شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=169863)

أبو فراس السليماني 10-03-14 05:04 PM

{ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }
 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{ بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا *
الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ
فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا }

سورة النساء
{ 138 ، 139 }


البشارة تستعمل في الخير،
وتستعمل في الشر بقيد كما في هذه الآية.


يقول تعالى: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ }
أي: الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر،

بأقبح بشارة وأسوئها،
وهو العذاب الأليم،



وذلك بسبب محبتهم الكفار وموالاتهم ونصرتهم،
وتركهم لموالاة المؤمنين،

فأي شيء حملهم على ذلك؟
أيبتغون عندهم العزة؟

وهذا هو الواقع من أحوال المنافقين،
ساء ظنهم بالله
وضعف يقينهم بنصر الله لعباده المؤمنين،

ولحظوا بعض الأسباب التي عند الكافرين،
وقصر نظرهم عمّا وراء ذلك،
فاتخذوا الكافرين أولياء يتعززون بهم ويستنصرون.

والحال أن العزة لله جميعا،
فإن نواصي العباد بيده،
ومشيئته نافذة فيهم.
وقد تكفل بنصر دينه وعباده المؤمنين،

ولو تخلل ذلك بعض الامتحان لعباده المؤمنين،
وإدالة العدو عليهم إدالة غير مستمرة،
فإن العاقبة والاستقرار للمؤمنين،

وفي هذه الآية الترهيب العظيم من موالاة الكافرين؛
وترك موالاة المؤمنين،
وأن ذلك من صفات المنافقين،
وأن الإيمان يقتضي محبة المؤمنين وموالاتهم،
وبغض الكافرين وعداوتهم.


تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى

أبو فراس السليماني 10-03-14 08:11 PM

{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }
 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم



{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ
وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى
يُرَاءُونَ النَّاسَ
وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا *
مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ
لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ
فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا }

سورة النساء
{ 142 ، 143 }



يخبر تعالى عن المنافقين بما كانوا عليه،
من قبيح الصفات وشنائع السمات،
وأن طريقتهم مخادعة الله تعالى،
أي: بما أظهروه من الإيمان وأبطنوه من الكفران،


ظنوا أنه يروج على الله ولا يعلمه
ولا يبديه لعباده،
والحال أن الله خادعهم،


فمجرد وجود هذه الحال منهم ومشيهم عليها، خداع لأنفسهم.


وأي خداع أعظم ممن يسعى سعيًا
يعود عليه بالهوان والذل والحرمان ؟


ويدل بمجرده على نقص عقل صاحبه،
حيث جمع بين المعصية، ورآها حسنة،
وظنها من العقل والمكر،

فلله ما يصنع الجهل والخذلان بصاحبه



ومن خداعه لهم يوم القيامة ما ذكره الله في قوله:
{ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا
نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ
قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُـوا نُورًا
فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُـورٍ لَهُ بَابٌ
بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَـةُ وَظَاهـِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ }
إلى آخر الآيات.


" وَ " من صفاتهم أنهم { إِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ }
-إن قاموا- التي هي أكبر الطاعات العملية


{ قَامُوا كُسَالَى } متثاقلين لها متبرمين من فعلها،
والكسل لا يكون إلا من فقد الرغبة من قلوبهم،
فلولا أن قلوبهم فارغة من الرغبة إلى الله وإلى ما عنده،
عادمة للإيمان، لم يصدر منهم الكسل،



{ يُرَاءُونَ النَّاسَ } أي: هذا الذي انطوت عليه سرائرهم
وهذا مصدر أعمالهم، مراءاة الناس،
يقصدون رؤية الناس وتعظيمهم واحترامهم
ولا يخلصون لله،


فلهذا { لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا } لامتلاء قلوبهم من الرياء،

فإن ذكر الله تعالى وملازمته
لا يكون إلا من مؤمن ممتلئ قلبه بمحبة الله وعظمته.



{ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ }
أي: مترددين بين فريق المؤمنين وفريق الكافرين.
فلا من المؤمنين ظاهرا وباطنا،
ولا من الكافرين ظاهرا وباطنا.
أعطوا باطنهم للكافرين وظاهرهم للمؤمنين،
وهذا أعظم ضلال يقدر.



ولهذا قـال: { وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا }
أي: لن تجد طريقا لهدايته ولا وسيلة لترك غوايته،
لأنه انغلق عنه باب الرحمة،
وصار بدله كل نقمة.



فهذه الأوصاف المذمومة تدل بتنبيهها
على أن المؤمنين متصفون بضدها،

من الصدق ظاهرا وباطنا، والإخلاص،
وأنهم لا يجهل ما عندهم،
ونشاطهم في صلاتهم وعباداتهم،
وكثرة ذكرهم لله تعالى.
وأنهم قد هداهم الله ووفقهم للصراط المستقيم.



فليعرض العاقل نفسه على هذين الأمرين
وليختر أيهما أولى به،

والله المستعان.


تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى

الشامخ السني 10-03-14 08:43 PM

جزاك الله خيرا استاذنا الكبير ابا فراس
متابعون الجديدك لاحرمك الله الاجر والثواب ....

أبو فراس السليماني 11-03-14 09:44 AM

وإياكم يا أستاذ شامخ

أبو فراس السليماني 12-03-14 06:15 AM

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا *

إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ
وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ
فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا *

مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ
وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا }
سورة النساء
{ 145 - 147 }

يخبر تعالى عن مآل المنافقين أنهم في أسفل الدركات من العذاب،
وأشر الحالات من العقاب.
فهم تحت سائر الكفار لأنهم شاركوهم بالكفر بالله ومعاداة رسله،

وزادوا عليهم المكر والخديعة
والتمكن من كثير من أنواع العداوة للمؤمنين،
على وجه لا يُشعَر به ولا يُحَس.

ورتبوا على ذلك جريان أحكام الإسلام عليهم،
واستحقاق ما لا يستحقونه،
فبذلك ونحوه استحقوا أشد العذاب،


وليس لهم منقذ من عذابه ولا ناصر يدفع عنهم بعض عقابه،
وهذا عام لكل منافق
إلا مَنْ مَنَّ الله عليهم بالتوبة من السيئات.

{ وَأَصْلَحُوا } له الظواهر والبواطن

{ وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ }
والتجأوا إليه في جلب منافعهم ودفع المضار عنهم.

{ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ } الذي هو الإسلام والإيمان والإحسان
{ لِلَّهِ }
فقصدوا وجه الله بأعمالهم الظاهرة والباطنة
وسلِمُوا من الرياء والنفاق،

فمن اتصف بهذه الصفات { فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ }
أي: في الدنيا، والبرزخ، ويوم القيامة

{ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا }
لا يعلم كنهه إلا الله،
مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

وتأمل كيف خص الاعتصام والإخلاص بالذكر،
مع دخولهما في قوله: { وَأَصْلَحُوا }
لأن الاعتصام والإخلاص من جملة الإصلاح،
لشدة الحاجة إليهما خصوصا في هذا المقام الحرج
الذي يمكن من القلوب النفاق،

فلا يزيله إلا شدة الاعتصام بالله،
ودوام اللجأ والافتقار إليه في دفعه،
وكون الإخلاص منافيا كل المنافاة للنفاق،
فذكرهما لفضلهما وتوقفِ الأعمال الظاهرة والباطنة عليهما،
ولشدة الحاجة في هذا المقام إليهما.


وتأمل كيف لما ذكر أن هؤلاء مع المؤمنين لم يقل:
وسوف يؤتيهم أجرا عظيما،
مع أن السياق فيهم. بل قال:
{ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا }

لأن هذه القاعدة الشريفة -لم يزل الله يبدئ فيها ويعيد،
إذا كان السياق في بعض الجزئيات،
وأراد أن يرتب عليه ثوابًا أو عقابا
وكان ذلك مشتركًا بينه وبين الجنس الداخل فيه،
رتب الثواب في مقابلة الحكم العام
الذي تندرج تحته تلك القضية وغيرها،
ولئلا يتوهم اختصاص الحكم بالأمر الجزئي،
فهذا من أسرار القرآن البديعة،
فالتائب من المنافقين مع المؤمنين وله ثوابهم.


ثم أخبر تعالى عن كمال غناه وسعة حلمه ورحمته وإحسانه فقال:
{ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ }

والحال أن الله شاكر عليم.

يعطي المتحملين لأجله الأثقال، الدائبين في الأعمال،
جزيل الثواب وواسع الإحسان.
ومن ترك شيئًا لله أعطاه الله خيرًا منه.

ومع هذا يعلم ظاهركم وباطنكم،
وأعمالكم وما تصدر عنه من إخلاص وصدق، وضد ذلك.

وهو يريد منكم التوبة والإنابة والرجوع إليه،
فإذا أنبتم إليه، فأي شيء يفعل بعذابكم؟
فإنه لا يتشفى بعذابكم، ولا ينتفع بعقابكم،
بل العاصي لا يضر إلا نفسه،
كما أن عمل المطيع لنفسه.


والشكر هو خضوع القلب واعترافه بنعمة الله،
وثناء اللسان على المشكور،
وعمل الجوارح بطاعته
وأن لا يستعين بنعمه على معاصيه.




تفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى

أبو فراس السليماني 12-03-14 10:35 PM

1 مرفق
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:


((آية المنافق ثلاث:

إذا حدَّث كذب،

وإذا وعد أخلف،

وإذا أُؤتمن خان))؛

متفق عليه.


سيوف العـز 12-03-14 10:37 PM

جزيت الخير اخي ابافراس متابعون معكم لاحرمت الاجر والمثؤبة ..............

أبو فراس السليماني 12-03-14 11:14 PM

بارك الله فيكم وأحسن الله إليكم

أخي الكريم سيوف العز

أبو فراس السليماني 13-03-14 07:11 PM

ظلمات النِّفَاق

في ضوء الكتاب والسنة


تأليف الفقير إلى الله تعالى


د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني




المطلب الأول: مفهوم النفاق.


المطلب الثاني: أنواع النفاق.


المطلب الثالث: صفات المنافقين.


المطلب الرابع: أضرار النفاق وآثاره.


`````````````````````````````
ظلمات النفاق

المطلب الأول: مفهوم النفاق


أولاً: مفهوم النفاق لغةً :




النفاق:لغةً:النفق سرب في الأرض،
مشتق إلى موضع آخر،

وفي التهذيب: له مخلص إلى مكان آخر،
والنفقة والنافقاء، جحر الضبّ واليربوع،

وقيل: النفقة والنافقاء موضع يُرققه اليربوع من جحره،
فإذا أُتيَ من قبل القاصعاء ضرب النافقاء برأسه فخرج،

ونفِق اليربوع ونَفق ((بالفتح )) وانتفق،
ونفق: خرج منه.

ونفق اليربوع تنفيقاً، ونافق،
أي دخل في نافقائه،

ومنه اشتقاق المنافق في الدين،

والنِّفاق بالكسر، فعلُ النافق،

والنفاق الدخول في الإسلام من وجه
والخروج عنه من وجه آخر([1]).




وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( لتتبعُنَّ سنن الذين من قبلكم،
شبراً بشبر، وذراعاً بذراع،
حتى لو دخلوا في جحر ضبٍّ لاتَّبعتموهم

قلنا: يا رسول الله،
اليهود والنصارى ؟
قال: ( فمَنْ ؟ ) ([2]).



`````````````````````````````
([1]) النفاق وآثاره ومفاهيمه، تأليف الشيخ عبد الرحمن الدوسري، ص105-106 .
([2]) مسلم، كتاب العلم، باب اتباع سنن اليهود والنصارى، 4/2054، برقم 2669 .

أبو فراس السليماني 13-03-14 09:59 PM

والنفاق: شرعاً:

كما قال ابن كثير رحمه الله:

( النفاق: هو إظهار الخير، وإسرار الشرّ،


وهو أنواع: اعتقاديٌّ، وهو الذي يخلّد صاحبه في النار،
وعمليٌّ وهو أكبر من الذنوب،

قال ابن جريج: المنافق يخالف قوله فعله،
وسرّه علانيته،
ومدخله مخرجه،
ومشهده مغيبه )([1]).


والنفاق نوعان:
أكبر يُخرج من الملّة،
وأصغر لا يُخرج من الملّة ([2]).

`````````````````````````````
([1]) تفسير ابن كثير، 1/48 عند تفسير قوله تعالى:
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِالله وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ }
[البقرة: 8]،
وانظر: تفسير ابن جرير الطبري، 1/268-272 .

([2]) انظر: قضية التكفير، للمؤلف، ص68، 132-134 .


الساعة الآن 09:34 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "