شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الحوار مع الأباضية (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=60)
-   -   خلود اهل الكبائر والادله (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=160585)

عاشق الكذب 27-02-13 10:33 PM

خلود اهل الكبائر والادله
 
وهي قسمان ، بعضها من الكتاب وبعضها من السنة :

أما من الكتاب فكثيرة نذكر منها ما يلي :

1 ـ قوله تعالى: ( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله مالا تعلمون ، بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة - 80 - 81 .

ودلالته عليه من وجوه :-

ـ أولها : أن هذه العقيدة يهودية المنبت كما هو ظاهر من هذا النص وقد ذُكرت في مساق التنديد بهم والتشهير بضلالهم .

ـ ثانيها : ما فيه من الاستنكار لهذا القول الوارد مورد الاستفهام المقصود به التحدي ، والتقرير بأنهم لم يستندوا في مقالتهم هذه إلى عهد من الله ، وإنما هي من ضمن ما يتقولونه عليه تعالى بغير علم ، وناهيك بذلك ردعاً عن التأسّي بهم فيما يقولون ، والخوض معهم فيما يخوضون .

ـ ثالثها : ما فيه من البيان الصريح بأن مصير كل من ارتكب سيئة وأحاطت به خطيئته لعدم تخلصه منها بالتوبة النصوح أنه خالد في النار مع الخالدين ، وهو رد على هذه الدعوى يستأصل أطماع الطامعين في النجاة مع الإصرار على الإثم .

وما أجدر العاقل بأخذ الحيطة وعدم الاغترار بهذه الأماني التي تشبَّث بها أهل الكتاب ، وحذر الله هذه الأمة من التشبث بها كما تشبثوا حيث قال : ( ليس بأما************م ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ) النساء 123 .

واعترض على الاستدلال به بأمرين :-
ـ أولهما : أن السيئة هنا هي الشرك كما روي عن طائفة من المفسرين وإذا كان هذا الوعيد للمشركين فهو لا يعم الموحدين .

ـ ثانيهما : أن الخلود لم يرد به التأبيد وإنما أريد به المكث الطويل .

ويرد الاعتراض الأول أن حمل السيئة على الشرك وحده خروج بالآية عما يقتضيه لفظها ، فإن لفظ ( سيئة ) نكرة مطلقة في سياق الشرط ، والنكرات إذا وردت في الشرط فهي محمولة على العموم لأن الشرط كالنفي ، وحكم النكرة في سياق النفي عمومها .

وإن أردت مزيد البيان في ذلك فانظر في قول القائل لعبيده : من جاءني بعُملة فهو حرّ ، فإنه يعتق بقوله هذا من جاءه بأي شيء يصدق عليه أنه عُملة ، سواء كان درهماً أو ديناراً أو ريالاً أو جنيهاً ، أو غيرها ؛ وكذلك لو قال لهم من أتاني بثوب فهو حرّ ، فإن هذا الحكم يصدق على من جاء بما يصدق عليه اسم الثوب ، قميصاً كان أو إزاراً ، أو عمامة ، أو سراويل ، أو أي شيء آخر ، ولو حلف أحد أنه لم يرتكب سيئة وقد زنى ، أو سـرق ، أو شرب الخمر ، أو عقّ والديه ، أو أكل الربا ، أما يُعَدُّ حانثاً بقسمه هذا ؟.

ولا متعلق لهم في قوله تعالى : ( وأحاطت به خطيئته ) وإن زعموا أن مرتكب الكبيرة إن كان موحداً لم تحط به خطيئته لأن له حسنات لا يحرم ثوابها ، ذلك لأنا نقول إن عدم التخلص من المعصية بالتوبة النصوح يجعلها محيطة بصاحبها ، مستولية عليه كالآخذ بناصيته الممسك بتلابيبه ، بخلاف ما إذا تخلص منها باللجوء إلى التوبة النصوح ، وهذا معنى ما روي عن السلف ودونكم بعض النصوص المروية في ذلك .

قال الإمام ابن جرير حدثنا أبو كريب قال ثنا ابن يمان عن سفيان عن الأعمش عن أبي روق عن الضحاك ( وأحاطت به خطيئته ) قال : مات بذنبه .

حدثنا أبو كريب قال ثنا جابر بن نوح ، قال ثنا الأعمش عن أبي رزين عن الربيع بن خيثم ( وأحاطت به خطيئته ) قال مات عليها .

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة ، قال أخبرني ابن إسحاق ، قال حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس ( وأحاطت به خطيئته ) قال : يحيط كفره بما له من حسنة - والكفر يعم الكبائر كلها لأنها من كفران النعم .

حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم ، قال حدثني عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ( وأحاطت به خطيئته ) قال : ما أوجب الله فيه النار .

حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة ( وأحاطت به خطيئته ) قال : أما الخطيئة فالكبيرة الموجبة .

حدثنا الحسن قال أخبرنا عبد الرزاق عن قتادة ( وأحاطت به خطيئته ) قال : الخطيئة الكبائر .

حدثني المثنَى قال ثنا إسحاق قال ثنا وكيع ويحيىَ بن آدم عن سلام بن مسكين ، قال سأل رجل الحسن عن قوله : ( وأحاطت به خطيئته ) فقال : ما تدري ما الخطيئة ؟ يا بني أتل القرآن فكل آية وعد الله عليها النار فهي الخطيئة .

حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال ثنا أبو أحمد الزبيري قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله : ( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ) قال : كل ذنب محيط فهو ما وعد الله عليه النار .

حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد الزبيري ، قال ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي رزين( وأحاطت به خطيئته ) قال : مات بخطيئته .

حدثني المثنىَ قال ثنا أبو نعيم قال ثنا الأعمش قال ثنا مسعود أبو رزين عن الربيع بن خيثم في قوله : ( وأحاطت به خطيئته ) قال : هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب .

حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال : قال وكيع : سمعت الأعمش يقـول في قولـه: ( وأحاطت به خطيئته ) مات بذنوبه .


حدثت عن عمار قال ثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع : ( أحاطت به خطيئته ) الكبيرة الموجبة.

حدثني موسى قال ثنا عمرو بن حماد قال ثنا أسباط عن السدي : ( أحاطت به خطيئته ) فمات ولم يتب(1) .


وهذا الذي نقله الإمام ابن جرير عن سلف الأمة في معنى الآية الكريمة ، هو الذي ذهب إليه الإمام المحقق محمد عبده بعد دقة إمعانه وتسريح فكره فيما يراد بالسيئة وبإحاطة الخطيئة ، وهذا ما جاء عنه في المنار : للسيئة هنا إطلاقها وخصها مفسرنا - الجلال - وبعض المفسرين بالشرك ، ولو صح هذا لما كان لقوله تعالى : ( وأحاطت به خطيئته ) معنى ؛ فإن الشرك أكبر السيئات ، وهو يستحق هذا الوعيد لذاته كيف ما كان ، ومعنى إحاطة الخطيئة هو حصرها لصاحبها ، وأخذها بجوانب إحساسه ووجدانه ؛ كأنه محبوس فيها ، لا يجد لنفسه مخرجاً منها ، يرى نفسه حرّاً مطلقاً وهو أسير الشهوات وسجين الموبقات ورهين الظلمات ، وإنما تكون الإحاطة بالاسترسال في الذنوب والتمادي على الإصرار ، قال تعالى: ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) المطففين 14 .

أي من الخطايا والسيئات ، ففي كلمة ( يكسبون ) معنى الاسترسال والاستمرار ، ران عليه غطاه وستره ، أي أن قلوبهم قد أصبحت في غلف من ظلمات المعاصي حتى لم يبق منفذ للنور يدخل إليها منه ، ومن أحدث لكل سيئة يقع فيها توبة نصوحاً وإقلاعاً صحيحاً لا تحيط به الخطايا ، ولا يرين على قلبه السيئات ، روى أحمد والترمذي والحاكم وصححه والنسائي وابن ماجة وابن حبان وغيرهم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن العبد إذا أذنب ذنباً نكتت في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن عاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله تعالى في القـرآن : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) " لمثل هذا كان السلف يقولون: (المعاصي بريد الكفر) (2) .

ويراد الاعتراض الثاني أن حمل الخلود هنا على المكث الطويل دون التأبيد يستتبع حمله على ذلك في نظيره ، وهو الخلود الموعود به الذين آمنوا وعملوا الصالحات في الجنة إذ لا دليل على الفرق بينهما .
وقد تحدث عن ذلك الإمام محمد عبده فقال : ومن المفسرين من ترك السيئة في الآية على إطلاقها ، ولم يؤولها بالشرك ولكنهم أولوا جزائها ، فقالوا : إن المراد بالخلود طول مدة المكث ، لأن المؤمن لا يخلد في النار وإن استغرقت المعاصي عمره ، وأحاطت الخطايا بنفسه فانهمك فيها طول حياته ؛ أولوا هذا التأويل هروباً من قول المعتزلة : إن أصحاب الكبائر يخلدون في النار ، وتأييداً لمذهبهم أنفسهم المخالف للمعتزلة ، والقرآن فوق المذهب ، يرشد إلى أن من تحيط به خطيئته لا يكون أو لا يبقى مؤمناً ) . اهـ.

وقال عقبه السيد محمد رشيد رضا : ( إن فتح باب تأويل الخلود يجرِّيءُ أصحاب استقلال الفكر في هذا الزمان على الدخول فيه ، والقول بأن معنى خلود الكافرين في العذاب طول مكثهم فيه ، لأن الرحمن الرحيم الذي سبقت رحمته غضبه ما كان ليعذب بعض خلقه عذاباً لا نهاية له ، لأنهم لم يهتدوا بالدين الذي شرعه لمنفعتهم لا لمنفعته ، ولكنهم لم يفقهوا المنفعة ، وإذا كان التقليد مقبولاً عند الله - كما يرى فاتحو الباب - فقد وضح عذر الأكثرين لأنهم مقلدون لعلمائهم - .. الخ ما يتكلم به الناس ولا سيما في هذا العصر ، فإن هذه المسألة قديمة ، وهي أكبر مشكلات الدين ، نعم إن العلماء يحتجون عليهم بالإجماع ولو سكوتياًّ ، ولكن التأويل باب لا يكاد يسده متى فتح شيء.(3).


وكلامه هذا يشير إلى ما ذكرته قبل ، من أن تأويل الخلود بالمكث الطويل دون التأبيد إذا قيل به في وعيد طائفة لزم منه أن يحمل عليه ما جاء من الخلود في وعيد غيرها ، بل يترتب عليه تسويغ مثله في وعد المؤمنين بالخلود في الجنة ، وقد أشار إلى مثل ذلك في تفسير سـورة النساء (4)، وبهذا ينتقض على قول من يحصر الخروج من النار في الموحدين مذهبهم للزوم أن يقولوا مثله في المشركين ، وأن يقولوا بانتهاء نعيم الجنة إلى أمد .

2 ـ قوله تعالى : ( فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة 275 ، ووجه الاستدلال بالآية أنها وعيد لأكلة الربا وهم غير مشركين ، لأن الآية في معرض التحذير من أكل الربا بعد تحريمه .

واعترض بأن هذا الوعيد ليس على أكل الربا بل هو على استحلاله ، بدليل ما جاء في صدرها من حكاية قولهم المعارض لحكم الإسلام في الربا ( إنما البيع مثل الربا ) البقرة 275 ، والمُسْتَحِل لما حرم الله بالنص القطعي كالربا مشرك بالإجماع ، فلا يعم حكم الخلود مرتكبي الكبائر دون الشرك.

والجواب أن حمل الوعيد على الاستحلال دون الأكل يهون من وقْع أوامر الله تعالى ونواهيه في نفوس العباد ، ويقلل من أهمية حكم الحرمة في المحظورات ، على أن سياق ما قبل وما بعد هذه الآية إنما هو حظر الربا ، وتغليظ أمره على الناس ، وليس ذكر ما يقوله مستحلوه مخرجاً لهذا الوعيد عما يقتضيه السياق ، وإلا لما كانت فائدة في شيء مما ذكر قبلها أو بعدها .

وقد تفطن لذلك الإمام محمد عبده فأتى في كشف اللثام عن مخدرات معاني الآية للأفهام بما لخصه صاحب المنار حيث قال : ( أي ومن عاد إلى ما كان يأكل من الربا المحرم بعد تحريمه فأولئك البعداء عن الاتعاظ بموعظة ربهم الذي لا ينهاهم إلا عما يضرُّ بهم في أفرادهم أو جميعهم ، هم أهل النار الذين يلازمونها كما يلازم الصاحب صاحبه فيكونون خالدين فيها .

وقد أول الخلود المفسرون لتتفق الآية مع المقرر في العقائد والفقه من كون المعاصي لا توجب الخلود في النار ، فقال أكثرهم إن المراد ومن عاد إلى تحليل الربا واستباحته اعتقاداً ، ورد بعضهم بأن الكلام في أكل الربا ، وما ذكر عنهم من جعله كالبيع هو بيان لرأيهم فيه قبل التحريم ، فهو ليس بمعنى استباحة المحرم ، فإذا كان الوعيد قاصراً على الاعتقاد بحله لا يكون هناك وعيد على أكله بالفعل .


والحق أن القرآن فوق ما كتب المتكلمون والفقهاء ؛ يجب إرجاع كل قول في الدين إليه ، ولا يجوز تأويل شيء منه ليوافق كلام الناس ، وما الوعيد بالخلود هنا إلا كالوعيد بالخلود في آية قتل العمد ، وليس هناك شبهة في اللفظ على إرادة الاستحلال .

ومن العجيب أن يجعل الرازي الآية هنا حجة على القائلين بخلود مرتكب الكبيرة في النار انتصاراً لأصحابه الأشاعرة ، وخير من هذا التأويل تأويل بعضهم للخلود بطول المكث .

أما نحن فنقول : ما كل ما يسمى إيماناً يعصم صاحبه من الخلود في النار ، الإيمان إيمانان ، إيمان لا يعدو التسليم الإجمالي بالدين الذي نشأ فيه المرء أو نُسب إليه ، ومجاراة أهله ، ولو بعدم معارضتهم فيما هم عليه ، وإيمان هو عبارة عن معرفة صحيحة بالدين على يقين بالإيمان متمكنة في العقل بالبرهان ، مؤثرة في النفس بمقتضى الإذعان ، حاكمة على الإرادة المصرفة للجوارح في الأعمال بحيث يكون صاحبها خاضعاً لسلطانها في كل حال إلا ما لا يخلو عنه الإنسان من غلبة جهالة أو نسيان ، وليس الربا من المعاصي التي تُنسى ، أو تغلب النفس عليها خفة الجهالة والطيش كالحدة وثورة الشهوة ، أو يقع صاحبها منها في غمرة النسيان ، كالغيبة والنظرة ، فهذا هو الإيمان الذي يعصم صاحبه بإذن الله من الخلود في سخط الله ، ولكنه لا يجتمع مع الإقدام على كبائر الإثم والفواحش عمداً إيثاراً لحب المال واللذة على دين الله وما فيه من الحكم والمصالح ، وأما الإيمان الأول فهو صوري فقط ، فلا قيمة له عند الله تعالى لأنه تعالى لا ينظر إلى الصور والأقوال ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال كما ورد في الحديث ، والشواهد على هذا الذي قررناه في كتاب الله تعالى كثيرة جداً .

وهو مذهب السلف الصالح وإن جهله كثير ممن يدَّعون اتباع السنة ، حتى جرأوا الناس على هدم الدين بناءً على أن مدار السعادة على الاعتراف بالدين ، وإن لم يعمل به ، حتى صار الناس يتبجحون بارتكاب الموبقات مع الاعتراف بأنها من كبائر ما حرم ، كما بلغنا عن بعض كبرائنا أنه قال : إنني لا أنكر أنني آكل الربا ولكنني مسلم أعترف بأنه حرام ، وقد فاته بأنه يلزمه بهذا القول الاعتراف بأنه من أهل هذا الوعيد ، وبأنه يرضى أن يكون محارباً لله ولرسوله ، وظالماً لنفسه وللناس ، كما سيأتي في آية أخرى ، فهل يعترف بالملزوم أم ينكر الوعيد المنصوص فيؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ؟ نعوذ بالله من الخذلان . )(5) وكلامه صريح في أن مذهب السلف الصالح هو ما عليه أهل الاستقامة والحمد لله .

3 ـ قوله تعالى : ( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرَّهم في دينهم ما كانوا يفترون ) آل عمران 24 ، ووجه الاستدلال به ما سبق في نظيره من إثبات أن هذه العقيدة من عقائد اليهود ، وأنها جرأتهم على معصية الله ، وقادتهم إلى الإعراض عن كتابه ، وذُكرت في معرض تفنيد ضلالهم وتبكيتهم على عيوبهم ، ولصاحب المنار في تفسيره هذه الآية كلام جاء فيه : ( لعل المراد بعبارة الآية أنهم كانوا يعتقدون أن الإسرائيلي إذا عوقب فإن عقوبته لا تكون إلا قليلة ، كما هو اعتقاد أكثر المسلمين اليوم ، إذ يقولون إن المسلم المرتكب لكبائر الإثم والفواحش إما أن تدركه الشفاعات وإما أن تنجيه الكفارات ، وإما أن يمنح العفو والمغفرة بمحض الفضل والإحسان ، فإن فاته كل ذلك عذب على قدر خطيئته ثم يخرج من النار ويدخل الجنة .

وأما المنتسبون إلى سائر الأديان فهم خالدون في النار كيفما كانت حالهم ، ومهما كانت أعمالهم ، والقرآن لا يقيم للانتساب إلى دين ما وزناً ، وإنما ينوط أمر النجاة من النار والفوز بالنعيم الدائم في دار القرار بالإيمان الذي وصفه وذكر علامات أهله وصفاتهم ، وبالأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة ، مع التقوى وترك الفواحش ما ظهر منها وما بطن .

وأما المغفرة فهي خاصة في حكم القرآن بمن لم تحط به خطيئته ، وأما من أحاطت به حتى استقرت شعوره ورانت على قلبه فصار همه محصوراً في إرضاء شهوته ، ولم يبق للدين سلطان على نفسه ( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) لهذا يحكم هذا الكتاب الحكيم بأن من يجعل الدين جنسية وينوط النجاة من النار بالانتساب إليه أو الاتكال على من أقامه من السلف فهو مغتر بالوهم مفتر يقول على الله بغير علم ، كما قال هنا : ( وغرَّهم في دينهم ما كانوا يفترون ) آل عمران 24 ، أي بما زعموا من تحديد مدة العقوبة للأمة في مجموعها ، وهذا من الافتراء الذي كان منشأ غرورهم في دينهم ، ومثله لا يعرف بالرأي ولا بالفكر لأنه من أمر عالم الغيب فلا يعرف إلا بوحي من الله ، وليس في الوحي ما يؤيده ، ولا يوثق به إلا بعهد من الله عز وجل ، ولا عهد بهذا ، وإنما عهد الله هو ما سبق في سورة البقرة (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله مالا تعلمون ، بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ، والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) البقرة 80 - 82(6).

ثم تناول تفسير قوله تعالى : ( فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) آل عمران 25 ، وعندما تكلم على جملة ( وهـم لا يظلمون ) قال : ( وقد قال المفسرون في هذه الجملة كلمة أحب التنبيه على ما فيها ، قالوا فيها دليل على أن العبادة لا تحبط ، وأن المؤمن لا يخلد في النار لأن توفية جزاء إيمانه وعمله لا تكون في النار ولا قبل دخولها ، فإذاً هي بعد الخلاص منها ، والعبارة للبيضاوي ، ونقلها أبو السعود كعادته ، وأقول : إن الكسب هنا ليس خاصاً بالعبادة والإيمان ، بل هو عام وشامل لكل ما عمله العبد من خير وشر ، فإذا أرادوا أن الآية تدل على أنه لابد من الجزاء على الكسب كما هو ظاهر الآية ، لزمهم أن الكافر إذا أحسن في بعض الأعمال - ولا يوجد أحد من البشر لا يحسن عملاً قط - وجب أن يجازىَ عليه ، وهم لا يقولون بذلك ، ولذلك خصصوا وأخرجوا الآية عن ظاهرها ، وإذا نحن جمعنا بين هذه الآية التي وردت رداً لقول الذين زعموا أنهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودة ، وآية البقرة التي وردت في ذلك أيضاً ، وعلمنا أن مراد الله في الجزاء على كسب الإنسان بحسبه ، وهو أن العبرة بتأثير العمل في النفس فإذا كان أثره السيئ قد أحاط بعلمها وشعورها ، واستغرق وجدانها كانت خالدة في النار ، لأن العمل السيئ لم يدع للإيمان أثراً صالحاً فيها يعدها لدار الكرامة ، بل جعلها من أهل دار الهوان بطبعها ، وإذا لم يصل إلى هذه الدرجة بأن أغلب عليها تأثير العمل الصالح أو استوى الأمران فكانت بين بيـن جوزيت على كل بحسب درجته كما قررنا آنفاً .(7).

عاشق الكذب 27-02-13 10:36 PM

هذا كلامه ولا يؤخذ مما سبق أو لحق منه أن غير المؤمن بملة الإسلام ينجّيه شيء من عمله من عذاب النار ، لأنه بفقدانه الإيمان الذي هو أساس العمل يحرم جني ثمرات إحسانه فيما عمل ، لأن الإيمان شرط لصحة الأعمال وقبولها ، قال تعالى : ( فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون ) الأنبياء 94 ، وقال : ( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضما ) طه 112 ، فترى أن الإيمان قيد لصحة العمل .

واستدلال القائلين بخروج أهل الكبائر من النار بقوله تعالى : ( وهم لا يظلمون ) ـ بجانب كونه مستلزماً لما قاله العلامة السيد رشيد رضا من اشتراك الكفّار في ذلك مع المؤمنين ـ يقتضي أن اليهود هم أولى بهذا الحكم لأن الآية نزلت فيهم ..

والتحقيق أن العبرة بخواتم الأعمال ، فمن ختم له بالعقيدة الصحيحة والعمل الصالح كان سعيداً عند الله مهما عمل من قبل ، فإن التوبة تمحو الآثام وتطهر صاحبها من الحوب ، ومن ختم له بالإصرار على الآثام لم تُجْدِهِ أعماله السابقة شيئاً لأنها مُحبطة بإصراره ، والله تعالى يقول : ( إنما يتقبل الله من المتقين ) المائدة 27 ، والتقوى لا تجامع الإصرار .

4 ـ قوله تعالى : ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين ) النساء 14 ، ووجه الاستدلال به أنه جاء بعد تبيان أحكام المواريث ، والنص على أنها من حدود الله، ووعد من يطيع الله ورسوله بالخلد ، في جنات تجري من تحتها الأنهار ، فثبت من ذلك بأن من جاوز حكماً من أحكام الله صدق عليه هذا الوعيد ، وقد تحدث في تفسير هذه الآية كل من الإمام محمد عبده والسيد رشيد رضا بما يؤيد كلامهما السابق (8).

5 ـ قوله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما ) النساء 93 ، ووجه الاستدلال بالآية أن الله تعالى توعد فيها قاتل المؤمن - فيما توعده به - بالخلود في النار مع أن القتل كبيرة دون الشرك .

وقد حاولوا التخلص مما دل عليه هذا النص بضروب من التأويلات التي أنكر فيها بعضهم على بعض ، ولم يتفقوا منها على شيء .

قال الفخر : ( وزعم الواحدي أن الأصحاب سلكوا في الجواب عن هذه الآية طرقاً كثيرة ، قال : وأنا لا أرتضي شيئاً منها ، لأن التي ذكروها إما تخصيص وإما معارضة وإما إضمار ، واللفظ لا يدل على شيء من ذلك - قال - والذي أعتمده وجهان ، ( الأول ) إجماع المفسرين على أن الآية نزلت في كافر قتل مؤمناً ثم ذكر تلك القصة ، ( والثاني ) أن قوله : ( فجزاؤه جهنم ) معناه الاستقبال ، أي أنه سيجزى بجهنم ، وهذا وعيد - قال - وخلف الوعيد كرم ، وعندنا أنه يجوز أن يخلف الله وعيد المؤمنين ، فهذا حاصل كلامه الذي زعم أنه خير مما قاله غيره ) .

وبعدما أورد الفخر هذا الكلام أخذ ينقضه مع ما عرف عنه من التعصب للقول بخروج أهل الكبائر من النار ، وهذا نص كلامه :

( أما الوجه الأول فضعيف ، وذلك أنه ثبت في أصول الفقه أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فإذا ثبت أن اللفظ الدال على الاستغراق حاصل فنزوله في حق الكفار لا يقدح في ذلك العموم ، فيسقط هذا بالكلية ، ثم نقول كما أن عموم اللفظ يقتضي كونه عاما في كل قاتل موصوف بالصفة المذكورة.


فكذا هاهنا وجه آخر يمنع من تخصيص هذه الآية بالكافر ، وبيانه من وجوه :

* الأول : أنه تعالى أمر المؤمنين بالمجاهدة مع الكفار ثم علمهم ما يحتاجون إليه عند اشتغالهم بالجهاد ، فابتدأ بقوله : ( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأً ) النساء 92 ، فذكر في هذه الآية ثلاث كفارات ، كفارة قتل المسلم في دار الإسلام ، وكفارة قتل المسلم عند سكونه مع أهل الحرب ، وكفارة قتل المسلم عند سكونه مع أهل الذمة وأهل العهد ، ثم ذكر عقيبه حكم قتل العمد مقروناً بالوعيد ، فلما كان بيان حكم قتل الخطأ بياناً لحكم اختص بالمسلمين كان بيان حكم قتل العمد الذي هو كالضد لقتل الخطأ وجب أن يكون أيضاً مختصاً بالمؤمنين فإن لم يختص بهم فلا أقل من دخولهم فيه .

* الثاني : أنه تعالى قال بعد هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ) وأجمع المفسرون على أن هذه الآيات إنما نزلت في حق جماعة من المسلمين لقوا قوماً فأسلموا فقتلوهم ، وزعموا أنهم إنما أسلموا من الخوف ، وعلى هذا التقدير فهذه الآية وردت في نهي المؤمنين عن قتل الذين يظهرون الإيمان ، وهذا أيضاً يقتضي أن يكون قوله : ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً ) نازلاً في نهي المؤمنين عن قتل المؤمنين حتى يحصل التناسب ، فثبت بما ذكرنا أن ما قبل هذه الآية وما بعدها يمنع من كونها مخصوصة بالكفار .

* الثالث : أنه ثبت في أصول الفقه أن ترتيب الحكم على الوصف المناسب له يدل على كون ذلك الوصف علة لذلك الحكم ، وبهذا الطريق عرفنا أن قوله : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) المائدة 38 ، وقوله : ( والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما ) النور 2 ، الموجب للقطع هو السرقة والموجب للجلد هو الزنى ، فكذا هاهنا وجب أن يكون الموجب لهذا الوعيد هو القتل العمد ، لأن هذا الوصف مناسب لذلك الحكم ، فلزم كون ذلك الحكم معللاً به ، وإذا كان الأمر كذلك لزم أن يقال أينما ثبت هذا المعنى فإنه يحصل هذا الحكم ، وبهذا الوجه لا يبقى لقوله : الآية مخصوصة بالكافر وجه .

* الوجه الرابع : أن المنشأ لاستحقاق هذا الوعيد إما أن يكون هو الكفر أو هذا القتل المخصوص ، فإن كان منشأ هذا الوعيد هو الكفر كان الكفر حاصلاً قبل هذا القتل ، فحينئذ لا يكون لهذا القتل أثر البتة في هذا الوعيد ، وعلى هذا التقدير تكون هذه الآية جارية مجرى ما يقال إن من يتعمد قتل نفس فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ، لأن القتل العمد لما لم يكن له تأثير في هذا الوعيد جرى مجرى النفس ، ومجرى سائر الأمور التي لا أثر لها في هذا الوعيد ، ومعلوم أن ذلك باطل ، وإن كان منشأ هذا الوعيد هو كونه قتلاً عمداً فحينئذ يلزم أن يقال أينما حصل القتل يحصل هذا الوعيد ، وحينئذ يسقط هذا السؤال ، فثبت بما ذكرنا أن هذا الوجه الذي ارتضاه الواحدي ليس بشيء .

وأما الوجه الثاني من الوجهين الذين اختارهما فهو في غاية الفساد ، لأن الوعيد قسم من أقسام الخبر ، فإذا جوز على الله الخلف فيه ، فقد جوز الكذب على الله ، وهذا خطأ عظيم ، بل يقرب من أن يكون كفرا ، فإن العقلاء أجمعوا على أنه تعالى منزه عن الكذب ، ولأنه إذا جوز الكذب على الله في الوعيد لأجل ما قال إن الخُلف في الوعيد كرم فلم لا يجوز الخُلف أيضاً في وعيد الكفار ؟ وأيضا فإذا جاز الخُلف في الوعيد لغرض الكرم فلم لا يجوز الخلف في القصص والأخبار لغرض المصلحة ؟ ومعلوم أن فتح هذا الباب يفضي إلى الطعن في القرآن ، وكل الشريعة ، فثبت أن كل واحد من هذين الوجهين ليس بشيء .

وحكى القفال في تفسيره وجهاً آخر هو الجواب ، وقال : الآية تدل على أن جزاء القتل العمد هو ما ذكر ، لكن ليس فيها أنه تعالى يوصل هذا الجزاء إليه أم لا ، وقد يقول الرجل لعبده جزاؤك أن أفعل بك كذا وكذا إلا أني لا أفعله ، وهذا الجواب أيضاً ضعيف لأنه ثبت بهذه الآية أن جزاء القتل العمد هو ما ذكر ، وثبت بسائر الآيات أنه تعالى يوصل الجزاء إلى المستحقين ، قال تعالى : ( من يعمل سوءاً يجز به ) النساء 123 ، وقال : ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت ) غافر 17 ، وقال : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) الزلزلة 7/8 ، بل إنه تعالى ذكر في هذه الآية ما يدل على أنه يوصل إليهم هذا الجزاء ، وهو قوله : ( وأعد له عذابا عظيما ) فإن بيان أن هذا جزاؤه حصل بقوله : ( فجزاؤه جهنم خالدا فيها ) فلو كان قوله : ( وأعد له عذابا عظيما ) إخباراً عن الاستحقاق كان تكرارا ، فلو حملناه على الإخبار عن أنه تعالى سيفعل لم يلزم التكرار ، فكـان ذلك أولى )(9) .

وبعد هذا التقرير الذي قرره الفخر في هذا المقام انثنى من الواضح إلى المشكل ، ومن اليقين إلى الشك حيث قال : " واعلم أنا نقول هذه الآية مخصوصة في موضعين ، أحدهما أن يكون القتل العمد غير عدوان ، كما في القصاص فإنه لا يحصل فيه هذا الوعيد البتة ، والثاني القتل العمد العدوان إذا تاب عنه فإنه لا يحصل فيه هذا الوعيد ، وإذا ما ثبت دخول التخصيص فيه في هاتين الصورتين فنحن نخصص هذا العموم فيما إذا حصل العفو ، بدليل قوله تعالى : ( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) النساء 48 ، وأيضاً في هذه الآية إحدى عمومات الوعيد ، وعمومات الوعد آكد من عمومات الوعيد " (10).


ونحن لا ننازع الفخر في كون هذا الوعيد لا يشمل القاتل غير المعتدي كالمقتص ، ولا التائب من قتله مع استيفاء شروط التوبة ، ولكننا ننازعه في تخصيصه بحصول العفو لغير التائب ، وبطلان ذلك ظاهر من وجهين :

ـ أولهما : إن هذا التخصيص إما أن يكون مقتضيا إبطال وعيد قاتل العمد بالخلود في النار رأساً، ويترتب عليه ما ذكره الفخر بنفسه ، وهو دخول الكذب في أخبار الله تعالى ، وقد نقل نفسه أن العقلاء مجمعون على عدم جوازه ، وإما أن يكون يقتضي حصول العفو عن بعض القتلة دون بعض، وعليه فلا بد من أن يخلد في النار بعض الموحدين ، وإقرار ذلك يوقعهم في ما فروا منه ، فإن هذه المحاولات المختلفة في تأويل هذه الآية وأمثالها لم يقصدوا بها إلا التهرب مما تدل عليه من خلود عصاة الموحدين غير التائبين في النار ، على أن العفو عن بعض العصاة دون بعضهم مع اتحاد جريمتهم منافٍ لعدل الله تعالى وحكمته ، كما أنه يستلزم إقرار ما نفاه الفخر من إخلاف الله خبره لأن الوعيد لم يخص بعضاً دون بعض .

ـ ثانيهما : أن قوله تعالى: ( ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ) لا يدل بحال على العفو عن أصحاب الكبائر دون الشرك مع الإصرار عليها ، ذلك لأن هذه الآية جاءت في موضعين من سورة النساء في مقام التحضيض على دخول من لم يسلم في الإسلام ، فهي في الموضع الأول مسبوقة بقوله تعالى: (يا أيها الذين أُوتوا الكتاب آمنوا بما نزَّلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنَّا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا ) النساء 47 ، ثم تلا ذلك قوله سبحانه : (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ) فيفهم من هذا السياق أن المراد بالآية أن الله لا يغفر لمن بقي على شِركه غير نازع عنه إلى التوحيد ، ولو تاب من سائر آثامه فإن توبة المشرك لا تكون إلا بالتوحيد الذي هو أساس الصالحات ، ومحور البرّ ، كما أن الشرك أم الفجور ، وقوله : (ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ) أي مادون الشرك من معاصي المشركين لمن شاء أن يوفقه للتوبة من شركه منهم ، فإن الإسلام جب لما قبله ، وكل من أسلم مخلصاً لله تعالى خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، ولم تلحقه تبعة ، ولا يعلق به إثم مما قارفه في جاهليته من أنواع المعصية ، وهو معنى قوله تعالى : ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) الأنفال 38 ، ولا خلاف بين الأمة في ذلك ، وتفسير هذه الآية بغير هذا يخرجها عما يقتضيه سياقها .

وأما الموضع الثاني فقد سُبِقَت فيه بقوله تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّه ما تولَّى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) النساء 115 ، فحملها على غير ما ذكرته من تفسيرها مخرج لها عما يدل عليه أيضاً سياق ما قبلها ، فإن قوله تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ) تقرير فيه معنى التعليل لقوله : ( ومن يشاقق الرسول .. الخ الآية ) وقوله : ( ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ) وعد لمن أسلم من المشركين بغفران ما تقدم من خطاياهم بعد ما تقدمه من وعيد لمن أصر على شركه ، وبهذا يتبين وجه إعادة لفظ الآية مرة أخرى مع عدم اختلاف إلا في الفاصلة ، فقد فصلت أولاً بقوله تعالى : بـ ( ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً ) النساء 48 ، وفصلت ثانيا بقوله : ( ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيدا ) النساء116 ، وبهذا يمكن الجمع ما بينهما وبين آيات الوعيد القاطعة بإنجازه كالوعد .

وأما ما ذكره الفخر من أن آية قتل العمد هي إحدى عمومات الوعيد وعمومات الوعد أكثر من عمومات الوعيد .

فجوابه أنه لا تنافي بين هذه وتلك حتى يرجح جانب منها على جانب ، لأن عمومات الوعيد في المصرّين ، وعمومات الوعد في التائبين ، والكل من عند الله تعالى الذي لا إخلاف لميعاده ، ولا تبديل لكلماته ، ولا معنى لترجيح بعض أخبار الله على بعض مع استحالة الكذب في جميع أخباره تعالى ، وإنما يجب أن يوضع كل موضعه ، ويؤول بتأويله .

وقال صاحب المنار - بعدما تحدث في تفسير الآية - : ( قد استكبر الجمهور خلود القاتل في النار ، وأوله بعضهم بطول المكث فيها ، وهذا يفتح باب التأويل لخلود الكفار ، فيقال إن المراد به طول المكث أيضاً ، وقال بعضهم إن هذا جزاؤه الذي يستحقه إن جازاه الله تعالى ، وقد يعفو عنه فلا يجازيه ، رواه ابن جرير عن أبي مجلز ، وفيه أن الأصل في كل جزاء أن يقع لاستحالة كذب الوعيد كالوعد ، وأن العفو والتجاوز قد يقع عن بعض الأفراد لأسباب يعلمها الله تعالى ، فليس في هذا التأويل تفص من خلود بعض القاتلين في النار ، والظاهر أنهم يكونون الأكثرين ، لأن الاستثناء إنما يكون في الغالب للأقلين ، وقال بعضهم إن هذا الوعيد مقيد بقيد الاستحلال ، والمعنى ومن يقتل مؤمنا متعمدا لقتله مستحلا ، له فجزاؤه جهنم خالداً فيها .. الخ .

وفيه أن الآية ليس فيها هذا القيد ، ولو أراده الله تعالى لذكره كما ذكر قيد العمد وأن الاستحلال كفر ، فيكون الجزاء متعلقا به لا بالقتل ، والسياق يأبى هذا ، وقال بعضهم إن هذا نزل في رجل بعينه فهو خاص به ، وهذا أضعف التأويلات لا لأن العبرة بعموم اللفظ دون خصوص السبب فقط ، بل لأن نص الآية على مجيئه بصيغة العموم ( من الشرطية ) جاء بفعل الاستقبال فقال : ( ومن يقتل ) ، ولم يقل : ( ومن قتل ) ، وقال آخرون : إن هذا الجزاء حتمٌ إلا من تاب وعمل من الصالحات ما يستحق به العفو عن هذا الجزاء كله أو بعضه ، وفيه أنه اعتراف بخلود غير التائب المقبول التوبة في النار )(11) .

وبعدما قطع شوطاً في الكلام على توبة قاتل العمد : نقل عن الإمام محمد عبده ما يؤكد أن عقيدته في قاتل العمد إذا لم يتب أنه مخلد في النار والعياذ بالله .(12)




6 ـ قوله تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أُولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ، والذين كسبوا السيئاتِ جزاء سيئةٍ بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم كأنما أُغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلما أُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) يونس 26/27 ، والاستدلال به من وجوه :
ـ أولها : أن الله وعد بالجنة الذين أحسنوا وحصرها فيهم بقوله : ( أولئك أصحاب الجنة ) فعرَّف المسند والمسند إليه ، ووسَّط بينهما ضمير الفصل لتأكيد الحصر .

ـ ثانيهما : أنه أخبر عنهم أنهم لا يصيبهم قتر ولا ذله ، ولا يعقل أن يصلى أحد النار ولو لمدة ثواني فلا يرهقه فيها قتر ولا ذله .

ـ ثالثهما : أنه توعد الذين عملوا السيئات بالنار مخلدين فيها ، وهذا الحكم يصدق على من أتى أي سيئة ، فإن السيئات جنس غير محصورة أفراده ، وما كان كذلك فحكمه يصدق على كل فرد من أفراده سلباً وإيجاباً ، ألا ترى أن قول القائل تزوجت النساء لا يعني أنه تزوج جميع أفراد النساء ، بل يصدق على ما لو تزوج ولو واحدة منهن ، ولو حلف أنه لم يتزوج النساء ، وقد تزوج واحدة كان في قَسمه حانثاً .
فإن قيل : إن الله وعد المحسنين بالجنة ، وكل من أتى حسنة فقد أحسن ، على أن المفسرين من فسر المحسنين هنا بالموحدين لأن التوحيد أس الحسنات .

فجوابه لو كان الأمر كذلك لم يكن داع إلى أمر أو نهي في كتاب أو سنة ما دام المطلوب هو التوحيد وحده ، ولتساقطت جميع آيات الوعيد على ما دون الشرك من المعصية ، كترك الصلاة ، ومنع الزكاة ، وأكل الربا ، وعقوق الوالدين ، وقطيعة الرحم ، وقتل النفس المحرمة بغير حق ، والزنى ، وسائر أعمال الفجور ، ولاستلزم ذلك أن يكون القتلة ، والزناة ، واللصوص ، وسائر أهل الكبائر في تعداد المحسنين ماداموا يلوكون كلمة التوحيد بألسنتهم ، وإن من أعجب العجب أن يُفسَّر الإحسان بما ذكر ولو مع مقارفة هذه الفواحش وأمثالها ، والنبي صلى الله عليه وسلم يفسر الإحسان بقوله : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .


7 ـ قوله تعالى : ( والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غـراما ) الفرقان 65 ، فإن وصفه بالغرام يدل على عدم انقطاعه ، قال في اللسان: ( والغرام : اللازم من العذاب والشر الدائم والبلاء ، والحب والعشق وما لا يستطاع أن يُتفصّى منه ) . وقال الزجاج : هو أشد العذاب في اللغة ، قال الله عز وجل : ( إن عذابها كان غراما) وقال الطرماح :




ويوم النسار ويوم الفجا= ركان عذابا وكان غراما

1 ويوم النسار ويوم الفجا ركان عذابا وكان غرامـا



وقوله عز وجل : ( إن عذابها كان غراما ) أي ملحا دائما ملازما ، وقال أبـو عبيدة : ( أي هلاكاً ولزاماً لهم ) (13).

وقال شارح القاموس : ( والغرام مالا يستطاع أن يُتفصَّى منه ، وأيضاً المُلِح الدائم المـلازم)(14).


8 ـ قوله تعالى : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلـد فيه مهانا ) الفرقان - 68 - 69 ، فقد توعد الله فيه قاتل النفس المحرَّمة بغير الحق ، والزاني بما توعد به من دعا مع الله إلها آخر من الخلود في النار .
واعترض بأن هذا الوعيد خاص بمن جمع بين الكبائر الثلاث دون من أتى واحـدة منها .

وأجيب بأن هذا يعني أن من أشرك مع الله إلها آخر ولم يجمع مع شركه بين الزنا وقتل النفس المحرمة لم يَصْدُق عليه هذا الوعيد ، وهذا لا يقوله أحد منكم ، فإن قيل إن خلود المشرك ثبت بنصوص أخرى دلت على أن شِركه كافٍ في استحقاقه هذا العذاب ، فالجواب أن النصوص لم تفرق بين الشرك وغيره في الخلود ، بل دلت على خلود غير المشرك بالنص على بعض الكبائر كالقتل تارة والتوعد به على مطلق المعصية تارة أخرى كمـا في الآية الآتية .


9 ـ قوله تعالى : ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنـم خالدين فيها أبدا ) الجـن 23 ، ولا يماري أحد يؤمن بما أنزل الله أن مقارفة الكبيرة معصية لله ولرسوله ، فإن قيل إن هذا الوعيد خاص بالمعصية الكبرى وهي الإشراك بالله تعالى .

قلنا هذه مخالفة لصريح اللفظ بدون داع .

فإن قيل إن الداعي إلى ذلك حمل هذا الوعيد على ما جاء من وعيد المشركين بهذا الجزاء .

قلنا : إن ورود الحكم العام في بعض أفراد مدلولاته لا يخصص عمومه ، وكما تُوعِّد المشركون بهذا الجزاء توعد سائر أصحاب الكبائر به في نصوص أُخرى كما سبق بيانه .

10 ـ قوله تعالى : ( إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هـم عنها بغائبين ) سورة الانفطار 13/16 ، ووجه الاستدلال به ما فيه من تقسيم الناس إلى طائفتين ، أبرار وفجار ، وتقسيم جزائهم إلى مصيرين ، نعيم وجحيم ، مع النص على عدم غياب أصحاب الجحيم عنها ، وذلك على حد قوله تعالى : ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) الشورى 7 .

واعترض بأن المراد بالفجار الكاملون في الفجور الذين وصفهم الله بقـوله : ( أولئك هم الكفرة الفجرة ) عبس 42 ، حتى أن الفخر الرازي قال : ( لا نسلم أن صاحب الكبيرة فاجر )(15).

ويرد هذا الاعتراض أنهم ملزمون على قولهم هذا أن يكون الزناة ، ومن عَمِل عَمَل قوم لوط ، وأكلة الربا ، وقتلة الأنفس بغير حق ، ومانعو الزكاة ، وسائر أهل الكبائر ماعدا الشرك في تعداد الأبرار الموعودين بالنعيم ، ورضوان من الله أكبر ، ولعمر الله ما من وسيلة لهدم قواعد الدين واستئصال الفضائل ، وإشاعة الفحشاء ، ونشر الرذائل ، أبلغ من هذا الاعتقاد ، فإنه يهدم جميع أوامر الله ونواهيه وينسف كل ما جاء في كتابه ، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من وعيد لأهل الكبائر ، وناهيك أن يكون الزنى ، واللواط ، وشرب الخمور ، والدياثة ، وسائر المنهيات من أعمال البر لأن مرتكبيها في صفوف الأبرار .



عاشق الكذب 27-02-13 10:38 PM

وأما من السنة فكثير من الروايات الصحيحة التي لا يمكنني جمعها إلا بعد جهد جهيد ، وإنما أقتصر منها على ما يأتي :

1 ـ روى البخاري ومسلم وغيرهما من طريق أبن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم يا أهل النار لا موت و يا أهل الجنة لا موت كل هو خالد فيما هو فيه ) وروى مثله البخاري من طريق أبي هريرة رضي الله عنه والطبراني والحاكم - وصححه من طريق معاذ رضي الله عنه ، ودلالته على صحة عقيدة القائلين بخلود أهل الكبائر في النار لا غبار عليها ، فإنه يفيد أن ذلك يعقب دخول الطائفتين في الدارين .

2 ـ أخرج الطبراني وأبو نعيم وابن مردويه عن أبن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو قيل لأهل النار أنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها ، ولو قيل لأهل الجنة أنكم ماكثون فيها عدد كل حصاة لحزنوا ولكن جعل لهم الأبد ).

3 ـ روى أحمد والبزار والحاكم والنسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ) وفي رواية : ( ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة ، مدمن الخمر ، والعاق لوالديه والديوث ، وهو الذي يقر السوء في أهله ).

4 ـ روى الشيخان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من شرب الخمر في الدنيا يحرمها في الآخرة ) وهو كناية عن حرمانه من دخول الجنة ، لأن أهل الجنة لهم فيها ما تشتهيه أنفسهم وتلذ أعينهم فلا يحرمون من شيء .

5 ـ أخرج البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه إلا حرم الله عليه الجنة ) .

6 ـ روى الإمام الربيع في مسنده الصحيح عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من اقتطع حق مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار ) فقال رجل : وإن كان قليلاً يسيراً يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وإن كان قضيباً من أراك ) ، ورواه الإمام مالك في موطئه ، ومسلم في صحيحه ، والنسائي في سننه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه .

7 ـ أخرج الشيخان وغيرهما من طريق أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً فيها أبدا ، ومن قتل نفسه بسمٍّ فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً فيها أبداً ، ومن نزل من جبل فقتل نفسه فهو ينزل في نار جهنم خالدا مُخّلداً فيها أبداً ) .

8 ـ روى مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) .

9 ـ روى البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة نمَّام ـ وفي رواية قتَّات ) .

10 ـ روى الشيخان عن سعد وأبي بكرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) .

والروايات - كما قلت - في ذلك كثيرة ، تارة تدل على الخلود بالنص عليه ، وتارة بالجمع بينه وبين التأبيد ، وأخرى بالتوعد بحرمان الجنة أو حرمان شم ريحها ، ومحصلها واحداً وإن اختلفت ألفاظها ، فإن حرمان الجنة ينافي دخولها في أي وقت من الأوقات ، كما أن نفي دخولها يعم جميع الأزمنة ، وقد تقدم تحرير ذلك في نظيره .

--------------------------------------

(1) جامع البيان عن تأويل آي القرآن ج1 ص386/387 ، ط دار الفكر .
(2) المنار ج1 ص363 ، ط4 دار المنار .
(3) المنار ج1 ص363/364 .
(4) المرجع السابق ج5 ص343 .
(5) المرجع السابق ج3 ص98/99 .
(6) المرجع السابق ص267/268 .
(7) المرجع السابق ص268/269.
(8) المرجع السابق ج4 ص432/433 .
(9) التفسير الكبير للفخر الرازي ج1 ص238/239 ط2 دار الكتب العلمية طهران .
(10) المرجع السابق ص342 .
(11) المنار ج5 ص341/342 الطبعة الرابعة دار المنار.
(12) المرجع السابق ص344/345.
(13) لسان العرب ج12 ص436 دار صادق للطباعة والنشر -دار بيروت للطباعة النشر، بيروت-.
(14) تاج العروس ج9 ص4 دار مكتبة الحياة .
(15) التفسير الكبير ج31 ص84 ط2 دار الكتب العلمية - طهران .

عاشق الكذب 27-02-13 10:39 PM

انا طرحت هذا الموضوع للحوار هذا مانقوله وهذا اسباب تمسكنا اتمنا الرد برد علمي ولا تهتره وجعل هذا الادله الايات والسنن كالغزل عند اهل الفتن

ارجو النقاش ولا السب والشتم والكلام غير المقبول

ذو_الفقار 28-02-13 11:58 AM

أهلا بك في المنتدى وأسأل الله أن يفتح عليك ويريك الحق حقا ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه.

سؤال بسيط قبل أن نبدا الحوار:

هل المكتوب أعلاه كتبته يداك أم نسخته نسخا ؟!

أبو عائشة الشحي 28-02-13 08:51 PM

بعد أن تجيب سؤال استاذي ذو الفقار

ما رأيك أن نناقش هذه الادلة دليلا دليلا؟!!

عاشق الكذب 05-03-13 04:54 PM

هذا الكلام نقاش حدث بين الاخوه السنه والشيعه والاباضيه واين الحجه ان كانت نسخ وان كانت بيدي فانا عبد خطاء والله لايخطئ


نعم نسخت هل يجوز ام لا لكي نمتنع من النسخ منذ الان ؟؟

وطبعا يكون الجميع على هذا الشرط الاشاعرة والوهابيه والاباضيه

وشكرا على الدعاء احبك في الله

عاشق الكذب 05-03-13 04:59 PM

لا اريد غير النقاش ويكون تبطيل هالحجج لاغير فمن الكتاب فهي من كلام الله لامحرف اما الحجج نعم ان اردتم التبطيل فاعطونا كل باطل حقه اما من السنة فارجعو على صحتها وقوه سندها ومتنها وراويها اما الحجج فيه فلكم ان تبطلو وان تاتو باحق ليدعس على الباطل لاكن بشرط واحد

ان يكون كلام الله محكم لايحتاج لتاويل ولا تفسير وما اصح ما اتفق عليه الامه على صحية الحديث وانه يكون غير احادي ويجوز الاحتجاج في الاحادي الا ان يكون يخالف ايه من ايان الله فانه لا نقبله

واتمنا لكم الجهد

شهاب1 05-03-13 06:57 PM

حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ثَلاثَةٌ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَمَّا الَّذِينَ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: فَالْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ، وَالدَّيُّوثُ، وَأَمَّا الثَّلاثَةُ الَّذِينَ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: فَالْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى "


ماذا نفعل بهذا الحديث، هل نرده أم نرميه في البحر أم ماذا؟ أم نتأوله بتأويلات باطلة ونقول لا يدخل الجنة أي يدخل الجنة؟
هيا نتبع السنة؟


الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخلون الجنة؟ فهل سوف تدخلوهم الجنة عن غصب؟

عاشق الكذب 05-03-13 07:46 PM

لعل الرسول قصده سيدخلون فاخطئ الراوي عنه هههههههههههه

أبو عائشة الشحي 05-03-13 09:05 PM

بما أنك مجرد ناقل وناسخ للموضوع- كالعادة-!!!

فهل ترى نفسك أهلا لمناقشة هذه الادلة؟!!

إن كنت ترى نفسك كذلك، فاختر أي دليل منها نناقشه معك!!

شهاب1 05-03-13 10:28 PM

حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ثَلاثَةٌ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَمَّا الَّذِينَ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: فَالْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ، وَالدَّيُّوثُ، وَأَمَّا الثَّلاثَةُ الَّذِينَ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: فَالْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى "
-----------------------------------------------------------------------------------


أبو عائشة الشحي كيف سوف تتعامل مع هذا الحديث؟

أبو عائشة الشحي 05-03-13 10:40 PM

أنتظر فقط رد صاحبك عاشق ثم يأتيك الرد إن شاء الله!!!

شهاب1 05-03-13 10:49 PM

إن شاء الله
ومنكم نستفيد :7:


عاشق الكذب 06-03-13 07:46 PM

ههههههههههه

انا نقلت لنقاش لا لاني فاضي الاخ ثانيا انا ادخل قليل فهل كل ما اعطيتكم ستنتضرون هذا الرود مني
لا حجه من اسئلتكم جاوب اخي وحاور ونتحاور

أبو عائشة الشحي 06-03-13 10:54 PM

يا عبد الله كيف تريد تنقل لتناقش ثم تقول أنك لست بفاض؟!!

أم أنه العجز ثم الهروب؟!!

الحمد لله على السنة!!

عاشق الكذب 07-03-13 10:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عائشة الشحي (المشاركة 1678732)
يا عبد الله كيف تريد تنقل لتناقش ثم تقول أنك لست بفاض؟!!

أم أنه العجز ثم الهروب؟!!

الحمد لله على السنة!!

العجز في ماذا والهروب في ماذا انا طرحت لاناقش

فهل تناقش ام لا ونسكر الموضوع بعدم وجود ردود حول الادله لاباضية وغيرهم من يقول لتخليد الكبائر في النار


ويسمى نصر للمسئلة هذي

أبو عائشة الشحي 07-03-13 10:04 PM

اقتباس:

حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة ، قال أخبرني ابن إسحاق ، قال حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس ( وأحاطت به خطيئته ) قال : يحيط كفره بما له من حسنة - والكفر يعم الكبائر كلها لأنها من كفران النعم .
قبل الرد على شبهك، أحببت أن أعلق على هذا النقل!!

والذي يبين بوضوح أن القوم لا يزالزن يعيشون في كذب الخليلي وتدليسه!!

فكم بينا وبينا أن الكلام الملون بالأحمر ليس من كلام ابن عباس رضي الله عنهما بل مما دسه الخليلي تلبيسا على العوام!!

عاشق الكذب 08-03-13 12:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عائشة الشحي (المشاركة 1678990)
قبل الرد على شبهك، أحببت أن أعلق على هذا النقل!!

والذي يبين بوضوح أن القوم لا يزالزن يعيشون في كذب الخليلي وتدليسه!!

فكم بينا وبينا أن الكلام الملون بالأحمر ليس من كلام ابن عباس رضي الله عنهما بل مما دسه الخليلي تلبيسا على العوام!!

اول انكار بحديث وتفسير ابن عباس

اكمل اكمل :mad:

أبو عائشة الشحي 08-03-13 12:39 AM

يا شيخ.. الملون بالاحمر من دس شيخك وبدر دينك!!

فهل تنكر هذا

عاشق الكذب 08-03-13 04:35 PM

شيخي لايغتنم لبطنة لكي يدس في الصحابة

لاكن لسان التربية عندكم في العلماء الطعن والتدليس

أبو عائشة الشحي 08-03-13 04:55 PM

يا عبد الله.. هل تنكر أن ما لونته لك باللون الاحمر هو ليس من كلام ابن عباس رضي الله عنهما وإنما من كلام شيخك؟!!

عاشق الكذب 12-03-13 08:19 PM

وهل انكرت انا انا انكر كلمتك هي التدليس لاكن الذي لا اعرفه سرت اخر المعاني ولم تناقش الادلة من الايات وغيرة

محقق 12-03-13 10:41 PM

آخوتي الكرام،،،

بما أن الموضوع عن اثبات خلود أهل الكبائر في نار جهنم و هذه عقيدتنا الراسخه و لدينا من الآدله القرانيه المحكمه و لدينا من الاحاديث الثابته على صاحبها آفضل الصلاة و أزكى التسليم.

حيث قال تعالى في محكم كتابه " ان الابرار لفي نعيم و ان الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين و ما هم عنها بغائبين" صدق الله العظيم.

سؤالي لمن ينكر خلود أهل الكبائر في نار جهنم خالدين فيها أبدا ماذا تقولون عن هذه الآيه؟؟
و هل هناك آيه واحده فقط تنص على خروج أهل الكبائر و المجرمين من الموحدين أو غيرهم من النار و دخولهم الجنه؟؟؟

ذو_الفقار 13-03-13 08:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محقق (المشاركة 1680344)
آخوتي الكرام،،،

بما أن الموضوع عن اثبات خلود أهل الكبائر في نار جهنم و هذه عقيدتنا الراسخه و لدينا من الآدله القرانيه المحكمه و لدينا من الاحاديث الثابته على صاحبها آفضل الصلاة و أزكى التسليم.

حيث قال تعالى في محكم كتابه " ان الابرار لفي نعيم و ان الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين و ما هم عنها بغائبين" صدق الله العظيم.

سؤالي لمن ينكر خلود أهل الكبائر في نار جهنم خالدين فيها أبدا ماذا تقولون عن هذه الآيه؟؟
و هل هناك آيه واحده فقط تنص على خروج أهل الكبائر و المجرمين من الموحدين أو غيرهم من النار و دخولهم الجنه؟؟؟

ونحن ولله الحمد لدينا نصوص من الكتاب والسنة أقوى واشهر مما لديكم ولدينا تفاسير الصحابة لها وأقوالهم وأقوال التابعين وليس لكم من ذلك شيء


أما الاجابة على سؤالك وطالما أنك حصرت الأدلة من القرآن وهذا ما عهدناه منكم

نريد منك إثبات أن الفجار هنا تعني أهل الكبائر من أهل التوحيد بدليل من القرآن

محقق 13-03-13 11:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذو_الفقار (المشاركة 1680427)
ونحن ولله الحمد لدينا نصوص من الكتاب والسنة أقوى واشهر مما لديكم ولدينا تفاسير الصحابة لها وأقوالهم وأقوال التابعين وليس لكم من ذلك شيء


أما الاجابة على سؤالك وطالما أنك حصرت الأدلة من القرآن وهذا ما عهدناه منكم

نريد منك إثبات أن الفجار هنا تعني أهل الكبائر من أهل التوحيد بدليل من القرآن


أخي ذو الفقار،،

كلنا متفقون على صحة القرآن ام لكم قرآنا غير هذا القرآن، و اذا وجدنا الادله واضحه في القرآن هل نحن بحاجه الى التأكد من السنه؟ و من المعلوم ان احاديث نبينا الكريم لم تخالف و لم تصادم محكمات القرآن و ان وجدناها كذلك رددناها.

نحن الاباضيه نأخذ عقيدتنا من محكمات القرآن الكريم التي لا تحتمل التأويل و اما الآيات المتشابهات ترد الى المحكمات و لا نبني عليها معتقدا ابدا، فالله تعالى قسم القران الى ايات محكمات و هن الأصل و الى متشابهات كما قال تعالى "
هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات و أخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله".

و اما بالنسبة للأحاديث فاننا نبني عقائدنا على الاحاديث الصحيحه المتواتره التي اجمعت الامه على تواترها و لا نأخذ بالآحاد في اي مسأله عقديه الا اذا جاءت موافقه لمحكمات القرآن الكريم و نقبلها للاستئناس فقط اذا توافر الدليل القطعي كما ذكرت أعلاه،، هذا للتوضيح.

سألتك عن فهمكم للآيه الكريمه " ان الأبرار لفي نعيم و ان الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين و ما هم عنها بغائبين" و لم تجيبوا.

سؤالي لكم:

القاتل متعمدا و الزاني و المرابي و الساحر و اللواط و مدمن الخمر و المخدرات و آكل مال اليتيم و السارق و مقترف هذه الكبائر اذا مات عليها و لم يتوب منها هل تعتبرونه من الابرار أو الفجار ام هناك فريق ثالث لا ندري عنه ارجوا الاجابه؟؟؟


ذو_الفقار 13-03-13 12:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محقق (المشاركة 1680441)

أخي ذو الفقار،،

كلنا متفقون على صحة القرآن ام لكم قرآنا غير هذا القرآن، و اذا وجدنا الادله واضحه في القرآن هل نحن بحاجه الى التأكد من السنه؟ و من المعلوم ان احاديث نبينا الكريم لم تخالف و لم تصادم محكمات القرآن و ان وجدناها كذلك رددناها.

نحن الاباضيه نأخذ عقيدتنا من محكمات القرآن الكريم التي لا تحتمل التأويل و اما الآيات المتشابهات ترد الى المحكمات و لا نبني عليها معتقدا ابدا، فالله تعالى قسم القران الى ايات محكمات و هن الأصل و الى متشابهات كما قال تعالى "
هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات و أخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله".

و اما بالنسبة للأحاديث فاننا نبني عقائدنا على الاحاديث الصحيحه المتواتره التي اجمعت الامه على تواترها و لا نأخذ بالآحاد في اي مسأله عقديه الا اذا جاءت موافقه لمحكمات القرآن الكريم و نقبلها للاستئناس فقط اذا توافر الدليل القطعي كما ذكرت أعلاه،، هذا للتوضيح.

سألتك عن فهمكم للآيه الكريمه " ان الأبرار لفي نعيم و ان الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين و ما هم عنها بغائبين" و لم تجيبوا.

سؤالي لكم:

القاتل متعمدا و الزاني و المرابي و الساحر و اللواط و مدمن الخمر و المخدرات و آكل مال اليتيم و السارق و مقترف هذه الكبائر اذا مات عليها و لم يتوب منها هل تعتبرونه من الابرار أو الفجار ام هناك فريق ثالث لا ندري عنه ارجوا الاجابه؟؟؟


سألتك سؤالا بسيطا فشرّقت وغربت


أنت أتيتنا بآية استدللت بها على خلود أهل الكبائر في النار، فطلبنا منك دليلاً يثبت ما تقول

أثبت أن الفجار في هذه الآية هم أهل الكبائر من الموحدين بدليل قرآني، لأنك أردت الأدلة القرآنية فقط

====================

تقول: إذا وجدنا نصا قرآنيا فلا حاجة لنا بالسنة

أقول: وهذا ما تعودناه منكم أنكم منكرون للسنة أصلا ولا تقرون بها إلا ما يوافق هواكم

====================

أدلة خروج أهل الكبائر من النار أحاديثها صحيحة متواترة معلومة

وأنا أتحداك هنا أن تثبت بحديث متواتر (كما زعمت) أن أهل الكبائر من الموحدين لا يخرجون من النار

تفضل اثبت ما زعمت

المطلوب أن تأتي بحديث صحيح متواتر أن أهل الكبائر من الموحدين لا يخرجون من النار أبدا

مع إثبات أنه متواتر

====================

أبو عائشة الشحي 13-03-13 01:31 PM

اقتباس:

وهل انكرت انا انا انكر كلمتك هي التدليس لاكن الذي لا اعرفه سرت اخر المعاني ولم تناقش الادلة من الايات وغيرة
بل هو التدليس بعينه أنكرت أم لم تنكر

فها أنت - اقتداءا بشيخك - نقلت الكلام - كما هو - موهما أنه من كلام ابن عباس رضي الله عنهما وقد نقله ابن جرير رحمه الله عنه

وقد وقع في هذا كثير من أصحابكم

فإن لم يكن هذا تدليسا فما هو التدليس؟!!

أبو عائشة الشحي 13-03-13 01:45 PM

اقتباس:

1 ـ قوله تعالى: ( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله مالا تعلمون)
هذه الآية نزلت في اليهود وهم كفار خارجين من ملة الإسلام

وقد عنوا بهذا أيام عبادتهم العجل وقد حددوا المدة

فكذبوا على الله أنهم مع شركهم لا يخلدون في النار

ففرق بين هذا القول وبين قولنا في أصحاب الكبائر

فهم اولا مسلمين وليسوا بخارجي من الاملة بالاتفاق

وثانيا هم لم يقولوا بذلك ابتداءا بل قالوا بما أخبرهم به نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولم يحددوا المدة كما فعل اليهود

وثالثا هم لم يقولوا بالخروج من النار للمشركين ومن يعبد غير الله كما قال اليهود

فمع هذه الفروق كلها لا يجوز حمل هذه الآية على عصاة المسلمين

محقق 13-03-13 02:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذو_الفقار (المشاركة 1680466)
سألتك سؤالا بسيطا فشرّقت وغربت


أنت أتيتنا بآية استدللت بها على خلود أهل الكبائر في النار، فطلبنا منك دليلاً يثبت ما تقول

أثبت أن الفجار في هذه الآية هم أهل الكبائر من الموحدين بدليل قرآني، لأنك أردت الأدلة القرآنية فقط

====================

تقول: إذا وجدنا نصا قرآنيا فلا حاجة لنا بالسنة

أقول: وهذا ما تعودناه منكم أنكم منكرون للسنة أصلا ولا تقرون بها إلا ما يوافق هواكم

====================

أدلة خروج أهل الكبائر من النار أحاديثها صحيحة متواترة معلومة

وأنا أتحداك هنا أن تثبت بحديث متواتر (كما زعمت) أن أهل الكبائر من الموحدين لا يخرجون من النار

تفضل اثبت ما زعمت

المطلوب أن تأتي بحديث صحيح متواتر أن أهل الكبائر من الموحدين لا يخرجون من النار أبدا

مع إثبات أنه متواتر

====================

انتم مفلسون من اي حجه و اي برهان.....
تتهربون من اسألتنا و من جهلكم تستهجنون عندما نقدم القرآن الكريم في ادلتنا، على العلم نحن لا ننكر الأحاديث الصحيحه و الثابته ابدا و لكن دعونا ننقاش كل دليل اول بأول بدون القفز و الهروب و الالتواء.


نحن نثبت ان اهل الكبائر مأواهم نار جهنم خالدين فيها كما أثبتها القرآن الكريم و اليكم بعضها:

قال تعالى؛؛ " ان الابرار لفي نعيم و ان الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين و ماهم عنها بغائبين"

"
ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين"

"
ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما"
و غيرها كثير و هذه بعض ادلتنا من القرآن فما دليلكم؟ هل هناك ايه واحده فقط تنص على خروج اهل الكبائر من النار سواء للموحد أو غيره آيه واحده فقط.




أبو عائشة الشحي 13-03-13 02:53 PM

يا هذا أنا بدأت بأول دليل أحضره صاحبكم عاشق فهلا ناقشته؟!!

محقق 13-03-13 09:59 PM

يا شباب السلفيه،،، نحن من بدأنا في الموضوع و كررت سؤالي اكثر من مره هل توجد آيه واحده تنص على ان من دخل النار سيخرج منها؟؟؟ هل هذا السؤال صعب؟؟ أجيبوا بنعم او لا و اذا كان نعم فما هي؟ و من بعدها سنناقش الأدله من السنه.

بارك الله فيكم ارجوا عدم اللف و الدوران فالحق أحق ان يتبع.

أبو عائشة الشحي 13-03-13 10:06 PM

يا أخ.. صاحبك أتى بأدلة على خلود اهل الكبائر وطلب مناقشتها.. وها أنا بدأت أناقش أول دليل أتى به

فاحترم على الأقل ما جاء به صاحبك!!

أما أنت فقد دخلت عرضا وتحاول تغير الموضوع لطلب الأدلة على عدم الخلود!!

محقق 15-03-13 11:03 PM

يا الشحي دعك من الدخول عرض أو طول فنحن الاباضيه جميعا متفقون على عقيده واحده و ادلتنا متفق عليها فان كنت لا تستطيع الاجابه فافسح المجال لغيرك من اخوانك المتمسلفين سألتكم هل الموحد صاحب الكبيره كالقاتل و الزاني و اللواط و القواد و المرابي و آكل مال اليتيم و الساحر و مدمن الخمر و المخدرات و السارق من الابرار الاتقياء أو من الفجار؟؟؟؟؟

إذا صح الحديث فهو مذهبي 16-03-13 11:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محقق (المشاركة 1681190)
يا الشحي دعك من الدخول عرض أو طول فنحن الاباضيه جميعا متفقون على عقيده واحده و ادلتنا متفق عليها فان كنت لا تستطيع الاجابه فافسح المجال لغيرك من اخوانك المتمسلفين سألتكم هل الموحد صاحب الكبيره كالقاتل و الزاني و اللواط و القواد و المرابي و آكل مال اليتيم و الساحر و مدمن الخمر و المخدرات و السارق من الابرار الاتقياء أو من الفجار؟؟؟؟؟


أنتم الإباضية تسألون عن نص واضح صريح في خروج أهل الكبائر من النار من القرآن فقط ولا تسألون عن غير ذلك، لغرض التعجيز فقط وهذا من باب الجدال وليس من باب طلب الحق، لأن السؤال هنا كسؤال أحدهم أعطني نص صريح من القرآن أن التدخين حرام أو أن الموز حلال ؟!! وتمسكك بالنص الصريح من القرآن فقط يعني أن النصوص موجودة في السنة ولكنك تنكرها لأنها تناقض مذهبك حتى وإن كانت صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن حتى لا يطول الجدال كثيراً أقول وبالله التوفيق أننا أهل السنة نستدل بالقرآن والسنة واقوال الصحابة والسلف الصالح بخروج أهل الكبائر من الموحدين من النار بإذن الله، فمن أدلة ذلك:

القرآن:
* قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، والكبائر هي في ما دون الشرك قطعا، وهذه آية صريحة واضحة في أن من مات مشركا فلا مغفرة له، ومن مات موحدا فهو تحت مشيئة الله سبحانه ولا يُقطع له بالنار ابتداءً حتى وإن مات على كبيرة، وهذه الآية وحدها كافية في هدم معتقدكم هذا بالكلٌّيّة.

* وقوله تعالى حكايةً عن الكفار: (فما تنفعهم شفاعة الشافعين)، دلّت على أن الشفاعة تنفع غيرهم ممن دخل النار من الموحدين فأهل النار صنفين كما هو معلوم، الموحدون والكفار، إلا إن كان لكم صنف آخر فأتحفنا بهم.

* وقوله تعالى في سورة مريم: (ونسوق المجرمين إلا جهنّم ورداً * لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا)، فإن علم أن هناك من المجرمين من تنفعهم شفاعة بنص هذه الآية، وأن الشفاعة لا تنفع الكفار بنص الآية السابقة، فبذلك تكون هذه الآية نص صريح على أن الشفاعة تنفع الموحدين من أتباع الرسل عليهم السلام.

وأما من السنة

* قوله صلى الله عليه وسلم: (شفاعتي لأهلِ الكبائرِ من أمَّتي) وهذا حديث صحيح متواتر.

* وقوله صلى الله عليه وسلم: (( إذا كان يوم القيمة ماج الناس بعضهم في بعض ، فيأتون آدم فيقولون : اشفع لنا إلى ربك ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن ، فيأتون إبراهيم ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله ، فيأتون موسى ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته ، فيأتون عيسى فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فيأتونني ، فأقول : أنا لها ، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن ، فأحمده بتلك المحامد ، وأخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب ، أمتي أمتي ، فيقال : انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان ، فأنطلق فأفعل ، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقال : انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان ، فأنطلق فأفعل ، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقول : انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار ، فأنطلق فأفعل ) . فلما خرجنا من عند أنس ، قلت لبعض أصحابنا : لو مررنا بالحسن ، وهو متوار في منزل أبي خليفة ، فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك ، فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا ، فقلنا له : يا أبا سعيد ، جئناك من عند أخيك أنس بن مالك ، فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة ، فقال : هيه ، فحدثناه بالحديث ، فانتهى إلى هذا الموضع ، فقال : هيه ، فقلنا : لم يزد لنا على هذا ، فقال : لقد حدثني ، وهو جميع ، منذ عشرين سنة ، فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا ، قلنا يا أبا سعيد فحدثنا : فضحك وقال : خلق الإنسان عجولا ، ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم ، حدثني كما حدثكم به ، وقال : ( ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله ، فيقول : وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ) . وهذا حديث صحيح أخرجه البخاري.

* وقال صلى الله عليه وسلم: (ما زلت أشفع إلى ربي عز وجل ويشفعني ، وأشفع ويشفعني حتى أقول : أي رب شفعني فيمن قال : لا إله إلا الله . فيقول : هذه ليست لك يا محمد ولا لأحد ، هذه لي ، وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا يقول : لا إله إلا الله). وهذا حديث صحيح.

والأدلة في ذلك مستفيضة جدا ولا أريد أن أملأ الصفحة بها

من أقوال الصحابة:

* قال ابن عمر -رضي الله عنه- في الآية الأولى: "قال : كنا معشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس , وآكل مال اليتيم , وشاهد الزور , وقاطع الرحم , حتى نزلت هذه الآية : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فأمسكنا عن الشهادة".

* وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الآية الثانية: "ثم تشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون , ويشفعهم الله فيقول : أنا أرحم الراحمين , فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق من النار ; ثم يقول : أنا أرحم الراحمين ; ثم قرأ عبد الله : يا أيها الكفار { ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين } وعقد بيده أربعا , ثم قال : هل ترون في هؤلاء من خير , ألا ما يترك فيها أحد فيه خير".

* قال ابن عباس -رضي الله عنه- في تفسيره للآية الثالثة المذكورة أعلاه: "العهد هو شهادة أن لا إله إلا الله ويبرأ إلى الله من الحول والقوة ولا يرجو إلا الله عز وجل".

* وقال عبدالله بن مسعود في تفسيره لنفس الآية: "اتخذوا عند الله عهدا فإن الله يقول يوم القيامة من كان له عند الله عهد فليقم قالوا يا أبا عبد الرحمن فعلمنا قال قولوا : اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أن لا تكلني إلى عمل يقربني من الشر ويباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا تؤديه إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد"



ولم ينقل عن الصحابة قول يخالف هذه الأقوال فإن كان لديك فهاته

الآن أريدك أن تنتبه لما أتيتك به، أتيتك بأدلة من الكتاب والسنة وتفسير الصحابة للآيات التي ذكرتها، فهل عندك مثل ذلك ؟! حتى نوازن بين الكفتين ونعلم الحق فنتبعه، أو ستستمر بالإعراض واتباع غير ما أنزل الله نُصرةً لمذهبك فقط ؟!. وأما عن سؤالك المطروح في المشاركة المقتبسة فهو سؤال عاطفي يهدف إلى رد الدليل، فأنت عندما علمت أن هناك أدلة لخروج أهل الكبائر لجأت لمثل هذه الأسئلة العاطفية.

وحتى لا أتركك في حيرة من أمرك أجيبك بحكم الله سبحانه وتعالى في مرتكب كبيرة القتل، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحرُّ بالحر والعبدُ بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عُفي له من أخيه شيءٌ فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم)، ففي هذه الآية يخاطب الله سبحانه المؤمنين ويُسمي القاتل أخاً للمقتول (أو ولي الدم)، ولم يُخرجه من دائرة الإيمان بكبيرة القتل.

واقرأ إن شئت تفسير شيخكم اطفيش في كتابه "هيمان الزاد إلى دار المعاد" حيث قال عن الآية: "{ فمَنْ عُفِى لهُ مِنْ أخيهِ شَئٌ }: من واقعة على القاتل وعُفى ترك والأخ ولى المقتول، ويجوز أن يكون هو المقتول على حذف مضاف فى الوجهين، أى من دم أخيهِ، وسمى ولى المقتول أخا للقاتل، لأن فرض الكلام على أنه عفى والعفو يكون من أخ لأخيه للرقة عليهِ، ولكل من له حب فكأنه أخ القاتل، ولما بينهما من الجنسية الآدمية والحرية، أو الآدمية والعبودية ومن الإسلام ونكتة التعبير بالأخ أن يستعطف أحدهما على الآخر، ويشير إلى أن القتل لا يخرج القاتل من اسم الإسلام إلى الشرك، وأيضا سماه أخا لما بينهما من الملابسة، إذ الولى يطالب القاتل بالدية ويأخذ هامنه ... " ا.ه.

لذلك فإن عُلم أن مرتكب الكبيرة لا يخرج عن دائرة الإيمان فهو تحت المشيئة والشفاعة التي تحدثنا عنهما في بداية الحديث، ولا يعني ذلك أننا ندعوه لارتكاب المحرمات، فأهل السنة كما رووا أحاديث المغفرة والشفاعة قد رووا أحاديث العذاب وهوله وحذروا منه، فإن أصريّت أنها دعوة لارتكاب المحرمات فإننا نُحاجك بما تحتج به ونقول هل عندما يقول سبحانه وتعالى : (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) فهل هذه دعوة لأن نذهب ونقترف السيئات وننتهك الحرمات ثم نتوب إلى الله سبحانه بدعوى أنه غفور رحيم ؟!! كلا وحاشا.

ولا نريد منك في الختام إلا أن تأتينا بمثل ما أتيناك به، وإن لم يكن لديك إلا الأشئلة العاطفية كسؤالك فإنني أتوقف عن الحوار عند ها القدر لأنه كاف بإذن الله لمن أراد الحق وسعى له.

أبو عائشة الشحي 16-03-13 09:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محقق (المشاركة 1681190)
يا الشحي دعك من الدخول عرض أو طول فنحن الاباضيه جميعا متفقون على عقيده واحده و ادلتنا متفق عليها فان كنت لا تستطيع الاجابه فافسح المجال لغيرك من اخوانك المتمسلفين سألتكم هل الموحد صاحب الكبيره كالقاتل و الزاني و اللواط و القواد و المرابي و آكل مال اليتيم و الساحر و مدمن الخمر و المخدرات و السارق من الابرار الاتقياء أو من الفجار؟؟؟؟؟

يا عبد الله .. أنا أتكلم عن المنهجية والظاهر أنك تفتقدها!!!

كم مرة أعيد لك.. الموضوع طرحه صاحبك وأتي بادلة على قوله

وها انا بدأت أناقش ما جاء به ، كل مرة دليل

فتاتي أنت وتدخل في المسالة عرضا وتنتقل إلى نقطة أخرى ونحن بعد لم ننتهي من النقطة الأولى!!

يا عبد الله.. إن انتهيت من مناقشة صاحبك فيما جاء به انتقلت لك

أو ان صاحبك يترك النقاش لك!!

محقق 16-03-13 11:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إذا صح الحديث فهو مذهبي (المشاركة 1681334)
أنتم الإباضية تسألون عن نص واضح صريح في خروج أهل الكبائر من النار من القرآن فقط ولا تسألون عن غير ذلك، لغرض التعجيز فقط وهذا من باب الجدال وليس من باب طلب الحق، لأن السؤال هنا كسؤال أحدهم أعطني نص صريح من القرآن أن التدخين حرام أو أن الموز حلال ؟!! وتمسكك بالنص الصريح من القرآن فقط يعني أن النصوص موجودة في السنة ولكنك تنكرها لأنها تناقض مذهبك حتى وإن كانت صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن حتى لا يطول الجدال كثيراً أقول وبالله التوفيق أننا أهل السنة نستدل بالقرآن والسنة واقوال الصحابة والسلف الصالح بخروج أهل الكبائر من الموحدين من النار بإذن الله، فمن أدلة ذلك:

القرآن:
* قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، والكبائر هي في ما دون الشرك قطعا، وهذه آية صريحة واضحة في أن من مات مشركا فلا مغفرة له، ومن مات موحدا فهو تحت مشيئة الله سبحانه ولا يُقطع له بالنار ابتداءً حتى وإن مات على كبيرة، وهذه الآية وحدها كافية في هدم معتقدكم هذا بالكلٌّيّة.

* وقوله تعالى حكايةً عن الكفار: (فما تنفعهم شفاعة الشافعين)، دلّت على أن الشفاعة تنفع غيرهم ممن دخل النار من الموحدين فأهل النار صنفين كما هو معلوم، الموحدون والكفار، إلا إن كان لكم صنف آخر فأتحفنا بهم.

* وقوله تعالى في سورة مريم: (ونسوق المجرمين إلا جهنّم ورداً * لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا)، فإن علم أن هناك من المجرمين من تنفعهم شفاعة بنص هذه الآية، وأن الشفاعة لا تنفع الكفار بنص الآية السابقة، فبذلك تكون هذه الآية نص صريح على أن الشفاعة تنفع الموحدين من أتباع الرسل عليهم السلام.

وأما من السنة

* قوله صلى الله عليه وسلم: (شفاعتي لأهلِ الكبائرِ من أمَّتي) وهذا حديث صحيح متواتر.

* وقوله صلى الله عليه وسلم: (( إذا كان يوم القيمة ماج الناس بعضهم في بعض ، فيأتون آدم فيقولون : اشفع لنا إلى ربك ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن ، فيأتون إبراهيم ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله ، فيأتون موسى ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته ، فيأتون عيسى فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فيأتونني ، فأقول : أنا لها ، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن ، فأحمده بتلك المحامد ، وأخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب ، أمتي أمتي ، فيقال : انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان ، فأنطلق فأفعل ، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقال : انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان ، فأنطلق فأفعل ، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقول : انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار ، فأنطلق فأفعل ) . فلما خرجنا من عند أنس ، قلت لبعض أصحابنا : لو مررنا بالحسن ، وهو متوار في منزل أبي خليفة ، فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك ، فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا ، فقلنا له : يا أبا سعيد ، جئناك من عند أخيك أنس بن مالك ، فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة ، فقال : هيه ، فحدثناه بالحديث ، فانتهى إلى هذا الموضع ، فقال : هيه ، فقلنا : لم يزد لنا على هذا ، فقال : لقد حدثني ، وهو جميع ، منذ عشرين سنة ، فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا ، قلنا يا أبا سعيد فحدثنا : فضحك وقال : خلق الإنسان عجولا ، ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم ، حدثني كما حدثكم به ، وقال : ( ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله ، فيقول : وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ) . وهذا حديث صحيح أخرجه البخاري.

* وقال صلى الله عليه وسلم: (ما زلت أشفع إلى ربي عز وجل ويشفعني ، وأشفع ويشفعني حتى أقول : أي رب شفعني فيمن قال : لا إله إلا الله . فيقول : هذه ليست لك يا محمد ولا لأحد ، هذه لي ، وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا يقول : لا إله إلا الله). وهذا حديث صحيح.

والأدلة في ذلك مستفيضة جدا ولا أريد أن أملأ الصفحة بها

من أقوال الصحابة:

* قال ابن عمر -رضي الله عنه- في الآية الأولى: "قال : كنا معشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس , وآكل مال اليتيم , وشاهد الزور , وقاطع الرحم , حتى نزلت هذه الآية : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فأمسكنا عن الشهادة".

* وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الآية الثانية: "ثم تشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون , ويشفعهم الله فيقول : أنا أرحم الراحمين , فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق من النار ; ثم يقول : أنا أرحم الراحمين ; ثم قرأ عبد الله : يا أيها الكفار { ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين } وعقد بيده أربعا , ثم قال : هل ترون في هؤلاء من خير , ألا ما يترك فيها أحد فيه خير".

* قال ابن عباس -رضي الله عنه- في تفسيره للآية الثالثة المذكورة أعلاه: "العهد هو شهادة أن لا إله إلا الله ويبرأ إلى الله من الحول والقوة ولا يرجو إلا الله عز وجل".

* وقال عبدالله بن مسعود في تفسيره لنفس الآية: "اتخذوا عند الله عهدا فإن الله يقول يوم القيامة من كان له عند الله عهد فليقم قالوا يا أبا عبد الرحمن فعلمنا قال قولوا : اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أن لا تكلني إلى عمل يقربني من الشر ويباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا تؤديه إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد"



ولم ينقل عن الصحابة قول يخالف هذه الأقوال فإن كان لديك فهاته

الآن أريدك أن تنتبه لما أتيتك به، أتيتك بأدلة من الكتاب والسنة وتفسير الصحابة للآيات التي ذكرتها، فهل عندك مثل ذلك ؟! حتى نوازن بين الكفتين ونعلم الحق فنتبعه، أو ستستمر بالإعراض واتباع غير ما أنزل الله نُصرةً لمذهبك فقط ؟!. وأما عن سؤالك المطروح في المشاركة المقتبسة فهو سؤال عاطفي يهدف إلى رد الدليل، فأنت عندما علمت أن هناك أدلة لخروج أهل الكبائر لجأت لمثل هذه الأسئلة العاطفية.

وحتى لا أتركك في حيرة من أمرك أجيبك بحكم الله سبحانه وتعالى في مرتكب كبيرة القتل، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحرُّ بالحر والعبدُ بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عُفي له من أخيه شيءٌ فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم)، ففي هذه الآية يخاطب الله سبحانه المؤمنين ويُسمي القاتل أخاً للمقتول (أو ولي الدم)، ولم يُخرجه من دائرة الإيمان بكبيرة القتل.

واقرأ إن شئت تفسير شيخكم اطفيش في كتابه "هيمان الزاد إلى دار المعاد" حيث قال عن الآية: "{ فمَنْ عُفِى لهُ مِنْ أخيهِ شَئٌ }: من واقعة على القاتل وعُفى ترك والأخ ولى المقتول، ويجوز أن يكون هو المقتول على حذف مضاف فى الوجهين، أى من دم أخيهِ، وسمى ولى المقتول أخا للقاتل، لأن فرض الكلام على أنه عفى والعفو يكون من أخ لأخيه للرقة عليهِ، ولكل من له حب فكأنه أخ القاتل، ولما بينهما من الجنسية الآدمية والحرية، أو الآدمية والعبودية ومن الإسلام ونكتة التعبير بالأخ أن يستعطف أحدهما على الآخر، ويشير إلى أن القتل لا يخرج القاتل من اسم الإسلام إلى الشرك، وأيضا سماه أخا لما بينهما من الملابسة، إذ الولى يطالب القاتل بالدية ويأخذ هامنه ... " ا.ه.

لذلك فإن عُلم أن مرتكب الكبيرة لا يخرج عن دائرة الإيمان فهو تحت المشيئة والشفاعة التي تحدثنا عنهما في بداية الحديث، ولا يعني ذلك أننا ندعوه لارتكاب المحرمات، فأهل السنة كما رووا أحاديث المغفرة والشفاعة قد رووا أحاديث العذاب وهوله وحذروا منه، فإن أصريّت أنها دعوة لارتكاب المحرمات فإننا نُحاجك بما تحتج به ونقول هل عندما يقول سبحانه وتعالى : (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) فهل هذه دعوة لأن نذهب ونقترف السيئات وننتهك الحرمات ثم نتوب إلى الله سبحانه بدعوى أنه غفور رحيم ؟!! كلا وحاشا.

ولا نريد منك في الختام إلا أن تأتينا بمثل ما أتيناك به، وإن لم يكن لديك إلا الأشئلة العاطفية كسؤالك فإنني أتوقف عن الحوار عند ها القدر لأنه كاف بإذن الله لمن أراد الحق وسعى له.


شكرا أخي الكريم على حسن أدبك في النقاش ،،، حاليا امر ببعض الظروف فسوف أرد عليك قريبا ،، لي عوده و تعقيبات على كل أدلتك.

إذا صح الحديث فهو مذهبي 17-03-13 09:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محقق (المشاركة 1681540)

شكرا أخي الكريم على حسن أدبك في النقاش ،،، حاليا امر ببعض الظروف فسوف أرد عليك قريبا ،، لي عوده و تعقيبات على كل أدلتك.

أسأل الله أن يُيسّر ظروفك ويهديك إلى طريق الهدى والرشاد، ولكنني لا أريد منك تعقيبا على (كل) أدلتي، إنما أريد أن أقرأ ويقرأ كل زائر للموضوع أدلتكم في هذا الموضوع ويرى مستوى الأدلة بين الفريقين ويوازن بينهما ككفتي الميزان، فأنا أتيتك بآيات محكمة من القرآن الكريم وتفسير الصحابة لها وأحاديث صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أتيتك بقول الله سبحانه، وقول النبي صلى الله عليه وسلم، وفهم الصحابة عبدالله بن عمر وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عباس للآيات التي ذكرتها لك، وهناك غيرهم من أقوال التابعين، فهل لديك مثل ما عندنا من الأدلة؟! أو ستسرد علينا الأسئلة العاطفية والاستنتاجات المتناقضة تنصر بها معتقدك الذي ولدت عليه فقط!. ثم بعد أن تقول أدلتي من الكتاب كذا وكذا وتفسيرها من الصحابة كذا وكذا وأحاديث النبي الصحيحة والمتواترة كذا وكذا، بعد ذلك كله نُعقب على كل دليل ونرى أوجه الاستشهاد بها إن كانت في محلها أو خلاف ذلك. هذا هو الحوار المنشود وهكذا تكون الطريقة العلمية بأن يسرد كل طرف أدلته، لا أن يسرد الأدلة أحدهما ويقوم الآخر بالتعقيب من رأسه واضعا رجلا على رجل!

محقق 19-03-13 10:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إذا صح الحديث فهو مذهبي (المشاركة 1681334)
أنتم الإباضية تسألون عن نص واضح صريح في خروج أهل الكبائر من النار من القرآن فقط ولا تسألون عن غير ذلك، لغرض التعجيز فقط وهذا من باب الجدال وليس من باب طلب الحق، لأن السؤال هنا كسؤال أحدهم أعطني نص صريح من القرآن أن التدخين حرام أو أن الموز حلال ؟!! وتمسكك بالنص الصريح من القرآن فقط يعني أن النصوص موجودة في السنة ولكنك تنكرها لأنها تناقض مذهبك حتى وإن كانت صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن حتى لا يطول الجدال كثيراً أقول وبالله التوفيق أننا أهل السنة نستدل بالقرآن والسنة واقوال الصحابة والسلف الصالح بخروج أهل الكبائر من الموحدين من النار بإذن الله، فمن أدلة ذلك:

القرآن:
* قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، والكبائر هي في ما دون الشرك قطعا، وهذه آية صريحة واضحة في أن من مات مشركا فلا مغفرة له، ومن مات موحدا فهو تحت مشيئة الله سبحانه ولا يُقطع له بالنار ابتداءً حتى وإن مات على كبيرة، وهذه الآية وحدها كافية في هدم معتقدكم هذا بالكلٌّيّة.

* وقوله تعالى حكايةً عن الكفار: (فما تنفعهم شفاعة الشافعين)، دلّت على أن الشفاعة تنفع غيرهم ممن دخل النار من الموحدين فأهل النار صنفين كما هو معلوم، الموحدون والكفار، إلا إن كان لكم صنف آخر فأتحفنا بهم.

* وقوله تعالى في سورة مريم: (ونسوق المجرمين إلا جهنّم ورداً * لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا)، فإن علم أن هناك من المجرمين من تنفعهم شفاعة بنص هذه الآية، وأن الشفاعة لا تنفع الكفار بنص الآية السابقة، فبذلك تكون هذه الآية نص صريح على أن الشفاعة تنفع الموحدين من أتباع الرسل عليهم السلام.

وأما من السنة

* قوله صلى الله عليه وسلم: (شفاعتي لأهلِ الكبائرِ من أمَّتي) وهذا حديث صحيح متواتر.

* وقوله صلى الله عليه وسلم: (( إذا كان يوم القيمة ماج الناس بعضهم في بعض ، فيأتون آدم فيقولون : اشفع لنا إلى ربك ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن ، فيأتون إبراهيم ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله ، فيأتون موسى ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته ، فيأتون عيسى فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فيأتونني ، فأقول : أنا لها ، فأستأذن على ربي فيؤذن لي ، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن ، فأحمده بتلك المحامد ، وأخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب ، أمتي أمتي ، فيقال : انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان ، فأنطلق فأفعل ، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقال : انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان ، فأنطلق فأفعل ، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعط ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقول : انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار ، فأنطلق فأفعل ) . فلما خرجنا من عند أنس ، قلت لبعض أصحابنا : لو مررنا بالحسن ، وهو متوار في منزل أبي خليفة ، فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك ، فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا ، فقلنا له : يا أبا سعيد ، جئناك من عند أخيك أنس بن مالك ، فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة ، فقال : هيه ، فحدثناه بالحديث ، فانتهى إلى هذا الموضع ، فقال : هيه ، فقلنا : لم يزد لنا على هذا ، فقال : لقد حدثني ، وهو جميع ، منذ عشرين سنة ، فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا ، قلنا يا أبا سعيد فحدثنا : فضحك وقال : خلق الإنسان عجولا ، ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم ، حدثني كما حدثكم به ، وقال : ( ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخر له ساجدا ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله ، فيقول : وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله ) . وهذا حديث صحيح أخرجه البخاري.

* وقال صلى الله عليه وسلم: (ما زلت أشفع إلى ربي عز وجل ويشفعني ، وأشفع ويشفعني حتى أقول : أي رب شفعني فيمن قال : لا إله إلا الله . فيقول : هذه ليست لك يا محمد ولا لأحد ، هذه لي ، وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا يقول : لا إله إلا الله). وهذا حديث صحيح.

والأدلة في ذلك مستفيضة جدا ولا أريد أن أملأ الصفحة بها

من أقوال الصحابة:

* قال ابن عمر -رضي الله عنه- في الآية الأولى: "قال : كنا معشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس , وآكل مال اليتيم , وشاهد الزور , وقاطع الرحم , حتى نزلت هذه الآية : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } فأمسكنا عن الشهادة".

* وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الآية الثانية: "ثم تشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون , ويشفعهم الله فيقول : أنا أرحم الراحمين , فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق من النار ; ثم يقول : أنا أرحم الراحمين ; ثم قرأ عبد الله : يا أيها الكفار { ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين } وعقد بيده أربعا , ثم قال : هل ترون في هؤلاء من خير , ألا ما يترك فيها أحد فيه خير".

* قال ابن عباس -رضي الله عنه- في تفسيره للآية الثالثة المذكورة أعلاه: "العهد هو شهادة أن لا إله إلا الله ويبرأ إلى الله من الحول والقوة ولا يرجو إلا الله عز وجل".

* وقال عبدالله بن مسعود في تفسيره لنفس الآية: "اتخذوا عند الله عهدا فإن الله يقول يوم القيامة من كان له عند الله عهد فليقم قالوا يا أبا عبد الرحمن فعلمنا قال قولوا : اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أن لا تكلني إلى عمل يقربني من الشر ويباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا تؤديه إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد"



ولم ينقل عن الصحابة قول يخالف هذه الأقوال فإن كان لديك فهاته

الآن أريدك أن تنتبه لما أتيتك به، أتيتك بأدلة من الكتاب والسنة وتفسير الصحابة للآيات التي ذكرتها، فهل عندك مثل ذلك ؟! حتى نوازن بين الكفتين ونعلم الحق فنتبعه، أو ستستمر بالإعراض واتباع غير ما أنزل الله نُصرةً لمذهبك فقط ؟!. وأما عن سؤالك المطروح في المشاركة المقتبسة فهو سؤال عاطفي يهدف إلى رد الدليل، فأنت عندما علمت أن هناك أدلة لخروج أهل الكبائر لجأت لمثل هذه الأسئلة العاطفية.

وحتى لا أتركك في حيرة من أمرك أجيبك بحكم الله سبحانه وتعالى في مرتكب كبيرة القتل، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحرُّ بالحر والعبدُ بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عُفي له من أخيه شيءٌ فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم)، ففي هذه الآية يخاطب الله سبحانه المؤمنين ويُسمي القاتل أخاً للمقتول (أو ولي الدم)، ولم يُخرجه من دائرة الإيمان بكبيرة القتل.

واقرأ إن شئت تفسير شيخكم اطفيش في كتابه "هيمان الزاد إلى دار المعاد" حيث قال عن الآية: "{ فمَنْ عُفِى لهُ مِنْ أخيهِ شَئٌ }: من واقعة على القاتل وعُفى ترك والأخ ولى المقتول، ويجوز أن يكون هو المقتول على حذف مضاف فى الوجهين، أى من دم أخيهِ، وسمى ولى المقتول أخا للقاتل، لأن فرض الكلام على أنه عفى والعفو يكون من أخ لأخيه للرقة عليهِ، ولكل من له حب فكأنه أخ القاتل، ولما بينهما من الجنسية الآدمية والحرية، أو الآدمية والعبودية ومن الإسلام ونكتة التعبير بالأخ أن يستعطف أحدهما على الآخر، ويشير إلى أن القتل لا يخرج القاتل من اسم الإسلام إلى الشرك، وأيضا سماه أخا لما بينهما من الملابسة، إذ الولى يطالب القاتل بالدية ويأخذ هامنه ... " ا.ه.

لذلك فإن عُلم أن مرتكب الكبيرة لا يخرج عن دائرة الإيمان فهو تحت المشيئة والشفاعة التي تحدثنا عنهما في بداية الحديث، ولا يعني ذلك أننا ندعوه لارتكاب المحرمات، فأهل السنة كما رووا أحاديث المغفرة والشفاعة قد رووا أحاديث العذاب وهوله وحذروا منه، فإن أصريّت أنها دعوة لارتكاب المحرمات فإننا نُحاجك بما تحتج به ونقول هل عندما يقول سبحانه وتعالى : (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) فهل هذه دعوة لأن نذهب ونقترف السيئات وننتهك الحرمات ثم نتوب إلى الله سبحانه بدعوى أنه غفور رحيم ؟!! كلا وحاشا.

ولا نريد منك في الختام إلا أن تأتينا بمثل ما أتيناك به، وإن لم يكن لديك إلا الأشئلة العاطفية كسؤالك فإنني أتوقف عن الحوار عند ها القدر لأنه كاف بإذن الله لمن أراد الحق وسعى له.

أخي الكريم لقد أوردت كلام كثيرا و لكن دعنا نناقش ادلتكم واحد تلو الآخر و خير الكلام ما قل و دل.

  1. من القرآن الكريم (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) نعم هذه الآيه الكريمه تتحدث بشكل صريح عن المغفره التي يتكرم و يتفضل بها رب الارض و السماوات على عباده التائبين من ذنوبهم و معاصيهم و كبائرهم و التوبه لا تكون الا في حياة العبد قبل مماته و التوبه منوطة بعدم الرجوع الى المعصيه و بهذا يكون العبد الموحد قد تخلص من خطاياه كبيرها و صغيرها اما المشرك و الملحد فلا مغفرة له ما لم ينطق بالشهادتين و يدخل في دائرة الاسلام ويكون من المؤمنين الموحدين بالله لا يشرك به شيئا.اما بالنسبه للمشيئه التي في الايه الكريمه فهي مطلقه لله و كل شيء في هذا الوجود خلقه الله و قدره بمشيئته.
سؤالي هل تؤمنون بأن المغفره ممكن ان تتم بلا توبه قبل الموت تلقائيا هكذا؟؟ فاذا كان الامر كذلك فلماذا تستغفرون كلما أحسستم بالوقوع في ما يغضب الله؟


نعم نحن نؤمن و ثقتنا بربنا كبيره انه يغفر الذنوب جميعها صغيرها و كبيرها ما لم نشرك به شيئا بشرط أن نتوب توبة نصوح بلا رجعه للمعصيه التي ارتكبناها فالله تعالى يقول في كتابه العزيز " و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدى"


"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ".

"وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً"



" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"


و الدليل الذي أوردته يا أخي لا خلاف فيه كباقي الآيات التي أوردتها لك و هي عن المغفره و المغفره لا تكون الا بالتوبه الصادقه.


سؤالي هل توجد آيه تنص على أن من دخل النار سيخرج منها أو أن اصحاب الكبائر من الموحدين لن تمسهم النار و سيكونون في الجنة مع الصالحين؟؟؟؟؟
أرجو الاجابه بنعم أو لا و من بعدها سننتقل الى باقي الادله لديكم.





إذا صح الحديث فهو مذهبي 20-03-13 07:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محقق (المشاركة 1682260)
أخي الكريم لقد أوردت كلام كثيرا و لكن دعنا نناقش ادلتكم واحد تلو الآخر و خير الكلام ما قل و دل.

  1. من القرآن الكريم (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) نعم هذه الآيه الكريمه تتحدث بشكل صريح عن المغفره التي يتكرم و يتفضل بها رب الارض و السماوات على عباده التائبين من ذنوبهم و معاصيهم و كبائرهم و التوبه لا تكون الا في حياة العبد قبل مماته و التوبه منوطة بعدم الرجوع الى المعصيه و بهذا يكون العبد الموحد قد تخلص من خطاياه كبيرها و صغيرها اما المشرك و الملحد فلا مغفرة له ما لم ينطق بالشهادتين و يدخل في دائرة الاسلام ويكون من المؤمنين الموحدين بالله لا يشرك به شيئا.اما بالنسبه للمشيئه التي في الايه الكريمه فهي مطلقه لله و كل شيء في هذا الوجود خلقه الله و قدره بمشيئته.
سؤالي هل تؤمنون بأن المغفره ممكن ان تتم بلا توبه قبل الموت تلقائيا هكذا؟؟ فاذا كان الامر كذلك فلماذا تستغفرون كلما أحسستم بالوقوع في ما يغضب الله؟


نعم نحن نؤمن و ثقتنا بربنا كبيره انه يغفر الذنوب جميعها صغيرها و كبيرها ما لم نشرك به شيئا بشرط أن نتوب توبة نصوح بلا رجعه للمعصيه التي ارتكبناها فالله تعالى يقول في كتابه العزيز " و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدى"


"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ".

"وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً"



" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"


و الدليل الذي أوردته يا أخي لا خلاف فيه كباقي الآيات التي أوردتها لك و هي عن المغفره و المغفره لا تكون الا بالتوبه الصادقه.


سؤالي هل توجد آيه تنص على أن من دخل النار سيخرج منها أو أن اصحاب الكبائر من الموحدين لن تمسهم النار و سيكونون في الجنة مع الصالحين؟؟؟؟؟
أرجو الاجابه بنعم أو لا و من بعدها سننتقل الى باقي الادله لديكم.






اعذرني فأنا لن أتناقش معك في الأدلة ما لم تأتني بمثل ما أتيتك به، وهذا اشترطته عليك في موضعين من ردودي السابقة، أريد منك أن تأتيني بآيات وتفسير الصحابة لها (لأن تفسير الصحابة حُجة علي وعليك)، وأحاديث صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن مرتكب الكبيرة الموحد إذا دخل النار لا يخرج منها أبدا، وأنا والله في طلبي هذا أعدل منك في طلبك، فأنت تريد آية مفصلّة حسب هواك تقول إن مرتكبي الكبائر من الموحدين سيخرجون من النار، فقط لغرض التعجيز والجدال، كما يطلب أحدهم آية صريحة في أن التدخين حرام أو أن الموز حلال؟!! وهذا إن لم يكن جدالاً فماذا يكون؟ وأنا لا أحب الجدال، اتيت هنا لبيان الحق وجئتك بأدلة من الكتاب والسنة وتفسير الصحابة ولم آتيك بتفسيري أو تفسير أحد مشائخي، فهلا أتيتني بالمثل؟! هذا هو كل طلبي.

وسؤالك عن آية فقط وتريد فيها ما ذكرت، فإني أستطيع بكل بساطة أن ارده إليك وأقول: هل هناك آية تقول أن مرتكب الكبائر من الموحدين في النار لا يخرج منها أبدا؟ وهذا السؤال من جنس ذاك، ولئن ارتقيت إلى السماء أو هبطت إلى قاع الأرض ما أتيت بذلك، ولكنك ستأتي بآيات فيها إشارات معينة تتخد منها ديناً تتعبد الله به، أما أنا فطلبت منك آيات وليس آية وأحاديث وليس حديث، ثم تفسير الصحابة الكرام للآيات لأن تفسيرهم كما ذكرت حجة علينا وعليكم فهم أعلم الخلق بمراد الله سبحانه ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.

أما تفسيرك للآية فمردود غير مقبول عندي البتّة، فلا هو تفسير النبي صلى الله عليه وسلم ولا تفسير أحد من الصحابة، بل إنّ الله سبحانه وتعالى لم يذكر التوبة في الآية ولا أدري من أين أتيت بالتوبة!، وتفسير عبدالله بن عمر رضي الله عنه واضح لها، وقد وضعته لك، فهل عندك أحد من الصحابة فسرها بما تقول؟

إن لم يكن عندك مثل ما أتيتك به فقل ليس عندي، وعندها ننتقل إلى مناقشة الأدلة ولا مانع عندي في ذلك


الساعة الآن 10:24 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "