شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   تهافت أساطير الإمامية - بحث يحجم عن خوض غماره آيات الشيعة (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=4561)

سعد الحمد 16-05-02 08:47 AM

تهافت أساطير الإمامية - بحث يحجم عن خوض غماره آيات الشيعة
 
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ، أما بعد :
منذ السنوات الأولى التي ظهرت فيها فكرة الإمامة الإلهية عند متقدمي الشيعة ، ظهرت معها ثلاث عقائد أخرى كانت بمثابة النتائج المتولدة عن هذه العقيدة الجديدة ، والتي ترابطت معها في مضمونها كترابط الشيء بلونه وريحه وطعمه ! فما ينفك جزء منها عن الباقي ، كما يستحيل فصل نتائج هذه النظرية عن أسبابها بنفس درجة استحالة فصل الشيء عن لونه أو طعمه أو ريحه ، فتجمعت هذه العقائد وشكلت بمجموعها أركان المذهب الاثني عشري ، وتغلغلت في نفوس الشيعة الاثني عشرية القدامى تغلغلاً أثبته بوضوح ذلك الكم الهائل من الروايات المدونة في التراث الاثني عشري عن كل جزء من هذه الأجزاء الأربعة ، والتي سارت في تغلغلها في كتب الشيعة بشكل مواز ومساو لنظرية الإمامة حذو القذة بالقذة ، بل فاقتها في بعض الموارد ، وسنذكر هذه العقائد الثلاث ، ثم نأتي بالدليل المؤيد لما ذكرناه .

العقيدة الأولى : اعتقاد وقوع التحريف في كتاب الله الكريم .
وسبب نشوء هذه العقيدة عند متقدمي الشيعة يعود إلى عدم عثورهم في كتاب الله العزيز على ما يؤيدهم فيما ذهبوا إليه من القول بفرض الإمامة الإلهية ، وثبوت النص من الله تعالى على كل إمام باسمه ، ولذا نرى أن معظم ما روته كتب الشيعة من أخبار تفيد وقوع التحريف في القرآن يدور حول الإمامة ومنزلتها ، والأئمة ومكانتهم الرفيعة ، وذكر الوعيد الشديد لمن أنكر إماماتهم أو اغتصب الخلافة من بين أيديهم ، وهذا أمر لا يجادل فيه إلا مكابر .
أما عن كمية الأحاديث المؤيدة لهذه العقيدة والتي ضمتها كتب الشيعة فقد عُدّت بمئات الروايات ، بل إن شيخ الشيعة الشهير الملقب عندهم بخاتمة المحدثين الميرزا حسين النوري الطبرسي قد جمع في كتابه ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) ما يزيد عن ألف ومائتي رواية من كتب الشيعة !! بينما لو تأملنا أوسع كتاب شيعي في جمعه لأحاديث النص على الإمامة ألا وهو كتاب ( إثبات الهداة ) ، لوجدنا مؤلفه قد جمع فيه حوالي 930 رواية في إثبات النص على الأئمة ، وهذا يخبرنا بمدى صدق المجلسي وصواب كلامه ودقة عبارته عندما قال في كتابه ( مرآة العقول : 2/536 ) ما نصه : ( وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى ، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً ، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار الإمامة ) ، وكذلك ما ذكره نعمة الله الجزائري في ( الأنوار النعمانية : 4/232 ) حول قضية القراءات السبع : ( إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة ، بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن ) ، وكذلك ما ذكره المازندراني في شرح أصول الكافي ( 11/76) : ( وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى ، كما يظهر لمن تأمل كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها ) .
فروايات النص على الإمامة بغثها وسمينها ، وصريحها وغامضها ، وصحيحها وضعيفها لا تزيد عن الألف ، بينما روايات تحريف القرآن تزيد عن الألف ومائتي رواية ، فلا يفوتنك ما في هذه الأرقام من دلائل !

العقيدة الثانية : هي الحكم على من أنكر الإمامة ولم يؤمن بها بالكفر والخروج من دين الإسلام ، وبالخلود في النار يوم القيامة ، وهذا الأمر ليس بمستغرب بعد أن علمنا أن الشيعة يجعلون الإمامة هي الركن الأول من أركان الإسلام ، وأن عليها مدار قبول الأعمال ، وأن إنكار الإمامة بمنزلة إنكار النبوة سواء بسواء !! وسنذكر أقوال بعض علماء الشيعة للتوضيح :
قال شيخ الشيعة ابن بابويه القمي في رسالة الاعتقادات ص 103 : ( واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء ، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله ) .
وقال المفيد في المسائل نقلاً عن بحار الأنوار للمجلسي ( 23/391 ) : ( اتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد من الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة ، فهو كافر ضال ، مستحق للخلود في النار ) .
وقال شيخ الطائفة الطوسي في تلخيص الصافي 4/131 : ( ودفع الإمامة كفر ، كما أن دفع النبوة كفر ، لأن الجهل بهما على حد واحد ) !!
وهذه النصوص الخطيرة ليست بحاجة إلى مزيد تعليق ، إلا أن من المناسب أن نضيف إليها أقوال بعض علماء الشيعة لتتضح الصورة ، ولتتبين حقيقة العلاقة بين نظرية الإمامة الإلهية وتكفير الشيعة لمخالفيهم .
قال الشيخ محمد حسن النجفي في كتابه جواهر الكلام : ( والمخالف لأهل الحق كافر بلا خلاف بيننا … كالمحكي عن الفاضل محمد صالح في شرح أصول الكافي بل والشريف القاضي نور الله في إحقاق الحق من الحكم بكفر منكري الولاية لأنها أصل من أصول الدين ) .
وقال أيضاً : ( ومعلوم أن الله تعالى عقد الأخوة بين المؤمنين بقوله تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) دون غيرهم ، وكيف يتصور الأخوة بين المؤمن والمخالف بعد تواتر الروايات ، وتظافر الآيات في وجوب معاداتهم والبراءة منهم ) .
ونقل الشيخ محسن الطبطبائي الملقب بالحكيم كفر من خالفهم بلا خلاف بينهم ، وذلك في كتابه مستمسك العروة الوثقى 1/392 !!
وسبب تكفير الشيعة لمخالفيهم لا يحتاج إلى تفكير طويل ! لأن القضية إنما تدور حول الإمامة والإيمان بها ، فمن أقر بها فهو مؤمن عندهم ، ومن رفضها فهو كافر مخلد في النار وبئس القرار .

العقيدة الثالثة : هي الإيمان بعصمة الأئمة ، وما يتفرع عنها من الإيمان الجازم بعلم الأئمة لجميع أنواع العلوم ، من قرآن وتفسير وحديث ولغة وتاريخ وجغرافيا وفقه وطب وهندسة وفلك وحساب وغيرها من أنواع العلوم ، إلا أن المشكلة أن الأحاديث التي يرويها الشيعة في كتبهم عن أئمتهم قد تسرب إليها من الخزعبلات والأباطيل والإسرائيليات والمناكير شيء كثير جداً ، بل مهول في حجمه ! حتى تحولت هذه الروايات من مصدر للفائدة إلى مصدر للتندر والتفكه ، وسيمر بنا شيء كثير منها مما صح إسناده في كتب الشيعة بالاتفاق .

فهذه العقائد الثلاث لا يمكن أن يقول قائل : إن مصدرها كان شيئاً غير نظرية الإمامة ، وإن وجد هذا القائل فليدلنا مشكوراً على الأسباب التي دعت الشيعة إلى الإيمان بهذه العقائد الثلاث ثم التبرئ منها بعد أن ظهر عوارها ؟

وقد كنت قد استفرغت جهدي في البحث في كتب الشيعة عن روايات في أبواب النص على الأئمة ، تكون صريحة المعنى ، صحيحة الإسناد ، خالية من العيوب والشذوذ في متونها ، يرويها رجال قد تم توثيق كل منهم بالنص عليه ، فلم أظفر بعد بحثي الطويل إلا بتسع روايات ، سوف أوردها بعد قليل للتأمل فيها .
كما أني - وعبر استقراء بعض كتب الشيعة - عثرت على أضعاف هذا العدد من الروايات المؤيدة للعقائد الثلاث المرتبطة بعقيدة الشيعة ، ألا وهي : روايات في إثبات تحريف القرآن ، وروايات في تكفير المخالفين ، وروايات تحكي كثيراً من الخزعبلات المضحكات المبكيات ، بالإضافة إلى بعض الروايات الأخرى التي يرفض الشيعة الإيمان بمضامينها ، فقمت باستخلاص ما يتفق علماء الشيعة على تصحيح إسناده وطرحت ما عداه ، وسأورد هذه الروايات مرتبة حسب مواضيعها مباشرة بعد سرد روايات النص على الأئمة ، ليتبين للقارئ العزيز مدى الترابط بين هذه العقائد ، من خلال عرض الروايات الصحيحة التي تتحدث عن مضامينها .

أحاديث النص على الأئمة :

الرواية الأولى : في النص على إمامة موسى الكاظم ، روى الكليني في الكافي ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله ، قال له منصور بن حازم : بأبي أنت وأمي إن الأنفس يغدا عليها ويراح ، فإذا كان ذلك فمن ؟ فقال أبو عبدالله : إذا كان ذلك فهو صاحبكم ، وضرب على منكب أبي الحسن الأيمن - فيما أعلم - وهو يومئذ خماسي ، وعبدالله بن جعفر جالس معنا .

الرواية الثانية : في النص أيضاً على إمامة موسى الكاظم ، روى الكليني ، عن محمد بن يحيى ، وأحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن الحسن بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عن فيض بن المختار ، في حديث طويل في أمر أبي الحسن ، حتى قال له أبو عبدالله : هو صاحبك الذي سألت عنه ، فقم إليه فأقر له بحقه ، فقمت حتى قبلت رأسه ويده ، ودعوت الله عز وجل له ، فقال أبو عبدالله : أما إنه لم يؤذن لنا في أول منك ، قال : قلت : جعلت فداك ، فأخبر به أحداً ؟ فقال : نعم ، أهلك وولدك ، وكان معي أهلي وولدي ورفقائي ، وكان يونس بن ظبيان من رفقائي ، فلما أخبرتهم حمدوا الله عز وجل ، وقال يونس : لا والله حتى أسمع ذلك منه ، وكانت به عجلة ، فخرج فأتبعته ، فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبدالله يقول له : وقد سبقني إليها يا يونس الأمر كما قال لك فيض ، قال : فقال : سمعت وأطعت ، فقال لي أبو عبدالله : خذه إليك يا فيض .

الرواية الثالثة : في النص أيضاً على إمامة موسى الكاظم ، فروى الكليني عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، قال : دعا أبو عبدالله أبا الحسن يوماً ونحن عنده ، فقال لنا : عليكم بهذا ، فهو والله صاحبكم بعدي .

الرواية الرابعة : في النص على إمامة علي الرضا ، حيث روى الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحاف ، قال : كنت أنا وهشام بن الحكم وعلي بن يقطين ببغداد ، فقال علي بن يقطين : كنت عند العبد الصالح جالساً ، فدخل عليه ابنه علي ، فقال لي : يا علي بن يقطين ، هذا علي سيد ولدي ! أما إني قد نحلته كنيتي ، فضرب هشام بن الحكم براحته جبهته ثم قال : ويحك ! كيف قلت ؟ فقال علي بن يقطين : سمعت والله منه كما قلت ، فقال هشام : أخبرك أن الأمر فيه من بعده .

الرواية الخامسة : في النص على إمامة الرضا أيضاً ، فقد قال الكليني في الكافي : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن معاوية بن حكيم ، عن نعيم القابوسي ، عن أبي الحسن أنه قال : إن ابني علياً أكبر ولدي ، وأبرهم عندي ، وأحبهم إلي ، وهو ينظر معي في الجفر ، ولم ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي .

الرواية السادسة : وروى الكليني أيضاً في النص على إمامة علي الرضا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن الحسين بن المختار ، قال : خرج إلينا من أبي الحسن بالبصرة ألواح مكتوب فيها بالعرض : عهدي إلى أكبر ولدي ، يعطي فلان كذا ، وفلان كذا ، وفلان كذا ، وفلان لا يعطى حتى أجيء أو يقضي الله عز وجل علي الموت ، إن الله يفعل ما يشاء .

الرواية السابعة : في النص على إمامة محمد الجواد ، حيث روى الكليني في الكافي ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن معمر بن خلاد ، قال : سمعت الرضا وذكر شيئاً فقال : ما حاجتكم إلى ذلك ؟ هذا أبو جعفر أجلسته مجلسي ، وصيرته مكاني ، وقال : إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة .

الرواية الثامنة : أيضاً في النص على إمامة محمد الجواد ، حيث روى الكليني في الكافي ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن صفوان بن يحيى ، قال : قلت للرضا : قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر ، فكنت تقول : يهب الله لي غلاماً ، فقد وهبه الله لك ، فأقر عيوننا فلا أرانا الله يومك ، فإن كان كون فإلى من ؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه ، فقلت : جعلت فداك ، هذا ابن ثلاث سنين ، فقال : وما يضره من ذلك ؟ فقد قام عيسى عليه السلام بالحجة وهو ابن ثلاث سنين .

الرواية التاسعة : في النص على إمامة علي الهادي ، حيث روى الكليني في الكافي ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مهران ، قال : لما خرج أبو جعفر من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه ، قلت له عند خروجه : جعلت فداك ، إني أخاف عليك في هذا الوجه ، فإلى من الأمر من بعدك ؟ فكر إلي بوجهه ضاحكاً ، وقال : ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة ، فلما خرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه ، فقلت له : جعلت فداك ، أنت خارج فإلى من الأمر من بعدك ؟ فبكى حتى اخضلت لحيته ، ثم التفت إليّ فقال : عند هذه يخاف علي ، الأمر من بعدي إلى ابني علي .

وهذا هو كل ما وجدته حتى الآن ، ولا أزعم أني قد حصرت كل الروايات ، لكني أقطع بأني لم يفتني إلا اليسير .

ونأتي الآن إلى الروايات المؤيدة للعقيدة الأولى ألا وهي قضية وقوع التحريف في كتاب الله الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حميد مجيد ، فقد ظفرت بثلاث روايات صحيحة تصلح لأن تكون مقدمة لبقية الروايات ، وإليك إياها أيها القارئ الكريم :

الرواية الأولى : روى الكليني في باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، قال : سمعت أبا جعفر يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده .

الرواية الثانية : روى الكليني في آخر كتاب فضل القرآن من الكافي ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ، قال : إن القرآن الذي جاء به جبرائيل إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية .

الرواية الثالثة : روى الكليني ، عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ، قال : نزل القرآن على أربعة أرباع : ربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام .
فالرواية الأولى تنص على تكذيب كل من يزعم أنه قد جمع القرآن كله !! وما أكثر من يدعون ذلك قديماً وحديثاً ، والثانية تنص على أن عدد آيات القرآن الأصلي هو ثلاثة أضعاف الموجود بين أيدينا الآن !! بينما تذكر الثالثة أن نصف القرآن نزل في شأن الأئمة وأعدائهم !! فهلا دلونا على مواضع هذه الآيات من القرآن الموجود بين أيدينا الآن ؟!

ولنواصل الآن عرض بقية الروايات التي تنص على وقوع التحريف في القرآن ، ولنعد الترقيم مرة أخرى غاضين الطرف عن الروايات الثلاث التي ذكرناها آنفاً ، ونهيب بالقارئ الكريم ألا يغفل عن مدى علاقة ما سنذكره من روايات بعقيدة الإمامة والنص الإلهي :

الرواية الأولى : روى الكليني في الروضة : عن محمد ، عن أحمد ، عن ابن فضال ، عن الرضا أنه قرأ : ( فأنزل الله سكينته على رسوله وأيده بجنود لم تروها ) ، قلت : هكذا ؟ قال : هكذا نقرؤها ، وهكذا تنزيلها .
أقول : تنزيل هذه الآية في المصحف الموجود بين أيدي المسلمين اليوم هكذا : ( فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ) ، فأين نزلت الآية التي تذكرها الرواية ؟!

الرواية الثانية : في تفسير قول الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) ، قال علي بن إبراهيم القمي : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن سنان ، قال : قرئت عند أبي عبدالله : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) ، فقال أبو عبدالله : ( خير أمة ) يقتلون الحسن والحسين ؟ فقال القارئ : جعلت فداك ، كيف نـزلت ؟ قـال : نزلت : ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) ، ألا ترى مدح الله لهم : ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) .

الرواية الثالثة : وروى علي بن إبراهيم القمي أيضاً في تفسير سورة النساء ، فقال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ، قال : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك يا علي فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ) ، هكذا نزلت !!
أقول : إن الآية التي نزلت في قرآن المسلمين ليست هكذا ، وإنما هي ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ) !

الرواية الرابعة : وروى علي بن إبراهيم القمي أيضاً في نفس السورة ، فقال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ، قال : إنما أنزلت : ( لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً ) ، وقرأ أبو عبدالله : ( إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً . إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً وكان ذلك على الله يسيراً ) .
أقول : الآيات كما هي موجودة في القرآن المتداول بين أيدي المسلمين على الشكل التالي : ( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً ) ، ( إن الذي كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً . إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً وكان ذلك على الله يسيراً ) .

الرواية الخامسة : في تفسير قول الله تعالى : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) ؛ قال علي بن إبراهيم القمي في تفسيره : حدثني محمد بن الوليد ، عن محمد بن الفرات ، عن أبي جعفر ، قال : ( والشعـراء يتبهم الغاوون ) ، قال : نزلت في الذين غيروا دين الله بآرائهم ، وخالفوا أمر الله ، هل رأيتم شاعراً قط تبعه أحد ؟! إنما عنى الله بذلك الذين وضعوا ديناً بآرائهم ، فيتبعهم الناس على ذلك ، ويؤكد ذلك قوله : ( ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ) ، يعني : يناظرون بالأباطيل ، ويجادلون بالحجج المضلة ، وفي كل مذهب يذهبون ، ( وأنهم يقولون مالا يفعلون ) ، قال : يعظون الناس ولا يتعظون ، وينهون عن المنكر ولا ينتهون ، ويأمرون بالمعروف ولا يعملون ، وهم الذين غصبـوا آل محمد حقهم ، ثم ذكر آل محمد وشيعتهم ( المهتدين ) ، فقال : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد مـا ظلمـوا ) ، ثم ذكـر أعداءهـم ومن ظلمهم ، فقال : ( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون ) ، هكذا والله نزلت .
أقول : أتت الآية في القرآن الكريم بدون زيادة ( آل محمد حقهم ) ، فمن الذي أضافها ؟ هل هو الإمام أم الراوي ؟!

الرواية السادسة : وروى علي بن إبراهيم في تفسيره ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن أبي بصير والفضيل عن أبي جعفر ، قال : إنما نزلت : ( أفمن كان على بينة من ربه ) يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به ) ، فقدموا وأخروا في التأليف .
أقول : الآية كما هي في قرآن المسلمين على النحو التالي : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة أولئك يؤمنون به ) ، ولا يوجد فيها لا تقديم ولا تأخير !

الرواية السابعة : وروى الكليني في الكافي ، فقال : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة ، قال : سألت أبا جعفر عن قول الله عز وجل : ( وكان رسولاً نبياً ) وما الرسول وما النبي ؟ قال : النبي الذي يرى في منامه ، إلى أن قال : ثم تلا : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ) .
أقول : وقد روى الصفار في بصائر الدرجات نفس هذه الرواية ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة ، عن زرارة ، قال : سألت أبا جعفر عن قول الله عز وجل : ( وكان رسولاً نبياً ) ، قلت : ما هو الرسول من النبي ؟ قال :هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين ، ثم تلا : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ) .
أقول : الزيادة في الآية ( ولا محدث ) ليست من قرآن المسلمين في شيء ، بينما قد عقد محمد بن الحسن الصفار باباً كاملاً لإثباتها في بصائر درجاته !!

الرواية الثامنة : وروى الكليني في الروضة : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن بريد بن معاوية ، قال : تلا أبو جعفر : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن خفتم تنازعاً في الأمر فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم ) ، ثم قال : كيف يأمر بطاعتهم ويرخص في منازعتهم ؟ إنما قال ذلك للمأمورين الذين قيل لهم : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) .
أقول : ويبدو أن هناك رأياً آخر لعلي بن إبراهيم القمي شيخ الكليني حول هذه الرواية ، فقد قال في تفسيره قول الله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) : حدثني أبي ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي عبدالله ، قال : نزلت : ( فإن تنازعتم في شيء فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم ) .
أقول : والآية الصحيحة بتمامها هي قول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) ، وهي نص صريح في تشبيه طاعة الله تعالى بطاعة رسوله ، وتفريقهما عن طاعة الأئمة ، إذ قُدّم فعل الأمر ( أطيعوا ) قبل طاعة الله وطاعة الرسول فقط ، ولو كانت طاعة الأئمة مثل طاعة الرسول لأصبح السياق : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا أولي الأمر منكم ) ، أو أن يكون ( أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم ) ، لكن سياق الآية الوارد في قرآن المسلمين يثبت التفريق ، وأن طاعة ولاة الأمر محصورة غير مطلقة ، وهذا ينافي معتقد الشيعة حول الأئمة وولاة الأمر .

الرواية التاسعة : في تفسير سورة الجمعة ، قال علي بن إبراهيم القمي : عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي أيوب ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله ، قال : نزلت : ( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انصرفوا إليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة ) .
أقول : الآية الصحيحة هي : ( وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها ) ، وليس انصرفوا .

فهذه تسع روايات صحيحة تثبت تحريف القرآن تقف في مقابل الروايات التسع التي تحكي النص على الأئمة ، لكن تنبه أخي القارئ إلى أن روايات النص مقتبسة من كتب شتى ، بينما لم نتجاوز في التتبع لروايات التحريف عن خمسة كتب من كتب الشيعة !! فلا يفوتنك المقصد !

ولنشرع الآن - متوكلين على الله تعالى - في سرد الروايات الصحيحة التي تتعلق بتكفير الشيعة لخصومهم من أهل القبلة ، وحكم رواياتهم الصحيحة عليهم بالخلود في النار يوم القيامة ، فانطلق معي عزيزي القارئ وانظر في الروايات التالية :

الرواية الأولى : روى الصفار في البصائر : عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبدالعزيز بن المهتدي ، عن عبدالله بن جندب ، عن أبي الحسن ، أنه كتب إليه في رسالة : أن شيعتنا مكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله علينا وعليهم الميثاق ، يردون موردنا ، ويدخلون مدخلنا ، ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم .
وقد روى علي بن إبراهيم القمي هذه الرواية تامة في تفسيره قول الله تعالى ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) ، فقال : حدثني أبي ، عن عبدالله بن جندب ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا أسأل عن تفسير هذه الآية ، فكتب إلي الجواب : وجاء فيه .. وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق ، وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله علينا وعليهم الميثـاق ، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ، ليس على ملـة الإسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة ، نحن آخذون بحجزة نبينا ، ونبينا آخـذ بحجزة ربنا ، والحجز النور ، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ، من فارقنا هلك ، ومن تبعنا نجـا ، والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر .
أقول : إسناد الصفار يشترك مع إسناد علي بن إبراهيم في عبدالله بن جندب الثقة الثبت المشهور ، عن علي الرضا إمام الشيعة الثامن ، فإن كانت الرواية موضوعة فإن العيب يكمن في أحدهما قطعاً ، فمن هو يا ترى ؟!

الرواية الثانية : وروى الكليني في الروضة : عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي أمية يوسف بن ثابت بن أبي سعيدة ، عن أبي عبدالله أنه قال : والله لو أن رجلاً صام النهار وقام الليل ثم لقي الله عز وجل بغير ولايتنا أهل البيت للقيه وهو عنه غير راض أو ساخط عليه ، ثم قال : وذلك قول الله عز وجل : ( وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون . فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ) .
أقول : تأمل استشهاد الإمام بالآية : ( إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ) ، ( وهم كافرون ) !

الرواية الثالثة : روى الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيسى بن السري أبي اليسع قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحدا التقصير عن معرفة شئ منها ، الذي من قصر عن معرفة شئ منها فسد دينه ولم يقبل [ الله ] منه عمله ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله ولم يضق به مما هو فيه لجهل شئ من الأمور جهله ؟ فقال : شهادة أن لا إله إلا الله والإيمان بأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والإقرار بما جاء به من عند الله وحق في الأموال الزكاة ، والولاية التي أمر الله عز وجل بها : ولاية آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
أقول : مرة أخرى ، تأمل في قول السائل : ( الذي من قصر عن معرفة شئ منها فسد دينه ولم يقبل [ الله ] منه عمله ) !

الرواية الرابعة : وروى الكليني في الكافي ( 1/413 ) باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصفاح ، قال : سالت أبا عبدالله عن قول الله عز وجل ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) ؟ فقال : عرف الله إيمانهم بولايتنا ، وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذر .

الرواية الخامسة : وروى علي بن إبراهيم القمي في تفسير سورة الشعراء عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبدالله وأبي جعفر ، قالا : والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك ( فما لنا من شافعين . ولا صديق حميم . فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ) .
أقول : لاحظ أن الناس ينقسمون إلى فئتين : أتباع وأعداء ! وأن هؤلاء الأعداء يتمنون العودة إلى الدنيا ليكونوا من المؤمنين !!

الرواية السادسة : وروى الكليني في باب من مات وليس له إمام : عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان ، عن الفضيل ، عن الحارث بن المغيرة ، قال : قلت لأبي عبدالله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ؟ قال : نعم ، قلت : جاهلية أم جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه ؟ قال : جاهلية كفر ونفاق وضلال .

الرواية السابعة : وروى الكليني عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جفعر عليه السلام يقول : كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول ، وهو ضال متحير ، والله شانئ لأعماله ... والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل ظاهر عادل ، أصبح ضالاً تائهاً ، وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق ، واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله ، قد ضلوا وأضلوا ، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ، لا يقدرون على مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد .
أقول : هذه الرواية وأمثالها لا تحتاج إلى تعليق !!

الرواية الثامنة : وروى الصدوق في الحديث الأول من الجزء الثاني من كتاب علل الشرائع فقال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبدالله ، قالا : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى ، عن عبدالله بن جبلة ، عن الصباح المزني وسدير الصيرفي ومحمد بن النعمان الأحول وعمر بن أذينة ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنهم حضروه ، فقال : يا عمر بن أذينة ، ما ترى هذه الناصبة في أذانهم وصلاتهم ؟ فذكر خبراً عن أهل السنة .
أقول : من المعلوم الواضح أن النواصب عند الشيعة كفار زنادقة مارقون من الدين ، شر من اليهود والنصارى ، وأنجس من الكلاب ، والرواية السابقة تقسم الناس إلى قسمين : شيعة ، ونواصب !! فإلى أي قسم ينتمي أهل السنة يا ترى ؟!

الرواية التاسعة : وروى الكليني في باب دعائم الإسلام : عن أبي علي الأشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عباس بن عامر ، عن أبان بن عثمان ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ، قال : بني الإسلام على خمس : على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية ، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه - يعني الولاية - .
أقول : وما الذي سيتبقى من البنيان بعد أن ينهدم أحد أركانه التي يقوم عليها ؟!

الرواية العاشرة : وروى الكليني في باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله في قول الله عز وجل : ( وأوفوا بعهدي ) ، قال : بولاية أمير المؤمنين ، ( أوف بعهدكم ) ، أوف لكم بالجنة .
أقول : مفهوم المخالفة واضح في الرواية ، وهو أن من لم يوف بولاية أمير المؤمنين فلن يوفي الله له بالجنة ، وإنما مآله إلى النار مع الكفرة الفجار .

فهذه عشر روايات تنص على تكفير أهل السنة اقتنصناها على عجالة من أمرنا من بعض كتب الشيعة ، ويحق لنا الآن أن نتأمل فيما ذكره الخميني في كتابه الأربعين ص 512-513 ، حيث قال عند تعليقه على أحد الأحاديث : ( إن ما مر في ذيل الحديث الشريف من أن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط في قبول الأعمال ؛ يعتبر من الأمور المسلّمة ، بل تكون من ضروريات مذهب التشيع المقدس ، وتكون الأخبار في هذا الموضوع أكبر من طاقة مثل هذه الكتب المختصرة على استيعابها ، وأكثر من حجم التواتر ، ويتبرك هذا الكتاب بذكر بعض تلك الأخبار ... والأخبار في هذا الموضوع وبهذا المضمون كثيرة ، ويستفاد من مجموعها أن ولاية أهل البيت عليهم السلام شرط في قبول الأعمال عند الله سبحانه ، بل هو شرط في قبول الإيمان بالله والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ) .

ولننطلق الآن في سرد أحاديث العلوم اللدنية المستودعة عند الأئمة ، والتي ينقلونها من الجفر الأحمر المحمر ، والصحيفة الجامعة المانعة !! والتي حوت كل شيء حتى نصف الجلدة وربع الجلدة ، وحتى إرش الخدش وما هو أقل منه ، وهذه الروايات تتميز بالطرافة الشديدة ، وفيها من العجائب شيء كثير ، فانطلق معي عزيزي القارئ وتأمل فيما سيأتيك من طرائف ونوادر :

الرواية الأولى : روى الصفار في بصائر الدرجات ( ص 92 ) : حدثنا أحمد بن محمد البرقي ، عن علي بن الحكم ، عن مالك ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ، قال : منا من يسمع الصوت ولا يرى الصورة ، وإن الملائكة لتزاحمنا على تكأتنا ، وإنا لنأخذ من زغبهم فنجعله سنجاباً لأولادنا .
أقول : راوي هذه الرواية يتخيل أن الملائكة طيوراً تحمل ريشاً فوق أجنحتها ، وأن هذا الريش قابل للتساقط خلال الطيران من السماء إلى الأرض وبالعكس ، ولهذا يتناثر شيء من هذا الريش النوراني في بيوت الأئمة عندما تزورهم الملائكة !! وغفل الراوي عن أن الملائكة عليهم السلام أجمعين خلق خلقهم الله من نور ، وأنهم لا يأكلون ولا يشربون ، وأن أجسامهم لا تزيد ولا تنقص !! فمن أين جمع الإمام ذلك الزغب الملائكي الذي كوّن منه السناجب لأبنائه ؟!
وقد روى الكليني نفس هذه الرواية في كتابه الكافي ، في باب أن الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم : عن محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، قال : حدثني مالك بن عطية الأحمسي ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : دخلت على علي بن الحسين فاحتبست في الدار ساعة ، ثم دخلت البيت وهو يتلقط شيئاً ، وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت ، فقلت : جعلت فداك ، هذا الذي أراك تلتقطه أي شيء هو ؟ فقال : فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا ، نجعله سيحاً [ سبحاً ] لأولادنا ، فقلت : جعلت فداك ، وإنهم ليأتونكم ؟! فقال : يا أبا حمزة ، إنهم ليزاحموننا على تكأتنا .

الرواية الثانية : روى الكليني ( 8/89 ) ، عن محمد ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله ، قال : سألته عن الأرض ، على أي شيء هي ؟ قال : هي على حوت ! قلت : فالحوت على أي شيء هو ؟ قال : على الماء ! قلت : فالماء على أي شيء هو ؟ قال : على صخرة ! قلت : فعلى أي شيء الصخرة ؟ قال : على قرن ثور أملس ! قلت : فعلى أي شيء الثور ؟ قال : على الثرى ! قلت : فعلى أي شيء الثرى ؟ فقال : هيهات ، عند ذلك ضل علم العلماء !!
أقول : أي حوت هذا الذي حمل الأرض على ظهره ؟! وأي بحر ضمه بعد ذلك ؟ وأي صخرة جمعت هذا الماء كله فوقها ؟ ثم أي ثور هذا الذي استطاع أن يحمل الصخرة على طرف قرنه الأملس ؟!! وأخيراً : أين ذهب علم الأئمة اللدني عن إدراك ما وراء الثور والثرى ؟! فلربما استزدنا من العلوم النافعة لو أن الإمام أكمل لنا السلسلة حتى نعلم على أي شيء تقف هذه الأرض في النهاية ؟ بدلاً من تصديق من زعموا أنها كتلة ضخمة طائرة في الفضاء بتقدير الله ، وأنها تدور حول الشمس بحركة ثابتة منتظمة !!

الرواية الثالثة : روى الصدوق في العلل ( 2/172 ) : أبي رحمه الله ، قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهم السلام ، قال : كان علي عليه السلام يقوم في أول المطر أول مطر يمطر حتى يبتل رأسه ولحيته وثيابه ، فيقال له : يا أمير المؤمنين ، الكن ، الكن ، قال : إن هذا ماء قريب العهد بالعرش ، ثم أنشأ يحدث ، فقال : إن تحت العرش بحراً فيه ماء ينبت به أرزاق الحيوان ، وإذا أراد الله أن ينبت ما يشاء لهم رحمة منه أوحى الله تعالى فمطر منه ما شاء من سماء إلى سماء حتى يصير إلى سماء الدنيا ، فيلقيه السحاب ، والسحاب بمنزلة الغربال ، ثم يوحي الله عز وجل إلى السحاب : اطحنيه وأذيبيه ذوبان الملح في الماء ، ثم انطلقي به إلى موضع كذا وكذا عباب أو غير عباب ، فتقطر عليهم على النحو الذي يأمرها به ، فليس من قطرة تقطر إلا ومعها ملك يضعها موضعها ، ولم ينزل من السماء قطرة من مطر إلا بقدر معدود ، ووزن معلوم ، إلا ما كان يوم الطوفان على عهد نوح ، فإنه نزل منها منهمراً بلا عدد ولا وزن .
أقول : وهل يحتاج الماء إلى طحن وإذابة كي يأمر الله السحاب بفعل ذلك ؟؟ الذي نعلمه ويعلمه العقلاء جميعاً أن الماء يذيب غيره ولا يذوب في غيره من السوائل ، وأن الطحن إنما يكون للأجسام الصلبة التي تحتاج إلى تفتيت ، فلأي شيء يطحن الماء ؟؟
ثم إن الراوية تذكر أن مياه الأمطار تنزل من هذا البحر الواقع تحت العرش إلى السماء الدنيا ، ثم يطحنه السحاب في السماء الدنيا ، ثم ينزل بعد ذلك إلى الأرض !! بينما أثبتت الاكتشافات العلمية في هذا العصر أن السحاب يتكون نتيجة تبخر مياه البحار والأنهار ، ثم يتجمع هذا البخار في الأجواء حتى يأمر الله سبحانه بهطوله مرة أخرى ، ولسنا ندري في الواقع من نصدق : هل نصدق آلاف التجارب التي أثبتت صحتها في هذا العصر ؟ أم نصدق العلوم اللدنية التي يفيض بها أئمة الشيعة والتي رواها الثقات الأثبات بأسانيدهم الصحيحة ؟!

الرواية الرابعة : روى الكليني في باب مولد الجواد : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : استأذن علي أبي جعفر قوم من أهل النواحي من الشيعة ، فأذن لهم فدخلوا ، فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة ، فأجاب وله عشر سنين .
أقول : يبدو أن مجالس الأئمة طويلة للغاية ، إذ لو استغرقت كل مسألة من هذه المسائل مدة دقيقة واحدة لاحتاجوا إلى أكثر من عشرين يوماً ! لكن لا تغفل عزيزي القارئ عن أن هذه الرواية يرويها علي بن إبراهيم عن أبيه عن الإمام الجواد مباشرة ، وحاول أن تستنتج مصدر الرواية بنفسك !

الرواية الخامسة : روى الكليني في باب الرمان : عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبدالله ، قال : من أكل حبة من رمان أمرضت شيطان الوسوسة أربعين يوماً .
أقول : المشكلة أننا نرى الناس يأكلون الرمان صباحاً ومساء ، وهم في الحال كما كانوا !! فأين ذهب أثر الرمان المبارك ؟!
لكن يبدو لي أن أحد رواة الخبر كان ممن يتاجرون ببيع الرمان !

الرواية السادسة : روى الصدوق في العلل ( 1/339 ) : حدثنا محمد بن الحسن رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن الحسن بن علي ، عن عبدالله بن بكير ، عن عبدالله بن أبي يعفور ، قال : وذكر حديثاً دار بينه وبين زرارة ، وجاء فيه أن جعفر الصادق قال له : تعلم يابن أبي يعفور ، فقلت : جعلت فداك ، علمني ، فقال : إياك والاضطجاع في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين ، وإياك والاستلقاء على القفاء في الحمام فإنه يورث داء الدبيلة ، وإياك والتمشط في الحمام فإنه يورث وباء الشعر ، وإياك والسواك في الحمام فإنه يورث وباء الأسنان ، وإياك أن تغسل رأسك بالطين فإنه يسمج الوجه ، وإياك أن تدلك رأسك ووجهك بمئزر فإنه يذهب بماء الوجه ، وإياك أن تدلك تحت قدمك بالخزف فإنه يورث البرص ، وإياك أن تغتسل من غسالة الحمام ففيها يجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم ، فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقاً أنجس من الكلب ، وإن الناصب لنا أهل البيت أنجس منه .
أقول : لست أدري عن أي شحم في الكليتين يتحدث الإمام ؟!! ثم لست أدري أيضاً ما علاقة الاضطجاع بالحمام بإذابة هذا الشحم الموهوم ؟! وأما دلك باطن القدم بالخزف وإيراثه للبرص فهي من العجب الذي لا ينبغي أن يفوّت !

الرواية السابعة : روى الكليني في باب مولد أبي محمد الحسن بن علي العسكري : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، قال : دخلت على أبي محمد .... فقلت : يا سيدي ، روي لنا عن آبائك أن نوم الأنبياء على أقفيتهم ، ونوم المؤمنين على أيمانهم ، ونوم المنافقين على شمائلهم ، ونوم الشياطين على وجوههم ، فقال : كذلك هو .
أقول : ليتأمل كل شخص في كيفية نومه ليصنف نفسه بين هذه الأصناف المذكورة ، وأهيب بالقارئ أن يحرص منذ الآن أن ينام على يمينه حتى يثبت له وصف الإيمان ، وإن استطاع أن يديم النوم على قفاه ليدرك منزلة الأنبياء فليفعل ؛ وليستعن بشيء من الحبال والسلاسل ليثبت نفسه جيداً حتى يدرك المرتبة العظيمة ، فإن فضل الله واسع ، والله ذو الفضل العظيم !

الرواية الثامنة : روى الكليني في الروضة : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي جعفر الأحول ، عن عبدالله بن سنان ، قال : سمعت أبا عبدالله يقول : إن الله خلق الخير يوم الأحد ، وما كان ليخلق الشر قبل الخير ، وفي يوم الأحد والاثنين خلق الأرضين ، وخلق أقواتها في يوم الثلاثاء ، وخلق السماوات يوم الأربعاء ويوم الخميس ، وخلق أقواتها يوم الجمعة ، وذلك قوله عز وجل : ( خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ) .
أقول : هذه الرواية موافقة لما في القرآن من أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، فجعلت ثلاثة أيام للأرض ، وثلاثة أيام للسماء ، لكنها معارضة لآيات أخرى من القرآن تثبت أن خلق الأرض تم في أربعة أيام ، وأن خلق السماوات تم في يومين ، فقد قال الله تعالى في سورة فصلت : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين . وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين . ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين ، فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها ) .

الرواية التاسعة : روى الكليني في الروضة : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن سليمان بن خالد ، قال : سألت أبا عبدالله عن الحر والبرد مم يكونان ؟ فقال لي : يا أبا أيوب ، إن المريخ كوكب حار ، وزحل كوكب بارد ، فإذا بدأ المريخ في الارتفاع انحط زحل وذلك في الربيع ، فلا يزالان كذلك كلما ارتفع المريخ درجة انحط زحل درجة ثلاثة أشهر ، حتى ينتهي المريخ في الارتفاع وينتهي زحل في الهبوط فيجلو المريخ ، فلذلك يشتد الحر ، فإذا كان في آخر الصيف وأول الخريف بدأ زحل في الارتفاع وبدأ المريخ في الهبوط ، فلا يزالان كذلك كلما ارتفع زحل درجة انحط المريخ درجة ، حتى ينتهي المريخ في الهبوط وينتهي زحل في الارتفاع فيجلو زحل ، وذلك في أول الشتاء وآخر الخريف فلذلك يشتد البرد ، وكلما ارتفع هذا هبط هذا ، فإذا كان في الصيف يوم بارد فالفعل في ذلك للقمر ، وإذا كان في الشتاء يوم حار فالفعل في ذلك للشمس ، هذا تقدير العزيز العليم ، وأنا عبد رب العالمين .
أقول : العلم الحديث يثبت أن تغير الحرارة بين زمن الصيف وزمن الشتاء يعود إلى سقوط أشعة الشمس على سطح الأرض بشكل عمودي أو منحرف ، دون أن يكون للمريخ أو البطيخ دور في المسألة ، ولكن من اتبع تنجيمات اليونانيين ضل عن الصواب .

الرواية العاشرة : روى الصدوق في معاني الأخبار ، في باب معاني ألفاظ وردت في التوحيد ، في الرواية العاشرة من الباب ، فقال : أبي - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن لله عز وجل خلقاً خلقهم من نوره ، ورحمة من رحمته لرحمته ، فهم عين الله الناظرة ، وأذنه السامعة ، ولسانه الناطق في خلقه بإذنه ، وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة ، فبهم يمحو الله السيئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتاً ويميت حياً ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضية ، قلت : جعلت فداك ، من هؤلاء ؟ قال : الأوصياء .
أقول : الرواية تثبت أن الأئمة الأوصياء مخلوقون من نور الله !! وهذا حلول محض ! نعوذ بالله تعالى منه ومن الخذلان والطغيان .

فهذه مجموعة جديدة من أحاديث الخرافات والخزعبلات تقف مع روايات النص جنباً إلى جنب في العدد والصحة ، بل وتزيد عليها !! وفيما سبق عرضه كفاية ، إلا أني أرى أنه لا بأس من سرد بعض الروايات التي يرفض الشيعة معانيها ، بينما يثبتها أهل السنة !! وهو ما يتعلق بإثبات الصفات لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله وعظمته ، من غير تكييف ولا تمثيل ، ولا تحريف ولا تعطيل ، سواء فيما يتعلق برؤية الله تبارك وتعالى في الجنة ، أو ما يتعلق بإثبات الجهة والعلو لله سبحانه وتعالى ، وإليك الروايات :

الرواية الأولى : قال علي بن إبراهيم القمي في تفسير قول الله تعالى : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون ) : حدثني أبي ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي عبدالله ، قال : إن لله كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة ( يقصد : في الجنة ) ، فإذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمنين ملكاً معه حلتان ، فينتهي إلى باب الجنة فيقول : استأذنوا لي على فلان ، فيقال له : هذا رسول ربك على الباب ، فيقول لأزواجه : أي شيء ترين علي أحسن ؟ فيقلن : يا سيدنا ، والذي أباحك الجنة ما رأينا عليك شيئاً أحسن من هذا ، قد بعث إليك ربك ، فيتزر بواحدة ويتعطف بالأخرى ، فلا يمر بشيء إلا أضاء له حتى ينتهي إلى الموعد ، فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى ، فإذا نظروا إليه خروا سجداً ، فيقول : عبادي ، ارفعوا رؤوسكم ليس هذا يوم سجود ولا عبادة ، قد رفعت عنكم ... فيمر المؤمن فلا يمر بشيء إلا أضاء له حتى ينتهي إلى أزواجه فيقلن : والذي أباحنا الجنة يا سيدنا ما رأيناك أحسن منك الساعة ، فيقول : إني قد نظرت إلى نور ربي .
أقول : الرواية تثبت تجلي الله لأهل الجنة ، ثم نظرهم إليه .

الرواية الثانية : قال علي بن إبراهيم القمي في آخر تفسيره لسورة المائدة ، في تفسير قول الله تعالى : ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ) : حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن النعمان ، عن ضريس ، عن أبي جعفر قال : إذا كان يوم القيامة ، وحشر الناس للحساب ، فيمرون بأهوال يوم القيامة ، فلا ينتهون إلى العرصة حتى يجهدوا جهداً شديداً ، قال : فيقفون بفناء العرصة ، ويشرف الجبار عليهم ، وهو على عرشه ، فأول من يدعى بنداء يسمع الخلائق أجمعون أن يهتف باسم محمد ابن عبدالله النبي القرشي العربي ، قال : فيتقدم حتى يقف على يمين العرش ، قال : ثم يدعى بصاحبكم علي عليه السلام ، فيتقدم حتى يقف على يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يدعى بأمة محمد ، فيقفون على يسار علي عليه السلام ، ثم يدعى بنبي نبي ، وأمته معه ، من أول النبيين إلى آخرهم ، وأمتهم معهم ، فيقفون عن يسار العرش ... ثم يقول في آخر الحديث : فإن أول من يدعى من ولد آدم للمساءلة : محمد بن عبدالله ، صلى الله عليه وسلم ، فيدنيه الله حتى لا يكون خلق أقرب إلى الله يومئذ منه ...
أقول : هذه الرواية تثبت أن الله تعالى يشرف على عباده يوم القيامة وهو على عرشه ، ثم يدني محمداً صلى الله عليه وسلم إليه فيكون هو أقرب الخلائق منه !

الرواية الثالثة : روى علي بن إبراهيم القمي في بداية سورة الإسراء : عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم الجواليقي ، عن أبي عبدالله ، قال : جاء جبرئيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأخذ واد باللجام ، وواحد بالركاب ، وسوى الآخر ثيابه عليه ... ثم ذكر بعض الأمور التي جرت في حادثة الإسراء ، إلى أن قال : ثم مررنا بملائكة من ملائكة الله عز وجل ، خلقهم الله كيف شاء ، ووضع وجوههم كيف شاء ، ليس شيء من أطباق أجسادهم إلا وهو يسبح الله ويحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة ، وأصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله ، فقال جبرئيل : يا محمد ، أتعظم ما ترى ؟ إنما هذا خلق من ربك ، فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى ؟ وما لا ترى أعظم من هذا من خلق ربك !! إن بين الله وبين خلقه سبعون ألف حجاب ، وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل ، وبيننا وبينه أربعة حجب : حجاب من نور ، وحجاب من ظلمة ، وحجاب من الغمام ، وحجاب من الماء !!!
أقول : وجود الحجب الأربعة بين الله وخلقه يقتضي إثبات الجهة لله سبحانه وتعالى ، ويؤكد هذا المعنى أن جبرائيل عليه السلام يخبر أنه أقرب الخلق إلى الله مكاناً ، وهذا هو عين معتقد أهل السنة والجماعة ، إلا أنه يجب ألا يفوت علينا أن إسناد الرواية سلسلة من السلاسل الذهبية الإسنادية في كتب الشيعة ، فلا تغفل عن المقصد .

الرواية الرابعة : روى علي بن إبراهيم في تفسير قول الله تعالى : ( فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً ) ، قال : حدثني أبي ، عن جعفر بن إبراهيم ، عن أبي الحسن الرضا ، قال : إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه ، فيكون هو الذي يتولى حسابه .

الراوية الخامسة : روى علي بن إبراهيم القمي في تفسير قول الله تعالى : ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ) عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن أبي عبدالله ، قال : كان سبب نزول ذلك .... وذكر قصة زيد بن حارثة ، وتبني رسول الله صلى الله عليه وسلم له في الجاهلية ، ثم زواج زيد من زينب بنت جحش رضوان الله عليهما ، ثم ما حصل بينهما من التنافر ... إلى أن قال : فجاء زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، أخبرتني زينب بكذا وكذا ، فهل لك أن أطلقها حتى تتزوجها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ، اذهب فاتق الله ، وأمسك عليك زوجك ، ثم حكى الله ، فقال : ( أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها - إلى قوله - وكان أمر الله مفعولاً ) ، فزوجه الله من فوق عرشه !
أقول : نعم ، زوجه الله تعالى من فوق عرشه ، وهذه الراوية موافقة لما ورد في البخاري أيضاً نم ذكر نفس الحادثة ، وبنفس اللفظ أن الله زوج محمداً صلى الله عليه وسلم من فوق عرشه ، فهل بقي شك لمرتاب حول مكان الله تبارك وتعالى ؟!

الرواية السادسة : روى الصدوق في علل الشرائع : ( الجزء الثاني ، باب 131 ، الرواية الثالثة عشر ) ، فقال : حدثني أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيغ ، عن جعفر بن بشير ، عن أبي حصين ، عن أبي بصير ، عن أحدهما ، قالوا : لا تكذبوا بحديث أتاكم به مرجئ ولا قدري ولا خارجي نسبه إلينا ، فإنكم لا تدرون لعله شيء من الحق فتكذبوا الله عز وجل فوق عرشه .

الرواية السابعة : روى ابن قولويه في كامل الزيارات ( 26 ) : عن محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن زيد الشحام ، قال : قلت لأبي عبدالله : ما لمن زار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كمن زار الله في عرشه .

الرواية الثامنة : وروى ابن قولويه أيضاً في كامل الزيارات ( 437 ) : حدثني أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشائخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيغ ، عن صالح بن عقبة ، عن زيد الشحام ، قال : قلت لأبي عبدالله : ما لمن زار قبر الحسين ؟ قال : كمن زار الله في عرشه .
وروى ابن قولويه أيضاً ( 551 ) وحدثني محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد الأنباري ، عن محمد بن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله ، قال : من زار قبر الحسين بن علي عارفاً بحقه كان كمن زار الله في عرشه .
وقال أيضاً ( 554 ) : حدثني جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي ، عن عبيدالله بن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عن جعفر بن محمد الصادق ، قال : من زار الحسين يوم عاشوراء فكأنما زار الله فوق عرشه .
فهذه رواية واحدة وردت بأكثر من إسناد صحيح ، أن من زار قبر الحسين بن علي رضي الله عنهما فهو بمنزلة من زار الله تعالى في عرشه أو فوق عرشه حسب اختلاف الألفاظ في الروايات ، وبما أن الحسين رضي الله عنه مستقر في قبره ؛ فالتشبيه الوارد في الرواية يثبت المكان لله سبحانه وتعالى .

الخاتمة :
هذه هي نظرية الإمامة بأركانها الأربعة ، فما بال الشيعة كفروا بثلاثة أرباع دون دليل ، ثم عز عليهم التنازل عن الربع الأخير الذي شقوا به صف الأمة دون دليل ؟!
ولماذا ينكرون قضية تحريف القرآن في حين يؤمنون بقضية النص الإلهي ؟ مع أن روايات التحريف أكثر من روايات النص بحوالي ثلاثمائة رواية !!
ولماذا يضربون بقول إمامهم المجلسي عرض الحائط ، حينما قال : إن تواتر أحاديث التحريف يوازي تواتر أحاديث الإمامة ؟!
ولماذا في مسألة تكفير الخصوم نراهم اليوم أودع من الحمائم في تعاملهم مع خصومهم ؟ في نفس الوقت الذي تظافرت وتواترت الروايات في كتبهم في تكفير منكري الولاية ؟!!
ولماذا في مسألة أحاديث الخزعبلات رموا أحاديث أئمتهم التي نقلها رواتهم عرض الحائط ، وآمنوا باكتشافات علماء الغرب الكافر ؟!
وهل علماء الغرب أوثق عندهم من أئمتهم ؟!


ثم كيف يجرؤ أحدهم على تضعيف خبر من الأخبار التي احتججنا بها عليهم ؟!
إن أرادوا تضعيف خبر منها فإن تضعيف خبر من أخبار النص أسهل وأيسر !!
إذ أن الرواة هنا هم الرواة هناك !!
وأن الأئمة هم الأئمة !!
وأن الموثقين للرجال هم هم في كلا الحالتين .
وأن أصحاب الكتب التي ضمت أحاديث النص على الإمامة هم أنفسهم أصحاب الكتب التي روت أحاديث التكفير والتحريف والخزعبلات .

فأين المفر ؟ وإلى أين تذهبون أيها الشيعة ؟!

النعمان 16-05-02 10:30 AM

جزاك الله خير اخينا الهمام سعد الحمد ..

بوركت من رجل :)

البرقعي 16-05-02 11:09 AM

بارك الله فيك يا شيخ سعد
 
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك ..

صدقت بما أتيت به دليلاً على تهافت دين الإمامية ..

أرجو أن لا تطيل الغياب ، فنحن نحتاج لمواضيعك ..

فارس قبيل الفجر 16-05-02 01:55 PM

بارك الله فيك أخي سعد الحمد

وجزاك الله خيراً

فارس قبيل الفجر 16-05-02 02:05 PM

بارك الله فيك أخي سعد الحمد

وجزاك الله خيراً

سعد الحمد 17-05-02 12:42 AM

أشكر للإخوة مشاركاتهم ، وحسن ظنهم ..

الحراني 17-05-02 01:09 AM

بارك الله فيك أخي الفاضل سعد
 
نأمل أن تطل علينا باستمرار ;)

ابوعابد 19-05-02 05:22 PM

موضوع هادف وقيّم

وفقك الله تعالى

السعدي 2 19-05-02 08:03 PM

نفع الله بك أخي الحبيب / سعد الحمد .. واثابك الله تعالى

وان كنا نعتب على فضيلتكم التقصير في جانب منتدى الدفاع عن السنه وقلة المشاركات فيه

أخوك المحب السعدي 2 ...

الحراني 21-05-02 01:15 PM

للرفع
 
لحفظه في الجهاز :)


الساعة الآن 02:30 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "