شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   التربية الذليلة في الصوفية وأثرها في إضعاف الأجيال المسلمة (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=180420)

أبو فراس السليماني 27-10-15 11:22 AM

التربية الذليلة في الصوفية وأثرها في إضعاف الأجيال المسلمة
 
التربية الذليلة في الصوفية
وأثرها في إضعاف الأجيال المسلمة
==============
بقلم
يحيي بركات
جزاه الله تعالى خير الجزاء




13-09-2014


جسدت التربية النبوية للصحابة
النموذج الأسمى والمثالي
في إيجابيات التربية الإسلامية،

التي يجب وأن يحتذيها المربون
ويتخذوها قدوة ونبراسا لهم
امتثالا للأمر الإلهي

"
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ
وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً
",

ولهذا فكل تربية تخرج عن المنهج النبوي
تربية
ناقصة بعيدة عن الهدي النبوي
ومنحرفة عن المنهج الإسلامي،

حتى وإن ادعى أصحابها أنهم يربون أتباعهم تربية إسلامية.



وأخرجت التربية النبوية زعماء وقادة
حملوا المنهج الإسلامي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

وخاضوا الفيافي والقفار مجاهدين,
ووقفوا على شواطئ المحيطات والأنهار
داعين لله سبحانه ناشرين للحق في كل ربوع الأرض,

وصار كل منهم عَلَما في ميدانه
وسخَّروا كل مواهبهم التي لم تنطفئ
في خدمة دين الله.

وبالنظر للتربية الصوفية
التي يربيها
الشيخ للمريد

نجد أن
الصوفية قد ارتكبت جريمة في حق الأمة
لا تعدلها جريمة،

إذ
قتلت الأجيال الإسلامية
وصنعت منهم نماذج
مشوهة منحرفة
ضالة مضلة
تدعو
لليأس والقنوت وتترك السعي في الدنيا
وتنشر
الخمول والكسل والتواكل والبطالة،

وتدع بل
وتحارب أحيانا الجهاد في سبيل الله
وتحرفه عن مضمونه,
وتجعل من
الرقص والغناء وسائل للتقرب من الله,

وتبتعد عن المساجد
وتركن إلى الزوايا والتكايا والخلوات
وتترك ميادين الحق والجهاد.




وما ذلك كله إلا نتاج التربية السلبية المذلة
التي كان يربيها الشيخ لمريديه،

فتقتل كل مواهبهم
ويصيرون خدمًا خاصين به

أقصى آمالهم أن يقربهم الشيخ منه،
وهم على أتم الاستعداد لفعل أي شيء
في سبيل مرضاة شيخهم،

دون النظر إلى أي اعتبار شرعي أو فقهي

دون أن يصدر منهم أي رد فعل
على ما يأمرهم أو على ما ينهاهم،

فيكون كل منهم مسخًا من المسوخ
أو شبه إنسان،

يؤدي للشيخ خدماته ويبذل له من نفسه ومن خلقه
فتُسحق شخصياتهم

ويصبح أقربهم من شيخه أكثرهم تذللا بين يديه,

ولم يكن هذا
ما ربى عليه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه.



أبو فراس السليماني 27-10-15 11:22 AM

ملامح التربية الصوفية:




1- لا وصول لله بغير شيخ




زعم الصوفية من أجل تكبيل المسلمين بهم
وإرغامهم على السير خلف ركاب الشيوخ
أن نيل الولاية في دين الله سبحانه
لا يكون إلا عن طريق شيخ مرشد،

وأنه لا سبيل للإنسان لسلوك الطريق إلى الله
إلا عبر الشيخ
الذي يعتبر مفتاح باب الولوج على الله
وبغيره لا يمكن الولوج,

وفي هذا ابتداع في دين الله سبحانه
فما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين من بعده
أن يكون لكل منهم شيخ ليدله على الله؛
ليلزمه المسلم ويكون له خادما مطيعا
ملتزما بأوامره ونواهيه
كما زعم هؤلاء الصوفية.

أبو فراس السليماني 27-10-15 11:23 AM

فغالى الصوفية جدا في هذا المفهوم حيث قالوا:
"
من لا شيخ له فشيخه الشيطان"[1],

وربما لا يلتزم المسلم بشيخ
فيحفظ القرآن على يد قراء
أو يتعلم العلم على يد فقهاء
ويتعبد لله سبحانه,


فقرر الصوفية أنه
متجرئ على طريق الولاية
وأنه لن يفلح ولن يصل إلى الله

فقالوا:
"لو كان الرجل يوحي إليه
ولم يكن له شيخ لا يجيء بشيء
[2],

وكأن
الصوفية قد احتكروا القرب من الله
فلن يكون باب إليه سبحانه الا عن طريقهم".




وهذا الدجل غريب
وبعيد بل ومخالف لدين الله سبحانه,

وما هو إلا باب لاستعباد للعباد
واسترقاق لهم بسلبهم لإرادتهم ولممتلكاتهم
واتخاذهم عبيدا وخدما بمحض إرادتهم,

ولذلك منعا للتضارب بين الشيوخ على الأتباع
ابتدعوا في دين الله أيضا أفكارا

مثل ما صاغه الشعراني
من تحريم لتنقل المريد بين الشيوخ,
فقال:
"كما أن الله لا يغفر أن يشرك به
فكذلك الأشياخ لا يسامحون المريد
في شركته معهم غيرهم,
وكما أنه لم يكن للعالم إلهان,
فكذلك لا يكون للمريد شيخان[3],

فأين دليل مثل هذه الافتراءات العظيمة
في دين الله سبحانه ؟

أم يشرع هؤلاء الشيوخ في دين الله ما لم يأذن به ؟

"أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ
مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ".

==========
[1] الفجر المنير 68 قلادة الجواهر 177.

[2] لطائف المنن 334-335.
[3] الفتوحات الإلهية 87 , سلاسل القوم للصيادي 3ط السعادة- مصر.

أبو فراس السليماني 27-10-15 11:23 AM

2- الخضوع والاستسلام التام
في أمور الدين والدنيا




بعد الدخول في حبائل الشيخ
لا يستطيع المسلم الذي يسمى بالمريد
إلا أن يلتزم بالقوانين الصارمة
التي يسنها الشيوخ العارفون،

والتي يدعمونها بنصوص
ليس لها حظ من كتاب أو سنة صحيحة,

فليس له أن يسأل شيخه عن شيء فعله لم فعله,
أو عن شيء لم يفعله لِم لَم يفعله,

بل عليه الخضوع التام والموافقة المطلقة
والسير في الركاب

وليس عليه سوى التسبيح بحمد شيخه
في كل أمر قول أو فعل أو ترك
دون أن يفهم السبب
أو يحصل على المبرر الشرعي لذلك,

أبو فراس السليماني 27-10-15 11:24 AM

فكما يقول النفزي:

"من قال لأستاذه: لِمَ لا يفلح"[4],


فالفلاح عند الصوفية مرتبط بالقبول والإذعان والتسليم,

أما السؤال – حتى لو كان سؤال الجاهل للتعلم -

فهو الخسران المبين عندهم.
==========
[4] انظر غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ج 1 ص 197 .

أبو فراس السليماني 27-10-15 11:24 AM

ولم يقتصر القهر الفكري وسحق الشخصية
عند الصوفية عند فتح الفم بالسؤال والاستيضاح،



بل وصل الأمر لمطالبتهم بعدم تحرك النفس للسؤال
أي أن يكون خاملا
لا يفكر إطلاقا في قول الشيخ وفعله,

ولو فكر مرة ربما يحرم من صحبة الشيخ
ووجبت عليه التوبة من ذلك
وقلما تقبل منه أيضا,


فيقول القشيري في رسالته:

"من صحب شيخا من الشيوخ
ثم اعترض عليه بقلبه فقد نقض عهد الصحبة
ووجبت عليه التوبة،
ثم إن الشيوخ قالوا:
حقوق الأستاذين لا توبة منها".[5],
==========

[5] الرسالة القشيرية ج2 ص 736

أبو فراس السليماني 27-10-15 11:25 AM

ولماذا لا يقول القشيري ذلك
وهي كلمة شيخهم الأكبر وكبريتهم الأحمر ابن عربي:
"من شرط المريد
أن لا يكون بقلبه اعتراض على شيخه"[6],

وهو الذي قعَّد القواعد
لهذا الهدم الصوفي لدين الإسلام ؟.
==========

[6] التدبيرات الإلهية لابن عربي ص 226

أبو فراس السليماني 27-10-15 11:26 AM

ويبرر كثير من الكتاب الصوفيين في كتبهم
هذا السلوك من المريد مع الشيخ بأن

" الشيخ في أهله كالنبي في أمته "[7],

وجهلوا أو تجاهلوا أن الصحابة
كثيرا ما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم
عن أفعاله وأقواله ومواقفه
مثل موقف الحباب بن المنذر
في موقع المسلمين في غزوة بدر,

وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأيهم
في كثير من الأمور

بالإضافة إلى أسئلتهم له
عن ما يقوله في الصلاة في سكوته بين التكبير والقراءة
وغير ذلك,

فهل ما
يدعونه هذا له دليل من كتاب أو سنة ؟


وعلى المريد الطاعة المطلقة
في كل قول أو توجيه من الشيخ
وذلك في شئون دينه أو دنياه
وخاصة في بداية سلوكه
بما يضمن لهم استدامة
خنوعه حتى لحظة موته,

فيقول القشيري:


"
وأن لا يخالف شيخه في كل ما يشير عليه
لأن الخلاف للمريد في
ابتداء حاله
دليل على
جميع عمره" [8]


==========

[7] كشف المحجوب للهجويري ص 252 ,
الفتوحات الإلهية لابن عجيبة الحسني ص 173 .




أبو فراس السليماني 27-10-15 11:26 AM

3- عدم الاعتراض مطلقا


لا يعرف المسلمون من الدين
إلا أن كل مسلم يجب أن يضبط أفعاله
ويزنها بميزان الشريعة,

فما كان حكمه الوجوب كان تركه وزرا,
وما كان حكمه التحريم وجب الانتهاء والابتعاد عنه,


لكن في الصوفية
يجب أن يعلم المريد أن لشيخه أحكامه الخاصة,

فالحلال والحرام من علوم الشريعة لأهل الظاهر


أما من وصل لمرتبة شيخه فلا يتقيد بعلوم الشريعة،
بل ينتقل إلى الحقيقة
بالمروق من الإسلام ومن شرائعه تماما،

أبو فراس السليماني 27-10-15 11:27 AM

فعلى المريد أن لا يعترض على شيخه فيما يفعله
ولو كان فعلا محرما في الإسلام,

فلا يقول لشيخه: لِمَ فَعلت كذا،
لن من قال لشيخه: لِمَ ؟
لم يفلح أبداً

كما رباهم الصوفية إذ قالوا

http://www.almanhaj.com/vb/images/smilies/start.gifومن آداب المريد مع شيخه
عدم الاعتراض عليه في كل ما يفعله
ولو كان ظاهره حراما،
وأن يكون بين يدي شيخه
كالميت بين يدي مغسله ".[9]



فأنشد أحدهم في هذا المعنى قائلا:



وكن عنده كالميت عند مغسل **
يقلبه ما شاء وهو مطاوع



ولا تعترض فيما جهلت من أمره **
عليه فإن الاعتراض تنازع




وسلِّم له فيما تراه ولو يكن ***
على غير مشروع فثم مخادع [10]

==========
[9] تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب للشيخ محمد أمين الكردي النقشبندي 479و 529


[10] "تنوير القلوب "http://www.almanhaj.com/vb/images/smilies/start.gifص548http://www.almanhaj.com/vb/images/smilies/end.gif.


الساعة الآن 01:51 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "