شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الحــوار مع الــصـوفــيـــة (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=21)
-   -   الرد شبهة المجاز العقلي (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=44611)

abo othman _1 24-09-05 05:25 PM

الرد شبهة المجاز العقلي
 

الشبهة : شبهة المجاز العقلي

لقد تشبث هؤلاء المتصوفة لتبرير شركهم، وتجويز استغاثتهم بالأموات عند نزول النوازل وإلمام الملمات، لجلب الخيرات ودفع المضرات بشبهة أخرى، وهي: أن تصرف الأولياء في الكون وشفاءهم للأمراض، وكونهم يدمرون الأعداء وينصرون الأولياء، ويغيثون المستغِيثين إنما نقصد بذلك المجاز العقلي!

فالمتصرف في الكون هو الله في الحقيقة، والشافي للأمراض هو الله في الحقيقة، والناصر والمغيث هو الله في الحقيقة، وهو النافع الضار في الحقيقة، وهو الفاعل في الحقيقة، ولكن نسبة ذلك كله إلى الولي نسبة المجاز العقلي، لا على وجه الحقيقة.

يُجاب عن هذه الشبهة بما يلي:

إن وجود المجاز في اللغة ثم وجود المجاز العقلي مسألة مختلَف فيها عند البلاغيين فضلاً عن عدم وجود من قال به من السلف قبل الجهمية والمعتزلة.

لو فتح هذا الباب من التأويل لما وجد الشرك ، ولما حكم بالكفر على أحد أبدًا، وإن سبَّ الله تعالى، وسبّ الأنبياء عليهم السلام، ولو أنكر البعث والحشر والنشر، وأباح الفواحش، وادّعى الألوهية، مثلاً يكون معنى قول القائل: ( الرسول خالق السماوات والأرض ): رب الرسول – بحذف المضاف -، ومعنى قول فرعون فيما حكاه الله عنه بقوله: [ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ]: ( أنا أقول لكم: ربكم الأعلى ) – بتقدير القول -، وكذلك يكون معنى من قصد الأصنام وتضرع إليها: أنه يدعو الله الذي هو مالك الأصنام، ويتضرع إليه تعالى – بحذف المضاف -، فما ذكره أحد من المسلمين بهذه التأويلات الفاسدة أبدًا.

إن هؤلاء المستغِيثين بغير الله وأصحاب اعتقاد التصرف في الكون لغير الله أكثرهم عوام جُهال لا يدرون المجاز العقلي الذي اصطلح عليه المجازيون والبلاغيون، ولا يعرفون هذه المسألة. ومعلوم أن إرادة الشيء فرع عن تصوره.

إنهم يعتقدون في أهل القبور التصرف والإعطاء ولا يفهمون إلاَّ أنهم أهل للإعطاء والإيجاد، ويسمونهم أقطابًا وأغواثًا.
إنهم إذا نذروا للأموات وتأخروا في إيفاء نذرهم للأموات فيصابوا بسبب ذلك بمصيبة وبلية، يقولون: إن الشيخ الفلاني أصابني بالمصيبة؛ لأني لم أوفِ بنذره، وهكذا يحذرون من شرورهم. وهذا دليل صريح على أن هؤلاء لا يقصدون المجاز في أقوالهم وعقائدهم، بل يريدون الحقيقة ونسبة الفعل إلى هؤلاء الأولياء والصلحاء – كما يزعمون – الأموات على الحقيقة، فلا شائبة في كلامهم للمجاز العقلي ألبتة.

إن المشركين الذين أنزل الله فيهم القرآن إنما كانوا يدعونهم شفعاء لهم عند الله، وكانوا يقولون: إنما ندعوهم ليقربونا إلى الله زلفى، أي: منزلة ودرجة، ويشفعوا لنا في حاجاتنا، إذن أنهم لا يعتقدون في أصنامهم إلا بمثل اعتقاد المتصوفة في أوليائهم بأنهم لا يعطون شيئًا ولا يدفعون شيئًا، وإنما المعطي والدافع هو الله، ولكن هؤلاء الأصنام والمعبودات من دون الله ما هم إلاَّ للمنزلة والدرجة، ومع ذلك وسمهم الله بسمة المشركين، وحاربهم الرسول الأمين في حياته كلها، فما الفرق بين القول بالمجاز وبين القول بالزُّلفى والقربة والمنزلة؟ وإذا ثبت هذا تبيّن أن هؤلاء المتصوفة أشد شركًا منهم؛ لأنهم اعتقدوا فيهم القدرة والملك، والتصرف في الكون، بل الإحياء والإماتة وغيرها من الكفريات.

abo othman _1 24-09-05 05:28 PM

[COLOR="Black"]

إن النسبة المجازية - على فرض وجود المجاز -: هي نسبة الفعل إلى غير الفاعل الذي صدر منه ذلك الفعل، لا يخلو من أمرين:
أحدهما: لكونه ظرفًا للفعل، كقول القائل: (أنبت الربيع البقل)؛ أي: (أنبت الله البقل في وقت الربيع).
ثانيهما: لكونه سببًا في صدور ذلك الفعل، كقول القائل: (بنى الأمير المدينة)؛ أي: (بنى المعماري المدينة بأمر الأمير ونفقته).

وإذا عُرف هذا، فإن الذي ينادي ميتًا، أو حيًّا غائبًا، ويستغيث به، ويقول: يا فلان، أغثني، أو اشفني أو أنجني مثلاً لا ينطبق عليه أنه ناداه واستغاث به مجازًا من ناحية كونه ظرفًا للفعل؛ لأن الميت والغائب ليسا بظرف للفعل، فلا يقال: إن الميت أو الغائب ظرف للنداء أو الإغاثة أو الشفاء أو الإنجاء، حتى يُقال: إن هذه النسبة مجازية، والفاعل في الحقيقة هو الله تعالى، فهذا المجاز لا يتصوره أحد، ولا يصح في مثل هذه الصورة ألبتة.

وأما الصورة الثانية من المجاز التي هي: أن هذا المنادي المستغيث يقصد: أن الشافي والناصر والمنجي والمغيث هو الله تعالى في الحقيقة، ولكن يرى أنَّ الولِي الفلاني الذي يستغيث به ويناديه هو مجرد سبب لذلك.
فيُقال لهم: إن هذا الاحتمال أيضًا غير وارد، ولا يصح المجاز في هذه الصورة أيضًا؛ لأن هذا المنادي المستغِيث بهذا الولِي الميت، أو الحي الغائب، لا بد له من أن يعتقد فيه عقائد ثلاثًا:
الأولى: أن هذا الولِي الميت أو الحي الغائب يسمع صوته ونداءه فوق الأسباب العادية.
الثانية: أنه يعلم بحاله ويطلِع على مصيبته.
الثالثة: أن يعتقد فيه أنه يقضي حاجته بأن يشفع له عند الله.

فلا بد من هذه العقائد الثلاث، وإلاَّ لا يمكن جعله سببًا.

وإذا تحقق أنه لا بد من أن يعتقد هذا المنادي المستغِيث في ذلك المنادَى المستغَاث – الميت أو الحي الغائب - السمع المطلق، والعلم المطلق، والقدرة المطلقة، ومعلوم أن هذه كلها من صفات الله الخاصة به سبحانه، فالميت أو الحي الغائب لا يسمع نداء المستغِيث، ولا يعلم بحاله ولا يطلِع على مصيبته، فقد قال تعالى: [ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ]، وقال تعالى: [ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ] .

ثم إننا لو أوَّلنا إسنادهم الأمور إلى غير الله واستغاثتهم بغير الله وطلب النفع ودفع الضر عن غير الله باحتمال المجاز العقلي، فماذا نفعل بأعمالهم الشركية ، فهل يمكن تأويلها أيضًا بالمجاز؟ وإذا قلنا: نؤول، فبأي شيء نؤول سجودهم على أعتاب الأضرحة وطوافهم بالقباب، وذبحهم للقرابين وبذلهم النذور؟ فهل هذه الأعمال الشركية والأفعال الكفرية أيضًا: من باب المجاز؟

إن من المعروف أن التأويل والمجاز – حتى عند القائلين بهما - لا يُذْهَب إليهما إلاَّ إذا كان غير منصوص، وأمَّا إذا كان منصوصًا، مثل الأبيات الشعرية التي أوردناها والحكايات التي ذكرناها عن المتصوفة، فلم يقل أحد بأن في المنصوص أي مجاز، وإنما المجاز – على رأي القائلين به – يكون على الظاهر المحتمل له.

الأهم من هذا كله هو أن المشركين الذين نزل فيهم القرآن الكريم، وحكم بكفرهم كانوا يعتقدون السببية والتوسط، وهذا هو حجة من يرى المجاز العقلي، ويُبيح إسناد الأمور الخاصة بالله في ربوبيته وألوهيته لغير الله، فلو أن اعتقاد السببية والتوسط ينفع في حمل كلام من يدعو غير الله تعالى على المجاز العقلي، ويمنع من الحكم عليه بالشرك، لكان الله تعالى أعذر المشركين الذين يعتقدون التسبب والوساطة، ولحُكِمَ بالكفر على من يعتقد الاستقلال فقط.
ولكنَّ الله عز وجل حكم بالكفر على هؤلاء المشركين القائلين بالتسبب والتوسط، كما سيأتي ذكرهما في الشبهة التالية.
وبهذا بطل دعوى المجاز الذي يتشبثون به قديمًا وحديثًا.
( المرجع : رسالة : الشرك في القديم والحديث ، أبوبكر محمد زكريا ، 3 / 1227-1233) .

==================
منقول من موقع الكاشف
للشيخ سليمان الخراشي حفظه الله
==================

أبو عثمان

جمال الصوفى 01-10-05 04:47 AM

[B] اخى العزيز كل هذا الكلام لست متفق مع الاخ فية ولكن هناك سوال ااتوا لى بولى غير اولياء الصوفى وانا مستعد لمقابلتة وازهار كراماتة اخى العزيز قد اختبرت ولينا الشيخ عبد الغنى الجعفرى فى حجات كتير جدا جدا جدا والحمد لله اثبت ان هوة ولى من الاولياء وكان كل مرة يبص لى ويضحك لانة فاهمنى

abo othman _1 01-10-05 05:10 AM


بارك الله فيك أخي الكريم جمال الصوفى

حقيقة لا أعلم ما دخل الكرامات في هذا الموضوع ،، ولكن هل ترى أخي الكريم أن كل خارق للعادة يعتبر (( كرامة )) ؟؟؟

======================

أبو عثمان


الدكتور فاروق مصطفى 02-10-05 08:50 AM

لاخ الفاضل ابو عثمان اننى اؤيدك فى كل ماقلت عن إدعاء المجاز عند الصوفية فهم مثل اليهود يحرفون الكلم عن مواضعه
الرد من الله تعالى فى قرآنه المجيد يقول تعالى حين تدعو احد الاولياء الاموات فلا يسمع دعائك حيث يقول الله تعالى لرسوله محمدا صلى الله عليه وسلم((وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (فاطر : 22 )
فرسول الله (صلى الله عليه وسلم)لايسمع من فى القبور اتسمعهم انت ايها الصوفى
ثانيا يقول تعالى عن الدعاء والمدد والاستغاثة بهؤلاء الاموات اذا دعوتهم فقد اصبحت مشركا لقوله تعالى((إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (فاطر : 14 )
ان بعض ما يظهره الصوفية من اعمال السحر والدجل فهى من الشيطان لانهم يدعون الى إتباعه وهو يساعدهم بهذه الاعمال الشيطانية
ثانيا فى كتابنا دين الاسلام ودين الصوفية جميع اكابر الصوفية من السحرة وتوجد سلسة نسب الصوفية الى السحر ممكن ان ارسل لكم سلسلة السحرة الصوفيين .وكما يقول الله تعالى عن السحر((وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (البقرة : 102 ) وهدانا الله واياكم الى طريقه المستقيم دكتور فاروق مصطفى

جمال الصوفى 26-12-05 09:14 PM

لاخ الفاضل ابو عثمان اننى اؤيدك فى كل ماقلت عن إدعاء المجاز عند الصوفية فهم مثل اليهود يحرفون

انت بذلك تكفر الصوفية وليس لك الحق فى تكفير الصوفية

او تكفر اى احد الا ان يكون عندك الدليل وما نحن بكافرين وما نحن بيهود كما شبهتنا


ارجوا اغلاق البوابة بعد ما حدث

abo othman _1 27-12-05 04:33 AM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


متى كفرت الصوفية ؟؟؟

أرجو أخي الكريم أن لا تقولني ما لم أقل !!!!

ثم هل تريد أن اسرد لك الاقوال الكفرية والعقائد الكفرية في التصوف أو عند الصوفية ؟؟؟

==================

أبو عثمان



أبو نسيبة 09-09-09 04:24 PM

اقتباس:


إن المشركين الذين أنزل الله فيهم القرآن إنما كانوا يدعونهم شفعاء لهم عند الله، وكانوا يقولون: إنما ندعوهم ليقربونا إلى الله زلفى، أي: منزلة ودرجة، ويشفعوا لنا في حاجاتنا، إذن أنهم لا يعتقدون في أصنامهم إلا بمثل اعتقاد المتصوفة في أوليائهم بأنهم لا يعطون شيئًا ولا يدفعون شيئًا، وإنما المعطي والدافع هو الله، ولكن هؤلاء الأصنام والمعبودات من دون الله ما هم إلاَّ للمنزلة والدرجة، ومع ذلك وسمهم الله بسمة المشركين، وحاربهم الرسول الأمين في حياته كلها، فما الفرق بين القول بالمجاز وبين القول بالزُّلفى والقربة والمنزلة؟ وإذا ثبت هذا تبيّن أن هؤلاء المتصوفة أشد شركًا منهم؛ لأنهم اعتقدوا فيهم القدرة والملك، والتصرف في الكون، بل الإحياء والإماتة وغيرها من الكفريات.

سبحان الله لقد كتبت موضوعا مشابها بالامس فيه هذه الموافقة !!!
وذلك في هذا الموضوع:فوائد اله التمر في الجاهلية - في تجلية معنى الشرك لحيارى الصوفية

ونشرته للنقد هنا:

فوائد اله التمر في الجاهلية في تجلية معنى الشرك للصوفية


*** تفضلوا بزيارة ***

إذاعة القرون الاولى المفضلة المرئية
http://i649.photobucket.com/albums/u...ationsLogo.gif

مدونة شرار الخلق
http://i649.photobucket.com/albums/u...9/1ba05951.jpg

مدونة : الاشاعرة .. الوجه الآخر
http://i649.photobucket.com/albums/u...logspotcom.png


وموقع أشاعرة للرد على اشاعرة العصر الجهمية
http://img259.imageshack.us/img259/5471/120epf.jpg

أبو نسيبة 03-05-10 06:53 PM

رد شبهة المجاز العقلي أو الكسب والتسبب لتبرير شرك الاستعانة بالاموات
بسم الله


س: شبهة الكسب والتسبب أو ما يُسمى بالمجاز العقلي يدندن حولها كثير من القبوريين اليوم في تبرير شركياتهم فما حقيقة هذه الشبهة ؟ ، وأود من المشايخ وطلبة العلم الفضلاء بيان تهافتها أو إحالتنا على مراجع في ذلك، كما أود معرفة أول من قال بها ، وجزاكم الله خيرا.


ج:


المراد بالمجاز العقلي هو إسناد الفعل أو معناه إلى ملابس لـه غير ما هو لـه ([1]) ، ومُرادهم أنّ النّاس إذا توسلوا بالنبي ح أو بغيره من الأنبياء والصالحين لم يعبدوهم ، ولا أخرجهم ذلك عن توحيدهم لله تعالى ، وأنه هو المنفرد بالنفع والضرر ، وأنّه يجوز قول القائل : أسأل الله تعالى برسوله ؛ لأنه سائل لله تعالى لا لغيره([2]) ، ولاشك أنّ هذا الكلام باطل ومردود ! ، وقد جرَّت هذه الشبهة القبوريين إلى القول بجواز صرف بعض العبادات لغير الله ، وأنّ ذلك من قبيل الأخذ بالأسباب وليس من باب الشرك بالله ، ولا يعدّ ذلك عبادة لغير الله تعالى ، والفاعل لذلك مسلمٌ موحد ! فطلب الغوث والدعاء والاستعانة بالأنبياء والصالحين على سبيل الكسب والتسبب ، ومن الله تعالى على سبيل الخلق والإيجاد.
والذي يظهر لي أنّ أول من قرر شبهة المجاز العقلي في صرف بعض العبادات لغير الله هو أبو الحسن علي بن عبدالكافي السبكي في كتابه شفاء السقام في زيارة خير الأنام ، ولا شك أنّ ما تشبث به السبكي ومقلّدوه في هذه الشبهة باطلٌ ومردود.
إذ أنّ من المعلوم بالدين بالضرورة أن العبادة لا يجوز صرفها لغير الله ؛ وهذا محل اتفاق لا نزاع فيه؛ بل هذه الشبهة هي نظير ما قاله المشركون الأولون ! عن أوليائهم الذين عبدوهم من دون الله، وقد حكى الله U ذلك في كتابه الكريم على لسانهم فقالI:{ مَا نَعْبُدُهُمْ إلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } [سورة الزمر:3]، ويقول I :{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[سورة يونس:18]، فسمّاهم الله U مشركين ، وهم يعتقدون أنّ هؤلاء الأولياء مجرد وسائط بينهم وبين الله U في قضاء حوائجهم ، فدعاء الأحياء للأموات فيما لا يقدر عليه إلا الله ليس هو من باب التسبب ، وإنما الذي جعله ذلك هم عباد الأصنام([3]) .
وقد ادّعى القبوريون : أنّ الاستغاثة : طلب الغوث من الخالق وهو الله تعالى ، وتارة يطلب ممن يصح إسناده إليه على سبيل الكسب ، ومن هذا النوع الاستغاثة بالنبي r، وفي هذين القسمين تعدى الفعل تارة بنفسه كقوله تعالى :{ﭑ ﭒ ﭓ}، { ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ }[سورة القصص:15]، وتارة بحرف الجر كما في كلام النحاة في المستغاث به ، وفي كتاب سيبويه : " فاستغاث بهم لينشروا له كليباً " ... ، واستغيث بالله بمعنى طلب خلق الغوث منه ؛ فالله تعالى مستغاث فالغوث منه خلقاً وإيـجاداً ، والنبي r مستغاث والغوث منه تسبباً وكسباً .
ولاشك أنّ هذا الكلام باطلٌ من وجوه :
(1) الأدلة التي استدلوا بها على تسويغ طلب الإغاثة ! حجة عليهم لا لهم ؛ فالاستغاثة الجائزة إنما تكون من الأحياء فيما يقدرون عليه، كما حصل أن استغاث الإسرائيلي موسى -u- ليُخلصه من عدوه القبطي ، فالاستغاثة بالأحياء لدفع الشدائد التي يقدرون على دفعها جائز ، بخلاف الاستغاثة بالأموات فلا تجوز بحال([4]).
(2) لقد كان الصحابة –رضي الله عنهم- يُبْتلون بأنواع البلاء، ولم يكن أحد منهم يأتي قبر الرسول r أو قبر غيره من الأنبياء لطلب الدعاء والتوسل به، فهذا مما عُلِم بالاضطرار من دين الإسلام وبالنقل المتواتر وبإجماع المسلمين أنه غير مشروع([5]) .
(3) أن ثمة فرق بين الباء في ( استغثت به ) والتي يكون المضاف بها مستغاثاً مَدْعُوَاً مسؤولاً مطلوباً منه، وبالاستغاثة المحضة من الإغاثة التي يكون المضاف بها مطلوباً به لا مطلوباً منه ؛ فلفظ الاستغاثة في الكتاب والسنة وكلام العرب إنما هو مستعمل بمعنى الطلب من المستغاث به ، وقول القائل استغث به بمعنى طلبت منه الإغاثة لا بمعنى توسلت به فلا يجوز للإنسان الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله([6]) .
(4) كون العبد له قدرة كسبية على بعض الأمور فذلك لا يخرجه عن مشيئة الله تعالى ، فلا يستغاث به فيما لا يقدر عليه إلا الله كالإحياء والإماتة والرزق وغير ذلك من العبادات التي يُعدُّ صرفها لغير الله شرك([7]) .
(5) القول بأن الاستغاثة وما شابهها من الأفعال الشركية على سبيل المجاز لا الحقيقة، قولٌ مردود إذ أنّه وعلى التسليم بوقوع المجاز([8]) فإنّ حد المجاز العقلي لا ينطبق على دعاء الأموات ، وندائهم ، والاستغاثة بهم ، إذا اعتبرنا حال الداعين واعتقادهم؛ فالإسناد الواقع في كلامهم إسناد حقيقي، ولا ينطبق عليه حد المجاز العقلي ، ومن المرجحات لذلك اعتقادهم التأثير والتصرف المطلق في الكون فيمن يدعونهم من دون الله([9]).
وبما سبق يتضح بطلان شبهتي المجاز العقلي والكسب والتسبب.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




([1]) انظر : التعريفات (ص203) ، التعاريف للمناوي (ص637) .
([2]) انظر : شفاء السقام (ص 254)
([3]) انظر : منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ (ص290-294 ، 272-274) ، البيان المبدي لشناعة القول المجدي للشيخ سليمان بن سحمان (ص 95)
([4]) انظر : تلخيص كتاب الاستغاثة والمعروف بالرد على البكري لابن تيمية ( ص 90 ، 92 ، 124) ، غاية الأماني في الرد على النبهاني للألوسي (1/330) .
([5]) انظر : قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص 27)
([6]) انظر : المصدر السابق (ص82-83)
([7]) انظر : غاية الأماني في الرد على النبهاني للألوسي (1/330) .
([8]) اختلف العلماء في وقوع المجاز في اللغة وعدمه، وهذا الخلاف جارٍ في المجاز العقلي ، فقال قوم : بعدم وقوعه مطلقاً ، وقال آخرون : بوقوعه مطلقاً ، وفرق قوم فقالوا : بوقوعه في اللغة دون القرآن ، وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية ’ عدم وقوع المجاز مطلقاً لا في القرآن ولا في اللغة وانتصر لـه العلامة ابن القيم ’ بأكثر من خمسين وجهاً .
انظر : الإحكام للآمدي (1/72-79)، الإبهاج شرح المنهاج (1/296-299) ، البرهان للزركشي (1/541) ، والإحكام لابن حزم (4/437)، المسودة في أصول الفقه (ص147) ، الإيمان لابن تيمية (ص81) ، الإغريض في الحقيقة والمجاز والكناية والتعريض لأبي الحسن السبكي "مخطوط " ، مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم (ص271)، إرشاد الفحول في علم الأصول (ص51)، المدخل لابن بدران (ص183)، وللاستزادة : منع جواز المجاز في المنـزل للتعبد والإعجاز للشنقيطي .
([9]) انظر : الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب لقزويني (ص27) ، الواسطة بين الله وخلقه عند أهل السنة ومخالفيهم للمرابط الشنقيطي (ص566)


المجاز العقلي : عجلان بن محمد العجلان


المهم :

طهروا بيوت الله من جثث الصوفية

صوفية الشيخ الشعراوي: من دعاء الموتى و ذبح العجول الى زيارة السيدة نفيسة والبدوي وابن الفارض مع الردود / مجموعة فيديوهات
طهروا بيوت الله من جثث الصوفية




الساعة الآن 01:49 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "