شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الحــوار مع الــصـوفــيـــة (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=21)
-   -   نقل موضوع عن التصوف الشيعي حلاجيوت بلباس التشيع (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=165250)

جاسمكو 06-08-13 01:59 AM

نقل موضوع عن التصوف الشيعي حلاجيون بلباس التشيع
 

حلاّجيون بلباس التشيّع!!

المقدمة




بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المستديم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين.
إنّ من لطف الله سبحانه وتعالى بعباده ان يُجري الحق على لسان بعض الكافرين والضالين والمنحرفين لكي لا يختلط الحق بالباطل ويكون هذا الاعتراف من المنّحرف حجة عليه وفي نفس الوقت يكون سبيلاً لتيقن المؤمنين من الحقيقة!
فيكشف هذا المنحرّف الضال عن انحرافه وضلاله وبطلان منهجه من جهة , ويعترف بمنزلة المعصوم ومقاماته وفضائله من أجهة أخرى ومن غير أن يشعر !

لقد أجرى الله سبحانه وتعالى ذكر فضائل النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على لسان عدوه اللدود أبي سفيان لعنه الله عند قيصر الروم!
فقال أبو سفيان راغماً مذعناً بأن النبي صلى الله عليه وآله هو الصادق الأمين!
ولقد أجرى الله سبحانه وتعالى على لسان أبي بكر ابن أبي قحافة اعترافه بظلامه فاطمة الزهراء عليها السلام.
فقال عند الموت : (ليتني لم أكشف بيت فاطمة) !!
المصدر : السقيفة وفدك, الجوهري, ص75.

لقد قال أبو بكر هذا وهو غير شاعر بأنّ ما قاله سيكون وثيقة إدانة سيحفظها التاريخ!!
وقال في موضع آخر : انّ لي شيطاناً يعتريني!!
وهذا اعتراف صريح بتبعيته للشيطان وطريقته المنّحرفة!
وكذلك أجرى الله سبحانه وتعالى على لسان عمر بن الخطاب الحق فشهد بفضل الإمام علي عليه السلام على جميع المسلمين في أكثر من موطن بل اعترف بأحقيته بالخلافة!!
ومن جهة أخرى أجرى الله على لسانه الاعتراف ببطلان خلافتهم المزعومة حينما قال: كانت بيعة أبي بكر فلتة من فلتات الجاهلية, وقى الله المسلمين شرّها, فمن عاد إليها فاقتلوه!!
ففضح عمر بهذا التصريح مؤامرتهم الجاهلية الخبيثه بغصب الخلافة من صاحبها الشرعي وبيّن انحراف منهجهم من غير أن يقصد وبدون وعي منه لذلك!!

والأمر ذاته وقع من قبل جميع الضالين والمنحرفين عن أهل البيت عليهم السلام ومن بينهم العرفاء والمتصوّفة, فقد أجرى الله على لسانهم وبمداد أقلامهم العديد من التصريحات التي تفّضح باطلهم وتكشف زيف منهجهم.
لقد أجرى الله على لسان مداد أحد العرفاء الكبار وهو القاضي الطابطبائي الاعتراف بأن الزنديق الملحد الكافر المسمى بالحلاّج عارفٌ لا يختلف عن باقي العرفاء ومطالبه الكفرية هي نفس مطالبهم واعتقاده الكفري بوحدة الموجود هو نفس اعتقادهم.
ولكنه أضاف الى ذلك قوله بأن مشكلة الحلاّج الوحيدة هي كشفه للأسرار الإلهية والتي يعني بها عقيدتهم (وحدة الموجود) !!

يقول القاضي الطباطبائي : إن أساس مطالب منصور الحلاّج هي نفس مطالب سائر العرفاء وليس لديه شيء آخر دونهم لكنّه كان مفشياً للأسرار الإلهيّة !!!
المصدر: الروح المجرد, الطهراني ص444 طبعة دار المحجة البيضاء.

لاحظ هنا يقول: هي نفس مطالب سائر العرفاء!
ونفس الشيء يعني مطابق له! فتكون كل مطالب الحلاّج الكفرية هي نفس مطالب سائر العرفاء!
و يؤكد الطباطبائي على تطابق معتقدهم بقرينة قوله :وليس لديه شيء آخر دونهم!!
فالحلاّج يساوي سائر العرفاء.

أما عن الأسرار التي كشفها الحلاّج , فهو لم يكشف إلا عن عقيدتهم (وحدة الموجود) حينما قال : أنا الحق(أي هو الله)
وقال أيضاً :ليس في جبتي سوى الله!!
وغيرها من التصريحات الواضحة في هذه العقيدة الباطلة عقلاً وشرعاً.
ففضح القاضي الطباطبائي بهذا التصريح الخطير جميع العرفاء من غير أن يشعر! كما فضح عمر بن الخطاب منهجه المنحرف!
قال أمير المؤمنين عليه السلام :ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه!
المصدر: نهج البلاغة ج 2 ص 148 .
ومع أن بعض العرفاء يمارسون التقية في تصريحاتهم تجاه الحلاّج ويشكلون عليه من ناحية كشفه هذه الأسرار إلا أنهم وبكل صراحة يصفون مرتبته العرفانية بالعالية والسامية والرفيعة بل طلب بعضهم من الله بجاه محمد وآل محمد أن يوصله إلى تلك المرتبة العظيمة!!

أخي القارئ الكريم سوف يتضح لك من خلال هذا البحث بأن العرفاء كالحلاّج فعلاً يعتقدون بوحدة الموجود لا وحدة الوجود فقط.
ولكن الفرق هو أن الحلّاج كان يملك الشجاعة الأدبية فصرّح بعقيدته على رؤوس الأشهاد! فكفره أغلب علماء عصره وعُلق على حبل المشنقة!
بينما كتمها العرفاء خوفاً من التكفير والقتل فجعلوها في كتبهم مغلّفه بعبارات مبهمة.

وبحسب ظروف التقية التي فرضتها عليهم الاجواء في الأزمان السابقة كان العرفاء والمتصوّفة بين مد وجزر في التصريح والتلميح والترميز , فحينما تسمح لهم الظروف يصرحون بعقيدتهم الحلاجية ويبررون أقواله الكفرية ولكن في بطون الكتب وليس جهاراً في العلن!!

أما في هذا العصر فقد ضعف نفود الفقهاء وقويت شوكة العرفاء بعد تسلطهم على بعض البلاد فاشتد بطشهم بالعلماء حتى أصبح أكثرهم يضطرون للاتقاء منهم بعد أن كان العرفاء هم من يجنحون للاتقاء بعقائدهم الفاسدة!
فلهذا راح كبير العرفاء في هذا العصر بعد صعوده إلى سدة الحكم غير هائب ولا محتشم يصرخ بعالي صوته : (أنا الحق) كما صرخ الحلاّج من قبل!! بل تمنى أن يكون مكانه على حبل المشنقة!!
ثم جاء أتباعه من بعده يبررون هذا القول الكفري ويلبسونه ثوباً إسلامياً حتى أصبحت كلمة الحلاّج (أنا الحق) الكفرية مرتبةً راقية جداً لا يصل إليها إلا الأوحدي!!

أخي القارئ العزيز ستعرف من خلال هذا البحث موقف أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم من التصوّف والصوفية بشكل عام وموقفهم من الحلاّج وزمرته بشكل خاص.
ثم ترى من جهة أخرى موقف العرفاء المناقض لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم الأبرار وبعدها سيتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويتّضح لكل ذي لب الفرق الشاسع بين الموقفين.
وسنعرض في هذا البحث بعض النماذج من أقول وأشعار الحلاج التي يرددها العرفاء مما يكشف عن إتباعهم منهجه واقتفائهم أثره!
وسوف يتضح بما لا مجال معه للشك بأنهم كالحلاج تماماً لا يختلفون عنه ولا يختلف عنهم إلا أنه يصرّح بعقيدته وهم يكتمونها!

هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..






9/3/1433هـ

جاسمكو 06-08-13 02:00 AM



===============


من هو حسين بن منصور الحلاّج؟

هو أبو مغيث حسين بن منصور بن محمى الفارسي البيضاوي ولد سنة 244هـ , وهو من أهل البيضاء بفارس ونشأ بواسط في العراق وقيل بتستر ثم قدم بغداد.

وكان جده (محمى) مجوسياً كجد أبي يزيد البسطامي فقد كان هو الآخرمجوسياً!
المصدر : وفيات الأعيان , ابن خلكان, ج1 ص262 , شرح ديوان الحلاج , كامل الشيبي, ص23.

يقول الميرزا محمد باقر الخونساري: كان جده مجوسياً كما في الوفيات وياليته كان على دين جده وأصله فارسياً بيضاوياً لم يسل البياض إلى صفحة قلبه وخده!!
المصدر : روضات الجنات , الميرزا الخونساري, ج3 ص107.

وقد جال هذا الرجل (الحلاج) بخراسان وما وراء النهر والهند وزرع في كل ناحية زندقته فكانوا يكاتبونه من الهند بالمغيث ومن بلاد الترك بالمقيت لبعد الدار عن الإيمان وأما البلاد القريبة فكانوا يكاتبونه من خراسان بأبي عبد الله الزاهد ومن خورستان بالشيخ حلاج الأسرار وسماه أشياعه ببغداد المصطلم وبالبصرة المحير.
المصدر : شذرات الذهب, ابن عماد الحنبلي, م1 ج2 ص254.

سبب تسميته بالحلّاج:
عُرف بالحلاج لأنه جلس على حانوت حلاج واستقضاه شغلاً
فقال الحلاج : أنا مشتغل بالحلج.
فقال له : إمض في شغلي حتى احلج عنك.
فمضى الحلاج وتركه فلما عاد رأى قطنه جميعه محلوجاً.
المصدر : وفيات الأعيان , ابن خلكان, ج1 ص260.

وفي رواية أخرى أنه سُمّي بالحلاج لأنه كان يتكلم قبل أن ينسب إليه على الأسرار ويخبر عنها فسمي بذلك حلاج الأسرار!
ويذكر ذلك ابنه قائلاً : وكان يتكلم على أسرار الناس وما في قلوبهم ويخبر عنها فسُمّي بذلك حلاج الأسرار فصار الحلاج لقبه!
المصدر: تاريخ بغداد, ج3 ص416.

ومن أساتذته في التصوّف المكي والتستري والشبلي والجنيد وهم أربعة من أشهر الأعلام إطلاقاً في تاريخ التصوف , والراجح أن الجنيد هو الذي أقنعه بلبس الصوف وقد كان مرشده لمدة عشرين سنة.
المصدر : العرفان الإسلامي , المدرسي, ص172-173.

والجنيد البغدادي (مرشد الحلاج) أصله من نهرواند – وهو من أكابر العرفاء والمتصوّفة وكنيته أبو القاسم.
يقول المطهري عنه: يسميه أهل العرفان والتصوّف ب(سيد الطائفة) كما يسمي فقهاء الشيعة الشيخ الطوسي (شيخ الطائفة).
العرفان والدين والفلسفة, المطهري, ص360.

قصد الحلاج في أول شبابه إلى تُستر ... ليصحب سهل بن عبد الله التستري صاحب التفسير الصوفي الإشاري وأحد الصوفية البارزين في القرن الثالث الهجري ودامت هذه الصحبة سنتين... (ثم) انتقل الحلاج إلى البصرة ليصحب عمرو بن عثمان المكي الصوفي البارز لمدة سنة ونصف ... ليتم على يديه ما بدأه مع سهل بن عبد الله التستري ويحتل مركزاً مرموقاً في الأوساط الصوفية في هذه المدينة بمساعدة أستاذه الجديد !
وقد نال الحلاّج إعجاب شيخه الجديد وتوسم فيه خيراً وصلاحاً وتوقع له مستقبلاً زاهراً في عالم الروح.
المصدر: شرح ديوان الحلاج, الدكتور كامل الشيبي, ص24.

في هذه الأثناء هتفت نفس الحلاّج إلى الزواج فبنى بأم الحسين بنت أبي يعقوب الأقطع منافس عمرو بن عثمان المكي على زعامة الصوفية في البصرة مما أدى إلى خصومة ووحشة بين الشيخين نتيجة تنافسهما على استخلاص الحلاج الذي كان يعتزل في جامع البصرة يتعبد ويتصوف ويقرئ... ويبدو أن صدر الحلاّج قد ضاق بفعل هذه الخصومة فقصد إلى الجنيد بن محمد البغدادي شيخ الطائفة (الصوفية) يستشيره ويستنصحه فأمره بالسكون والمراعاة فصبر على ذلك مدة !
المصدر: شرح ديوان الحلاج, الدكتور كامل الشيبي, ص25.

ثم ترك الحلاج البصرة قاصداً مكة لأداء فريضة الحج وجاور هناك سنة كاملة أنفقها في ممارسة أشق الرياضات الصوفية بتعرض جسده لأشد ألوان العذاب الجسماني من اقتصار على الخبز والماء وتعرضٍ لأشعة الشمس اللافحة في جبال مكة الجرداء!
وذكر عنه في هذه الفترة أنه كان مشهوراً بصحبة صوفي بمكة بعد مفارقة صوفية فارس!
وبعد عودة الحلاّج من مكة بدا للناس في صورة شيخ واثق في نفسه إلى حد الإفراط واستقل في العمل وحمله طموحه على أن يشطح في عباراته ويبالغ في مواجيده ولا يتحرى الحيطة في أفعاله مما أثار ثائرة الصوفية وشيخهم الجنيد على الخصوص!
وكانوا يتوقعون كثيراً من اطلاع الناس على أسرارهم (الكفرية) الثقافية والتطبيقية خشية وقوعهم تحت طائلة الفقهاء من ناحية ومراقبة الدولة من ناحية أخرى!
المصدر: شرح ديوان الحلاج, الدكتور كامل الشيبي, ص25-26.

وقيل ان سبب ثورة كبار المتصوّفة عليه هو الحسد لأن شعبية الحلاج توسعت بسرعة كبيرة في أماكن متعددة ونال تعاطفاً عظيماً من المتصوّفة وعلى هذا حسده الجنيد وغيره من كبار معاصريه فقالوا عنه ما قالوا! وإلا فالقوم على دين الرجل لا يختلف عنهم ولا يختلفون عنه إلا بالتصريح بعقيدتهم (وحدة الموجود) علناً!

يقول الطهراني: لما لم يجد الحسين (الحلاج ) جواب المسائل عند الجنيد تغيّر وذهب إلى تُسْتَر بلا استئذان وبقي هناك سنة فنال هناك قبولاً عظيماً، لكنّه لم يلقِ بالاً ولا احتراماً إلى كلام أهل زمانه (كبار المتصوفة) حتّى أصبحوا يحسدونه!!
المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص446.


سافر الحلاّج إلى الهند وهناك زاد نضجاً وعمقاً واعتاد المجاهدات الشاقة وتعلم التحكم في نفسه!
وطبقاً لقول أحد مرافقيه في سفره إلى الهند ممن كانوا معه في سفينة واحدة فإنه توجه إلى هناك لتعلم علم السحر!!
المصدر : تاريخ الأدب في إيران, إدوارد براون , ج1, الباب الثالث والرابع, ص341.

وقد وضحنا في أحد أبحاثنا مصادر الكشف عند العرفاء والمتصوّفة وذكرنا عدة أمور , وقد استخدم الحلاّج أكثر من وسيلة للحصول على هذه الملكات لكي يخدع الناس بها.
فقد كان يمراس الشعوذة كما ذكر ذلك ابن النديم!
يقول ابن النديم : كان (الحلاّج) رجلاً محتالاً مشعبذاً يتعاطى مذاهب الصوفية يتحلى الفاظهم ويدعي كل علم.
المصدر: الفهرست ,ابن النديم, ص236.
ولكن العرفاء ينفون عنه هذا الأمر , يقول المطهري :ونسبه بعض (العلماء) إلى الشعوذة إلا ان العرفاء يبرؤونه من ذلك!!
المصدر: الكلام ,العرفان ,الحكمة المتعالية, المطهري, ص84.

وكذلك كان يمارس السحر !!
يقول عزيز السيد جاسم:كان (الحلاج)كثير الترحال فزار بلداناً عديدة وخاصة الهند وما وراء النهر وتركستان وخراسان وقد سار إلى مكة حاجاً عدة مرات.
يبدو أن سفراته الطويلة والمتعددة أغنت معارفه كثيراً فكان مطلعاً في الكيمياء والسيمياء والطب والأخبار والعلوم ويروى عنه أنه مارس السحر الذي تعلمه من الهند كما يذكر ويحتمل أيضاً أنه كان يتمتع بقدرة على ممارسة التنويم المغناطيسي.
المصدر: متصوفة بغداد, عزيز السيد جاسم, ص173.
ويقول ابن كثير: " وصح أنه دخل إلى الهند وتعلم بها السحر وقال: أدعو به إلى الله!!
المصدر: البداية والنهاية, ابن كثير, ج11 ص153.

وكان الحلاّج يمارس الرياضات النفسانية!!
يقول الدكتور كامل الشيبي: ترك الحلاج المدينة (البصرة) قاصداً مكة لأداء فريضة الحج وجاور هناك سنة كاملة أنفقها في ممارسة أشق الرياضات الصوفية بتعرض جسده لأشد ألوان العذاب الجسماني من اقتصار على الخبر والماء وتعرضٍ لأشعة الشمس اللافحة في جبال مكة الجرداء!
المصدر: شرح ديوان الحلاج, الدكتور كامل الشيبي, ص25.
ويقول عزيز السيد جاسم: وقد أكثر من الرياضات والمجاهدات وإذلال وإنهاك جسده وفراغ ساحته إلا من صوت التوحيد!!
المصدر: متصوفة بغداد, عزيز السيد جاسم, ص174.

وقد فصلّنا الحديث عن هذه الأمور وغيرها في بحث كامل بعنوان (مكاشفات العرفاء وحيٌ إلهي أم وسوسة شيطانية؟)
http://saihat.net/vb/showthread.php?171793

وبفعل هذه الأمور انخدع به خلق كثير وقد ذكر الخطيب البغدادي وغيره أمثلة لبعض ما كان يقوم به الحلاّج من خداع البسطاء ليظهر أمام الناس أنه صاحب قدرات وكرامات، وبالتالي نشر باطله وأخذ أموالهم.
يقول صاحب كتاب المختصر في تاريخ البشر: كان الحسين بن منصور الحلاج الصوفي، يظهر الزهد والتصوّف، ويظهر الكرامات، ويخرج للناس فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، ويمد يده إِلى الهواء، ويعيدها مملوءة دراهم، عليها مكتوب قل هو الله أحد، ويسميها دراهم القدرة، ويخبر الناس بما أكلوه، وما صنعوه في بيوتهم، ويتكلم بما في ضمائرهم، فافتتن به خلق كثير!
المصدر : المختصر في تاريخ البشر , أبي الفداء, ج1 ص397-398.

وبالرغم من سير الحلاج على نهج الصوفية، إلاّ أن حياته تميزت بالتقلب والتلون، حتى قال فيه ابن الجوزي، "كان الحلاج متلوناً تارة يلبس المسوح، وتارة يلبس الدراعة، وتارة يلبس القباء، وهو مع كل قوم على مذهبهم...، ويقول ابن النديم في كتابه "الفهرست" إن الحلاج كان يظهر مذاهب الشيعة للملوك، ومذاهب الصوفية للعامة!

وكان يتظاهر باعتناق مذهب وطريقة كل فرقةٍ يخالطها ويجالس أصحابها فهو يتظاهر بالتسنن مع أهل السُنّة والجماعة وبالتشيع مع الشيعة وهو معتزلي عند المعتزلة !!
المصدر : تاريخ الأدب في إيران, إدوارد براون , ج1, الباب الثالث والرابع, ص341.

وهذا ما يفسر تظاهره بالتشيع وإدعائه السفارة عن الإمام الحجة عليه السلام فقد كان الحلاّج يسعى للسيادة والتسلط بأي وسيلة!

يقول الشيخ المفيد : كان الحلاّج يتخصص بإظهار التشيّع وإن كان ظاهر أمره التصوّف وهم قوم (الحلاجية) ملحدة وزنادقة يموهون بمظاهرة كل فرقة بدينهم ويدعون للحلاج الأباطيل!!
المصدر : تصحيح الاعتقاد, الشيخ المفيد, ص 134, بحار الأنوار ,ج25 ص345, الكنى والألقاب, الشيخ عباس القمي, ج2 ص178.

وينقل ابن الجوزي عن أبي بكر الصولي قوله: قد رأيت الحلاج وجالسته فرأيت جاهلاً يتعاقل وغبياً يتبالغ وفاجراً يتزهد وكان ظاهره أنه ناسك وصوفي فإذا علم أن أهل البلده يرون الاعتزال صار معتزلياً أو يرون الإمام صار إمامياً وأراهم أن عنده علماً من إمامتهم أو رأى أهل السنة صار سنياً!!
المصدر: المنتظم , ابن الجوزي , ج13 ص202.

وكان الحلاّج لا يرى بأساً في الأديان والعقائد والمذاهب الموجودة، كما يتجسد ذلك في قوله:
عَقَدَ الخلائق في الإله عقائداً وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه
ويعلق كاتب مقال "من هو الحلاج" على بيت الشعر هذا قائلاً: "وهذا الكلام مع تضمنه إقراره واعتقاده لجميع الكفر الذي اعتقدته الطوائف الضالة من البشر، فإنه مع ذلك كلام متناقض لا يقبله عقل صريح، إذ كيف يعتقد التوحيد والشرك في آنٍ واحد"؟!

وهذه العقيدة هي عقيدة ابن عربي بذاتها فقد تمثّل بنفس هذا البيت في ديوانه!
المصدر: ترجمان الأشواق، ابن عربي, ص194.

وذكر قصيدة أخرى توافق عقيدة الحلاّج!
يقول ابن عربي :
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة
فمرعى لغزلان، ودير لرهبان
وبيت لأوثان، وكعبة طائف
وألواح توراة ، وصحف لقرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت
ركائبه، فالحب ديني وإيماني.
المصدر : ترجمان الأشواق، ابن عربي,ص 44-43 .

وسوف نوضّح تشابه عقيدة الحلاّج بعقيدة ابن عربي وغيره من العرفاء في المقالات القادمة إن شاء الله!

وقد حاول الحلاّج أن يتسرّب إلى صفوف الشيعة لإغرائهم والتمويه عليهم بما كان يستعمله من الشعبذة والسحر والتلاعب بعقول العامة والمستضعفين كما فعل جماعة من المشعبذين الذين عاصروه أو قاربوا عصره كعلي بن حسكة والقاسم بن يقطين والحسن بن محمد المعروف بابن بابا , ومحمد بن نصير النميري وفارس بن حاتم ومحمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن العزاقري وأحمد بن هلال الكرخي الصوفي والحسين بن محمد الشريعي ممن اشتهر عنهم الشذود في آرائهم ومعتقداتهم المنافية للإسلام والتشيع لأهل البيت ... وقد وقف الإمامان الهادي والعسكري عليهما السلام منهم موقفاً حازماً وأعلنا كفرهم وإلحادهم وكانا يستغلان المناسبات للتشهير بهم والتحذير منهم حتى لا تتسرب أفكارهم وشعبذتهم إلى عقول العامة وقد أمرا أصحابهما بقتل من تمكنوا منه أينما وجدوه وقد ضمن لمن يقتل فارس بن حاتم على الله الجنة.
المصدر: بين التصوف والتشيع , هاشم معروف الحسيني, ص503.

وكتب الإمام الهادي إلى العراق يحذر الشيعة من أحمد بن هلال أحد قادة الصوفية وجاء في كتابه إليهم : (إحذروا الصوفي المتصنع لا غفر الله له ذنبه ولا أقال عثرته وإني أبرأ إلى الله منه وممن لا يبرأ منه ويبدو مما ورد من المرويات الشيعية التي تحدثت عن الحلاج أنه لم ينجح في استمالة أحد من الشيعة (المخلصين) إلى جانبه وقد وقف علماء الشيعة منه نفس الموقف الذي وقف الأئمة عليهم السلام من المشعوذين والملحدين من قبله.
المصدر: بين التصوّف والتشيع , هاشم معروف الحسيني, ص503.

جاء في الكنى والألقاب عن تاريخ بغداد للخطيب البغدادي أنه (الحلاج) استغوى كثيراً من الناس والرؤساء وكان طمعه في شيعة الرافضة على حد تعبيره أكثر من طمعه في غيرهم فراسل أبا سهل بن نوبخت يستغويه إليه وكان أبو سهل حاذقا فطناً فقال أبو سهل لرسوله : هذه المعجزات التي يظهرها (الحلاج) قد تأتي فيها الحيل ولكن أنا رجل غزل ولا لذة لي في شيء أكثر من النساء وخلوتي بهن وأنا مبتلي بالصلع حتى أني أطوّل قحفي وآخذ به إلى جبيني وأشده بالعمامة وأحتال فيه بحيل ومبتلي مع ذلك بالخضاب لستر الشيب فإذا جعل لي شعراً ورد لي لحيتي سوداء وبلا خضاب آمنت به وبما يدعوني إليه كائناً ما كان , إن شاء قلت إنه الإمام وإن شاء قلت إنه النبي وإن شاء قلت إنه الله , فلما سمع الحلاّج جوابه أيس منه!

وذهب الحلاّج بعد ذلك إلى مدينة قم (المقدسة) معقل التشيع والرواة لأحاديث أهل البيت يومذاك , وكاتب قريباً لعلي بن بابويه وابن بابويه أيضاً, وقال في كتابه أنا رسول الإمام (المهدي) إليكما ووكيله , فلما وقع الكتاب في يد ابن بابويه خرقه وقال للرسول : ما أفرغك للجهالات , واجتمع به ابن بابويه في دكان وكان لا يعرفه , فقال له الحلاج : أنت تخرق رقعتي إليك وأنا شاهدتك وأنت تخرقها , فقال له ابن بابويه : فأنت الرجل إذن , وأمر بغلمانه فأخرجوه من الدكان ثم أخرج من قم مطروداً ولم يعد إليها.
المصدر: بين التصوّف والتشيع , هاشم معروف الحسيني, ص503 , نقلاً عن الغيبة للشيخ الطوسي, ص252.


مقتل الحلاج:
لقد كان الحلاّج يجهر بعقيدته الحلاجية (وحدة الموجود) على روؤس الأشهاد,, ولا يتحرى الحيطة في أفعالة مما أثار ثائرة الصوفية وشيخهم الجنيد على الخصوص!! وكانوا يتوقعون كثيراً من اطلاع الناس على أسرارهم (الكفرية) الثقافية والتطبيقية خشية وقوعهم تحت طائلة الفقهاء من ناحية ومراقبة الدولة من ناحية أخرى!
المصدر: شرح ديوان الحلاج, الدكتور كامل الشيبي, ص25-26.
وسبب خوف العرفاء من الفقهاء هو ما بيّنه كمال الحيدري حيث قال: وكذلك ما ينقله لنا التاريخ من الإعدامات التي أودت بحياة بعض العرفاء الذين جاهروا بعقائدهم إثر اتهامهم بالكفر والزندقة والحلول والاتحاد من قبل خصومهم الفقهاء والمتكلمين!!
المصدر : مدخل إلى مناهج المعرفة عن الإسلاميين, كمال الحيدري , ص257.

والعرفاء يخفون هذه العقيدة ويمارسون التقية , أما الذين يجاهرون بها يفتي العلماء بكفرهم وارتدادهم ومن ثم قتلهم لذلك سارع كبار العرفاء كالجنيد والشبلي فأفتوا بقتل الحلاّج لكي ينجو بأنفسهم من القتل!!
يقول محقق ديوان الحلاّج هاشم عثمان: قد ذكر ابن عجيبة فقرة على جانب كبير من الأهمية مفادها أن ممن أفتى بقتل الحلاّج الجنيد والشبلي غيرة على السر أن يفشى لغير أهله!!
المصدر: ديوان الحلاّج بشرح وتحقيق هاشم عثمان, ص12.

فهما (الجنيد والشبلي) يعتقدان نفس العقيدة التي يعتقد بها الحلاّج ولكن خوفاً من إظهار سر عقيدتهم الكفرية سارعا بالافتاء بقتله لكي لا يكشف السر!!
فقد صرّح الشبلي بأنه يعتقد كما يعتقد الحلاّج فقال: أنا والحلاّج شيء واحد، لكنّهم نسبوني إلى الجنون فنجوتُ، ونسبوا الحسين (الحلاّج ) إلى العقل فهلك .
المصدر : الروح المجرد, الطهراني, ص445.

أما السر الذي يخشون ظهوره خوفاً من التكفير هو عقيدتهم (وحدة الموجود) وسوف نفصّل في الحديث عن هذا السر في المقالات القادمة إن شاء الله.

يقول الذهبي : الحسين بن منصور الحلاج, المقتول على الزندقة.
المصدر : ميزان الاعتدال , الذهبي,ج1 ص548.

وقد تم القبض على الحلاّج وأودع في السجن وحينما فتشوا بيته وجدوا بعض الكتب فأمر الوزير بقراءة ذلك قدام القاضي أبي عمرو.
فقال القاضي للحلاج: من أين لك هذا؟
فقال: من كتاب الإخلاص للحسن البصري!
فقال له القاضي: كذبت. يا حلال الدم، قد سمعناه بمكة، وليس فيه هذا، فطالب الوزير القاضي أبا عمرو أن يكتب خطه بما قاله، أنه حلاّل الدم، فدافعه القاضي، ثم ألزمه الوزير، فكتب بإباحة دم الحلاّج، وكتب بعده من حضر المجلس.
فلما سمع الحلاج ذلك قال: ما يحل لكم دمي وديني الإسلام، ومذهبي السنة، ولي فيها كتب موجودة، فالله الله في دمي، وكتب الوزير إِلى الخليفة يستأذنه في قتله، وأرسل الفتاوي بذلك، فأذن المقتدر في قتله، فضرب ألف سوط، ثم قطعت يده، ثم رجله، ثم قتل وأحرق بالنار، ونصب رأسه ببغداد.
المصدر: المختصر في تاريخ البشر, أبي الفداء, ج1 ص398.
وأضاف ابن الجوزي وغيره بأنهم ألقوا رماده في دجلة !

ويقول المطهري عن الحلاّج: يسميه العرفاء بالشهيد وقد أعدم سنة 306 أو 309 هـ !!
المصدر: الكلام , العرفان, الحكمة المتعالية, المطهري, 84.

وينقل العرفاء بعض الكرامات للحلاّج حال اعدامه فيقولون بأن دمائه كتبت حينما سالت على الأرض (الله الله) وحينما نثروا رماده انتقش نقش (أنا الحق)!!



يتبع..

أبو فراس السليماني 06-08-13 02:59 PM

بارك الله فيكم

جاسمكو 06-08-13 05:23 PM

ابوفراس السليماني شكرا على المرور


الموضوع كتبه شيعي يتحدث به عن التصوف الشيعي ويسمونه العرفان

فنقلت الموضوع للفائدة

أبو فراس السليماني 08-08-13 12:16 AM

الحلاج في الفكر الصوفي الحضرمي

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=81291


مفاجئة عجيبة غريبة الحلاج اتضح بعد هذه القرون أنه شيعي


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=52599


الحلاّج يعترف بأن إبليس وفرعون أساتذته


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=40819


من هو الحلاج ؟

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=142257



لماذا يريد المستشرقون إحياء سنة الحلاج ؟

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=42987


الساعة الآن 10:35 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "