شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=13)
-   -   أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=87906)

أبو العلا 04-10-09 09:46 PM

أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
 
الكتاب :


أعلام السنة المنشورة

لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة




المؤلف :



حافظ بن أحمد الحكمي

(المتوفى : 1377هـ)




تحقيق :



حازم القاضي




الطبعة : الثانية




الناشر :


وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

- المملكة العربية السعودية



تاريخ النشر :1422هـ


================


بسم الله الرحمن الرحيم






الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ، هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون ، وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون .





وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أحد صمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون ، بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ، وربك يخلق ما يشاء ويختار ، ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون ، لا يسئل عما يفعل وهم يسألون .




وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون ، وعلى التابعين لهم بإحسان ، الذين لا ينحرفون عن السنة ولا يعدلون ، بل إياها يقتفون وبها يتمسكون وعليها يوالون ويعادون ، وعندها يقفون ، وعنها يذبون ويناضلون ، وعلى جميع من سلك سبيلهم وقفا أثرهم إلى يوم يبعثون .



أما بعد :





فهذا مختصر جليل نافع ، عظيم الفائدة جم المنافع ، يشتمل على قواعد الدين ، ويتضمن أصول التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأنزلت به الكتب ، ولا نجاة لمن بغيره يدين ، ويدل ويرشد إلى سلوك المحجة البيضاء ومنهج الحق المستبين ،


شرحت فيه أمور الإيمان وخصاله ، وما يزيل جميعه أو ينافي كماله ، وذكرت فيه كل مسألة مصحوبة بدليلها ، ليتضح أمرها وتتجلى حقيقتها ويبين سبيلها ،




واقتصرت فيه على مذهب أهل السنة والإتباع ، وأهملت أقوال أهل الأهواء والابتداع ؛ إذ هي لا تذكر إلا للرد عليها ، وإرسال سهام السنة عليها ، وقد تصدى لكشف عوارها الأئمة الأجلة ، وصنفوا في ردها وإبعادها المصنفات المستقلة ، مع أن الضد يعرف بضده ويخرج بتعريف ضابطه وحده ،

فإذا طلعت الشمس لم يفتقر النهار إلى استدلال ،

وإذا استبان الحق واتضح فما بعده إلا الضلال ،

ورتبته على طريقة السؤال ليستيقظ الطالب وينتبه ، ثم أردفه بالجواب الذي يتضح الأمر به ولا يشتبه ،




وسميته



( أعلام السنة المنشورة ،



لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة )






والله أسأل أن يجعله ابتغاء وجهه الأعلى ، وأن ينفعنا بما علمنا ، ويعلمنا ما ينفعنا ، نعمة منه وفضلا ، إنه على كل شيء قدير





وبعباده لطيف خبير ، وإليه المرجع والمصير ، وهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير .

أبو العلا 04-10-09 10:02 PM

[ 1 ]




س : ما أول ما يجب على العباد ؟





جـ : أول ما يجب على العباد معرفة الأمر الذي خلقهم الله له ،

وأخذ عليهم الميثاق به ، وأرسل به رسله إليهم وأنزل به كتبه عليهم ،

ولأجله خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار ،

وبه حقت الحاقة ووقعت الواقعة ،

وفي شأنه تنصب الموازين وتتطاير الصحف ،

وفيه تكون الشقاوة والسعادة ،

وعلى حسبه تقسم الأنوار ،

ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .




[ 2 ]




س : ما هو ذلك الأمر الذي خلق الله الخلق لأجله ؟



جـ : قال الله تعالى :

{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ }


{ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } ،


وقال تعالى


{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا } ،


وقال تعالى :


{ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ

وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } ،



وقال تعالى :


{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } ، الآيات .

أبو العلا 04-10-09 10:26 PM

[ 3 ]



س : ما معنى العبد ؟




جـ : العبد إن أريد به المعبد أي المذلل المسخر ،


فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات من العوالم العلوية والسفلية :


من عاقل وغيره ، ورطب ويابس ، ومتحرك وساكن ،

وظاهر وكامن ، ومؤمن وكافر ، وبر وفاجر ، وغير ذلك .


الكل مخلوق لله عز وجل ، مربوب له ،

مسخر بتسخيره ، مدبر بتدبيره ،

ولكل منها رسم يقف عليه ، وحد ينتهي إليه ،

كل يجري لأجل مسمى لا يتجاوزه مثقال ذرة


{ ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } ، وتدبير العدل الحكيم .



وإن أريد به العابد المحب المتذلل خص ذلك بالمؤمنين

الذي هم عباده المكرمون وأولياؤه المتقون

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .







[ 4 ]





س : ما هي العبادة ؟





جـ : العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه


من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة

والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده .






[ 5 ]






س : متى يكون العمل عبادة ؟





جـ : إذا أكمل فيه شيئان

وهما كمال الحب مع كمال الذل ،


قال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } ،


وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ } ،


وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله :

{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } .



أبو العلا 04-10-09 10:42 PM

[ 6 ]



س : ما علامة محبة العبد ربه عز وجل ؟



جـ : علامة ذلك ، أن يحب ما يحبه الله تعالى ويبغض ما يسخطه ،



فيمتثل أوامره ويجتنب مناهيه ،


ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه ،


ولذا كان أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض فيه .





[ 7 ]





س : بماذا عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه ؟




جـ : عرفوه بإرسال الله تعالى الرسل وإنزاله الكتب ،



آمرا بما يحبه الله ويرضاه ، ناهيا عما يكرهه ويأباه ،


وبذلك قامت عليهم حجته الدامغة ، وظهرت حكمته البالغة ،



قال الله تعالى :


{ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ

لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } ،



وقال تعالى :


{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي

يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .







[ 8 ]






س : كم شروط العبادة ؟




جـ : ثلاثة :



الأول صدق العزيمة وهو شرط في وجودها ،



والثاني إخلاص النية ،



والثالث موافقة الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ،



وهما شرطان في قبولها .


أبو العلا 04-10-09 11:45 PM

[ 9 ]




س : ما هو صدق العزيمة ؟


جـ : هو ترك التكاسل والتواني

وبذل الجهد في أن يصدق قوله بفعله ،




قال الله تعالى :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ


كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } .






[ 10 ]






س : ما معنى إخلاص النية ؟






جـ : هو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله

الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى ،





قال الله عز وجل :


{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ } ،


وقال تعالى :


{ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى


إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى } ،


وقال تعالى :


{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ

لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } ،



وقال تعالى :


{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ


وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا

وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } ،


وغيرها من الآيات .








[ 11 ]








س : ما هو الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ؟







جـ : هي الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام ،




قال تبارك وتعالى :


{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } ،


وقال تعالى :


{ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ

وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا } ،



وقال تعالى :


{ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ } ،


وقال تعالى :


{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ

وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ،



وقال تعالى :


{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ

مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } ،



وغيرها من الآيات .

أبو العلا 05-10-09 06:07 AM

[ 12 ]





س : كم مراتب دين الإسلام ؟





جـ : هو ثلاث مراتب : الإسلام والإيمان والإحسان ،


وكل واحد منها إذا أطلق شمل الدين كله .







[ 13 ]





س : ما معنى الإسلام ؟




جـ : معناه الاستسلام لله بالتوحيد ،

والانقياد له بالطاعة ،

والخلوص من الشرك ،





قال الله تعالى :


{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } ،



وقال تعالى :


{ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ،



وقال تعالى :


{ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } .








[ 14 ]






س : ما الدليل على شموله الدين كله عند الإطلاق ؟







جـ : قال الله تعالى :




{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } ،


وقال النبي صلى الله عليه وسلم :



« بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ » (1) ،


وقال صلى الله عليه وسلم :


« أفضل الإسلام إيمان بالله » (2) .


وغير ذلك كثير .








==================


(1) رواه مسلم ( الإيمان / 232 ) ، والترمذي ( 2629 ) ،
وابن ماجه ( 3986 ، 3987 ) ، وغيرهم .



(2) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ،
قال : « سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟
قال : إيمان بالله . . » .



( الإيمان 135 ) ، ورواه أحمد ( 4 / 114 ) ،
وعبد الرزاق ( 11 / 127 ) من حديث عمرو بن عتبة .

أبو العلا 05-10-09 06:22 AM

[ 15 ]





س : ما الدليل على تعريفه بالأركان الخمسة عند التفصيل ؟






جـ : قوله صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل إياه عن الدين :


« الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ،

وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ،

وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا » (1)



، وقوله صلى الله عليه وسلم :

« بني الإسلام على خمس » (2) ،


فذكر هذه غير أنه قدم الحج على صوم رمضان

وكلاهما في الصحيحين .







[ 16 ]





س : ما محل الشهادتين من الدين ؟


جـ : لا يدخل العبد في الدين إلا بهما ،


قال الله تعالى :


{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } ،


وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« أمرت أن أقاتل الناس

حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله

وأن محمدا عبده ورسوله » " (3) . الحديث ،

وغير ذلك كثير .





[ 17 ]





س : ما دليل شهادة أن لا إله إلا الله ؟






جـ : قول الله تعالى :


{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ

قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ،

وقوله تعالى :

{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } ،

وقوله تعالى :

{ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ } ،

وقوله تعالى :

{ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ } . الآيات ،

وقوله تعالى :

{ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ

إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا } . الآيات ،

وغيرها .

==================

(1) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 1 ، 5 ) ، وغيرهما .


(2) رواه البخاري ( 4514 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 19 ) ، وغيرهما .


(3) رواه البخاري ( 25 ، 1399 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 32 ، 33 ، 34 ، 35 ، 37 ) ، وغيرهما .

أبو العلا 05-10-09 10:57 PM

[ 18 ]






س : ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله ؟





جـ : معناها نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله تعالى

وإثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له في عبادته ،

كما أنه ليس له شريك في ملكه ،



قال الله تعالى :



{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ

وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ

وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } .







[ 19 ]






س : ما هي شروط شهادة أن لا إله إلا الله




التي لا تنفع قائلها - إلا باجتماعها فيه ؟






جـ : شروطها سبعة :


الأول : العلم بمعناها نفيا وإثباتا .


الثاني : استيقان القلب بها .


الثالث : الانقياد لها ظاهرا وباطنا .


الرابع : القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها .


الخامس : الإخلاص فيها .


السادس : الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط .


السابع : المحبة لها ولأهلها ، والموالاة والمعاداة لأجلها .








[ 20 ]







س : ما دليل اشتراط العلم من الكتاب والسنة ؟





جـ : قول الله تعالى :




{ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ } ،

أي بلا إله إلا الله ،



{ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم ،




وقول النبي صلى الله عليه وسلم :



« من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة » " (1) .



==================

(1) رواه مسلم ( الإيمان / 43 ) .

أبو العلا 05-10-09 11:39 PM

[ 21 ]






س : ما دليل اشتراط اليقين من الكتاب والسنة ؟





جـ : قول الله عز وجل :


{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا }


إلى قوله { أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } ،



وقول النبي صلى الله عليه وسلم :


« أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ،


لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة » (1) ،



وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة :


« من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله


مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة » (2) .


كلاهما في الصحيح .







[ 22 ]






س : ما دليل اشتراط الانقياد من الكتاب والسنة ؟




جـ : قال الله تعالى :


{ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ

اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ،


وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به » " (3) .





==================


(1) رواه مسلم ( الإيمان / 44 ، 45 ).


(2) رواه مسلم ( الإيمان / 52 ) .


(3) ( إسناده حسن إن شاء الله ) ، رواه الحسن بن سفيان في الأربعين له ،
ورواه الإمام البغوي في شرح السنة ( 1 / 213 ) ،


وتاريخ بغداد ( 4 / 369 ) من حديث عبد الله بن عمرو ، وإسناده ضعيف لضعف نعيم بن حماد ،
وقال ابن عساكر : وهو حديث غريب ، قال الألباني : يعني ضعيف ، اهـ .
( تعليقه على السنة لابن أبي عاصم 15 )

وقد صحح إسناده الإمام النووي ( ونعيم بن حماد يخطى كثيرا ، فقيه عارف بالفرائض ) ،

قال الحافظ : وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه وقال : باقي حديثه مستقيم .

وانظر ترجمة نعيم بن حماد في كتاب التنكيل جـ 1 ص 507 ،

وقال الحافظ أيضا : وقال أبو أحمد الحاكم : ربما يخالف في بعض حديثه ،

وقد مضى أن ابن عدي يتتبع ما وهم فيه فهذا أفضل القول فيه .

وقد ذكر الذهبي في الميزان ثمانية أحاديث
وكأنها أشد ما انتقد على نعيم ، وليس هذا الحديث منها .

أبو العلا 06-10-09 12:32 AM

[ 23 ]






س : ما دليل اشتراط القبول من الكتاب والسنة ؟





جـ : قال الله تعالى في شأن من لم يقبلها :



{ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ }


إلى قوله : { إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ }



{ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } . الآيات ،



وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم

كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا


فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ،


وكان منها أجادب أمسكت الماء

فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ،


وأصاب منها طائفة أخرى

إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ،


فذلك مثل من فقه في دين الله

ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ،


ومثل من لم يرفع بذلك رأسا

ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به » . (1) .







[ 24 ]






س ما دليل اشتراط الإخلاص من الكتاب والسنة ؟





جـ : قال الله تعالى :


{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } ،




وقال تعالى :


{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ } .



وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« أسعد الناس بشفاعتي

من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه » (2) ،



وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« إن الله تعالى حرم على النار

من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله » " (3) .



==================


(1) رواه البخاري ( 79 ) ، ومسلم ( الفضائل / 15 ) ، وأحمد ( 4 / 399 ) .


(2) رواه البخاري ( 99 ) ، وأحمد ( 2 / 373 ).

(3) رواه البخاري ( 425 ) ، ومسلم ( مساجد / 263 ) .


الساعة الآن 05:34 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "