل ذلك العاقل مع ذلك المجنون الذي ماأنفك يقذف بالحجارة يمينا وشمالاً , وهوماأنفك عن تجاهله , ونسي أو تناسى أن حجارةً واحدةً من هذا المجنون تلهي مائة عاقل , حالنا تماما كحال هذا العاقل المترع بالسذاحة , والذي كان يتوجب عليه حجر هذا المجنون , لا أن يكتفي بصد الحجارة أو تلقفها أو الإحتماء منها .. فكيف لو علمنا أن ذلك الكائن يعاني مع جنونه , ذلك الفصام النكد ؟ !!

6- الخط التصالحي العام مع كافة الشعوب والحضارات والمنظمات مع مد جسور الثقة ماخلا الشعوب السنية إلا بالقدر الذي يسمح لها لنشر التشيع في تلك البلاد .

7- كذلك تكمن قوة إيران في شيعتها المنتشرين في دول العالم السني , وهم ممثلون حقيقيون وامناء للمصالح الايرانية , وهم كما ذكرنا يمثلون دولا داخل تلك الدول , ولايشذ منهم من هذا التوجه إلا النزر اليسير الذي ليس له من قوة أو أثر على هذا الغالب الطاغي , لذا يلزم الحكومات السنية اذا ماأردات إزالة ايران كدولة شيعية , أن تحارب وبجدية كل مظاهر التشيع, بل وتجريم كل من يدعوا إلى التشيع ولو بالتلميح أو الاشارة , سواء أكان من أهل التشيع خاصة , أو ممن ينتسب إلى أهل السنة من الكتّاب وبعض المتعالمين والذين اشترت إيران ضمائرهم بثمن بخس .

21- تحمل إيران مشروعا امميا وقد حققت الكثير من خطوات ذلك المشروع في حين أن أهل السنة لم يزالوا بعد يفكروا بخطوط مشروعهم المزعوم .

22- تنطلق إيران من تلك البنية الداخلية المحتشدة والمتآصرة بفعل الهوس بذلك العدو الخارجي , وعقدة المظلومية , والمرجعية الشرعية والصميمية لهذه الدولة , ومن تلك السياسة الخارجية البراغماتية، ومن الالتزام الصوري بالقضية الفلسطينية، ومن اقتصاد الاكتفاء الذاتي، فاستطاعت أن تصبح دولة اقليمية قوية تعترف بها مجموعة خمسة زائد واحد , وتتفاوض معها وربما تتشارك معها في المستقبل.

إن قواعد اللعبة الايرانية واضحة , ولكن العجب في تعمد الإغماض عن تلك القواعد مليا من قبل أهل السنة خاصة , بل انهم يوهمون أنفسهم بما عندهم من تصورات وأوهام تقوم على تطبيق ماعندهم من قواعد واصول ومبادئ , فيفترضون في عقلهم الباطن وجوب العمل بها , وهذا هو بالحقيقة مصدر الوهن عند أهل السنة حكاماً وشعوب .

لقد لجأ هؤلاء الحالمون إلى تنظيرات وتحليلات وتفسيرات ثبت اكثرها سذاجة عارمة , وضلالاً بعيداً .

بالمقابل فإن مصادر القوة عند أهل السنة كثيرة جداً , بل هي أكثر من أن تحصى , ولكنهم لم يحسنوا التوصيف واخطئوا التوظيف , بل انهم وكما ذكرنا سلفا أوهموا أنفسهم وشعوبهم بمقدمات أفضت مراراً وتكراراً بنتائح كارثية , ولكنهم مصرون على الوقوع في ذلك الخطأ , وكأن ذلك الخطأ عندهم أصبح نتاجاً يومياً أو مثالاً أو أصلا أوطبيعةً تحترف ..

وبعيد عن ثرثرة الكتاب المكبين على كتبهم , نقول إن جماع المسألة في قول ذلك الخليفة العملاق عمر بن الخطاب رضي الله عنه : [ إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله ] لذلك علينا أن نعود جميعا شعوباً وحكومات إلى دين الله حقاً وصدقاً , وأن ندخل في موالاة الدين وأهله الصادقين , عند ذلك ينشر الله رحمته على الأمة فتتآلف وتتعانق في فعل الخيرات ..

لقد طلبنا العزة من اعداء الله دهوراً فاذلنا الله , فماذا يجري لو طلبناها من الله , ولو لمرة واحدة .. وإلى الأبد .

آملة البغدادية 03-07-16 01:22 PM

موضوع مميز بارك الله فيك ونرحب بك أخي الفاضل معنا في الدفاع عن الدين وأهله

كما أسلفت أن قوة إيران تكمن في عدة أمور أهمها في نظري المجموع وهم الشيعة ، فلا فائدة من أي نظرية مثالية ونظام دون أفراد يحملون مسئولية التطبيق مع كونهم أدوات لتنفيذ أجندات المؤسسين
أنظر إلى دعوة الأنبياء عليهم السلام _ مع الفارق الجذري _ كون الحق هو ما يدعون إليه فالنصرة والتاييد من الله تأتي بقوة عامل (المؤمنين) سواء بالعدد أو بالإيمان الخالص، وهذا ما لم يفهمه أهل السنة وعلماءها مع أن الحق معهم فلم ستطيعوا كسب المجموع للأسف

ابو عبد العزيز القيسي 06-07-16 06:17 PM

يشرفني هذا الترحيب اختي الفاضلة , وهذا المرور الكريم , حفظك الله ورعاك , ودمت شوكة في حلوق وانوف ورقاب اعداء الملة .. اللهم امين .

آملة البغدادية 10-07-16 07:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد العزيز محمود القيسي (المشاركة 1859127)
يشرفني هذا الترحيب اختي الفاضلة , وهذا المرور الكريم , حفظك الله ورعاك , ودمت شوكة في حلوق وانوف ورقاب اعداء الملة .. اللهم امين .

اللهم آمين
وحفظك الله وسدد رميك أخي الفاضل


الساعة الآن 02:11 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "