كتاب تبليغ ووبيان حقيقة جماعة الأحباب
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد : لقد صدر كتاب بعنوان : ((وجوب الدعوة الى الكتاب والسنة بفهم سلف الامه ومنهاج جماعة التبليغ )) المؤلف : خالد عبدالرحمن زكريا المصري فاعتزت به شبكة التبليغ ووضعته على موقعها كمرجع لنصرتها . ثم مالبث الله أن من على هذا المؤلف بالعودة والتوبة مماكان فيه فأصدر كتاب أخر بعدما ماراجع كلا من ربيع المدخلي وابن باز وابن عثيمين والالباني وله مواقف معهم ومع انعام الحسن ومع جماعات كثيرة لانه مكث معهم مايقارب 20 سنة . فألف كتابا سماه (( التبليغ )) مواضيع الكتاب : 1)المقدمة 2) قصة تأليف الكتاب الأول 3) لقاء الشيخ ربيع المدخلي والشيخ على حسن الحلبي 4) بيان كتابه الذي بعنوان ((وجوب الدعوة الى الكتاب والسنة بفهم سلف الامه ومنهاج جماعة التبليغ)) 5) مالم يتراجع عنه المؤلف وهو الفصل الأول (( وهو سبعة مسائل خاصة بالتوحيد وليس الجماعة)) 6) الفصل ماتراجع عنه المؤلف وهو يخص جماعة التبليغ 7) تبيان مايراه المؤلف في مسألة الجهاد 8) بيان ما أخطأ فيه المؤلف وتراجع عنه 9) لقاء المؤلف مع إنعام الحسن وذكر أوصاف إنعام الحسن ومسألة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم 10)كتاب تبليغي نصاب ورأي جماعة التبليغ فيه 11) قصة مع شيخ جماعة التبليغ في عمان خليفة 12) مقولة نجتهد في هذا العمل ولانعترض على الجماعات الاخرى والرد عليها 13) أقوال وأحاديث عند الجماعة غير صحيحة 14) حال جماعة التبليغ مع العلماء 15) مقولة أننا نأمر بالمعروف فإذا أمرنا بالمعروف خرج الباطل وموقف الحمداوي 16) أقسام التوحيد ومايعمل به جماعة التبليغ 17) نقاش المؤلف مع الشيخ الالباني 18)موقف الجماعة من العلم الشرعي وطريقتهم في الخروج 19) الرجوع عن مسألة توحيد الالوهية في كتابة الأول وبيانها بالتفصيل 20) توحيد الأسماء والصفات وتبرير المؤلف في كتابة الأول للوسائل لدي جماعة التبليغ 21) الفصل الثالث (( الكتب التي أؤلفت في جماعة التبليغ )) 22) نصيحة المؤلف لكل شخص في جماعة التبليغ 23) الختم ببيان فتوي الشيخ إبن باز رحمه الله أخرج وطبع هذا الكتاب دار المجدد رقم الإيداع : 2005/24101 أترككم مع الكتاب : http://arabsh.com/50bsgxlsb0jn.html وسوف نقوم بكتابة قريبا إن شاء الله |
وهذا فصل واحد من فصول الكتاب .
(( لقاء المؤلف مع إنعام الحسن وصفاته ومسألة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلمورسالة سعد الحصين)) وأذكر - والله – أنني لما كنت في صدد تأليفي لكتاب التبليغ دخلت على الشيخ إنعام الحسن – وكان هذا في أحد اجتماعاتهم في بنجلاديش وقد توفي من سنوات بعد تأليفي للكتاب ولما عُرض عليه شيء من الكتاب بواسطة الشيخ زين العابدين وهو من كبار علماء الجماعة دعى لي الشيخ إنعام الحسن فقال: أيد الله بك الإسلام. وإنعام الحسن أمير الجماعة في وقته بعد الشيخ يوسف ابن الشيخ إلياس مؤسس الجماعة – أقول: فدخلت على الشيخ موضعه فسألته مسائل منها . قلت : ؟ قلت : ما تقولون في مسألة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلمفقال : هذه من المسائل الخلافية ونحن لا نتكلم في المسائل الخلافية . وكان رده علي باللغة العربيةنعم هذا موقف رأس التبليغ في وقته وأعلمهم أو من أعلمهم الشيخ إنعام الحسن أمير التبليغ في وقته فهل هذا هو موقف السلف من مثل هذه المسائل ؟! لا والله ما كان هذا موقف السلف بل كانوا يبينون العقائد بالحجة والبرهان . الشيخ إنعام الحسن أبو الزبير كان رجلاً مهابًا عالمًا بالمذهب الحنفي مليح الوجه وقورًا قليل الكلام جدًّا واشتهر بذلك – عفا الله عنه – أحببته حبًّا عظيمًا حتى إنني لما ألفت كتاب التبليغ أطلقت عليه كلمة الوالد، لم أطلقها على غيره في الكتاب، ثم فوجئت أن ذلك الشيخ يبايع على الطرق الصوفية الجشتية وغيرها والذكر المفرد – الله الله الله – وذكر التنفس وهو أن يجري اسم الله على قلبه ثم يخرجه بالنفس محركًا رأسه، وثبت عنه ذلك من أكثر من وجه من طريق أفراد الجماعة الذين كانوا يحبونه بل يخدمونه، وهنا قصم الرجل ظهرنا ولما راسله الشيخ سعد الحصين - وكان من قبل ينصر الجماعة – منكرًا عليه لف الشيخ ودار ولم يعط جوابًا صريحًا وكان من كلامه أن قال : نحن لا نأخذ من الصوفية إلا ما وافق الربانية . ولما سألني الشيخ الألباني عن موقفي من هذه البيعة الصوفية قلت له إن الشيخ قال وذكرت له تلك الكلمة فقال الشيخ ناصر : ما شاء الله ليش هذا اللف والدوران؟ ما يوافق الربانية كلمة مطاطة . وصدق الشيخ ناصر وضل إنعام الحسن عن طريق السلف واحتوته الصوفية وطرقها فإنا لله وإنا إليه راجعون . ولما كثر الكلام عن هذه البيعة وكنت أقول هذه بدع لا تجوز فعزمت أن أسأل الشيخ ابن باز عن طريق الهاتف فسألت الشيخ ابن باز عن هذا الأمر فقال : لقد كلمته في ذلك ووعدني أن لا يفعل ذلك . أقول رأس التبليغ يبايع على ذلك ورأس الإخوان البنا يلتزم الطريقة الحصافية فأين منهج السلف ؟! ولما راجعت بعض أهل التبليغ في المسألة وهو الشيخ أحمد لات وكانت تلك المراجعة في اجتماعهم في بنجلاديش قال : نحن ما عندنا هذه الأشياء . نعم أنكر – إن كان صادقًا – ما لم يعلمه وعلمه غيره فكان من ثمرة تلك الصوفية أننا رأينا – والله الذي لا إله غيره – رجالاً من قدماء التبليغ – حسب تعبير الجماعة – لهم أوراد من الطرق الصوفية قولاً وعملاً أذكار مبتدعة على طريقة الصوفية من هز الرأس يمنة ويسرة وما ذلك إلا من ثمار التربية الصوفية . |
بارك الله فيك
|
حياكم الله ولو حملتوا الكتاب لعلمتم شيئا كثيرا عن هذه الفرقة المبتدعة
|
(( بسم الله الرحمن الرحيم )) هديتي كلمة حق في جماعة التبليغ والجماعات الإسلامية (سلام) جميع الحقوق محفوظةللمؤلف رقم الإيداع: 24101/2005 الموزع الوحيد: دار الإمام المجدد إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنامن يهـده الله فلا مضل لـه ومـن يضلل فلا هــادي لـه وأشهـد أن لا إله إلا اللهوحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبـده ورسولهصلى الله عليه وسلم( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًاوَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) [النساء : 1 )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَتَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) )آل عمران :2. 1((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًايُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَوَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) (الأحزاب:70 ،71 ) أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . فقد قدرالله – تبارك وتعالى – أن تفترق أمة الإسلام فرقًا وأحزابًا، وكان ذلك قدر من اللهسابق لا مفر منه (كما روى الإمام البخاري في صحيحه 4/ 1694 )وغير ما موضع منه وغيرهعن جـابر قال لما نزلت هـذه الآية (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكِمْ) قال رسول الله عليه السلام " أعوذ بوجهك "قال تعالى (أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) قال : " أعوذ بوجهك "قال تعالى ((أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ)) قال رسـول الله عليه السلام " هذا أهون أو هذا أيسر " قلت: وهذه الشيع والفرق تتفاوت في بعدها عن الحق وإتباع السلف بل قد يشتد بعدهم عنالسلف إلى حد الأقوال التي تستلزم كفر قائلها بعد قيام الحجة عليه. والحاصل أنني – ولله الحمد – من أيام صغري قد منَّ الله عليَّ بالتمسك بالفرائض وكان من أسباب ذلك – بعد فضل الله أولاً – التحاقي ومعرفتي بجماعة من الجماعات الإسلامية القائمة فيالساحة اليوم ألا وهي جماعة التبليغ فكان لهم أثر عظيم في سلوكياتي وأخلاقي، وبدأترحلتي معهم واستمرت سنوات تزيد على خمس عشرة سنة، ورأيت منهم اهتمامهم بالعبادات منقيام ليلٍ وصيام نهارٍ وجهد متواصل في الدعوة إلى اللهفزاد ذلك من تمسكي بكثير من الطاعات التي تناسب سني آنذاك، وبعد سنوات قليلة منوجودي معهم حُبِّبَ إلى قلبي العلم وكنت أسمع منهم فضل العلم والعلماء ولكن لم أكنأجد فيهم ذلك العلم حتى أتلقاه منهم وكانوا يقولون – وما زالوا – نتعلم الفضائل فيالخروج - أي الخروج في الدعوة - فإذا رجعنا من الخروج نتعلم من العلماء المسائل أي الأحكام - . وبدأت أحب العلم مما سمعته منهم ومن غيرهم ثم هيأ الله لي أنتعرفت في سن مبكرة على إخواننا السلفيين من أهل الحديث – أكرمهم الله – فبدأت أجدفي منهجهم بغيتي وعلمت أن العلم: قال الله قال رسوله قال السلف، وعلمت الصحيح منالضعيف، والبدعة من السنة وأكثر ما علمت ذلك من أشرطة الإمام الألباني – رحمه الله – والعلم الفقيه ابن باز والشيخ الفاضل ابن عثيمين – رحمهم الله جميعًا - . ثم بدأتأجتهد في تحصيل العلم الشرعي بجهد فردي من غير شيخ موجه وإنما رسالة أقرأها أو كتابأو شريط لأحد العلماء الثلاثة وهكذا ما زلت أخرج في التبليغ ومعي أشرطة ابن عثيمينشرح سبل السلام وأحيانًا كتب الشيخ ناصر وأنا في ذلك كله يزداد حبي لجماعة التبليغوشيوخها وأستشعر فضلهم عليَّ وكنت قليل الاختلاط مع إخواني السلفيين حتى إنني أكادلا أحضر مساجدهم إلا في النادر اللهم إلا أن يحضر الشيخ ناصر فلا بد أن أحضر – بعدأن عرفت من هو الشيخ ناصر – وربما سألت الشيخ بعض المسائل كما هو الحال في مجالسالشيخ وكان حضوري لدرس الشيخ نادرًا حسب قدوم الشيخ للبلد الذي كنت فيه في ذلكالوقت وهي دولة الإمارات . قصتي في الدفاع عن جماعة التبليغ ولما أكرمني الله بفهممنهج الحق الذي عليه أهل الحديث قديمًا وحديثًا متمثلاً في العلماء وطلبة العلمالمشهود لهم من العلماء - وكان لبعض إخواني من السلفيين فضل في ذلك - بدأت أرى فيجماعة التبليغ أمورًا أرى أنها تخالف ما كان عليه السلف، فبدأت مع قلة علمي أُنكرما أظن مخالفته لما أعلمه من تلك الأمور المخالفة، وبدأت أرى في الجماعة بعض النقصفما زلت أستنكر منهم تلك الأمور ويزداد تعلق قلبي بالعلم وبالدعوة حتى أصبح بعضإخواني في التبليغ ينظرون إليَّ نظرة فيها شيء من الإنكار لما أستنكره فيهم 0 ومعهذه الأحداث كان إخواننا من أهل الحديث السلفيين يحذرون من جماعة التبليغ لما فيهممن بُعد عن منهج السلف الصالح، وكنت أرى أن الجماعة على الحق في ظني من جهة ولقلةعلمي من جهة أخرى ولعاطفتي الشديدة تجاههم فبدأت أدافع عنهم دفاعًا قويًّا لا أهابأحدًا في المناقشة لظني آنذاك أنهم على الحق وإن كان فيهم بعض الأخطاء وكنت أقول: إن هذه الأخطاء لا تضر بأصل دعوتهم وقد فرحت فرحًا عظيمًا لمَّا رأيت الشيخ ابن بازيُثني عليهم مع تنبيههم لبعض أخطائهم، فكانت هذه الفتوى من الشيخ بالنسبة لي خيرًاعظيمًا فانضافت إلى ما تقدم مما ذكرت من الأسباب التي زادت تعلقي بهم ودفاعي عنهموكنت كثيرًا ما أستند في مناقشاتي لفتوى الشيخ القديمة . ثم بدأت أستمع لفتوى الشيخناصر الألباني في جماعة التبليغ وقوله فيهم إنهم صوفية عصرية، مع تعظيمي للشيخ وحبيله فأثارتني تلك الفتوى ولا أنكر أنني قد ضاق صدري من تلك الفتوى، فكان بعض إخوانيمن أهل الحديث السلفيين يحتجون عليَّ بفتوى الشيخ وكنت أقول: أنا لا أعتمد على فتوىالشيخ لأنه قد خالفه غيره من أهل العلم المعتبرين كالشيخ ابن باز – رحمهما الله – فلم تُثنني فتوى الشيخ ناصر عن موقفي من جماعة التبليغ وبقيت على موقفي حتى تمنيتأنني لو التقيت مع الشيخ لأستفيد منه وأناقشه في رأيه من الجماعة . وفي يوم سمعت أنالشيخ ناصر سيقدم الإمارات ويقيم أيامًا فعزمت على أن ألتقي مع الشيخ لأتكلم معه فيالمسألة مع صغر سني وقلة علمي ولكنني تعلمت من الشيخ – من خلال أشرطته – أن المنهجالسلفي هو اتباع الدليل دون التعصب للرجال فطلبت من بعض إخواني – جزاهم الله خيرًا – أن يرتبوا لي مع الشيخ لقاء للكلام معه في المسألة وتم ذلك ووافق الشيخ – رحمهالله – وكانت هذه الجلسة في منزل بعض إخواننا في الشارقة وأفاض الشيخ في المسألةوظهر لمن حضر تلك الجلسة قوة نظر الشيخ وضعفي في مناقشة الشيخ ولكنني لعاطفتيالشديدة تجاه الجماعة ولأسباب أخرى بقيت على ما أنا عليه – ولا أنكر ذلك – وأثَّرتفيَّ تلك الجلسة ولكن لم يكن تأثيرها مما جعلني أغير موقفي تجاه الجماعة بل كنتألتمس لهم العذر دائمًا وأتأول لهم أحيانًا بعض أخطائهم وهكذا. ولما رأيت كثيرًا منأهل السنة يحذرون من الجماعة ويدعون أنهم ليسوا على منهج السلف لاسيما في العقائدقررت أن أخرج إلى بلاد العجم حتى ألتقي برؤوس الجماعة رأسًا وأسألهم في بعض تلكالمسائل؛ هذا من جهة وأستفيد منهم في الدعوة من جهة أخرى وتم ذلك فعلاً وظهر لي منخلال مناقشتي مع شيوخ التبليغ أنهم – حينها في ظني – على المنهج السلفي فرجعت وقدعزمت على أن أكتب كتابًا أبيِّن فيه أنهم على منهج السلف وأن دعوتهم لا تخالف ماكان عليه السلف الصالح – رحمهم الله – 0 ((قصة تأليف الكتاب الأول)) عزمت على أن أؤلف كتابًا أبيِّن فيه منهج الجماعة وأسميته: ((وجوب الدعوة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ومنهاج جماعة التبليغ في ذلك)) وبعد أن جمعت مادة الكتاب اتصلت على الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – وسألته عن رأيه في الجماعة فأثنى على أهل بلده من الجماعة وتحفَّظ على غيرهم من الجماعة في بلاد العجم الهند والباكستان، ثم أخبرت الشيخ بقصة الكتاب وطلبت منه النصح فنصحني – وليتني عملت بنصحه – ألاَّ أنشر هذا الكتاب بين الناس لأن الناس قد اختلفوا فيهم بين قادح ومادح وقال إن كان ولا بد فاكتب رسالة واجعلها خاصة بك ولمن يريد أن يطالعها من إخوانك ولا تنشرها 0 ولم أر الصواب فيما قال الشيخ – رحمه الله – وقلت له – رحمه الله – كيف أسكت عما أعتقد أنه الصواب؟ فقال الشيخ – رحمه الله – أنت وما ترى. قلت: لاسيما أن بعض الرسائل والكتب قد أُلفت في الرد عليهم فرأيت أن الأمانة تقتضي بيان الحق |
الذي أدين الله به دون مجاملة أحدمن الناس لاسيما أن الشيخ ابن باز وقتها كان ينافح عنهم مع بيانه لبعض أخطائهم – وقدر الله وما شاء فعل – وطبع الكتاب وانتشر بين الناس لاسيما في الجماعة _ أعنيجماعة التبليغ _ وكان تأليفي لهذا الكتاب عن غير تكليف من الجماعة بل فعلت ذلكبيانًا للحق الذي رأيته في ذاك الوقت 0 ولمَّا انتشر الكتاب بين الناس بدأت تظهر ليأمور جعلتني أتردد فيما كتبته فيهم وكان بعض إخواني الذين يحبونني يراجعونني فيالكتاب وأنني أخطأت فيه فيما يخص جماعة التبليغ وكان بعض هؤلاء الإخوة يتلطفون فيمناقشتي وبعضهم يشدَّد بل يهجرني، وبعد سنوات شيئًا فشيئًا تبيَّن لي أنني - والله – كنت مخطئًا فيما ادعيته أن الجماعة على منهاج السلف – وأستغفر الله – فبدأت أنتقدالجماعة بلطف ورقة في بعض الجلسات ثم طالبني كثير من إخواني من طلبة العلم أن أرجععن الكتاب فيما يخص جماعة التبليغ فكنت أعتذر وأقول: لا أرى في ذلك مصلحة وأذكر ماأراه من الأسباب التي تمنعني من ذلك
((لقاء الشيخ ربيع المد خلي )) و ((الشيخ علي بن حسن الحلبي )) حتى أكرمني الله والتقيت بالشيخ ربيع – حفظهالله – في بيته في مكة فطلب مني أن أبيِّن الحق وأن أرجع عن ذلك الكتاب وكان – والله – رقيقًا في طلبه حليمًا، فوعدت الشيخ أنني سأكتب - إن شاء الله – ومضى زمنولم أفعل ثم عدت وزرت الشيخ مرة أخرى في بيته فكرر الشيخ طلبه وكان في هذه المرةحليمًا إلا أنه قال لي كلمة: ما لك أسرعت في الباطل وأبطأت في الحق ؟! وهو يبتسمترفقًا بي – أكرمه الله – فوعدته مرة أخرى بأنني سأفعل – إن شاء الله – ثم التقيتقبل المرة الثانية بالشيخ علي بن حسن الحلبي في الإمارات فطلب مني أن أكتب كذلكووعدته بذلك. فرأيت لزامًا عليَّ فيما أدين الله به أن أوفي بما وعدت وإلا كان فيالمسألة ريبة، فكتبت هذا الكتاب لأُبيِّن فيه رجوعي فيما أخطأت فيه ولكن أحب بيانًاللحق أن أقول : إنني إنما كتبت كتابي هذا لا مجاملة لأحد من الناس ولو كنت مجاملاًأحدًا لجاملت الشيخ الألباني – رحمه الله – وإنما قد أيقنت بخطئي في تزكيتي لجماعةالتبليغ ودعواي أنهم على منهج السلف ولو لم أتيقن من خطئي لما رجعت عن شيء أدينالله به، بل ولرددت على المخالف – مع التزامي بالأدب - كما فعلت سابقًا في ردي علىالعلامة الشيخ تقي الدين الهلالي – رحمه الله – ولكن الحق ضالة المؤمن، ولرجوع إلىالحق خير من التمادي في الباطل . بيان كتابه الذي بعنوان ((وجوب الدعوة إلى الكتاب والسنة بفهم سلفالأمة ومنهاج جماعة التبليغ في ذلك)) ومحتوياته : وهو ثلاث محتويات : ((ماأقره المؤلف من كتابه الأول وهو في الفصل الأول . وماتراجع عنه المؤلف وهو في الفصل الثاني .الكتب التي ألفت في جماعة التبليغ وهو الفصل الثالث )) محتوى الكتاب الأول وقبل أن أبدأ فيما قصدت أرى منالضروري أن ألخص ما حـواه كتابي – وجوب الدعوة – لأنني إنما رجعت في هذا الكتابفيما يخص جماعة التبليغ وأما في غير ذلك فإنني قررت مسائل ازددت بها بصيرة فأحببتبيان ذلك حتى يتضح الأمر ولا يلتبس فأقول وبالله أعتصم : يقع كتابي الأول في 221صفحة وقد قسمته ثلاثة فصول: الفصل الأول: و يحوي مسائل : الأولى : إلام كانت دعوةالأنبياء ؟ وأبنت أن دعوة الأنبياء كانت منصبة على أمرين رئيسين : أولهما : الدعوةالعقائدية وتشمل أمورًا ثلاثة؛ توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماءوالصفات . والأخرى : الدعوة العملية وهي الأحكام الشرعية التكليفية من أوامر ونواهيشرعية . والثانية : أهمية العقيدة في حياة الأمة الإسلامية . وأبنت تحت هذا العنوانأن الأمة الإسلامية إنما سر قوتها وعزتها التوحيد وبه يعزهم الله كما حصل في الزمنالأول وبدونه لا عزة لهم ولا كرامة . والثالثة :شبهة وجوابها . وأبنت في هذاالعنوان شبهة يثيرها بعض الجماعات الإسلامية وهي قولهم لماذا نفرق جمع الأمة فيمسائل خلافية كمسألة الأسماء والصفات ونشتغل بذلك عن الواجب الأهم وهو جهاد الكفاروتحرير بلاد المسلمين من العدو، فالواجب أن لا نفرق الجمع بمثل هذه المسائلالخلافية . ورددت على هذه الشبهة بما حاصله أن أمور العقائد هي أصل الأصول التي يجبالاعتناء بها وأن السلف وإن اختلفوا في أمور كثيرة إلا أنهم – ولله الحمد – متفقونفي مسائل العقائد كمسألة الأسماء والصفات لله، فلا يجوز التهاون في هذه المسائلالتي لم يختلف فيها السلف ونجعلها كالمسائل التي تنازعوا فيها وأنه لا يجوز أن نجمعالأمة على غير تصفية وبيان للدين لأن الله لم يأمرنا بمطلق الجمع وإنما أمرنابالجمع على الكتاب والسنة الصحيحة وما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعينوتابعي التابعين . والرابعة :ما الواجب على دعاة اليوم ؟ وبينت هنا أن الواجب علىالدعاة اليوم الدعوة إلى ما دعا إليه الأنبياء وهي الدعوة العقائدية والدعوةالعملية وبوضوح أكثر الدعوة إلى الكتاب والسنة الصحيحة والتحذير مما دخل في الإسلاممن بدع وضلالات وتربية الناس على ذلك . الخامسة : وجوب التقيد والالتزام بفهم السلفالصالح – رحمهم الله تعالى - . وقد بينت تحت هذا العنوان أن قولي المتقدم وهو أنالواجب على الدعاة في هذا الزمان الدعوة إلى الكتاب والسنة فيه إجمال لا بد منبيانه لأن الدعاة كلهم يدَّعون هذه الدعوى ومع ذلك تجد مناهجهم مناقضة لبعضها،فأبنت أن الدعوة للكتاب والسنة لا بد أن تكون بفهم السلف الصالح ولا بد أن نفهمالنصوص من الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح وبهذا القيد تنضبط الدعوة وتؤتي ثمارهاوالسر في التقيد بفهم السلف لأنهم – الصحابة والتابعين وتابعي التابعين –فإذا مامراد الشرع يقينًا وفهموه ضرورة فلذا أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد علمواوأمر باتباعهم اتفق السلف على قول سواء في المسائل العقدية أو المسائل العملية وجب إتباعهم ضرورةوحرمت مخالفتهم . السادسة:شبهة وجوابها. وأبنت تحتها أن كثيرًا من الدعاة في هذاالزمان الذين لا يهتمون بالعقيدة في دعوتهم ويتنصلون من اتباع السلف يحتجون أنالسلف قد اختلفوا في مسائل كثيرة من الشرع فكيف يلزمنا أن نتقيد بفهمهم مع كونهم قداختلفوا في كثير من المسائل ؟!وأزلت هذه الشبهة بقولي إن السلف وإن كانوا قداختلفوا في كثير من المسائل العملية إلا أنهم والحمد لله على قول واحد في المسائلالعقدية كمسألة الأسماء والصفات لله – تبارك وتعالى – فقياس الخلاف في المسائلالعقدية على الخلاف في المسائل العملية قياس مع الفارق، والحاصل أن ما اختلف فيهالسلف جاز لمن بعدهم الخلاف فيه ما لم يكن الدليل صريحًا وأما ما اتفق فيه السلفسواء من الأمور العقدية أو العملية فلا يسع أحدًا الخلاف فيه . السابعة :بيانعقيدة السلف الصالح . ونقلت رسالة الإمام أبو إسماعيل عبد الرحمن بن إسماعيلالصابوني – رحمه الله – والتي جمع فيها منهج السلف الصالح في كثير من المسائلالعقدية وختمت هذه الرسالة بقولي إنها ما أدين الله به ثم نقلت عن الإمام الشاطبي – رحمه الله – مبحثًا في ضرورة التقيد بفهم السلف الصالح للأدلة الشرعية من الكتابوالسنة الصحيحة وأن أهل البدع يتمسكون بنصوص شرعية يحملوها بفهمهم ما لا تحتمله تلكالأدلة والسر في غلطهم عدم مراعاة فهم السلف الصالح – رضي الله عنهم - . هذا ملخصالفصل الأول من كتابي الأول وإني ولله الحمد قد ازددت اليوم بفضل الله يقينًا بمابينته وأوضحته لم أرجع عن ذلك من شيء وما زلت إلى اليوم أدعو إلى ذلك وأصدع به هنافي بلدي مصر مع ندرة من يتمسكون بهذا المنهج عمليًّا، وأسأل الله أن يثبتني على ذلكالمنهج الحق ما بقيت من عمري – والله المستعان - . الفصل الثاني من كتابي الأول وفيهذا الفصل أكثر ما رجعت عنه فيما يخص جماعة التبليغ وسأبين ذلك – إن شاء الله – فأقول وبالله أعتصم - : جعلت هذا الفصل مباحث وهي كالتالي : 1- التعريف بجماعةالتبليغ ونشأتها ومؤسسها . 2- منهج جماعة التبليغ في الدعوة إلى الكتاب والسنة بفهمالسلف الصالح . 3- منهج جماعة التبليغ تجاه عقيدة السلفالصالح . 4- منهج السلفتجاه الجهاد . 5- منهج جماعة التبليغ تجاه الجهاد . 6- وسائل جماعة التبليغ فيدعوتهم . 7- أسئلة متفرقة لشيوخ جماعة التبليغ . هذه هي المباحث التي تضمنها الفصلالثاني . ((تبيان مايراه المؤلف في مسألة الجهاد لدي السلف )) وأريد قبل أن أبين خطئي أن ألفت النظر أن ما ذكرته من منهج السلف في الجهادأنني ما زلت على ما بينت وأن ما بينته هو ما أعرفه عن السلف وعن علماء الدعوةالسلفية حديثًا – رحمهم الله – وعلى رأسهم أئمة الهدى الثلاثة – الفقيه ابن بازوالمحدث الألباني والفقيه ابن عثيمين – جزاهم الله عن الإسلام خيرًا . وحاصل مابينته من منهج السلف تجاه مسألة الجهاد أن الجهاد لا بد قبله من توفر أمور : 1- التربية والدعوة على منهج السلف الصالح عقيدةً وعملاً . 2- القوة والعدة المادية. 3- تميز الصفوف فلا يصح أن نقاتل دولة كافرة فيها جماعات من المسلمين لا يستطيعونالخروج منها ولا يمكن مقاتلة الكفار إلا بقتل المسلمين المخالطين لهم . 4- وجودوأنه لا يصح الجهاد بغير الإمام -الإمام الذي يقود المسلمين للجهاد في سبيل اللهأعني جهاد الدعوة وهو دعوة الكفار ونشر الإسلام في ديارهم - وأما جهاد الدفع - وهورد كيد الكفار الذين اعتدوا علينا - فهذا لا يشترط فيه الإمام . هذه الأمور الأربعةقررتها في هذا الفصل الثاني وما زلت أدين الله بها . ((بيان ما أخطأ فيه المؤلف في كتابه السابق وتراجعه عنه )) بالتعريف بنشأة جماعة التبليغ – نقلاً عن الشيخ أبيالحسن الندوي – ثم عنونت بعد ذلك بقولي – كما قدمت – منهج جماعة التبليغ في الدعوةإلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح – وقصدت بهذا أن أبين أن الجماعة تلتزم فهمالسلف في دعوتها، ونقلت عن الشيخ عمر بالمبوري – وهو من كبار شيوخ الجماعة وأشهر مننار على علم لدى الجماعة - عفا الله عنه -وقد توفي بعد سنوات من تأليف كتابي – أقولنقلت عنه كلامًا قويًّا في وجوب فهم الكتاب والسنة بفهم السلف – وهذا بلا شك من ضمنالأسباب التي جعلتني أنتصر لهم – وما قاله الشيخ حق لا شك فيه وأقول اليوم نعم صدقالرجل ولكن أين واقع الجماعة من هذه الدعوى ؟! ليعلم القارئ أنه ما من جماعة منبل تجدالجماعات الإسلامية في الساحة اليوم إلا وهم معظمون للصحابة رضى الله عنهم وللسلفالأشعري أو الصوفي يثنون على الأئمة إلا من أضله الله ضلالاً عظيمًا فتكلم في أئمةالسلف وهم مع ذلك مخالفون لأولئك الأئمة وتجد كثيرًا من الجماعات الإسلامية يعظمونبل ويأمرون باتباعهم ولكن هم في واد والسلف في واد آخر, وهذا معلوم لمن خبر حال القوم . إذًا فمتى تكون تلك الدعوى صادقة ؟ أقول : تكونصادقة عندما تُتحقّق عمليًّا في مدعيها وإلا كانت مجرد دعوى لا أساس لها من الواقعوإني – والله – أخطأت عندما اعتمدتعلى دعوى الشيخ دون النظر إلى الواقع العمليللجماعة وإلا لو نظرت إلى واقعهم – بعيدًا عن العاطفة – لظهر لي أنهم ليســوا كماادعى الشيخ بالمبوري – رحمه الله - . بيان ذلك أنني خالطت الجماعة سنين طويلة مايقارب عشرين سنة أو دونها بقليل وكنت أرى بأم عيني أشياء تناقض منهج السلف صراحةولكني – كما قدمت – كنت ألتمس العذر للجماعة قدر المستطاع وقبل أن أخوض في البيانأقول : إن من يدعي السلفية لا بد أن يظهر أثرها في نفسه وفي أتباعه الذين يوافقونهعلى دعوته ويناصرونه فيها فإنك إذا نظرت إلى أهل الحديث السلفيين تجد أن الدعوةالسلفية لها ثمارها الواضحة فتجد فيهم – ولله الحمد – قديمًا وحديثًا العلماءالراسخين في العلم وطلاب العلم النابغين وتجد السلفية في حياتهم وفي عباداتهم ذلكلأنهم دعاة سلفية بحق وهذا الأثر هو أمر لازم لا ينفك لمن ادعى السلفية وكذلك الأمرفي أهل البدع فإنك ترى فيهم دعاة الضلالة وكذا ترى طلابهم ولا أظن أن أحدًا يخالفنيفي هذا التقرير لا من يمدح جماعة التبليغ ولا من يذمهم أن الدعوة لا بد أن يظهر لهاثمرة عملية لاسيما مع طول الزمن . أرجع فأقول : لقد ظهرت دعوة التبليغ من قرابة قرنتقريبًا - مئة عام - وتمكنت دعوتها في كثير من البلاد والعباد سواء في بلاد العربأو بلاد العجم – كالهند – بل تعدت دعوة الجماعة إلى ما هو أبعد من ذلك فوصلت بلادالكفر – أوروبا وروسيا وأمريكا – كما هو معلوم مشاهد واقتنع بالدعوة ألوف بل أكثر،ترى لو كانت تلك الدعوة من منهاجها اتباع السلف ترى ما الأثر الذي سنجده في دعوتهم؟ الجواب:بالطبع هو ما قدمته آنفًا أننا نرى فيهم دعاة السلفية علماء وطلاب علمكما هو الحال في أهل الحديث السلفيين لأن ذلك من لازم وأثر الدعوة، فهل وجدنا هذافي الجماعة أو على الأقل ولو بعض العلماء السلفيين الذين برزوا فيهم وظهر منهمالعلم السلفي والدعوة السلفية – كالشيخ أحمد شاكر المصري أو حامد الفقي أو محمد بنإبراهيم أو الألباني أو ابن باز أو العثيمين رحمهم الله جميعًا – ((هل وجدنا في جماعةالتبليغ عالمًا سلفيًّا ظهر بالدعوة السلفية ؟!نعم أنا أعلم أن في جماعة التبليغعلماء في المذهب الحنفي لاسيما في بلاد العجم ولكن هذا شيء والذي نسأل عنه شيء آخر. أقول: لقد استطاعت هذه الجماعة أن تعلم الناس وسائلها المعروفة حتى أنك تجد كلامًاواحدًا في شتى بقاع الدنيا وأصولاً متواترة عندهم فلو كانت هذه الجماعة تحمل الدعوةالسلفية بحق لوجدت السلفية في أتباعهم كما وجدت اتفاقهم في وسائل دعوتهم . إن الذيرأيته في الجماعة على مدار تلك السنين أن أكثرهم عوام والعلماء الذين يؤصلون لهمالأصول لاسيما في الهند والباكستان هم – من كان منهم عالمًا – علماء أحناف وهذامعلوم جدًّا بل هو متواتر لمن خالط القوم لاسيما شيوخهم ولذلك كان من أسئلة الشيخالألباني – رحمه الله – في المناقشة التي أشرت إليها في مطلع البحث سألني الشيخ عنمشايخ التبليغ هل هم سلفيون؟ قلت : نعم . قال : هل صليت معهم ؟ قلت : نعم . قال : كيف رأيتهم يصلون ؟ قلت : صلاة الأحناف . قال : لأنهم سلفيون ؟! وهذا الكلام منالشيخ إذا تدبرته ينبئك عن حقيقة لمستها لمس اليد وعشتها بنفسي ألا وهي أن القومأعني كبراءهم لاسيما في الهند والباكستان لم يحققوا اتباع الحديث في شيء يسير جدًّالا عناء فيه وهو الصلاة فكيف يحققون السلفية فيما هو أبلغ من ذلك ؟! إنك تجد طلابالعلم الصغار أول ما يتعلمون السلفية تجدهم يحرصون على صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لماذا ؟ لأنهم وجدوا من يرسِّخ فيهم السلفية من طلاب العلم وإنني والله لأتعجب من نفسي كيف غابعني فهم حال القوم وحالهم أظهر من أن يخفى ولكن أراد الله أمرًا . إن الذي أجزم بهأن دعوة تعيش مئة عام أيًّا ما كانت التبليغ أو الإخوان أو الصوفية لا يظهر فيهمعالم سلفي تشتهر عنه دعوته السلفية لدعوة من المحال قطعًا أن تكون على منهج السلفوأهل الحديث فسبحان الله كيف تغيب الواضحات ؟! نعم – والحق يقال – إن في جماعةالتبليغ أناسًا من أهل السنة من السلفيين القليلين جدًّا الذين ما زالوا يناصرونهمعلى دعوتهم لم يستبن لهم أمرهم – كما كان حالي من قبل – ولكن هؤلاء القلة النادرةفيهم – والله ما تعلموا السلفية إلا من أهل الحديث لا من الجماعة – وهذا عندي معلوممن خلال ما قضيته في الجماعة من سنين طويلة وإلا فليرنا إخواننا من الإخوان أوالتبليغ أو الصوفية أو غيرهم من الجماعات الإسلامية الحزبية عالمًا واحدًا سلفيًّامنذ نشأة الدعوة ومن هو وأين طلابه وأين رسائله السلفية أو كتبه أو أشرطته أو دروسه؟ أما أنا فأشهد أنني ما رأيت ذلك بل وجدت بعض شيوخ الجماعة متأثرًا بالدعوةالسلفية ولكنه لا يتكلم من قريب ولا من بعيد في المسائل العقدية التي كثر فيهاالنزاع بين أهل الحديث ومن خالفهم من أهل البدع . |
(( لقاء المؤلف مع إنعام الحسن وصفاته ومسألة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلمورسالة سعد الحصين))
وأذكر - والله – أنني لما كنت فيصدد تأليفي لكتاب التبليغ دخلت على الشيخ إنعام الحسن – وكان هذا في أحد اجتماعاتهمفي بنجلاديش وقد توفي من سنوات بعد تأليفي للكتاب ولما عُرض عليه شيء من الكتاببواسطة الشيخ زين العابدين وهو من كبار علماء الجماعة دعى لي الشيخ إنعام الحسنفقال: أيد الله بك الإسلام. وإنعام الحسن أمير الجماعة في وقته بعد الشيخ يوسف ابنالشيخ إلياس مؤسس الجماعة – أقول: فدخلت على الشيخ موضعه فسألته مسائل منها . قلت : ؟ قلت : ما تقولون في مسألة التوسل بالنبيصلى الله عليه وسلمفقال : هذه من المسائل الخلافية ونحن لا نتكلم في المسائل الخلافية . وكان رده عليباللغة العربيةنعم هذا موقف رأس التبليغ في وقته وأعلمهم أو من أعلمهم الشيخ إنعام الحسن أميرالتبليغ في وقته فهل هذا هو موقف السلف من مثل هذه المسائل ؟! لا والله ما كان هذاموقف السلف بل كانوا يبينون العقائد بالحجة والبرهان . الشيخ إنعام الحسن أبوالزبير كان رجلاً مهابًا عالمًا بالمذهب الحنفي مليح الوجه وقورًا قليل الكلامجدًّا واشتهر بذلك – عفا الله عنه – أحببته حبًّا عظيمًا حتى إنني لما ألفت كتابالتبليغ أطلقت عليه كلمة الوالد، لم أطلقها على غيره في الكتاب، ثم فوجئت أن ذلكالشيخ يبايع على الطرق الصوفية الجشتية وغيرها والذكر المفرد – الله الله الله – وذكر التنفس وهو أن يجري اسم الله على قلبه ثم يخرجه بالنفس محركًا رأسه، وثبت عنهذلك من أكثر من وجه من طريق أفراد الجماعة الذين كانوا يحبونه بل يخدمونه، وهنا قصمالرجل ظهرنا ولما راسله الشيخ سعد الحصين - وكان من قبل ينصر الجماعة – منكرًا عليهلف الشيخ ودار ولم يعط جوابًا صريحًا وكان من كلامه أن قال : نحن لا نأخذ منالصوفية إلا ما وافق الربانية . ولما سألني الشيخ الألباني عن موقفي من هذه البيعةالصوفية قلت له إن الشيخ قال وذكرت له تلك الكلمة فقال الشيخ ناصر : ما شاء اللهليش هذا اللف والدوران؟ ما يوافق الربانية كلمة مطاطة . وصدق الشيخ ناصر وضل إنعامالحسن عن طريق السلف واحتوته الصوفية وطرقها فإنا لله وإنا إليه راجعون . ولما كثرالكلام عن هذه البيعة وكنت أقول هذه بدع لا تجوز فعزمت أن أسأل الشيخ ابن باز عنطريق الهاتف فسألت الشيخ ابن باز عن هذا الأمر فقال : لقد كلمته في ذلك ووعدني أنلا يفعل ذلك . أقول رأس التبليغ يبايع على ذلك ورأس الإخوان البنا يلتزم الطريقةالحصافية فأين منهج السلف ؟! ولما راجعت بعض أهل التبليغ في المسألة وهو الشيخ أحمدلات وكانت تلك المراجعة في اجتماعهم في بنجلاديش قال : نحن ما عندنا هذه الأشياء . نعم أنكر – إن كان صادقًا – ما لم يعلمه وعلمه غيره فكان من ثمرة تلك الصوفية أننارأينا – والله الذي لا إله غيره – رجالاً من قدماء التبليغ – حسب تعبير الجماعة – لهم أوراد من الطرق الصوفية قولاً وعملاً أذكار مبتدعة على طريقة الصوفية من هزالرأس يمنة ويسرة وما ذلك إلا من ثمار التربية الصوفية . ولقد كانت لي قصة جرت معيأثناء خروجي مع الجماعة في بنجلاديش وكان مع الجماعة شاب من تونس اسمه محسن وخرجناإلى بلدة هناك للدعوة ثم وافقنا في خروجنا مسجدًا فيه جماعة من الصوفية يذكرون اللهعلى طريقتهم المبتدعة وكانوا يجلسون بعد صلاة الفجر فقرر أمير الجماعة أن نجلس معهمتأليفًا لقلوبهم – هكذا قال سامحه الله وكان من أهل مصر اسمه شعيب – فجلست الجماعةلكني والحمد لله لم أجلس ثم فوجئنا أن محسنًا الشاب التونسي بدأ يتعلق بالشيخالصوفي بل أظهر للشيخ أن معه عهد وبيعة من أحد مشايخه ثم فوجئنا أن ذلك الفتى أُغميعليه وأصبح في شدة من الأمر وامتنع من الكلام مطلقًا وبقي هكذا قرابة يومين أوثلاثة بعد أن أخذ من الشيخ وردًا وكان إخواننا كلما كلموه ليطمئنوا عليه رد عليهمكتابة في ورقة وكنت متضايقًا جدًّا مما يحصل وفي اليوم الثاني أو الثالث جلس محسنوجلسنا حوله نهدئه ونطمئنه لأننا لا ندري ما الأمر فسأله أمير الجماعة - وكان اسمهشعيب من مصر- عن سبب سكوته فكتب محسن في ورقة وقرأنا الورقة فإذا هو يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه في اليقظة – كما يدعي ذلك من يدعيه من غلاة الصوفية فما زال باب الصحبةمفتوحًا على مصراعيه فهذا لازم قولهم وإن نفوه - وأمره أن لا يتكلم أيامًا معلومةوهنا اشتد غضبي فطلبت من محسن أن يصف لي الرجل الذي قال له ذلك فرد علينا من خلالالكتابة بأنه رجل أبيض اللحية فقلت : ليس هذا وصف الرسول في كتب السنة فما كان منه إلا أن قام نحوي صارخًا فضربني وشق ثوبي - سامحه الله - . وكنت قد علمت من قبل أن جماعة البريلوية وهم جماعة صوفية في بلاد العجم تدعي أنرسول الله حاضر ناظر يعنون أنه يحضر مجالس ذكرهم بذاته والجماعة أعني جماعة التبليغ لا يقولونذلك بل ينكرونه بينهم دون أن يثيروا إنكار ذلك في بياناتهم – حسب ما علمت –ولكنيفوجئت بمتابع قوي لمحسن – حسب أسلوب أهل الحديث - وهو أمير من أمراء جماعة التبليغفي مصر يدعى هشام كامل في دمياط وكان خارجًا عندنا في الإمارات أثناء وجودي هناكوفي ليلة دار الكلام عن دعوى بعض الصوفية من دعاويهم الباطلة أن رسول الله قد يحضر بذاته مجالس الذكر أو يلتقي بذاته مع بعض الصالحين يقظة ففوجئت من الرجلأنه أقر بذلك بل – والله – حدثني عن الشيخ إبراهيم عزت – وقد كان أميرا للتبليغ فيمصر في وقت من الأوقات أعني إبراهيم عزت – أن إبراهيم عزت يصلي أحيانًا مع رسولالله في اليقظة !! وقصة ثالثة وقعت في الإمارات فكان هناك شاب اسمه خميس يدعي أن شابًامن الجماعة يرى رسول الله أحيانًا في اليقظة أثناء البيان وحدثني خميس عن نفسه – وكان من المجتهدين في الدعوةحسب تعبير الجماعة – أنه رأى بلالاً مؤذن الرسول في اليقظة عيانًا لا منامًا وأنا أشهد الله على تلك الوقائع أنها حصلت ولا حاجة ليفي غير الصدق فالله الموعد . وأقول: ولا أرى إلا أن ذلك بسبب خلل في منهج الجماعةوأنهم في الحقيقة ليسوا على منهج السلف وقد تأثرت - قبل أن أعلم منهج السلف – ببعضتلك الأمور حتى تمنيت أن أر شيئًا من ذلك كما رأى غيري ولكن لم أر شيئًا لأنهاأوهام وتلبيسات من الشيطان على أهل الجهل . ولذا قال الشيخ ناصر عنهم وصدق : صوفيةعصرية. مع أنني كنت كما بينت في كتاب التبليغ أقول : إن هذا – أعني الأذكارالمبتدعة - مما يخالف منهج الجماعة واحتججت على ذلك بما بينه الشيخ يوسف في كتابهحياة الصحابة من الذكر المشروع ولكن القوم لا منهج لهم ينطلقون منه كأهل الحديثالسلفيين فلذا تجد الشيخ منهم يبايع على الطرق الصوفية وينكر غيره ذلك . وأقول: لقدألَّف الشيخ يوسف الكاندهلوي أمير الجماعة في وقته ابن الشيخ إلياس مؤسس الجماعةكتاب حياة الصحابة وهو متداول في يد الجماعة إلى يومنا هذا ليجعل هذا الكتابمنهاجًا للجماعة تسير عليه ترى ما الذي منع القوم أن يؤلفوا ولو رسالة صغيرة لبيانعقيدتهم التي ينادون بها ويدعون إليها أليس ذلك أشد ضرورة من تأليف حياة الصحابة معأن المقتضي لبيان ذلك أهم لاسيما مع كثرة البدع والخرافات المنتشرة في الهندوالباكستان ؟! وهذا الأمر لا تختص به جماعة التبليغ فقط بل هو علامة للجماعاتالإسلامية الحزبية حيث أن أمر الاعتقاد وتصحيحه أمر لم يأت وقته إلى الآن ولكنالمهم البرلمان ثم بعد البرلمان العقيدة كما يدعي الترابي وغيره فلا عقيدة علمواولا برلمان ........فمتى نفيق ؟! أما آن لهم أن يفيقوا من الغفوة بعد التجاربالمريرة والمحن والبلايا الكثيرة أم بريق السلطة أضعف البصر والبصيرة ؟! (( كتاب تبليغي نصاب ورأي مشائخ الجماعة فيه)) كتابتبليغي نصاب (منهج التبليغ) من الكتب التي يعتمد عليها جماعة التبليغ كتاب تبليغينصاب ومعناه بالعربية منهج التبليغ عاش معهم هذا الكتاب سنين طويلة تكاد تصل إلىعمر الدعوة ونشأتها وهو عبارة عن عدة كتب في كتاب واحد لمؤلفه الشيخ زكرياالكاندهلوي، وهذا الكتاب فيه من البدع والضلال الشيء الكثير ولما اشتد إخواننا أهلالحديث على هذا الكتاب وحق ذلك لهم والله وهذا الكتاب غير متداول إلا بأيدي الجماعةمن العجم سواء في البلاد العربية أو بلادهم وعلمت بعض ما فيه من البدع والخرافاتفقررت أن أسأل بعض شيوخهم كيف تركوا هذا الكتاب في يد الجماعة ؟! فسألت الشيخ – مفتي لقبه - زين العابدين عن الكتاب فقال : هذا الكتاب لا يمثل منهج الجماعة وإنماهو عدة رسائل للشيخ زكريا جمعها التجار ليستفيدوا من ذلك وإنما طلب الشيخ إلياس منالشيخ زكريا أن يضع له بعض الرسائل في فضائل الأعمال فقط ولما علمنا الأشياء غيرالمناسبة في الكتاب قررالمشايخ أن يكلفوا الشيخ عبيد الله – وهو من شيوخ التبليغ – أن يحقق الكتاب ولكن الشيخ عبيد الله لم يفعل لظروفه– هذا جوابه ملخصًا . ولما سئلالشيخ سعيد أحمد خان وأنا أسمعه – وكان أمير الجماعة في المدينة المنورة قبل تركهلها – عن قصة الكتاب قال : نحن قلنا مزقوا درود شريف . أقول : كتاب يحوي الباطلوالحق لا يميز العوام وهم جل جماعة التبليغ كما هو الواقع يترك في أيديهم سنينوسنين يربُّوا عليه الصغير ويهرم عليه الكبير ثم يعتذر عنه بمثل ذلك!! ترى كيف سرىالكتاب في الجماعة ؟! وأين اتباع السلف في مثل ذلك – والله المستعان - ؟!كما يتركغيرهم من الإخوان المسلمين كتاب العدالة الاجتماعية لسيد قطب وفيه ما فيه من تكفيرصريح لبعض الصحابة، ثم الرجل يُمدح ويُجل ويُعظَّم ليل نهار فياللعجب ما تصنعالحزبية بأهلها ؟! إن جماعة التبليغ خليط ومزيج كغيرهم من الجماعات الإسلاميةالحزبية التي لا تنطلق في دعوتها من منطلق فهم السلف ففيهم بعض من تأثر بالسلفلاسيما إذا كان في بلد ترفع راية الدعوة السلفية، وفيهم الصوفية، وفيهم الأشعريةوالماترودية، والمتعصبون للمذهب سواء المالكي أو الشافعي، وهكذا ليس لهم منهج واضحبيِّن، بل جمع ولا تفرق دون تمييز فيدخل الصوفي فيهم – كما رأيت ذلك – ويبقى علىصوفيته وقد يترك صوفيته إذا وفق لمن يبين له ذلك من غيرهم وكذا أصحاب العقيدةالفاسدة كالإباضية الضالة من خوارج هذا الزمان – كفى الله المسلمين شرهم - فيخرج فيالجماعة من يحمل هذا الفكر الضّال ويعيش به وهو مع الجماعة كما سأبين – إن شاء اللهتعالى - . ((قصة مع شيخ جماعة التبليغ في عمان خليفة )) (( مقولة نجتهد في هذا العمل ولانعترض على الجماعات الاخري والرد عليها)) إن من المعلوم في أصول الجماعة - وسمعتذلك منهم وسمعه غيري أيضًا - قولتهم المشهورة المستفيضة: نجتهد في هذا العمل ولانعترض على الجماعات الأخرى ونحترمهم. وكما يقول ذلك غيرهم كالإخوان المسلمين نتعاونفيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه. ولقد سألت الشيخ أحمد لات – كما بيَّنت ذلك في كتابي التبليغ – فقلت له : ما رأيكم في كيفية معاملتنا للجماعاتالإسلامية ؟ فقال : الشيخ إنعام يقول – أمير التبليغ في العالم – نحن نجتهد في هذاالعمل حسب الأصول كاملاً ولا نتعرض للجماعات الأخرىولا نتهمهم ولا نتكلم عليهم بلنجتهد في عملنا دون التعرض لأحد أقول : ما أشبه تلك الكلمة بالكلمة التي يقولها الإخوان المسلمون وينشرونهاويعدونها من حسناتهم ألا وهي قولهم: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًافيما اختلفنا فيه. نعم تشابهت مقولتهم لبعدهم عن منهج السلف . أقول: إن المنهجالسلفي يفرض على أصحابه ضرورة بيان الخطأ لأن هذا من سبيل واجب النصيحة للمسلمينسواء كانوا أفرادًا أو جماعات، والسلف لم يسكتوا عن العقائد الفاسدة ويحترمواأهلها، بل كانوا يذمونهم ويحذرون منهم فإذا سكتنا عن الجماعات وما فيها من انحرافعن طريق السلف كان هذا البلاء العظيم الذي به يضيع الدين – ولا حول ولا قوة إلابالله - . إن وصف جماعة التبليغ أنهم على منهج السلف – كما ادعيت ذلك من قبل – خطأٌعظيم وشهادة للقوم بما ليسوا له أهلاً، ذلك لأنه لا يختلف اثنان أن من أصول السلفيةتمييز الصحيح من الضعيف بل والباطل من باب أولى، فهل الجماعة تراعي ذلك الأصلالعظيم؟ وهل فيهم من يبين لهم ذلك ؟ والله إني لا يكاد ينقضي عجبي من نفسي أولاً ثممن غيري عندما نقول: إن الجماعة يتبعون منهج السلف، فإن القوم كما هو معلوم منحالهم قطعًا من غير ريبة لا تمييز لهم البتة في هذا الباب، فتجد الأحاديث الصحيحةوالضعيفة والباطلة الموضوعة وما لا أصل له في دعوتهم، وانتشار ذلك فيهم أبين من أنيبين ويشاركهم في هذا النقص سائر الجماعات الحزبية كالإخوان وغيرهم، والكتب شاهدةلمن تتبع، ومن أثر ذلك أنك تجد القوم يتبنون أمرًا ويشتهر بينهم وأصله لا يصح، (( أقوال وأحاديث عند الجماعة غير صحيحه )) (( حال جماعة التبليغ مع العلم والعلماء )) |
(( مقولة أننا نأمر بالمعروف فإذا أمرنا بالمعروف خرج الباطل وموقف الحمداوي )) (( أقسام التوحيد وما يعمل به جماعة التبليغ )) ((نقاش المؤلف مع الشيخ الألباني )) ((موقف الجماعة من العلم الشرعيوطريقتهم في الخروج )) (( الرجوع عن مسألة توحيد الألوهية في كتابه الأول وبيانها بالتفصيل )) ((منهج الجماعة تجاه عقيدة السلف أ – توحيد الربوبيةوالألوهية هكذا عنونت في كتابي التبليغ ونقلت عن بعض الشيوخ منهم ما سمعته منهممباشرة مما يدل أن منهجهم في توحيد الربوبية موافق لمنهج السلف – كذا زعمت – وفينقلي هذا عنهم تحت هذا العنوان ما هو حق من كلامهم وباطل فمن باطله ما نقلته عنالشيخ زين العابدين من تفسيره لحقيقة كلمة التوحيد وأحمد لات والشيخ ظهير وكلامهمكلهم يدور – كما هو مبين في كتابي التبليغ – على تفسير كلمة التوحيد بتوحيدالربوبية من بيان قدرة الله في التصرف ونحو هذا كما وافقهم سيد قطب على ذلك فيالظلال . وهذا غلط في تفسير كلمة التوحيد لأن تفسيرها الأصل فيه وإن تضمن ما ذكروهلكن أصل الكلمة لبيان أنه لا يصح صرف العبادة لغير الله على أي وجه من الوجوه فلاتصرف العبادة لغير الله تبارك وتعالى ولا معبود بحق إلا الله وهم يلقنون أتباعهم فيالصفة الأولى وهي كلمة التوحيد أي لا معبود بحق إلا الله يلقنونهم ذلك ثم لما تنظرفي بياناتهم وبيانات أتباعهم تجد أن حاصله تفسير الكلمة بمعنى توحيد الربوبية وليسهذا بحق وتجد جل التوحيد عندهم أننا نخرج من قلوبنا اليقين الفاسد – كذا يقولون – وهو الاعتماد على الأسباب وندخل في قلوبنا اليقين الصحيح على ذات الله تعالى وهذاالكلام بعيد عن توحيد الألوهية مما جعل الأمر عند هؤلاء القوم أن توحيد الربوبية هوالأصل وأهملوا توحيد الألوهية وصار هذا شعارًا لهم مما جعلهم يبتعدون كثيرًا جدًّاعن أصل التوحيد الذي بعث من أجله الأنبياء وهو توحيد الألوهية والأسماء والصفات وقدكان الكفار يقرون في الجملة بتوحيد الربوبية فجعل الشرع إقرارهم حجة عليهم لإثباتتوحيد الألوهية فانظر كيف أخطأ القوم فأهملوا بيان الأهم من التوحيد في دعوتهم وماذلك إلا بسبب بعدهم عن منهج السلف الصالح ((توحيدالأسماء والصفات وتبرير المؤلف في كتابة الأول للوسائل لدي جماعة التبليغ )) ب – توحيد الصفات والأسماء وتحت هذا العنوان الذي عنونته في كتابي ذكرت مناقشتي معبعض شيوخ التبليغ – زين العابدين والحمداوي وجمشيد وأحمد لات في مسألة الأسماءوالصفات لله – تبارك وتعالى – وكان ردهم موافقًا للحق، وأنبه على شيء مهم وهو أنناحتى لو افترضنا أن هذا هو منهج بعض الجماعة فإن ذلك لا يستلزم البتة الشهادة لهمأنهم على منهج السلف حتى يتابعوا السلف في سائر أمورهم الدعوية والعقائدية فكيف وهمليسوا على منهج واحد – كما أوضحت – في توحيد الأسماء والصفات ؟! فإننا نرى جماعة منالإخوان المسلمين وهم السرورية القطبية يثبتون الأسماء والصفات لله ويجعلون ذلك حجةعلى سلفيتهم وقد خالفوا السلف في كثير من منهاجهم حتى صاروا حربًا ونكدًا على أهلالسنة . وسائل جماعة التبليغ أقول : لقد بينت في الفصل الثاني من كتابي التبليغوسائل الجماعة واستدللت لها بشيء من التفصيل والبيان ولقد أخطأت في دفاعي عن جماعةالتبليغ مرتين مرة عندما زعمت أن منهجهم هو منهج السلف والأخرى عندما نصرت وسائلهمودللت عليها – وقدر الله وما شاء فعل – وقد أخطأت في كلا الأمرين – كما سأبين إنشاء الله – وقبل البيان أحب أن ألفت النظر أنه إذا لم توافق أي جماعة تدعوا إلىالله منهج السلف فإن وسائلها - والأمر كذلك - لا قيمة لها وإن وافقت الشرع فيالظاهر، لأن أصل المنهاج فيه خلل وهذا كما هو حال جماعة التبليغ فوسائل في منهاجمختلط فيه الحق بالباطل والسنة مع البدعة ما ثمرتها ؟! الوسيلة الأولى : لقد دافعت عن وسائل الجماعةمن عدة نواح فدافعت عن خروج الجماعة: بقوة بحجة إرسال النبي جماعة من القراء وهم الذين أرسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه ناس فقالوا أن ابعث معنا رجالاً يعلمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعينرجلاً من الأنصار يقال لهم القراء يقرؤون القرآن ويتدارسون بالليل يتعلمون - كماروى الحديث الإمام مسلم في صحيحه رقم الحديث 3522 وروى أيضًا البخاري في مواضع منصحيحه نحوه. فاستدللت به على خروج الجماعة وهذا من خطئي وتحميلي للحديث ما لايحتمله – عفا الله عني – فإن الحديث صريح في أن هؤلاء القراء من العلماء الذينكانوا يتعلمون القرآن والسنة ثم تأهلوا لأن يكونوا معلمين لغيرهم كما هو واضح منالحديث فهم من خيرة علماء الصحابةجميعا كما هو واضح بين في الحديث فالحديث حجة على مشروعية خروج العلماء إلى البلاد التييرون حاجتهم للتعليم والدعوة إلى الكتاب والسنة - عند الحاجة - لذلك فأين هذا منخروج العوام للدعوة بل خروج العصاة لإصلاحهم – كما تقول الجماعة – في الدعوة ؟! حقيقة أقول إنني غلبتني عاطفتي في الدفاع عنهم حتى أخطأت في الاستنباط وكما قيل: حبك الشيء يعمي ويصم وهو حديث ضعيف لا يصح سنده . وقد تنبهت لهذا الخطأ أثناء البحثفقلت هناك – صفحة 133- بعد أن قررت ما سبق ولقائل أن يقول نحن نسلم بكل ما قلتهولكن ربما خفي عليك أن هذا الإرسال الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كانوا علماء بخلاف خروج جماعة التبليغ فإنهم يخرجون عوامًا للدعوة فكل ماذكرته واضح ولكن للعلماء دون غيرهم وأما أن تلحق العوام بالعلماء فهذا فيه نظر وهوقياس مع الفارق. |
الوسيلة الثانية : خروج العوام للدعوة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
هكذا أوردت على كلامي هناك هذا الاستشكال ثم أجبت عنه بخطأ جديدحاصله أنني زعمت أن خروج العوام ثابت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم واستدللت لذلك بحديثين الأول حديث ضمام عندما جاء يستثبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرائع الإسلام ثم رجع رسولاً إلى قومه بذلك كما رواه البخاري في صحيحه 1/35، ثمحديث وفد عبد القيس عندما وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهم شرائع الإسلام وأمرهم أن يحفظوها ويخبروا من وراءهم كما رواه البخاري 1/29ومسلم 1/47. فاستدللت بهذين الحديثين على أن قيام العامي بالدعوة له أصل في السنة . وأقول ابتداءً نعم، العاميّ له أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيما علمه وأبصرهلا سيما في الأمور الظاهرة الجلية، وهذا الأمر لا إشكال فيه والحمد لله وحديث ضمامغاية ما فيه أنه لما سمع العلماء الذين بينوا لهم شرائع الإسلام جاء متثبتًا من ذلكفأقر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وأقره أن يكون رسولاً إلى قومه بذلك ونحن اليوم لو جاء من يتثبت من العلماء عنشيء من الشرع فلا شك أنه يأمر بنقل ما علمه لغيره في حدود استطاعته فهل جماعةالتبليغ تفعل ذلك ؟! إن الحديث حجة على الجماعة لا لهم فإنهم لا يسافرون إلىالعلماء ليتعلموا منهم ثم يرجعوا إلى قومهم يبلغونهم ذلك، بل يخرجون مع الجهلمكتفين بما هم فيه، فأين حال خروج الجماعة من حال ضمام ووفد عبد القيس حتى يحتجبالحديثين على ما تفعله الجماعة في خروجهم وهل كان السلف يخرجون العوام للدعوة إلىالله حتى بلاد الكفر كما تفعل الجماعة وهل المقتضي لخروج العاميّ للدعوة لم يكنقائمًا من لدن عصر النبي صلى الله عليه وسلم حتى زمننا طيلة هذه القرون إلى أن وجد مقتضيه في زمن الشيخ إلياس ؟! لا – وربالكعبة – ما فعل السلف ذلك ولا من بعدهم إلى زمن الشيخ إلياس – رحمه الله – ولاعلماء السنة فعلوا ذلك أو أمروا به لا في زمن إلياس ولا في زمننا، فمن من علماءزمننا أمر عوام بلده بذلك؟ فهل أدرك الشيخ إلياس أمرًا غاب عمن قبله ومن بعده منالعلماء من أهل السنة؟ أم هي بدعة عصرية نتج عنها بقاء هؤلاء العوام على جهلهم وعدماستفادتهم العلم من أكابرهم ؟! إن أهل العلم من أهل الحديث السلفيين الطائفةالمنصورة الناجية الذين أُمرنا باتباعهم لم يفهموا من تلك الأحاديث الصحيحة ما تقومبه الجماعة من الخروج المحدث الذي يغلب فيه العوام بل هم الأصل فيه لكثرتهم ولو كانحقًّا لما غاب عن أهل العلم – رحمهم الله – بل الواجب أن يتعلم هؤلاء العوام دينهموأن يتفقهوا في الضروري من العلم بالنسبة لهم ثم إن تيسر لهم أن يأمروا بالمعروف أوينهوا عن المنكر في أهلهم ودورهم فخير وبركة وهكذا ما زال أمر العامة مع العلماء لاالواقع في جماعة التبليغ. الوسيلة الثالثة : تحديد الأوقات للدعوة : ثم بينت بعد ذلك ما تقوم به الجماعة من تحديد أوقاتمعروفة عندهم للدعوة وقلت إن هذا من باب المصالح المرسلة وهذا خطأ لأن المقتضيلترتيب أيام للدعوة ما زال موجودًا طيلة زمن النبوة وهلم جر ولم يعتبر الشرع زمنًامعينًا للدعوة بل ترك ذلك حسب مقدرة العلماء واستطاعتهم، ولما لم ينظر الشرع إلىذلك الاعتبار في التوقيت كان بدعة سواء جعلوا ذلك ترتيبًا أو تحديدًا لا يصحالزيادة عليه أو النقص منه – وهم لا يجعلونه تحديدًا ملزمًا – وانظر كيف كان موقفالصحابي الجليل صدّيق هذه الأمة أبو بكر رضى الله عنه عندما عرض عليه الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه جمع القرآن بعدما كثر القتل في القراء فخشي عمر رضى الله عنه ضياع القرآن بسبب ذلك فقال له أبو بكر رضى الله عنه مستنكرًا : كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وموقف زيد بن ثابت عندما أمره أبو بكر بذلك فرد عليه : كيف تفعلان شيئًا لم يفعلهرسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه البخاري في صحيحه 4/1720. فانظر إلى هذا الأثر ما أعظمه يستنكر الصدِّيقذلك الجمع مع علمه أن القرآن كان يكتب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا زيد بن ثابت رضى الله عنه بسبب ما استجد من المقتضيtجميعًا ومع ذلك لم يجعل ذلك مسوغًا للجمع الذي طلبه عمرلذلك مما لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لمجرد اختلاف الوصفين وصف كتابة القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والوصف الجديد الذي طلبه عمر ولم يقل الصدِّيق إن هذا كذاك بل توقف في وسيلة متفقةمع الوسيلة النبوية أصلاً ومختلفة عنها وصفًا حتى بين له عمر – رضي الله عنهما – الوجه في ذلك وأن المقتضي وهو قتل القراء قد استجد مما أحوجنا لجمع القرآن. فهذاالأثر يبين للجماعات الإسلامية اليوم التبليغ وغيرهم أنهم يجب أن يراعوا هدي رسولالله صلى الله عليه وسلم في دعوتهم وفي وسائل دعوتهم وأن لا يجعلوا تلك الوسائل حسب ما يرون دون ذلك القيدالسابق ألا وهو أن ينظروا في تلك الوسيلة أن لا تكون مخالفة لنص شرعي وأن لا يكونالمقتضي لها قائمًا في زمن التشريع، فإن كان المقتضي قائمًا في زمن التشريع ثم لميعمل بها النبي صلى الله عليه وسلم كان تركه لها دليلاً على كون تلك الوسيلة بدعة لا يجوز العمل بها وقد أخلت الجماعاتالإسلامية ومنها جماعة التبليغ بهذا الأصل الهام في دعوتهم حتى دخلت البدع في كثيرمن وسائلهم - والله المستعان – وعلى تلك الجماعات الإسلامية أن تصحح مناهجها فيالعقائد والسلوك على وفق ما كان عليه السلف الصالح وإلا بقيت كما هي أحزاب تتناحروجماعات مشتتة تمزق الأمة بحزبيتها تمزيقًا. وإنك إذا نظرت لحال جماعة التبليغ ترىأن القوم في هيئة وطريقة دعوتهم لا يتوافقون مع دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فالصفات الستة المعروفة عندهم وجعلها وسيلة ينطلقون من خلالها لتربية الأمة – وإنكانوا يقرون أنها من الدين لا كله – والأيام التي يحددونها للدعوة والأصول التي يلقنونها لأتباعهم بترتيب معين معروف عندهم لا ترى تلك الأمور من هدي رسول اللهيتخذها وسائل في دعوته على نحو ما يفعلون وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فلو أن القوم كانوا يسيرون على المنهج السلفي في دعوتهم لما وقعوا في هذه المخالفاتفي أصل دعوتهم ووسائلها أيضًا لا أعني أنه لا يوجد في وسائلهم ما يوافق السنة بلفيها الموافق للسنة والمخالف لها وكذلك منهاجهم تعرف وتنكر وترى منهجًا مختلطًا فيهالحق والباطل وسر ذلك أن القوم لا ينطلقون من منهج السلف الصالح وفاقد الشيء لايعطيه . الفصل الثالث (( الكتب التي أولفت في جماعة التبليغ )) الفصل الثالث والأخير من كتابي وهذا الفصل الأخير من كتابي التبليغ جعلتهلمناقشة الكتب التي ألفت في الرد على جماعة التبليغ وحقيقة أقول - دون مجاملة -: إنفي هذه الكتب ما أوافق عليه وما أراه خطأ نسب إلى الجماعة وهم براء منه، وفي الجملةفجماعة التبليغ ليست على منهج السلف المنهج الحق بل هي من الجماعات التي خالفتالسلف في منهاجهم بل هي من الفرق التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها ولا أرى جواز الخروج معهم ومتابعتهم بل الواجب التحذير منهم ومن مخالطتهمووجوب مناصحتهم كغيرهم من المسلمين وهذا الذي أدين الله به . ((وليعلم القارئ الكريمأنني لم أغفل عن المصالح والخير الذي أجراه الله على يد جماعة التبليغ سواء فيالبلاد الإسلامية أو بلاد الكفر، فأنا على علم بذلك ولكن الحكم على المناهج لا يكونبمثل ذلك النظر، وإنما يكون بمدى موافقة ذلك المنهج للسلف الصالح، فكم من الأنبياءلم يتابعه أحد على دعوته ولا آمن به فالميزان الحق إنما يكون بمدى تمسك الجماعةبالكتاب والسنة الصحيحة بفهم السلف ))الصالح وأما التقييم بما حققته الجماعة من مصالحفرضًا فليس هو الميزان الحق الذي توزن به تلك الجماعات . وقد اغتر بعض الناس بماحققته جماعة التبليغ من مصالح فزكاهم وحكم على منهاجهم من هذا المنطلق وهذه – والله – غفلة ممن فعل ذلك وإنما الضابط في الأمر ما سبق بيانه . وقد كان في كتابي بقيةأمور تحتاج إلى رد رجعت عنها ولكن ما بينته من موقفي وتراجعي يغني عن بيان ما بقيمن المسائل والتي يرجع تحقيقها في آخر الأمر إلى ما سبق بيانه . ولا يقولن قائل: إنك لم تبين منهج الجماعة من خلال كتبهم أو أشرطتهم حتى لا يبقى في الأمر ريبة. لأنني قلت كما سبق البيان إن القوم ليس لهم كتب في بيان منهاجهم وليس ذلك الأمر منأصولهم بل ولا يعتمدون في نشر دعوتهم على الأشرطة والرسائل وإنما يعرف منهاجهمبالمخالطة وبه يستبان وهذا هو الذي وقع مني وأنا أعلم أن الناس سيكون موقفهم منرجوعي وكتابي الموافقة والمعارضة ولكن حسبي أنني قد بينت ما أدين الله به ورجعت عنخطئي حتى لا يحتج بقولي أو بكتابي أحد من الناس. (( نصيحة من المؤلف لكل شخص في جماعة التبليغ )) وأقول لإخواني من جماعة التبليغوالإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية لا يحملنكم بعض ما في كتابي هذا من الشدة إنوجدت أن تدعوا ما فيه من الحق وأرجو أن تحتملوا بعض تلك الشدة إن كانت فوالله إنيلكم ناصح وعليكم مشفق وقد حاولت أن أتجنب جانب الشدة وأرد بالرفق ليكون الحق أسهلفي القبول ولم يحملني ذلك الرفق على عدم الصدع بالحق وبيانه وليعلم الجميع – كلمةحق أقولها - أنني لا أنتقد جماعة التبليغ فحسب بل إن الجماعات الإسلامية اليوموالأحزاب السياسية تتفق جميعها في مخالفة السلف على تفاوت بينها في البعد عن منهجالسلف وإن جماعة الحق هم أهل الحديث السلفيون – علماء وطلاب علم شهد لهم وزكاهمالعلماء – وهم الطائفة المنصورة الناجية التي لم تدعو إلى تحزب وتكتل يفرق شملالأمة ولا نتعصب لعالم منهم دون غيره بل كل يؤخذ ويرد عليه هذا الذي أعتقده وأدعوإليه وأسأل الله أن أحيا عليه وأبعث عليه. ((الختم ببيان فتوى الشيخ إبن باز رحمه الله تعالى )) وقبل أن أنهي بحثي أنقل فتوى للشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله تعالى – في جماعة التبليغ وهي آخر ما أفتىبه الشيخ في جماعة التبليغ قبل وفاته فقد كان تاريخها قبل وفاة الشيخ – رحمه الله – بنحو سنتين تقريبًا وهي مأخوذة من بعض أشرطة الشيخ من دروسه شرح المنتقى في مدينةالطائف وإنما تقصدت فتوى الشيخ دون غيره لأن الشيخ كان في أول الأمر ينصرهم بشدةوقد يشتد أحيانًا على من يتكلم فيهم حتى قال مرة : دعوهم لا أبا لكم فإما أن تكفواعنهم ألسنتكم أو تسدوا النقص الذي قاموا به. وكان ينبههم على أخطائهم ثم الشيختواتر عنه عفة اللسان والرفق بالمخالف فما كان الشيخ ليجرح القوم مع ما حباه اللهبه من ورع وتقوى وحسن خلق وعلم نافع يشهد له بذلك البعيد والقريب – سوى من طمس اللهنور قلبه – إلا وقد ثبت عنده مخالفتهم لمنهج السلف – فرحم الله الشيخ ما أجمل رجوعهإلى الحق - . سئل الشيخ – رحمه الله تعالى - : أحسن الله إليك حديث النبيفي افتراق الأمم قوله : " ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة ". فهل جماعةالتبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع وجماعة الإخوان المسلمين على ما عندهم من تحزبوشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة هل هاتين الفرقتين تدخل ....؟ فأجاب : تدخل في الثنتين والسبعين من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعينالمراد بقوله :" أمتي " أي أمة الإجابة أي استجابوا له وأظهروا اتباعهم له ثلاثوسبعين فرقة الناجية السليمة التي اتبعته واستقامت على دينه واثنتان وسبعون فرقةفيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام . فقال السائل : يعني هاتين الفرقتينمن ضمن الثنتين والسبعين ؟ فأجاب : نعم من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهمالمرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين لكن داخلين في عمومالثنتين والسبعين . وهذا آخر ما أفتى به الشيخ حول جماعة التبليغ والإخوان المسلمينوبه أقول ولا نحكم بالنار على أحد بعينه وبهذه الفتوى أنهي كتابي . وصلى الله علىنبينا محمد وآله وصحبه وسلم فرغت منه يوم الأربعاء ليلة الخميس- سوى ما أصلحت بعد - بتاريخ 14 – جمادى الأولى – 1423 الموافق 24 – يوليو – 2002 قرية ناي – قليوب – القليوبية – مصر ت: 2131582-00202 وكتبه أبو محمد خالد بن عبد الرحمن بن زكي المصري . تابع ترتيبه وتنظيمه : عبدالهادي سعدون العتيبي[email protected] |
الدعوة والتبليغ
اخي رادع البدع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي اود ان اقول لك ان تهوّن على نفسك لان بعض ما ذكرت عن الجماعة فيه شيء من البطلان وهذا لا يعني اني اتهمك شخصيا بالكذب او الافتراء ولكن ربما يرجع ذلك الى عدم التحقق من النقل او ما اشبه ذلك من الاسباب اخي وحبيبي انا من جماعة الدعوة والتبليغ من الاردن منذ خمس سنوات وكانت هدايتي على ايديهم في وقت كان السلفية او اسمح لي ان اقول المتسلفين والاخوان المسلمين والصوفية وغيرهم لا يلقون لي بالا وانا على ما كنت عليه من المعاصي والمنكرات فجزاهم الله عن الامة الاسلامية خير اخي لقد اطلعت على بعض مواضيعك والتي تخص الجماعة ومنها التوسل بالنبي عليه السلام فبالنسبة لهذه المسألة انا شخصيا انفي نفيا باتا اننا لم نتوسل لا بنبي ولا ولي ونرفض هذه البدعة ونحذر منها في بياناتنا سواء من العوام او من العلماء ونتيقن علم اليقين ان هذه من البدع المنكرة والتي كثرت في هذا الزمان بسبب غياب الدين اما بالنسبة الى العلم وطلبه والعلماء فنحن نوقر العلماء ونحترمهم ونجلّهم كيف لا وهم ورثة الانبياء اما طلب العلم فنحن نحث على طلب العلم وابشرك الان في الاردن من الاحباب من يجلس عند العلماء الربانيين ويأخذ منهم وعنهم كمجالس الفقة والتجويد .....إلخ فضلا عن من هم من الحباب وعلماء ايضا في التفسير والفقه والاعجاز في القرأن والحديث اما بالنسبة للعوام فربما انهم تكاسلوا عن امر مهم او ان عامل العمر حال بينهم وبين طلب العلم وبالنسبة لحديث " تفترق امتي " فأما ما اقوله وبالله التوفيق ان جماعة الدعوة والتبليغ ليست من الفرق التي في النار والله اعلم كما يزعم بعض الكتاب وحتى بعض العلماء لماذا ؟ لاننا نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره كما اننا نشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ونصوم رمضان ونحج البيت وكما اننا نحب الله ورسوله ونطبق امر الله ونتبع سنة النبي والتي قلما يطبقها احد من المسلمين حتى من الجماعات التي تظن انها الفرقة الناجية فنتعلم السنة ونطبقها عمليا في حياتنا وندعو الناس الى تطبيقها كما ندعو لاتباع النبي صورة وسيرة وسريرة اما فترات الخروج بثلاث ايام واربعين يوم واربعة اشهر فنحن بشر لا نستطيع تفريغ كل الوقت للدعوة مع اننا دعاة في كل مكان ووقت ولن نصل الى درجة الصحابة في تضحياتهم وتركهم الاوطان والاولاد والنساء فنرتب بالترتيب والذي لايرتب يضيع كما قال احد العلماء ابن باز او ابن عثيمين لا اذكر بالضبط وكل شيء قائم على الترتيب وهذه الفترة هي سبيل لا غاية حتى هذا الداعية ينقطع عن الدنيا ومشاغلها في هذه الفترة فيتفرغ للدعوة اكثر اما مقولة اذا امرنا بالمعروف خرج الباطل اقول والله الموفق وحده, اما قرأت قول الله تعالى "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ" فحرف الفاء في "فيدمغه" الفاء حرف عطف للترتيب والتعقيب والسببية والربط والتوكيد والتحقيق والتوقيع فإذا جاء الحق ذهب الباطل وزال وانعدم وكذلك اذا جاء الامر بالمعروف زال المنكر بإذن الله ولكن بالكلمة الطيبة والحكمة اما بالنسبة لكلامنا بتوحيد الربوبية دون الالوهية والاسماء والصفات فهذا قول عار عن الصحة ولا يمت لها بشئ فنتكلم بكل اقسام التوحيد الثلاثة اخي لقد تكلمت ان جماعة التبليغ والاخوان المسلمين على نفس المنهج والعقيدة فهذا غير صحيح البتة ونحن في الاردن نجد بعض الاحيان المعارضة من الاخوان فضلا عن انهم حزبيون ونحن لا حزبيون ولا منظمة ولا غير ذلك والاخوان لا يهمهم الا المعارضة والشهرة والسمعة والمناصب وهم متخبطون في سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ونحن لاندعو الى حزب كما تزعم ولا نتعصب لعالم من العلماء كالسلفية عندنا في الاردن فهم متعصبون الى الحلبي واصحابه حتى وصل ببعضهم الحال ان لو شخص سب الذات الهية فهو لا يحرك ساكنا اما اذا سب الحلبي فقد قامت الدنيا ولا تقعد وهذا الكلام للامانه مارأيته بعيني ولا سمعته بأذني ولكن حدثنيه من هو اهل للثقة احسبه والله حسيبه من عامة الناس بعد احداث السلفية في مدينة الزرقاء في الاردن مع رجال الامن اما الخلاصة فجماعة الدعوة والتبليغ لهم جهودهم المباركة والتي لا ينكرها الا من عميت بصيرته وثمار جهدهم ايضا واضحة من خلال هداية كثير من الناس على ايديهم من المسلمين وغيرهم من الكفار وقد اثنى عليهم كثير من العلماء مثل ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين وغيرهم من علماء المسلمين رغم ظهور العداوات لهم من بعض الجماعات الاخرى بسبب الحسد والكره للتبليغ لما لهم من جهد واضح ومنهج راسخ فقد حملوا الجماعة مالا تطيق من الزيف والتهم والكذب حتى وصفوهم بالبدعيين وهم والله بريئون من هذه التهم والاكاذيب وصدق الله العظيم حين قال " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " اخيرا اطلب من الله ان يوفقنا جميعا الى الحق وان يردنا والامة الى الكتاب والسنة مع خالص المحبة عبدالحميد النعيمات "ابو العباس" الاردن |
الساعة الآن 03:25 AM. |
Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "