شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الجذور اليهودية للشيعة في كتاب علل الشرايع للصدوق الشيعي (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=42285)

الاثري 26-06-05 08:32 AM

الجذور اليهودية للشيعة في كتاب علل الشرايع للصدوق الشيعي
 
الجذور اليهودية للشيعة
في كتاب علل الشرايع للصدوق الشيعي

دراسة نقدية
تأليف
أ. د. / محمد عبد المنعم البري
عميد مركز الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر
رئيس جبهة علماء الأزهر الشريف سابقا

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَإِذَا رَأى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ {85} وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـؤُلاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ {86} وَأَلْقَوْا إِلَى اللّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ {87} )
[ سورة النحل، الآيات : 85-87] .
( وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ ) [ الأنفال : 60 ]
صدق الله العظيم


المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وصل اللهم وسلم وبارك على حبيبك المصطفى وصفيك المجتبى نبينا محمد وآله العترة الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى ، إلى يوم الدين ، عدد من دخلوا في رحمتك بسببه يا أرحم الراحمين وبعد.
فقد تعارف العلماء على أن الإنسان المثقف هو الذي يأخذ من كل فن بطرف ، أو من يعي شيئا من كل شيء، ولا شك أن العلوم والمعارف الإسلامية ، وما يخدمها أو يتصل بها من قريب أو بعيد ، وكذا الفرق المنشقة أو الدخيلة أو المناوئة للدين القيم ، أولى بالاهتمام والاستيعاب وأخذ الصورة الصادقة عنها من وثائقها الثابتة ، ومصادرها الأصيلة ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ، لوضع حد لمزايداتهم المؤسفة ، لتشويه وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بدعوى فشله في اختيار الصف الأول من الأصحاب والزوجات رضوان الله عليهم أجمعين.
ولفضح خصوم الإسلام ، من أدعيائه الذين يتعبدون بالكذب على الله تعالى ورسوله وآل بيته ، ويمثلون الصورة الكئيبة القبيحة للإسلام ، كصنائع المنافق اللعين واليهودي الخبيث عبد الله بن سبأ الذين دعمهم وأبرزهم على الساحة، الاحتلال الفرنسي للشام ، كالنصيرية في سورية رهط حافظ الأسد ، وكذلك الدروز في لبنان ، أصحاب الحزب التقدمي ، الذي يتزعمه آل جنبلاط .
وألعن الفرق المقاتلة في الجيش الصهيوني ، وأشدها تنكيلاً بالمستضعفين من المسلمين والعرب ( اللواء الدرزي ). ولم تكن المخيمات الفلسطينية للعزل والأبرياء من الأطفال والنساء بلبنان كصابرا وشاتيلا وغيرهما بأحسن حظًا منها بين مخالب المعتدين عليهم من حركة أمل الشيعية وحزب الله اليد الطولى لإيران والشيعة الإمامية الجعفرية الاثنى عشرية، بما يفسر في الواقع المحسوس قول الحق سبحانه :
( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوَا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ {82}) [ سورة المائدة الآية : 82].

عوامل التشجيع على وضع الفكر الشيعي تحت المجهر
من أهم العوامل التي شدت العزيمة للخوض في هذه المستنقعات الأسنة ما يأتي :
1- النتائج المشرفة للحوار الهادئ مع أحد أعلام الشيعة بأمريكا 1985م بأحد المراكز الإسلامية الكبرى خلال شهر رمضان المبارك ، أوردها فيما بعد .
2- ورود كثير من النصوص التي توصي الأتباع باعتبار عقائدهم أسرارا تحت الأرض لا يصح كشفها إلا للشيعة وتهديد من يخالف هذه الوصية بأوخم العواقب في الدنيا والآخرة ، وأقرب هذه الوصايا المؤكدة لذلك ما أورده رئيس المحدثين الشيعة في السطرين الأخيرين ص 610 من كتابه الذي بين أيدينا علل الشرايع يقول : [ وانصرف ولا تطلع على سرنا أحدا ، إلا مؤمنا مستبصرا ، فإنك إن أذعت سرنا بليت في نفسك ومالك وأهلك وولدك ] .
وبهذا الحظر الحاسم ندرك سر جهل الكثيرين من أهل العلم والفضل بخفايا عقائد هؤلاء ، وغرائب فكرهم ، وعجائب تأويلاتهم بما يضحك الثكلى .
3- شهادة الإمام الشعبي (1) شيخ التابعين وإمامهم في شأن الشيعة الروافض أنهم صنائع اليهود ، وأنهما وجهان لعملة واحدة ، بما تفيض به المراجع العريقة للأعلام ، مثل الفقيه : أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي ، في كتابه العقد الفريد ، ج 2 ص 122 و123 ، ما أورده مالك بن معاوية قال : قال لي الشعبي : ( وذكرنا الرافضة ) [ يا مالك ، لو أردتَ أن يُعطوني رقابَهم عبيداً وأن يملؤوا بيتي ذهبا على أن أَكْذبِهُم عَلَى عَلي كذبة واحدة لفعلوا ، ولكني والله لا أكذب عليه أبدا ، يا مالك ، إني درست (2) الأهواء كلها ، فلم أر قوما أحمق من الرافضة ، فلو كانوا من الدواب لكانوا حميرا ، أو كانوا من الطير لكانوا رخما ، ثم قال : أحذرك الأهواء المضلة ، شرها الرافضة ، فإنها يهود هذه الأمة ، يبغضون الإسلام كما يبغض اليهود النصرانية ، ولم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة من الله ، ولكن مقتا لأهل الإسلام وبغيا عليهم ، وقد حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار ، ونفاهم إلى البلدان ، منهم عبد الله بن سبأ ، نفاه إلى ساباط ، وعبد الله بن سباب ، نفاه إلى الجازر (3) ، وأبو الكروس ، وذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود ، قالت اليهود : لا يكون الملك إلا في آل داود ، وقالت الرافضة : لا يكون الملك إلا في آل علي بن أبي طالب ، وقالت اليهود : لا يكون جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح المنتظر، وينادي مناد من السماء ، وقالت الرافضة : لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينزل سبب من السماء ، واليهود يؤخرون صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم ، وكذلك الرافضة ، واليهود لا ترى الطلاق الثلاث شيئا ، وكذا الرافضة ، واليهود لا ترى على النساء عدة ، وكذلك الرافضة ، واليهود تستحل دم كل مسلم ، وكذلك الرافضة ، واليهود حرفوا التوراة ، وكذلك الرافضة حرفت القرآن، واليهود تبغض جبريل وتقول : هو عدونا من الملائكة ، وكذلك الرافضة تقول : غلط جبريل في الوحي إلى محمد بترك علي بن أبي طالب ، واليهود لا تأكل لحم الجزور ، وكذلك الرافضة ، ولليهود والنصارى فضيلة على الرافضة في خصلتين : سئل اليهود : من خير أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب موسى ، وسئلت النصارى ، فقالوا : أصحاب عيسى ، وسئلت الرافضة : من شر أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب محمد، أمرهم بالاستغفار لهم فشتموهم ، فالسيف مسلول عليهم إلى يوم القيامة، لا تثبت لهم قدم ، ولا تقوم لهم راية ، ولا تجتمع لهم كلمة ، دعوتهم مدحورة ، وكلمتهم مختلفة ، وجمعهم مفرق ، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله].
وذكرت الرافضة يوما عند الشعبي فقال : لقد بغضوا إلينا حديث علي بن أبي طالب.
وقال الشعبي : ما شبهت تأويل الروافض في القرآن إلا بتأويل رجل مضعوف من بني مخزوم من أهل مكة ، وجدته قاعدا بفناء الكعبة . فقال : يا شعبي ما عندك في تأويل هذا البيت ؟ فإن بني تميم يغلطون فيه ، يزعمون أنه مما قيل في رجل منهم ، وهو قول الشاعر :
بيتا زرارة محتب بفنائه ومجاشع وأبو الفوارس نهشل
فقلت له : وما عندك أنت فيه ؟ قال : البيت هو هذا البيت ـ وأشار بيده إلى الكعبة ـ وزرارة الحجر ، زرر حول البيت ، فقلت : فمجاشع ؟ قال : زمزم ... إلى آخر خرافاتهم المضحكة ، لا سيما في تأويل القرآن الكريم.
4- توفر الوسائل المتاحة للبحث والدراسة المتأنية في أمهات كتبهم ، وأهم مراجعهم الدينية ، من الكتب الأربعة التي يقوم عليها دينهم ، مثل: "من لا يحضره الفقيه"، لأبي جعفر الصدوق ، رئيس المحدثين الشيعة (أربع مجلدات) والذي نحن بصدد دراسة تحليلية نقدية ، لنماذج من عقائد الشيعة ومفاهيمهم ، من خلال كتابه " علل الشرايع " ( جزآن ) ، و"الاستبصار" للطوسي (أربع مجلدات) ، وكذا "التهذيب" له ، و"الكافي" للكليني ، وعشرات المجلدات الأخرى ، بما يشكل مكتبة شيعية خاصة، حصلت عليها مجانا ، إثر قرار الخميني بتصدير الفكر للخارج ، خلال عملي كأستاذ معار لإحدى جامعات الخليج .
5- الأمل والرجاء في عفو الله ورحمته ، أن يرد بعض ذوي العقل والنظر فيهم ، من التردي في مهاوي ألعن كبيرة في الإسلام ، وهي الشرك بالله ، بمثل جعل علي رضي الله عنه شريكا منفذا له حق الإدارة والأمر في الجنة والنار ، ومالك ورضوان يأتمران بأمره ، ووصفه بصفات الألوهية ، كعدم النسيان ، وعلم ما كان ويكون وما هو كائن إلى يوم القيامة ، بعد حكم الله سبحانه في قرآنه الخالد (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بت وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا {48} أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً {49} انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا ) [ سورة النساء : الآيات من 48 ـ 50 ] .
6- الفرار من سخط الله ولعنته وأليم عذابه ، لا سيما والفقير شيخ على مشارف اللقاء والعرض على مولاه، وقد انبلج الصبح لذي عينين، والله سبحانه وتعالى يتوعد كل شيطان أخرس ، يعرف الحق ويكتمه ، بالطرد والحرمان ، والإبعاد من رحمة الله التي وسعت كل شيء ، في قوله سبحانه : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ {159} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) [ سورة البقرة : الآيات من 159 ـ 160 ] .
وأقوم بمشيئة الله وعونه ـ بعرض ونقد علمي ، لنماذج مما وردت في هذا الكتاب ، من تعليلات فاسدة تضحك الثكلى ، ثم أقوم بنقدها وتفنيدها والرد عليها ، وقد قسمت هذه النماذج إلى عدة موضوعات عامة تجمع تحتها الكثير من المسائل والقضايا ، ويلاحظ على الكتاب في ترتيبه الموضوعي والعددي أنه لم يبذر سمومه مع بدايته، ليخدع القارئ ويعمّي عليه الأمر ، ثم يجمع خبائثه مع نهاية الكتاب ، وبالتالي سنجد هنا معظم الأفكار الضالة والتعليلات الساقطة في منتصف الكتاب وما بعده إلى نهايته .
وفي الفصل الأول أبين صورة عامة عن المؤلف وكتابه، ثم الفصل الثاني : وقد قسمت هذا الفصل إلى عدة مباحث هي :
المبحث الأول : ما يتعلق بالأنبياء عليهم السلام.
المبحث الثاني : ما يتعلق بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
المبحث الثالث : ما يتعلق بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .
المبحث الرابع : ما يتعلق بأمة محمد صلى الله عليه وسلم .
الفصل الثالث : العبادات .
الفصل الرابع : المعاملات والعلاقات الإنسانية والاجتماعية مع مثل النبط ، الأكراد ، الأعراب ، الطينة .
الفصل الخامس : علل متفرقات .
وتحت كل مبحث من هذه المباحث مسائل تدرس وتعرض للنقد والتفنيد، إبراءً للذمة ونصحاً للأمة : (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) [ سورة هود الآية : 88] .
ثم ألحق بذلك صورة موجزة ، عن الحوار الذي دار مع الأديب الشيعي بأمريكا ونتائجه ، وإشارة لتقرير علمي عن كتاب شيعي معاصر كتبته بناء على طلب من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بمنع تداوله ، لاتساع زوايا الانحرافات والتخريب الفكري فيه ، مدعما بأدلة مما حواه الكتاب.
أسأل الله سبحانه أن يتقبل جهد الضعيف خالصا لوجهه الكريم ، يبيض به وجهه ووالديه وذريته وأحبابه في الله تعالى جميعا ، إن ربي سميع مجيب وما ذلك على الله بعزيز .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
حدائق الزيتون بالقاهرة.

كتبه
أ. د. / محمد عبد المنعم البري
رئيس جبهة علماء الأزهر الشريف





















الفصل الأول
تعريف بالمؤلف وكتابه
سرد لجانب من مكانته المرموقة عند الشيعة

أولاً : حياة المؤلف (4) 306 : 381 هـ
نسبه :
هو الشيخ رئيس المحدثين ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، الصدوق القمي ، ولد بقم حدود سنة 306 هجرية ، ولم يُر في القميين من يضاهيه في سمو مكانته ورفيع مقامه العلمي عند الشيعة .
ونشأ في أسرة علمية من البيوتات التي ذاع صيتها بالعلم .
وكان أبو الحسن علي بن الحسين ، والد الصدوق فقيه الشيعة ، مرموق المكان لدى عامة أهل قُم ، وإليه يرجعون في الأحكام ، مع كثرة من فيها من أكابر القوم.
تُوفي والده سنة 329 هـ، وقيل إن الإمام الحادي عشر أبا محمد الحسن بن علي العسكري ، دعا له أن يرزق ذرية صالحة ، فقيل له : ستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين ، وقد رزق منها بالإمام الصدوق ، وأخيه أبي الحسن .
ونشأ الصدوق في هذه البيئة العلمية ، وأصابته دعوة الإمام فكان من الحفاظ.
نشأته :
نشأ الصدوق بين أحضان العلم ، يغذيه أبوه لبان المعارف ، ويغدق عليه من فيض آدابه ، ما زاد في تكامله العلمي في الفكر الشيعي.
نشأ برعاية أبيه ، الذي كان يجمع بين العلم والعمل ، وكان ركناً من أركان الشيعة ، ترجع إليه في كثير من الفتيا ، يعمل تاجراً ، وكانت نشأة الصدوق الأولى في بلدة قم من بلاد إيران ، ساعدته على النبوغ والذكاء إذ كان يسمع الشيوخ ويروي عنهم ، وهو صغير حدث ، ولعل السر في نشاط الحركة العلمية يومئذ ، هو فضل ولاة الأمور الشيعة ، في الحكومات الإيرانية ، فإن الناس على دين ملوكهم ، وكانت السلطة في إيران للديالمة آل زبار وآل بويه ، وفاق عصر آل بويه من سبقهم ، بحسن خدمتهم لأهل العلم ، وتأييدهم لهم ، وكثرة من كان منهم في بلاطهم من وزراء ، وكتاب ، وقضاة ، كالصاحب ابن عباد ، وكانوا يلقون الرعاية من الأمراء ، خاصة ركن الدولة البويهي الذي حظي بصحبة كثير من علمائهم ، واستفاد منهم ، وفي طليعتهم الشيخ الصدوق ، إذ استدعاه وشاركه أهالي بلدة الري في تلك الرغبة ، وطلبوا من الشيخ سكنى الري ، فلبى طلبهم وأقام هناك.
أسفاره :
وللصدوق أسفارٌ متعددة ، لكثير من البلدان ، لطلب العلم والزيارة للمشهد المقدس ، أو البلد الحرام ، ومن البلاد التي سافر إليها:
1- خراسان: إذ سافر إليها في رجب سنة 352هـ لزيارة المشهد المبارك بها وهو مشهد الإمام الرضا ، وهذه الزيارة الأولى ، كما زاره ثانية في سنة 367هـ والسنة التي تليها ، وفي ذلك كله يُعلِّم الناس ، ويملي عليهم من معارفه.
2- جرجان: سمع بها من أبي الحسن محمد بن القاسم ، تفسير الإمام العسكري عليه السلام وأبي محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني .
3- نيسابور: وهي بلدة واقعة بين الري وسرخس في طريق خراسان ، أقام بها مدة وعلم أهلها.
4- مرو الرود: وهي مدينة من مدن خراسان ، وكذلك سافر إلى سرخس ، وسمع بها من أبي النصر محمد بن أحمد بن إبراهيم السرخسي.
5- سمرقند : وردها في سنة 368هـ وسمع بها أبا أسد عبد الصمد بن عبد الشهيد ، كما سافر إلى ( بلخ ) ودخلها أيضا سنة 368هـ وأجازه فيها أبو القاسم عبد الله بن أحمد الفقيه الشيعي .
6- إيلاف : من بلاد ما وراء النهر، سمع بها الحديث من أبي نصر محمد وابن الحسن بن إبراهيم الكرخي، واجتمع فيها ببعض أعلامها، وطُلب منه فيها تأليف كتابه الشهير "من لا يحضره الفقيه" ( سنتكلم عنه فيما بعد ) وذهب إلى فراغانة وهمدان ، وبغداد ، وتعلم من شيوخها ، وعلم أهلها.
7- مكة والمدينة: تشرف بحج بيت الله سنة 354 هـ وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور أهل بيته، وفي عودته مر بالكوفة، وسمع فيها من جماعة كمحمد بن بكران النقاش .
وهذه جملة أسفاره يظهر من خلالها تحرك الشيخ في كثير من البلدان ، ولكنها على كل حال زيارات خاطفة ، لم تستغرق الكثير بل كانت إقامته الدائمة بقم والري.
شيوخه :
تتلمذ الصدوق على كثير من علماء عصره، يظهر ذلك عند مطالعة كتابه "من لا يحضره الفقيه" ثاني الأصول عند الشيعة ، وقد أخذ الرواية عن كثير من الخاصة والعامة ، وتحمل عنهم الحديث في مختلف الفنون ، ومعظمهم من العلماء الكبار في الحواضر العلمية في القرن الرابع الهجري ، كبغداد والكوفة والري وبخارى ، تلك البلاد التي سافر إليها الشيخ ، وحَدَّث وحُدِّث بها ، وقد أحصى أحد علماء الشيعة ، وهو محمد الحسين النوري في خاتمة كتابه " مستدرك الوسائل " كثيراً منهم ، وذكر السيد حسن الموسوي في تقديمه لكتاب "من لا يحضره الفقيه" قائمة بأسماء معظمهم ، حتى ذكر أن عددهم 211 ، وهو لا شك عدد مبالغ فيه مبالغة واضحة ، وفيه تناقض بين ما سبق ذكره من حسن فهمه ونبوغه المبكر، ونشأته العلمية العالية إلخ ، وبين هذا العدد الجم ، فربما التقى بأحدهم مرة أو مرات سمع قليلاً أو كثيراً، فاعتبروه من شيوخه لإصباغ هالة من التفخيم لحفظه أو الرفعة لشأنهم ، وعلى كل حال فهي علوم ، ونقول يغشاها الضلال والخداع للبسطاء من باب إلباس الباطل ثوب الحق ، قال الله تعالى : (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا {5} ) [ الكهف آية : 5 ].
تلاميذه :
ذكر السيد بحر العلوم في مقدمته لعلل الشرائع قوله : " لو أردنا أن نستقصي على التحقيق والاستقراء جميع من روى عن الصدوق وأخذ عنه العلم لطال بنا البحث ، ولاحتجنا إلى زمن كثير ، خصوصاً بعد أن نقف على ما ذكره أصحاب المعاجم ، من أن شيوخ الأصحاب سمعوا منه ، وأخذوا عنه في حداثة سنه" ، وقد ذكر كبار الشيعة أسماء التلاميذ الذين أخذوا عنه في معاجمهم ، وقد بلغ عددهم حوالي عشرين يقولون إنهم من كبار العلماء فيما بعد، ويقولون أيضاً إنه لم يتيسر لهم الوقوف إلا على هذا العدد الضئيل، ولم يعثروا على بقية أسماء تلاميذه، وربما لا يكون له تلاميذ سوى هؤلاء، خاصة إذا ما عرفنا عن الشيعة رغبتهم في الكتمان والتقية والانزواء ، وعدم الإفضاء بما لديهم إلى أي أحد ، بل يتخيرون خلفاءهم اختياراً دقيقاً ، لضمان السرية والاستمرارية ، ولا أقول هذا تقليلاً من شأنه ، وإنما من واقع قراءاتي المتعددة ، وغوصي في أعماق الشخصية الشيعية.
آثاره العلمية :
سنفاجأ هنا بمبالغات ضخمة ومزايدات مفتعلة في تقييم تركته العلمية ، فيقول السيد الموسوي في تقدمته لكتاب "من لا يحضره الفقيه":
"غير خفي ما كان عليه شيخنا الصدوق ، من ثراء علمي ضخم ، وأنا في غنى عن سرد كلمات المترجمين فيه فلا حاجة إلى الإطناب في البيان ، بعد أن قرأنا ونقرأ أنه صنف أكثر من ثلاثمائة مصنف ، في شتى فنون العلم وأنواعه ، وبعد أن نعرف أنه كانت بجانبه مكتبة الصاحب بن عباد، الغنية بالنفائس والآثار ، وبعد أن عرفنا في شيخنا قوة الذكاء وشدة الحفظ ، فهو الذي يحفظ ما لا يحفظ غيره ، وهو الذي كانت مدرسته العلمية سيارة قائمة بشخصه الكريم ، وإلى القارئ أسماء مصنفاته منها حسب حروف الهجاء ، مع ذكر موضوعاتها والتنبيه على المطبوع منها كما ننبه على ما عكف عليه العلماء بالشرح والترجمة" ، ثم ذكر قائمة بعدد 219 كتابًا لا أرى ذكرها هنا ، لعدم الإطالة ، وعدم الحاجة ، ثم قال: هذا ما تيسر لنا العثور عليه من أسماء مصنفاته ، وقد بخل الزمان بأسماء الباقي منها كما بخل بحفظ جلها من الضياع" .
ويلاحظ التهويل في ذكر هذه الكتب ، فنرى الموضوع الواحد يقسمه إلى عدة موضوعات ، ويجعل لكل منها كتاباً مستقلاً ، في حين أنه قد تكون جميعها أبواباً ، وفصولا لكتاب واحد ، ومع هذا فأرى الإشارة إلى أبرز كتبه ، التي عليها قوام دين الشيعة وعقيدتهم .
فمرة يذكرون أن دينهم وعقيدتهم قوامها على أربعة كتب أولها الكافي للكليني ، وبعده من لا يحضره الفقيه للصدوق، وبعده التهذيب ، ثم الاستبصار وكلاهما للطوسي ، وهذه الكتب الأربعة هي الصحاح عند الطائفة الحقة التي عليها المعول وإليها المرجع ، ومرة أخُرى يذكرون أن أصولهم الفكرية خمسة كتب ، كما صرح به علماؤهم الكبار ، إذ قالوا: أصولنا الخمسة هي الكافي للكليني ومدينة العلم ، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ، والتهذيب والاستبصار للطوسي، فمن هذين القولين ترى الاختلاف ، وإن كان القول الأول هو السائد عند جمهورهم ، لكنا ذكرنا القول الثاني لنأخذ بالزائد فيه ، وهو كتاب مدينة العلم ، إذ قال عنه أحد مشايخهم: "هو خامس الأصول الأربعة ، وهو من عشرة أجزاء فالأسف على ضياع هذه النعمة العظمى من بين أظهرنا وأيدينا ، من لدن عصر والد البهائي إلى يومنا هذا" .

2- من لا يحضره الفقيه :
وهو ثاني الأصول الأربعة، التي عليها مدار الشيعة، ومرجع علمائهم في أخذ الأحكام، وقد مرت على تلك الأصول الأربعة، أكثر من تسعة قرون والفقهاء وغيرهم يتلقونها بالقبول ، والاعتناء ، بحيث لا يطعن فيها طاعن رغم بعض الطعون التي وجهت إلى غيرها من المؤلفات الأخرى يجمل الإشارة إليها فيما بعد.
أما السبب الذي دعا الصدوق إلى تأليف هذا الكتاب ، فقد قال : " لما ساقني القضاء إلى بلاد الغربة وحصلني القدر منها بأرض " بلخ " وردها أبو عبد الله المعروف : " بنعمة " وهو محمد بن الحسن بن إسحاق بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فجالسني وانشرح صدري بمذاكرته ، فذاكرني بكتاب صنفه محمد بن زكريا الرازي الطبيب ، وترجمه لكتاب من لا يحضره الطبيب وذكر أنه شاق في معناه وسألني أن أصنف له كتابا في الفقه والحلال والحرام والشرائع ، والأحكام موفياً على جميع ما صنفت في معناه ، وأترجمه بكتاب من لا يحضره الفقيه ، ومعناه فقيه من لا يحضره الفقيه .
ليكون إليه مرجعه وعليه معتمده وبه أخذه ويشترك في أجره من ينظر فيه ، وينسخه ، ويعمل بمودعه ، هذا مع نسخه لأكثر ما صحبني من مصنفات فأجبته إلى ذلك ، لأني وجدته أهلاً له ، وصنفت له هذا الكتاب بحذف الأسانيد لكي لا تكثر طرقه وإن كثرت فوائده ، ولم أقصد فيه قصد الصنفين في إيراد جميع ما رووه ، بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحته ، وأعتقد فيه أنه حجه فيما بيني وبين ربي ، وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة ، وهذا الكتاب لقي ثناءً كبيراً من علماء الشيعة ، كما لقي طعوناً منهم فالأولون يجعلونه أحد الكتب الأربعة الأصول ، بل منهم من ذهب إلى ترجيح أحاديثه على غيره من الكتب الأربعة، نظراً إلى زيادة حفظ الصدوق ، وحسن ضبطه وتأخر كتابه عن الكافي ، وضمانه فيه لصحة ما يورده ، وأنه لم يقصد فيه قصد المصنفين في إيراد جميع ما رووه ، وأما الآخرون فيرون فيه كثرة المراسيل ، التي يرون تفرد الصدوق بها ، واعتداده بحفظه ، وفهمه ، ومن ثم فقد اشتمل على فتاوى غريبة لم يتابعه عليها أعلام الطائفة ، وإن ذهب إلى قوله بعضهم ، وكانت مخالفة للإجماع أو متروكة عند المتقدمين والمتأخرين أفرد لها الشيخ مفلح بن الحسن الصيمري مؤلفاً أسماه : " التنبيه على غرائب من لا يحضره الفقيه " .
وقد أحصى أحد علماء الشيعة في أول شرحه لكتاب من لا يحضره الفقيه المسمى " بالتعليقة السجادية " أحاديث الكتاب ، فكانت " 5963" حديثاً منها " 2050 " حديثاً مرسلاً ، ونسب ذلك إلى بعض مشايخه ، وقيل إن عدد الأحاديث أقل من ذلك ، يقول بعض المحققين في النجف ممن ترجم للصدوق في مقدمة كتابه من لا يحضره الفقيه ما لفظه " إن شيخنا الصدوق قد انفرد بآراء وفتاوى لم يسبقه فيها أحد ، كما لم يتابعه في جلها أحد من الفقهاء ، وإنه كان يعتمد على طائفة من الأخبار ، لم يعتمدها غيره ، فأفتى بمضمونها معتقداً صحتها والعمل عليها ، ولذا خالف في بعض تلك الآراء إجماع الطائفة ، وربما حاول قصر الأذهان على قبول رأيه ، وفرض حكمه ، إلا أنه بشر يخطئ ويصيب ، ثم ذكر هذا المحقق بعض ما عثر عليه استطراداً في الجزء الأول فقط من الكتاب من فتاواه الغريبة وآرائه الخاصة كما يلي :
1 ـ جواز الاغتسال والوضوء بماء الورد .
2 ـ المرأة الحائض تقضي الركعة التالية من المغرب بعد أن تطهر وتغتسل إذا حاضت بعد ما صلت ركعتين منها.
3 ـ لا تجوز صلاة من صلى بعمامة لا حنك بها .
4 ـ أول المغرب استتار القرص " أي قرص الشمس " ، لموافقته أهل السنة والجماعة.
5 ـ وجوب القنوت في الصلوات الخمس اليومية وتركه يبطل الصلاة .
6 ـ عدم جزئية الصلاة على النبي في التشهد ، فإنه ذكر التشهد خالياً منها.
7 ـ جواز السهو على النبي ، وسماه إسهاء من الله تعالى اتبع في رأيه ذلك أحد شيوخه ، وهو محمد بن الحسن بن الوليد ، وتبعه عليه الطبرسي ، وغيره ، هذا هو كلام الشيعة ، عن شيخهم ، ورئيس محدثيهم ، وما خفي كان أعظم .

يحقرون أعلامهم ، ويكذبون صدوقهم
وحول هذه المسألة نقل عن البهائي أنه قال : " الحمد لله الذي قطع عمره ، ولم يوفقه لكتابة مثل ذلك ، كما نقل عن الشيخ أحمد الإحسائي زعيم مدرسة الشيخية الشيعية ، أنه قال : [ الصدوق في هذه المسألة كذوب ] .
هذا هو رئيس محدثي الشيعة الذي يكفرون الأئمة الأعلام أصحاب الكتب الستة ضمن النُّصَّاب من أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي في نظرهم وتقييمهم الأمة الملعونة قاتلة الحسين سيد شباب أهل الجنة .
3 ـ علل الشرايع :
هو هذا الكتاب الذي تدور حوله الدراسة وسيأتي بعد ذلك تعريف بالكتاب ومحتوياته ، ولعل هذا الكتاب خاصة ، ومعه الكتاب الثاني من لا يحضره الفقيه هي أشهر كتب الصدوق ، ومن أشهر كتب الشيعة عامة.
والعدد الضخم الهائل الذي سبق ادعاؤه إن صح ذلك ، كانت نعمة الله فيه على عباده المسلمين عظيمة ، إذ أهلكه بقدرته ، وأمات سمومه بواسع رحمته ، فكيف كان يصير الحال الآن مع بقاء كل هذه الضلالات التي خرجت مع رجل استطاع أن يبهر كثيراً من العامة ، فيلتفون حوله ويصدقون خرافاته ، وحتى لا نستغرق في الذم ، نعطي القارئ مهلة ، ليرى بنفسه كثيراً من هذه الأفكار النكراء في ثنايا هذه الدراسة الموجزة إلى جوار ذلك يرى ما يثير الدهشة والعجب ، ويضحك الثكلى ، وشر البلية ما يضحك .
ثناء العلماء عليه :
أذكر هذه الإشارة ، لأبين للقارئ مدى مكانة الرجل عند علماء طائفته ، ومقدار تصديقهم له ، ثم نترك للقارئ الحكم على الرجل ، وعلى من أثنوا عليه ، من خلال أفكاره في هذا الكتاب ، وكما يقال : الطيور على أشكالها تقع ، ومن أحب قوماً حشر معهم ، وهو منهم وعلى منوالهم ينسج .
جاء في مقدمة كتابه ( من لا يحضره الفقيه ) للسيد الموسوي ، جملة من ثناء العلماء عليه أقتطع منها هذه الفقرة :
الصدوق هو العالم الجليل ، والمحدث النبيل ، نقاد الأخبار ، وناشر آثار الأئمة الأطهار عليهم السلام ، عماد الملة ، والمذهب والدين ، شيخ القميين وملاذ المحدثين ، شيخ من مشايخ الشيعة، وركن من أركان الشريعة ، شيخ الحفظة ووجه الطائفة المتحفظة .
وهذا الكلام يذكرني بموقف دار بين عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين ، وأحد الخوارج ، ظل عبد الملك يدعوه إلى الجماعة والسمع والطاعة ، ثم أخذ يكرر عليه ذلك فقال الخارجي: لتغنك الأولى عن الثانية قلتَ فسمعتُ ، فاسمع مني أقل لك. فقال : تكلم. فأخذ يتكلم عن الجهاد ومحاربة الكافرين ، وأعمال القربات ، وجزاء المستمسكين بها ، والجنَّة وما فيها من نعيم ، والنار وما تحوي من عذاب ، يقول عبد الملك حتى وقع في خاطري أن الجنة خلقت لهؤلاء فقط ، وأنهم أولى بالأمر ، وأنهم على الصواب ، حتى كاد يقنعني بمذهبه ، فأخرج معه لأنال الجنة، فالحمد لله الذي ثبت قلبي على الحق .

الفارغ الذهن غير الخبير بخباياهم
ووجه الشبه ، أن القارئ إذا ما قرأ الثناء الحار ، والذكر الخلاب ، قد يقع الصدوق في نفسه كل موقع ، ويتمنى لو رآه ليحظى بلحظة فيض من إلهامه وعلمه ، أو بنظرة رضا وتقدير من شخصه النبيل ، كما كاد أن يحدث لعبد الملك مع الخارجي ، فنسأل الله التثبيت والحفظ والعون على كشف زيف هؤلاء ، وبطلان أفكارهم وعقائدهم، وفضح أكاذيبهم وأحقادهم على الإسلام والمسلمين ، إن ربي سميع مجيب .
وفاته :
توفي الصدوق في سنة 381 هـ ببلدة الري من بلاد إيران ، ودفن بها عند بستان طغرليه الذي أضحى مزاراً يلجأ إليه العوام والخواص منهم ، ويتبركون كعادتهم ويحيطون قبره حتى الآن باحترام وتقدير واهتمام بشؤونه من قبل ولاة الأمور وعامة ذوي الجهالات الشركية المؤسفة ، والله من ورائهم محيط .

ثانيا : تعريف بالكتاب
كتاب علل الشرايع للصدوق ، يبحث في فروع دين الجعفرية الإمامية الاثني عشرية ، وحكم شرائعه ، ويتضمن أبوباً عدة ، وفصولاً جمة ، من كل لون وعلى كل هيئة ، بدء من الفرائض حتى النوادر وما دونها ، فيبحث لكل شيء عن علة ، مستدلاً بالصحيح عندهم تارة ، وبالسقيم تارات أو مُحكما عقله فيما لا دليل عليه ، بوصفه أهلاً للمراجعة الخلاقة عند الطائفة ، إذ أصول الشرائع عندهم :
(1) القرآن الكريم :
ويعني عند أكثرية مفكريهم وشيوخهم ( مصحف فاطمة ) ، وهو المحفوظ لدى الإمام الغائب في سرداب سامراء من مئات السنين ( الوهم المنتظر ) ( عج ) أي عجل الله فرجه وعقيدتهم في المصحف السائد في العالم الإسلامي المنقول إلينا بالتواتر والمتعبد بتلاوته والذي تكلف الله بحفظه في الصدور والسطور إلى ما شاء الله لا يساوي ثلث مصحفهم المختفي .
(2) السنة المطهرة :
ويعنون بها أحاديث الأئمة المعصومين من أولاد علي ـ رضي الله عنهم ـ بشرط كونهم عن طريق رواتهم ومحدثيهم وعلى رأسهم الكليني والصدوق رئيس المحدثين الشيعية ، ومن سار على دربهم ممن يطلقون على أنفسهم الرواة عن القرة آل البيت.
(3) الإجماع :
ويقصد به إجماع شيوخ الطائفة دون سواهم .
(4) العقل:
ويهتدون به ويحتكمون إليه ، حيث لم يرد نص ثابت في قضية أو أمر ، في المصادر الثلاثة سابقة الذكر.
وبهذا تحرر قلم الصدوق ، وانطلق يسجل ما يمليه عليه عقله الرجيم ، إذا أعياه الدليل والحيلة ، اعتماداً على علو شأنه عندهم ، وحصانته من التهجم أو القدح فيه من صغارهم وكبارهم.
والكتاب يقع في جزأين بمجلد واحد يضم حوالي ستمائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط .
يقول السيد صادق بحر العلوم في وصفه للكتاب :
[ ومن مؤلفات شيخنا ـ الصدوق ـ رحمه الله ـ هذا الكتاب " علل الشرايع " والأحكام والأسباب " يتضمن 262 بابا في الجزء الأول ، و 385 بابا في الجزء الثاني ، أول الأبواب [ العلة التي من أجلها سميت السماء سماء والدنيا دنيا، والآخرة آخرة ، والعلة التي من أجلها سمي آدم آدم ، وحواء حواء ، والدرهم درهما، والدينار ديناراً ، والعلة التي من أجلها قيل للفَرسَ أجر وللبغلة عد والعلة التي من أجلها قيل للحمار حر ] ، وإلى آخر الأبواب فهو في نوادر العلل.
ولم نعلم سبب تأليفه للكتاب ، ولا تاريخ تأليفه ، وقد طبع الكتاب مرةً في سنة 1289 هـ ، وثانية 1361 هـ ، وألحق به معاني الأخبار للصدوق أيضاً كما أُلحق به كتاب الروضة في الفضائل لم يعرف مؤلفه .
وثالثةً 1378 هـ وكل هذه الطبعات الثلاث بمطابع إيران ، وهي غير خالية من الأخطاء المطبعية وغيرها، وبعض النقصان في بعض طبعاتها ، وقد لخص هذا الكتاب الشيخ شرف الدين بن عز الدين بن الحسين بن ناصر البحراني نزيل ( يزد ) من بلاد إيران ، ونائب أستاذه المحقق علي الكركي المتوفى 940 هـ ، كما ذكره الميرزا عبد الله أفندي في كتاب ( رياض العلماء ) وله أيضاً ملخص لهذا التلخيص ، ويضيف في هامش المقدمة أن كتاب ( علل الشرايع ) فيه بعض الأحاديث التي تلائم مقام الأئمة المعصومين ، ولعلها مدسوسة في أخبارهم من بعض المناوئين ، فلا بد أن تؤول تأويلاً معقولاً (1) بحيث تلائم مقامهم ، ولعها لا تخفى على الناقد البصير .
وللكتاب مكانة عالية في قلوب وعقول الشيعة خاصتهم وعامتهم، لما تضمن من أبواب ومسائل كثيرة ، فتكلم عن بدء الخلق ، وعلة مسمياته والمكان والزمان ، ثم تحدث عن الأنبياء ، وبعض أحوالهم مع أقوامهم ، وما حدث لبعض معارضيهم ، كما تحدث في أمور علمية ، بكلام عشوائي لا دليل عليه ، من عقل ناضج أو شرع قويم ، ثم تناول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، وتحدث عن بعض أفعاله ، وبحث لها عن علل ، وكما انتقل إلى الحديث عن الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ ، وأخذ يعلل أعماله بعلل واهية ، يرفضها العقل والعرف ، بل هي كذب صريح وتقول واضح مفتعل على أمير المؤمنين شأن الشيعة دائماً . وانتقل للحديث عن السيدة فاطمة الزهراء ـ رضي الله عنها ـ ودلَّس عليها في مواقفها مع أبي بكر وعمر ـ رضوان الله عليهما ـ فيما أطلق عليه الشيعة : ميراثها عن أبيها في فدك ، ثم تعرض للحديث عن بقية أهل البيت ، وعلل أعمالهم ، وما تعرضوا له من مخالفيهم بتعليلات ساقطة.
ثم انتقل في الباب رقم 182 وعنوانه علل الشرايع وأصول الإسلام ، فبدأ بالحديث عن الغائط ونتنه وعلة الوضوء وأركانه ، وعلة كل ركن والسواك وعلته والحيض والنفاس وبول الجارية ، وعلة غسل الثوب من لبن الجارية وبولها دون الولد ، ثم صلاة الجنازة وعدد تكبيراتها وعلة ذلك ، وانتهى الجزء الأول من الكتاب بالباب رقم 262 ، وعنوانه العلة التي من أجلها يكون عذاب القبر ، وبدأ الجزء الثاني بالباب رقم 1 وعنوانه علل الوضوء والآذان والصلاة ، وتكلم عن القصر والجمع ، والرخص في ذلك وعلتها وعلة صلاة الجماعة ، وختم علله بنوادر الصلاة. ثم تحدث عن الزكاة وعلتها ، والعلة التي من أجلها صارت الزكاة في كل ألف درهم خمسةً وعشرين درهماً .
والعلة التي من أجلها لا تجب الزكاة على السبايك والحلي ، حتى ختم بنوادر علل الزكاة ، ثم انتقل إلى الحديث عن علل الصيام وعلة العيد في الفطر والأضحى ، والعلة التي من أجلها يتجدد لآل محمد صلى الله عليه وسلم في كل عيد حزن جديد ، وعلة إخراج زكاة الفطر ، ثم تحدث عن مكة والبيت الحرام ، وعلة تسميتها والحج وأركانه ، وعلة كل ركن .
وجاء بكلام كثير لا أصل له ، وتعليلات لا يقبلها العقل فضلاً عن عدم ورودها في الشرع الشريف ، ثم علة الأضحية ، والعلة التي من أجلها لا يكتب على الحاج ذنبُ أربعة أشهر ، وختم بباب نوادر علل الحج .
كما شرع يتكلم عن الكبائر وعلل تحريمها ، كشرب الخمر ، وقتل النفس وعقوق الوالدين ، وعلة تحريم الزنا والربا ، ثم تكلم عن الزواج والمهر ، وعلته ، وتكلم عن المرأة كلاماً ساقطا مستفظعا ، كحديثه عن العلة التي من أجلها يجوز للرجل أن ينظر إلى امرأة يريد الزواج منها وأن عليها أن ترقق له الثياب ، لأنه يريد أن يشتريها بأغلى ثمن ، وعلة تفضيل الرجال على النساء ، ثم ختم بالحديث عن نوادر علل النكاح ، وتكلم عن الجنة والنار وأصحابهما وكذلك الوصية والميراث ، ومن غرائب ذلك العلة التي من أجلها لا ترث المرأة في العقار شيئاً .
وعلة نجاسة الناصب ( أي أهل السنة والجماعة ) حتى ختم الكتاب بباب نوادر العلل وهو الباب رقم 385 .
وبعد : فهذا تصور عام لما اشتمل عليه الكتاب ، من سخافات العلل التي يؤمن بها الشيعة ، ويرونها من الأمور الرئيسية في فكرهم وتراثهم ، وكيف لا وقائلها إمامهم الصدوق ، ورئيس محدثيهم الأجل ، الذي لا يضارع ، والذي قال عنه بعض شيوخهم بأنه الكذوب قطع الله عمره .
وبما أن المقام لا يتسع لعرض هذه العلل كلها ونقدها والرد عليها ، فأحاول بمشيئة الله وعونه ، أن أتخير للقارئ الكريم ، والمسلم بوجه خاص ، نماذج مختلفة ، من هذه العلل ، في مختلف النواحي الفكرية ، التي تطرق إليها المؤلف ونقدها ، لأكشف من خلالها زيف معتقداتهم التي لا تنطلي إلاَّ على السذج والبلهاء ، أو أصحاب المغانم والمصالح ، الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ، ويصدون عن سبيل الله .
وأقدم هذا الجهد المتواضع ، حسبة لوجه الله تعالى ، ونصحا للأمة الإسلامية ، وتحصيناً لها من هذه المهالك ، التي لا عاصم ولا حافظ من ويلاتها إلا الله سبحانه وتعالى ، ثم جهود المخلصين من العلماء ، وذوي الغيرة الإسلامية ، الذين يبرزون الصورة الأصيلة لتعاليم الإسلام التي نزل في شأنها قول الحق جل وعلا في يوم عرفة في حجة الوداع عصر الجمعة عند الموقف أمام الصخرات على أمير الأنبياء قول الحق سبحانه ... (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) [ سورة المائدة الآية : 3 ]
كما يبرزون خسة ووضاعة ما عداها من دس الأعداء والخصوم إقامة للحجة عليهم (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ) [ سورة الأنفال الآية : 42 ] ، والله سبحانه وتعالى من وراء القصد ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

بوابة التاريخ الإسلامي
لا حراس عليها
هبط الإسلام إلى العالمين كوليد في المهد ، وكسرى يزأر في الدنيا : أملاكي لا تغيب عنها الشمس بعد أن دحر الرومان بجيوشه ، وهرقل يلم شعثه ويجمع شتات جيوشه للثأر ويجيب وأنا كذلك، وتتنزل المعجزة الكبرى على المستضعفين في مكة في كلمات من القرآن الحكيم تصور المستقبل القريب بانتصار الرومان على الفرس في بضع سنين ثم أفُول نجمهما إلى الأبد تحت نعال شباب الإسلام ورجاله ، وفي ومضة من عمر الزمن لم تتجاوز ربع قرن تحولت المعجزة الكبرى من كلمات قرآنية في مطلع سورة الروم إلى واقع أعجب من الخيال صوره أمير الشعراء شوقي رحمه الله بقيثارته الشعرية الرشيقة مناجيا نور رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وعلمت أمة بالقفر نازلة رَعْيَ القياصر بعد الشاء والغنم
أتيت والناس فوضى لا تمر بهم إلا على صنم قد هام في صنم
ولم يكن في كلماته تلك ، مجاملا أو مستغرقاً في خيال الشعراء ، بل يحكي واقعا سجله التاريخ بمداد المجد والفخار ، إذ يذكر أحدهم أمير المؤمنين عمر في مجلسه بالأدب النبوي الشريف " أكرموا عزيز قوم ذل " حينما شاهدوا من بين سبايا فارس بنات كسرى الثلاث إثر وصول الغنائم والسبي من القادسية وأشاروا بتسليم الفتاة الأولى إلى الحسين حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرزقه الله سبحانه منها علي زين العابدين الذي نجا من مذبحة كربلاء وحفظ الله به سلالة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والفتاة الثانية لعبد الله بن عمر فرزقه الله منها بسالم شيخ المحدثين والفقهاء في عصره والثالثة لمحمد بن أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنهم أجمعين . فأفقدت صدمة انتصار الإسلام الساحق في هذا الزمن الوجيز العقول والألباب لأعدائه ، فبدؤوا يضربونه في كل الاتجاهات وتكفل الحق جل وعلا بحفظ كتابه من سهام حقدهم : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) [ سورة الحجر الآية : 9 ].
وكذلك حفظ الله سنة حبيبه الأول محمد صلى الله عليه وسلم باعتبارها المبينة لمراد الله في قرآنه : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [ سورة النحل الآية : 44] . وتفرغت طلائع رجال الإسلام حينذاك ، للفتوحات ونقل اللغة والدين ، وآداب الإسلام إلى البلاد المفتوحة والشعوب الجديدة ، وتفرغ الأعداء المتربصون لإفراغ سموم حقدهم على من قهروهم في عقر دارهم ، من خلال التاريخ الإسلامي والتفسير والأدب وغيره ، معتمدين في عملهم المشين على أمل كبير ، اقتنصوه من القرآن الكريم ، بما يفيد أن أكثر الناس لا يعقلون ولا يفقهون ولا يعلمون ولا يؤمنون ، وهكذا تحولت هذه الساحات العلمية إلى سلاح ذي حدين للبناء والهدم في آن واحد ، بالبناء على أيدي المنصفين من المؤرخين وعلماء الإسلام وحراس ثُغُوره ، والهدم على يد المتسللين من أهل الكتاب والزنادقة والمأجورين وهم بكل أسى وأسف ، الأكثرية الساحقة ، مما حدا المخلصين لاستنفار ذوي الغيرة ، لتطهير الساحات المقدسة ، من الخلايا السرطانية ، التي تخرب عقول البسطاء ، وتشوه صورة أشرف الرجال ، لأعظم أمة أخرجت للناس ، يقول الحق سبحانه : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ {186}) [ سورة آل عمران الآية : 186] .
ـــــــــــــــــــــــــ
هوامش المقدمة والفصل الأول:
(1) الإمام الشعبي هو عامر بن شراحيل الشعبي بن عبد الله ذي كبار ( قيل من أقيال اليمن بطن ) علاََّمة العصر أبو عمرو الهمداني ثم الشعبي ، كانت أمه من سبي جلولاء، مولده في إمرة عمر بن الخطاب لست سنين خلت منها. وكانت جلولاء في سنة 17 هـ ، رأى عليا رضي الله عنه وصلى خلفه ، وسمع من عدة من كبراء الصحابة ، حدث عن سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبي موسى الأشعري وعدي بن حاتم وأسامة بن زيد وأبي سعود البدري وأبي هريرة وأبي سعيد وعائشة (ر) وجابر بن سمرة وسمرة بن جندب والنعمان بن بشير والبراء بن عازب وزيد بن أرقم والحسن بن علي وأم سلمة وأسماء بنت عميس وأم هانئ وأنس بن مالك، وغير هؤلاء ، سمع من أكثر من خمسين من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، كان حافظا وما كتب شيئا قط ، عن مكحول قال: ما رأيت أحدا أعلم من الشعبي ، وعن أبي مجلح قال : ما رأيت أحدا أفقه من الشعبي لا سعيد بن المسيب ولا طاووس ولا عطاء ولا الحسن ولا ابن سيرين فقد رأيت كلهم . وعن أبي بكر الهذلي قال لابن سيرين: الزم الشعبي فلقد رأيته يُستفتى وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون. تُوفي (ر) سنة 105 عن خمس وسبعين سنة.
المراجع : الطبقات الكبرى 6/246 ، تاريخ البخاري الكبير 6/450 ، حلية الأولياء لأبي نعيم 4/310 ، سير أعلام النبلاء للذهبي ج4/294.
(2) في بعض الأصول : " دست ".
(3) الجازر : قرية من نواحي النهروان . وفي بعض الأصول : " الحازر ".
(4) انظر مقدمة كتابيه : " علل الشرايع "، " من لا يحضره الفقيه".
(5) من التأويلات المعقولة لدى شيوخهم قولهم في تفسير الآية الشريفة (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ) [ من سورة البقرة آية : 67 ] أي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة ـ رضي الله عنها ـ وفي تفسيرهم لقوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ) [ من سورة النساء آية : 51 ] هم أهل السنة والجماعة لا اليهود لأن مصحفهم لا يتجاوز ثلث مصحف الوهم المنتظر وأنَّ الآية تفيد التبعيض ، أما كل الكتاب فمحفوظ في السرداب ، ومعنى الجبت والطاغوت هما الشيخان أبو بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ إلخ وهكذا نجح اليهود مبكراً بزعامة الحاخام اليمني عبد الله بن سبأ مؤسس الشيعة في تحويل آيات السخط والغضب واللعنة الخاصة بقومه إلى أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم الأئمة الراشدون الخلفاء ، وسائر الصحابة والتابعين لهم بإحسان ـ رضي الله عنهم ورضوا عنه ـ حتى تحول المسلم السني في نظر تلاميذه الشيعة إلى رمز للنجاسة واللعنة ، مصافحته أو لمسه من نواقض الوضوء عندهم ، والكارثة المزدوجة أن يبتلى المرءُ بعدو جاهل ، لأنه يجمع الخستين ، وقد قيل عدو عاقل خير من صديق جاهل ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

الفصل الثاني
نماذج لعرض ونقد الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

المبحث الأول
ما يتعلق بالأنبياء عليهم السلام
يلاحظ أن هذه الجزئية أخذت بداية الكتاب ولم تكن تعليلاتها ذات أثر بل معظمها من قبيل الإسرائيليات التي أخذت عن أحبار اليهود ولهذا سيكون هذا المبحث قليل المسائل بالنسبة لغيره ، خاصة ما يتعلق بآل البيت و أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

العلة التي من أجلها توقد النصارى النار
ليلة الميلاد وتلعب بالجوز(1)
قال الصدوق أخبرنا أبو عبد الله محمد بن شاذان ، عن وهب بن منبه اليماني ، قال لما ألجأ المخاض مريم عليها السلام إلى جذع النخلة أشتد عليها البرد فعمد يوسف النجار إلى حطب فجمعه حولها كالطيرة ثم أشعل فيه النار فأصابتها سخونة الوقود من كل ناحية حتى دفئت وكسر لها سبع جوزات وجدهن في خرجه فأطعمها فمن أجل ذلك توقد النصارى النار ليلة الميلاد وتلعب بالجوز.
وأقول :
ذاك من الإسرائيليات التي دسوها في بعض الكتب على حين غفلة لتهيئة النفوس لسماع ما قالوه بطعن مريم في شرفها ، وأنها حملت سفاحا ، وأصابع الاتهام اليهودية لا تشير بهذه التهمة النكراء ، إلا إلى يوسف النجار ، فهل هذه المستنقعات الأسنة يقرب رائحتها إنسان عنده مسحة من عقل أو دين ، نزه الله ساحة من اصطفاها ربها وطهرها على نساء العالمين ، في عصور الظلام المدلهم ، وتذكرنا دائما نوادر الصدوق وأمثاله بالحكمة القائلة ( لكل ساقطة في الحي لاقطة ) .

علة المشوهين في خلقهم (2)
قال الصدوق : حدثني أبي عن ابن عذافر قال جعفر الصادق : ترى هؤلاء المشوهين في خلقهم ؟ قال : قلت نعم ، قال : هم الذين يأتي آباؤهم نساءهم في الطمث .
وأقول :
وبين هذا الحديث المنسوب إلى المعصوم عندهم أن المرأة إذا أتاها زوجها خلال أيام الحيض فعلقت بجنين جاء المولود مشوها بالحول أو العمى أو التخلف العقلي إلخ .
وتلك المفاهيم من ألوان الجهل المركب ، التي اجتثها العلم الحديث الذي أثبت في أولياته ، أن البويضة لا وجود لها في الرحم خلال المحيض ، لأنه أذى يدمرها ، ولا تنزل إلا خلال أيام الطهر ، فمن أين يأتي الولد أصلاً خلال الطمث ، وذلك من دلائل الكذب والجهالات التي تجد رواجا عجيبا بينهم ، أليس فيهم رشيد.

العلة في خروج المؤمن من الكافر
وخروج الكافر من المؤمن (3)
قال الصدوق : حدثني أبي عن بعض أصحابنا عن جعفر الصادق قال إن الله عز وجل خلق ماء عذبا خلق منه أهل طاعته ، وجعل ماء مرا خلق منه أهل معصيته ، ثم أمرهما فاختلطا ، فلولا ذلك ما ولد للمؤمن إلا مؤمنا ، ولا ولد للكافر إلا كافراً .
أقول :
هذا النص المقدس عندهم مما يؤكد عنصرية شعب الله المختار الثاني ، فهم من الطينة الحلوة والماء العذب السلسبيل ، دون سواهم من سائر البشر ، وتاريخ البشرية القديم في كل الملل والنحل ، يسجل فناء البشرية في عهد شمول الطوفان ، ويرجع البشر إلى الأصول الجديدة من أبناء نوح عليه السلام سام وحام ويافث وهم أبناء رجل واحد هو نوح عليه السلام .
ثم ألم يكن في الشعار القرآني الخالد : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) غنية عن التشبث بالماديات الفانية ، دون الباقيات الصالحات ، فهي عند ربك خير ثوابا وخير أملا .
وقد ورد في معنى الأثر الخالد : يسمع جميع الخلائق يوم الحسرة هاتفا من قبل ملك الملوك سبحانه [ أيها الناس وضعت نسبا ووضعتم نسبا ، قلت إن أكرمكم عند الله أتقاكم وأبيتم إلا أن تقولوا فلانا ابن فلان ، فاليوم أرفع نسبي ، وأضع نسبكم ] يؤكد هذا المعنى قول الحق سبحانه : ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ {101} فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {102} وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ {103} ) [ سورة المؤمنون الآيات : 101 : 103]
ما زالوا يعلقون آمالهم على السراب أو ما يشبهه :
قال تعالى : ( مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) [ سورة العنكبوت : الآية 41] ولن يفيقوا من غرورهم الأحمق إلا يوم الحسرة والصدمة الكبرى التي يصورها قول الحق سبحانه : ( ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ {23} انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ {24} ) [ سورة الأنعام : الآيتان 23: 24] والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

العلة التي من أجلها تكون في المؤمنين حدة
ولا تكون في مخالفيهم
قال الصدوق حدثني أبي ، عن جعفر الصادق ، كنا عنده فذكرنا رجلا من أصحابنا فيه حدة فقال: من علامة المؤمن أن يكون فيه حدة قال فقلنا له ( جعفر ) إن عامة أصحابنا فيهم حدة ، فقال إن الله تبارك وتعالى في وقت ما ذرأهم أمر أصحاب اليمين وأنتم هم أن يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم وهج فالحدة من ذلك الوهج وأمر أصحاب الشمال وهم مخالفوه أن يدخلوا النار فلم يفعلوا فمن ثم فلهم سمت ووقار .
وأقول :
1 ـ من معاني الحدة : سرعة الانفعال والتهور ، والغضب السريع دون رَوية أو تثبت ، وهو لون من ألوان الحماقة التي قال فيها أحد الحكماء :
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
2 ـ صدقوا مع أنفسهم في هذا الحديث خلال مقارنتهم بين المخالفين لهم أهل السنة والجماعة وبين الشيعة فأما المخالفون لهم وهم :
أهل السنة والجماعة : فلهم سمت ووقار دون حدة ( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ) [ من سورة الفتح الآية : 29]
والشيعة : على النقيض من ذلك أهل حدة دون ما امتاز به خصومهم ومخالفوهم فلا سمت ولا وقار فيهم وسر ذلك رحلة سعيدة وهم في عالم الذر إلى جهنم لعلهم يثوبوا إلى رشدهم ويقلعوا عن ضلالاتهم وعمايتهم . وفي معنى الحديث الشريف : " إن الله تعالى خلق الجنة وخلق لها أهلها وهم في أصلاب آباءهم ، وخلق النار وخلق لها أهلها وهم في أصلاب آباءهم ، قالوا أفنركن إلى ذلك يا رسول الله فقال : أعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم تلا قوله تعالى ( فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى {5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى {6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى {7} وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى {8} وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى {9} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) [ سورة الليل الآيات من 5: 10] .

علة حسن الخلق (4)
قال الصدوق عن أبي جعفر قال : إن الله عز وجل أنزل حوراء من الجنة إلى آدم فزوجها أحد ابنيه وتزوج الآخر من الجن فولدتا جميعا فما كان من الناس من جمال وحسن خلق فهو من الحوراء وما كان فيهم من سوء خلق فمن بنت الجان وأنكر أن يكون زوج بنيه من بناته.
وأقول :
يكذب هذا قول الحق سبحانه في أول آية من سورة النساء ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) [ سورة النساء الآية 1]
ومن الحقائق الثابتة في أذهان الناس جميعا، وأشارت إليها كتب التاريخ القديم ، كالبداية والنهاية وغيرها ، وكتب التفسير أيضاً ، أن أمنا حواء كانت تلد توائم ذكورا وإناثا ويتزوج الابن أخته من بطن ثانية وتلك شريعة لا حرج فيها حينذاك أما القول بالحور والجان فخيالات تضحك الثكلى ، ومن باب الطرف والفكاهة : لو أن ابنا تزوج على حد قولهم جني’ أنجبت أولادا ، لصار خال ابنه : إبليس اللعين . والله المستعان .

العلة التي من أجلها أمر الله بطاعة الرسل
والأئمة صلوات الله عليهم (5)
لاستكمال الموضوع ادخل على هذا الرابط www.albainah.net

جاسمكو 06-10-12 08:04 AM

أربع وخمسون نقطة تشابه وتلاقي بين الشيعة الرافضة وبين اليهود

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=77665

جاسمكو 02-01-13 03:04 AM

مؤسس دين الشيعة ابن سبأ

عقيدة الطينة / اليهود يقولون انهم احباء الله و شعبه المختار
الشيعة قتلة الائمة / اليهود قتلة الانبياء
الشيعة اللطم و النياح / اليهود البكاء وضرب الراس في حائط المبكى
المراجع يحللون و يشرعون مثل ولاية الفقيه الذي بيده تحليل الحرام وابطال العبادات / الحاخامات كذلك
المهدي/ المسيح الدجال
تحليل اموال و دم قتل اهل السنة / اليهود

( ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل )
قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : أن من استحل الخيانة من اليهود ، وجحود حقوق العربي التي هي له عليه ، فلم يؤد ما ائتمنه العربي عليه إلا ما دام له متقاضيا مطالبا من أجل أنه يقول : لا حرج علينا فيما أصبنا من أموال العرب [ ص: 522 ] ولا إثم ، لأنهم على غير الحق ، وأنهم مشركون .

لباس سادة الشيعة الاسود مثل لبس حاخامات اليهود


================

الجذور اليهودية للشيعة في كتاب علل الشرايع للصدوق الشيعي

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=42285


===============

تشابه عقائد اليهود والشيعة في أكثر من خمسة عشر وجها ( للباحث عن الحق )

مقدمة :

لا أقصد من نقل هذه الصور المتشابهة سب الشيعة ،أو الاستهزاء ولكن من باب دعوتهم الى الحق فالحق احب الينا من ابائنا وامهاتنا ...
اترككم مع الموضوع

تشابه مذهب الشيعة واليهود حقيقة لاخيال

من خلال الموازنة والتحقيق يتبين أن السبئية أصل تفرعت عنه فرق أخرى من فرق الضلال التي نبتت في مجتمع المسلمين ، كما أن عبدالله ابن سبأ لم ينته شأنه بموته وإنما استمرت آثاره - في مجتمع المسلمين - بفعل من جاء بعده متأثراً بأفكاره ، ومتشبعاً بمعتقداته ..
يقول عبد الله القصيمي بعد أن تحدث عن ظاهرة الغلو في علي بن أبي طالب :
تطايرت دعاوى هذا الرجل ومبتدعاته في كل جانب ، ورن صداها في أركان المملكة الإسلامية رنينا مراً مزعجاً واهتزت لها قلوب ، ومسامع ، طربت لها قلوب ومسامع ، ورددت صداها أفواه أخرى ، وطال الترديد والترجيع حتى نفذت إلى قلوب رخوة لا تتماسك ، فحلتها حلول العقيدة ، ثم تفاعلت حتى صارت عقيدة ثابتة تراق الدماء في سبيلها ويعادى الأهل والأصحاب غضبا لها ، وصارت فيما بعد معروفة بالمذهب الشيعي والعقيدة الشيعية .
فهـا هــو الــكشي ، أحـد كبار علماء التراجم عندهم في القرن الرابع ، ينقل هذا النص عن بعض علمائهم فيقول:
ذكر بعض أهل العلم أن عبدالله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا عليه السلام وكان يقول على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام مثل ذلك ، وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه وأكفرهم فمن ههنا قال من خالف الشيعة أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية .
فقد تأثرت الشيعة بدعوة عبدالله بن سبأ اليهودي وأصبح عندهم من أصول دينهم إثبات الإمامة والوصية والولاية لعلي بن أبي طالب بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتبرأ من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتكفيرهم والحكم بضلالهم لما فعلوه في علي بن أبي طالب وأخذوا الخلافة منه كما يزعمون.
الجانب الأول
أوجه التشابه بين عقيدتي اليهود والشيعة في الوصية
التشابه في تسمية (الوصي) :
إن إطلاق لقب (وصي) على من يخلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تصريف شؤون المسلمين لم يعرف عند المسلمين ، ولم يوجد أحد من المسلمين أطلق لقب (وصي) على أحد من الخلفاء الأربعة،
إلا ما كان من ابن سبأ وممن غرر بهم من عوام الناس ، عندما أحدث القول بالوصية ، وزعم أن عليا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وكان ذلك في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه فبهذا يتضح أن أصل لقب (وصي) يهودي صرف ، انتقل إلى الشيعة عن طريق ابن سبأ
--------
الجانب الثاني
اتفاق اليهود والشيعة على وجوب تنصيب وصي
عند اليهود
جاء في سفر العدد : فقال الرب لموسى : خذ يوشع بن نون رجلا فيه روح ، وضع يدك عليه ، وأوقفه قدام العازار الكاهن ، وقدام كل الجماعة ، وأوصه أمام أعينهم ، ففعل موسى كما أمره الرب ، أخذ يوشع وأوقفه قدام العازار الكاهن وقدام كل الجماعة، ووضع يده عليه وأوصاه كما تكلم الرب عن يد موسى
عند الشيعة
فقد أورد الصفار في كتابه (بصائر الدرجات) بابا كاملا في هذا المعنى ، عنون له بقوله ( باب إن الأرض لا تبقى بغير إمام ولو بقيت لساخت ) ومما أورد تحته من الروايات ، ما رواه عن أبي جعفر قال: ( لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة ، لساخت بأهلها كما يموج البحر بأهله )
--------
الجانب الثالث
اتفاق اليهود والشيعة على أن الله تعالى هو الذي يتولى تعيين الوصي وليس للنبي اختيار وصيه من بعده
عند اليهود
قال الرب لموسى هو ذا أيامك قد قربت لكي تموت ادع يشوع وقِفَا في خيمة الاجتماع لكي أوصيه، فانطلق موسى ويشوع ووقفا في الخيمة، فتراءى الرب في الخيمة في عمود السحاب ، ووقف عمود السحاب على باب الخيمة : وقال الرب لموسى: ها أنت ترقد مع آبائك.. وأوصِ يشوع ابن نون ، وأنا أكون معك
عند الشيعة
جاء في كتاب بصائر الدرجات: عن أبي عبدالله عليه السلام قال: عرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء مائة وعشرين مرة ، ما من مرة إلا وقد أوصى الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بولاية علي والأئمة من بعده ، أكثر مما أوصاه بالفرائض .

=================
وعن أبي عبد الله الصادق (ع) قال ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ناداه ربه يامحمد. فقال: لبيك ربي ، قال: من اخترت من أمتك يكون من بعدك لك خليفة؟ قال: اختر لي ذلك فتكون أنت المختار لي، فقال: اخترت لك خيرتك علي بن أبي طالب
--------
الجانب الرابع
اتفاقهم على أن الله يكلم الأوصياء ويوحي إليهم
عند اليهود
جاء في سفر يشوع ما يؤيد هذا ، وأن الله خاطب يشوع بعد موت موسى : وكان بعد موت موسى عبدالرب ، إن الرب كلم يشوع بن نون خادم موسى قائلا : موسـى عبدي قد مات ، فالآن قم اعبر هذا الأردن .
عند الشيعة
روى المفيد عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: بلغني أن الرب تبارك وتعالى قد ناجى عليا عليه السلام ، فقال أجل قد كانت بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبريل .
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله ناجى عليا يوم الطائف ويوم عقبة تبوك، ويوم خيبر .
--------
الجانب الخامس
الوصي بمنزلة النبي عند اليهود والشيعة
عند اليهود
جاء في سفر يشوع : إن الله أعطى ليشوع هبة عظيمة في نفوس بني إسرائيل مثلما كان لموسى فقال الرب ليشوع اليوم ابتدىء ، أعظمك في أعين جميع إسرائيل ، لكي يعلموا أني كما كنت مع موسى أكون معك .
عند الشيعة
جاء في الكافي عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الأئمة بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أنهم ليسوا بأنبياء ، ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
بل زاد غلوهم في علي رضي الله عنه حتى جعلوا طلاق نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده ، فمن طلقها في الدنيا بانت منه في الآخرة .
عن الباقر (ع) أنه قال : لما كان يوم الجمل وقد رشق هودج عائشة بالنبل قال أمير المؤمنين (ع) : والله ما أراني إلا مطلقها فأنشد الله رجلاً سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: < ياعلي أمر نسائي بيدك من بعدي > لما قام فشهد؟ فقال: فقام ثلاث عشر رجلاً فيهم بدريان فشهدوا: أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي بن أبي طالب (ع): <ياعلي أمر نسائي بيدك من بعدي>.
وذكر أبي الفضل بن شاذان في كتابه الفضائل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: < أنت ياعلي خليفتي على نسائي وأهلي وطلاقهن بيدك >.
ولا يكفي هذا الغلو في الأوصياء بل جعلوا الأئمة أعلم وأفضل من الأنبياء وأولي العزم لما أثبته محمد باقر المجلسي في أبواب كتابه بحار الأنوار:
باب : إنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام.
باب : تفضيلهم عليهم السلام على الأنبياء ، وعلى جميع الخلق ، وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق ، وأَنَّ أولي العزم إنما صاروا أولي العزم بحبهم صلوات الله عليهم .
--------
الجانب السادس
حصر اليهود الملك في آل داود وحصر الشيعة الإمامة في ولد الحسين
عند اليهود
يحصر اليهود الملك في آل داود، ويرون أنه لا يجوز أن يخرج الملك منهم إلى غيرهم إلى يوم القيامة.
جاء في سفر أرميا < لأنه هكذا قال الرب لا ينقطع لداود إنسان يجلس على عرش بيت إسرائيل >.
عند الشيعة
يحصر الشيعة الإمامة في ولد الحسين ويرون أنها لا تخرج عنهم إلى يوم القيامة.
فقد جاء في كتاب علل الشرائع وغيره: عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: < إن الله خص عليا بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم وصية الحسن وتسليم الحسين ذلك ، حتى أفضى الأمر إلى الحسين لا ينازعه فيه أحد من السابقة مثل ماله ، واستحقها علي بن الحسين< لقول الله عز وجل { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله } فلا تكون بعد علي ابن الحسين إلا في الأعقاب ، وفي أعقاب الأعقاب >
وقد نقل إجماع علماء الشيعة على ذلك شيخهم المفيد فقال: < اتفقت الإمامية على أن الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بني هاشم خاصة ، ثم في علي والحسن والحسين ، ومن بعد في ولد الحسين دون الحسن عليه السلام إلى آخر العالم >
--------
الجانب السابع
جعل اليهود الملك في ولد هارون دون ولد موسى وجعل الشيعة الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن
عند اليهود
جاء في سفر الخروج إن الله خاطب موسى قائلا : < وقرب إليك هارون أخاك وبنيه معه من بين بني إسرائيل ليكهن لي >

عند الشيعة
روى الصدوق عن هشام بن سالم قال: < قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام : الحسن أفضل أم الحسين ؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين . قلت: فكيف صارت الإمامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟
فقال : إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين عليهما السلام ، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة ، كما كان الحسن والحسين شريكين في الإمامة ، وإن الله عز وجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى، وإن كان موسى أفضل من هارون عليهما السلام >
--------
الجانب الثامن
بناء هيكل سليمان عند اليهود وحمل سلاح الرسول عند الشيعة
عند اليهود
جاء في سفر صموئيل الثاني أن الله تعالى خاطب داود بقوله: < متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك، أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك وأثبت مملكته هو يبني بيتا لاسمى وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد >

عند الشيعة
ويشترط الشيعة لصحة إمامة أئمتهم أن يحملوا سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهم يشبهون السلاح فيهم بالتابوت في بني اسرائيل.
فقد روى الكليني في كافيه عن أبي عبدالله أنه قال : < إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل ، كانت بنو إسرائيل أي أهل بيت وُجِدَ التابوت على بابهم أوتوا النبوة فمن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة >
--------
الجانب التاسع
انقطاع الملك والإمامة عند اليهود والشيعة
انقطاع ملك آل داود من بني إسرائيل والذي زعم اليهود أنه لا ينقطع إلى يوم القيامة منذ زمن بعيد جدا.
وكذلك انقطاع إمامة ولد الحسين، بل إنه لا الحسين ولا أبناؤه تولوا إمارة المسلمين في يوم من الأيام.
وهذا مما يدل على كذب اليهود والشيعة وافترائهم على الله تعالى ، الذين نسبوا إليه بأنه وعدهم باستمرار الملك والإمامة فيمن زعموا ، إذ لو وعد الله بذلك لوفى بوعده ، فالله لا يخلف وعده ، قال تعالى { وعد الله لا يخلف الله وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون }.
--------
الجانب العاشر
حصر اليهود والشيعة لأسباطهم وأئمتهم
يستدل الشيعة الإمامية لحصرهم الأئمة في اثني عشر إماما بمشابهتهم لعدد أسباط بني إسرائيل يقول الأربلي : < إن الله عز وجل قال في كتابه: { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيباً}
فجعل عدة القائمين بذلك الأمر اثني عشر ، فتكون عدة الأئمة القائمين بهذا كذلك >.
فهذه بعض أوجه التشابه بين اليهود والشيعة في هذه العقيدة بعضها استنبطته عن طريق المقارنة بين نصوص الفريقين، وبعضها صرح الشيعة بتشبههم واقتدائهم باليهود فيها.
وهم إذ يصرحون بهذا يعلنون انتسابهم إلى اليهود لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : < من تشبه بقوم فهو منهم >

وإلا فأي معنى لتشبثهم بنصوص أسفار اليهود ، والتي يعلم اليهود قبل غيرهم بتحريفها وتبديلها ، وإعراضهم عن نصوص القرآن الكريم الذي وعد الله بحفظه من التبديل والتحريف ، وعلم العدو والصديق أنه من الله تعالى فأي معنى لفعلهم هذا غير انتسابهم لدين اليهود وبراءتهم من دين المسلمين

----------------------
غلو اليهود والشيعة في الأنبياء والأوصياء
ومن أبرز أوجه المشابه بين اليهود والشيعة الغلو في الأنبياء والأوصياء والصالحين.
فأما موقف اليهود فإنهم يغلون في بعض الأنبياء وفي بعض الأحبار ويتخذونهم آلهة وأربابا، ويعبدونهم بأنواع العبادات ، ويذلون لهم أعظم الذل .
وكذلك الشيعة فإنهم غلوا في أئمتهم وجعلوا لهم منزلة تضاهي منزلة رب العالمين.
إعطاء الأنبياء والأوصياء مقام العبودية
غلو اليهود
جاءت شواهد عديدة في كتاب التلمود من أسفار اليهود المقدسة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
جاء في سفر الخروج : < فقال الرب لموسى انظر أنا جعلتك إلها لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك >
واليهود في هذا النص جاوزوا بموسى قدره وهو مقام العبودية إلى مقام الألوهية.
غلو الشيعة
غلت الشيعة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى ادعوا فيه الربوبية كما ذكر ذلك العلامة محمد باقر المجلسي في كتابه بحار الأنوار فقال : < وجاء في تفسير باطن أهل البيت في تأويل قوله تعالى: { قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكراً } .
قال: هو يرد إلى أمير المؤمنين عليه السلام فيعذبه عذابا نكراً حتى يقول: { ياليتني كنت ترابا} أي من شيعة أبي تراب.
وقال معلقا على هذه الرواية : < يمكن أن يكون الرد إلى الرب أريد به الرد إلى من قرره الله لحساب الخلائق يوم القيامة وهذا مجاز شايع ، أو المراد بالرب أميـر المؤمنين عليه السلام لأنه الذي جعل الله تربية الخلق في العلم والكمالات إليه ، وهو صاحبهم والحاكم عليهم في الدنيا والآخرة >
وجاء في أخبارهم أن علياً - كما يفترون عليه - قال: أنا رب الأرض الذي تسكن الأرض به
فانظر إلى هذا التطاول والغلو .. فهل رب الأرض إلا الواحد القهار وهل يمسك السموات والأرض إلا خالقهما سبحانه ومبدعهما.
عن المفضـــل بن عمر أنه ســـــمع أبا عبد الله عليه الســــــلام يقول في قوله : { وأشرق الأرض بنور ربها} قال: رب الأرض يعني إمام الأرض
وفي قوله سبحانه : { ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} جاء في تفسير العياشي : يعني التسليم لعلي رضي الله عنه ولا يشرك معه في الخلافة من ليس له ذلك ولا هو من أهله، وبنحو ذلك جاء تأويلها عند القمي في تفسيره
--------
جعل أسماء الأنبياء والأوصياء كأسماء الله تبارك وتعالى
غلو اليهود
غلت اليهود في النبي دانيال حتى إنهم زعموا أن الله قد حل فيه ، كما جاء في كلام بختنصر الذي خاطب به شعوب الأرض < أخيرا دخل قدامي دانيال الذي اسمه (بلطشاصر) كاسم إلهي والذي فيه رؤى الألهة القدسيين ، فقصصت الحلم قدامه : يابلطشاصر كبير المجوس من حيث إني أعلم أن فيك روح الألهة القدوسيين ، ولا يعسر عليك سر فأخبرني برؤى حلمي الذي رأيته وتبصيره >
غلو الشيعة
غلت الشيعة في أئمتهم حتى جعلوا أسماءهم كأسماء الله تبارك وتعالى.
فقد روى محسن الكاشاني في كتابه علم اليقين روايات تثبت الغلو في أوصيائهم عن طريق إمامهم أبي جعفر من حديث خويلد وفيه :
< نحن والله الأوصياء الخلفاء من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونحن المثاني الذي أعطاه الله عز وجل نبينا. ونحن شجرة النبوة ، ومنبت الرحمة ومعدن الحكمة ، ومصابيح العلم ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وموضع سر الله ووديعة الله جل اسمه في عباده ، وحرم الله الأكبر ، وعهده المسئول عنه ، فمن وفى عهدنا فقد وفى عهد الله ، ومن خفر فقد خفر ذمة الله وعهده ، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا ، نحن الأسماء الحسنى الذي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا ، ونحن والله الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه >.
وروى الكليني في أصول الكافي عن أبي عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} .
قال : نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا
وفي بصائر الدرجات عن هشام بن أبي عمار قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : < أنا عين الله وأنا يد الله، وأنا جنب الله، وأنا باب الله >
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : < أنا علم الله وأنا قلب الله الواعي ، ولسان الله الناطق، وعين الله الناظر، وأنا جنب الله، وأنا يد الله >
--------
ادعاء اليهود لأنبيائهم وأوصيائهم علم الغيب وكذا الشيعة
غلو اليهود
غلت اليهود في بعض أنبيائهم عندما زعموا أنهم يعلمون بعض الأمور الغيبية كزعمهم أن إيليا كان يعلم متى ينزل المطر.
جــــاء في سفر الملوك الأول : < وقال إيليا لأخآب اصعد كل واشرب لأنه حس دوي مطر، فصـــــعد أخآب ليأكل ويشــــــرب ، وأما إيليا فصعد إلى رأس الكرمل وخر إلى الأرض وجعل وجهه بين ركبتيـــــه ، وقــــال لغـــلامه اصعد تطلع نحو البحر ، فصعد وتطلع وقال ليس شيء .
وقال: ارجع سبع مرات وفي المرة السابعة قال: هو ذا غيمة صغيرة قدر كف إنسان صاعدة من البحر ، فقال: اصعد قل لأخآب اشدد وانزل لئلا يمنعن المطر وكان من هنا إلى هنا أن السماء أسودت من الغيم والريح وكان مطر عظيم >
وهذا النص يفيد أن إيليا علم نزول المطر قبل أن تظهر علاماته بل إن السماء كانت صافية ، كما أخبر بذلك خادمه الذي ذهب ليتطلع المطر ، ومعلوم أن نزول المطر من الأمور الغيبية التي اختص الله بعلمها، ودعوى اليهود هذه في إيليا إنما كانت لاعتقادهم أن أنبياءهم يعلمون بعض الأمور الغيبية

غلو الشيعة
غلت الشيعة في أئمتهم حتى رفعوهم فوق البشر وأطلقوا عليهم من الصفات ما لم تثبت لأحد، بل هي مما اختص به رب العالمين دون سائر المخلوقين ، ومن هذه الصفات التي يطلقونها على أئمتهم : ادعاؤهم أنهم يعلمون الغيب وأنهم لا يخفى عليهم شيء في السموات ولا في الأرض، وأنهم يعلمون ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة.
جاء في بحار الأنوار عن الصادق عليه السلام أنه قال : < والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين فقال له رجل من أصحابه: جعلت فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له: ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، ويحكم وسعوا صدوركم ، ولتبصر أعينكم ، ولتع قلوبك م، فنحن حجة الله تعالى في خلقه ولن يسع ذلك إلا صدر كل مؤمن قوي قوته كقوة جبال تهامة إلا بإذن الله ، والله لو أردت أن أحصي لكم كل حصاة عليها لأخبرتكم، وما من يوم وليلة إلا والحصى تلد إيلادا ، كما يلد هذا الخلق ، والله لتتباغضون بعدي حتى يأكل بعضكم بعضا>

وعن سيف التمار قال: كنا مع أبي عبدالله عليه السلام فقال: < ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات - لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما لأنبأتهما بما ليس في أيديهما ، لأن موسى والخضر أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وراثة >
--------
أولياء اليهود والشيعة أفضل من الأنبياء
غلو اليهود
غلت اليهود في الحاخامات حتى روي في كتبهم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء.
فقد جاء في التلمود : < اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء وزيادة على ذلك يلزمك اعتبار أقوال الحاخامات مثل الشريعة لأن أقوالهم هي قول الله الحي >
وفيه : < من احتقر أقوال الحاخامات استحق الموت دون من احتقر أقوال التوراة، ولا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط، لأن أقوال علماء التلمود أفضل مما جاء في شريعة موسى >
غلو الشيعة
غلت الشيعة في أئمتهم حتى جعلوا منزلتهم أفضل من منزلة الأنبياء اتفاقا مع عقيدة اليهود.
فقد قال إمامهم المعاصر وآيتهم العظمى الخميني : < فإن للإمام مقاماً محمودا، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون .
وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل > ومعلوم دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العموم .
ولم يكتف الشيعة بهذا بل تمادوا أكثر من ذلك عندما زعموا أن علي بن أبي طالب كان له من الفضائل ما لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
روى المجلسي في بحاره فيما نسبه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : < أعطيت ثلاثا وعلي مشاركي فيها ، وأعطي علي ثلاثة ولم أشاركه فيها فقيل يارسول الله: وما الثلاثة التي شاركك فيها علي ؟ قال: لواء الحمد لي وعلي حامله ، والكوثر لي وعلي ساقيه ، والجنة والنار لي وعلى قسيمهما.
وأما الثلاث التي أعطي علي ولم أشاركه فيها فإنه أعطي شجاعة ولم أعط مثلها، وأعطى فاطمة الزهراء زوجة ولم أعط مثلها، وأعطى الحسن والحسين ولم أعط مثلهما >
فهذه الرواية ظاهرة في تفضيلهم عليا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل إنهم تحقيقا لهذا الهدف وهو إظهار أفضلية علي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يتورعوا عن وصفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجبن - حاشاه ذلك - عندما زعموا أنه قال ( وأعطي شجاعة ولم أُعط مثلها) جازاهم الله على كل ما قالوا وافتروا على رسوله إنه سميع مجيب.
ومما يؤكد اعتقادهم أفضلية علي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مارواه الصدوق في أماليه ونسبه ظلما وبهتانا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: < علي بن أبي طالب خير البشر ومن أبى فقد كفر >فهذا دليل آخر على تفضيلهم عليا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بشر وأنه تحت عموم البشر الذي حكموا بأفضلية علي رضي الله عنه عليهم.
--------
إحياء الموتى عند اليهود والشيعة
غلو اليهود
يعتقد اليهود في حاخاماتهم أنهم يستطيعون ارجاع الحياة للأموات من الإنسان والحيوان.
جاء في التلمود : < إن أحد الحاخامات قتل حاخاما آخر في حالة سكر ثم أتى بمعجزة فأعاد الحاخام القتيل إلى الحياة >

غلو الشيعة
يزعم الشيعة أن لأئمتهم المقدرة على إعادة الحياة لمن شاءوا من الأموات سواء كان من الإنسان أو الحيوان .
جاء في كتاب بصائر الدرجات في باب ( إن الأئمة عليهم السلام أحيوا الموتى بإذن الله تعالى ): عدة روايات تؤيد هذا المعنى أختار منها:
ما نسب إلى أبي عبد الله أنه قال: < إن أمير المؤمنين عليا عليه السلام كانت له خؤلة في بني مخزوم وإن شابا منهم أتاه فقال: ياخالي إن أخي وابن أبي مات وقد حزنت عليه حزنا شديدا ، قال تشتهي أن تراه ؟ قال: نعم.
قال: فأرني قبره فخرج ومعه برد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المستجاب فلما انتهى إلى القبر تلملمت شفتاه ثم ركضه برجله فخرج من قبره وهو يقول ( رميكا) بلسان الفرس فقال له علي عليه السلام ألم تمت وأنت رجل من العرب؟ قال: بلى ولكنا متنا على سنة فلان فانقلبت ألسنتنا >
--------
أما إحياء الأئمة للحيوانات :
فيروي المجلسي في البحار أيضا عن المفضل بن عمر قال : < كنت أمشي مع أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام بمكة أو بمنى إذ مررنا بامرأة بين يديها بقرة ميتة وهي مع صبية لها تبكيان فقال عليه السلام : ما شأنك؟ قالت: كنت وصباياي نعيش من هذه البقرة، وقد ماتت، لقد تحيرت في أمري، قال: أفتحبين أن يحييها الله لك؟ قالت: أو تسخر مني مع مصيبتي . قال: كلا ما أردت ذلك ، ثم دعا بدعاء، ثم ركضها برجله وصاح بها فقامت البقرة مسرعة سوية، قالت: عيسى ابن مريم ورب الكعبة، فدخل الصادق عليه السلام بين الناس، فلم تعرفه المرأة >
--------
أقوال أئمة اليهود وأئمة الشيعة كقول الله
غلو اليهود
بلغ الغلو في طاعة حاخاماتهم طاعة عمياء.
فقد جاء في التلمود: < إن أقوالهم هي قول الله الحي، فإذا قال لك الحاخام ان يدك اليمني هي اليسرى وبالعكس فصدق قوله ولا تجادل، فما بالك إذا قال لك إن اليمنى هي اليمنى واليسرى هي اليسرى >
غلو الشيعة
قال آيتهم الخميني عن تعاليم الأئمة : < إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلا خاصا، وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر، وإلى يوم القيامة يجب تنفيذها واتباعها >
ويقول محمد رضا المظفر أيضا: < بل نعتقد أن أمرهم أمر الله تعالى ، ونهيهم نهيه ، وطاعتهم طاعته ، ومعصيتهم معصيته، ووليهم وليه، وعدوهم عدوه ، ولا يجوز الرد عليهم، والراد عليهم كالراد على رسول الله ، والراد على الرسول كالراد على الله تعالى >
--------
ادعاء اليهود والشيعة العصمة في أنبيائهم وأوصيائهم
غلو اليهود
غلت اليهود في حاخاماتهم حتى ادعو فيهم العصمة من السهو والنسيان.
يقول الحاخام (روسكي) - أحد كتبة التلمود معلقا على خلاف وقع بين الحاخامين - < إن الحاخامين المذكورين قالا الحق لأن الله جعل الحاخامات معصومين من الخطأ >
وليس هذا فقط ، بل حتى الحيوانات التي يستخدمها الحاخامات تكون معصومة.
كما جاء في التلمود < إن حمار الحاخام لا يمكن أن يأكل شيئا محرماًً >
غلو الشيعة
قال شيخهم المفيد : < إن الأئمة القائمين مقام الأنبياء في تنفيذ الأحكام ، وإقامة الحدود ، وحفظ الشرائع ، وتأديب الأنام ، معصومون كعصمة الأنبياء ، وأنهم لا يجوز منهم صغيرة إلا ما قدمت ذكر جوازه على الأنبياء ، وأنه لا يجوز منهم سهو في شيء في الدين ولا ينسون شيئا من الأحكام ، وعلى هذا مذهب سائر الإمامية إلا من شذ منهم وتعلق بظواهر روايات لها تأويلات على خلاف ظنه الفاسد من هذا الباب >
وقال محمد رضا المظفر : < ونعتقد أن الإمام كالنبي، يجب أن يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش، ما ظهر منها وما بطن، من سن الطفولة إلى الموت عمدا وسهوا، كما يجب أن يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان >
--------
أولياء اليهود وأولياء الشيعة يحكمون بين الخلق في الدنيا والآخرة
غلو اليهود
وقد بلغ غلو اليهود في الحاخامات حتى زعموا أن الله تعالى يستشيرهم في حل بعض المشاكل ، وأن الحاخامات يُعَلِّمون الملائكة في السماء .
كما جاء في التلمود < إن الله في الليل يدرس التلمود >
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
وفي نص آخر : < إن الربانيين المائتين يعلمون أهل السماء الأبرار >

غلو الشيعة
من الاعتقادات التي غلت فيها الشيعة في أئمتهم أن الأئمة يُعِّلمون الملائكة التوحيد وذكر الله.
فقد روى الصدوق في كتابه (علل الشرائع) فيما افتراه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي : < إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين ، وفُضِّلتُ على جميع النبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك ياعلي وللأئمة من بعدك ، وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا.. ياعلي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ومعرفة ربنا عز وجل، وتسبيحه، وتقديسه ، وتهليله ، لأن أول ما خلق الله تعالى أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ، ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمورنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا مخلوقون ، وأنه منزه عن صفاتنا ، فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا.. فبنا اهتدوا إلى معرفة الله وتوحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده >
وزعم سليم بن قيس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: < ياعلي أنت علم الله بعدي الأكبر في الأرض، وأنت الركن الأكبر في القيادة فمن استظل بفيئك كان فائزا، لأن حساب الخلائق إليك، ومآبهم إليك، والميزان ميزانك والصراط صراطك، والموقف موقفك، والحساب حسابك فمن ركن إليك نجا ومن خالفك هوى وهلك، اللهم اشهد، اللهم اشهد >
وقد افترى شيخهم المفيد على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: < أتيت فاطمة صلوات الله عليها فقلت لها: أين بعلك؟ فقالت: عرج به جبريل عليه السلام إلى السماء ، فقلت : فيماذا؟ فقالت : إن نفراً من الملائكة تشاجروا في شيء، فسألوا حكماً من الآدميين فأوحى الله تعالى أن تخيروا ، فاختاروا علي بن أبي طالب >
--------
تشابه عقيدة اليهود والشيعة بدابة الأرض
ومــن أغرب ما جـاء في كتب الشيعة من غـلوهـم في علي رضي الله عنه زعمهـم أنــه دابــة الأرض ولـهم في ذلك روايات كثــيرة ، أورد منها :
ما رواه حسن بن سليمان < عن أبي جعفر أنه قال في هذه الآية { وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم } قال: هو أمير المؤمنين .
وهذا من ضعف عقولهم وقلة فهمهم ، وإلا فأي فضيلة لعلي في وصفه بأنه دابة الأرض بل إن وصفه بأنه دابة فيه أعظم امتهان وانتقاص لمقامه رضي الله عنه، وهذا أمر يعلمه كل العقلاء، ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
وهذه العقيدة إنما أخذوها عن اليهود كما صرحوا بذلك في رواية يرويها حسن بن سليمان الحلي في كتاب (مختصر بصائر الدرجات) عن سماعة بن مهران عن الفضل بن الزبير عن الأصبغ بن نباتة قال :
< قال لي معاوية يامعشر الشيعة تزعمون أن عليا دابة الأرض؟ فقلت : نحن نقول اليهود تقوله . فأرسل إلى رأس الجالوت فقال ويحك تجدون دابة الأرض عندكم ؟ فقال : نعم فقال ماهي ؟ فقال رجل .
فقال: أتدري ما اسمه؟ قال: نعم اسمه إليا قال: فالتفت إليّ فقال: ويحك ياأصبغ ماأقرب إليا من علي >
إن هذه الروايات المبثوثة في كتب الشيعة ليست إلا ثمارا لتلك العقيدة الفاسدة التي غرسها الضال المضل عبدالله بن سبأ في نفوس هذه الطائفة، عندما ادعى الألوهية في علي رضي الله عنه بقصد إضلالهم وصرفهم عن عبادة الله إلى عبادة المخلوقين
--------
خذلان اليهود والشيعة رؤساءهم وأئمتهم
خذلان اليهود
مع غلو اليهود في أنبيــــائهم وحاخاماتهم ، إلا أنهــــم خــــذلوهم وتركوا نصرتهم في أصعب المواقف ، وفي وقت كانوا في أمس الحاجة لمؤازرتهم.
فقد خذل اليهود موسى عليه السلام عندما أمرهم بالقتال ، ودخول الأرض المقدسة ، بعد أن أخرجهم من مصر وحررهم من ذل العبودية لفرعون ، فكان جوابهم له كما أخبر الله تعالى عنهم { قالوا يا مـوسى إنا لن ندخلها أبدا ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون }
خذلان الشيعة
وكذلك الشيعة خذلوا أئمتهم في مواطن عديدة وتركوا مناصرتهم في أصعب الظروف ، فقد خذلوا علياً رضي الله عنه مرات كثيرة وتقاعسوا عن القتال معه في أحرج المواقف التي واجهها، حتى اشتهر سبه لهم وذمهم في خطب كثيرة منها ما جاء في نهج البلاغة أنه خطب فيهم مرة بعد خذلهم إياه فقال : < أيها الناس المجتمعة أبدانهم المختلفة أهواؤهم ، كلامكم يوهي الصم الصلاب وفعلكم يطمع فيكم الأعداء ، تقولون في المجالس كيت وكيت فإذا جاء القتال قلتم: حيدي حياد ما عزت دعوة من دعاكم ولا استراح قلب من قاساكم .
أعاليل بأضاليل دفاع ذي الدين المطول ، لا يمنع الضيم الذليل ، ولا يدرك الحق إلا بالجد ، أي دار بعد داركم تمنعون ومع أي إمام بعدي تقاتلون .
المغرور والله من غررتموه ، ومن فاز بكم فقد فاز والله بالسهم الأخيب ، ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل أصبحت والله لا أصدق قولكم ولا أطمع في نصركم ولا أوعد العدو بكم >
فها هو ذا علي رضي الله عنه الذي يغالون فيه ذلك الغلو المفرط يشتكي من خذلانهم له وتفرقهم عنه عند القتال.
وخذلوا أيضا أبناءه من بعده، فقد خذلوا الحسين رضي الله عنه أعظم خذلان حيث كتبوا له كتبا عديدة في توجهه إليهم ، فلما قدم عليهم ومعه الأهل والأقارب والأصحاب، تركوه وتقاعدوا عن نصرته وإعانته بل انضم أكثرهم إلى أعدائه خوفا وطمعا، وصاروا سببا في شهادته وشهادة كثير من أهل بيته من بينهم الأطفال والنساء
وخذلوا أيضا زيد بن علي بن الحسين فقد تعهدوا بنصرته وإعانته فلما جد الأمر وحان القتال أنكروا إمامته لعدم براءته من الخلفاء الثلاثة فتركوه في أيدي الأعداء، ودخلوا به الكوفة فقتل
--------
طعن اليهود والشيعة في الله تبارك وتعالى
لا يوجد اختلاف بين ما ينسبه اليهود من الندم والحزن لله تعالى ، وبين ما ينسبه الشيعة من البداء إلى الله تعالى .
بل إني لا أشك في أنّ عقيدة البداء عند الشيعة ، قد أخذت من أسفار اليهود بالنص، مع تغيير يسير في بعض الألفاظ والعبارات، والتشابه بين هاتين العقيدتين يتضح من خلال ما يلي:
ما ينسبه اليهود من الندم والحزن والأسف إلى الله تعالى وما ينسبه الشيعة إليه تعالى من البداء يفضي في النهاية إلى نتيجة واحدة وهي نسبة الجهل لله تعالى وأن الله لا يعلم المصالح إلا بعد حدوث الحوادث وأن الأمور المستقبلة لا تدخل تحت علم الله وقدرته تعالى الله عن ذلك
نسبة اليهود الندم والحزن إلى الله تعالى :
لا يتورع اليهود كما هي عادتهم ، عن وصف الله تعالى بصفات النقص كالندم، والحزن، والأسف. وقد جاءت في أسفار اليهود نصوص كثيرة ورد فيها إطلاقهم هذه الصفات على الله تعالى.
ومن النصوص التي نسبوا فيها الندم إلى الله تعالى : ما جاء في سفر الخروج أن الله أراد أن يهلك بني إسرائيل الذين خرجوا مع موسى من مصر فطلب موسى من الله أن يرجع عن رأيه في إهلاك شعبه قائلا له : < ارجع عن حمو غضبك، واندم على الشر بشعبك. اذكر ابراهيم وإسحاق وإسرائيل عبيدك، الذين حلفت لهم بنفسك، وقلت لهم: أكثر نسلكم. كل هذه الأرض التي تكلمت عنها فيمــلكونها إلى الأبـد. فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه >
وجاء في التلمود : < ويندم الله على تركه اليهود في حالة التعاسة، حتى إنه يلطم ويبكي كل يوم، فتسقط من عينيه دمعتان في البحر، فيسمع دويهما من بدء العالم إلى أقصاه. وتضطرب المياه، وترتجف الأرض في أغلب الأحيان، فتحصل الزلازل >
هذا ما جاء في كتب اليهود من إطلاقهم صفة الندم على الله تعالى .
ولا يخفى ما في هذه الصفة من نسبة الجهل إلى الله تعالى - تقدس الله عن ذلك - وذلك أن الندم على فعل معين لا يكون إلا بحدوث علم جديد ، يظهر منه مخالفة المصلحة لذلك الفعل.
أما النصوص التي دلت على وصفهم الله تعالى بالحزن والأسف
على بعض أفعاله.
فقد جاء في سفر التكوين < ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم، فحزن أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه. فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته. الإنسان مع بهائم ودبّابات وطيور السماء، لأني حزنت أني عملتهم >
فمفهوم هذا النص أن الله تعالى خلق الإنسان ولم يكن يعلم أنه سيصدر منه الشر مستقبلا، فلما صدر منه ذلك حزن وتأسف على خلقه له، تعالى الله عن ذلك.

نسبة الشيعة البداء لله تعالى:
يطلق البداء في اللغة على معنين :
المعنى الأول : (الظهور بعد الخفاء) :
يقال بَدَا: بدْوَا بدْوا وبُدُوّاً وبداءً وبداءَةً وبُدُواً: ظهر وأبديته، وبداءة الشيء: أول ما يبدو منه: وبادي الرأى ظاهره
وقد دل على هذا المعنى قوله تعالى : { وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون } . قال ابن كثير في تفسير هذه الآية ، < أي وظهر لهم من الله ، من العذاب ، والنكال بهم، ما لم يكن في بالهم ولا في حسابهم >
ودل عليه أيضا قوله تعالى : { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله }
المعنى الثاني : ( نشأة رأي جديد) .
قال الجوهري : بدا له في الأمر بداء أي نشأ له فيه رأي
وقال صاحب القاموس المحيط : بدا له في الأمر بْدواً وبداءً وبداة نشأ له فيه رأي
قال : محمد التونسوي : وقد دل على هذا المعني قوله تعالى: { ثم بدا لهم من بعدما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين }
> والبداء بمعنييه يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم، وكلاهما محال على الله تعالى >
والشيعة يجيزون إطلاق لفظ البداء على الله تعالى : بل بالغوا في ذلك حتى أصبح اطلاق لفظ البداء على الله عقيدة لها مكانها في دين الشيعة، وقد جاءت روايات كثيرة في كتبهم في تعظيم هذه العقيدة، والحث على التمسك بها.
جاء في أصول الكافي في (كتاب التوحيد) تحت باب البداء عدة روايات في بيان فضل البداء أختار منها: -
عن زرارة بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال < ماعبد الله بشيء مثل البداء >.
وعن أبي عبد الله عليه السلام : < ماعظم الله بمثل البداء >.
وعن أبي عبد الله عليه السلام : ما بعث الله نبيا حتى يأخذ عليه ثلاث خصال : الإقرار له بالعبودية ، وخلع الأنداد، وأن الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما شاء .
وعقيدة البــــداء محل إجماع علماء الشيعة : وقـــد نقـــل إجمـــاعهم على هذه العقيدة شيخهم الكبير: المفيد في كتابه (أوائل المقالات) وصرح بمخالفة الشيعة في هذه العقيدة لسائر الفرق الإسلامية.
فقال: اتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة وإن كان بينهم في معنى الرجعة اختلاف، واتفقوا على إطلاق لفظ البداء في وصف الله تعالى وإن كان ذلك من جهة السمع دون القياس
وقال في كتاب تصحيح الاعتقاد: قول الإمامية في البداء طريقه السمع دون العقل وقد جاءت الأخبار به عن الأئمة عليهم السلام
وهذه العقيدة لم ينكرها أحد من علماء الشيعة، وذلك لكثرة الروايات التي دلت عليها واستفاضتها في كتبهم ، وإنما حاول بعضهم أن يؤول معنى (البداء) على غير معناه المعروف في اللغة لما رأوا تشنيع المسلمين عليهم في هذه العقيدة الفاسدة، فقالوا إن إطلاق لفظ البداء على الله لا يستلزم الجهل وأن البداء في التكوين كالنسخ في التشريع وغيرها من الأعذار الواهية التي حاولوا أن يدفعوا بها عن أنفسهم فضيحة تلك العقيدة الفاسدة.
وسأثبت في هذا المبحث أن معنى البداء الذي يطلقونه في كتبهم على الله تعالى، لا يخرج عن معناه اللغوي الذي ذكرته سابقا والذي يستلزم نسبة الجهل لله، تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
ولإثبات هذا سأورد جملة من الروايات التي صرحوا فيها بجواز تغير الرأي على الله تعالى، وحدوث العلم وتجدده عليه، تعالى الله عن ذلك.
روى العياشي في تفسيره: عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام: { وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة}
قال: < كان في العلم والتقدير ثلاثين ليلة ثم بدا لله فزاد عشرا فتم ميقات ربه الأول والآخر، أربعين ليلة >
فهذه الرواية صريحة في نسبة حدوث العلم لله تعالى فقوله: (كان في العلم والتقدير ثلاثين ليلة) يلزم منه أن الله تعالى لم يكن يعلم من ميقات موسى إلا الثلاثين ليلة. وهي التي في علمه وتقديره، أما العشر الأخرى فإن هذه الزيادة لم تكن معلومة له بل هي خارجة عن العلم والتقدير، وإنما بدا له فيها بعد ذلك.
ومن الروايات الصريحة في نسبتهم تغير الرأى وتجدده إلى الله تعالى . مارواه الكليني بسنده إلى أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام أنهما قالا: إن الناس لما كذبوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هَمَّ الله تبارك وتعالى بهلاك أهل الأرض إلا عليا فما سواه بقوله: {فتول عنهم فما أنت بملوم}(3) ثم بدا له فرحم المؤمنين، ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}(4)،(5).
ولا يخفى مــــا في هـــــذه الرواية من الافتراء والكذب على رب العالمين وذلك بنسبتهم البداء الذي هو تغير الرأى وتجدده إلى الحكيم العليم .
ومن الروايات الصريحة الدالة على نسبتهم الجهل إلى الله تعالى.
ما رووه عن جعفر الصادق أنه قال: ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني
وفي رواية أخرى يروونها عن جعفر في موت ابنه إسماعيل أيضا أنه قال: < كان القتل قد كتب على إسماعيل مرتين فسألت الله في دفعه فدفعه
ومن الروايات التي ينسبون إلى الله فيها البداء: ما رواه الكليني عن علي بن محمد عن إسحاق بن محمد عن أبي هاشم الجعفري قال:
كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد ما مضى ابنه أبو جعفر وإني لأفكر في نفسي ، أريد أن أقول كأنهما أعني : أبا جعفر، وأبا محمد ، في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر بن محمد عليهم السلام ، وأن قصتهما كقصتهما، إذ كان أبو محمد المرجى بعد أبي جعفر عليه السلام . فأقبل علي أبو الحسن قبل أن أنطق فقال : نعم ياأبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر عليه السلام ، ما لم يكن يعرف له ، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله ، وهو كما حدثتك نفسك ، وإن كره المبطلون وأبو محمد ابني الخلف من بعدي، عنده علم ما يحتاج إليه ، ومعه آلة الإمامة
وفي رواية أخرى يرويها الكليني عن علي بن جعفر قال: كنت حاضرا أبا الحسن عليه السلام، لما توفي ابنه محمد، فقال للحسن: يابني أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا
وهاتان الروايتان تدلان صراحة على نسبتهم تجدد الرأي إلى الله تعالى عن ذلك.
وهم يزعمون أن الله تعالى قد حدد وقت خروج قائمهم المنتظر، فلما قتل الحسين غضب الله غضبا شديدا فأخره، ثم حدده مرة أخرى فحدّث به الشيعة فأخَّره الله مرة ثانية.
روى النعماني والطوسي عن أبي حمزة الثمالي قال : < سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول: ياثابت إن الله كان قد وقّت هذا الأمر في سنة السبعين، فلما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله فأخره إلى أربعين ومائة، فلما حدثناكم بذلك أذعتم وكشفتم قناع الستر، فلم يجعل الله لهذا الأمر بعد ذلك عندنا وقتا يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. قال أبو حمزة فحدثت بذلك أبا عبد الله الصادق عليه السلام فقال قد كان ذلك >

تلك أوجه الاتفاق بين اليهود والشيعة في هذه العقيدة ، وليس غريبا ان يحدث ذلك التوافق الكبير بينهما ، فعبدالله بن سبأ هو الذي أسس مذهب الشيعة ودعا إليه ، وقام بنشر العقائد الفاسدة بين من اغتر به من ضعفاء الناس ، وكان أول ما نادى به ابن سبأ من هذه العقائد زعمه أن علي بن أبي طالب هو وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد صرح ابن سبأ نفسه، أنه لم يأخذ هذه العقيدة من مصدر اسلامي، بل أخذها من التوراة

( منقول )

===============
قالت اليهود : لا يصلح الملك إلا في آل داود،
و قالت الرافضة : لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي .
قالت اليهود : لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال و ينزل السيف ،
و قالت الرافضة : لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي و ينادي مناد من السماء . ومهدي الرافضة هو الأعور الدجال بعينه .
اليهود يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم ؛
و كذلك الرافضة يؤخرون صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم .
اليهود حرفوا التوراة و كذلك الرافضة حرفوا القرآن .
اليهود يكتبون الكتاب بأيديهم و يقولون: هذا من عند الله
و كذلك الرافضة يكتبون الكذب و يقولون هذا من كلام الله تعالى و يفترون الكذب على رسول الله و أهل بيته رضي الله عنهم . و من المعروف عند علماء الحديث أن الرافضة وضعوا النصيب الأكبر من الأحاديث الموضوعة.
اليهود لا يرون المسح على الخفين
و كذلك الرافضة ( و للعلم فإن اليهود يتوضؤن كما تتوضأ الشيعة).
اليهود تبغض جبريل يقولون هو عدونا من الملائكة،
والرافضة الغرائبية يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد .
و الغرائبية تقول : إن جبريل عليه السلام خائن حيث نزل بالوحي على محمد صلى الله عليه وسلم و كان الأولى و الأحق بالرسالة علي بن أبي طالب رضي الله عنه و لهذا كانوا يقولون "خان الأمين و صدها عن حيدري"
اليهود لا يرون العزل عن السراري و كذلك الرافضة.
اليهود يحرمون الجري ( نوع من السمك يسمى الفيروز أبادي )
و المرماهي و كذلك الرافضة.
اليهود حرموا الأرنب و الطحال و كذلك الرافضة.
اليهود لا يرون المسح على الخفين و كذلك الرافضة.
اليهود يدخلون مع موتاهم سعفه رطبة و كذلك الرافضة.
اليهود رموا مريم الطاهرة بالفاحشة
و الرافضة قذفوا زوجة رسول الله ( صلى الله علية و سلم) ؛ أم المؤمنين عائشة المبرأة بالبهتان بصريح القرآن ، و قد كفرهم بذلك الإمام مالك.
اليهود يقولون أن دينا بنت يعقوب خرجت و هي عذراء فافترعها مشرك ،
والرافضة يقولون إن عمر اغتصب بنت علي رضى الله عنه.
اليهود مسخوا قردة و خنازير و قد نقل ذلك لبعض الرافضة في المدينة المنورة و غيرها بل قد قيل إنهم تمسخ صورهم و وجوههم عند الموت و الله أعلم .
اليهود فإنهم لا يصلون إلا فرادى ،
والرافضة معروف قولهم أن لا جماعة حتى يأتي المهدي.
الرافضة يجمعون بين المرأة و عمتها و بين المرأة و خالتها ،
و اليهود كانوا يجمعون في شرع يعقوب بين الأختين.
من مشابهتهم لليهود كذلك
تركهم قول آمين وراء الإمام في الصلاة فإنهم لا يقولون آمين يزعمون أن الصلاة تبطل به.
خروجهم من الصلاة بالفعل و تركهم السلام في الصلاة فإنهم يخرجون من الصلاة من غير سلام . بل يرفعون أيديهم و يضربون بها على ركبهم كأذناب الخيل الشمس.
شدة عدوانهم للمسلمين و أخبر الله عن اليهود ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود)
و كذلك هؤلاء أشد الناس عداوة لأهل السنة والجماعة حتى إنهم يعدونهم أنجاساً فقد شابهوا اليهود في ذلك و من خالطهم لا ينكر وجود ذلك فيهم.
و قولهم أن من عداهم من الأمة لا يدخلون الجنة بل يخلدون في النار .
اتخاذهم الصور الحيوانية كاليهود و النصارى و قد ورد الوعيد الشديد في تصوير الصور ذات الأرواح في البخاري و غيره أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: " لعن الله المصورين"
اليهود ضربت عليهم الذلة و المسكنة أينما كانوا
كذلك الرافضة ضربت عليهم الذلة حتى أحيوا التقيــــة ( أي الكذب و النفاق ) من شدة خوفهم و ذلهم.
اليهود ليس فيهم دعاه للدين عكس النصارى تجد المبشرين في كل مكان وعكس المسلمين أهل السنة الذين يعتبرون الدعوه واجبة .
بعكس الرافضة فيما يروويه بخاريهم الكليني عن سليمان بن خالد قال قال أبوعبد الله ( ياسليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله )(الكافي 2/176).

و من أراد الاستزادة فعليه بكتاب بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود ، للأخ عبد الله الجميلي.

الســـؤدد

=============

الجذور اليهودية للشيعة في كتاب علل الشرايع للصدوق الشيعي

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=42285

كشف بقائمة جرائم مهدي الشيعة من كتبهم / قتل بني شيبة ابوبكر عمر عائشة كوفة الكعبة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=79400

هل الرافضة يهود منافقين

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=75503


أربع وخمسون نقطة تشابه وتلاقي بين الشيعة الرافضة وبين اليهود

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=77665

فتوى المرجع الروحاني لا عداوة بين اليهود و المهدي انما مع العرب


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=138230


الساعة الآن 06:48 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "