شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   منتدى القرآن الكريم وعلومه وتفاسيره (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=89)
-   -   مهزلة الاعجاز العددي في القرآن التي يمارسها البهائيين و من سار على نهجهم (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=82540)

ديار 15-06-09 04:48 AM

مهزلة الاعجاز العددي في القرآن التي يمارسها البهائيين و من سار على نهجهم
 
منقول من العضو رضا صمدي من منتدى أنا المسلم


ما يُسمى بـ ( الإعجاز العددي في القرآن الكريم ) بدعة لا يجوز إقرارها ولا الانجرار وراءها ...

فلم يشر إليها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا أصحاب القرون المفضلة من السلف الصالح ولا أئمة التفسير
المعتبرين ( ولا غير المعتبرين ) ولا ائمة الدين المتبوعين ...
فلا يمكن أن يفوت كل هؤلاء مثل هذا الخير والعلم النافع وهم أحرص الناس على القرآن وعلومه ...
وفوق ذلك فكل العمليات الحسابية في ما يسمى بالإعجاز العددي مبنية على طرائق في حساب الأحرف غير واضحة
ولا ثابتة ...
وأنا أطلب منك أن تدلني على الطريقة المثلى في عد حروف القرآن بل في عد آياته ..
آيات القرآن مختلف في عدها ، وكذلك عدد ا لسور ... فبأي طريقة تعتمد طريقة المشارقة أم المغاربة ؟؟؟
وهل تعد الحروف غير المنطوقة أم لا تعدها ؟؟
وهل تعد همزات الوصل أم لا تعدها ؟؟
وهل تعد الحروف المدغمة المشددة حرفين أم تعدها حرفا واحدا ؟؟؟
معايير يجب أن تكون واضحة ولكنها مسكوت عنها ... والسبب معروف ...
وفوق هذا وذاك .. فالنتائج التي تأتي بها تلك العمليات الحسابية لا ترقى لدرجة الإعجاز ... بل هي أشبه بالهزل
الذي يجب أن ينزه القرآن عنه ...
وهل نزل القرآن لنجري عليه هذه العمليات الحسابية ؟؟
أم لنتدبر حروفه ومعانيه ؟؟
ورجل يمضي ساعات يحسب الحروف والايات والسور ( مع الاختلاف في عدها ) أليس أولى له أن يمضيها في
تدبر معاني القرآن ؟؟؟
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

ديار 15-06-09 04:50 AM

سئل الشيخ عبد الرحمن السحيم

في مسألة الأعجاز العددي
أنظر الى جوابه حفظه الله



سؤال عن الإعجاز العددي ، وتكرار بعض الكلمات في القرآن بعدد مُتساوٍ .


فما مدى صحة ذلك ؟


السؤال :

يزاكم الله الخير كله بغيت أتأكد من صحة هالكلام ودورته في المنتدى ما حصلته .
ذكر الله سبحانه وتعالى في آياته أشياء كثيرة ، وجاء العلماء ودققوا فيها فوجدوا
توافقاً غريباً ، نعرضه كما يلي:
والرقم الأول هو عدد ذكرها والثاني الأمر المتعلق به
115 الدنيا
115 الآخرة
- -
88 الملائكة
88 الشياطين
- -
145 الحياة
145 الموت
- -
50 النفع
50 الفساد
- -
368 الناس
368 الرسل
- -
11 إبليس
11 الاستعاذة من إبليس
- -
75 المصيبة
75 الشكر
- -
73 الإنفاق
73 الرضا
- -
17 الضالون
17 الموتى
- -
41 المسلمين
41 الجهاد
- -
8 الذهب
8 الترف
- -
60 السحر
60 الفتنة
- -
32 الزكاة
32 البركة
- -
49 العقل
49 النور
- -
25 اللسان
25 الموعظة
- -
8 الرغبة
8 الرهبة
- -
16 الجهر
16 العلانية
- -
114 الشدة
114 الصبر
- -
4 محمد صلى الله عليه وسلم
4 الشريعة
- -
24 الرجل
24 المرأة
- -
5 الصلاة
- -
12 الشهر
- -
365 اليوم
- -
32 البحر
13 البر
هنا الإعجاز
ُذكرت كلمة البحار (أي المياه) في القرآن الكريم 32 مرة ، وذكرت كلمة البر (أي اليابسة)في القرآن الكريم 13 مرة
فإذا جمعنا عدد كلمات البحار المذكورة في القرآن الكريم وعدد كلمات البر فسنحصل
على المجموع التالي :45
وإذا قمنا بصنع معادلة بسيطة كالتالي:
1 - مجموع كلمات البحر (تقسيم) مجموع كلمات البر والبحر (ضرب) 100% س
32÷45×100%=71.11111111111% س

2 - مجموع كلمات البر(تقسيم) مجموع كلمات البر والبحر (ضرب) 100% س
13÷45×100%=28.88888888889% س
وهكذا بعد هذه المعادلة البسيطة نحصل على الناتج المُعجز الذي توصل له القرآن من
14 قرناً ، فالعلم الحديث توصل إلى أن:
نسبة المياه على الكرة الأرضية = 71.11111111111% س
ونسبة اليابسة على الكرة الأرضية =28.88888888889% س
وإذا جمعنا العدد الأول مع العدد الثاني نحصل على الناتج =100% س
وهي مجموع نسبة الكرة الأرضية بالفعل ، فما قولك بهذا الأعجاز ؟ هل هذه صدفة ؟
من علّم محمد هذا الكلام كله ؟ من علم النبي الأمي في الأربعين من عمره هذا الكلام ؟
ولكني أقول لك : " وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، علمه شديد القوى"
فاسجد لربك شكراً لأنك من المسلمين ، لأنك من حملة هذا الكتاب العظيم وما هذا إلا بعض الإعجاز العددي في القرآن الكريم وليس الإعجاز كله.
لكم التحية
وعساكم على القوة


الجواب :
وبارك الله فيك
وجزاك الله خيراً
الكلام في الإعجاز العددي دحض مزلّـة ، ومزلق خطير !
والملاحظ فيه كثرة التكلّف ، والتعسّف للقول بموجبه .

ففي هذا السؤال :
مُقارنة السحر بالفتنة في الأعداد ..
والفتنة في القرآن ليست مقصورة على السّحر ، بل تُطلَق على الكفر وعلى الفتن الصِّغار والكبار
فمن إطلاق الفتنة على الكُفر قوله تعالى : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) وقوله تعالى : (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) .
ومن إطلاق الفتنة في القرآن على الفِتن الصِّغار قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) وقوله تعالى : (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) .
وقد تُطلق الفتنة على ما يتعلق بالعذاب الأخروي ، كقوله تعالى : (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ) .
ولا أعلم أن الفتنة أُطلِقت على السِّحر إلا في موضع واحد في قوله تعالى : (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) .

وهذا على سبيل المثال ، وإلا تتبع هذه الأشياء المذكورة يحتاج إلى وقت .
كما أنهم قد يعتبرون اللفظ أحيانا دون ما يُقابِله من معنى .

كما في حساب عدد ذِكر الأيام أو اليوم ، فإنه قد يعتبرون اليوم الآخر في حساب الأيام ، وقد يعتبرون الأيام بمثابة كلمة يوم ، ثم هذا الناتج المتوصّل إليه أي إعجاز فيه ؟!

فالعدد ( 365 ) ماذا يُمثّل ؟!
السنة المعتبرة عند المسلمين هي السنة الهجرية ، وهي أقل من ذلك !

وأما التكلّف والتعسّف فهو واضح في الوصول إلى نتائج بعد عمليات حسابية مُعقّدة !
كما في مسألة حساب نسبة الماء إلى اليابسة ، فإنهم لم يتوصّلوا إلى ما توصّلوا إليه إلا بعد عمليات حسابية مُعقّدة .
وهذا من التكلّف ، وقد قال الله تبارك وتعالى لِنبيِّـه صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) .

فلا يَجوز مثل هذا التكلّف والتعسّف .
كما لا يجوز ربط مثل هذه الأعداد بما لا يُقابِلها ، كما رأينا في الفتنة مع السِّحر !

وقبل سنوات حدّثني أحد الزملاء عن الإعجاز العددي عند شخص اسمه ( رشاد خليفة )
فقلت له : إن الأعداد في القرآن غير مقصودة ، خاصة أرقام السور والآيات ..
ثم بعد فترة إذا بهذا الشخص الذي يقول بالإعجاز والذي توصّل إلى إعجاز عددي بزعمه يَزعم أنه ( رسول ) ! وتوصّل إلى ذلك بموجب القيمة الرقمية لاسمه !!
وتوصّل إلى أن القرآن فيه زيادة ونقص نتيجة القول بالإعجاز العددي ..
كما تبيّن أنه بهائي المعتقد ..
ولبّس على الناس بمثل هذا الكلام ليتوصّل إلى إيصال الرقم ( 19 ) الذي تُقدّسه البهائية الكافرة ، الذين يُؤلِّهون البهاء !

إلى غير ذلك مما هو موجود عند ذلك الشخص مما هو ضلال مُبين ، وكفر محض .

فليُحذر من هذا المزلق الخطير .
ولِنعلم أن القرآن بالدرجة الأولى كتاب هداية ودلالة وإرشاد للعباد .

كما أن حقائق العلم الحديث ليست قطعية الثبوت ، حتى تلك التي يُسمونها " حقائق عِلمية " .

يقول سيد قطب رحمه الله :
لا يجوز أن نعلق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه . . لا يجوز أن نعلق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن , بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره . إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أيا كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها .. فَمِن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نُعَلِّق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية . وهي كل ما يصل إليه العلم البشري . اهـ .

والله تعالى أعلم .
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض

http://www.islam2all.com/dont/dont/l...age/fasel1.gif
زوال إسرائيل سنة 2022 , الدليل من القران معجزة في سورة الإسراء

شيخنا الجليل
أحسن الله إليكم وبارك فيكم
ماذا تقولون في هذا الكلامالآتي:
أحبابي في الله أزف إليكم أجمل خبر يفرح القلوب من سنين طويلة يعلمهاالله عز وجل ..
زوال إسرائيل سنة 2022
الدليل من القران معجزة في سورة الإسراء
العدد 76 وسورة الإسراء :
تنتهي كل آية من آيات سورةالإسراء بكلمة وتسمى (فاصِلة) مثل: (وكيلاً، شكوراً، نفيراً، لفيفاً... الخ )
أي أنهناك (111) فاصلة . وعندما نحذف الفواصل المتكررة ، نجد أنّ عدد الفواصل هو 76فاصلة ،
ولا ننسى أنّ هذا العدد يشير إلى عمر إسرائيل المتوقّع بالسنين القمريّة،وقد عرفنا سابقاً أنّ كل كلمة من كلمات سورة الإسراء تقابل سنة . واللافت أيضاً فيسورة الإسراء أنّ هناك فقط (4) آيات عدد كلمات كلٍّ منها (19) كلمة .
وعليه يكونالمجموع : (19×4) = 76
الآية 76 والجذر فـزز :
يخطر بالبال هنا الرجوعإلى الآية 76 من سورة الإسراء . وإليك نص الآية الكريمة: ( وإنْ كَادُوالَيستفِزّونك مِنَ الأرضِ لِيُخرجوكَ منها وإذاً لا يلبثونَ خِلافك إلا قليلاً)
واضح أنّه يأتي بعد كلمة (قليلاً) رقم الآية ، وهو (76) . وقد يرمز هذا الرّقم إلى عدد السنين؛ فالنبوءات أحياناً تأتي على صورة رمز يحتاج إلى تأويل ، كما يحصل فيالرؤيا الصادقة ؛ كرؤيا يوسف عليه السلام ، أو رؤيا الملك في سورة يوسف .
وإليكالمؤشِّرات على احتمال ذلك احتمالاً راجحاً:
أ) الآية 76 تتحدث عن الإخراجمن الدّيار ، وعن مدّة لبث الكفار بعد هذا الإخراج . وما نحن بصدده هنا هو البحث عن عدد السنين التي تلبثها إسرائيل بعد قيامها في الأرض المقدّسة، وبعد إخراج أهلهامنها.
ب) قد يقول البعض إنّ الآية تتحدث عن إخراج الرسول صلى الله عليهوسلم - وهذا صحيح - ولكنّ الآية التي تليها هي : ( سُنّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَاقَبْلَكَ مِن رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنّتِنَا تَحْويلاً ). فالآية تتحدّث عنسُنّة في الماضي ، والحاضر ، والمستقبل
ج) اشتقّ في القرآن الكريم من الجذرالثلاثي (فزز) فقط ثلاث كلمات، واللافت للانتباه أن هذه الكلمات الثلاث موجودة في سورة الإسراء ، الآيات : (64، 76، 103) . أمّا الآية 64:
(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم...) فهي 19 كلمة ، وبالتالي تقابل - كماأسلفنا - 19 سنة .
أمّا الآية الثانيةفهي الآية 76 ، والتي نحن بصدد ترجيح احتمال أنّ يكون رقمها يشير إلى عدد السنين التي ستلبثها إسرائيل في الأرض المباركة ؛ فهو تفسير رمزي لكلمة (قليلا) . أمّا الآية الثالثة فهي: " فَأرادَ أَن يَسْتَفِزّهُممِنَ الأرضِ فَأغْرَقْنَاهُ وَمَن مَعَهُ جَميعاً " وتليها الآية (104)(وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إسْرائيلَ اسْكُنُوا الأرضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُالآخِرَةِ جِئْناَ بِكُمْ لَفِيفاً ) أي قلنا لبني إسرائيل بعد غرق فرعون اسكنواالأرض المقدّسة، فكانت هذه السّكنى المقدّمة التي لابدّ منها ليتحقّق وعدالإفساد الأول ، الذي يحصل بسببه الشتات الأول . فإذا جاء وعد المرّة الثانيةوالأخيرة جمعناكم من الشّتات ، والحال أنّكم تنتمون إلى أصولٍ شتىّ ، على خلاف المرّةالأولى ، حيث كنتم تنتمون إلى أصلٍ واحد ، وهو يعقوب عليه السلام: ( فَإذا جَاءَوَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُم لَفِيفَاً ". واللافت هنا أنّ الكلمة الثالثة (يَستفِزّهم) تتعلق بالكلام عن الإفسادين ، وعلى وجه الخصوص الإفساد الأخير ، والذي هو موضوع هذا البحث . ولا ننسى هنا أنّ عدد الكلمات من بداية الحديث عن النبّوءة (وآتينا موسى الكتاب...) إلى آخر حديثٍ صريح عنها: ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِجِئْنَا بِكُم لَفِيفَاُ ) ، هو 1443كلمة ، ويتطابق هذا العدد مع العام 1443هـ، ويجدرالتذكير هنا أنّ عدد السنين من عام الإسراء، إلى هذا العام، هو 1444 سنة قمريّة ، أي(19×76)
على ضوء ما سبق ، وعلى ضوء أنّ كل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة ،إليك هذه المعادلة العدديّة التي تحصّلت من متعلّقات الكلمات التي اشتقّت من (فزز) :
فالكلمة الأولى (واستفزز) تقع في الآية 64، والتي عدد كلماتها (19) كلمة . والكلمة الثانية (ليستفزّونك) تقع في الآية 76 والتي يُراد ترجيح احتمال أنها ترمز إلى عددسنين . والكلمة الثالثة (يستفزهم) تقع في الآية 103 التي تتحدّث عن غرق فرعون ، ثمّ تليها الآية التي تتحدّث عن وعد الآخرة . وعليه نقول : بما أنّ عدد كلمات الآية الأولى 19 كلمة ، وكل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة ، وبما أنّنا نفترض أنّ رقم الآية 76 يشير إلى عدد سنين ، فإنّ المعادلة هي: ( 19×76 ) = 1444 والمفاجأة هنا أنّترتيب الكلمة الثالثة ، أي يستفزهم ، في سورة الإسراء هو (1444
فتأمّل!!
أعلن اليهود عن إقامة دولتهم في فلسطين بتاريخ 15/5/1948م ، ولا نستطيع أن نعتبر أنّ هذا التاريخ هو تاريخ قيام دولة إسرائيل ، لأنها لم تقم عندها بالفعل ، والعبرة بالوجود الواقعيّ على الأرض . بعد هذا الإعلان دخلت الجيوش العربيةفي حرب مع اليهود، حتى أصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، وافقت عليه جامعة الدّول العربية بتاريخ 10/6/1948م ، فيما سمي : (الهدنة الأولى) ، وهو التاريخ الفعلي لبداية قيام دولة إسرائيل . وبعد أربعة أسابيع من هذا التاريخ ثار القتال مرة أخرى ، وأصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار ، وافقت عليه جامعة الدول العربية بتاريخ 18/7/1948م . فيما سمي (الهدنة الثانية) ، وبذلك اكتمل قيام دولةإسرائيل على أرض الواقع .
بعد اعتماد الراجح في تاريخ الإسراءتبين لنا أنّه تاريخ10/10/621م وبناء على ذلك أصبحت المعادلة:
935ق.م 586 1م 2022م
722
عرفنا أنّ البداية العمليّة لقيام إسرائيل هي الهدنة الأولى ،وذلك بتاريخ 10/6/1948م . وإذا أضفنا 76 سنة قمرية كاملة فسيكون اكتمالها بتاريخ 5/3/2022م .
وبما أننا لا ندري ما إذا كانت الـ 1556 سنة تزيد أشهراً أو تنقص، فلا مناص من اعتبار أنّ وفاة سليمان عليه السّلام كانت بتاريخ 10/10/935 ق.م.
عدد السنين من بداية الإفساد الأول ، وحتى الإسراء ، هو : (935 + 621) = 1556 سنة شمسية. وعدد السّنين من الإسراء، أي 10/10/621م، وحتى زوال الإفساد الثاني ، أي 5/3/2022م ،هو : (1400.4) سنة شمسية ، فكم تزيد الفترة الأولى ، أي ما قبل الإسراء، عن الثانية ،أي ما بعد الإسراء ؟ إنّها: ( 1556-1400.4) = 155.6 سنة. فما هو هذا العدد؟
عدد السنين من بداية الإفساد الأول، إلى نهاية الإفساد الثاني، هو: (1556+1400.4) = 2956.4.
وإذا قسمنا هذا العدد على (19)، يكون الناتج:
(2956.4÷19) = 155.6. وبما أنّ العدد 19 هو (10+9) فإنّ : (155.6×10) = 1556وهو عدد السنين من بداية الإفساد الأول إلى عام الإسراء . أمّا عدد السنين منالإسراء إلى نهاية الإفساد الثاني، فإنّه:
155.6 × 9 = 1400.4.
وعليه يكون مجموع الفترتين 19 جزءاً ؛ عشرة منها انقضت قبل الإسراء ، وتسعة تأتي بعد الإسراء،ووحدة البناء هنا هي 155.6، أي الفرق الزمني بين الفترتين. وهذه النتيجة تساهم فيترجيح احتمال أن تكون وفاة سليمان عليه السّلام سنة 935ق.م.
6/10 هو أيضاً تاريخ انتهاء حرب الأيام الستة عام 1967م ، وبذلك يكون عدد السنين منالهدنة الأولى عام 1948م إلى هدنة 1967م هو (19) سنة شمسيةتماماً.
ويُلحظ أنّ عدد الأيام من الهدنة الأولى إلى الهدنة الثانية هو 38 يوما، أي (19×2) .
ويُلحظ أيضاً أن مجموع أرقام تاريخ الهدنة الثانية 18/7/1948مهو أيضاً 38.
اعتمدنا ترجيح الأستاذ (محمد أبو شهبة) في كتابه في السيرة النبوية ، ثم قمنا بتحويل القمري إلى شمسي فكان (10/10) . وكانت المفاجأة أن هذا هو يوم (الكفارة) المنصوص عليه في الإصحاح (23) من سفر اللاويين.


الجوابالجواب :

وبارك الله فيك وأحسن إليك

مسألة الإعجاز العددي فيها تكلّف واضح ، وتعسّف بيِّن !


وهذا الذي ورد في السؤال أقرب إلى التّكهّنات ! لا إلى طريقة القرآن وحقائقه .

وتم إقحام الرقم ( 19 ) في أكثر من موضع بتكلّف شديد !
حتى أنه إذا لم ينفع الرقم (19) قُسم إلى قسمين ، وهو قولهم (19) عبارة عن ( 9 + 10 ) !

وأخشى ما أخشاه في هذا القول وإقحام هذا الرقم أن يكون من خرافات وتكهّنات المدعو ( رشاد خليفة ) فإنه يؤمن بالبهائية – ديانة وثنية – تُقدّس الرقم ( 19 ) !!

ثم إن التكلف واضح في هذا القول
ويبدو من خلال الاضطراب ، فَمرّة يُقال بالتاريخ الهجري القمري ، ومرّة بالتاريخ الهجري الشمسي ، وثالثة بمقتضى تاريخ النصارى ( الميلادي ) !

ومما يُوهن هذا القول أن التاريخ الميلادي مُختَلف فيه حتى عند أهله !
فالنصارى مُختَلِفون في تحديد ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام .
وقد توصّل أحد علماء الْفَلَك ، وهو الشيخ محمد كاظم حبيب ، الحائز على بـراءة اختراع التقويمالأبدي المقارن من الولايات المتحدة ، واشنطندي .سي – توصّل إلى أن " التقويم الميلادي خاطئ .. وأحد الأدلة ولادةالمسيح صيفاً ، واحتفال النصارى بهشتاء! " موقع (www.icsfp.com) وصحيفة الوطن 20 جمادى الآخرة 1425 هـ العدد (1407) .

فكل الأسس التي بَنَوا عليها هشّة خاطئة ! بل هو محض تخمين باطل من أصله !
والقول بأنه تكهّن خاطئ بُنيان تلك النتائج على رقم (19) ! دون غيره !!
ثم الجزم بتاريخ وفاة سليمان عليه الصلاة والسلام ، وتحديده بِدقّـة ، هذا يحتاج إلى يقين ، ولا يَقين ..كما اعتمدوا على كُتب أهل الكتاب ، وقد روى البخاري من حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويُفسِّرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تُصدِّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم ، وقولوا : ( آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية .
فظهر أن بناء القوم ، ودراستهم قائمة على التخمين والظنّ الكاذب !
والتواريخ الخاطئة .. والتكلّف والتعسّف ..
فالنتائج من باب أولى !

ثم إن هؤلاء الذين تكلّفوا في تحديد نهاية دولة اليهود لم يَصلوا إلى النتيجة إلا بتعسّف ، وبعمليات حسابية مُعقّدة .. وما هذه طريقة أهل العلم والإيمان في الاستنباط من القرآن .

فمرّة يضربون بالعدد (19) وإذا أعياهم الأمر ضربوا بالعدد (9) وثالثة بالعدد (10) !

ومما يُضعف هذا القول أن العلماء اختلفوا في عدّ آيات القرآن ، ويَكفي أن نعلم أن القدر المتّفق عليه بين علماء القراءات أن آيات القرآن ستة آلاف آية ، ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك .
ولا يعني أن هناك زيادة أو نقصاً ، وإنما يَختلفون في عدّ آية أو اعتبارها آيتين ، وهكذا .

قال الداني : أجمعوا على أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية ، ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك ، فمنهم من لم يزد ومنهم من قال : ومائتا آية وأربع آيات . وقيل : وأربع عشرة . وقيل : وتسع عشرة . وقيل : وخمس وعشرون . وقيل : وست وثلاثون . نَقَلَه السيوطي في الإتقان .


وفي مناهل العرفان ما نصّـه :
قال صاحب التبيان ما نصه :
وأما عدد آي القرآن فقد اتفق العادّون على أنه ستة آلاف ومائتا آية وكسر ، إلا أن هذا الكسر يختلف مبلغه باختلاف أعدادهم
ففي عدد المدني الأول سبع عشرة وبه قال نافع
وفي عدد المدني الأخير أربع عشرة عند شيبة وعشر عند أبي جعفر
وفي عدد المكي عشرون
وفي عدد الكوفي ست وثلاثون
وهو مروي عن حمزة الزيات
وفي عدد البصري خمس وهو مروي عن عاصم الجحدري
وفي رواية عنه أربع وبه قال أيوب بن المتوكل البصري وفي رواية عن البصريين أنهم قالوا تسع عشرة وروي ذلك عن قتادة
وفي عدد الشامي ست وعشرون وهو مروي عن يحيى بن الحارث الذماري . اهـ .

فأنت ترى التفاوت الواضح والاختلاف الكبير بين عـدّ العلماء لآيات القرآن الكريم .

ومن هنا فإن القول بأن أرقام الآيات مُعجِزة يلزم منه إثبات الاتفاق على أرقام الآيات أولاً ، وأننا مُتعبّدون بأرقام الآيات وعدّها !
وهذا لا يقول به عالِم !
ومن التكلّف الواضح إدخال آية في الاستفزاز ليس لها علاقة باليهود ، وإنما هي في أمر الشيطان ، وهي قوله تعالى : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)
فهذه عامة وليست في اليهود ، بل هي في حال الشيطان مع كل بني آدم .

فما علاقة هذه الآية بدولة اليهود من حيث قيامها وسقوطها ؟!

وما علاقة رقم الآية بالإعجاز ؟؟؟

ثم ما الفائدة المرجوّة من هذا ؟!

لو كان فيه فائدة لكُشِفت للنبي صلى الله عليه وسلم الذي حارب اليهود وأجلاهم .
فإن طريقة القرآن واضحة بيّنة ، ولذا لما أراد الله أن يُخبِر عن هزيمة الفُرس وغَلَبة الرّوم قال :
(غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ)
فَحُدِّد هنا في الآيات المدى الذي تكون فيه غَلَبة الروم ، وهو بضع سنين ، ما بين ثلاث إلى تسع سنين .

وهل زوال إسرائيل سيكون كذوبان الملح ؟!!

وهل الأمة مُهيّأة لخوض غمار مثل ذلك ؟

الجواب : لا

فالنصر لن يكون لأمة تُنادي بالعروبة ، ولا لأمة مُختلفة مُتناحرة ضعيفة ، وإنما يكون حينما تقوى الأمة ، وحينما تتّحد صفوفها ، وحينما يكون شعارها : الإسلام فحسب
عندها يُنادي الشجر والحجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال اليهود ، فقال : تقاتلكم اليهود ، فتُسَلّطون عليهم حتى يقول الحجر : يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله . رواه البخاري ومسلم .

أما تعليق الآمال على رؤى وأرقام وخيالات فهذا لا يَصنع النصر ، ولا يوقظ الأمـة !
وإنما يُدغدغ المشاعر ! وربما يُخدّر الأمـة !

والله المستعان .









ديار 15-06-09 04:51 AM

وانقل تعليق عن التكلف من منتدى المشكاة

مثل القيام بعمليات حسابية

التكلّف والتعسّف فهو واضح في الوصول إلى نتائج بعد عمليات حسابية مُعقّدة !

كما في مسألة حساب نسبة الماء إلى اليابسة ، فإنهم لم يتوصّلوا إلى ما توصّلوا إليه إلا بعد عمليات حسابية مُعقّدة .

وهذا من التكلّف ، وقد قال الله تبارك وتعالى لِنبيِّـه صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) .



فلا يَجوز مثل هذا التكلّف والتعسّف .

كما لا يجوز ربط مثل هذه الأعداد بما لا يُقابِلها ، كما رأينا في الفتنة مع السِّحر !



وقبل سنوات حدّثني أحد الزملاء عن الإعجاز العددي عند شخص اسمه ( رشاد خليفة )

فقلت له : إن الأعداد في القرآن غير مقصودة ، خاصة أرقام السور والآيات ..

ثم بعد فترة إذا بهذا الشخص الذي يقول بالإعجاز والذي توصّل إلى إعجاز عددي بزعمه يَزعم أنه ( رسول ) ! وتوصّل إلى ذلك بموجب القيمة الرقمية لاسمه !!

وتوصّل إلى أن القرآن فيه زيادة ونقص نتيجة القول بالإعجاز العددي ..

كما تبيّن أنه بهائي المعتقد ..

ولبّس على الناس بمثل هذا الكلام ليتوصّل إلى إيصال الرقم ( 19 ) الذي تُقدّسه البهائية الكافرة ، الذين يُؤلِّهون البهاء !



إلى غير ذلك مما هو موجود عند ذلك الشخص مما هو ضلال مُبين ، وكفر محض .



فليُحذر من هذا المزلق الخطير .

ولِنعلم أن القرآن بالدرجة الأولى كتاب هداية ودلالة وإرشاد للعباد .



كما أن حقائق العلم الحديث ليست قطعية الثبوت ، حتى تلك التي يُسمونها " حقائق عِلمية " .



يقول سيد قطب رحمه الله :

لا يجوز أن نعلق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه . . لا يجوز أن نعلق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن , بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره . إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أيا كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها .. فَمِن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نُعَلِّق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية . وهي كل ما يصل إليه العلم البشري . اهـ .



وهنا

http://www.almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=963



مزيد بيان وإيضاح حول هذه المسألة ، ومسألة زوال إسرائيل سنة 2022 والدليل من القرآن معجزة في سورة الإسراء ؟

ديار 15-06-09 04:52 AM

شيخ الأزهر يتبرء من بحث الشفرة القرآنية / و الرقم 19 الذي روج له البهائيين
--------------------------------------------------------------------------------

شيخ الأزهر وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية أكدوا عدم مسئوليتهم أو علمهم بالأمر*!‬
تساؤلات حول بحث* 'الشفرة القرآنية*'!!‬
زينب عبداللاه* ‬
مناقشات ومشادات ساخنة شهدتها جلسة مجمع البحوث الإسلامية الأخيرة وذلك بسبب موضوع* '‬الشفرة العددية للقرآن الكريم*' ‬الذي كان الدكتور إبراهيم مصطفي كامل رجل الأعمال المصري الشهير وصاحب المؤسسات المالية والاستثمارية في مصر والشرق الأوسط وسويسرا قد اعلن عنه في مؤتمر صحفي عقده من قبل معلنا* ‬أن زوجته هناء سيد أحمد الشهيرة بأم نور قد توصلت إليها،* ‬وذلك من خلال الشركة المساهمة التي أسساها معا تحت اسم* 'أ ل م*.. ‬الرسالة الأخيرة*' ‬وكان قد دعا إلي هذا المؤتمر للإعلان عن هذا الكشف الذي وصفه بأنه الأول من نوعه منذ نزول القرآن منذ أربعة عشر قرنا لأنه يكشف الاعجاز الرقمي والعددي للحروف والآيات والسور في القرآن الكريم من خلال استخدام تكنولوجيا الحاسب الآلي،* ‬وأنه يؤكد بالدليل المادي القاطع لغير المسلمين أنه نزل من عند الله ولا يمكن لإنس أو جان ان يكتب آية أو سورة منه بهذه الشفرة التي يمكن من خلالها كشف أي خطأ أو تحريف في أي حرف واستخدامها كأداة لاختبار صحة طباعة المصحف*.‬
وقد حضر المؤتمر الصحفي كل من الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق والدكتور عبدالله النجار والدكتور محمد الشحات الجندي وثلاثتهم اعضاء بمجمع البحوث الإسلامية وايضا يعملون كمستشارين دينيين للدكتور إبراهيم كامل وسبق أن دعموه عندما قدم مشروع بورصة الأوراق النقدية للحصول علي موافقة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية عليه،* ‬وكان له الدور الأكبر في الحصول علي هذه الموافقة رغم اعتراض عدد كبير من اعضاء المجمع علي هذا المشروع الذي سبق أن تناولته* »‬الأسبوع*« ‬في أعداد سابقة بالتفصيل*.. ‬وخلال المؤتمر تم تقديمهم علي أنهم اعضاء اللجنة الشرعية التي قامت بدراسة البحث خلال اكثر من عامين بالإضافة إلي لجنة الحاسب الآلي التي تعمل في البحث وتتكون من عدد من أساتذة البرمجيات*.‬
وقد شرحت* 'أم نور' -‬وهي حاصلة علي بكالوريوس محاسبة من احدي الجامعات الأمريكية*- ‬هذا الكشف وأكدت أنها توصلت إليه بعد احد عشر عاما من البحث الذي استطاعت من خلاله التوصل إلي الشفرات الربانية الحاكمة لنص القرآن من خلال يقين رياضي عددي يؤكد أن القرآن نزل من عند الله وبدليل من آياته في سورة المدثر*: '‬عليها تسعة عشرة' ‬وآية*: 'والشفع والوتر*' ‬من سورة* 'الفجر*' ‬و'سورة الفاتحة' ‬وبقية الدلالات الرقمية والعددية في القرآن وأنها استطاعت أن تتوصل إلي الآيات المحكمات اللاتي هن أم الكتاب والتي هي الاساس الأوحد لتأويله،* ‬والآيات المتشابهات وهو ما عجز الباحثون عن الوصول إليه عبر *٤١ ‬قرنا مؤكدة أنه بذلك يمكن حسم الخلافات الفقهية والفتاوي بين العلماء وأنها أيضا توصلت إلي دلالات الحروف النورانية المتقطعة التي تبدأ بها بعض السور والتي تكون عبارة* (‬نص حكيم قاطع له سر*) ‬وأن هذه الشفرة العددية يمكن من خلالها أن يستيقن* ‬غير المسلمين من أن هذا القرآن نزل من عند الله لأنهم يقتنعون باليقين الرقمي والعلمي أكثر من اليقين الغيبي وأن في هذا فتحا* ‬للإسلام يمكن من خلاله أن يزداد عدد من يدخلون فيه مؤكدة أنه تم الاعتماد علي المصحف المكتوب بالخط العثماني الذي نزل به الوحي*.‬
وبدأت في شرح العمليات الحسابية والرقمية ودلالاتها وتفسيرها علي عدد من العبادات والأوامر الإلهية*.. ‬وعندما سألناها عن إمكانية الوصول إلي هذه التفسيرات علي الرغم من أن دراستها ليست فقهية أو دينية أجابت أن هذا اليقين العددي والرقمي لا يستلزم أن يكون مكتشفه دارسا للفقه*!‬
وبالطبع فقد اشاد اعضاء اللجنة الشرعية وعلي رأسهم الدكتور نصر فريد واصل بهذا الاكتشاف خلال المؤتمر وسجلوا ذلك مع عدد من المحطات الفضائية وعددوا مزاياه حتي ان الدكتور نصر فريد واصل أكد أنه يمكن من خلاله حسم القضايا الفقهية الخلافية وأنه* ‬تم التيقن عن طريق هذا البحث ونتائجه من أن عبارة* '‬بسم الله الرحمن الرحيم' ‬هي آية من سورة الفاتحة وليست مجرد افتتاحية كباقي السور وأن هذا الكشف يحمي القرآن من التحريف والتبديل وشدد علي ضرورة أن يقوم رجال الإعلام والصحافة بنشر هذا الكشف وتبليغ* ‬الناس به*.‬
وفي كلمته اشاد الدكتور عبدالله النجار بالدكتور ابراهيم كامل وحرمه ووصفهما بأنهما من الجنود المسخرين لحفظ القرآن وهو ايضا ما أكده الدكتور محمد الشحات الجندي*.‬
وحرص جميع المتحدثين في المؤتمر علي التأكيد أن الاكتشاف تمت دراسته والموافقة عليه من قبل مجمع البحوث الإسلامية ووزع علي الحاضرين ملف يحوي الأوراق الخاصة بالمؤتمر ومن ضمنها سير ذاتية للدكتور ابراهيم كامل وزوجته واعضاء اللجنة الشرعية الثلاثة للمشروع وكذلك اعضاء لجنة الحاسب الآلي التي شاركت فيه*.. ‬وكان من اللافت للنظر أن يكون ضمن هذه الأوراق سيرة ذاتية مفصلة للشيخ ابراهيم عطا الفيومي امين عام مجمع البحوث الإسلامية والشيخ احمد عيسي المعصراوي رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف بالمجمع كما تضمنت السيرة الذاتية للدكتور ابراهيم كامل كل الأنشطة المالية والاستثمارية التي قام ويقوم بها وخاصة في مجال المعاملات الإسلامية وحرص علي التأكيد أنه أول من حصل علي أول فتوي إسلامية صادرة من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر والتي تسمح ولأول مرة بالتجارة في العملات الورقية وأكد خلالها أنه يحاول دراسة اعادة تنظيم كل المؤسسات المالية الإسلامية بتنظيم العمليات المالية من خلال* 'فتاوي حاكمة*' ‬ولذلك قام بعد أحد عشر عاما من البحث عن الشفرات القرآنية بتأسيس شركة* '‬أ ل م*.. ‬الرسالة الأخيرة*' ‬بهدف نشر وتسويق هذه الشفرة*!!‬
الأغرب من هذا أن الورقة التي تم توزيعها ضمن الملف علي انها موافقة مجمع البحوث الإسلامية كانت عبارة عن افادة من مكتب الأمين العام للمجمع الشيخ ابراهيم عطا الفيومي تشير إلي أنه تم عرض النص القرآني الذي تمت عليه أبحاث البرنامج علي لجنة مراجعة المصحف الشريف للتأكد من صحة النص القرآني الذي تم تقديمه في ثلاث نسخ واستعرضت هذه الافادة رأي لجنة البرمجيات والحاسب الآلي المشاركة في البحث والمكونة من الاعضاء الثلاثة د*. ‬مير حمزة ود*. ‬محمد انور عسل والمهندسة وفاء شوقي وهي لجنة مكلفة من الدكتور ابراهيم كامل وتعمل معه والتي أقرت بصلاحية وصحة العمليات الحسابية وكذلك أن اللجنة الشرعية المكونة من الدكتور نصر فريد واصل والدكتور عبدالله النجار والدكتور محمد الشحات الجندي والتي اكدت أن البحث يقدم اضافة صحيحة وافادة للمعنيين والمهتمين بالدراسات القرآنية والحريصين علي حفظ كتاب الله من التحريف والتبديل بل انه يعد علامة علي الطريق في هذا المضمار*!!‬
وجاء في نهاية الخطاب عبارة* 'إن الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية إذ تعطيكم هذه الافادة فإنما تعطيكم اياها بناء علي تقرير اللجنة الفقهية ولجنة المصحف والحاسب الآلي*'.‬
والغريب أيضا ان اعضاء اللجنة الشرعية الثلاثة قد شاركوا في البحث بصفاتهم الشخصية وبتكليف من الدكتور ابراهيم كامل وليس من مجمع البحوث الإسلامية الذي لم يعرض عليه البحث ولم يناقشه ليتبادر إلي الذهن سؤال مهم هو*: ‬كيف يحصل رجل الأعمال الشهير علي هذه الافادة من الأمانة العامة للمجمع دون أن يعرض البحث علي علمائه والاكتفاء برأي وتقرير الاعضاء الثلاثة المشاركين في البحث بصفاتهم الشخصية والذين يعملون كمستشارين دينيين لصاحب المشروع؟*!‬
ونحن إذ نطرح هذه الاسئلة لا نشكك في نوايا أو اهداف أي طرف التي لا يعلمها إلا الله ولكن المعايير الموضوعية تؤكد أن رأيهم لا يعبر عن رأي المجمع ولا يمكن اعتباره موافقة علي البحث من الأزهر كما تمت الاشارة في المؤتمر،* ‬خاصة مع كونهم يعملون مع رجل الأعمال*!!‬
وفور انتهاء المؤتمرتحدثنا مع الدكتور عبد الفتاح الشيخ رئيس جامعة الازهر الأسبق بمقر لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الاسلامية والذي* ‬أكد لنا أن هذا الموضوع لم* ‬يتم عرضه علي* ‬مجمع البحوث الاسلامية وأن اعضاء المجمع لا علم لهم به مؤكدا أنه سوف* ‬يثير هذا الأمر في* ‬الجلسة العامة بالمجمع وهو ما حدث بالفعل في* ‬الجلسة الأخيرة حيث تقدم د.الشيخ بطلب لمناقشة هذا الموضوع ورفضه كل الأعضاء مؤكدين انه* ‬يسئ إلي* ‬الاسلام ويشوه صورته حيث شهدت الجلسة مشاحنات عاصفة أكد خلالها شيخ الأزهر انه لا يعلم شيئا عن البحث وأشار عدد من اعضاء المجمع البارزين إلي أنه سبق عرض هذا البحث علي جامعة مكة المكرمة وبعد دراسته قررت عدم الموافقة عليه لأن تطبيقه سيؤدي إلي حذف بعض الآيات القرآنية من سورتين وكذلك حذف بعض الحروف لتطابق الشفرة الرقمية التي توصل إليها البحث مع آيات القرآن وأن في هذا مساسا* ‬بإعجاز القرآن الكريم*.‬
وقد أكد شيخ الأزهر أنه لا علاقة لمجمع البحوث الإسلامية بهذا البحث وأنه لا يعرف عنه شيئا في حين أشار الدكتور عبدالله النجار إلي أن اعضاء مجمع البحوث الإسلامية يخشون كل ما هو جديد*!!‬
وبعد ما أثير عن أن صاحبة المشروع* '‬أم نور' ‬اشارت إلي* ‬أن آيات الحجاب وأهل الكتاب من الآيات المتشابهات في* ‬القرآن وأن العمل بها كان وقتيا ولا* ‬يجوز التشريع بها لأنها ليست من الآيات المحكمات* - ‬طبقا للشفرة التي* ‬توصلت إليها* - ‬فضلا عن آرائها في* ‬تفسير آيات الجهاد وما نسب إلي* ‬مسئولي البرنامج من انكارهم عذاب القبر وشفاعة الرسول وفرضية الحجاب وهو ما تبرأ فيه مؤخرا الدكتور نصر فريد واصل مؤكدا ان اللجنة الشرعية المشرفة علي* ‬برنامج الشفرة القرآنية لا علاقة لها مطلقا بذلك وأنها اجازت البرنامج بهدف ضمان حماية المصحف من التعرض للتحريف وأنه لم* ‬يطلع مطلقا علي* ‬رفض أصحاب الشركة التي* ‬نفذت البرنامج لعذاب القبر وشفاعة الرسول وفرضية الحجاب وأن في* ‬هذا تزييف وتحريف لا* ‬يمكن قبوله شرعا وهو ما أكده ايضا الدكتور عبد الله النجار مؤكدا أن في* ‬هذا انكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة*.‬
وذلك علي* ‬عكس ما قيل في* ‬المؤتمر الصحفي* ‬وما أعلنه الدكتور نصر فريد واصل والدكتور عبد الله النجار والدكتور محمد الشحات الجندي أعضاء اللجنة الشرعية للبحث من أنهم درسوا البحث دراسة واسعة واستطاعوا من خلاله ان* ‬يصلوا الي* ‬الآيات المحكمات التي* ‬يمكن التشريع والافتاء بها دون ان* ‬يحدث خلاف بين الفقهاء*..‬
واذا كانت اللجنة قد عكفت علي* ‬دراسة البحث لمدة عامين كما أعلن في* ‬المؤتمر فكيف تطلع علي هذه النتائج؟*!‬
يبقي العديد من الاسئلة التي تحتاج لإجابات واضحة*: ‬كيف حصل رجل الاعمال علي هذه الافادة دون علم شيخ الأزهر أو اعضاء مجمع البحوث الإسلامية ودون عرض البحث عليهم ومدي خطورة هذا ودلالاته؟
ولماذا لم يحرص صاحب المشروع علي عرضه في جلسات المجمع كما حرص علي عرض مشروع بورصة الأوراق النقدية؟ وهل كانت المعارضة الشديدة التي واجهها مشروع البورصة من جانب عدد كبير من اعضاء المجمع سببا* ‬في أن يتجاهل عرض بحث الشفرة القرآنية عليهم والاكتفاء بإفادة امين عام المجمع التي يدور حولها العديد من التساؤلات؟
وفي* ‬النهاية فإننا نربأ بعلمائنا الأجلاء أن يضعوا أنفسهم في هذه المواضع ونضم صوتنا إلي صوت أحد اعضاء المجمع البارزين الذي اعلن خلال الجلسة مناشدته كبار علماء الأزهر من اعضاء المجمع ان يبتعدوا عن رجال المال حتي لا يصيبهم الرذاذ*!!‬
فهل يعقل أن يجمع عالم الأزهر بين كونه عضوا بمجمع البحوث الإسلامية وبين عمله كمستشار ديني لرجل أعمال يحتاج بين الحين والآخر إلي موافقة المجمع علي بعض اعماله؟*!‬
وإننا علي يقين من أنه أيا* ‬كانت الدوافع فإنه عندما يقترب رجل المال والأعمال من رجل الدين سيكون الأول هو الرابح والمستفيد دائما*!!‬

http://www.elosboa.com/elosboa/issue...ahlelzekr1.asp

M.Noman 15-06-09 05:23 AM

صدقت اخي الغالي,,,شرحت ووفيت وجزاك الله الخير
حاولت ان ابين ذلك لاخونا مسلم شافعي,,ارجو الله ان يبين الحق لة,,,وقلت لايغرنك ما يقدمة هؤلاء فلا خير فية وما هذا الا لاثبات معتقدات الكفر البهائية. ارجو ان يقرأ الاخوة ما نقلتة ويبرؤوا الى الله من هذة البدعة البهائية

ديار 15-06-09 05:33 AM

M.Noman


جزاك الله خيرا

M.Noman 15-06-09 12:44 PM

يرفع رفع الله قدر صاحبة

ديار 18-06-09 08:13 AM

موضوع منقول من موقع ملتقى البيان لتفسير القرآن

أ.د. أحمد شكري
مشرف ملتقى البحوث والدراسات القرآنية

جواب سؤال الأخت روضة عن الإعجاز العددي

رأيت أن أقسم الجواب على حلقات لئلا يطول الموضوع على الأعزاء زوار وأهل الملتقى فقد اختصرت البحث إلى عدة صفحات وجعلته في أربع حلقات سأثبتها بالتتابع إن شاء الله تعالى وهذا أولها وهو التمهيد للموضوع مع الشكر للأخت روضة على طرح السؤال

نشأة البحث في الأعداد والأرقام في القرآن الكريم
يرى بعض الباحثين أن فكرة الإعجاز العددي بدأت منذ عهد الرسالة حين نزلت الحروف المقطعة في فواتح بعض السور، وبدأ اليهود يحسبون الأرقام المقابلة لهذه الحروف بناء على حساب الجُمَّل[1] على أنها تبيين لعمر دين الإسلام[2].
وأرى أن الربط بين هذه الرواية ونحوها وبين الإعجاز العددي لا يخلو من تكلف ظاهر، سواء حصل هذا الربط من دعاة إثبات فكرة الإعجاز العددي أم من دعاة نفيها، فالفريق الأول يسعى من خلال الاستشهاد بها إلى تثبيت مبدأ استخدام حساب الجمل وتوظيفه للوصول إلى معنى ما، وإن كان مستخدموه في هذا المثال قد أساءوا في محاولة توظيفه لقصد خبيث وهدف سيء، وهو محاولة كشف عمر أمة الإسلام، ظنا منهم أن الحروف المقطعة في أوائل بعض السور إشارات لهذا الأمر.
والفريق الثاني يسعى من خلال الاستشهاد بها إلى الطعن في مثبتي فكرة الإعجاز العددي بأنهم يسيرون على نهج اليهود في هذا الأمر، ويستخدمون الطريقة المتعارف عليها بينهم وهي حساب الجمّل، ويوظفون الرواية – مع علمهم بضعفها – لتكون دليلا قويا لهم يردون بها على دعاة الإعجاز العددي، وأنه لا يؤدي إلى نتيجة كما حصل مع هؤلاء اليهود الذين صرحوا بأن أمر محمد r ألبس عليهم بهذا الحساب ولم يتوصلوا معه إلى أية نتيجة.
وبعيدا عن أي انحياز أو تحامل، فإني أرى عدم إقحام هذه الروايات للاستشهاد بها لصالح أحد الفريقين أو ضده، فما يذكره الباحثون في الإعجاز العددي والأفكار التي يطرحونها ويحاولون إثباتها ليست مندرجة كلها في ما ورد في الروايات، وقصارى ما يؤخذ من هذه الروايات أن الناس في ذلك الوقت كانوا يستخدمون حساب الجُمّل، ولم يكن استخدامه مقتصرا على اليهود وحدهم، ولكن استخدمه في أزمنة متعددة المؤرخون والشعراء والأدباء والعلماء، استخداما محمودا، ويتفاوت الهدف من استعمال هذا الحساب بين كون هذه الأرقام مفاتيح أسرار الحروف يتوصل من خلالها إلى كشف أمور غيبية وأسرار خفية[3]، ولذا يستخدمه السحرة والمنجمون والمشعوذون ومن أشبههم، وهذا استخدام لا شك في حرمته وعدم جوازه، وبين استخدامه في مقاصد حسنة نبيلة، منها: التأريخ لحدث ما بحروف أو عبارات، وبيان عدد أبيات نظم أو عدد آي سورة وما أشبه ذلك[4]، والهدف منه سهولة حفظ الحروف بدلا من الأرقام، لأن الأرقام إذا كثرت تشابهت وصعب حفظها.
ويحاول بعض دعاة الإعجاز العددي توثيق رأيهم وتأكيد قِدَم البحث فيه بروايات عن السابقين فيها ذكر للأرقام واستعانة بها على التفسير، ومن ذلك ما روي عن ابن عباس في تحديد ليلة القدر بقوله: "(ليلة القدر) تسع أحرف، ومذكورة في السورة ثلاث مرات فتكون ليلة سبع وعشرين"[5]، وما روي أيضا في تحديد ليلة القدر وأنها ليلة سبع وعشرين من كون عدد كلمات سورة القدر ثلاثين، واسم الإشارة (هي) اللفظ السابع والعشرون بينها[6]، وما روي عن ابن مسعود أنه قال: "من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) فيجعل الله له بكل حرف منها جُنّة من كل واحد"[7] وبما ذكره عدد من العلماء من ظواهر لها صلة بالأرقام، منها ما ذكره الباقلاني ومن تابعه[8] عن ظاهرة تتعلق بالأعداد التي في حروف فواتح السور، وهي ظاهرة استخدام نصف حروف اللغة العربية في الفواتح، ونصف حروف كل صفة من الصفات.
كما يحاولون الاستدلال بنقول ونصوص عديدة عن العلماء السابقين في إحصائهم عدد كلمات القرآن الكريم وحروفه[9]، المهمل منها والمعجم، وتقسيمه إلى نصفين وأثلاث وأرباع وأخماس وأسداس وأسباع وأثمان وأتساع وأعشار وأحد عشر واثني عشر وثلاثين وأربعين وستين ومئة وثلاث مئة وستين جزءا[10]، وببعض الحوادث التي فيها تحديد أحداث ومواعيدها من خلال معادلة رقمية مستنبطة من الآيات، منها حادثة استنباط المفسر ابن برجان أن القدس ستفتح في رجب سنة 579، وكان قد كتب تفسيره في سنة 520، وقال إنه استخرج هذه المعلومة من تأمله في فواتح سورة الروم، واعتمد على كلام هذا المفسر قاضي دمشق محي الدين زكي فقال مخاطبا صلاح الدين بعد فتحه حلب:

وفتحكم حلبا بالسيف في صفر مبشر بفتوح القدس في رجب[11]
إلا أن هذا كله لا ينهض لهم دليلا على ما سعوا إليه من التأصيل لفكرتهم، فقد كان استخدام الأرقام قديما لغايات الإحصاء أو الإشارة إلى اللطائف والتناسق بينها، ولم يتطرق أي من السابقين إلى تسميته الإعجاز العددي أو الرقمي ولذا فإني أؤكد أن فكرة القول بالإعجاز العددي حديثة غير قديمة.
ومن أوائل من أشار في العصر الحديث إلى وجود تناسق بين الأرقام والأعداد، وإلى لطائف تتعلق بعدد مرات ورود ألفاظ معينة وما يحمله ذلك من دلالات الإمام الكبير بديع الزمان سعيد النورسي (ت 1960م)، وهو أحد أئمة الإصلاح والدعاة إلى الخير في العصر الحديث، فقد حوت رسائله بعض الإحصاءات المتعلقة بهذا الأمر، وجعل الحديث عنه تابعا لحديثه عن التناسق اللفظي الذي كان يرى فيه نقشا إعجازياً، وأنه أحد الوجوه الأربعين للإعجاز[12].
وفي تلك الفترة بدأ عبد الرزاق نوفل (ت 1984م) بالبحث في الأرقام والأعداد في القرآن، حيث ضمّن كتابه: "الإسلام دين ودنيا" الذي صدر عام 1959 الإحصائية التي أجراها، وتبين له فيها تساوي عدد مرات ورود لفظي الدنيا والآخرة في القرآن، حيث ورد كل منهما 115 مرة، وأتبعها في عام 1968 في كتابه: عالم الجن والملائكة بإحصاء عدد مرات ورود لفظ الملائكة والشيطان، وأنهما متساويان تماما، حيث ورد كل منهما 68 مرة، ثم أصدر في عام 1975 كتابه "الإعجاز العددي للقرآن الكريم"[13]، وفيه إحصائيات عديدة حول تساوي عدد مرات ورود ألفاظ متقابلة أو متضادة.
ثم أعلن الدكتور محمد رشاد خليفة سنة 1972م، اكتشاف ما أسماه: معجزة القرن العشرين، وهي معجزة الأرقام في القرآن الكريم، وذلك في مقال نشره في مجلة "آخر ساعة" المصرية[14] تحت عنوان: "في أمريكا بالعقول الإلكترونية يفسرون القرآن الكريم"، وأصدر كتيّبا أسماه: "عليها تسعة عشر"، وكتابا أسماه: "دلالات جديدة في القرآن"، وألقى محاضرات عديدة ضمنها فكرة الإعجاز العددي المرتبط بالرقم 19، في عدد من الدول منها الكويت[15]، وأعجب بما طرحه كثير من الناس، ثم تبين لهم أنه بهائي وأنه يقدس الرقم 19 بسبب بهائيته، ثم ادعى أنه رسول الله، وكانت خاتمته القتل في منزله بأمريكا في حدود سنة 1990[16].
ثم كثرت المؤلفات والمقالات والمحاضرات في الإعجاز العددي، وخاض في هذا المجال كثيرون، وتبين لي من خلال الاطلاع على مؤلفاتهم إمكان تصنيفهم إلى صنفين: الأول: المتخصصون في الشريعة وهم قلة، الثاني: المتخصصون في العلوم الأخرى، وهم الأكثر، وتتفاوت تخصصاتهم ما بين الهندسة والرياضيات والطب والكيمياء الصناعية والقانون وغيرها من التخصصات، وأكثر الذين وقعوا في أخطاء من هذا الصنف، كما أن بين الباحثين في الإعجاز العددي – حسب علمي بحال بعضهم - من هو راغب في الخير وخدمة كتاب الله تعالى، ومن هو مستور الحال غير معلوم التوجه والقصد، ومن هو سيء النية خبيث القصد، مثل محمد رشاد خليفة.
ولعل من المناسب في هذا المقام التنبيه إلى أنه ليس لأي أحد أن يخوض في علوم القرآن الكريم وإعجازه وتفسيره، دون أن يكون ملما بالعلوم التي نص أهل العلم على وجوب تحصيلها قبل ذلك، وعالما بالشروط التي اشترطوها فيه، لئلا يقع في الخطأ والخلل[17]، وسأعرض لعدد من هذه الشروط في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى

[1] بضم الجيم وفتح الميم مشددة، وحساب الجُمّل: احتساب قيمة عددية لكل حرف من حروف الهجاء الثمانية والعشرين بمراعاة ترتيبها وفق نظام: أبجد هوز...، ويكون لكل حرف منها رقم يقابله واستخدام حساب الجُمّل قديم يرجعه بعض الباحثين إلى عهد السريان، وأن العرب استحسنته ونقلته عنهم واستعملته ( ينظر: ابن منظور، محمد بن مكرم (711هـ)، لسان العرب، مادة جمل، ومحمود أحمد مروح، زينة الأداء شرح حلية القراء في أحكام التلاوة والتجويد، ص 149).
[2] منها ما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره، ج1، ص93، وأبو عمرو الداني في البيان في عد آي القرآن، ص330، وهي روايات متكلم في سندها ، ينظر ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج1، ص40.
[3]رضوان سعيد فقيه، الكشوف في الإعجاز القرآني وعلم الحروف، 41
[4] من أمثلة استخدامه في التأريخ ما قيل في التأريخ لوفاة ابن كمال باشا بعبارة: " مات العلم بالكمال" التي تساوي تاريخ وفاته وهو سنة 940هـ، واختيار اسم تفسير محمد بن عمر نووي جاوي الموافق لسنة الفراغ منه وهو 1304هـ، ومن أمثلة استخدامه في بيان عدد أبيات النظم ما فعله ابن الجزري في كل من المقدمة والدرة، ومن أمثلة استخدامه في تبيين عدد آي السور ما فعله الشاطبي في منظومته ناظمة الزهر (ينظر: جميل مصطفى العظم، عقود الجوهر في تراجم من لهم خمسون تصنيفا فمئة فأكثر، ص 218، والجاوي، محمد بن عمر النووي، مراح لبيد بكشف معنى قرآن مجيد، ج1، ص 2، والمخللاتي رضوان بن محمد (1311هـ)، القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز، ص 157 و158 و181، وبسام جرار، إرهاصات الإعجاز العددي في القرآن الكريم، ص 52). فاستخدام حساب الجُمّل ليس مقصورا على السحرة ولا على اليهود ولا على المقاصد السلبية كما ذهب إليه بعض من ردّ على دعاة الإعجاز العددي.
[5] الفخر الرازي، محمد بن عمر (606هـ) التفسير الكبير، ج32، ص30.
[6] القرطبي، محمد بن أحمد (671هـ) الجامع لأحكام القرآن، ج1، ص92.
[7] أورده ابن عطية، عبد الحق بن غالب (541هـ)، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج1، ص61، والقرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج1، ص92، وابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج1، ص73، وبحثت عنه في كتب الحديث وآثار الصحابة فلم أجد من ذكره، ولم يُخرّجه أحد من محققي هذه التفاسير، واستشهد ابن عطية له بحديث رفاعة الزرقي قال: "كنا يوما نصلي وراء النبي r فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال: أنا، قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول"، رواه البخاري في الجامع الصحيح، كتاب الأذان، باب رقم 126، رقم الحديث 766 (ج1، ص275) وعلق بقوله: " فعدد الملائكة في الحديث موافق لعدد حروف العبارة وهي 34 حرفا، وهذا من ملح التفسير وليس من متين العلم" (ابن عطية، المحرر الوجيز، ج1، ص61).
[8] الباقلاني، محمد بن الطيب (403هـ) إعجاز القرآن، ص 44-46، والزمخشري، محمود بن عمر (538هـ) الكشاف، ج1، ص17.
[9] انظر: صدقي البيك، معجزة القرآن العددية، ص20-22.
[10]ينظر في هذه التقسيمات والإحصاءات: ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي (597هـ)، فنون الأفنان في عيون علوم القرآن، ص245، والسخاوي، علي بن محمد (643هـ)، جمال القراء وكمال الإقراء، ج1، ص388.
[11]بسام نهاد جرار، مقال: الإعجاز العددي بين الحاضر والماضي، منشور في موقعه على الانترنت وهو: www.islamnoon.com
[12]بديع الزمان سعيد النورسي (1960م)، المكتوبات، ترجمة: إحسان قاسم الصالحي، ص 523.
[13] عبد الرزاق نوفل، معجزة الأرقام والترقيم في القرآن الكريم، ص10.
[14]العدد رقم 2149 الصادر بتاريخ 31/12/1972، وينظر صدقي البيك، معجزة القرآن العددية، ص 23 و48.
[15] كان ذلك في سنة 1976، د. محمد حسن هيتو، المعجزة القرآنية، ص304.
[16]ينظر في التعريف به: حسين ناجي محمد محيي الدين، تسعة عشر ملكاً، ص173، ود. صلاح عبد الفتاح الخالدي، البيان في إعجاز القرآن، ص368 – 373، ود. محمد حسن هيتو، المعجزة القرآنية، ص304، وبسام نهاد جرار، إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم مقدمات تنتظر النتائج، ص21 و156 – 172
[17] ممن نص على هذه الضوابط أ.د. أحمد حسن فرحات في بحثه المقدم إلى ندوة الإعجاز العددي والمطبوع ضمن بحوثها، ص71-76، وأ. د. زغلول راغب النجار، قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بين المؤيد والمعارض، ص71-76، وأ.د. محمد المجالي، الوجيز في علوم الكتاب العزيز، ص209-216.

ديار 18-06-09 08:15 AM

الحلقة الثانية

عدم مراعاة كثير ممن كتب في الإعجاز العددي علوم
القراءات ورسم المصحف وعدّ الآي
في هذه الحلقة ذكر لأمر مهم أغفله معظم المؤلفين في ما يسمى الإعجاز العددي وهو: عدم مراعاتهم الاختلاف في أوجه القراءة ورسم المصحف وعد الآي، تعد هذه النقطة من أهم ما يؤخذ على الباحثين والكاتبين في الإعجاز العددي، حيث أهمل كثير منهم هذا الأمر تماما، ولم يراعوا في حساباتهم الكثيرة ما يبنى على اختلاف أوجه القراءة والرسم وعد الآي من اختلاف في عدد الحروف، وفي الواقع فإن الاختلاف الحاصل في هذه العلوم الثلاثة والمثبت في الكتب المتخصصة ينقض كلاما كثيرا للباحثين في الإعجاز العددي، ويجعل النتائج التي توصلوا إليها غير دقيقة أو غير صحيحة، وليت الأمر وقف عند حدّ عدم الاطلاع على هذه العلوم، فقد تعداه بعضهم إلى الإفتاء بغير علم، والاجتهاد بلا برهان ولا دليل.
وسأذكر فيما يلي أمثلة تبين أن عدم مراعاة هذه العلوم الثلاثة يقلب نتائج الأعداد ويغير المعادلات والمبادئ المعتمد عليها، وبالتالي تصبح النتائج المذهلة والباهرة التي توصلوا إليها بحاجة إلى مراجعة، وإعادة نظر.
أمثلة تتعلق باختلاف القراءات:
من أوجه اختلاف القراءات تبديل حرف مكان آخر، مما يستدعي اختلاف مجموع عدد مرات ورود الحرف في السورة، حال ضبط اللفظ حسب إحدى القراءتين، ففي قوله تعالى: (والله يقبض ويبصط) [البقرة:245] يقرأ بالسين وبالصاد، وقرأه بعض القراء بالوجهين، فهل نعده سينا أو صادا أو كليهما؟ وقرئ قوله تعالى: (ننشزها) [البقرة:259] بالراء وبالزاي، وقوله تعالى: (لنبوئنهم) [العنكبوت:58] قرئ بالثاء بدل الباء، وبالياء بدل الهمزة[1].
ولم ينتبه معظم من كتب في الإعجاز العددي لأثر اختلاف القراءات، وظن بعضهم أنه لا تأثير لها في عدد الكلمات فقال: " إن نتيجة الاختلاف بين قراءات القرآن هي أن بعض الآيات في إحدى القراءتين أقصر أو أطول مما هي عليه في القراءة الأخرى بينما يبقى عدد الكلمات هو نفسه بين القراءتين"[2]، وهو هنا يقصد المقارنة بين روايتي حفص وورش، وفاتَه أن عدد الكلمات اختلف بينهما في قوله تعالى: (فإن الله هو الغني الحميد) [ الحديد: 24] حيث قرأ نافع بروايتي قالون وورش عنه – ووافقه أبو جعفر وابن عامر -: (فإن الله الغني الحميد)، وقرأ باقي القراء بإثبات (هو)[3]، وهذا الاختلاف يؤدي إلى نقص كلمة أو زيادتها ويؤثر على عدد كلمات السورة.
ومن الأمثلة التي وردت في كتاب المعجزة[4] على تساوي ركنين متناظرين تماما: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم)، (ولكن رسول الله وخاتم النبيين) [الأحزاب:40] كل منهما مكونة من 23 حرفا، ولكن على قراءة لفظ (النبيئين) بالهمز[5] سيختل التناظر لأن الجملة الثانية ستصبح 24 حرفا، حيث إن هذا الكاتب يعد الهمزة التي لا صورة لها، مثل (شركاءي) [فصلت:62] فعدد حروفها عنده 6 أحرف، و(رءا) [الكهف:53] عدها ثلاثة أحرف[6].
وحين أحصى أحدهم حروف سورة نوح كان عدد التاءات فيها 34[7]، وهذا العدد حسب رواية حفص ومن وافقه حيث يقرؤون: (خطيئاتهم) [نوح:25] بالتاء، ولكن حسب قراءة أبي عمرو: (خطاياهم)[8] تنقص التاءات عنده واحدة لتصبح 33، وبذلك يختلف عدد حروف السورة.
أمثلة تتعلق باختلاف رسم المصحف:
من المعلوم عند العلماء المتخصصين في رسم المصحف وجود مذاهب متعددة في رسم بعض الكلمات، ويرجع ذلك في معظمه إلى اختلاف أوجه القراءة، ومن أمثلته اختلاف عدد الحروف والرسم في لفظ (أنجيتنا) [الأنعام:63] فعدد الحروف سبعة على هذه القراءة، وفي قراءة (أنجانا)[9] ينقص عدد الحروف واحدا لتكون ستة، فهذا اللفظ مختلف في قراءته وفي كيفية رسمه بين المصاحف[10]، وكذلك الحال في كثير من أوجه القراءة المتعلقة بالزيادة والنقصان ومواضعها كثيرة ومتفرقة في المصحف، ويؤدي الاختلاف في رسم بعض الألفاظ إلى تغير عدد الحروف، مثل خلاف علماء الرسم في لفظ (صراط) حيث يرسم بالألف وبدونها[11]، ولفظ: (وسقياها) [الشمس:13] يرسم بلا ياء ولا ألف في مصاحفنا، حسب الراجح عند أبي داود، وبإثبات الألف أو بياء عند المغاربة[12]، وهذا الاختلاف في رسم هذه الكلمات سيؤدي إلى الاختلاف في عدد حروفها حسب الرسم.
ومن الأمثلة التي يمكن أن تؤثر في عدد الحروف: الألفاظ المهموزة، حيث إن علماء الرسم لم يكونوا يثبتون الهمزة في الرسم[13]، استغناء عنه برسم صورة لها من ألف أو واو أو ياء، أو للعلم بوجود الهمزة في الكلمة من كثرة استعمال اللفظ، وأكثر العادّين للحروف لم ينتبهوا لهذه المسألة مطلقا ويعدون الهمزة غير المرسومة كما يعدون المرسومة[14]، وهذا مخالف لمبدأ العد وفق الرسم العثماني، ومن الأمثلة عليه أنهم يعدون: (رِءيا) [مريم:74] و(للرُّءيا) [يوسف:43] و(قروء) [البقرة:228] أربعة أحرف، وهي حسب الرسم العثماني ثلاثة أحرف، ويعدون: (سوء) [الأعراف:167] و(ملء) [آل عمران:91] و(الخبء) [النمل:25] ثلاثة أحرف وهي حسب الرسم حرفان لأن الهمزة لا صورة لها في هذه الألفاظ.
ومن الأمثلة على عدم مراعاة اختلاف الرسم من العادين، ما جاء في كتاب: "إرهاصات الإعجاز العددي" أن مجموع جُمَّل حروف: (المسجد الأقصا) ثلاث مئة وواحد وستون، ولفظ: (بنوا إسرائيل) الذي يرسم في المصحف بحذف الألف مجموع جمله كذلك ثلاث مئة وواحد وستون، وهو حاصل ضرب 19×19، وأن لهذا التساوي أكثر من دلالة. . .[15]، ويلاحظ أن الباحث اختار (بنوا إسرائيل) بالواو ولم يختر (بني إسرائيل) بالياء لأن الحساب سيختلف معه[16]، مع أن ورود (بني إسرائيل) في القرآن أكثر بكثير من (بنوا إسرائيل) الذي لم يرد إلا في موضع واحد [يونس:90]، كما أن في رسم لفظ (إسرائيل) وجها آخر وهو كتابته بإثبات الألف على مذهب أبي عمرو الداني، وهو المعتمد في مصاحف المغاربة[17]، والهمزة التي قبل الياء لا صورة لها فتكتب حسب قواعد الضبط على السطر، ولا ينبغي أن تعد لعدم رسمها.
أمثلة تتعلق باختلاف عد الآي
ورد في كتاب: "أسرار ترتيب القرآن قراءة معاصرة"، أن السور التي عدد آياتها زوجي ستون، وأن السور التي عدد آياتها فردي أربع وخمسون، وأن السور التي عدد آياتها زوجي تنقسم إلى ثلاثين سورة رقمها في ترتيب المصحف زوجي، وثلاثين سورة ترتيبها في المصحف فردي، وأن السور التي عدد آياتها فردي تنقسم كذلك بالتساوي، فسبع وعشرون منها ترتيبها زوجي، وسبع وعشرون ترتيبها فردي، وهذا ترتيب لافت للانتباه، حيث تقسم السور فيه إلى قسمين: متجانسة في الترتيب وعدد الآيات، أي أن يكون كلاهما زوجيا أو فرديا، وغير متجانسة، ويشكل كل قسم من هذين القسمين نصف عدد سور القرآن الكريم، أي سبع وخمسون سورة، وفي حال جمع عدد آيات السور المتجانسة مع أرقام ترتيب السور يكون المجموع ستة آلف ومئتين وستا وثلاثين، وهو مجموع الآيات، وفي حال جمع عدد آيات السور غير المتجانسة مع أرقام ترتيبها يكون المجموع ستة آلاف وخمس مئة وخمسا وخمسين، وهو مجموع أرقام ترتيب سور القرآن الكريم، وهذا يثبت وجود علاقة بين رقم السورة وعدد آياتها[18].
ونقل هذا الكلام مؤلف آخر وعلق عليه بقوله: " حتى ندرك عمق المسألة نقوم بإنقاص سورة البقرة آية واحدة فتصبح 285 آية، وبالتالي تصبح فردية الآيات مما يعني أن السور الفردية ستصبح 59 والزوجية 59 عندها ينهار كل شيء..."[19] وخلص إلى أن هذه الدراسة تؤكد أن ترتيب السور وعدد الآيات هو وحي من الله العزيز الحكيم.
والافتراض الذي افترضه الكاتب واقع فعلا، فإن عدد آيات سورة البقرة 285 آية حسب المذهب المدني والمكي والشامي، و286 حسب المذهب الكوفي، و287 حسب المذهب البصري[20].
وكثرت أخطاء الكاتبين في الإعجاز العددي في موضوع البسملة، وكثرت آراؤهم فيها، فمنهم من يعدها ومنهم من يترك عدها، ومنهم من يخلط ويغير الرأي فيها حسب النتيجة التي يريد الوصول إليها، ومن الأمثلة على أخطائهم ما فعله مؤلف سلسلة: "بدأ العد التنازلي" فهو يرى أن البسملة هي الآية الأولى من القرآن، وأن (الحمد لله رب العالمين) هي الآية الأولى من الفاتحة[21]، فهو يرى أن البسملة آية فذة لا تندرج ضمن سورة الفاتحة ولا غيرها، وهو قول ضعيف وإن قاله بعض العلماء، فهو غير معتبر عند علماء العدد[22].
ويرى مؤلف كتاب: "الإعجاز العددي في سورة الفاتحة" أن البسملة وردت في القرآن مئة وثلاث عشرة مرة، لأن البسملة التي في الآية 30 من سورة النمل جزء من آية وليست آية تامة، وهو يعد البسملة ضمن الآيات حين يرى ذلك خادما لما يريد الوصول إليه، وحين يتعارض عد البسملة مع ما يريده لا يعدها، فيقول مثلا: " عدد آيات السورة – سورة مريم – هو ثمان وتسعون آية، فإذا أحصينا البسملة أصبح المجموع تسعا وتسعين . . "[23].
ويرى آخر أن البسملة آية من سورة الفاتحة فقط، ومختلف في كونها آية من كل سورة سواها، وهو من الأقوال غير المعتبرة عند علماء العدد كذلك، ومع هذا فهو حين يحصي الحروف في السور يعد حروف البسملة مع كل سورة منها سوى التوبة[24].
وعد آخرون[25] البسملة الآية الأولى من الفاتحة بلا خلاف، ولعل الحامل لهم على هذا ما رأوه في المصحف المنتشر برواية حفص عن عاصم من عد البسملة الآية الأولى في سورة الفاتحة، وظنوه مذهبا وحيدا لا ثاني له.
وذكر بعضهم أن الحديد ذكر في الآية 25 من سورة الحديد، وأن العدد الذري للحديد 26، فبين الرقمين فرق يمكن من وجهة نظرهم تجاوزه بعدّ البسملة الآية الأولى من السورة فيصبح رقم الآية موافقا للعدد الذري للحديد[26]، ولا يصح هذا الاقتراح إلا على المذهب الكوفي الذي انفرد بعدّ (وظاهره من قبله العذاب) [الحديد:13] ورقم الآية التي ذكر فيها الحديد عند باقي علماء العدد 24[27]، فما الحل في مثل هذا الحال؟
وبعد أن أجرى مؤلف كتاب: "أسرع الحاسبين" مجموعة من المسائل قال: "المسائل السابقة كانت مرتبطة بأعداد الحروف دون أن نضيف إليها حروف (بسم الله الرحمن الرحيم) في كل سورة، أما المسائل اللاحقة فستكون مع إضافة حروف البسملة أي أننا سنضيف إلى كل عدد رقما يساوي تكرار الحرف من البسملة حسب الجدول التالي . . . "[28].
وكان أحدهم يعد البسملة مع حروف السورة أحيانا كما فعل في سورة النصر، فعدد حروفها مع البسملة 99، وتكرارات حرف السين في سورة النمل مع البسملة 94، ويترك عدها أحيانا فعدد حروف سورة الماعون 114 بدون البسملة[29].
وأورد آخر جدولا ذكر فيه عدد آيات السور مقارنة بين ما أسماه: القراءة الشرقية ويقصد بها رواية حفص، والقراءة الغربية، ويقصد بها رواية ورش، وأخطأ حين ذكر فيه أن عدد آيات سورة الملك في القراءة الغربية 30 آية[30]، والصواب أنه 31 آية حسب العدد المدني الأخير المعتمد في رواية ورش[31].
بناءً على ما سبق يتبين لنا أهمية الرجوع إلى هذه العلوم الثلاثة وملاحظة الاختلافات بينها وأثر ذلك في الأرقام والأعداد، وقد يقال إن هؤلاء الباحثين اعتمدوا رواية حفص باعتبارها المشهورة والمنتشرة عالمياً الآن كما اعتمدوا الرسم الموجود في المصاحف الشائعة وعد الآي المعتمد فيه، وبما أن معظم هؤلاء الباحثين ليسوا من المتخصصين في علوم القرآن والتفسير، ولا في أي من علوم الشريعة فليسوا مطالبين بتتبع أوجة القراءة والرسم وعدّ الآي، ويكفيهم ما يكفي المفسرين المعاصرين الذين اكتفوا برواية حفص0
والرد على هذا الدفاع عنهم، أن رواية حفص إنما تمثل إحدى الروايات الصحيحة الثابتة، وليست أقوى ولا أثبت ولا أصح من غيرها إنما كتب لها الذيوع والانتشار في هذا العصر، فالاكتفاء بها في الدراسات القرآنية المعمقة والدقيقة قصور، ويقال الكلام نفسه في مسألتي الرسم وعدّ الآي[32]، وينبغي أن تتسم الدراسة القرآنية بالشمول والإحاطة[33]، ولذا عِيب على المفسرين المعاصرين اقتصارهم على رواية واحدة في التفسير، إلا إذا كان المخاطب عامة الناس وبسطاءهم فلا بأس في هذه الحال بالاقتصار على وجه واحد، وما يقوله المؤلفون في الإعجاز العددي ويثبتونه في كتبهم ليس موجها إلى العوام والبسطاء، ويحتوي على مسائل ومعادلات وعبارات في غاية الدقة والصعوبة، مما يقتضي منهم التعمق والشمول، وعدم الاكتفاء بإحدى الروايات، والاطلاع على المذاهب المتعددة في الرسم وعدّ الآي ليكون بحثهم خاليا من القصور، وغير معرض للنقد والتتبع.
[1] القباقبي، إيضاح الرموز، ص 303 و306 و585.
[2]فريد قبطني، طلوع الشمس من مغربها علم للساعة، ص333.
[3]القباقبي، إيضاح الرموز، ص691، والداني، المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار، ص108.
[4]عدنان الرفاعي، المعجزة كشف إعجازي جديد في القرآن الكريم، 1415هـ، ص124.
[5] قرأ نافع المدني بهمز لفظ النبي كيف تصرف وحيث ورد، (د. أحمد شكري، قراءة الإمام نافع، ص41 و89).
[6] عدنان الرفاعي، المعجزة، ص 166 و125.
[7]بسام جرار، إرهاصات الإعجاز العددي، ص70.
[8]القباقبي، إيضاح الرموز، ص710.
[9]قرأ الكوفيون (أنجانا) والباقون (أنجيتنا) ينظر: ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، ج2، ص259.
[10]كتب هذا اللفظ في المصحف الكوفي بياء من غير تاء، وفي سائر المصاحف بالياء والتاء (المارغني، إبراهيم بن أحمد (1349هـ)، دليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم وضبط القرآن، ص458).
[11]المارغني، دليل الحيران، ص52، والضباع، سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين، ص35.
[12]المارغني، دليل الحيران، 277، وهي مرسومة في مصاحفنا بلا ألف ولا ياء، وفي المصحف المطبوع برواية قالون بياء، وفي المصحف المطبوع برواية ورش بألف، فتنقص حرفا حال رسمها بلا ألف ولا ياء، عن إحدى هاتين الصورتين.
[13]الضباع، سمير الطالبين، ص57 و58.
[14] ذكر عبد الدائم كحيل في كتابه: "إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم" أنه لا يعد الهمزة التي لا صورة لها في المصحف، ص47.
[15]بسام جرار، إرهاصات الإعجاز العددي، ص55.
[16] حيث إن قيمة الواو ستة، والياء عشرة.
[17] الضباع، سمير الطالبين، ص 29.
[18]عبد الله جلغوم، أسرار ترتيب القرآن قراءة معاصرة، ص41-48.
[19]بسام جرار، إرهاصات الإعجاز العددي، 31.
[20]المخللاتي، القول الوجيز، 164.
[21]مأمون أبو خضر، بدأ العد التنازلي، ج1، ص23 و44 و46 و48 و56 و146 وج2، ص27.
[22] اللكنوي، محمد عبد الحي، إحكام القنطرة في أحكام البسملة، ص25-30، ود. محمد المجالي ود. أحمد شكري، تحقيق المقال في البسملة، مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد (31) العدد2، 2004م، ص 355-357 و366.
[23]طلحة جوهر، الإعجاز العددي في سورة الفاتحة، دمشق، دار الحكمة، 1418هـ - 1997م، (ط1) ص126.
[24]بسام جرار، إعجاز الرقم 19، ص61 و62.
[25]منهم: رضوان سعيد فقيه، الكشوف في الإعجاز القرآني وعلم الحروف، ص15، ود. عبد الله محمد البلتاجي، سر الوجود والرقم 19أول دراسة علمية محققة لأسرار الرقم 19 في الآيات القرآنية والآيات الكونية، ص41، ود. جبري مصطفى عبد الرازق، فواتح حروف الفواتح، ص350.
[26]ذكره د. زغلول النجار في محاضرة ألقاها في قاعة مركز حراء القرآني بعمّان سنة 2002.
[27]المخللاتي، القول الوجيز، 311.
[28]عاطف علي صليبي، أسرع الحاسبين ملامح جديدة للإعجاز العددي في القرآن الكريم، ص42.
[29] عبد الحليم الخطيب، أسرار معجزة القرآن، ص49، 327، 62 على الترتيب.
[30]فريد قبطني، طلوع الشمس من مغربها، 357.
[31]درجت المصاحف المطبوعة بقراءة نافع من رواية قالون أو ورش على الالتزام بالعدد المدني الأخير ، على ما رجحه كثير من أهل العلم في أنه المعتمد في قراءة نافع (انظر: الداني، البيان في عد آي القرآن، 67، وعبد الفتاح القاضي (1403هـ -1983م)، البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة، ص204 و208) إلا أن بعض اللجان المشرفة على طباعة المصحف خالفت ذلك وسارت على العدد الكوفي، ومنها المصحف المطبوع برواية ورش في قطر.
[32]خالف مؤلف كتاب: "طلوع الشمس من مغربها" سائر المؤلفين في الإعجاز العددي، فعقد فصلا خاصا لدراسة النتائج المترتبة على اختلاف روايتي حفص وورش في عد الآي، واستغرق ذلك عددا غير قليل من صفحات كتابه (من صفحة 333 إلى صفحة 383) إلا أنه لم يزد على المقارنة بين الروايات في عدّ الآي، ووقع مع ذلك في هنات يسيرة.
[33] ولذا فقد أحسن بسام جرار حين أشار في مقاله: "قواعد الإحصاء في مركز نون"، بعد أن ذكر التزامه بالعدد الكوفي وبرواية حفص إلى عدم تفرغه بعد لدراسة الأعداد الأخرى والقراءات الأخرى.

ديار 18-06-09 08:17 AM

الحلقة الثالثة

توصل بعض الكاتبين في الإعجاز العددي إلى فهم جديد للآيات
تعالج هذه الحلقة موضوعا في غاية الأهمية، ويعد مأخذا كبيرا على المؤلفين في ما يسمى الإعجاز العددي في القرآن الكريم، وهو أن كثيرا منهم يفترض أسسا ويتوهمها ثم يبني عليها نتائج، ويظن بعضهم أنه يصحح للمفسرين السابقين أخطاءهم في فهم الآيات من خلال معادلاته وأوهامه.
وكثر من المؤلفين فيما يسمى الإعجاز العددي التعبير عن بحوثهم أنها كشف لأسرار القرآن، وحل لرموزه وألغازه، وكأن كتاب الله تعالى كتاب أسرار ورموز، ونسب عدد من هؤلاء لنفسه الفضل المطلق في كشف هذا السر أو ذاك أو حل الشيفرة القرآنية وألغاز القرآن وخفاياه التي بقيت سرا مكنونا حتى وفقه الله لكشف سرها وبيان حقيقتها، وأن ما توصل إليه يعد كشفا لسر بقي طي الكتمان مذ نزل القرآن إلى أن أماط هو لثامه وكشف سره[1].
وقاد هذا الادعاء إلى نتائج خطيرة، في تفسير بعض الآيات، أو تبيين وجه الارتباط بين أمرين أو مجموعة أمور، ومن النتائج الخطيرة التي توصل إليها بعضهم:
1- زعم العلم بوقت قيام الساعة: حيث زعم رشاد خليفة أنه من خلال بحثه في الأرقام القرآنية توصله إلى موعد قيام الساعة، وحدد السنة التي ستقوم فيها الساعة حسب وهمه[2]، ولا يخفى خطورة هذا الادعاء والتجرؤ فيه على الأمر الذي فيه: (قل إنما علمها عند ربي) [الأعراف:187]
2- الزعم بأن أصحاب الكهف لبثوا في كهفهم إحدى عشرة سنة فقط، وليس ثلاث مئة وتسع سنوات، ويرى صاحب هذا القول أن الإعجاز فيه أظهر لأن معظم معاصري الفتية كان ما يزال حيا فلا يمكن تكذيبهم، ومما استدل به لتأكيد رأيه أن الآية التي ذكرت الضرب على آذانهم وهي قوله تعالى: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً) [الكهف:11] رقمها11، وهو وموافق لمدة لبثهم، وعدد كلماتها سبعة، وهو موافق لعددهم، أما قوله تعالى: (ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا) [الكهف:25] فهو ليس تحديدا لمدة نومهم بدليل قوله تعالى بعده: (قل الله أعلم بما لبثوا)[3] [ الكهف:26].
3- أن المدة التي قضاها نوح عليه السلام في دعوة قومه ليست تسع مئة وخمسين عاما ولكنها سبعة عشر عاما فقط، واستدل على هذا الاكتشاف بأمور[4].
4- زعم معرفة معنى الآية أو تحديد المبهم فيها باستخدام حساب الجمل، وأن الآية تفسر بجملة تساويها في حساب الجمل، أو بما يتوصل إليه من خلال هذا الحساب، ومن الأمثلة على هذا الزعم أن أحدهم حسب جمل قوله تعالى: (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) [آل عمران:34] ووجده مساويا لجملة: "ذرية نبي الله من فاطمة وأمير المؤمنين وهم أحد عشر منهم مهديهم القائم بالحق" وزن كل منهما ثلاثة آلاف ومئة وسبعة وخمسون[5]، فتكون العبارة تفسيرا للآية، وتوصل إلى أن حساب جمل قوله تعالى: (ولكل قوم هاد) [الرعد:7] تساوي حساب عبارة: "علي وولده بعده" ومجموع كل منهما 242[6]، فالهادي علي وولده من بعده،
5- زعم إمكان دمج بعض السور معا، للوصول إلى النتيجة التي يريدها الكاتب، ومن ذلك ما فعله أحدهم حين احتاج إلى أن تكون السور التي تبدأ بالحروف المقطعة 28 سورة، فنسب لبعض الباحثين رأيا أن سورة آل عمران تعد مكملة لسورة البقرة وبذلك يصبح عدد هذه السور 28[7].
واعتمد آخر قولا غريبا وهو إمكان جعل سورتي الأنفال والتوبة سورة واحدة، وبنى عليه عددا من النتائج التي كان حريصا على الوصول إليها[8].
وما ذكره هذان وما يمكن أن يذكره غيرهما من افتراضات دمج السور ببعضها أمر مخالف للتواتر ولإجماع الأمة أن عدد سور القرآن الحكيم مئة وأربع عشرة سورة، ولا يدمج بين سورتين منها لتكوين سورة واحدة كما لا تقطع إحداها لتشكل سورتين أو أكثر.
6- زعم العلم بموعد زوال دولة ما يسمى "إسرائيل": افترض أحدهم عدة افتراضات ومعادلات مبنية على أرقام ومعلومات ظنية، أوصلته بمجموعها إلى نتيجة أحسن صنعا حين لم يجزم بها وجعلها محتملة، وهي أن دولة ما يسمى بإسرائيل ستزول وتنتهي عام 2022م، وذلك بناء على حسابات وربط ببعض الأحداث والتواريخ غير القطعية.
7- زعم إشارة القرآن إلى انهيار برجي التجارة العالمي: زعم بعضهم إشارة القرآن الكريم إلى حدث 11/9/2001 وهو انهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك بسبب اصطدام طائرتين بهما، وتهدم جزء من مبنى وزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن بسبب سقوط طائرة عليه، والزعمُ بأن قوله تعالى: (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين) [التوبة:109] يشير إلى الحادثة من خلال عدة أمور، فسورة التوبة هي التاسعة في الترتيب والحدث في شهر أيلول وهو الشهر التاسع، والآية في الجزء الحادي عشر، والحدث في اليوم الحادي عشر، ورقم الآية 109 وعدد طوابق المبنيين المنهارين 109[9]، وزاد غيره أن عدد الكلمات من أول السورة إلى هذه الآية 2001، والسنة هي 2001، وأن اسم الشارع التي كان فيه البرجان يسمى: "كرف هير" وهي كلمة تشبه : (جرف هار)[10] ، والرد على هذه الدعوى الباطلة من عدة جوانب، أولها: أن الآية تتحدث عن المنافقين الذين بنوا مسجد الضرار، والزعم بإشارتها إلى هذا الحدث يخرجها من سياقها، ويحرفها عن معناها، وثانيها: أن تاريخ الحدث 11/9/2001 حسب التقويم الشمسي الميلادي، وتاريخ الحدث بالتقويم الهجري يختلف عنه ولا تتناسب أرقامه مع الآية كالتاريخ الشمسي، وثالثها: أن تقسيم المصحف إلى أجزاء عمل اجتهادي، وقد قُسّم القرآن إلى أجزاء أكثر وأقل، وإلى أحزاب، والآية في الحزب 21، فلماذا يُعتمد هذا التقسيم دون غيره؟ ورابعها: أن رقم الآية 109 غير مجمع عليه بين علماء العدد، وخامسها: أن عدد الكلمات من أول السورة إلى هذه الآية يزيد عن 2001 بكثير، وأن اسم الشارع الذي كان فيه المبنى ليس كما زعموا، فهذه دعوى باطلة فيها تكلف ظاهر، وقد ينتج عنها إساءة إلى الإسلام بدلا من الدعوة إليه.
8- الزعم بعلم موعد مفترض لعذاب أهل هذا العصر: من النتائج التي توصل إليها أحدهم أن يوم الجمعة 1/1/1999م الموافق 14/9/1419هـ يشكل بدء فترة العد التنازلي لجحيم الدنيا أي لموعد عذاب أهل العصر الذي سيعم الكافرين وينجو منه المؤمنون[11]، فهو رقم فيه إعجاز وتناسق عددي عظيم، فالرقم 1 تكرر فيه 3 مرات، وهو أصغر الأرقام، والرقم 9 تكرر فيه 3 مرات، وهو أكبر الأرقام، والعدد 19 تكرر فيه 3 مرات، ويلتقي العام الهجري 1419 والميلادي 1999 في العدد 19، وذكر حسابات وأدلة أخرى تؤكد ما زعمه.
ويؤخذ على كثير من المؤلفين في ما يسمى الإعجاز العددي عدم السير على قاعدة واحدة ومبدأ محدد في العد، فتجد أحدهم يعمد إلى انتقاء كلمة أو كلمات معينة من السورة يقيم عليها دراسته وبحثه دون أن يعلل سبب انتقاء ما انتقاه وترك ما تركه[12]، وقد يسقط أحدهم من السياق حرفا أو أكثر ليتوافق العدد الباقي مع النتيجة المطلوب الوصول إليها، ومن ذلك أن أحدهم حين عد الحروف في قوله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) [آل عمران:19] أسقط منها (إن) ليبقى عدد حروف العبارة 19 حرفا، وليكون متناسبا مع رقم الآية[13]، وبهذا الحذف سيبقى لفظ (الدين) منصوبا بلا ناصب، أو سيغير حركته إلى الرفع فيحصُل في الآية تغييران، كل هذا ليصبح عدد حروف العبارة 19 حرفا فيتفق مع رقم الآية، فإذا علمنا أن رقم الآية مختلف فيه بين علماء العدد، وأنها الآية 18 في العدد الشامي[14] ستختل الموازنة التي أرادها المؤلف، كما أن العبارة التي عدّ المؤلف حروفها وأسقط منها (إن) تشكل جزءا من الآية 19، فما موجب عدّ بعض الآية وترك بعضها؟
ووصل الأمر ببعضهم إلى انتقاء آيات معينة دون غيرها، أو اختيار موضع ما دون غيره، وذلك لأن ما انتقاه يتناسب مع ما يريد إثباته من نتيجة سبق له افتراضها، ولذا فلا بد من الانتقاء لإثباتها، وهذا ما فعله أحدهم حين ذكر أن قصة سليمان ذكرت في سورة ص من الآية 34 إلى 40 وعدد كلمات هذه الآيات 53 كلمة، تقابل 53 سنة التي عاشها عليه السلام، وأن قصة صالح ذكرت في سورة الشعراء من الآية 141 إلى 152 وعدد كلماتها 58 كلمة، وكل كلمة منها تقابل سنة من سني حياة صالح عليه السلام[15]، والانتقاء في هذا المثال ظاهر جدا، فقصة صالح وردت في سور أخرى منها الأعراف وهود والقمر والشمس، والآيات التي أحصى كلماتها لا تشكل كل القصة فما زال أمامنا سبع آيات لنهاية القصة، والكلام نفسه يقال بالنسبة لسليمان عليه السلام إذ وردت قصته في سور أخرى كالأنبياء والبقرة والنمل، وقصته في سورة ص تبدأ من الآية 30 وليس 34، وهذا الاجتزاء منه في الموضعين للوصول إلى النتيجة المعلومة عنده سلفا وهي التوافق مع مدة عمر كل منهما، وهي معلومة مختلف فيها، فلم يثبت يقينا العمر الذي ذكره لهما[16].
ومن الأمثلة على الانتقاء عند أحدهم عدّ ألفاظ معينة من الآية، وترك ألفاظ أخرى منها، ومن ذلك أنه عد حروف (يا أيها الرسول) وحروف (يعصمك من الناس) [المائدة:67] فبلغ كل منهما 12 حرفا، وعدّ حروف عبارة: "علي بن أبي طالب" فبلغت 12 حرفا، وحكى إجماع الشيعة[17] أن هذه الآية نزلت في ولاية علي ...[18]، وكأنه يريد تأكيد هذا المعنى من خلال مجموع حروف العبارات الثلاث، والغريب أنه عد (يعصمك من الناس) وهي جملة خبرية دون أن يعد المبتدأ معها، وهو لفظ الجلالة (والله)، كما أنه لم يعد بقية ألفاظ الآية، وكان يمكنه أن يأتي بالعديد من العبارات المكونة من 12 حرفا يفسر بها الآية مثل: "بقدرته وعظمته" أو: "فلا يصلوا إليك"، ولكنه أراد تثبيت القول الذي يرجحه في تفسير الآية، وهو خلاف ما قال به كثير من المفسرين[19] .

[1] من هذه العبارات:
أ- "دراسة الحروف المقطعة كشفت أن القرآن الكريم مرمز (مشفَّر)، كيفية اكتشاف التراميز القرآنية الثلاث" عاطف صليبي، أسرع الحاسبين، غلاف الكتاب الخلفي.
ب- "إنها إشارات عظيمة لأمور هامة إنها تخفي في حروفها إعجازا وأسرارا كثيرة" د. مأمون أبو خضر، بدأ العد التنازلي، ج1، ص60.
ج- "حينئذ تنكشف أمامك الرسالة الخفية في القرآن الكريم بشكل واضح أصفى من الماء الزلال"، "سمح كتاب طلوع الشمس من مغربها علم للساعة بإلقاء الضوء على وجود رسالة خفية في القرآن وهذه الرسالة تؤكد بالدليل والحجة من خلال العودة إلى التأويل، وإلى المعنى العتيق على البشارة بعودة مهدي في آخر الزمان متفقة في ذلك مع مختلف الديانات"، " ظل اللغز الذي يحيط بهذه الرموز (فواتح السور) تاما منذ 14 قرنا، ولم يستطع أحد إعطاء ولو بداية تفسير، إن النبي محمدا r نفسه لم يعط تفصيلات دقيقة بهذا الشأن، وكان اهتمامه الرئيس هو تبليغ الوحي الإلهي بعناية بالغة، والواقع أن التأمل في رموز الحروف من حيث عددها وكيفية انتظامها واختلافاتها ..الخ يتطابق تماما مع البشارة الموجودة بالرسالة المضمنة في القرآن: عودة المسيح عليه السلام في آخر الزمان" فريد قبطني، طلوع الشمس من مغربها، المقدمة، ص245 و282.
د- " وسنسلط نحن الضوء في محاولتنا هذه على جانب من جوانب تميز القرآن الكريم عن غيره من سائر الكتب، ألا وهو جانب الحروف وما لها من دلالات من الناحية العددية، وربط بالأحداث وإشارة إلى معان ومضامين خفية، كل ذلك ضمن دائرة التوفيق الإلهي" رضوان سعيد فقيه، الكشوف، ص9.
[2] ادعى ذلك في مقابلة صحفية معه نقلها د. صلاح الخالدي في كتابه: البيان في إعجاز القرآن، ص 370.
[3]عاطف صليبي، أسرع الحاسبين، ص254-267.
[4] عاطف صليبي، أسرع الحاسبين، ص268 – 274، وتفصيل القول والرد عليه مذكور في البحث أصل هذا المقال، ص12.
[5]رضوان سعيد فقيه، الكشوف في الإعجاز القرآني وعلم الحروف، ص93.
[6]رضوان سعيد فقيه، الكشوف في الإعجاز القرآني وعلم الحروف، ص99.
[7]د. مأمون أبو خضر، بدأ العد التنازلي، ج1، ص51 و60.
[8]د. خالد العبيدي، المنظار الهندسي للقرآن الكريم، ص276 و418 و511.
[9] رضوان سعيد فقيه، الكشوف في الإعجاز القرآني وعلم الحروف، ص122.
[10] وردت هذه المعلومات في نشرة تزعم أن هذا مظهر إعجازي جديد، وزعت على نطاق واسع، وعندي منها نسخة.
[11]د. مأمون أبو خضر، بدأ العد التنازلي، ج2، ص53 و55 و56.
[12] ينظر: إدريس الخرشاف، يس مركز ثقل القرآن، 1404هـ - 1984م، (ط1) ص 30 و48-90، وعدنان الرفاعي، المعجزة، ص 38 و54 و97.
[13]عبد الرزاق نوفل، معجزة الأرقام والترقيم، ص83.
[14]المخللاتي، القول الوجيز، ص174 و175.
[15]عدنان الرفاعي، المعجزة، ص32.
[16]اختلف في عمر سليمان عليه السلام على أقوال منها أنه عاش اثنتين وخمسين سنة، أو ثلاثا وخمسين،أو نيفا وخمسين سنة، وقيل: قبض سليمان لأربعين سنة من ملكه وقيل لاثنتين وخمسين، فتكون وفاته عن أكثر من ثمانين سنة (ابن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ص168، وابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، ج1، ص207، وابن كثير، البداية والنهاية، ج2، ص30، وابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر...، ج2، ص99) واختلف كذلك في عمر صالح عليه السلام فقيل إنه توفي عن ثمان وخمسين سنة، وقيل: 270، أو 280 سنة (أبو زيد أحمد بن سهل البلخي، البدء والتاريخ، ص230، وابن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ص81، وابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم، ج1، ص146).
[17] انظر: محمد حسين الطبطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج6، ص42-49، ومحمد حسين فضل الله، من وحي القرآن، ج8، ص260-271.
[18] رضوان سعيد فقيه، الكشوف، ص224 و225، والمراد بولاية علي ما روى ابن مردويه عن ابن مسعود قال: "كنا نقرأ على عهد رسول الله r : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك أن عليا مولى المؤمنين وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس" (الشوكاني، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، ج2، ص60).
[19] ينظر على سبيل المثال: القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج6، ص242، والشوكاني، فتح القدير، ج2، ص60.


الساعة الآن 11:03 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "