فقلنا : زعمكم هذا إنما هو زعم كاذب فأنتم لم تتراجعوا عن كفركم بهذا القرآن الا لأنكم رأيتم الموت بأم أعينكم فأثرتم تكذيب انفسكم وإتخذتم النفاق صراحة إبقاء على ارواحكم وضننا بدينكم الفاسد ،، فأنتم تقولون بألسنتكم ما ليس في قلوبكم ،،، وإن عقائدكم واقوالكم الأخرى هي من يكذب زعمكم الإيمان بالقرآن ،،، ودليلنا على كذبكم في زعمكم انكم تؤمنون بالقرآن هو كفركم الصريح ببعض الآيات المحكمة ،،، فأنتم مثلا لا تؤمنون بقوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ،،، فكيف تزعمون انكم تؤمنون بالقرآن وفيه هذه الآية التي عقيدتكم تؤمن بخلافها بل واقولكم الآخرى تقول ما يضادها ،،، ولو كنتم على ما تقولون به من الإيمان بأن القرآن غير محرّف لجعلتكم هذه الأية تكفرون بدينكم ولجعلتكم تدخلون في دين اهل السنة بلا تردد ،، إنه نفاق منكم صريح ومكشوف ان تزعموا انكم تؤمنون بالقرآن ثم نراكم تكفرون بهذه الأية ،،، اين اثر إيمانكم بالقرآن بالعمل بما في هذه الآية

قلنا : زعمكم هذا زعم لا يصح ،، وقد ادّعيتموه بلا دليل عندكم ولا برهان فيه من الله ،، ولنا ان نسألكم ،،، إن كان هذا الدين لابد له من إمام قائم معصوم ،،، فانتم اليوم تعيشون بلا إمام معصوم ،،، فإن زعمتم انكم مؤمنين فثبت بذلك ان الإيمان يصلح بدون وجود إمام معصوم ،،، وإن قلتم انكم لستم مؤمنين او انه لا يوجد اليوم احدا مؤمن فقد شهدتم على انفسكم بالكفر وثبت بذلك بطلان كل ما تزعمونه من اكاذيب ،،، فأنتم الآن اوقعتم انفسكم في فخ حين قلتم انه لابد للناس من وجود ائمة معصومين وانه لا خروج لكم من هذا الفخ الا بهلاككم وإن بقيتم فيه كان فيه ايضا هلاككم ،،، فإن خرجتم هلكتم وان بقيتم هلكتم والحمد لله ان اهلككم الله

قلنا : ما اكثر كذبكم وما اكثر مزاعمكم الفارغة وما اشد وضوح إنحرافكم عن سواء الصراط ،،، فزعمكم هذا زعم باطل ،،، وإن دينكم الذي لا يستقي ادلته وبراهينه الا من كتب خصومه لهو دين احق ان يضرب به عرض الحائط ولهو دين احق ان تنفر منه النفس السلمية ،،، ودين هذا هو حاله لا يتبعه الا من سفه نفسه وثبت فيه انه من الذين قال الله فيهم (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) فأي دين هذا الذي لا تحتوى كتبه ولا نقولاته على ادلة تثبته وتبرهن عليه ،،، وإنما هو عالة على خصومه في إثبات ذاته ،،، وإن المنطق ليرديهم في هاوية الهلاك بزعمهم هذا ،،، فالمنطق يقول ،،، لو كان الدين الذي تستقون منه ادلة دينكم (دين اهل السنة والجماعة) هو الدين الحق فإنه تلقائيا يصبح دينكم باطل ،،، ولو كان الدين الذي تأخذون منه براهين دينهم هو دين باطل فبطل بذلك دينكم بناء على ان ادلتكم استقيتموها من دين باطل

وانتم استقيتم ما كان في فضائل علي وكذبتم معها عشرات الآلف من الأكاذيب بل اكثر ،،، ولو جاء غيركم واخذ ما كان في فضائل عمر بن الخطاب وكذب معها ربع ما كذبتم انتم لصنع دين هو افضل من دينكم ولكانت براهينه افضل من براهينكم ،،، فما اخذتم من ديننا الا ما كان في فضائل علي فقط ولا يصح منها الا ما هو على عدد اصابع اليد والباقي ليس الا كذب او ضعيف ،،،

قلنا : وهذا من كذبكم المفضوح ،،، فهذه كتبنا كلها تذكر فضائل علي بن ابي طلب بل وانتم تزعمون انكم لا تأخذون ادلة دينكم الا من كتبنا ،،، فكيف نكره علي بن ابي طالب وفضائله التي لديكم هي من كتبنا نحن ،،، والادلة التي تستشهدون بها لدينكم ليست الا من كتبنا نحن ،،، بل نحن نحب علي بن ابي طالب ،،، ولكنكم انتم ولهوى في نفوسكم ترون ان الغلو هو الحب وترون ان الحب هو بغض ،، فإن نحن احببنا علي كما احببنا عمر بن الخطاب رأيتم وفق اهواءكم الفاسدة ان هذا إنتقاص لعلي بن ابي طالب ،،، في حين ان هذا هو مكانه الحقيقي ،،، فإذن مزاعمكم اننا نبغض علي هي مزاعم كاذبة لأنكم صرفتم الحب إلى الغلو وبما ان اهل السنة لا يغلون في علي كما تغلون انتم فيه فقد رأيتمونا اننا نبغضه ،،، وهذا مشابه للنصارى حين يرون اننا ننتقص من عيسى بن مريم حين لا نقول عنه انه إله او انه إبن الله ،،، فيرون اننا نطعن في عيسى وننتقص منه تماما كما تدّعون انتم ،،،