شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الشيعة والتشيع في الجزائر: حقائق مثيرة عن محاولات الغزو الفارسي !! (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=67922)

حسينا 28-11-07 04:56 AM

الشيعة والتشيع في الجزائر: حقائق مثيرة عن محاولات الغزو الفارسي !!
 
الشيعة والتشيع في الجزائر: حقائق مثيرة عن محاولات الغزو الفارسي !!


بقلم: أنور مالك - كاتب صحفي مقيم بباريس -

(الجزء الأول)

يعتبر ملف الشيعة والتشيع في الجزائر من "الطابوهات" أو "المسكوت عنه" لدى السلطات الرسمية وخاصة من طرف الوزارة الوصية والمتمثلة في وزارة الشؤون الدينية، هذا ما لاحظنا في السنوات الماضية والتي تعتبر ذهبية بالنسبة للنشاط الدعوي الشيعي في المنطقة، وإن كانت ظهرت محطاتها في بعض المنعطفات البارزة في مسيرة العلاقات الجزائرية الإيرانية، أهمها خلال الحرب الأهلية التي أتت على الأخضر واليابس في الجزائر، على عكس الدول الأخرى التي عرف الشيعة فيها نشاطا متميزا، كالمغرب مثلا التي تتواجد بها جمعيات شيعية معتمدة كالغدير والبصائر والتواصل، وكذلك تنظيم "أنصار المهدي" السري... وان كان قد دق ناقوس الخطر في موضوع "التبشير" الذي يمارس علانية في بلاد القبائل وسال الحبر الكثير فيه، بل تم تقديم إحصائية "للمسيحيين" في الجزائر الذي بلغ عددهم حوالي نصف مليون حسب تقرير صدر بتاريخ 14/09/2007 عن مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل التابع لكتابة الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية، وهو ما سنتعرض له بملف خاص مستقبلا، فإن موضوع "التشيع" أو ما يطلق عليه الشيعة "الإستبصار" وما يفضل السنيون - وحسب مذاهبهم – في نعتهم بصفات مختلفة تبدأ بالإنحراف عن المالكية (المذهب الرسمي للنظام الجزائري)، وتنتهي بالردة عند الجماعات السلفية الأخرى والواسعة الإنتشار بين الجزائريين... سجلنا التغاضى عن الظاهرة لدرجة تثير الشبهات لدى النظام الجزائري، هناك من يرى أنه لا داعي لفتح موضوع لا أساس له، وآخرون يرون الحديث فيه يزيده إنتشارا وشهرة وربما إقبالا وخاصة ما بعد حرب لبنان الأخيرة، التي سرق فيها الأضواء كثيرا زعيم الحزب الشيعي اللبناني حسن نصرالله، وإن سجلت بعض المواقف التي دقت بدورها ناقوس الخطر، كرئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيي الذي إعتبر الحركات الشيعية والسلفية خطر على الجزائريين في حديث أدلى به لصحيفة ليبرتي الناطقة بالفرنسية، وأيضا قلل من المد الشيعي مستشار وزير الشؤون الدينية عبدالله طمين، وجعل وقوف الوزارة الوصية ضد ما سماه "إستيراد الفكر الشيعي" يندرج في إطار الحفاظ على الوحدة الدينية الوطنية (الشروق اليومي: 15/12/2006)...

المسكوت عنه...

إن فتح مثل هذه الملفات يحتاج إلى المعلومات الدقيقة وهي غير متوفرة، لأن الشيعة لا يكشفون أسرارهم بناء على "عقيدة التقية" التي تعتبر من أساسيات التدين والولاء عندهم، و"من لا تقية له لا دين له" كما يوجد في آثارهم التي تزخر بها كتبهم العقدية والفقهية، وهو ما يعتبر لدى "السلفيين" بالنفاق والكذب... الحرب والحرب المضادة بين الجماعات الإسلامية في الجزائر في هذا الميدان، تتواجد بكثافة وخاصة بالنسبة في منتديات الأنترنيت وبعض الرسائل المتداولة بين الشباب المتحمس للسلفية ودحض المذهب الشيعي الذي يفضلون تسميتهم بـ "الرافضة"، والتي يتم تنزيلها وطبعها عن طريق المواقع الإلكترونية المختلفة، وإن كانت نسبة إقبال الجزائريين على الانترنيت محدودة، فضلا أنه تم تسجيل نسبة 65 بالمئة من الشباب يقبلون على المواقع الإباحية ولا تشغل بالهم سواها (الشروق اليومي: 30/07/2007)، مما يجعل هذا الملف لا يتناول كثيرا ولا يصل إلى عامة الناس... أما بالنسبة للصحف المقروءة فنادرا ما يتطرق للموضوع، ومما نذكره أنه بعد إطلاق "منتدى شيعة الجزائر" عام 2003، وبدعم إيراني حسبما إعترف لنا به المدعو أورانيوم وهو أحد شباب منطقة الحمامات بالعاصمة ويشرف على الموقع، الذي اتخذ شعاره من "المدرسة المصالية إلى المدرسة الخمينية" محاولا إعطاء البعد الوطني المحلي وابعاد الشبهة الإيرانية عنه، إلا أن الحقيقة التي يعلمها الكل أن ولاءهم المطلق لإيران وثورتها الخمينية لا يختلف فيها إثنان، نشرت حينها جريدة الخبر في عددها الصادر بتاريخ 15/01/2005 مقالا تحت عنوان: "منتدى شيعة الجزائر الملاذ الآمن للدعاية الشيعية"، يتحدث عن ظاهرة التشيع وبعض حيثياتها في تاريخ الجزائر... عادت القضية للواجهة الإعلامية بعد عملية إعدام صدام حسين في نهاية 2006 من طرف حكومة المالكي الشيعية والصفوية، وانتشر الغضب الشعبي العربي والإسلامي في كل أنحاء العالم، على هذه الحكومة الموالية والعميلة للمحتل الأمريكي والتي تلاعبت بمشاعر المسلمين في يوم عيدهم المقدس... بفضل المنشورات الدينية وبعض علماء الدين كالشيخ القرضاوي مثلا الذي دعا لإحترام المذهب السني والحد من المد الشيعي في الجزائر، تطور الأمر إلى حقد دفين على الشيعة بصفة عامة وبلا إستثناء، فقد فتحت مصالح الأمن في بعض ولايات الجزائر تحقيقات عن ظاهرة الدعوة للتشيع ومتابعة إستخباراتية لبعض رموزها، ونجد قبلها قرار وزارة التربية بتوقيف 11 شيعيا عن التدريس في الجزائر وهي سابقة فريدة من نوعها (الشروق اليومي 12/12/2006)، وقد نشرت أيضا صحيفة الخبر في عددها الصادر بتاريخ 11/04/2007 تحت عنوان: (السلطات متخوفة من تعاظم شأنهم وتتحرى نشاطهم: متشيعون جزائريون يمارسون اللطم ويقيمون الحسينيات)، ونقلت عن مصدر حكومي لم تكشف عن هويته أن السلطات الجزائرية تأخذ على محمل الجد تنامي ظاهرة التشيع، وان السلطات "تحرص على الحيلولة دون وصول المتشيّعين إلى المنابر الدينية''•، بالرغم من أننا سجلنا على سبيل المثال لا الحصر وصول الأستاذ محمد مصار إلى منبر التدريس بمسجد في منطقة بئر مقدم (ولاية تبسة)، وعرف عنه أنه زار إيران لعدة مرات وتربطه علاقات وثيقة برجال دين إيرانيين، وقد احتج الكثيرون من الجهات السنية وخاصة الشبانية لدى نظارة الشؤون الدينية بالمنطقة إلا أن المدير حينها عزوزة يوسف تغاضى عن الأمر كلية، وأفادت لنا مصادرنا أن الفضل يعود للوزير وزعيم حركة "حمس" بوقرة سلطاني لعلاقة المصاهرة التي تربطه مع عائلة مصار... ومما أثير كثيرا عن علاقة الشيعة المتمثلة في الحرس الثوري الإيراني وكذلك "حزب الله" بالمسلحين الجزائريين، فقد وضعت العلاقات الجزائرية الإيرانية فوق البركان في بداية الألفية الجديدة، لما فتح ملف الجماعة التابعة للتنظيم المسلح المعروف بـ "الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد" التي تخصصت في اغتيال المثقفين والصحفيين وهي إمتداد لما يعرف بجناح "الجزأرة"، وقد تشكلت من بقايا "الجبهة الإسلامية للجهاد في الجزائر" المعروفة بـ "الفيدا" والتي تأسست عام 1993 وزعيمها هو محمد السعيد أحد قادة جبهة الإنقاذ المحظورة، وقد تمت تصفيته على يد جمال زيتوني مع رفيقه عبدالرزاق رجام في إطار الحرب والصراعات الداخلية بين التنظيمات الإسلامية المسلحة في خريف 1995، ووجهت طبعا أصابع الإتهام للإختراق الذي لعب الدور البارز فيه الجنرال الراحل إسماعيل العماري، وهذا الذي سنعود له قريبا في ملف مثير للغاية، وقد خضعت المجموعة لتدريبات موسعة على حرب العصابات في احدى ثكنات الحرس الثوري الإيراني في طهران، حيث تلقت مصالح الأمن الجزائرية في بداية 2000 معلومات عن عودة المجموعة التي تنقلت إلى ايران بطلب من أمير التنظيم شابي عبد الرحمان، ومن المفروض إلتحاقهم بمرتفعات ولاية المدية وبتنظيم علي بن حجر المسمى "الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد"، وهذا الأخير قد التحق بالوئام المدني وإستفاد من العفو الرئاسي في 11 جانفي 2000... المجموعة تتكون من سبعة عناصر وهم –حسب صحيفة الحياة اللندنية الصادرة بتاريخ 28/06/2005- أنهم:

1- ش. بن دحمان المدعو عبدالرحمان

2- ب. محمد المدعو يوسف

3- م. خالد المدعو هشام.

4- ب. رضا المدعو عادل.

5- ح. نورالدين المدعو عبدالله.

6- ب. شريف الدين بوعلام المدعو علي.

7- ح. باشا سمير المدعو سيف الدين.

جزائريون في ثكنات الحرس الثوري...



نقلت إعترافات المقبوض عليهم صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها المشار إليه سابقا عن طريق مراسلها في الجزائر محمد مقدم وهو المدعو "أنيس رحماني" مدير تحرير صحيفة "الشروق اليومية" و"المقرب" من المصالح الأمنية، وقد نشر كتابا عن "الأفغان الجزائريين" وكله تقارير أمنية سرية تحصل عليها من خلال علاقته بالمصالح المعنية ، ومما جاء في التقرير الذي ننقله كما ورد في المصدر:

(واعترف «عبد الرحمن» في التحقيق معه أنه بمجرد خروجه في كانون الاول (ديسمبر) 1995 من الكمائن التي نصبتها السلطات للإسلاميين المتشددين في الصحراء وعودته إلى بلدته في عين الدفلى (150 كلم غرب) تلقى، عبر شخص تعرف عليه في المعسكر، رسالة من عبد القادر صوان الذي كان في تلك الفترة «أمير» الجماعة الإسلامية المسلحة لمنطقة «جبل اللوح» طلب منه فيها الالتحاق بالجماعة لكنه رفض.

وبعد سلسلة طلبات تقدمت بها قيادات محلية في «الجماعة» وافق «عبد الرحمن» على أن يندمج في أنشطة دعم التنظيم المسلح وبمزاولة أنشطة تجارية بأموال تسلمها له على أن تحول بعض أرباحها إلى عائلات المعتقلين والمفقودين أو المسجونين من نشطاء الجماعات الإسلامية المسلحة.

وتولى «عبد الرحمن» في وقت لاحق دعم جهود المدعو مصطفى بلعيدي وهو من العاصمة الجزائر، في الوساطة والتنسيق بين مختلف الفصائل والكتائب المنشقة عن «الجماعة» مثل «جماعة جبل اللوح»، و»جماعة كرطالي»، و»جماعة بن حجر»، بهدف توحيدها تحت راية تنظيم سلفي، لكن هذه المساعي تعثرت فقرر سيد علي بن حجر تأسيس تنظيم مسلح جديد يدعى «الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد» والذي تشكل أساساً من ناشطين سابقاً في تيار «الجزأرة» بزعامة الشيخ محمد السعيد الذي تعرض إلى التصفية الجسدية من طرف أمير «الجماعة» جمال زيتوني المدعو أبو عبد الرحمن أمين».

وبعد أشهر تقرر معاودة ربط الصلة مع تنظيم «الجبهة الإسلامية للجهاد في الجزائر» التي تعرف اختصاراً باللغة الفرنسية باسم «الفيدا» والذي تشكل سنة 1993 من تيار «الجزأرة»، واختص في قتل المثقفين والصحافيين بالعاصمة والضواحي. وقد عقد أول لقاء تنسيقي بين ممثلين عن «الرابطة» و «الفيدا» في أحد مساجد حي باب الوادي الشعبي بالعاصمة في أيلول (سبتمبر) 1997، وشارك فيه كل من المدعو «رحماني» والمدعو «بوبراس».

وبسبب مخاوفه من التعرض إلى التصفية الجسدية اضطر «عبد الرحمن» في العام 1998 إلى اتخاذ قرار الرحيل من بلدته خوفاً من بطش «الجماعة» وناشطين في تنظيم «الهجرة والتكفير» الناشطين في بلدة خميس مليانة في ولاية عين الدفلى حيث استقر بمدينة زرالدة السياحية (20 كلم غرب).

وبعد أشهر تلقى «عبد الرحمن» اتصالاً من المدعو «أمين» وهو ناشط بارز في تنظيم «الفيدا» طلب منه المساعدة في إيجاد طلبة جامعيين بقصد إرسالهم إلى الخارج لمواصلة دراستهم مع تحديد التخصصات المطلوبة وهي الإلكترو************ والميكا************. وقد تولى «عبد الرحمن» الاتصال مع «ب بوعلام» المدعو علي الذي كان تعرف عليه في جامعة البليدة (50 كلم جنوب) والذي اختار له طالبين هما «يوسف» و «عبد الله».

يقول «ب محمد» المدعو «يوسف» خلال التحقيقات القضائية أنه تلقى الاقتراح في نهاية 1997 عندما اتصل به صديقه في الجامعة «ب بوعلام» المدعو علي بحضور «ح نور الدين» المدعو عبدالله وعرض عليه فكرة التكوين في الميدان السياسي في الخارج لمصلحة «الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد» بزعامة علي بن حجر بما أنهم، كما قال، يتقاسمون فكرة الجهاد وأهمية مباشرة العمل السياسي للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة بعد انتهاء الهدنة. وقال «علي» خلال اللقاء أنه «عضو مؤسس» في الرابطة وزعم أن له اتصالات مع أجهزة الأمن في إطار الهدنة وأن الهدف من التكوين في الخارج هو التحضير للمستقبل.

أما «م خالد» المدعو هشام فقد ذكر في إفادته أنه بدأ منذ منتصف التسعينات بالنشاط لمصلحة «الجماعة الإسلامية المسلحة» برفقة زميله «ب رضا» المدعو عادل من خلال تسليم المناشير وبيانات التنظيم المسلح ورصد تحركات قوات الأمن قبل أن يتصل بهم «ط محمد» المدعو بشير أحد منسقي «الرابطة» والمدعو فؤاد الذي أخبرهم في لقاء عقد بالبليدة أنه بصدد البحث عن شباب لتلقي تدريب على القتال في ثلاث بلدان ولمح له «بشير لاحقاً أن «الرابطة» قررت إرسالهما إلى منطقة الشرق الأوسط للتدرب في ميدان القتال والأسلحة.

وفي أواخر كانون الاول 1997 عقد لقاء بين الثلاثة وهم «يوسف» و «عبد الله» و «علي» مع المدعو «الحاج» الذي قدم نفسه بصفته مؤسس «الرابطة» وعضو مجلس الشورى في «جبهة الإنقاذ». وأوضح «علي» في إفادته أن «الحاج» هو «ش بن دحمان» المدعو عبد الرحمن وهو رئيس سابق لبلدية خميس مليانة (110 كلم غرب) في فترة حكم «جبهة الإنقاذ».

وتم خلال اللقاء الحديث عن أهمية التكوين في الخارج وشدد على أهمية ذلك في «مرحلة ما بعد الهدنة» وبادر «الحاج» إلى ربط «يوسف» بأمير الرابطة سيد علي بن حجر الذي التقى به للمرة الأولى في مطلع العام الجديد وعرض عليه شغل منصب «المكلف بالاتصال»، ووافق على ذلك مما جعله لاحقاً «حلقة الربط» بين معقل «الرابطة» في تمزغيدة بأعالي مرتفعات المدية الجبلية مع ناشطي تنظيم «الفيدا» في العاصمة وهي المهمة التي أوكلت اليه حتى سفره.

وقبل أيام من مغادرة الجزائر اتصل «علي» بكل من «يوسف» و «عبد الله» للقيام بالإجراءات الضرورية واستلما معاً، عشية السفر، من المدعو «عبد الرحمن» مبلغاً من المال وتوجها في الخامس من تشرين الاول (أكتوبر) 1998 إلى سورية حيث كان في استقبالهم كل من «سيف الدين» و»هشام»، وتعرفوا على المدعو «أبو عمار الإيراني» الذي تبين لاحقاً أنه المكلف بالتكوين.

وبعد 23 يوماً من الإقامة في حي يدعى «مزة» في جبل دمشق (في إفادة أخرى قال أن الحي يدعى بزة) قرر «علي» العودة إلى الجزائر بينما انتقل بعد ذلك «يوسف» و»عبدالله» إلى سكن محاذي لبناية تابعة للسفارة الإيرانية في العاصمة السورية لمدة أشهر أخرى. وأكد «عبدالله» في إفادته انه سلم إلى «هشام» خلال إحدى اللقاءات مع «أبو عمار» جواز سفره. وجاء في أكثر من إفادة خلال التحقيق أن «أبو عمار» هو على الأرجح مسؤول في سفارة إيران في دمشق.

وبمجرد عودته بدأ «علي» في البحث عن شخصين لأن العدد المطلوب كان خمسة نشطاء، وهو ما اضطره إلى عرض المسألة على المدعو «عمار» الموجود في سويسرا لمساءلته في الأمر. ولتجنب شكوك مصالح الأمن أو رقابتها أسند هذه المهمة إلى المدعو «زكريا» والذي يكنى أيضاً باسم «سيد علي» لأسباب عدة أبرزها أنه كان معتاداً على الاتصال به عبر البريد الإلكتروني وطرح عليه أسئلة عدة عن أهمية التدريب العسكري في وقت الهدنة؟ وحاول أن يتجنب الحديث عن قصة إرسال الطلبة إلى إيران وطلب زيادة العدد وكان رد «عمار» هو تأكيد «الحاجة إلى التدريب العسكري سواء في السلم أو في الحرب»، وأن المصلحة هي التي اضطرته إلى ذلك وأن العدد تم تحديده مسبقاً ورفض البحث عن طلبة جدد، وترك المهمة بين يدي «زكريا» و «علي» وتم التوافق بعد ذلك على إرسال كل من «هشام» و «عادل».

ويذكر «يوسف» في إفادته أن «أبو عمار الإيراني» انفرد في مطار دمشق خلال السفر إلى طهران في الثامن من آذار (مارس) 1999 بكل من «سيف الدين» و «هشام» وقام بتمريرهم مباشرة إلى قاعة الركوب من دون الخضوع إلى المراقبة، وحاول «يوسف»، كما أضاف في إفادته خلال التحقيقات، لفت انتباه الضابط السوري باستعمال جواز سفره وبأنه جزائري الجنسية إلا أن «أبو عمار» تدخل وتكلم مع الضابط السوري.

وبمجرد الوصول إلى طهران توجهوا إلى بيت المدعو «الهاشمي» وتلقوا عنده تمريناً في كيفية إنشاء المنظمات السياسية والجمعيات وطرق ومناهج تسيير الجمعيات وكيفية تأطير الجماهير وفن الخطابة والتحقيق والتحقيق المضاد والمطاردة والمطاردة المضادة والتصوير والاتصالات.

وبعد استكمال التكوين السياسي حولت المجموعة إلى ثكنة عسكرية على بعد 160 كلم جنوب طهران حيث تلقت بحضور مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، تدريبات على أسلحة الكلاش************وف والمسدسات وركب مركب وقذف صاروخ «ريج» وتمرين على كيفية وضع الحواجز والخروج من الكمائن والاستدراج وتفتيش السيارات وتكوين مبدئي حول الأسلحة. وشمل التمرين أيضاً فن الاتصالات السرية.

وبعد انتهاء التدريب السياسي والعسكري الذي استمر نحو شهرين التحق بهم مجدداً «سيف الدين» و «هشام» قبل أن يغادروا طهران إلى تركيا ومنها إلى الجزائر بعد أن تسلم كل واحد منهم مبلغ 300 دولار أميركي.

وفضل «سيف الدين» الذي كان يقيم أصلاً في الولايات المتحدة الأميركية البقاء في سورية وأرسل صوره الشمسية إلى «زكريا» ليصدر له بطاقة هوية ورخصة قيادة سيارة مزورة باسم مالك بوعكوير تحت رقم 456826 الصادرة بتاريخ 16 سبتمبر 1998 عن دائرة الشراقة ولاية الجزائر (7 كلم غرب), وتمكنت قوات الأمن من حجزها لاحقاً.

وعاد «سيف الدين» إلى الجزائر في كانون الاول 1999 للاستفادة من تدابير قانون الوئام المدني الذي يمنح عفواً جزئياً أو كلياً عن عناصر الجماعات المسلحة مقابل التخلي عن العمل المسلح، لكنه اعتقل بعد أيام بسبب قصة «طائرة الجماعة» التي اتهم بشرائها في سويسرا بقصد وضعها تحت تصرف الجماعات الإسلامية المسلحة.

وقال «سيف الدين» في إفادته أنه انتقل إلى إيران بطلب من القيادي البارز في «جبهة الإنقاذ» المحظورة أحمد الزاوي «لكي لا يترك الشخصين اللذين كانا يتدربان في إيران وحدهما خوفاً من ان يقتربا من رجال الدين الإيرانيين وحتى لا يتأثروا بالفكر الشيعي».

وبمجرد عودتهم أبلغ أمير «الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد» بالأمر وطلب منهم، بحسب إفادات المتهمين، الالتحاق بمركز قيادة التنظيم المسلح بمرتفعات جبال المدية لكن «زكريا» رفض الطلب على اعتبار أن هؤلاء غير معروفين لدى مصالح الأمن ولا أفراد الجماعات الإسلامية المسلحة وأن بقاءهم في العاصمة «سيكون أجدى وأنفع للجهاد» وبعد أخذ ورد قرر الموافقة على طلب بقائهم لكنه اشترط منهم تحرير تقرير مفصل عن المهمة في الخارج، وهو ما تم وسلم له التقرير كاملاً. وقد نظم لهم «علي» لقاء بالجزائر العاصمة مع «عبدالرحمن» بصفته موفد قيادة التنظيم المسلح وقدموا له التقرير عن التكوين الذي استفادوا منه في إيران.

وقد طلب أمير «الرابطة» من «علي» مساءلة «عمار» المقيم في سويسرا عن مصير «البضاعة» التي أرسلها مع المدعو «عبدالحميد»، وتبين لاحقاً أن المدعو «أمين» وهو قيادي في تنظيم «الفيدا» تولى استلام «البضاعة» في مسجد الإمام الشافعي بالحراش (10 كلم جنوب)، وتبين أنها كانت عبارة عن كمية من الذخيرة الحية وأسلحة وأجهزة اتصال لا سلكي نقلت في مرحلة أولى من سويسرا إلى مدينة سطيف (300 كلم شرق) ومنها إلى الجزائر العاصمة ثم مرتفعات المدية.

وبقي وضع المجموعة التي تلقت التكوين العسكري في إيران على هذا النحو إلى أن تم اعتقال كل أفرادها خلال عمليات متزامنة جرت في 15 تشرين الاول 2000 بمناطق مختلفة بعد تحريات دقيقة حول أماكن وجود عناصر المجموعة التي كانت ترغب في النشاط في «الظل» بعيداً من ضغط «الجماعات المسلحة» وبمعزل عن رقابة قوات الأمن).

ومن تمكنا بالحديث إليهم حمدي باشا سمير الذي قضى 6 سنوات بين سجني الحراش وتيزي وزو، وهو يتحدر من ولاية تبسة أفرج عنه في نوفمبر 2006 بعد نهاية عقوبته، يقيم حاليا بنواحي حيدرة وهو ينتمي لعائلة ثرية قضى عدة سنوات بالولايات المتحدة الأمريكية ونال شهادة تخصص في الكمبيوتر، أكد لنا أنه بالفعل تنقل إلى إيران لما أقام لأشهر بدمشق وتلقى تدريبات على حرب العصابات وقد تعرض أثناء التدريب لحادث في عموده الفقري، وقد إلتقى خلال تلك الفترة التي قضاها بطهران بأحمدي نجاد الرئيس الحالي لإيران حيث كان حينها عمدة العاصمة الإيرانية، ومما ذكره لنا أن نجاد أكد دعمه لهم، وان البلدية تحت تصرفهم في كل ما يحتاجونه خلال فترة تكوينهم، وأكد حمدي باشا أمرا آخر هو سعي القيادة الإيرانية العسكرية وقائد الثكنة التي تدربوا بها على أن يلتحقوا بالمذهب الشيعي وإعلان ثورة إسلامية على غرار ثورة الخميني، لتكون الدولة القادمة خمينية حتى النخاع...

حمدي باشا سمير عرف عنه أنه من تيار "الجزأرة" وتعرض لإضطهاد كبير داخل السجن، بسبب ولائه وتناقل عنه الإسلاميون المساجين بأنه "شيعي" حتى النخاع، وأصبح أميرا لقاعة الجزأرة (أ مكرر 1) التي قاد حربا ضروسا من قبل رفقة مجموعته لأجل تاسيسها وقد اشرنا لذلك في موضوعنا المنشور عن الإسلاميين من وراء القضبان، حتى تم تحويله بتاريخ 09/08/2005 إلى سجن تيزي وزو بعد الإضراب عن الطعام في جويلية 2005 بسبب وفاة السجين العذاوري محمد، وقد قاد الإضراب بنفسه مع أمراء القاعات نذكر منهم مباركي حميد المتهم الرئيسي في قضية مجزرة سركاجي، وكان ممثلا للمساجين في مفاوضاتهم مع النائب العام وإطارات وزارة العدل الجزائرية... أما عن قضية التشيع فقد أكد لنا حمدي باشا أنهم كانوا يصلون صلاتهم ويتعبدون على مذهبهم لتفادي الحرج، حتى يتحصلون على ما ذهبوا لأجله، وفي رده عن سؤالنا حول عدد الجزائريين الذي تدربوا في ثكنات الحرس الثوري فقد أخبرنا بأنه لم يقتصر الأمر على مجموعته فهناك الكثيرين ممن تدربوا والتحقوا بتنظيمات شيعية بأفغانستان وعادوا بعدها للجزائر، على غرار ما قامت به السعودية من تجنيد للشباب في أفغانستان وبدعم أمريكي، وقد سعت السلطات الرسمية للثورة ومرشدها الأعلى من أجل صناعة ما يسمى بـ "حزب الله" في الجزائر أو حتى كتائبا لأنصار المهدي، توالت الإتصالات خاصة في الأخيرة لشريف قوسمي وكانت سرية للغاية، وربما ساهمت مساهمة فعالة في القضاء عليه من طرف مصالح الأمن، وطبعا الفضل يعود للجزائريين الذين التحقوا بالحوزات العلمية عن طريق شيعة سوريا...

يتبع

حسينا 28-11-07 04:57 AM

بقلم: أنور مالك -كاتب صحفي مقيم بباريس

(الجزء الثاني)

نشرت جريدة الشروق اليومي في عددها الصادر بتاريخ: 23/01/2007 وتحت عنوان: "جهات إدارية تتلقى تعليمات للتحقيق في ظاهرة التشيع في الجزائر"، ومن دون أن تكشف عن طبيعة هذه الجهات، لكن علمنا من جهات مطلعة أن مصالح الأمن لعدة ولايات منها وهران ومعسكر وتيارت وتبسة وباتنة وسطيف وقسنطينة وجيجل والجزائر العاصمة هي التي تقوم بالتحقيق السري لمعرفة حقيقة ما يروج له في الأوساط الشعبية خاصة، فضلا عن العلاقات مع الخارج،مما يعطي الإنطباع مدى تخوف السلطات من إنتشار التشيع بين الجزائريين، والمتواجد في الأحياء الشعبية والمدارس الثانوية خاصة، وهذا الذي يمهد النفوذ الإيراني في المنطقة على غرار ما يحدث في العراق، وإن حاولت بعض الجهات التقليل من الأمر، فنسجل هنا موقف الشيخ عبدالرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء الجزائرية الذي قلل من شأن ذلك بالرغم من إعترافه الضمني بوجود الظاهرة، في تعليقه عن ما سمي بالمد الشيعي في الجزائر بقوله: " "ليس من اللياقة الخوض في مسألة التشيع أو التنصير، وكلاهما ظاهرة موجودة في الجزائر، وأعتقد أن الاهتمام بهذا الموضوع يعتبر من قبيل العبث وتحويل الأذهان إلى ما هو أقل أهمية من القضايا ذات الأولوية".... وكما ذكرنا أن إيران تشكل هاجسا مرعبا للسلطات الجزائرية، وخاصة في ما يتعلق بالدعم الإيراني للمسلحين، حيث تتهم طهران على أنه تريد انقلابا شيعيا في المغرب العربي...



أمير الجيا في معاقل حزب الله...



علاقة إيران بالعمل المسلح تجلى أيضا في قضية أمير الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" السابق محفوظ طاجين المدعو "أبو خليل" الذي خلف الشريف قوسمي المدعو "أبو عبدالله أحمد" والذي قضي عليه في سبتمبر 1994، بعدما نصبت له مصالح الأمن كمينا وعثرت بحوزته على رسالة علي بن حاج الشهيرة، وقد روجت بعض وسائل الإعلام الرسمية والأمنية على أن قوسمي شيعي أيضا وهذا الذي لم نتمكن من تثبيته بسبب المعلومات الشحيحة في هذا الباب، أما طاجين فقد تمت تصفيته حسب بعض المصادر من طرف جمال زيتوني، وفي حوار لصحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر بتاريخ 07/06/07 تحدث أحد القياديين السابقين في العمل المسلح وهو عمر شيخي المدعو "أبو رقية"، وهو أمير سابق لمنطقة الأخضرية (ولاية البويرة) أحد المناطق الساخنة والملتهبة إبان الحرب الأهلية الجزائرية، وهي محاذية لجبال الزبربر التي شهدت أعنف المعارك والأحداث، وقد سلم نفسه في إطار قانون الرحمة لعام 1995 الذي سنه الرئيس الأسبق اليمين زروال، وأكد العقيد سمراوي في أحد شهاداته كضابط مخابرات بعلاقة عمر شيخي بالمخابرات الجزائرية على غرار مدني مزراق وكرطالي... حيث مما جاء على لسانه بان محفوظ طاجين كان النائب الأول لشريف قوسمي في قيادة الجماعة الإسلامية والمسلحة، ولما قتل هذا الأخير في 1994 من الطبيعي أن يكون خليفته على رأس التنظيم، ولكن الخلافات كانت قائمة حيث أنه متهم بالجزأرة والتشيع وهناك أمور كثيرة ضده لم يفصلها عمر شيخي، وقد حدثت نقاشات أيام الشريف قوسمي عبر حلقات حول تشيع محفوظ طاجين وكان "الأمير الوطني" يعتبرها مجرد إتهامات لا دليل عليها، غير أنه في النهاية إقتنع بأنه جزأري وشيعي، وقد أكد شيخي أن الشريف قوسمي كان سيفتح تحقيقا ضده لكنه قتل قبل أن يفعل ذلك...

في إجتماع تعيين الأمير رفض الكثير من قادة السرايا والنواب القادة تعييه أميرا وطنيا، فإضطر طاجين بأن يتنازل عن الإمارة لجمال زيتوني، وطبعا هنا عرفت الجزائر تحولا رهيبا ومجازرا فظيعة ومروعة... أما عن الخلفيات التي دفعت إلى إتهام محفوظ طاجين بالتشيع فيقول عمر شيخي: (كان إرساله مقاتلين للتدرب في لبنان أحد الأسباب التي أثارت الشكوك حوله، سأله قوسمي عن هذا الأمر فأجابه بالحرف الواحد:"نحن نستعمل الشيعة الإيرانيين ولا نمشي في منهجهم"، فقال له قوسمي: "إن الشيعة لا يمكنك أن تستعملهم فهم سيستعملونك حذار ثم حذار، لقد أرسلت وفدا إلى حزب الله في لبنان فحاذر أن ترسل وفدا آخر"، لكن محفوظ لم يكترث بذلك، فهيأ دفعة ثانية ذهبت إلى لبنان، فتح تحقيق مع الناس الذين ذهبوا إلى لبنان، وأنا من الذين حققوا معهم، كان تحقيقا عاديا، لم يكونوا راضين عن التدريبات وقالوا ان منهجهم ومنهجنا مختلفان، كانوا ينزلون إلى سورية ومنها إلى لبنان، ممثلهم يدعى رشيد-ع كان يتخذ من سورية مركزا له، كان ممثل محفوظ في الحقيقة، لكنه كان يعمل بوصفه ممثلا للجماعة –يقصد الجماعة الإسلامية المسلحة- وفي إمارة زيتوني، قال له الأمير –يقصد جمال زيتوني طبعا- أن يعود من سورية إلى الجزائر لكنه رفض.

وكيف بدأت تلك العلاقة بين محفوظ والإيرانيين؟

محفوظ ذهب بنفسه إلى لبنان حيث بقي قرابة ستة أشهر كان ذلك في 1991 عندما أراد الذهاب إلى حرب العراق، كانت مجموعة كبيرة من الجزائريين حضرت نفسها للذهاب إلى العراق لـ "الجهاد" ضد القوات الأمريكية خلال حرب الخليج في 1991، ذهب محفوظ إلى سورية آنذاك وهو يقول بحسب روايته، أنه كان يريد الذهاب إلى العراق، فإذا به يلتقي صدفة (في سورية) فتحي الشقاقي زعيم "الجهاد الإسلامي" الفلسطيني، فقال: ماذا تفعلون هنا (لمجموعة الجزائريين)؟ تحدثا في دردشة قصيرة، وقال له فتحي الشقاقي (لقد إغتالته إسرائيل في ديسمبر من عام 1995 بجزيرة مالطا): إذا أحببتم أن تنزلوا إلى لبنان نسهل لكم الأمور، فقال محفوظ: ما في إشكال ننزل إلى لبنان... نظم الشقاقي الأمور وتركهم في فيلا، وبعد فترة تم إدخالهم إلى لبنان حيث بقوا ستة شهور، دخلوا عن طريق فتحي الشقاقي، وهو يقول لنا –يقصد محفوظ طاجين- أنه صلى مع الشيعة وفعل معهم كذا وكذا، لكننا لم نأخذ عليه قضية دخوله إلى لبنان آنذاك، ولكن بعد فترة بدأنا نرى رسائل تصله من مشايخ الشيعة في سورية، وهو أمر أخاف "الجماعة" كانوا "مشايخ الشيعة" يتعاملون مع محفوظ مباشرة من دون المرور بقيادة الجماعة...).

ثم يروي عمر شيخي قصة حدثت بالجبل بعدما تنازل محفوظ طاجين عن الإمارة لصالح جمال زيتوني قائلا:

(بقي محفوظ عضوا في مجلس الشورى لـ "الجماعة" بعدما تنازل عن الإمارة لمصلحة زيتوني، وأذكر أننا كنا نسير نسير في سيارة على الطريق في منطقة بوقرة معقل "الجماعة" –ولاية البليدة- فإذا بنا نلتقي ببعض الإخوة، لكن المكان كان مظلما فأعتقدنا أننا وقعنا في كمين للجيش، لكن الإخوة كانوا مع جماعتنا، هم عرفونا لكننا لم نعرفهم، ففتحنا أبواب السيارة وقفزنا منها، رمى محفوظ بنفسه فأصيب بكسر، جلس مدة طويلة وهو مجبر، نزل إلى العاصمة وارتاح وكنا نرسل وراءه اذا إحتجنا إليه).

وطبعا الكل يعرف أن محفوظ طاجين تمت تصفيته من طرف جمال زيتوني في إطار حملة التطهير الداخلية، وقد أخبرني خنافيف أحمد وهو من قدماء الجماعة الإسلامية المسلحة في البليدة بان زيتوني قام بتصفية رجال الجزأرة على غرار محمد السعيد وعبد الرزاق رجام ومحفوظ طاجين بتهمة الجزأرة التي يراها الوجه الآخر للتشيع في الجزائر، هكذا هو الظاهر الذي أقنع به جماعته، وفي الأصل أن السبب هو رغبته الجامحة في السيطرة على التنظيم، حتى ينفذ به مخططاته التي ظهرت من بعد برفقة صديقه وأمين سره عنتر زوابري، وسوف نتعرض لاحقا في هذا الملف عن إعترافات مثيرة لأحد قادة تنظيم "الجيا" المسجونين حاليا يكشف فيه دور الشيعة المندسين في التنظيم والذين يعتقدون بكفر الشعب الجزائري السني في المجازر المقترفة في حقه...



عين على العلاقات الجزائرية الإيرانية



مما يجب أن نتحدث فيه هو مسيرة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وإيران، وهو مما قد يجلي بعض الشيء طبيعة هذا المد الفارسي المنشود، والذي يستهدف كل العالم الإسلامي ويكفي ما كشف مؤخرا عن رغبة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بتعويض الإحتلال الأمريكي للعراق بإحتلال إيراني مهده شيعة العراق كالسيستاني وآل الحكيم وآل الصدر وعصابة المالكي والجعفري وغيرهم...

عاشت العلاقات الثنائية بين الجزائر وغيران على صفيح ساخن، فقد أيدت الجزائر "الثورة الخمينية" التي إندلعت في 1979 وقد توثقت العلاقات بعدها، حتى زار الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد طهران عام 1982 وأثناء الحرب العراقية الإيرانية الحامية الوطيس، ولعبت الجزائر دورا بارزا في تمثيل ورعاية المصالح الإيرانية في أمريكا بعد قطع العلاقات بين طهران وواشنطن في 07/04/1980، وأيضا مما يمكن تسجيله ما قامت به الجزائر من دور بارز لأجل الإفراج عن 50 دبلوماسيا أمريكيا احتجزوا كرهائن في السفارة الأمريكية بطهران في 04/11/1979، وطبعا الدور الآخر خلال الحرب العراقية الإيرانية (80-88) وقد دفعت الثمن باهضا وتمثل في تحطم طائرة تقل وزير الخارجية الجزائري محمد الصديق بن يحيى في 03/05/1982 على الحدود العراقية التركية، أدى إلى مصرعه وهو حادث غامض لم تكشف خفاياه لحد الساعة ولا الجزائر سعت من أجل الوصول للحقيقة بالرغم مما سجل هنا وهناك عن إغتيال إستهدف رئيس الدبلوماسية الجزائرية، لصالح أطراف مختلفة تريد إستمرار نزيف الحرب... العلاقات توترت في ما بعد بسبب "مساندة" إيران للجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة حاليا، وقد اعتبرته الجزائر تدخلا في شؤونها الداخلية، ومما يمكن ذكره في هذا السياق ما أشارت إليه الصحيفة البريطانية "الديلي تلغراف" في تقرير لها، إبان التهجم الإيراني على الجزائر بسبب حل حزب جبهة الإنقاذ، من أن طهران وعدت الحزب المحل بمبلغ 5 ملايين دولار في حال وصوله إلى السلطة، ومن دون أن تكشف أسباب هذا الدعم بالرغم من الإختلاف العقدي بين الجبهة التي تتخذ من السلفية منهجا، وهو ما تعتبره إيران "وهابية" معادية لمذهبها الرسمي الإثني عشري الذي تسميه "مذهب آل البيت"... قامت الجزائر بإبعاد 7 دبلوماسيين إيرانيين من بينهم الملحق العسكري والثقافي ومساعد السفير، في إطار قرار التقليص من التمثيل الدبلوماسي للبلد المعني، لـتأتي خطوة أخرى ضربت العلاقات بين البلدين في مقتل وتمثل في سحب الجزائر لسفيرها عبدالقادر حجار –وهو ممثل الجزائر في جامعة الدول العربية حاليا- وعدد من كبار مساعديه في أوائل 1992 بعد قيام إيرانيين بمحاصرة السفارة الجزائرية وبيت السفير بطهران، ثم جاء القرار الحاسم وهو قطع العلاقات بصفة نهائية في شهر مارس من عام 1993 إبان حكم ما سمي بالمجلس الأعلى للدولة بقيادة علي كافي، وإن كانت قد شهدت فترته وفترة خليفته اليمين زروال محاولات خاصة من الجانب الإيراني لأجل تصحيح مسيرة العلاقات ووضعها في كف الصلح إلا أنها باءت بالفشل، بسب إصرار النظام الجزائري على إتهام إيران بدعم المسلحين الإسلاميين ماديا ومعنويا وسياسيا وإعلاميا... إيران تعتبر الجزائر الحليف المهم والمفضل والإستراتيجي خاصة بعد الإنقلاب على ليبيا بسبب إختفاء رجل الدين الشيعي موسى الصدر في ظروف غامضة خلال زيارته لليبيا عام 1977، وزاد الطين بلة أن أحمد جنتي وهو أحد "آيات الشيعة" في إيران ورئيس مجلس صيانة الدستور وخطيب جمعة طهران، قد أعلن عن سروره بإغتيال الرئيس محمد بوضياف...

عند نهاية التسعينيات وخاصة في عهد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، بالرغم من الإستقبال الفاتر لفوزه بإنتخابات عام 1999 من طرف طهران، إلا أنها أعلنت دعمها لمسار الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي جاء بها بوتفليقة، حسب الظاهر من السياسة الجزائرية وإن كانت في الأصل سبب "الإنقلاب المقنن" على زروال بإستقالة ملغومة، وقد جاء بوتفليقة للحكم من طرف زمرة عرفت بالسلطة الموازية التي يقودها جنرالات الجيش وسماها الرئيس نفسه بالتوازنات خلال الحملة الإنتخابية لميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وقد سجل المنعطف البارز والتاريخي في مسيرة العلاقات هو اللقاء بين الرئيس الإيراني محمد خاتمي ونظيره الجزائري بوتفليقة على هامش قمة إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في قمة الألفية، ليتم تبادل السفراء في أكتوبر 2000، ثم تشكيل اللجنة الإقتصادية المشتركة الجزائرية الإيرانية وعقدت أول إجتماع لها في جانفي 2003 بالجزائر... تتطور الأمور بزيارات لمسئولين سامين، حيث قام رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري (الغرفة السفلى للبرلمان) بزيارة لطهران في أوت 2001 وإستقبله رسميا الرئيس خاتمي، لتأتي الزيارة الأخرى لرئيس مجلس الشورى الإيراني مهدي كروبي في أكتوبر 2003، لتتوج بالحدث الأكبر والأبرز وهو زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لإيران في 17-20 أكتوبر 2003، حيث تم توقيع 18 إتفاقا للتعاون الثنائي بين البلدين في مجالات مختلفة كالقضاء والصناعة والنقل والمالية... الخ، ليرد الزيارة الرئيس محمد خاتمي في 02 أكتوبر 2004 هللت لها وسائل الإعلام المختلفة كثيرا... أيضا مما يمكن تسجيله هو إعلان طهران إستعدادها لوضع خبراتها في مجال الطاقة النووية تحت تصرف الجزائر في نوفمبر 2006، مما اعتبره البعض يصب في خانة توزيع الضغط الذي تمارسه القوى الغربية على إيران بسبب نشاطها النووي، واختيار الجزائر رافق تصريحات ومحطات إعلامية توعز بالقلق المتزايد لدى القوى الكبرى من البرنامج النووي الجزائري... وأيضا زيارة الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد في 06/08/2007، التي أجلت من قبل منذ 5 اشهر بسبب طوفان الغضب الشعبي العارم على الطريقة التي أعدم بها الرئيس العراقي صدام حسين من طرف الحكومة الصفوية الشيعية، وقد رآها بعض المحللين على أنها تصب في دائرة سعي طهران من الإستفادة من العلاقات الجزائرية الفرنسية والأمريكية في ما يخص ملها النووي الذي فتح عليها ابواب الحصار الإقتصادي وربما الحرب في الأفق التي نستبعدها نحن حاليا لعدة إعتبارات أهمها غرق أمريكا في المستنقع العراقي، فضلا عما تسعى له أمريكا وحلفاؤها من مخرج يحفظ لها ماء الوجه... وما لاحظناه من خلال إطلالتنا على مسيرة العلاقات بين البلدين من أنها عرفت الشد والجذب بسبب الدعم الإيراني للمسلحين، وقد أكدنا سابقا بأمثلة وملفات ملموسة لا زال أصحابها على قيد الحياة مدى سعي إيران لتحقيق تواجد مسلح لها بالجزائر، من خلال تنظيمات شيعية مسلحة وموالية للمشروع الإيراني في المنطقة الذي ينبني على تصدير الثورة ودعم الحركات الأصولية في العالم والتي تعد من أسس الدستور الإيراني... وقد رآه أخرون بأنه إستباق إيراني للسيطرة على منابع النفط الذي يعتبر المخطط الإستراتيجي الأمريكي، ولن يتحقق لها ذلك إلا بتصدير "الفكر الشيعي" من خلاله تستطيع أن تفرض التواجد الإيراني، كما يحدث الآن مع العراق وسيحدث مع سوريا مستقبلا، وقد حدث مع لبنان من خلال "حزب الله" وزعيمه حسن نصرالله الذي يمجد نفسه دائما ويفتخر بأنه تلميذ لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي... من خلال ما تقدم نستخلص نقطتين هامتين:

1- أن المد الإيراني في المنطقة ينطلق من منطلقات عقدية وهي طبعا عقيدة التشيع، ولذلك تجدها دائما تدعم الحركات المتطرفة لأجل كسب ودها الذي يتحول غالبا إلى تشيع...

2- وأن كل الأنظمة العربية عامة والجزائر من بينها طبعا تتخوف من التشيع ليس حماية لعقيدة أهل السنة التي تدين بها هذه الأنظمة، بل هو خوف من الزحف الإيراني الذي يبدأ بكتب عن آل البيت وينتهي بمليشيات دموية...



الشريعة نموذجا...



ومن الأحداث التي يمكن أن نرويها في إطار التخوف من هذا المد المرعب للجزائريين، فقد نشرت الكثير من المواقع الإلكترونية كموقع قناة العربية خبرا مفاده أنه بسبب شتم أستاذ للصحابة في قاعة الدروس وعلى مرأى تلامذته، قامت مجموعة من الأولياء بمناشدة المسئولين التربويين بالتدخل وحماية أبنائهم من "التشيع"، الذي ينتشر بين التلاميذ الذين لم يبلغوا بعد سن الرشد ويتم استغلالهم استغلالا فظيعا، حسبما نقلته وكالة قدس برس عن جريدة "الشروق اليومي" الصادرة بتاريخ 23/01/2007، فقد أرسلت مديرية التربية لولاية تبسة لجنة تحقيق في الثانوية المعنية بمنطقة بئر مقدم التي تبتعد عن عاصمة ولاية تبسة بحوالي 38 كم، ولكن من دون أن نسترسل في القضية التي أثارت اللغط والغضب وسط أولياء التلاميذ، نكشف للقراء عن نشطاء التشيع في الشريعة التي لا تبتعد عنها بئر مقدم إلا بحوالي 12 كم، وكما ذكرنا سابقا أن أستاذ التعليم المتوسط مصار محمد يمارس التدريس في مسجد لا يبتعد عن الثانوية المعنية إلا بميل واحد، وحسب الحاضرين لدروسه فهو يمارس التقية ولكن نبض التشيع يظهر من خلال ترديده لبعض المميزات كالصلاة على الصحابي علي بن أبي طالب وسبطه الحسين وترديده لبعض حكم الشيعة المعروفة...

بلغتنا من مصادر عليمة ومطلعة ورسمية أسماء أهم نشطاء التشيع في المنطقة، الذين تتابع مصالح الأمن نشاطهم في الآونة الأخيرة، وأغلبهم بالفعل يمارسون التدريس سواء في الثانويات أو المتوسطات، فنجد بوترعة يونس وهو إمام خطيب سابق بمسجد الإصلاح ومرشح سابق للبرلمان عن قائمة جبهة الإنقاذ المحظورة في إنتخابات 1991، وهو يشتغل أستاذ للتعليم التقني، وكذلك عبدالله بوطورة وهو أستاذ للرسم، وحاجي العربي ومنصر عزالدين وهما استاذان للفلسفة، ونظرا لأهمية المادة فقد ساهما في نشر التشيع بين الطلبة، ثم منصر رشيد وهو أستاذ للأدب العربي، ومنصر فرحات وهو استاذ لغة عربية في التعليم المتوسط، وكذلك عبد الحي الملقب بالردوكي الذي يعمل استاذا لمادة الرياضيات، ويوجد من يتولى مسئولية كزرفاوي بشير الذي يشتغل مراقبا عاما وقريبه زرفاوي شمس الدين يملك محلا للهواتف النقالة، وكذلك الآخر زرفاوي أبو النجا الذي إشتغل مراسلا صحفيا بعض الوقت، وحتى الطلبة قد إمتد فيهم التشيع نذكر على سبيل المثال لا الحصر جويني سليم الذي يدرس حقوق وعلوم قانونية، أيضا أحمد مباركية أستاذ ثانوي ويملك مقهى أنترنيت وساهم مساهمة فعالة في التوجيه وتنزيل المطبوعات ونشرها بين شباب المنطقة... آخرون مثل الخطاط غلاب لمين والمهندس سالمة سليم والصيدلي عبدالعالي زهاني وهو يتحدر من ولاية بسكرة، وعبد السميع شابي الذي يعمل بالبلدية... الخ، وتركز التشيع في متقنة الشريعة يعود اساسا لأول شيعي على مستوى تراب ولاية تبسة وهو محمد قفاف الذي إشتغل مديرا لها، ولكن تم توقيفه بسبب فضيحة مالية وأخلاقية... وكما ذكرنا أنه يوجد بينهم من زار إيران وتصله الكتب والمجلات ويقوم بتوزيعها بين الشباب والطلبة خاصة مثل "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار"، و"تفسير العسكري"، و"مجمع البيان"، و"تفسير الكاشي"، و"تفسير العلوي"، و"تفسير السعادة للخرساني"، و"مجمع البيان"... وقد حاول من قبل قفاف محمد حشو مكتبة المتقن التي يديرها ببعض هذه الكتب والمجلات التي تصله من سوريا وقم، ولكن وجد بعض الأساتذة له بالمرصاد، وقد بلغنا من طرف اشخاص بأنهم يتنقلون كثيرا لباتنة (تبتعد عن الشريعة حوالي 180 كم) وخاصة في المناسبات الدينية لممارسة طقوس الشيعة المعروفة، وسوف نعود في محطة خاصة بأماكن ممارسة الشعائر الشيعية في الجزائر، وننفرد بتحديد المحلات المخصصة لذلك عبر بعض ولايات الوطن...

فيروز لزنك... رحلة الذهاب والعودة !!



مما يمكن أن نرويه قصة فيروز لزنك الطالبة بجامعة باتنة، تتحدر من منطقة أولاد جلال (ولاية بسكرة)، والتي عرفت بتشددها من خلال ما رواه لنا زميلاتها بالحي الجامعي، وقد أعلنت عن تشيعها في بعض مواقع الانترنيت غير أنها تراجعت في ما سمته ردتها عن الإسلام، ومن دون أن نسترسل في الموضوع فقد شرحت ما يكفي في رسالتها ولا يحتاج إلى أدنى تعليق...

نص رسالتها من قبل لما تشيعت ونشرتها في كثير من مواقع الانترنيت:

(الاسم الكامل :فيروز
الدولة : الجزائر تاريخ ومكان الولادة :24/ 6/ 1981
الرتبة العلمية : مهندس
الدين والمذهب السابق : مسلمة سنية
تاريخ ومكان الاستبصار :عام2003
الإقتراحات : أنا شيعية, ولكني لا اعرف إلا القليل عن المذهب , وأرجو منكم مساعدتي
أسباب وقصة الاستبصار : السبب الوحيد الذي تشيعت لأجله هو حب آل البيت عليهم السلام وخاصة الحسين فقد أحببته حتى العبودية)

نص رسالة فيروز لزنك بعد خروجها من التشيع وقد نشرت في مواقع مختلفة:

(السلام عليكم لقد كتبت البارحة قصة استبصاري وضعتها على الطاولة وخرجت وتركت الباب مفتوحا لان المفتاح ضاع مني هو الأخر ولما رجعت لم أجدها، بحثت عنها في كل مكان فلم أجدها فوكلت أمري إلى الله وبدأت على الساعة الثانية عشر اكتب واحدة جديدة فان أعجبتك يا أخي الفاضل فالحمد لله وشكرا لك وان لم تعجبك أعيد كتابة واحدة أخرى ان شاء الله، فلقد صعب علي كثيرا أسلوب السرد المختصر وضاعت الكلمات مني في قمة التأثر بهذا الموقف...

منذ ما يقارب سنتين و نصف شاهدت على قناة المنار الفضائية في العشرة أيام الأولى من شهر محرم أفلاما و مسلسلات و خطبا و محاكمات و مجالس عزاء أقيمت لسيد الشهداء و أرضا تسمى كربلاء صورت مخضبة بالدماء فبكيت وتألمت لهذه القصة التي لم اسمع بها من قبل ، وعرفت الشيعة من خلالها يندبون وينوحون ففعلت مثلهم و أخذت انتسب إلى التشيع طالبة بذلك رضى آل البيت،

وحدث أن صادفت احد الشيعة، طلبت منه أن يعرفني على المذهب ففعل و اخذ يحضر لي الكتب ، فكنت في الليلة الواحدة اقرأ ما بين 100 إلى 200 صفحة و ابحث و أقارن بالمذهب السني ولما عرفت إباحة زواج المتعة عند الشيعة فهمت مباشرة انه زنا مقنع، فأخذت الكتب عند الأخ الشيعي لأرجعها له وقلت له إنني لن أتشيع أبدا بسبب زواج المتعة، فحاول جاهدا إقناعي بأنه حلال لكنني لم أقتنع، فقال لي: أنهم لن يجبروني على ذلك ولكن المهم في الأمر هو الولاء لآل البيت و معاداة أعدائهم، وبعد أشهر من الجذب و الرد قررت الدخول في المذهب الشيعي و كان ذلك في أواخر شهر سبتمبر عام 2003، وحصلت على التربة الحسينية وبدأت أصلى عليها وأخذت ازور الامة من الزيارات الواردة في كتاب مفاتيح الجنان لعباس القمي وأتقرب إليهم وادعوهم أن يشفعوا لي عند الله وفي عاشوراء، من ذات السنة وجدت نفسي الطم وأمزق جسدي بالسكين وأصرخ وإذا بي أسجد للحسين دون الله و أدعوه أن يرحمني، وعندما عدت إلى رشدي استغفرت الله وندمت كثيرا ولما التقيت الأخ الشيعي أخبرته بما حدث، فقال لي عادي أن الحسين في حد ذاته يعتبر رب وأكد لي أني لست مشركة فادخل الاطمئنان في قلبي

ومرت الأيام بين الشك و اليقين ولم استطع النوم خوفا من الله و لكن الأخ الشيعي كان دائما يطمئنني و يؤكد لي أننا على يقين، وأخذ يغرس في صدري حب المراجع وتقديسهم، وعلمني لعن الصحابة الكرام وكره السنة وعلمائهم، ولكن أمي الفاضلة كانت دوما تحذرني من فتنة أصفهان و تقول لي أن التشيع دين الفرس ، وان غرض الشيعة من تحريم الجهاد في العراق هو إبادة العرب، وترسيخ الاحتلال الإيراني للأراضي العربية ولا طالما كنت ادخل معها في مشاجرات كلامية، وأحاول نفي كلامها فكانت تعايرني بجبن الشيعة وتقول نحن بني أمية لا نفر حتى نرى جماجمنا تخر، فكرهتها كرهي ليزيد بن معاوية وأصبحت اعتدها اكبر خصم لي

وشكلت ملحمة الفلوجة الباسلة بداية تحولي و إقناعي بأفكار أمي، فبدأت اكتشف المؤامرة و قد استوقفتني جملة لعن الله بني أمية قاطبة في زيارة الأربعين الحسينية و شممت رائحة القومية الفارسية النتنة تفوح منها، ورأيت حقد عباد النار على العرب والإسلام وبدأت اسأل نفسي: لماذا يقول الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق من نور او ليس لنفي العروبة عنه؟ وهكذا بدأت ارجع إلى مرحلة الشك ومحاولة الخروج من التشيع ولكن إدماني عليه حال دون ذلك

وبالصدفة تعرفت إلى السيد الجليل نوار الجزائري و الذي كتب الله له أن يكون السبب في هدايتي، فدعاني إلى الخروج من التشيع، فكرت في ذلك مليا وجمعت أفكاري وتأكدت بأنني على ضلال ويجب التوبة ولكني كنت احتاج إلى قوة كبيرة لاتخاذ القرار...

وفي يوم الأربعاء 2 مارس 2005 على الساعة الرابعة في حوار على الماسنجر مع السيد نوار الجزائري اثبت لي فيه أني على ضلال و استعمل معي أسلوب الترهيب و الترغيب، وفضح لي مدى دناءة الشيعة و أخبرني أن السيستاني أفتى بتحليل الاستمتاع بالرضيعة، وهذا ما اثار الاشمئزاز في قلبي فأخذت العن السيستاني وابكي ومنحني السيد نوار الجزائري القوة التي كنت افتقدها، وطلب مني الخروج فورا من التشيع فوافقت وقرأت وراءه دعاء العهد لله على آن لا أشرك به أحدا واني أبرأ إليه من الشيعة والتشيع واني لن العن الصحابة الكرام وأعلنتها توبة نصوحا لا ابغي بها غير وجه الله وادعوه أن يقبلها مني والحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله... والسلام عليكم. المخلصة فيروز لزنك).



يتبع

حسينا 28-11-07 04:59 AM

بقلم: أنور مالك -كاتب صحفي مقيم بباريس-

(الجزء الثالث)

إن كنا اشرنا في المحطات السابقة بعلاقات ثابتة لإيران بتنظيمات مسلحة في الجزائر، بعدما كانت تريد إحتواء جبهة الإنقاذ الإسلامية بالرغم من التباين الفكري والعقدي بينهما، بالرغم مما سجل عن علاقات "وثيقة" بين تيار ما يعرف بـ "الجزأرة" بطهران، إلا أننا نحاول في هذا الجزء الكشف عن حيثيات جديدة ومتطورة في قضية الشيعة والتشيع في الجزائر والذي تحاول السلطات الرسمية التقليل من شأنه، كما تفعل لحد الساعة وفي تصريحات رسمية للرجل الأول في قطاع الشؤون الدينية الرسمي، مع قضية التبشير التي تنخر بعبابها واقع المجتمع الجزائري...

الشيعة... وتدنيس المصاحف !!



كنا نعتقد من أن تدنيس المصحف المقدس حدث فقط بغونتانامو أو سجون العراق الجديدة والمختلفة في عهد "الديمقراطية الصفوأمريكية" كسجن أبي غريب الشهير مثلا، أو من طرف الحكومة الشيعية الموالية لطهران والعميلة لواشنطن التي يتزعمها مجازا الصفوي نور المالكي، والذي أقدم شخصيا برفقة مقتدى الصدر على حرق مصحف الرئيس العراقي المغتال صدام حسين بعد إعدامه، المعروف أنه رافق صدام في كثير من جلسات ما سميت تجاوزا بـ "المحاكمة"... لكن الأمر وصل إلى الجزائر بصفة مثيرة للغاية، وإن كنا نعلم أنه تم مرارا وتكرارا "تدنيس" المصحف في السجون الجزائرية وخاصة في الأجنحة المخصصة للإسلاميين أو تلك التي تعرف بأجنحة القانون الخاص، كما حدث في سجن الحراش في شهر أكتوبر 2005 وفي شهر رمضان المعظم مرات متعددة، عندما رماه العون رشيد في صحن به سائل لتطهير الأسنان، وإن كان قد نفى في التحقيق الذي فتحه المدير بومعيزة حسين علاقته بذلك، وأن أطرافا من داخل القاعات تريد تأجيج الوضع وإثارة فتنة، وكذلك حدث في سجن سركاجي في عام 1993 و 1995 و1996، وكذلك حدث بسجن البرواقية (1993،1996،1999...)، وسجن تيزي وزو في شهر ديسمبر 2001، وسجن تبسة في أوت 2001 من طرف المساعد مرزوق عمر رئيس مصلحة الإحتباس والمعروف بالجلاد الذي لا يرحم، وسجن عنابة في جانفي 1998، وسجن الشلف (1992، 1996،1997،2001)، وكان ذلك من طرف حراس السجون أثناء عمليات التفتيش العشوائية في غالبها، أو من طرف قوات الأمن والدرك ومكافحة الشغب أثناء تدخلها في قمع المساجين عندما يقومون بإضراب عن الطعام أو إحتجاج على التعذيب والمعاملات السيئة أو تدهور معيشتهم أو تدني مستوى الرعاية الصحية والعلاج، بل وصل حد المنع من دخول المصاحف للزنزانات وقاعات الإحتباس وخاصة في سجن سركاجي في بداية الحرب الأهلية، وطبعا التدنيس المسجل هو رمي المصاحف أو ركلها من طرف الأعوان أو سكب قارورات الزيت والأدوية عليه... الخ، وحتى نكون مهنيين فقد سجلت هذه الحالات أيضا من طرف المساجين الإسلاميين أنفسهم الذين صاروا يستعملون نسخ المصاحف ذات الحجم الكبير لدس الممنوعات كشفرات الحلاقة والهواتف النقالة وتوابعها من شرائح وأجهزة الشحن، وكذلك علب المسك والأوراق النقدية... الخ، وتوجب العملية تمزيق بعض أوراقه أو حفره في الداخل بما لا يثير شكوك الحراس...

لقد تم تسجيل حالات مثيرة ومقززة في شهر مارس 2007، وذلك بولاية تموشنت (الغرب الجزائري) والتي تعتبر من الولايات التي سجل فيها مؤخرا نشاطا "تبشيريا" للشيعة... قامت مصالح الأمن بفتح تحقيقات حول ستة قضايا تعلقت بتدنيس المصحف الشريف، حيث تم العثور من طرف مواطنين وحسبما ورد في محاضر الضبطية القضائية على نسخ تم تلطيخها بفضلات بشرية و نسخ أخرى بها صفحات ممزقة ومرمية بالشوارع، وقبل أن تتحرك الجهات الأمنية المعنية لكشف المتورطين، فقد سبق العثور على نسخ أخرى من المصاحف تتضمن ورقات بيضاء يتم إدراجها بين السور القرآنية، وكذلك عثر على نسخ بها طلاسما وخربشات مكتوبة بحبر الألواح لأجل تشويه صفحات المصحف وشطب آيات من السور، وأيضا سجل ما يؤكد تور ط المتشيعين في الجريمة التي هزت الوسط الشعبي حيث عثر على مصاحف مرمية في الشوارع وفي أماكن غير لائقة، وقد نزعت منها بعض الآيات القرآنية كاملة من سورة البقرة وكذلك سورة النور التي تتضمن "حادثة الإفك" وتبرئة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مما نسب اليها من طعن وإفتراء– ربما القارئ يعود لبعض التعليقات التي كتبت حول ما نشرناه في الحلقتين من سب وشتم ومس لعرض النبي (ص) – وطبعا الكل يعرف إعتقاد الشيعة في زوجة النبي (ص)، والغريب كما حدثنا به شقيق ضابط أمن على إطلاع بالقضية أنه تم شطب الآيات التي تبرئ أم المؤمنين بحبر اسود... وأشارت بعض الأخبار من محيط التحقيق أن المصاحف تم سرقتها من المساجد، بناء على ما كتب بالصفحات الأولى كملك أو وقف لمسجد كذا وكذا والدعاء لصاحبه المتبرع به بالمغفرة والرحمة، وقد يتساءل البعض عن أسباب توجيه أصابع الإتهام إلى "المتشيعين"، بالرغم من أن الجهات الأمنية لم تتمكن من القبض على المتورطين ولا حصرت نشاطهم المشبوه في المنطقة وإن دقت نواقيس الخطر في كثير من المنابر، فتوجد عدة حيثيات جعلت التهمة تلاحقهم ومصالح الأمن تتجه إليهم وهي:

1- وجود لفظ "سورة الولاية" في الخربشات التي حاولوا بها طمس بعض السور، والمعروف ان هذه السورة بها سبع آيات ربما أريد منها ان تكون بمكانة سورة الفاتحة في عدد آياتها، وقد حذفها الخلفاء الراشدون كما يعتقدون طبعا، والسورة حسب ما ورد في بعض المصاحف الإيرانية نوردها كاملة: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي وبالولي الذين بعثناهما يهديانكم الى صراط مستقيم-1- نبي وولي بعضهما من بعض وأنا الولي الخبير -2- إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم -3- والذين اذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبين -4- إن لهم في جهنم مقاما عظيما إذا نودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون للمرسلين -5- ما خلفهم المرسلين إلا بالحق وما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب -6- وسبح بحمد ربك وعلي من الشاهدين -7-) وتوجد أيضا سورة أخرى حسب اعتقادهم سميت بـ "سورة النورين"... طبعا يعود ذلك لإعتقادهم في تحريف القرآن، وقد ذكر نعمة الله الجزائري –أحد رجال الدين الشيعة وهو جزائري الأصل - في الأنوار النعمانية (2/357) أن الأخبار مستفيضة بل متواترة، وتدل بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً.، بل هو معتقد متواتر عن الشيعة الإمامية ومذكور في كتبهم، وليس مجالنا الخوض في ذلك وتوجد كتب كثيرة فصلت في الأمر وما يعرف عندهم بـ "مصحف فاطمة" نذكر على سبيل المثال لا الحصر كتاب (الشيعة والقرآن) للمغتال إحسان إلهي ظهير، وكتاب (الشيعة وتحريف القرآن) لمحمد مال الله، والخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب، وكتاب (إيران من الداخل) للكاتب والإعلامي فهمي هويدي...

2- ونجد أيضا عملية حذف السور التي تبرئ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والكل طبعا تابع السب والشتم لها في تعليقات "القراء" على ما كتبناه في الحلقتين السابقتين، فهم يعتقدون فيها ما نترفع عن ذكره في هذا المقام وقد كفانا ما أشرنا إليه من كلام فاحش وبذيء في حقها، وما تزخر به كتبهم ومراجعهم أشد وأنكى وصل حد اعتقادهم بأن ما يسمونه بـ "المهدي" لما يفك أسره من السرداب في "فرجه الشريف" يخرج أم المؤمنين من قبرها ويقيم عليها حد الزنا !!! ...

3- أيضا رافق ذلك ما تابعته مصالح الأمن من تحرك مشبوه لشيعة قادمون من وهران في منطقة عين تموشنت، فضلا عما أقدمت عليه مديرية التربية - للولاية نفسها - بتحويل أساتذة معروفين بتشيعهم إلى مناصب إدارية حماية لعقول التلاميذ وحملاتهم التبشيرية...



إعترافات حصرية لقعقاع "الجيا"...





نتعرض إلى بعض المحطات من الحديث الحصري الذي دار بيننا وأحد أمراء التنظيم الدموي في الجزائر المسمى "الجماعة الإسلامية المسلحة" والمعروف بـ "الجيا"، المعني هو موقوف الآن بسجن الحراش وحكمت عليه محكمة جنايات الجزائر العاصمة بالمؤبد في 21/03/2007، وفيه بعض المقاطع المهمة التي تكشف تصور جديد في مسيرة التنظيم الدموي في الجزائر، فما نعرفه ويروج له أنه تنظيم تكفيري ينطلق من مبدأ تكفير عموم الشعب، لكن لأول مرة نسمع من أنه أيضا تنظيم تحكمه عقائد شيعية والتي تكفر السنيين أيضا، وتلقى الدعم من رجال دين وسياسيين إيرانيين...

شامة محمد المعروف بالقعقاع من مواليد 1963 بالبليدة التحق بالعمل المسلح في بداية 1993 وعمل تحت إمارة جمال زيتوني ثم من بعده عنتر زوابري وكذلك رشيد قوقالي المدعو أبو تراب الذي قام بتصفيته هو شخصيا حسب ما ورد في قرار الإحالة وبالتواطؤ مع أمير "الجيا" الموقوف أيضا نورالدين بوضيافي المدعو أبو عثمان وكذلك عرف بـ "حكيم أر بي جي"، نورد ما دار بيني وبينه في حوار وسوف نفسر تفاصيل اللقاء بيننا في محطة أخرى قادمة ان إقتضت الضرورة...

- لماذا التحقت بالجماعات المسلحة؟

- من أجل الجهاد في سبيل الله ومقاتلة الطواغيت والدفاع عن النفس فقد كنت مضطهدا من طرف مصالح الأمن في منطقتنا ببوقرة وعلى رأسهم خالي الذي يعمل عسكري ورجل مخابرات...

- حسب ما ورد من أخبار أنك متورط في مجازر بن طلحة والرايس ولاصاص بالأربعاء...

- (يقاطعني) هو كذب أنا لم أشارك فيها وقد كنت حينها أعاني من أمراض متعددة...

- لكن من المتورط؟

- الجماعة هي التي قامت بذلك وقد قتلت مرتدين يستحقون الموت لأنهم كانوا يساعدون الطواغيت علينا...

- هم مدنيون؟

- نحن لا يوجد عندنا مثل هذه المصطلحات مدني ومسلح عندنا كافر ومؤمن لا غير، هذه التقسيمات كافرة لا نؤمن بها أبدا.

- هل تذكر لنا من يقف وراء المجازر التي وقعت؟

- لماذا تسميها مجازر ولا تسمي ما قام به الطاغوت من قتل وإبادة لإخواننا بمجازر؟... هو تمييز نرفضه رفضا قاطعا...

- هل تؤيد فكرة قتل المدنيين؟

- أكيد ان نزل عليهم حكم الردة وأنت تعرف أن الشعب الجزائري كله مرتد.

- ليس كذلك؟

- أراك تدافع عن الشعب... الصحابة وارتدوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فكيف بشعب خبيث زي الشعب الجزائري؟ !!.

- ردة الصحابة أفكار شيعية، هل تحمل هذه العقيدة؟

- من فضلك لا أريد الحديث في هذا الموضوع أنا أعطيت لك حكمي في الشعب الجزائري وخلاص.

- أمك أيضا من الشعب؟

- كافرة أيضا وأتعامل معها على هذا الأساس.

- ماهو مستندك الشرعي في ذلك؟

- الأدلة موجودة بكثرة وهذه قناعة لن أغيرها مهما كان الأمر فقد دفعت الثمن غاليا لأجلها 11 سنة وأنا في الجبال.

- يعني أنا أيضا كافر...

- أكيد بل أنت أولهم .

- نعود لشيء أريد أن أعرفه منك علمنا أنك ترفض الصلاة جماعة ودائما تصلي على إنفراد فما سبب ذلك؟

- كيف أصلي والإمام كافر وعلى غير عقيدتي...

- ماهي عقيدتك؟

أراها زلة لساني لما أجاب:

- عقيدة آل البيت لا شك في ذلك.

- قاطعته: عليهم السلام

- ليضيف: أكيد عليهم السلام.

- إذن أنت شيعي يا قعقاع...

- قلت لك لن تنال مني إجابة لذلك، الذي يجب أن تعلمه أنني مسلم حقيقي وغير مزيف.

- أنت متهم بخطف الفتيات وإغتصابهن كما حدث مع 7 منهن خطفن في مجزرة الرايس؟

- أولا أنا لم أفعل ذلك وبريء منها لم أغتصب ولم أختطف.

- أنت تتعامل معي كأنني سأحاكمك، على كل ما رأيك في من خطفهن؟

- الخطف جائز نحن في جهاد وهن سبايا...

- هو الزنا بعينه يارجل...

- لا يا سيد هذه متعة...

- يعني زواج متعة؟

- سميه كما شئت...

- للمرة الأخرى تؤكد لي عقيدتك الشيعية، أريد أن أسألك عن الأمير الوطني رشيد ابوتراب ماهي عقيدته؟

- سني...

- لماذا قتلته بنفسك؟

- صراعات داخلية بيننا وأمرت من طرف القيادة بذلك.

- حسب إعتقادك هو مجاهد وسني وأمير

- نعم... هو كلب سني لقي حتفه...

- علاقتك مع نورالدين بوضيافي؟

- علاقة طيبة ولولا الخونة ما قبض عليه...

وهنا يجب الإشارة أن نورالدين بوضيافي قد كان يحمل فكر الشيعة وهو ما أكده لي اشقاء زوجته التي ذبحها بنفسه، محمد لعريبي ورابح لعريبي والجيلالي لعريبي –الذي يقوم حاليا بتربية ابن بوضيافي- وحتى أنه في عملياته ينطلق من معتقدات جواز قتل السني والتقرب به إلى الله... نعود للقعقاع:

- هل هو شيعي أيضا؟

- ربما... لا أخبرك بأكثر من ذلك.

- يبدو أنك لا تريد أن تجيبني فقط مجرد انسان احب الإطلاع ليس إلا...

- أظنك رجل مخابرات يا سيد.

- لكن يا قعقاع يجب أن تطرح أفكارك عل الناس تؤمن بها.

- لا أحتاج لهؤلاء المرتدين أحفاد يزيد ومعاوية عليهم اللعنة.

- كتب كثيرا من أن "الجيا" من صنع المخابرات...

- هؤلاء يريدون تشويه المجاهدين فقط، صحيح يوجد من إرتد وصار عميلا بل هربت مجموعات وشكلت لأجل خدمة مصالح الجنرال العماري والجنرال خالد نزار.

- مثلا؟

- مدني مزراق وحسان حطاب وغيرهما.

- هل كنتم مخترقين من طرف المخابرات؟

- أكيد وأريد أن أؤكد لك شيئا أن عناصر عملت لصالح المخابرات واستغلت حماس الشباب للجهاد.

- يعني ان عنتر زوابري تلقى الأمر من طرف الجنرالات لذبح الناس في بن طلحة...

- لم تكن لعنتر تعاملات مع المخابرات كان صديق لي وكله كذب...

- أين إذن دور المخابرات في الموضوع؟

- الضباط الشرعيين.

- من تقصد بالضبط؟

- مثلا مفتي جماعتنا الأخ أبو منذر كان يشجع كثيرا الهجوم على الدواوير (يقصد الأحياء الشعبية).

- وهل هو دليل على أنه عميل، أنت أيضا تؤمن بالأفكار نفسها؟

- أبو منذر هو أول من أفتى بجواز القتل هذا...

- تقصد القتل الجماعي؟

- نعم...

- ماهو مستنده الشرعي؟

- وقتل الكفار والمرتدين يحتاج لدليل... الحقيقة واضحة زي الشمس...

- أكيد...

- المسلم به لدى الجميع أن الكافر يقتل والمرتد يقام عليه الحد.

- هذا من طرف إمام المسلمين والقاضي؟

- نحن لنا بيعة...

- لمن؟

- لأمير الجماعة وإمامها...

- أريد جوابا صريحا منك: هل أنت شيعي وما علاقة إيران بجماعتكم؟

- لا أجيبك على ذلك، لكن أؤكد لك أننا تلقينا الدعم من طرف جهات في الثورة الإسلامية...

- أقاطعه: وماهو هذا الدعم؟

- يقهقه... لن أعطيك شيئا...

- وهل الدعم كان للتنظيمات كلها؟

- الذي أعرفه أنه لجماعتنا فقط.

- يعني أنكم تلتقون مع الثورة الإيرانية في المعتقدات؟

- ربما لكن جماعتنا كانت خليطا من كل الأفكار والقاسم المشترك بيننا هو تكفير الشعب ووجوب مقاتلته...

- يعني أنكم إلتقيتم بمختلف الأفكار على مائدة واحدة وهي إبادة الناس...

- لا تتكلم بهذه الطريقة... لقد جمعت بيننا الأهداف والغايات.

- أنتم قاتلتم التنظيمات الأخرى لأنها إختلفت معكم في المناهج، لماذا؟

- لم نختلف في المناهج بل في العقيدة كانت تنظيمات سياسية تريد اعادة الإنقاذ (يقصد الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة) وليست جهادية تريد تحكيم شرع الله.

- الشعب كله كافر فأين سيحكم هذا الشرع؟

- أكيد لو إنتصرنا لتابوا لربهم...

- في رأيي لو كنتم قوة لذبحتم كل الشعب...

- ولن نندم نحن نحتكم لشرع الله.

- هذا ليس شرعا...

- يقاطعني غاضبا: نحن نتحدث ولا نقاضي أفكارنا ومعتقداتنا...

- ما رأيك في الأفغان الجزائريين؟

- وهابيون في أغلبهم وتدربوا بالسعودية وينفذون مخططات آل سعود الكافرة والخائنة...

- أرى أن حرب الجزائر الجديدة شهدت صراعا بين موالين للسعودية وموالين لإيران...

- هي الحقيقة... توجد تنظيمات وهابية تلقت الدعم من السعودية...

- وهل وجدت تنظيمات شيعية...

- لا...

- لماذا؟

- لم تكن لنا القوة لتأسيس تنظيم...

- قلت "لنا" يعني أنك شيعي...

- لم أقصد ذلك أريد أن أتكلم باسم المقاتلين الموالين لإيران.

- وما هدف إيران من تدعيم القتال في الجزائر؟

- لا أعرف...

- خلاص وما هدف السعودية من تدعيم القتال في ايران؟

- يريدون دولة وهابية أموية...

- يعني أن ايران أيضا تريد دولة شيعية في شمال افريقيا...

- لهم الحق من أجل إعادة مجد الفاطميين وحق آل البيت المغتصب...

- ما رأيك في علي بن حاج؟

- وهابي على عقيدة بني أمية سقط في أوحال السياسة وهدفه هو حزبه وليس دولة الإسلام وتحكيم شرع الله...



- كيف كانت إتصالات عنتر زوابري مع الإيرانيين؟

- عن طريق السفارة الإيرانية...

- إذن أنت تؤكد علاقة عنتر زوابري بإيران...

- لا أريد الخوض في هذا لموضوع الأمير إستشهد ربي يتقبله...

- أريد أن اعرف لماذا مصالح الأمن الجزائرية لم تكتشف هذا الملف بالرغم من إختراق التنظيم من طرف المخابرات؟

- لا أدري... إسأل الجنرال العماري اسماعين وتوفيق...



هذا البعض مما ورد في حوارنا مع شامة محمد المدعو القعقاع، وسوف ننشر الحوار كاملا في كتاب نحن بصدد إعداده عن الإسلاميين الجزائريين... ومن المفروض أن يستفيد "القعقاع" من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، فقد توبع في بداية الأمر لما قبض عليه بسلاحه في سوق بومعطي بالحراش في 17/04/2005 حسب الرواية الرسمية التي هو يرددها أيضا، ولا يمكنه أبدا أن يخبرنا بما يراه "ردة"، وإن كانت جهات أخرى أكدت لنا أنه سلم نفسه بعد عجزه الصحي... غير أن جهات أمنية قد ألحقت لملفه قضايا ثقيلة للغاية كمجازر جماعية وإغتصابات وقنابل في أماكن عمومية التي يستثنيها ميثاق السلم بعد البداية الفعلية لتطبيقه في مارس 2006، وقد إعتبرنا ذلك في أحد مقالاتنا بانه يخالف القانون، ونورد البعض مما نسب للقعقاع من عمليات كانت محل محاكمته وإدانته بالسجن المؤبد، فقد ورد في قرار الإحالة أنه في شهر جويلية 1995 شارك مع 70 مسلحا في كمين للجيش ببوقرة (البليدة) تحت قيادة أحدهم يعرف بـ "مصعب" قتلوا حينها 16 عسكريا وإستولوا على 16 رشاشا، وفي أوت من العام نفسه قتلوا 6 أفراد من ما يعرف بتيار "الجزأرة" بالبليدة، وفي سبتمبر إقتحم فيلا للقوات الخاصة ببوقرة وإستولى على السلاح برفقة مجموعته... في نوفمبر 1996 إقتحم مع 80 مسلحا إقامة لعناصر الجيش ببوسدرة بمنطقة بوقرة (البليدة)، وفي ديسمبر من عام 1996 أيضا قام بتفجير عمارة يقيم فيها أفراد الجيش، أما في جانفي 1997 وبرفقة 90 مسلحا إقتحم فيلا للقوات الخاصة ببن عمر (البليدة)ولكنها باءت بالفشل... برفقة الأمير مصعب شارك في عملية هجوم على إحدى العائلات ببن عمر وإختطف فتاتين، أواخر جانفي 1997 بمعية 30 مسلحا اقتحم مركزا للجيش ببن عمر، في فيفري من العام نفسه برفقة 70 مسلحا هجموا على حي لاصاص بمنطقة الأربعاء (البليدة) وقتلوا عددا كبيرا من المدنيين وإختطفوا 13 إمرأة وذبح القعقاع – حسب قرار الإحالة على محكمة الجنايات طبعا- شابا عمره 27 عاما واغتصب البعض من الرهائن... في مارس 1997 أصيب في رجله إصابة خطيرة جعلته معوقا... وأيضا مما ورد أنه مع صديقه وإبن منطقته عنتر زوابري – أمير "الجيا" الذي قضت عليه مصالح الأمن الجزائرية في فيفري 2002 – قاما بقتل 19 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3 و8 سنوات، وإغتيال قرابة 500 شخصا وإختطاف 12 فتاة، وفي مجزرة الرايس شارك في قتل 550 شخصا وإختطاف 7 فتيات... وقام بإغتيال 32 مواطنا في حاجز مزيف في الطريق الرابط بين تابلاط والأربعاء وذبح 45 مواطنا في بوشراحيل (المدية)...

وقد لاحظنا تركيز غرفة الإتهام في قرار الإحالة على القتل الجماعي والاغتصاب وهي من بين البنود التي تم فيها إستثناء العفو وإسقاط المتابعة القضائية في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي صادق عليه الشعب الجزائري في إستفتاء شعبي شهد مشاركة قياسية في 29 سبتمبر 2005، ومما يجب الإشارة إليه أن شامة محمد قد نفى نفيا قاطعا كل التهم المنسوبة إليه وما توقيعه على المحاضر إلا بسبب التعذيب البشع الذي تعرض له في مركز الإستنطاق التابع للمخابرات الجزائرية بحيدرة (العاصمة)...



يتبع

حسينا 28-11-07 05:00 AM

بقلم: أنور مالك

(الجزء الرابع)

في الحلقات التي مرت تلقينا الهجوم المشين وأتهمنا من أننا لسنا مهنيين في تناولنا لملف التشيع في الجزائر، وأن قصة فيروز لزنك تصب في اطار الحملة التي تستهدف ايران والمتشيعين من الجزائريين، وفي هذا الجزء نتحدث عن حيثيات أخرى في هذا الملف المثير، وطبعا لم نتناوله من أجل بث الطائفية بين الجزائريين، ولكن هو حقيقة موجودة وان كانت محدودة وليست بالنسبة التي تثير التخوفات –حسب التصريحات الرسمية- وهذا الذي سوف نتحدث فيه عن العوامل التي ساهمت في زحف هذه الظاهرة، والنماذج من المتشيعين تكفي للتأكيد على أن العملية متواصلة ولن تتوقف حتى يتحقق الغزو الفارسي المنشود...





الطريق إلى قم...

توجد شبكة شيعية تنشط في دمشق وتستغل التجار الجزائريين وخاصة ما يعرف بـ "تجار الشنطة" في نشر الظاهرة، وقد علمنا من مصادر في دمشق أن الشبكة يترأسها ويديرها تاجر أقمشة مغربي الأصل والمكنى بـ "أبو الحسين"، حيث يقوم بتزويد التجار الشباب بكل ما يلزمهم من متطلبات تجارية ويقرضهم ما يشاءون من أموال أو بضاعة، وشرطه فقط هو نقل الكتب وتوزيعها في الجزائر، وقد تمكن هذا الأخير من تجنيد الكثيرين الذي قاموا بجلب الكتب المتعلقة –طبعا- بالفقه الشيعي وتوصيلها إلى من يريدها وخاصة أولئك الذين يراسلون لأجلها دور نشر معروفة، ويوجد من وصل إلى ايران وصار يعيش هناك، فكما سجلنا وجود عدة جزائريين بالمعاهد الدينية الشيعية بقم وهي المدينة الشيعية المقدسة، وصاروا طلبة نشيطين فيوجد من صاروا إطارات دينية بارزة في هذه المعاهد، ونروي هنا مثلا تجربة "أم عبد الرحمن" وهي من مواليد 1960 بالعاصمة الجزائرية، نشأت في أسرة متفتحة ولم تكن متشددة في تطبيق تعاليم الدين ولا المذهب السني حسب إفادتها التي خصصتها للتحدث عن تشيعها أو ما سمته ويسميه غيرها "إستبصارا"، زاولت دراستها الجامعية في المدرسة العليا للأساتذة بالقبة (الجزائر العاصمة)، خلال دراستها على الجامعية تعرفت على زوجها "أبو عبدالرحمن" الذي كان مهتما بالمذهب الشيعي لحد كبير عن طريق صديق إيراني كان يدرس معهما، له نشاط دعوي واسع في الجامعة وتحت رعاية الملحق الثقافي للسفارة الإيرانية بالجزائر... إشتغلت بتدريس مادتي الكيمياء والفيزياء في التعليم الثانوي، وبقيت في هذه المهنة ما يقارب العشر سنوات، لقد إنغمست في عملها من دون أن تهتم بالكتب الشيعية التي يحضرها زوجها من السفارة الإيرانية، وقد كان خلال دراسته الجامعية يسعى كل السعي ويأمل كل الأمل في السفر إلى إيران والإلتحاق بمعاهد قم الدينية، وخاصة أنه كان منبهرا بما سمتها "منجزات الثورة الاسلامية" في إيران، تحققت له أمنيته عام 1992 وهو العام الذي شهد اشتعال الحرب الأهلية في الجزائر، وما يسميه المتشيعون "الحرب الوهابية السلفية"، أما هي فقد ظلت على مذهبها السني حتى التحقت بزوجها بعد عام من سفره أي في 1993، حيث حطت رحالها في دمشق وفي شهر محرم ووجدت زوجها في إنتظارها برفقة الشبكة الشيعية النشيطة، مكثت في العاصمة السورية أسبوعا كاملا زارت فيه مقام السيدة زينب، الذي أعتبر منعطفا بارزا في تشيعها حيث تقول معلقة على ذلك:

(... عندها ناولني أبو عبدالرحمن التربة وزيارة السيدة زينب عليها السلام قائلاً : صلي ركعتين ، ثم أقرئي هذه الزيارة، فصلّيت ركعتين ثم بدأت في قراءة الزيارة وكنت كلّما أقرأ ما فيها من وصف حال أبناء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، تأخذني رعشة ، ولم أكن أدري ما حصل في يوم عاشوراء للحسين عليه السلام وأهله وأصحابه ، ولم أكن أعلم ما ألحق بالسيدة زينب وبنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك ، فكانت هذه الحقائق تدمي القلوب وتُذيبها هل يمكن أن يفعل هكذا بأحفاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإذا كان الأمر كذلك لماذا نجهل هذه الأمور ؟ لماذا ندرسها في دروس التربية الإسلامية ؟ والتاريخ ؟ ألا تستحق هذه الفجيعة أن تعرف من طرف كل مسلم ، أم أنها أخفيت لهدف معيّن وعمداً ، تساؤلات لا أجد لها أجوبة ، لأن الحقيقة حجبت علينا والتاريخ محرّف مزيّف فما وجدت حيلة ولا وسيلة إلا البكاء والنحيب ، وفي تلك اللحظات الحاسمة الحزينة التي يجد فيها الإنسان نفسه أمام حقائق خطيرة تمس بعقيدته وتاريخ دينه أصاب شعاع من أشعة الرحمة واللّطف والعناية الإلهيّة التي كانت تعم تلك الحضرة الشريفة قلبي فحرّك الفطرة الدفينة والحب العميق الذي أودعه الله تعالى في قلب الإنسان إتجاه أهل بيت الرسول، وبحمد الله وعونه صارت نقطة التحول في حياتي وحياة أسرتي كلها منذ تلك اللحظة، وقد كانت هذه الهبة الإلهيّة أجمل وأفضل نعمة أنعمها الله علينا إلى جانب نعمه وفضله الدائم، فالحمد لله رب العالمين).

لما وصلت إلى إيران وحطت رحالها بقم شرعت في مطالعة كتب التاريخ الشيعية –طبعا- والسيرة وتعرفت على ما سمته في إفادتها "سر الإمامة" والخلاف بين السنة والشيعة، وتعلق أم عبد الرحمن عن سفرها في حوار لها مع شبكة الفجر الشيعية قائلة: (بهذا السفر بدأت صفحة جديدة من حياتي حيث اعتنقت مذهب أهل البيت عليهم السلام وكان هذا الأمر بداية لوعي جديد و أهداف جديدة، بل كان مولدا جديدا بالنسبة لي حيث أنّني لم أكن أشعر بوجودي ولم أكن أشعر بمعنى الحياة والموت والهدف من الخلقة إلاّ في هذه الحقبة من الزمن، ففي قم المقدّسة توجّهت إلى العلوم الدينية حيث درست عند أستاذتنا الفاضلة الحاجّة أم عبّاس حفظها الله تعالى دروساً في الفقه والأصول، وعند الأستاذ الشيخ أبو عبد الرحمن – تقصد زوجها- درست المنطق والفلسفة والكلام والعقائد، وكلّما تبحّر الإنسان في علوم أهل البيت كلّما أدرك عظمتهم وسؤددهم وأدرك جهله وقصوره).

تعتبر أم عبد الرحمن وزوجها من أهم المتشيعين الجزائريين، فقد أصبحا من أبرز المهاجرين إلى قم، حيث صار "أبو عبدالرحمن" مدرسا للفلسفة وعلم الكلام والمنطق كما ذكرت هي من قبل، أما هي فتشرف الآن على الإدارة الداخلية بمعهد السيدة خديجة للعلوم الإسلامية في قم – وهو معهد ينشر الفكر والتدين الشيعي- وتحت نظر اللجنة الإدارية تقوم بتدريس ما تسميه بـ "علوم آل البيت"...





الغماري والعشق الخميني...

الشاعر محمد مصطفى الغماري من مواليد 1948، واعتبر من الشيعة الجزائريين الذين مجدوا ثورتها الخمينية، التي كان لها الأثر البارز في رحلته الشيعية والشعرية، وزار إيران مرات متعددة، وتربطه علاقات وثيقة مع رجال دين ومثقفين وسياسيين إيرانيين، وهو دكتور ويمارس التدريس في معهد اللغة والآداب بالجامعة الجزائرية، له نشاط كثيف بين الطلاب لنشر الفكر الإثني عشري، مجد في كثير من أشعاره عبر دواوينه المختلفة ثورة إيران وزعيمها الخميني، وقد فاقت العشرين ديوانا نذكر منها "أسرار الغربة" عام 1978، "عرس في مأتم الحجاج" عام 1981، "مولد نور" عام 1997... وقد تحدى التقية وجهر بتشيعه في الكثير من قصائده، حيث يقول الشاعر في أحد تراتيله الشيعية الممجدة للخميني وثورته:



ورأيت في عي************ رمزا ثائــرا *** ينهل من شفة الضيـــاء ويزهر
يمتد قرآن الخلود جبينـــــــــه *** وجراحه بدمــــــى التآمر تسخر
يمتد في نار الحضور حضوره *** أن ضج كسرى أو تململ قيصر
أبدا يريد القرب، شـــل عبيره *** "تحجيم" ثورته التـــــي لا تقهر.



ومما نقلته عنه جريدة "كيهان" الإيرانية في عددها 4049 الصادر بتاريخ: 5 جويلية 1999 – وتبدو مصادفة غريبة في إختيار هذا اليوم بالذات الذي يعني ذكرى ثمينة وغالية بالنسبة للجزائريين والمتمثلة في يوم الإستقلال- من خلال ندوة لها في العاصمة الإيرانية طهران، حيث صرح الدكتور الغماري قائلا: (لقد جاء الإمام الخميني فأعاد إلى الأمة ثقتها الضائعة بنفسها، وصدع قلوب المستبدين وانفتحت له قلوب المؤمنين والمستضعفين، وأعاد للكلمة الإسلامية حيويتها وحياتها، وللحكم الإسلامي مصطلحه ومضمونه، فأصبح على كل لسان مذكورا، بعد أن ظل قرونا في بطون الكتب مطمورا، مهجورا، وأخذت السياسة الإسلامية مكانها الريادي في الحضور السياسي المعاصر، صداما أو حوارا...).

وفي قصيدته "الحب أقوى" والتي رفعها مقرضا إهداءه: (إلى الإمام العلامة آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه المغدورين... إليه في الشهداء الخالدين نفثة ولاء... وعلى قاتليه لعنة تلاحق القتلة المغرورين... )، كتبها في 21 فيفري 1999، ومما جاء فيها:


على أنّي لآلِ البيتِ أرضى *** وأغضَبُ أو أُعادي أو ألومُ

وهمْ رَشَدي اذا نشدَتْ هداها *** خلائقُ في ضلالَتِها تُقيمُ

وهمْ زادي اذا ما الزادُ أقْوى *** وهمْ ظِلّي اذا حُمَّ الحَميمُ!

أعِزُّ بهمْ اذا ذُكِروا.. وإنّي *** لأذكرهُم فتنفرجُ الغُمومُ

ولستُ أضِلُّ في الحُسبانِ.. *** إنّي اذا ارتابَ الظَّنينُ بهِم عليمُ

أُساوِرُ لوعَتي فيهِم خَفاءً *** واُبديها.. وإنْ ضجرَ المُلِيمُ!

وأحمِلُ فيهم جَمرَ اصطبار *** ولا كالصبَّرِ في الجُلّى نَديمُ

أُديمُ مطالَهُ ألَماً عَريضاً *** وأُوسعُه.. وما لي لا أُدِيمُ؟!

وأَحتَسبُ اللياليَ في هواهُمْ *** بقافِية تَدينُ لها الخُصومُ!

أُقاتلُ دونَهُم مَنْ راحَ يَبغي *** ولا كالبغْيِ مرتعُهُ وَخِيمُ!

على دين البُغاةِ أصبُّ ناري *** ودينُ البغيِ جَنّتهُ الجَحيمُ!

رأيتُ الناصبينَ بَنوا قُصوراً *** قُصوراً... لا كساكِنها رَميمُ!

والقصيدة لا تحتاج إلى تعليق فهي تؤكد عقيدة الشاعر التي حاول إنكارها يوما وبحضوري الشخصي في مركب "الصخر الأسود" بالعوانة (ولاية جيجل) أثناء الأيام الأدبية بالشقفة في جويلية 2000، دفعه النقاش الذي دار بيننا إلى المغادرة نحو العاصمة ومن دون أن يشارك في الأمسيات الشعرية، ومما سجلناه خلال تلك الفترة أن الشاعر الدكتور عيسى لحيلح الذي كان مفتي ما يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ والذراع الأيمن لأميره الوطني مدني مزراق قد دافع عن معتقدات التشيع، وتعجبت بنفسي لما زرناه في بيته مع مدير يومية البلاد التابعة لحمس عبدالقادر جمعة من ثراء مكتبته بالكتب الشيعية والإيرانية المختلفة... وأيضا مما يمكن تسجيله عن الشاعر الجزائري الغماري والمحسوب على الشعراء الإسلاميين رسالة أرسلها إلى أسرة مجلة "رسالة القرآن" الشيعية التي تصدر من مكتب أحد المرجعيات الدينية، وهذا نصها:

(السيد الفاضل رئيس تحرير مجلّة ـ رسالة القرآن ـ تحيّة مباركة طيّبة.

وصلني العدد الأوّل من مجلّتِكُم الممتازة ـ رسالة القرآن ـ فغمرتني فرحةٌ طاغية وإنْ كان الشيء من مأتاه، لا يُسْتَغْرَب فما زالت الجمهوريّة الإسلاميّة السبّاقة إلى ما فيه شرف الإسلام، وعزّ المسلمين، وما زال رجالهم وعُلماؤهم العظام يُبدعون في مجالات الفكر والعلم والعمل، دام ظلّهم العالي في سبيل الإسلام العزيز، (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ) لْماً أنّ صدور العدد الأوّل من مجلّة رسالة القرآن بهذه الصورة من الإخراج الرفيع، وبهذا المستوى الفكري المُمتاز من حيثُ المضمون، لجدير أنْ تكون مجلّة كلّ مسلم رسالي يُريد أنْ يثقّف نفسه، ويزيل عنها غبار التقليد في المنهج، والسطحيّة في التناول، اللذين سادا في العصور الأخيرة.

وإنّ صدور المجلّة لا يُحمَد لدار القرآن الكريم، إنّها يدٌ بيضاء للإمام آية الله العظمى الگلپايگاني دام ظلّه، ولمدرسته أدامها الله قبساً من نور القرآن الباقي، وبما أنّني مشرف على تدريس مادّة علوم القرآن، وعلوم الحديث بكلّية اللغة العربيّة وآدابها (جامعة الجزائر) فاطلُب منكم، أنْ تبعثوا لي نسخة من مطبوعة المُؤتَمر الأوّل لدار القرآن الكريم التي أشرتم إليها بالمجلّة ص187 وأُحاول ـ إنْ شاء الله ـ أنْ أزوّدكُم بما يَقع بين يَدّي مّما يهُم المجلّة والدار من وثائق أو محاضرات أو ندوات تُعقد أو عُقدت حول الموضوع، دمتم لخدمة الإسلام... أخوكم مصطفى محمّد الغماري).

مما يؤكد بأن الرجل يدرس مادة مهمة بالجامعة الجزائرية، ويكشف أيضا مدى خطورة تشيع هؤلاء المدرسين على أجيالنا اللاحقة، وهذا الذي سوف نتحدث عنه في هذا الملف... يوجد أيضا آخرين من أمثال الخبير التربوي رشيد بن عيسى المقيم بفرنسا والمتخرج من جامعة السربون عام 1974، الذي يعده نشطاء التشيع نموذجا به يصلون لعقول الشباب، ويبثون أشرطته السمعية التي تحدث فيها عن رحلته نحو ما سماها "عقيدة آل البيت"، وأعتبر الأب الروحي للشيعة الجزائريين، وآخرون يعتبرونه "عبقري" و"مفكر عقلاني" اسلم على يديه المئات من الفرنسيين وتشيع أكثر من ذلك، وهو تربطه علاقات وثيقة بـ "حزب الله" ومكاتب المراجع الدينية في النجف وقم، وأشهر أشرطته تلك التي تحدث فيه عن أسباب تشيعه وسماه "ثم إهتديت"... ونجد أيضا الدكتور أحمد بن محمد الذي كان يمارس الدعوة والنشاطات السياسية المختلفة، أسس حزبه المعروف بـ "حزب الجزائر المسلمة المعاصرة"، يتحدر من ولاية باتنة أحد معاقل التشيع في الجزائر، مما يجب التنويه إلى أسباب التركيز على "الشاوية" في ذلك، مما يؤكد الأسس الطائفية والعرقية... أحمد بن محمد هو خريج السربون أيضا وأستاذ بجامعة باتنة، وسوف نتعرض لاحقا للتوزيع الجغرافي لنشطاء التشيع في الجزائر وننفرد بمعلومات مهمة وخطيرة، وهذا الأخير أيضا بدوره من الموالين لإيران وإن كانت لم تصلنا نصوص على لسانه نجزم بها تشيعه، وقد حل الحزب عام 1996 في إطار منع القانون للأحزاب التي تبنى على أساس ديني أو طائفي، ورفض رئيسه أحمد بن محمد أن يغير من إسم حزبه، وهذا الذي استجابت له حركة محفوظ نحناح وصارت "حركة مجتمع السلم" بعدما كانت تعرف بـ "حركة المجتمع الإسلامي" والأمر نفسه بالنسبة لحركة "النهضة الإسلامية" التي يترأسها عبد الله جاب الله حينها قبل أن ينشق عنها، وصارت "حركة النهضة" فقط، وقد تلقى الدعم المتميز حسب بعض المصادر الرفيعة المستوى من إيران، وكانت السبب البارز في حله، وخاصة أن جهات دينية نشيطة تريد إستغلال الطاقات العلمية والجامعية وحتى الحزبية في مدها المتواصل، لأن أغلب الطاقات العلمية لا تملك رصيد ديني يحميها من التبشير الشيعي، وقد عرف بحضوره المتكرر على برامج قناة الجزيرة القطرية ودافع كثيرا عن إيران...







تشييع الطوارق والقذافي و الفاطميون الجدد !!

لم يقتصر الأمر على بعض المثقفين المستغلين من طرف إيران وممن يواليها من المتشيعين، فقد سجل أيضا إرتماء بعض القادة العرب في هذه الحملة ونجد من خرج للعلن كالزعيم الليبي معمر القذافي بدعوة مثيرة ومشبوهة، حيث نقلت وكالة الأنباء الليبية (جانا) في 31/03/2007 من أن شيوخ وسلاطين الطوارق بايعوا الزعيم الليبي قائدا و"أمغارهم الأعظم" – يعني بالعربية شيخهم الأكبر- وذلك في مدينة أغاديس النيجيرية، وقد ألقى القذافي خلال هذه "البيعة" كلمة تحدث فيها عما سماه بـ "الهجمة على الإسلام" وإتهامه بالإرهاب وقد وصل التطاول حتى إلى إسكندنافيا البقعة البعيدة والباردة على حد تعبيره، وقد حذر من "الإنشطار" الذي يضرب منطقتنا الممتدة من المحيط الأطلسي إلى غاية الهلال الخصيب من تقسيم الإسلام اليوم إلى إسلامين شيعي وآخر سني، وكذلك حذر من تكتيل العرب ضد إيران وإيران ضد العرب... وقال القذافي أن الإستعمار عدو للإسلام وعدو للعرب وعدو للفرس، ثم أكد على محاولة التفريق بين سنة وشيعة التي سماها "بدعة" يعرفها حتى البيت الأبيض، وإستغرب من حديث الرئيس الأمريكي جورج بوش المتكرر حول هذه القضية، والتي رآها العقيد غير بريئة إطلاقا، ليجدد القذافي دعوته إلى إقامة "الدولة الفاطمية الثانية" في شمال إفريقيا نسبة إلى آل البيت للقضاء على الجدل الدائر الآن بين سنة وشيعة، وإستغلال العدو للفرقة بينهما وتطبيل الحكام العرب لهذه الفرقة، وأوضح أيضا أن هذه الدولة ستكون "دولة فاطمية" عصرية جديدة ولن نعود فيها – حسب قوله – لما سماها "السفسطة" التي كانت موجودة من قبل، وأكد أن دعوته هذه سيؤيدها كل الناس، وكل القوى الفاعلة في شمال إفريقيا والنزاريون والدروز والعلويون وكل الحركات التي كانت تتبع الدولة الفاطمية، وان الهوية ستكون "هوية فاطمية" – حسب مداخلته- وستجمع كل القوميات والقبليات والعصبيات والمذهبيات لتنصهر في بوتقة واحدة، ليضيف أن الدولة الفاطمية هي الدولة الشيعية في التاريخ، ثم يوجه شكره العميق لمن سماهم "إخوة الفرس" على أنهم تشيعوا لأهل البيت ولـ (علي بن أبي طالب)، كأنه يشير إلى أن الدولة التي يدعو إليها هي الأولى بهذا التشيع وما الفرس سوى أنصار خارجون عن الأصل والإنتماء العرقي لآل البيت...

ثم تنقل جانا قوله: (الشيعة... شمال إفريقيا... إنقلبت الطاولة... إختلطت الأوراق من حيث لا يحتسبون... نحن نعمل الدولة الفاطمية العصرية الثانية في شمال إفريقيا، وهويتنا ستكون هوية فاطمية وينصهر فيها العرب والبربر، وتنصهر فيها الأحزاب وينصهر فيها اليمين واليسار والمتطرفون وأنصار العنف... هذه كلها تصبح هوية واحدة وينتهي الصراع حتى في شمال إفريقيا... ينتهي الصراع في الجزائر... ينتهي الصراع في السودان... وينتهي الصراع في مصر... وينتهي الصراع في الصحراء... إذا كان صراعا قبليا أو صراعا مذهبيا أو صراعا عنصريا ينتهي لأننا أصبحنا فاطميين...)، وطبعا لم يشر للصراع الليبي لأن الجماهيرية لا صراع فيها حسب عقيدته طبعا، بل وصل به الحال إلى أن جعل هذه الدولة الفاطمية من مصلحة الأنظمة وعلى رأسهم النظام الجزائري، الذي يبدو أنه تردد كثيرا ذكره في دعوة القذافي أو "الفاطمي الشيعي الجديد"...

ولقد لاحظنا أشياء متعددة في ما نقلته وكالته للأخبار (جانا) من خطبته والتي طبعا إختار لها دولة إفريقية وليست ليبية، ليعطيها طابعا آخر غير محلي، هذا من ناحية المكان أما من ناحية الزمان فهو إنعقاد القمة العربية في الرياض والتي قاطعها، وأيضا وجدنا تشكيكه في الحرمين الشريفين، حيث إعتبر مفهومه و"إجتهاده" أن السعودية بها حرم واحد فقط أما الثاني فهو القدس بفلسطين، ووصل به هجومه على السعودية ونظام آل سعود إلى التشكيك في وجود رفات الرسول (ص) في المدينة المنورة، وهذا ما يعني طعنا مباشرا في الملك السعودي الذي يطلق عليه "خادم الحرمين الشريفين" وفي ظل هذه القمة العربية التي صب عليها جام غضبه في خرجته على قناة الجزيرة القطرية... والكل يدرك أنه راح يستغل الورقة الشيعية التي تعني مناهضته للنظام السلفي وما يسميه بـ "الوهابي" في السعودية، ويبدو أن القذافي مستعد أن يدين بالماجوسية أو يفتش في بطون الملل والنحل لأجل حربه على غريمه التاريخي الملك عبدالله، ويكفي ضجة توريط القذافي في التخطيط لمؤامرة إغتياله لما كان وليا للعهد، فضلا عن الملاسنة الشهيرة وعلى الهواء التي حدثت بينهما في قمة القاهرة التي جرت في مارس 2003 وهي آخر قمة حضرها ممثل شخصي للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وتمثل حينها في نائبه عزت إبراهيم الدوري...

تعرف علاقة القذافي بالشيعة تقلبات مختلفة منذ إختفاء موسى الصدر الأب الروحي لحركة أمل الشيعية اللبنانية، ولا يزال نظامه متهما من طرف أنصار الصدر ويطالبونه دائما بكشف حقيقة هذا الغياب الذي جرى أثناء زيارة الصدر لليبيا عام 1978، ونسجل أيضا أن الزعيم الليبي صار يعزف على الوتر الإيراني خلال هذه الدعوة الجديدة، والتي إعتبرها الكثيرون من المراقبين الفصل الآخر والجديد من شطحات القذافي التي لا ولن تنتهي، نحن نعرف والكل يدرك أن نظامه متورط في الدعم لإيران وخاصة في ما كان يعرف بـ "حرب المدن" إبان الحرب العراقية الإيرانية، فقد زودت طرابلس طهران بصواريخ دكت المدن العراقية وأقضت مضاجع المدنيين، وأيضا دعمه للحوثيين المتمردين في جبال صعدة على الحدود اليمنية... إذا دعوة القذافي لدولة شيعية في شمال إفريقيا هي فتنة جديدة يراد منها السيطرة الفارسية بتواطؤ قذافي على شمال إفريقيا، والتي هي بوابة للضفة الأخرى من أوروبا، وقد أثارت هذه الدعوة غير البريئة ردود أفعال مختلفة وخاصة على المستوى الديني حيث مما يمكن أن نشير إليه أن علماء الأزهر اعتبروها "شطحات فكرية لا أساس لها" بل جددوا طعن المؤرخين في إنتساب الدولة الفاطمية إلى آل البيت (الشرق الأوسط: 03/04/2007)، ويوجد من أعاد للأذهان ما سموها بجرائم العبيديين الفاطميين في شمال إفريقيا وإبادتهم للسنة والسنيين، وما قام به مؤسسها أبو عبدالله الشيعي من تصفية لعلماء السنة وإتلاف للكتب ومنع لتدريس المذهب المالكي... الخ.

ما يجعلنا هنا من عد النشاط المتزايد والمتواصل لتشييع الجزائريين والقادم من إيران وبدعم من أطراف شيعية سورية وحتى بعض الجهات الرسمية الليبية، يدخل في إطار تحالف فارسي وآخر عربي مثله القذافي من أجل إشعال فتنة جديدة، وتمثلت في السيطرة على ثروات إفريقية تبقى الهاجس المجنون لأمريكا وحلفائها من عملاء عراقيين وإيرانين وكويتيين، وحتى من طرف القذافي نفسه الذي صار يسابق غيره في التودد للبيت الأبيض وكسب رضاه، وربما الأيام كفيلة من أن تكشف لنا أسرار الصفقة التي جرت في الظل وبمخابر أمريكية بين القذافي وإيران، ليسابق الزمن في إعلان دولته الفاطمية الجديدة، وإن كانت بعض التقارير الأمنية تفيد من أن حركة التشييع هذه تقف وراءها أطراف من المخابرات المركزية الأمريكية بالتحالف مع مخابرات طهران وتل أبيب، وما تركيزها على الطوارق والشاوية بعدما ركز التبشير على القبائل سوى فتنة تريد أن تنشر الطائفية في الجزائر، ومنها طبعا تقسيم تراب البلد إلى دويلات كما سيحدث للعراق وكثير من الدول العربية وخاصة تلك الغنية بالثروات على رأسها النفط طبعا...

يتبع

حسينا 28-11-07 05:02 AM

بقلم: أنور مالك -كاتب صحفي مقيم بباريس -

(الجزء الخامس)

نواصل في هذا الجزء الحديث عن الظاهرة التي تتحرك بدعم إيراني في عمق الجزائر، ونعطي صورة عن أسبابها ودواعيها والعوائق التي تعترض سبيل هؤلاء المبشرين، لقد ركزنا على إفادات المتشيعين ولم نتحدث عن الذين تركوا "التشيع" سوى ما رويناه عن فيروز لزنك من قبل، بالرغم من أننا توصلنا للكثيرين من أبناء الجزائر الذين عاشوا لسنوات في دهاليز رحلة تشيعهم، ولكنهم إكتشفوا ما وصفوه بالضلال والمكر الفارسي ليعلنوا من جديد دخولهم في الإسلام وليس خروجهم مما يعتبره البعض من أنه مذهب كباقي المذاهب الإسلامية الأخرى، ربما نجد مكانا نفصل في ذلك في ما هو قادم وفيه من المعلومات الخطيرة للغاية عن شبكات التشيع هذه، وإن كنا نرى أنفسنا قد أثقلنا على القارئ بهذا الدراسة المطولة، التي حاولنا إختصارها بقدر الإمكان وإحتواء المعلومات التي توصلنا إليها على مدار سنوات من الجهد، التي سوف ترى النور لاحقا في كتاب نحن بصدد إعداده لدار نشر كبيرة...





التشيع... الأسباب والعوائق !!

لقد ظهرت الكثير من المقالات والأحاديث والنداءات والأصوات تحذر وتنذر من ما تسميه بـ "خطر" التشيع في بعض الدول العربية، خاصة المغاربية ومن بينها الجزائر طبعا، ومما أشارت له هذه الخرجات من أن التشيع ينتشر بسرية تامة بين شرائح المجتمع الجزائري، وكما عرفنا من أن القضية لم تشهد مواقف رسمية من طرف السلطات المعنية سوى بعض التصريحات التي تعد على الأصابع لبعض المسئولين مثل أبو عبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية، الذي دعا للإبتعاد عما سماه بـ "التهويل الإعلامي"، أو ما اشرنا إليه من تصريح لرئيس جمعية العلماء في الجزائر الشيخ عبدالرحمن شيبان، إلا ان الصمت كان سيد الموقف في هذا المد الشيعي المدعوم إيرانيا، ومما يمكن الإشارة إليه أنه بعد بداية نشر هذا الملف سجلت بعض التحركات نكشفها لاحقا في تداعيات ملفنا الملغوم، وهذا الذي أعتبر جدية من طرف النظام الجزائري في معالجة القضية التي تضرب الكثير من مكتسبات الدولة وقيمها، ونحن نعرف مدى جديته إن تعلق الأمر بـ "الدعم الأجنبي" في مثل هذه الحالات التي تتعلق بالدين وتدين الجزائريين، خاصة منذ الحرب الأهلية الدامية، وإنتشار ما يسمى حينها بالسلفية التي تحولت في ما بعد إلى سلفية جهادية، وظل النظام الجزائري يتهم أطرافا دينية وحتى رسمية سعودية، وان كانت التهم قد ذاب جليدها بعض الشيء منذ زيارة وزير الدفاع الجنرال خالد نزار ولقاءه بالملك فهد بداية العشرية الدموية، وتم خلالها تحويل الدعم الرسمي إلى حركة محفوظ نحناح، التي كانت حصان طروادة للسلطة الإنقلابية حينها... يرى البعض من الملاحظين أن أهم أسباب هذا "الصمت الرسمي" من طرف النظام الجزائري مرده إلى سببين رئيسيين:

- تحسن العلاقات الرسمية بين الجزائر وإيران بعدما عرفت مراحل عصيبة تحدثنا عنها في هذا الملف.

- حرية المعتقد التي يكفلها الدستور الجزائري ومن خلال المادة 61 التي تنص على (الحرية الفردية لكافة الشعب في إختيار معتقداتهم التي يختارونها)، بالرغم من ان الدستور في الجزائر مجرد ديكور سياسي لا غير...

ونضيف نحن سببا آخرا نراه وجيها ويتمثل:

- أن جهات نافذة في النظام تريد أن تخلق توازن بين شرائح الشعب وتشتته بين مختلف التيارات، حتى لا تعود لهم قوة كما حدث من قبل مع جبهة الإنقاذ المحظورة، فضلا عن جعل الصراع "مذهبي" ويخرج النظام من الحلبة كطرف صراع ونزاع ديني، ونعرف أنه خلال السنوات التي مضت، ظل متهما من طرف المتمردين على أنه نظام "طاغوت وكافر توجب الشريعة محاربته"...

لقد إعترف المسمى محمد العامري وهو المشرف العام على موقع "شيعة الجزائر" في حديث أدلى به، نشره موقع قناة العربية التلفزيونية، من أنه لا توجد ما أطلق عليه لفظ "الممانعة" من قبل السلطات الجزائرية لإنتشار التشيع، وان دعوتهم مستمرة في كامل أرجاء الوطن ويتنقل بقوة بين كل الطبقات الإجتماعية، وإن كان لا يملك إحصائية دقيقة لعددهم، زاعما من أنه توجد إحصائيات سرية لا يمكن نشرها أو البوح بها، غير أن زميله المسمى (أورانيوم) – وهو من أبناء العاصمة الجزائرية - لما تمكنا من الوصول إليه فقد أكد من انه توجد ما يقارب 11.5% من الجزائريين قد أعلنوا ما سماه "إستبصارهم" رسميا، من دون أن يحدد الجهة الرسمية التي أعلن لها بذلك، وإن كنا قد إستنتجنا من خلال حديثه أن النسبة قد تكون من خلال الرسائل التي تصلهم إلى موقعهم، وأكثر من ذلك فقد زعم هذا الأخير من أن نسبة الجزائريين تصل إلى 20% قد تشيعوا من حيث لا يعلمون أو أنهم في طريقهم إلى ذلك، ويوجدون بكثرة في المناطق التي تسمى بـ "المناطق البربرية" وهي تتكون من شاوية وقبائل، ليضيف من أن الجزائريين بلا إستثناء يحتفلون بأربعينية الإمام الحسين في عاشوراء، حيث أنه ورثوا ذلك عن الفاطميين الذين بنوا ما سماها "دولة الإسلام" بالمغرب العربي (910 – 973 م)، وكذلك قبلها الدولة الرستمية التي أسسها الإباضيون وعاصمتها تيهرت (تيارت حاليا)... ليزيد العامري من أن الأمازيغ شيعة بالأصل، ولا شك في ذلك وما تشيعهم إلا عودة إلى الأصل، لتذهب في منحى آخر أحد المتشيعات الجزائريات من أصل بربري وتطلق على نفسها "الجيراوس" حيث راحت تحصي بعض القواسم المشتركة بين الشيعة وما عليه شأن الأمازيغ حاليا، فهم لا يأكلون لحم الأرانب وهو محرم لدى الشيعة، ويتوقفون عن العمل في عاشوراء لأنه يجلب النحس ولا بركة فيه، ويذبحون فيه دجاجا لأجل إسالة الدماء، ولا تجد لدى الأمازيغ إسم "ابو بكر" أو "عمر" ولا "عائشة"، لكن ينتشر بينهم "سيد علي" و "سيد أحمد" وينادون كل من تحمل إسم "فاطمة" بـ "للا فاطمة"، وهذا الذي انكره الكثيرون من أبناء القبائل خاصة ممن يحملون هذه الأسماء نذكر منهم مثلا آيت عمر محمد أحد أبناء مدينة تيزي وزو، الذي إنتفض مفندا هذه الإدعاءات...

من خلال ما جمعناه من معلومات عبر كل الولايات الجزائرية (48 ولاية)، وحسب ما تم إحصاؤه من طرف جهات أمنية تكفلت بهذا الملف، فإن عدد الأشخاص المتشيعين حوالي 1700 شخص أغلبيتهم الساحقة من الأسرة التربوية المعروفة بالدخل المتواضع، اي انه ما يقارب 0,006% من مجموع السكان، وأما النشيطين والقائمين على شؤون الدعوة الذين يتمتعون بمكانة وممن يرتبطون بمكاتب المرجعيات الشيعية في الحوزات العلمية سواء بإيران أو العراق فلم يتجاوز عددهم المئة، وأيضا أن نسبة 73% من هؤلاء المتشيعين الجزائريين قد زاروا إيران أو على الأقل سورية ولبنان... أمر آخر يجب الإشارة إليه أن وجودهم يتمركز حيث "الشاوية" وأيضا الغرب الجزائري، مما يفرض علاقة الحدود بهذا المد، فالغرب مرتبط بالمغرب ويوجد به نسب كبيرة من المتشيعين بل يعتبر أكبر دول المغرب العربي من حيث عدد المتشيعين ويشهد نشاط جمعيات رسمية معتمدة لهم كما أشرنا في بداية هذه الدراسة، وفي الشرق مثلا نجد تبسة المتاخمة للحدود التونسية والليبية والتي تعتبر معبرا للتهريب، ونسجل دور جماعات ليبية وأخرى تونسية تساعد في عمليات تهريب الكتب والمراجع وحتى الفتاوى والتعليمات القادمة من إيران خاصة، أهم الولايات التي تعرف توسع هذه الظاهرة فهي ولاية وهران وعين تموشنت وسيدي بلعباس وتيارت، وفي الشرق نجد باتنة وخنشلة وتبسة، وفي الوسط نجد الجزائر العاصمة، أما في الجنوب فهو يتوزع عبر الولايات في نسب ضئيلة تعد على الأصابع...

توجد عدة أسباب وعوامل ساهمت في تشيع هؤلاء الجزائريين، الدكتور محمد بن بريكة وهو خبير دولي في شؤون التصوف، والناطق الرسمي بإسم المرصد الوطني للزوايا لدى أكاديمية المجتمع المدني، وهو المنسق الأعلى للطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا، وهو أيضا مدرس بكلية الفلسفة بجامعة الجزائر، فقد رأى من خلال محاضرة ألقاها في جانفي 2007 عن نشأة الشيعة والتشيع، من أن السبب الرئيسي يعود إلى غياب المرجعية الدينية في الجزائر، إلى جانب ضعف المناعة الثقافية لدى أغلب الجزائريين، مما سهل إحتياح الفكر الشيعي الوافد لهم، وحسب تقديره أن عددهم لم يتجاوز 300 فرد، أما الكاتب الجزائري فريد مسعودي حسب ما نقلته الكثير من مواقع الأنترنيت، من أن إنتشار "المذهب الشيعي" في الجزائر يعد ذاتيا بالدرجة الأولى، وحسب رأيه فان وسائل الدعاية المتبعة تعتمد على الإنتشار السري، بسبب عوائق موضوعية تتعلق بمدى قابلية المحيط لهذا النوع من الفكر، ليضيف الباحث عبدالمالك حداد في مقال له عن التشيع الذي يخترق الشعب الجزائري من أن إنتشاره بفضل الدعاة النشيطين الذين يتواجد اغلبهم بالمؤسسات التربوية، إلى جانب توفر المراجع الشيعية المتداولة كالمجلات والنشريات والكتب، هذا فضلا ما وفرته الجاليات الشيعية من العراق وسوريا ولبنان...

لا يوجد للشيعة الجزائريين مسجدا رسميا خاصا بهم، ولا صحيفة أيضا تتحدث عنهم وبإسمهم، وسوف نتحدث لاحقا عن ما تسمى بـ "الحسينيات" التي يقيمونها في عدة مناطق من البلاد وفي حدود إمكانياتهم الخاصة، التي غالبا ما تأتي بدعم من طرف مرجعيات دينية إيرانية أو من خلال ما يتبرع به تجار لهم علاقات بأوساط تجارية سورية، وأحيانا يجمعون إشتراكات سرية يحددون قيمتها في ما بينهم، وقد إتجهوا في السنوات الأخيرة إلى الأنترنيت التي شكلت فضاء آمنا وفسيحا ومهما لهم من أجل إثبات وجودهم وتبليغ إهتماماتهم، وتحت أسماء مستعارة طبعا ولا أحد منهم تجرأ على تبني المذهب علنا وبهويته الحقيقية، فهم حسب ما تحدث لنا البعض لا يأمنون ما سموه "مكر النظام" و"إرهاب الوهابيين"...

في دراسة قمنا بها من خلال الأحاديث التي جمعتنا ببعض المتشيعين سواء بلقاء مباشر أو حتى عبر شبكة الأنترنيت، فإننا نستطيع إختصار الأسباب والعوامل التي ساهمت مساهمة مباشرة وفعالة في تشيع هؤلاء، في نقاط معدودة نذكرها كالتالي:

- إيران وما يسمى بـ "الثورة الإسلامية" التي قادها الخميني عام 1978، فقد أصبحت إنجازاتها تثير الفضول والسحر لدى الشباب خاصة تلك الأجيال التي رافقت ذلك الإنقلاب الخميني والشعارات البراقة التي ظل يرددها، مما حول منه ومن ثورته إلى أسطورة لدى هؤلاء المتشيعين والمريدين، حتى أن بعض ممن ينشرون "رسائل إستبصارهم" يبرزون ذلك كثيرا، فسجلنا مثلا المسمى جعفر الحسيني وهو من مواليد 18/10/1975 ويحمل شهادة الليسانس في التاريخ - هذا طبعا حسب ما صرح به – وكذلك بريك ياسين من ولاية باتنة، نسيمة – ع من جامعة خنشلة ومرواني نورالدين من وهران... كل هؤلاء أكدوا لنا تصريحا وليس تلميحا من ان "إنجازات الثورة" هي السبب المباشر في تشيعهم...

- الحرب الأخيرة على لبنان والمقاومة التي قادها حسن نصر الله وحزبه المسمى "حزب الله"، حيث نال إعجاب الناس والعوام خاصة بشخصيته، ونحن نعرف أن كل من يعلن الحرب على إسرائيل ولو كان يهوديا متمرد ينال الرضا لدى الأوساط العربية المضطهدة، ولعبت الفضائيات دورا بارزا على رأسها فضائية "المنار" التابعة لـ "حزب الله"، في تمجيد المقاومة ورجالها والتشهير بإنتصاراتها، بالرغم من أن البعض ممن تابعوا الحرب يرونها مجرد بريق فارغ، فإسرائيل لم تعلن غزوها لأجل إحتلال لبنان حتى يعتبر الإنسحاب هزيمة لها، بل كانت مجرد حملة من أجل فك الأسيرين، ونحن نعرف أنها عجزت على فك الجندي الأسير في غزة التي تستطيع أن تدخل كل البيوت في يوم واحد، على كل ليس هذا موضوعنا نتركه لأوانه، فكما قلنا أن "حزب الله" أدى إلى تشيع الكثير من الجزائريين، فمثلا نجد الجزائرية والمقيمة بالخليج والتي تسمي نفسها بـ "جواهر الجزائرية" أعلنت تشيعها خلال الحرب بالرغم من أنها كانت مدخنة ومتفتحة ولا علاقة لها بالتدين حسب ما أفادت به في موقع شيعي، حتى أنها أكدت قائلة: (... أنه الحزب الوحيد فوق الأرض الذي يحمل إسم "حزب الله")، لذلك تشيعت له وصارت تنشط في هذا الإطار، والطريف في رحلتها أن نطحة اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان الشهيرة ساهمت أيضا في رحلة تدينها الجديد من دون أن تعطي تفسيرا مقنعا، وإن بررته بغيرة زيدان على الإسلام الذي صار يتهم من دوائر غربية بالإرهاب وبأنكى النعوت... ونجد كذلك يمينة يعقوبي من ولاية قسنطينة وهي طالبة جامعية بمعهد الآداب، فقد عدت حسن نصرالله خليفة المسلمين وبيعته واجبة بلا منازع حسب إعتقادها، بل وصل الحال بجمال عمراني من العاصمة بان جعله هو المهدي المنتظر، بالرغم مما في ذلك من خلاف عقدي بين أهل السنة والشيعة، بل حتى في الفكر الشيعي نفسه...

- ما يسمى أيضا بـ "الإرهاب" والمجازر التي أرتكبت في حق الجزائريين، ونسبتها جهات رسمية إلى "السلفيين الجهاديين" وأتهمت المخابرات بتورطها من طرف ضباط فارين نشروا الغسيل في الخارج، والشيعة ينسبونها إلى ما يسمونهم بـ "الوهابيين" أو "السنيين"... فهذا ما حدث لجزائرية سمت نفسها بشرى، وبالنسبة لأخرى آثرت أن تسمي نفسها "خادمة الزهراء"، وأيضا إلتقينا بعيسى – ج وهو من أبناء منطقة بن طلحة التي حدثت بها المجزرة الشهيرة في 22/09/1997 وكانت محل ضجة عالمية وخاصة بعد نشر شهادة نصر الله يوس في 2000 عن دار النشر الفرنسية لاديكوفارت تحت عنوان "من قتل في بن طلحة، وقائع مجزرة معلنة"، فقد تشيع لما رأى ما جرى من جريمة في حق الإنسانية من طرف من سماهم "السلفيين الوهابيين"، وآخر أيضا تشيع لمجرد أن سمع أحد "الوهابيين" يسب الخميني، ولم يختلف معه كمال الذي سمع آخر يتهم صانع ثورة الشيعة في إيران بأفحش الصفات وأقذرها، دفعه إلى التصدي له وإعلانه للتشيع...

- الوضع الذي آل إليه حال المسلمين في كل العالم من التخاذل والهزيمة، وبروز إيران كدولة "إسلامية" ترفع التحدي من خلال شعارات الخميني ومن جاء بعده، مما دفع الناقمين على هذا الحال إلى الإنتصار لتلك "الثورة" أوصلهم إلى التشيع من دون شك يذكر، مثلا الذي سمى نفسه الدكتور محمد بن يعقوب وهو طبيب جراح حسب ما نشر عنه، إلى إعلان ما سماه "ولاءه لآل البيت"، عل ذلك يرفع الغبن والهزيمة على الأمة الإسلامية كما يعتقد...

- المنام والأحلام والحب والإجتهاد والأخلاق... لها حضورها أيضا في هذا التدين، فقد سجلنا من أن إحداهن سمت نفسها بنت فاطمة، وكانت تدرس في المغرب حيث تشيعت حينها على يد عراقيين، لما رأت في منامها الإمام علي بن أبي طالب ودعاها للتشيع، وأخرى من مواليد 28/08/1982 بولاية عنابة (الشرق الجزائري) وقد سمت نفسها وداد باي العقون فقد تشيعت لأنها رأت في منامها أيضا الإمام الرضا، ولم يختلف عنها المسمى غريبي مراد عبدالمالك فحبه لهذا الإمام ولـ "عقيدة الإمامة" دفعه إلى إعلان تشيعه في مختلف مواقع الأنترنيت، ونجد أيضا المسمى علي مباركية من تبسة قد تشيع بسبب ذكاء وتدين زميل له في الدراسة وكان شيعيا، وآخر سمى نفسه (عبدالحسين الجزائري) قد دفعه للتشيع ما سماه "كذب" شيخ الإسلام إبن تيمية في بعض المسائل وبسبب ما سماه أيضا "إنتقاص" هذا العالم الكبير لدى أهل السنة من شخص الإمام علي بن أبي طالب، ولم يسوق أي نص منسوب لإبن تيمية ولا نحن عثرنا له ما يفيد تلك الإدعاءات الباطلة بلا منازع... أما زرفاوي عبدالدائم وهو من الشريعة (ولاية تبسة) أحد معاقل التشيع الآن وهو طالب في كلية الطب، فقد كان سبب تشيعه حبه لآل البيت، ونجد أيضا ناصري توفيق (ولاية بومرداس) تشيع في سجن الحراش بسبب أخلاق عالية لأحد الشيعة الذي ظل يؤثر الآخرين على غيره بالرغم من حاجته الماسة...

- من أسباب التشيع أيضا هو العلاقات الشخصية في الداخل والخارج، فضلا عن المجلات والكتب التي توزع بطرق سرية، أحدهم سمى نفسه (أبو علي حيدر) تشيع بسبب إذاعة طهران والتي زودته بمجلات "الوحدة" و "الطاهرة"، وقد زار إيران وساعده الملحق الثقافي لسفارة طهران بالجزائر، ومما يجدر تأكيده هنا أن هذا الأخير يقوم بدور تبشيري واسع النطاق، على غرار السفارات الإيرانية في كل العالم وبرعاية مرشد الثورة نفسه، نجد أيضا نورالدين بن جابي من الجزائر العاصمة وهو طالب ثانوي، فقد تشيع بسبب علاقته الوثيقة مع أستاذ يدرسه، وكان يقوم بدور الدعوة للتشيع، بن سعدون جعفر من البليدة فقد تشيع بسبب علاقة جمعته بشيعية عراقية تقيم بهولندا عن طريق الشبكة الإلكترونية، وآخر سمى نفسه (إلياس الجعفري) فقد تشيع بسبب منتديات الأنترنيت التي يدمن عليها...

- الدعم الإيراني ماديا ومعنويا لكل من يريد الإلتحاق بمعاهد الحوزات العلمية في النجف وقم... الخ، وخاصة لدى الشباب العاطل عن العمل الذي أصبح يستغل إستغلالا فضيعا، ومما يمكن ذكره هنا نجد من آثر أن يسمي نفسه (موسى الكاظمي) وقد درس عدة سنوات في قم، ولكنه عاد إلى الجزائر بعدما جمع مالا قدمه له بعض رجال الدين الشيعة، بل أنه أبرز لنا دعم الملحق الثقافي في السفارة الإيرانية بالجزائر له واستغلاله لظروفه الصعبة التي كادت أن تصل به إلى الإنتحار، وأخرى سمت نفسها نادية من بوسماعيل (ولاية تيبازة) قدمت لها مساعدات لتشتري ماكنة خياطة وتطريز من طرف تاجر شيعي... الخ.

- سجلنا أيضا إنتشار التشيع بين تجار جزائريين يترددون كثيرا على سورية لأجل جلب البضائع، حيث روى لنا تاجر أقمشة سمى نفسه (علي الشاوي) من ولاية باتنة ويملك محلا كبيرا في قلب المدينة، فقد قدمت له مساعدات من طرف مغاربة يقيمون في دمشق، حيث صار يجلب البضائع من دون أن يدفع ثمنها، وبمبالغ خيالية تطورت عبر سنوات قضاها في هذا العمل، وكان من بين ما يقوم به هو الصلاة في معابد شيعية ويجلب الكتب إلى الجزائر ويوزعها لأشخاص محددين ترسل لهم، ويروي الكاتب فريد مسعودي عن أحد تجار الألبسة النسوية الذي قابلهم في ملف أعده، من أن أحد أسباب تشيعه هو ما سماها "أمانة التجار الشيعة" الذين تعامل معهم في سوريا ولبنان، وقد صب جام غضبه – حسب الكاتب مسعودي – على "السنة" الذين وصفهم بأنهم "حمقى" و"متخلفين ذهنيا" و"لصوص"، ليستشهد (ببعض مواقفه مع التجار الشيعة في دمشق الذين كانوا يعطونه سلعهم دون السؤال عن ثمنها إلى غاية عودته من الجزائر وبيعها)...

- تساهل بعض الحركات الإسلامية معهم وتزكيتهم للشيعة من أجل مبررات سياسية في أغلبها، كالوحدة ومحاربة الفتنة والتصدي للعدو والإستعمار... الخ، وهذا الذي نجده في مسيرة ما يسمى بـ "حركة الإخوان" وشيوخها في مصر وبعض البلاد العربية، وفي الجزائر مثلا فقد كان لحركة "حمس" علاقات وثيقة بإيران ولبنان وسوريا وحتى الأردن، حيث يرى الإخوان من ان "التشيع" مذهب خامس من المذاهب الإسلامية والخلاف مع السنة خلاف في الفروع لا في الأصول، وهذا الذي لا يمكن تصوره ابدا، وتم رفضه رفضا مطلقا من أغلب العلماء المسلمين، وخاصة أن الأمر يتعلق بالقرآن والصحابة وعقائدهم الأخرى من تأليه لأئمتهم وعبادة القبور... وهذا الذي إنطلى على العوام عموما، واستساغه دعاة التشيع وحبذوه لما يفيدهم كثيرا في مدهم، ونذكر مجابرية سليم من نواحي ولاية سطيف الذي دفعته مواقف ما يسمى بـ "الإخوان" إلى إعتناقه دين الشيعة، حيث أكد بأنه يحب كثيرا حسن البنا وسعيد حوى ويوسف القرضاوي وآل البيت أولا وقبل كل شيء، دفعه حبه المتيم إلى إعلان ما سماه "إستبصارا" وخروجه من مذهبه المالكي، وقد أكد لنا بعد سنتين رجوعه عما ذهب إليه بسبب إكتشافه لحقيقة التيار الإخواني الذي ينشد السلطة والكرسي على حساب المبادئ والقيم والعقيدة، وهذا ما جعل "المرشدين" من جعل الشيعة الذين يسبون الصحابة ويكفرون بصحة القرآن وينتهكون حرمة بيت الرسول (ص)، مذهبا يساوي مذهب أحمد بن حنبل الذي تصدى لفتنة خلق القرآن كالجبل الشامخ وغيره من جهابذة الأمة – حسب ما باح لنا به -...

- زواج المتعة الذي عده الكاتب فريد مسعودي ونرى نحن أيضا بذلك، من أهم أسباب التشيع المباشرة، خاصة لدى الطلبة والطالبات في الأحياء الجامعية، وسهل للكثيرين إستغلال العواطف الدينية للطالبات والزج بهن في علاقات محرمة لدى الجزائريين ومباحة لدى الشريعة الإيرانية، وهذا الذي سنفرد له حديثا مستقلا في الحلقات القادمة.



هذا البعض مما يمكن استنتاجه من خلال إفادات المتشيعين لنا وفي مواضع مختلفة من الأنترنيت، وأما بالنسبة عن نظرتهم إلى أنفسهم قبل هذا التحول العقدي، فهي نظرة دونية وإحتقار وإتهام وإبتذال وتكفير عند أغلبهم، حيث يرون في "إستبصارهم" هو الخروج من الضلال إلى النور، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن "الدونية السافلة" إلى "العلو والسمو"، ومن "الشيطانية" إلى "الملائكية"... أما بالنسبة للعوائق التي صارت تقف كحجرة عثرة في طريق هذا المد، فيمكن تلخيصها في مايلي:

- طبيعة المجتمع الجزائري السنية التي ترفض الكثير من العقائد التي يتميز بها الشيعة، وخاصة ما يتعلق بالقرآن الذي يعتقدون بتحريفه، وما يتعلق بالسنة التي يردون أغلب الروايات الصحيحة لدى أهل السنة والجماعة ويتهمون رواتها بالكذب والتدليس، وأيضا بالنسبة للصحابة الذين يعتقد بردتهم باستثناء ثلاثة أو خمسة على خلاف بينهم، ويسبون الخلفاء الراشدين وينسبون لأمهات المؤمنين ما نتعفف عن ذكره...

- بعض الأحداث الدولية التي ساهمت في كشف حقيقة الشيعة وخفايا دعوتهم، نذكر منها مثلا إحتلال العراق والدور الإيراني العميل للمحتل في ذلك، إبادة أهل السنة من طرف الميليشيات الشيعية في العراق وحتى في إيران، إعدام الرئيس العراقي صدام حسين في صباح يوم عيد الأضحى المقدس مما أعتبر استخفافا إيرانيا شيعيا صفويا وأمريكيا بمشاعر المسلمين، وبمختلف مذاهبهم وشرائحهم وإنتماءاتهم... إلخ.

- السلفيون الذين يلعبون دورا بارزا في الكشف عن عقائد التشيع من خلال كتبهم ومراجعهم، وصور ومجلات وملفات ومنتديات عبر الانترنيت، وحتى المناظرات التي توزع عبر قنوات مختلفة من أشرطة ورسائل، حيث استطاعوا أن يميطوا اللثام عن واقع العقيدة الشيعية التي يحاولون دائما إخفاءها عن طريق "التقية" التي تعتبر عصب التدين عندهم...

- حرص بعض الأجهزة الرسمية التي تتخوف من المد الإيراني على التضييق عليهم، وتخويفهم من خلال سماعهم في محاضر رسمية أو توقيف بالنسبة للمعلمين والأساتذة الذين ثبت عليهم نشاطهم الدعوي، كما حدث في الجزائر عندما أقدمت وزارة التربية على توقيف 11 موظفا يمارسون التدريس وتحويلهم إلى مناصب إدارية في نهاية السنة الماضية، وبقرار من الوزير بن بوزيد شخصيا، وأيضا ما يحدث في المغرب من محاكمة لما يسمى بـ "أنصار المهدي"... الخ.

للتذكير فقط من أن الشيعة في كل أنحاء العالم وفي الجزائر بصفة خاصة حيث محدودية تواصلهم، تجدهم يحرصون كل الحرص على حماية أنفسهم من إختراق الآخرين لهم، وهو ما حدث لنا عام 2005 لما طلبنا من موقع الشيعة الجزائريين دعمنا في إنجاز بحث عن الشيعة والتشيع في الجزائر، ليتم منعنا من الدخول والإعلان عبر منتدياتهم المختلفة من أنني "رائد وعميل في المخابرات الجزائرية" أريد الإيقاع بالمتشيعين، غير أن ذلك دفع البعض ممن يبحثون عن الحقيقة التواصل معنا وبفضلهم وصلنا لكثير من الحقائق، بل أن الأمر وصل حد إتصال تلقيناه من دمشق لشيعي قدم لنا نفسه من أنه ممثل لرجل الدين والمرجع الشيعي العراقي الأصل والإيراني الإقامة محمد تقي المدرسي، يقترح الدعم الكامل ماليا ومعنويا لطبع الكتاب بشرط أن تتم مراجعته من طرف شيخه وحاشيته...





على خطى القاعدة: حزب الله المغاربي !!



تحدثنا أنه من بين الأسباب التي ساهمت مساهمة فعالة في تشييع الجزائريين وغير الجزائريين، الحرب الأخيرة التي قادتها إسرائيل على لبنان، ودور المقاومة التي أداها بقوة وفعالية "حزب الله" وزعيمه حسن نصرالله، لهذا حقق هذا الحزب شعبية قوية وتجذر في أعماق الأمة لحد بعيد، بالرغم مما كتب عن أفكاره وعقائده الشيعية، إلا ان الدور السياسي والمسلح الذي أداه جعل الكثيرين يبتعدون عن الرؤية المستمدة من الإختلاف العقدي والتباين الديني الذي يعتمد عليه "حزب الله" في حركيته الداخلية والخارجية، والكل يدرك العلاقة الوثيقة التي تربطه بطهران، حيث تعتبر ثورتها المرجعية الأساسية للحزب، وزعيمه حسن نصرالله عد نفسه مجرد صبي لدى مرشد الثورة على خامنئي، بل شغل من قبل وكيلا لمكتبه في لبنان،هذا بغض النظر على ما عثر عليه من طرف الجيش الإسرائيلي في معاقل "حزب الله" من منشورات إيرانية وكتب لمرشدها، نذكر مثلا "أمريكا أصل الإرهاب" وكتاب "الجهاد" وكتاب "العودة لنهج البلاغة" وكتاب "الخواص واللحظات المصيرية" وكتاب "لمحات من حياة وجهاد الإمام الخميني"، بل أنه عثر بقرية "رجمين" اللبنانية على كراسة بها خطابات للخميني... الخ، فضلا عن علاقات نصرالله بدوائر القرار في سورية هذا في الظاهر، وفي الباطن هي علاقات مع شيعتها خاصة ممن يدينون بالولاء التام للثورة الخمينية، وصاروا يلعبون دورا سريا في مخابر أمريكية لشن الإعتداء على بلادهم وغزوها حتى يتم تحقيقهم لـ "مكاسب" على غرار ما حققه شيعة العراق على أشلاء شعبهم البريء، وقد جعلت ما يسمى بمجموعة 14 آذار تلعب على هذه الورقة الأجنبية لنزع سلاح الحزب وتقليم أظفاره...

لقد سمعنا الكثير من الأصوات بضرورة إستنساخ هذا الحزب في كثير من المناطق، ويوجد من طالب بإعلانه في العراق والسعودية والمغرب العربي، حتى أن بعض المراقبين يرون أن "حزب الله" على درب قاعدة أسامة بن لادن، التي تكاثرت وصارت عدة قواعد... ومما يجب التنويه إليه في إطار موضوعنا هذا، هو ما كشف في إطار حملة التشيع التي تضرب العمق المغاربي بصفة عامة والعمق الجزائري بصفة أخص، في وجود تحركات سرية من أجل إعلان "حزب الله المغاربي"، يتزعمه شيعي مغربي يقيم في ألمانيا، هذا ما صرح به البرلماني الجزائري عن حركة حمس سعيدي عبدالرحمن لصحيفة (الشرق الأوسط) والذي نشرته في عددها الصادر بتاريخ 28/03/2007، ليؤكد حسب معلومات لم يكشف عن مصدرها ولا حيثياتها، من أنه "يتم التحضير في بلاد غربية وفي بلاد الشام لمشروع حزب الله المغاربي"، ليضيف متحدثا عن شخص لم يذكر إسمه، سوى أنه يقيم بشرق الجزائر زوجته لبنانية وله نفوذ في الأوساط الشيعية خارج الجزائر، ويدعي أنه من كبار الشيعة في المنطقة المغاربية حسب سعيدي طبعا، وإن كانت مصادر أخرى من حركة "حمس " أكدت لنا من أن الحركة تملك ملفا كاملا عن الموضوع، وهو بحوزة زعيمها الحالي الوزير سلطاني، وسوف تتركه للوقت المناسب للبت فيه، من دون أن يحدد جدولا زمنيا لذلك، وهي طبعا عادة حركة "حمس" التي تستغل مثل هذه الملفات في الإستحقاقات الإنتخابية أو من أجل التهويل الإعلامي الذي يعيد لها بريقها الإعلامي وحضورها السياسي والشعبي، ولكن قد أخذت الدروس والعبر من إدعاء زعيمها سلطاني بوقرة من قبل امتلاكه لملفات واسماء ثقيلة متورطة في الفساد، فتحت عليه أبواب جهنم حينها... ومن مصادر أخرى مطلعة كشفت لنا أن الدكتور محمد التيجاني وهو شيعي تونسي يقيم بأمريكا وتربطه علاقة نسب مع أحد كوادر الشيعة في لبنان، فضلا عما يتلقاه من دعم صقور نافذين في البيت الأبيض، نشر من قبل كتابا مثيرا للجدل عنوانه (ثم إهتديت)، لهذا الأخير الدور البارز والنشيط من أجل إعلان هذا التنظيم، وهو يتلقى الدعم من حسن نصرالله شخصيا، وقد حدثت إجتماعات في الجزائر بين أطراف مختلفة وبسرية تامة، تم إستدعاء بعض الوجوه المحسوبة على التشيع والمقيمة في الخارج، لوضع الأطر التنظيمية - داخليا خاصة - لهذا الحزب، ومما تسرب هو ما جاء في رسالة التيجاني التي قرئت على الحاضرين من جزائريين وتونسيين ومغاربة... ومما جاء فيها قوله:

(... إذا كان للقاعدة الوهابية قواعد في المغرب والشام والحجاز فإنه يجب لحزب الله أن يتوسع لكسر شوكة الوهابيين الإرهابيين وصيانة مكتسبات الأمة التاريخية من الأنظمة الفاسدة والعميلة...).

(... حزب الله المغاربي سيكون إمتداد للمقاومة والثورة التي تستمد نورها من جيل صنع المعجزة في إيران ويصنع الكبرياء اليوم في لبنان...).

للتذكير أن أحد شيوخ السلفية في الكويت وهو عثمان الخميس ألف كتابا عن التيجاني محمد سماه (كشف الجاني محمد التيجاني)، وسبق له مناظرته في برنامج تلفزيوني على قناة "المستقلة" في رمضان 2004، كشف فيه الكثير عن العقائد التي يتبناها التيجاني ويبشر بها...



يتبع

حسينا 28-11-07 05:03 AM

بقلم: أنور مالك – كاتب صحفي مقيم بباريس-

(الجزء السادس)

نواصل في هذا الجزء الحديث عن حيثيات جديدة، وكنت أعتقد أن هذا الجزء هو الأخير غير أن الموضوع فرض نفسه علينا وصار له جزء سابع، بالرغم من محاولات الإختصار التي تظهر للقارئ الكريم، وأعد بأن القضية لنا لقاءحولها في بحث مستفيض ينشر في كتاب...

التشيع يزحف على المؤسسات التربوية.

كما تابعنا فقد صارت المدرسة الجزائرية أرضا خصبة لدعاة التشيع اوخاصة أن أغلب الذين تدينوا بهذه العقيدة، ينتمون إلى مجال العمل التربوي من معلمين وأساتذة التعليم المتوسط والثانوي، وإن كانت الجامعات يصعب فيها هذا النشاط التبشيري المدعوم إيرانيا، لمدى سيطرة المتدينين - من السلفيين خاصة - على مساجدها ومدى تأثيرهم على الطلاب، فضلا عما يتمتع به الطلبة من مستوى لا يسمح بمرور المعتقدات الشيعية التي غالبا ما تنطلق من بت الشبهات في العقيدة والتاريخ الإسلامي، وخاصة بالنسبة للخلفاء الراشدين وما يلحقهم من سب وشتم ونقيصة في المعتقدات الشيعية... وكما نعلم الدور الذي لعبه المدرسون العراقيون والسوريون واللبنانيون من قبل في نشر هذه الأفكار بين الطلبة والتلاميذ، وهذا ما جعل إنقلاب الخميني وما يسمى بـ "الثورة الإسلامية" يجد الأرض الخصبة في توسيع مده بين الطبقات الجزائرية المختلفة، وكما صرح المسمى محمد العامري (30 عاما) وهو مسئول موقع الشيعة الجزائريين على شبكة الأنترنيت في حديث لموقع قناة العربية، من أن الجاليات القادمة من العراق ولبنان وسوريا أدت دورها التبشيري للدين الإيراني، وإستطاعت أن تزرعه بين الناس وخصوصا ذوي المستوى الدراسي المحدود... وهذا ما يجعل من الضرورة الحديث عن المؤسسات التربوية التي صارت الهدف المباشر لنشر الفكر الشيعي الوافد، ويستغل بعض الأساتذة الذين يحملونه وبما يتمتعون به من تقديس لدى التلاميذ والطلبة، من أجل بث عقيدتهم في أذهان بريئة وبيضاء لا تعرف شيئا من الخلافات الفقهية ولا الصراعات الدينية، بل وصل الحال إلى الأطفال الذين يدرسون في المدارس الإبتدائية ولا يزالون يتعلمون الحروف الأبجدية، حتى أنه مما بلغنا أن زرفاوي أبو النجا الذي ذكرناه من قبل في حديثنا عن نشطاء التشيع في منطقة الشريعة (ولاية تبسة) وهو معلم في مدرسة العربي التبسي، ظل يردد لتلامذته الذين لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات من أن علي بن أبي طالب عاش عمره كله ملثما ولا ينزع عنه اللثام أبدا، والسبب في ذلك الشبه التام بينه وبين الرسول (ص) ويخاف من أن يخطئ فيه الصحابة أو زوجات النبي (ص) او حتى الوحي... إن مثل هذه الأفكار التي شوشت أذهان أطفال المدرسة، يمهد الطريق نحو حشو أذهانهم بعقيدته الإثني عشرية الإيرانية، بل يوجد من يزرع أحقادا تجاه الصحابة ووصل حد جعل أمهات الأطفال في عداد المشركات اللواتي لا يصح إسلامهن، كما فعل آخرون في عدة ثانويات من الوطن الجزائري...

العامري يزعم أنه توجد للشيعة مشاكل مع المنظومة التربوية، ليؤكد أن المتشيعين تمردوا على النظام الدراسي الذي تفرضه الوزارة الوصية مما سبب لهم الكثير من المتاعب، وهوإعتراف ضمني ومخطط له من جعل المؤسسات التربوية هي ساحة الدعوة الشيعية التي تنشط بقوة خلال المدة الأخيرة في الجزائر، وخاصة المدرسين لمادتي الفلسفة والآداب...

وزارة التربية الجزائرية بعد الحرب الأهلية قامت بمحاولات لمنع إنتشار الأفكار التي سمتها متطرفة، وصل حد شطب إختصاص يتعلق بالعلوم الإسلامية من التعليم الثانوي، ووصل أيضا إلى منع تدرسي التربية الإسلامية في المدارس على عكس ما كان سائدا من قبل، وهذا طبعا بحجة حماية عقول الأبناء مما تسمى بـ "السلفية الجهادية" وخاصة في الآونة الأخيرة بعد تسجيل عمليات إنتحارية قام بها شباب لم يبلغوا بعد سن الرشد، بل بينهم ممن يزال في تعليمه المتوسط كالإنتحاري الذي فجر ثكنة دلس (بومرداس)، وفي السياق نفسه غير أنه يستهدف هذه المرة المد الشيعي ويسعى لمحاصرته، وكما ذكرنا نحن وتداولته وسائل الإعلام ما أقدمت الوزارة عليه من توقيف 11 مدرسا وتحويلهم الى مناصب إدارية بعد ثبوت التشيع عليهم، بل تمت عدة إجراءات ردعية لم تتناقل إعلاميا ضد ممن يقومون بالدعوة أو يوزعون الكتب بين الطلبة والتلاميذ، ووصل حد فتح تحقيق في بعض المناطق التي شهدت ما أغضب الأولياء خاصة، كما حدث من قبل وذكرناه في الحلقة الثانية عند حديثنا عن التشيع في الشريعة (تبسة) وحول ما قام به أستاذ في التعليم المتوسط عندما أقدم على السب العلني للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مما دفع الأولياء إلى المطالبة بتحقيق في بيان تناقلته وسائل الإعلام المختلفة (الشروق اليومي: 23/01/2007)، غير أن الأمر تم إحتواءه من طرف أعيان المنطقة، ننفرد نحن بالحكاية كاملة حيث أن بوكوشة محمد وهو أستاذ للغة الفرنسية بمتوسطة بئر مقدم، دخل القسم ووجد اسم عمر بن الخطاب مكتوبا في السبورة من خلال حديث روي عنه، فشتمه بألفاظ بذيئة وقبيحة وقام بتكفيره على مرأى التلاميذ الذين لم تتجاوز أعمارهم 14 سنة، تم نقل ما تلفظ به إلى أستاذة العلوم الإسلامية من طرف التلاميذ، فقامت برفع شكوى إلى المسئولين، وكانت سابقة تصل إلى المستوى الإعلامي الذي بلغته، وإن كانت حوادث السب والشتم منتشرة وخاصة لدى الأقسام التي يدرسها متشيعين من أمثال بوطورة يونس، وكذلك حاجي العربي الذي هو استاذ فلسفة الذي روت لي طالبة تدرس بمعهد الحقوق والعلوم الإدارية بجامعة تبسة حاليا، أنه دائما يسب الصحابة ويتهمهم بأبشع التهم وأقذرها، وهنا ننبه من أنه سجل له النشاط الواسع في تشريعيات ماي 2007 مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يترأسه أحمد اويحيى...

ونجد بعض المدراء قامو بالتصدي لهم بمنعهم من التحدث في مثل هذه القضايا، وايضا مصادرة الكتب التي تدس في مكتبات المدارس، وبينهم ممن لم ينجو من المؤامرات والدسائس دفعت إلى تحويلهم من مكان لمكان، ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر مؤامرة قادها الأستاذ والشيعي البارز بوطورة يونس بالمتقن التي يدرس بها ضد المدير الربيع برايجي، الذي يعتبر من الإسلاميين السابقين وأحد أنصار عبدالله جاب الله، وهو سني منعهم من ممارسة نشاطهم وتعهد حينها بمعاقبة من تسول له نفسه التحدث للطلبة عن قضايا العقيدة مهما كان الإنتماء، وأول ضحية لهذه القرارات الصارمة هو الأستاذ بوطورة يونس لذلك قام برفقة بعض أنصاره وآخرين تم إستغلالهم في قضايا هامشية على شن إضراب في جانفي 2002 وبدعم من طرف الوزير سلطاني بوقرة الذي ظل يعتبر الربيع أحد خصومه في المنطقة، بسبب دعمه لحركة النهضة الغريم التاريخي لحمس، فضلا من تدخل الأفكار القبلية بين العروش التي صارت تستغل من طرف المتشيعين وما تركيزهم على هذه المناطق التي تتحكم في مواطنيها الروابط القبلية والعروشية، إلا لأجل إستغلالها مما يمكن لهم المنعة والحصانة، وهو طبع الشيعة عبر التاريخ وما يحدث في العراق اليوم الا دليل قاطع على ذلك... نعم إنتصر بوقرة سلطاني لعرشه طبعا ومن دون أدنى تحقيق في دواعي الفتنة والصراع، فأسقط المدير من إدراة المؤسسة وتم تحويله بعيدا ليستخلف بأهم رجل شيعي على مستوى الشرق الجزائري وليس على مستوى تبسة لوحدها وهو محمد قفاف – ذكرناه سابقا – والذي كان من قبل وهو شيعي مديرا للشئون الدينية بالولاية نفسها، ليجد قائد الإضراب حريته في فعل ما يريد وتوزيع المنشورات والكتب وبيانات قادمة من ايران ولبنان... ومما يروى ويتردد بين الكثيرين أن الأستاذ سعدالله وهو استاذ مادة اللغة العربية بالمتقن نفسه، يمارس الدعوة بين الطلبة بصفة علنية ويقدم لهم دروسا، حتى أنه مرة دخل أحد الأساتذة في الحصة التي جاءت بعده، فوجد على السبورة مكتوب عدة ألفاظ توحي بالدرس الذي قدم، ومن بينها نجد (واقعة الجمل... صفين... علي... معاوية... الخ)، ومما زاد في تعجب هذا الأستاذ ان الحصة التي سبقته كانت لمادة اللغة العربية، ولما حاول أن يعرف من سعدالله أجابه من أن البرنامج قد تغير ووزارة التربية تفرض عليهم تقديم دروس عن معارك الصحابة والخلافات التي حدثت بينهم، وقد صدقه بعضهم لكن مع مرور الوقت عرفوا تشيعه وأدركوا من أن كل ما قيل عن أوامر وزارة التربية كان كله تدليس وكذب وزور فقط...

كذلك ما حدث للخضر شرفي وهو مدير ثانوية مصطفى بن بولعيد بالشريعة ايضا، وأدى ذلك إلى نقله إلى ولاية قالمة بعد ضبط أحد أساتذة الفيزياء على كتاب شيعي، اشعل لهيبا بين كوادر المؤسسة، تدخلت حينها الإدارة الوصية بإجراءات تحويل وإبعاد للمدير شرفي...

علمنا أن إستغلال المؤسسات التربوية للمد الشيعي جاء بناء على توصيات قادمة من الحوزات العلمية في إيران، حيث أنه لا يمكن تشيع من تشبع بالعقيدة السنية، لذلك يتم زرع العقيدة الشيعية بين الأطفال والتلاميذ الذين تجدهم يطوقون لمعرفة الدين وتعلمه، فيستغل الأساتذة والمعلمين هالة التقديس التي يتمتعون بها في زرع شبهات تخلط الأوراق عليهم، ويجدون أنفسهم في دوامة لا حد لها، أوصلت أحد التلاميذ وهو في السابعة من التعليم المتوسط، إلى الجنون في منطقة خنشلة لما شوشت أفكاره بين والده السني الذي دائما يدرس له سير الصحابة وبين معلمه الشيعي الذي حشا رأسه بما سماها "ضلالات" الصحابة وردتهم حسب ما يعتقد طبعا... وفي أحد ثانويات بوسماعيل (ولاية تيبازة) راح استاذ مادة الفلسفة يدرس للطلبة والذين اغلبيتهم بنات ما سماه "فقه زواج المتعة"، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل وصل حد مراودته لطالبة تدرس عنده وكانت فائقة الجمال لأجل جرها في علاقة زوجية وفق العقيدة الشيعية... وايضا ما روته لنا الأستاذة حوحة حسينة وهي تدرس الأدب العربي من قبل في ثانوية عائشة أم المؤمنين بباتنة، من أن أحد الطلبة توقف عن الدراسة، ولما التقته مرة في وسط المدينة أخبرها بإلتحاقه بثانوية أخرى لأنه لا يليق به الدراسة في ثانوية سميت بإسم عائشة، وإسترسل في وصفها بأوصاف دفعها إلى أن صفعته وانصرفت عنه... أما في الجامعات فينتشر التشيع حتى في جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، التي في بدايتها درس بها خمسة أساتذة عراقيين ومارسو الدعوة للتشيع بطرق فظيعة، ومما يعرف أيضا أن مورغلي وهو استاذ جزائري للتفسير برفقة إبنته التي تدرس اللغة الإنجليزية، قد كانوا من أبرز نشطاء التشيع في الجامعة الإسلامية وحدثت مناوشات مختلفة مع الطلبة، إلا أنه إستطاع أن يدس الفكر الشيعي في بعضهم وبينهم من صار مسئولا في وزارة الشئون الدينية التي يدعي المسئولين فيها حرصهم على منع التسلل الشيعي للمنابر، مثل عمروش مسعود الذي كان مديرا للمركز الثقافي الإسلامي بتبسة واليوم هو ناظر للشئون الدينية في أحد ولايات الشرق الجزائري، وذكرنا أيضا من قبل مصار محمد الذي إشتغل في التدريس بمسجد بئر مقدم...


دخان في الشريعة !!

من تداعيات الملف الذي قمنا بإعداده وان كان شديد الإختصار، فقد تركنا بقية المعلومات لكتاب سننشره في أوانه، وبغض النظر عن الهجوم علينا سواء من طرف القراء والمتشيعين أو حتى ممن ذكرناهم بين سطورنا، وقد قاد هذه الحملة خاصة أبناء منطقة الشريعة (ولاية تبسة) ممن تشيعوا وصاروا عرابين لهذا المد القادم من بلاد فارس، لا أريد أن أرد على تلك الشطحات الفاسدة والتي ان دلت على شيء فإنما تدل على المقاصد القذرة لهذا التدين، فما نعرفه أنه من يؤمن بفكرة أو يعتنق دينا او يتمذهب بمذهب أو ينتصر لتيار فلا يهم ان ذكر وكشفت حقيقته، أما أن يعلن الحرب على الآخرين ونتهم بالعمالة والجهل ومنبت السوء فهذا ما زادنا إلا إرادة في المضي قدما حتى الوصول إلى كل الحقائق التي تنام تحت الظل أو تبعثرت بين ملفات أمنية، لا يراد منها سواء ملء أرشيفات الأجهزة العقيمة بلا شك...

لقد علمنا من مصادر جد مطلعة من أن مصالح الأمن والمخابرات قد فتحت تحقيقات سرية بعيدا عن ما يسمونه بـ "التهويل الإعلامي" لنشاطات المتشيعين وخاصة أولئك الذين قدموا من سورية، والذين على جوازاتهم أختام الدخول والخروج من إيران، هذا فضلا عما يدار في كواليس وزارة التربية من أن الوزير بن بوزيد أمر المقربين منه وخاصة الأمين العام لوزارته من ضرورة إتخاذ إجراءات صارمة لحماية المؤسسات التربوية من هذه الظاهرة الخطيرة على حد تعليماته طبعا، أيضا وزارة الشؤون الدينية تحركت ووجهت تعليمات شفهية لمديرياتها لأجل تنبيه الناس عبر خطب الجمعة والدروس لخطر الظاهرة، وهو ما سجلنا حدوثه خلال الجمعات الماضية عبر بعض ولايات الوطن، ولقد تحدثنا في ملفنا عن مدينة الشريعة (تبسة) التي غزاها المتشيعون من كل مكان، نظرا لأهميتها الحدودية وأنها منطقة تقع في أهم بؤر التهريب في الجزائر، حيث تقوم مجموعات بتهريب الكتب الشيعية الممنوعة مستغلين عصابات تهريب السيارات المزورة والمواشي وحتى المخدرات، فقد منعت هذه الكتب من طرف الوزارات الوصية وفي معارض الجزائر الدولية، إلا أنها إستطاعت أن تصل مرات عن طريق البريد حيث تتواطا جهات فيه، وأخرى كما اشرنا سابقا عن طريق التهريب والتسلل عبر الحدود، وهذا ما أكده إنتشار هؤلاء في المناطق الحدودية خاصة...

بعد نشر الحلقات الماضية تفطن الكثيرون وخاصة من أولياء التلاميذ والطلبة لخطر هؤلاء، ونسجل مثلا أن الأستاذ هميلة عثمان وهو إمام خطيب بمسجد الإصلاح الذي يعتبر من المساجد الرئيسية بالشريعة، افرد خطبة يوم الجمعة 27/09/2007 للموضوع، وقد تحدث فيه بإسهاب وأشار إلى ملفنا المنشور، داعيا أولياء التلاميذ والطلبة إلى حماية ابنائهم وأولادهم من هذا المد الذي يغزو المنطقة، وأكد على وجودهم وإنتشارهم بالمؤسسات التربوية، وهم يمارسون دعوتهم بشراسة، وايضا ما قام به مدير التربية لولاية تبسة وأثناء زيارته لثانوية النعمان بن بشير من تحذير رسمي للأساتذة من التحدث في امور العقيدة الشيعية، وانه سوف يتخذ إجراءات صارمة تجاه كل من تسول له نفسه أن يتجاوز هذه الحدود الحمراء التي وضعتها الوزارة الوصية... مصالح الأمن بدورها إستدعت بعض الأسماء وأخذت عليهم تعهدات بعد المحاضر الرسمية التي حررت لهم، وإن أنكروا كل ما نسب إليهم، وأن ما يشاع هو مجرد أوهام يراد منها توسيخهم، وطبعا كانت التقية سيدة الموقف، بل أن القائمة التي بين أيدي المصالح المعنية كانت أكبر مما ذكرنا، فقد تفاجآنا من وجود أسماء أخرى تتابع تحركاتهم أعتبرت نشيطة للغاية، ونذكرها كما وردت إلينا من المصادر التي تأكدت بعد تحقيقات دقيقة من تشيعهم، وإتصالات يجرونها مع جهات دينية في الخارج، فنجد مناصرية الحاج وهو استاذ فلسفة، ورحمون بلقاسم المدعو مكاناكي وهو أستاذ ثانوي ويحضر لشهادة الماجستير، وكذلك عون الله رابح وبريك بشير و هما أستاذان لمادة الفيزياء وكذلك المعلم أبو النجا زرفاوي وهو مدرس بمدرسة العربي التبسي... ونجد حتى من سجلوا في قوائم أخرى كمن وقعوا ضحية هذه الدعوة وهم في طريقهم للتشيع أو ما يسمونه بـ "الإستبصار" كالأستاذ زرفاوي نوفل – أستاذ بثانوية النعمان بن بشير لمادة الرياضيات – وفضيل عبدالقادر – أستاذ ثانوي لمادة العلوم - وقد سجلت مصالح الأمن من أن الدعوة ينشط فيها الأستاذ بوطورة يونس وبدعم من طرف جهات إيرانية عن طريق وسيط، وهو بوعلاق عبدالستار المدعو عبدو وهو يتحدر من ولاية بجاية، عاش صباه في بريكة (ولاية باتنة)، يدعي حسب مصادرنا من أنه دكتور في الإقتصاد إلا أن جهات وصية سجلت إحتياله، اشتغل برفقة مجموعة ليبية في الإستيراد والتصدير، وهم ممن ينشطون في هذه الحملة وتحت رعاية جهات رسمية ليبية والزعيم الليبي معمر القذافي، يحضر من حين لآخر للمدينة حاملا لهم بيانات ومطبوعات توزع بينهم وتتبادلها الأيادي ويقومون بنسخها في مكتبة تعتبر من بين الأماكن التي يترددون عليها، وهي "مكتبة الفرقان" وهي للأستاذ عثماني عبدالمجيد الذي يعتبر من أبرز نشطاء حركة النهضة في تبسة، ويعمل أيضا إماما لمسجد الفرقان، بالرغم من أنه سني إلا أن مكتبته يديرها أحد المتشيعين ويتعلق الأمر بالمسمى دمان الهوام ميلود المدعو طارق، والذي تحولت عائلته إلى الشيعة وعلى رأسهم شقيقه وأيضا شقيقته التي تشتغل بالمستشفى وروي لنا تماديها في سب الصحابة علنا وعلى مرأى زملائهما وحتى المرضى... وأيضا إنتشرت بعض الكتب مثل "مفاتيح الجنان" لعباس القمي، الذي نجد في الصفحة 66 في باب "أعمال نهار الجمعة" من طبعة مؤسسة الأعليمي للمطبوعات (بيروت – لبنان) وفي الهامش مايلي: (قال العلامة المجلسي: آية الكرسي على التنزيل على رواية علي بن ابراهيم والكليني هي كمايلي: الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي... هم فيها خالدون)، وقد أشاد الناشر حسين الأعليمي بالكتاب والمؤلف وأعده الأوسع إنتشارا بعد القرآن ومؤلفه يعتبر في عقيدته "المحدث الكبير والعلامة الثقة"، وسجلت مصاردنا وجود عدة نسخ منه بين أبناء المنطقة وحتى بين الطلبة... هؤلاء المتشيعين برفقة بوعلاق ويعتبر نفسه "داعية شيعي" زار إيران وسورية مرات متعددة، يجتمعون في بيت صهره وهو شيعي أيضا وصاحب صيدلية وإسمه عبدالعالي زهاني – ذكرناه سابقا في الحلقة الثانية من الملف – بل وصل الحال أن سموا مقهى تتوسط المدينة بـ "مقهى قم" وهي مقهى رجل الأعمال بريك صالح الذي تحدثنا عنه ايضا في مقاربات الفساد المتعلقة بالوزير بوقرة سلطاني، بعدما كان مقهى الحاج العيد هو برلمانهم ولكن صاحب المقهى تفطن لهم وقام بطردهم ومنعهم من دخوله... نعم لقد هوجمنا من طرف الأسماء التي ذكرناها وقد إجتمعوا في ما بينهم وقرروا الحملة علينا، يقودهم في ذلك بوطورة يونس الذي قاد من قبل مؤامرة تحدثنا عنها سابقا، ومما خرج به مجلسهم من قرارات رواها لنا أحد الحاضرين الذي نتفادى ذكره حتى لا نعرضه للإيذاء هو عودتهم إلى الصلاة الجماعية بالمساجد، حتى تبتعد عنهم الشبهات، وقد لاحظ الناس ظهورهم مجددا في مسجد الإصلاح خاصة، وحجتهم طبعا شرعية على مذهبهم وهو إستعمال التقية التي هي صمام الأمان لديهم...

نحن ما أردنا من هذا الملف إيذائهم أو اننا دعونا النظام للتعرض لهم، غير أننا فقط أردنا كشف هذا المد بأدلة ملموسة بعيدا عن الحديث العام والجاهز الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، فنحن نؤمن بحرية المعتقد بعيدا عن المخططات السياسية الخبيثة التي تحاك في الخفاء ويستهدف بها وطننا العزيز، فضلا من كل ذلك أنني كنت اعتقد أن الحوار بيننا سيكون علميا بعيدا عن المهاترات ولغة القذف، فقد سجل الدكتور أسامة فوزي في مقال له على "عرب تايمز" نشره بتاريخ 04/10/2007 قائلا: (تلقيت رسالة من قارئ جزائري يشكو فيها من حجب مقالاته وتعليقاته التي يبعث بها إلى عرب تايمز ويعتبر هذا حجرا على الرأي والرأي الأخر ويتهم عرب تايمز بالتحيز والمحاباة ... وبسبب جدية اتهاماته طلبت من الزميل المشرف على التحرير اطلاعي على مراسلات ومقالات ومكاتبات المذكور فإذا بها كلها تنصب على نقد صلعة احد الكتاب الجزائريين وكيف أن صلعة الكاتب تؤكد انه كاتب مزيف وكيف ان على الكاتب وبدلا من الكتابة في الشأن الجزائري الاهتمام بصلعته.... إلى آخر هذه النصائح التي دفعتني إلى الاعتقاد بأن موضوعات الكاتب الجزائري التي أثارت ردود فعل القارئ تتعلق بالصلع أسبابه وأعراضه قبل ان اكتشف ان الكاتب ينشر دراسات ذات طابع أكاديمي عن التيارات الشيعية في المغرب العربي ... فما علاقة هذا بالصلع وأمراضه ولماذا يغضب القارئ - المشتكي - من حجب تعليقاته السمجة عن الصلع وفروة الرأس و التي لا تمت للموضوع بصلة والتي - إن نشرناها - ستؤدي إلى تسخيف وتسطيح مستوى الحوار الذي يدور بين القراء حول موضوعات الكاتب المذكور .... والأعجب أن صديقا اخبرني أن كاتب التعليقات السمجة قريب لصاحب المقالات... أي انه من " صلة رحمه ". هذه عينة فقط من عقلية بعض الكتاب والقراء العرب التي تحتاج إلى طبيب نفسي لفهمها...)، ووصل حد الإبتذال بهم إلى إنتحال صلة القرابة بي من أجل التشويه، ولست أذكر ذلك من باب تأثيرهم علي لكن فقط أردت الإشارة إلى تدهور مستوى هؤلاء في الرد على الحقائق المثيرة التي سقناها ولم يسبقنا إليها أحد، وليس غريبا طبعا عن هؤلاء الذين تجرأوا على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعلى الخلفاء الراشدين –وتعليقات القراء خير دليل - فما يضيرهم أبدا أن يقولوا فينا ما يشاءون... هذا البعض من تداعيات الدراسة التي قمنا بها وبغض النظر عن تناولها وإنتشارها في الأنترنيت، لكن نحن نعرف أن النتيجة تكشف طبيعة الإنطلاق.



"الحسينيات" في رحاب الجزائر



في رحلة تحقيقنا استطعنا أن نصل إلى معلومات خطيرة للغاية والتي تتعلق بممارسة "طقوس التشيع" في بعض ولايات الوطن،قبل ذلك فقد اشارت جريدة الخبر اليومية في عددها الصادر بتاريخ: 11/04/2007 وتحت عنوان ملفت للإنتباه: (السلطات متخوفة من تعاظم شأنهم وتتحرى في نشاطهم: متشيعون جزائريون يمارسون اللطم ويقيمون الحسينيات)، وقد نسبت لمصدر وصفته بـ "الحكومي" من ان السلطات تأخذ على محمل الجد تلك التقارير الواردة تفيد بتنامي ظاهرة التشيع في بعض المناطق، وأكد المصدر الحكومي بان هذه السلطات (بصدد التأكد من هوية المشرفين على الدعاية له والكشف عن الأماكن التي يمارس فيها التشيع وتقام الحسينيات)، لتضيف الصحيفة من أن المصدر قد تحفظ عن ذكر الأسماء التي تلاحقها شبهة التشيع والدعاية له... وقد علمنا من مصادر مختلفة من أن المتشيعين ينشطون في المدارس والثانويات كما ذكرنا وايضا تحت غطاء جمعيات ثقافية، وقد صرح النائب البرلماني عبدالرحمن سعيدي والذي وصفته صحيفة "الخبر" من أنه مهتما بالملف الشيعي ووصف في مواقع اعلامية أخرى بانه خبير في ذلك حيث قال: "مصادر عليمة تؤكد أنهم يقيمون الحسينيات ويمارسون طقوس الشيعة في إحتفالات عاشوراء كاللجوء إلى اللطم، وسمعنا عن تواجد متشيعين في حي النخيل ببئر خادم"، وعلمنا نحن من مصادر مطلعة من أن المتشيعين بالفعل يمارسون طقوسهم في شقق تم إختيارها بعناية وبعيدة عن أعين الناس ومصالح الأمن، وغالبا ما تكون شقة مستأجرة لتفادي المتابعات التي قد تلاحقهم...

في مدينة الشريعة التي تحدثنا عنها كثيرا يلتقي المتشيعون في مكان يعرف في المنطقة بإسم "قارة علي بن حميدة" وهي منطقة بعيدة عن المدينة وبها وديان وبعض الأشجار، يتردد عليها أناس يمارسون الرذائل من خمر وزنا وقمار ولواط، حيث يمارسون طقوسهم فيها وخاصة في فصل الصيف، اما في الفصول الأخرى فيتخذون من البيت الفاخر الذي يملكه الصيدلي عبدالعالي زهاني – ذكرناه من قبل – وهو شيعي وله نشاط دؤوب في الدعوة لذلك، وفي بيته الذي لا تحيط به سوى محلات وسوقا يعرف بالسوق الأبيض وقبالته مركزا للبريد، وهذا الذي يعني ابتعاده عن الشبهات، وفي البيت يصلون جماعة ويمارسون اللطم وكل طقوس الشيعة المعروفة، وبعدما ينتهون منها يوفر لهم الصيدلي الأدوية والضمادات، ويعتبر البيت الذي يقع كطابق أول فوق صيدليته المعروفة ملاذهم الآمن، وبالرغم من ان مصالح الأمن تعرف ذلك وتسرب اليهم عن طريق مخبرين، الا أنهم لم يتدخلوا لما يتمتع به زهاني من نفوذ، فهو صار من الأثرياء وقبلها كان شريكا لفوزي جارش، وهو نجل رجل الأعمال الثري الطاهر جارش والصديق الشخصي للرئيس الأسبق اليمين زروال، وعرف عن الصيدلي بانه يشكل حلقة ربط بين الناشط بوعلاق عبدالستار الذي تحدثنا عنه سابقا وبين المتشيعين في الشريعة، بل أكثر من ذلك أنه يوفر لهم المساعدات المالية التي يجهل مصدرها، وإن كانت بعض الشكوك تحوم حول تموين أجنبي له، إلا أنه لا توجد أدلة ملموسة في ذلك، وطالما إستغل فرضة وجود الطلبة الذين يدرسون الصيدلة ويتمرنون عنده في دورات تدريبية، من أجل تشييعهم...

أما في ولاية باتنة التي تعتبر أيضا من أبرز المناطق التي تشهد مدا شيعيا بارزا، فالأمر نفسه ويتمثل في اتخاذ بيت مهجور يقع في منطقة بوزوران كان يملكه من قبل بريك صالح المدعو صلوح، والذي اشتغل اماما لمسجد أول نوفمبر في نهاية الثمانينات غير أنه في عام 1991 التحق بالعمل المسلح وصار أميرا لسرية بمنطقة الأوراس، وبقيت زوجته "سعيدة" في البيت حتى هجرته لتلتحق باسرتها، أما صالح بريك فقد قضت عليه مصالح الأمن عام 1995، شقيق زوجته المدعو جمال تشيع لأنه صار يمارس التجارة وتربطه علاقات واسعة ببعض التجار في المنطقة، اصبح البيت ملاذا لهم لفترة لا يستهان بها، غير أن الشكوك راودتهم من أن جهات ما تتابع نشاطهم لذلك غيروا المكان في منطقة بارك أفوراج في شقة غير بعيدة من حي عسكري كأنهم يتفادون الشك، والتحاقهم بالسكن يتم بطرق مدروسة، أما مصادر أخرى فأكدت لنا من انه توجد لهم شقة ايضا في منطقة كشيدة يترددون عليها أيضا متشيعين آخرين، مع العلم أنه توجد مجموعات لم يحدث التواصل بينهم لأسباب أمنية في غالبها...

بمعسكر و بعين تموشنت وبوهران يستعملون الطرق نفسها، وتتمثل في إستئجار شقق وغالبا ما تكون سكنات أرضية لتفادي الشبهات، وحتى لا يتسرب أمرهم لمصالح الأمن وخاصة في الآونة الأخيرة حيث كثفت الجهات الأمنية من متابعة الموضوع، وتذكر لنا بعض المصادر من أنه في وهران لديهم شقة في حي شعبي غير بعيد من جامعة السانية...

أيضا سجلنا ممارستهم لطقوسهم في بعض الأحياء الجامعية، فتجدهم يجتمعون في غرفة كما حدث بالحي الجامعي محمود منتوري بقسنطينة، وأيضا بالحي الجامعي طالب عبدالرحمن ببن عكنون (الجزائر) ويمارسون طقوسهم بعدما يطلقون شريطا غنائيا بصوت مرتفع يغطي على الجلبة والأصوات والصراخ الذي يطلقونه، والقريب في نبرته ووقعه من الرقص والغناء وتوجع المخمورين، هذا حتى يتفادون الشبهات وحسب بعض المصادر الطلابية بأن المتشيعين الذين يمارسون الطقوس غالبا ما يتحدرون من منطقة واحدة...

في تقرير لمصالح الأمن الجزائرية أكد من ان ما يسمى بـ "الحسينيات" تمارس في مختلف ربوع الجزائر، غير أنهم لم يتمكنوا من حصر القضية في مكان محدود، حتى تتم مداهمته والقبض عليهم متلبسين، فالشيعة لا يفعلون ذلك في مكان واحد بل تجدهم يتنقلون من منطقة إلى أخرى هذا فضلا من أن التعامل في ما بينهم يحدث بحذر شديد ولا يستطيع أي كان أن يلتحق بهم الا بشروط وحرص شديد، وخاصة اثناء ممارستهم للشعائر، هذا في مناطق كثيرة وتوجد مناطق أخرى مثل الشريعة فهو يمارس بلا خوف ولا حذر نظرا لطبيعة المنطقة التي تحكمها الجهوية ويقودها اصحاب النفوذ...

أما آخرون ممن يملكون قدرات مالية وخاصة التجار المترددين على سورية فهم يتنقلون في هذه المناسبات إلى لبنان أو دمشق أو ايران أو العراق حتى يمارسون شعائرهم بطلاقة وعلنية، وبينهم من بقي هناك كما حدث مع عبدالباقي قرنة الذي التحق بالحوزات العلمية بعدما كان سفره يقتصر على "الحسينيات" والزيارات التي هي مقدسة لدى الشيعة، والآن هو يقوم بتقديم برنامج "معا على الهواء" في قناة الكوثر التلفزيونية الشيعية، وله أيضا كتاب تحت عنوان "الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب"، نشر فيه الكثير مما سماها "فضائح التاريخ الإسلامي"...

اذن الأمر في البداية كان مجرد تشيع ولكن تجد المتشيع منهم يصلي بالمسجد ولا يظهر ذلك، حيث يتعبد بما يسميها التقية، وبعدها وصل إلى حيث هجرت المساجد من طرف هؤلاء، وتجد كل واحد منهم يصلي بطريقته في بيته، لكن مع الأيام وصلت الأمور إلى أن البعض ممن ظروفهم ميسورة يسافر الى الخارج "حاجا" ليمارس شعائره، أما الآن فالطقوس تمارس في شقق وبيوت من مختلف ربوع الجزائر، حتى أن الشيعي الذي يسمي نفسه "أورانيوم" وهو من المشرفين على منتدى الشيعة الجزائريين، والذي أغلب المشرفين عليه ايرانيين أو سوريين أو لبنانيين، والجزائريون وجدوا متسعا فقط للكتابة والبوح بمكنوناتهم العقدية، فقد أخبرنا بأنهم سيحصلون مع مرور الأيام على مسجد لهم تمنحهم اياه الدولة، ولم يتم إختيار المكان لحد الساعة بسبب تشتت شملهم وتوزعهم عبر الجزائر الشاسعة، حيث عاتب أن النصارى يمارسون شعائرهم بحرية وفي كنائسهم، أما الشيعة فيحرمون من ذلك... بل علمنا من مصادر سياسية أن الموضوع طرح على مستويات عالية بين الجزائر وايران، التي تسعى اليوم من أجل انشاء مركز ثقافي ايراني في الجزائر والذي سيكون داخله مسجدا وحوزة علمية على الطريقة الجعفرية الإثني عشرية طبعا، تقول بعض المصادر أنه محل خلاف ومناقشات سياسية على أعلى مستوى في شقه المتعلق بالمعبد والحوزة وطبيعة الكتب التي ستملأ رفوف مكتبته، جاء ذلك في ظل العلاقات الدبلوماسية الوثيقة والتي تتطور أكثر فأكثر بين طهران والجزائر، وبالأحرى بين الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ونظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، التي تسارعت وتيرتها في صورة طرحت الكثير من التساؤلات ونقاط الظل، في ظل ما يعرف بـ "الأزمة النووية" بين طهران وواشنطن...



دعاة ام زناة... !!

يعتبر "زواج المتعة" من أهم المواضيع في العقيدة الشيعية، وقد ألفت الكثير من الكتب في هذا الباب ورويت الكثير من الأقوال المنسوبة لأئمتهم تحبذه وتجعل فيه البركة والخير الكثير، بل جعلت كل نقطة ماء مما يسمى "إغتسال المتعة" يتحول إلى سبعين ملكا يشهدون لصالح من مارس المتعة، بل وصل حد أن الله سيغفر له ما تقدم من ذنبه، والنصوص كثيرة في الكتب الشيعية التي تجعل من هذه العلاقة ركيزة العقيدة ومناط التدين، حتى يخيل لك أن الدين الشيعي جاء لأجل هذه القضية، والمعلوم أن الفرق بينه وبين الزواج الطبيعي أن في المتعة عقد مؤقت ينتهي بالتاريخ المتفق عليه، ويدفع للمرأة ثمن المتعة، حتى ذهب الكثيرون من الفقهاء وحتى المتابعين للشأن الإسلامي بجعله علاقة زنا ولا فرق بين "مرأة المتعة" والعاهرة، فكل يأخذ ثمن الإستمتاع وان إختلفت الطرق...

لسنا بصدد الحديث عن جانبها الفقهي الذي هو من اختصاص غيرنا وطرحت فيه الكثير من الدراسات والمؤلفات، ولكن نتحدث عنه بطريقة أخرى في ملفنا ومن جانب إقبال الجزائريين عليه، وعلاقته بالمد الشيعي الذي صار تحركه جوانب عديدة تخدم مصالح جهات معينة، ومدى انتشاره بين المتشيعين طبعا، والملفت والمثير أنه أستغل من غير المتدينين ولا المتشيعين وخاصة في الجامعات الجزائرية، التي تشهد الفساد الأخلاقي وعلاقات وإختلاط قل نظيره، حيث سجلت حالات حمل غير مشروع وعدد ما يطلق عليه بـ "الأمهات العازبات" يصل لحدوده القياسية في الوسط الجامعي... وقد عد "زواج المتعة" هذا من بين أسباب التشيع بين الجزائريين، حيث إعتبره الكاتب مسعودي في دراسة له من أنهأ،ه العمود الفقري لظاهرة التشيع، ونحن نراه العامل الذي يفتح الشهية لمن يسمون أنفسهم مستبصرين، فالعقيدة الشيعية تبيح ما تسميه متعة مع أي فتاة يغرم بها ومن دون حد كما في الزواج الشرعي الذي يحرم أكثر من أربع زوجات معا، ويوضع بينها وبين المستمتع بها عقد يتفق على مدته الزمنية وينتهي بالطلاق آليا، وحتى ان أنجبت البنت من تلك المتعة يغدو الولد "ابن متعة" وهو مبارك من طرف الأئمة الشيعة حسب معتقداتهم... وقد بلغنا من مصادر مختلفة في ايران وبعض المناطق التي تبيح هذه العلاقة بأن أغلب الأبناء هم "أبناء متعة" وان كان يطلق عليهم في بعض الدراسات "أبناء الزنا"، بل يوجد من المتخصصين من جعله سببا مباشرا للأمراض التي خلفها الزنا، نذكر على سبيل المثال الدكتور حسين عبدالله الجابري وهو مدير معهد الأمراض السارية والمعدية في النجف (جنوب بغداد)، في محاضرة ألقاها بالكوفة بأن معدلات الإصابة بمرض الإيدز في المناطق ذات الغالبية الشيعية في إرتفاع وصفه بالمخيف، وارجعه إلى زواج المتعة المنتشر بينهم والذي جعل العلاقات الجنسية تمارس بصفات بشعة وبين الناس بلا روابط ولا أصول ولا قيم...

لقد مورس زواج المتعة لدى التنظيمات المسلحة في الجزائر وذلك مع ما صار يعرف بـ "مغتصبات الإرهاب" واللواتي بلغ عددهن أكثر من 1015 تتراوح أعمارهن بين (13 – 45)، وإن كانت مصادر للجمعيات النسوية صرحت برقم 6000 ضحية وصفها النظام الجزائري بالمبالغ فيها، لقد نسب الإختطاف هذا لتنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) في الفترة الممتدة بين 1994 – 1997 حسب وزارة الداخلية الجزائرية ووزارة التضامن الوطني، وان كانت أكثر الحالات قد سجلت عام 1997 بسبب المجازر الجماعية التي ضربت العمق الجزائري وأثارت الكثير من نقاط الإستفهام، وحسب مصدر أمني لصحيفة (الشروق اليومي) في عددها الصادر بتاريخ 11/08/2007 وله علاقة مباشرة بالملف الذي يشتغل عليه لسنوات عديدة، فقد كشف (عن إدراج فتيات إلتحقن بالجماعات المسلحة برضا أوليائهن في إطار "زواج المتعة") – على حد لفظ المصدر – من جانب آخر وحسب إفادة للمسمى قبي حسين الذي نعتته مصادرنا بـ "التائب" عن الطفلة سميرة البالغة من العمر 15 سنة التي تم إختطافها في براقي (العاصمة) من طرف مجهولين حينها، وعثر على جثتها في بئر بوحوش (سيدي موسى) في ما بعد، أكد أن "زواج المتعة" كان مخرجا "شرعيا" للكثيرين حتى يستحوذوا على الأسيرات والمختطفات لأنه يحرم الإستمتاع بها من غير الذي سلمت نفسها لها في إطار المتعة طبعا، واغلب الفتيات يرضخن لذلك تفاديا للمتعة الجماعية التي تصل بهن إلى ما لا يحمد عقباه، وجاء ذلك بناء على فتوى لعنتر زوابري التي تعتبر إستمرار لبيان تنظيم الجيا رقم 35 الصادر بتاريخ 5 جمادى الأولى 1418 (الموافق لعام 1995)، وقد اكد لي شامة محمود المدعو القعقاع من أن فتواه إستندت إلى أدلة وردت في مصطلحين معروفين: الأول عن السبية في الإسلام، والثاني حول زواج المتعة لدى الشيعة والمعمول به لدى تنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا)...

استطعنا أن نتحدث لفتاتين كان ما يسمى "زواج المتعة" السبب المباشر لفرارهما من بيوت آبائهما وهما الآن يحترفان الدعارة والبغاء في فنادق العاصمة الجزائرية، وحتى في شقق وفيلات فاخرة يملكها رجال أعمال ومسئولين سامين في الدولة، ويتعلق الأمر بفتاة اسمها "نادية" والأخرى "وسيلة"، الأولى ربطتها علاقة متعة مع نائب برلماني بحركة "حمس" بفندق الأوراسي والأخرى باستاذها في التعليم الثانوي... الغريب في أمر نادية أن الذي إستغلها في علاقة متعة من الإخوان ولا علاقة له بالتشيع، أما وسيلة فأستاذها شيعي وإستطاع أن يستغل تشيعها وتعلقها به في علاقة لم يصل إليها إلا بعقيدته ورسائل شيعية تتحدث عن زواج المتعة طبعا وفضائله وما يجنيه "المؤمن الشيعي" من خير وأجر منه...

حتى لا نطيل في القصتين نادية كانت في 19 من عمرها تتمتع بجمال فائق وهي تتحدر من ولاية تيارت، ساقتها أقدارها يوما إلى مكتب مداومة النائب البرلماني عن حركة حمس عيسى ابراهيمي، الذي حول من مكتبه كمحامي إلى مداومة لما صار نائبا بالبرلمان لعهدتين سابقتين، وذلك من أجل ان تجد مكانا للعمل بعدما بلغها أنه يبحث عن سكرتيرة جديدة، التقته واعجب بها كثيرا ولكن لتدينها رفضت علاقة معه بالرغم من الإغراءات، فأحضر لها أحد اصدقائه المتشيعين –بطريقة غير مباشرة- وراح يرسل لها الكتب التي تتحدث عن التشيع، وهي لم تكن تعرف أن الخطة هي الوصول بها إلى قضية "زواج المتعة"، بعد ليالي من المطالعة والبحث أعلنت تدينها بذلك، ومن ثمة راحت الخطة المدروسة نحو الهدف الحقيقي من هذه الرحلة قبل عملها بمكتبه، في أحد المرات دعاها أن تسافر إلى العاصمة من أجل تسوية مسائل تتعلق بملفات أودعها مواطنون لديه، في العاصمة وفر لها غرفة لنائب غائب وهو عنان محمد على اساس أنها ستقضي ليلتها لوحدها، غير أن الأمور صبت في طريق آخر، في تلك الليلة أقنعها بزواج متعة بعدما رفضت علاقة جنسية محرمة، قدم لها شيكا من المال على اساس أنه مهرها في المتعة وكتبت بينهما ورقة تثبت هذا الزواج، قضى معها أياما حيث فض بكارتها وإستمرت بينهما حتى أحست بالحمل وعندما أخبرته تبرأ منها على اساس نهاية عقد المتعة بينهما، إضطرت للهروب من البيت والظروف دفعتها إلى أن تحول جسدها لبضاعة ينهشه كل من يدفع أكثر، وهي الآن تملك شقة في منطقة سطوالي ولها علاقات واسعة مع شخصيات مهمة تحضر لهم البنات مقابل أموال كبيرة... أما وسيلة فلها شقيق شيعي كان يدرس في سورية حيث في بداية الأمر التحق بمعهد الآمنية بدمشق، غير أنه لما تشيع تفرغ للتجارة وظل يجلب معه الكتب إلى البيت وكانت السبب في تشيعها، خلال دراستها الثانوية كان أستاذ الفلسفة ايضا شيعي وظل يحدثهم دوما عن الخلافات التي حدثت بين الصحابة، حدث تواصل بينهما وتبادلا الكتب لتتوطد العلاقة أكثر، وصلت أن طلبها لممارسة العلاقة المحرمة، غير أنها رفضت ذلك بحكم عادات المنطقة (باتنة) وكذلك تدينها، فلجأ إلى قضية "زواج المتعة" فأعطاها كتبا مهمة في ذلك ذكرت لنا منها "المتعة وأثرها في الإصلاح الإجتماعي" لتوفيق البعلبكي، وكتاب "الزواج المؤقت" لمحمد تقي الدين الحكيم... الخ، قبلت ذلك فربطت علاقة معه حيث تقضي معه أوقات طويلة في شقة إتخذها لأجل ذلك، عند حلول الموعد الذي ضرباه لنهاية المتعة طلب منها تجديد المتعة بوقت أطول، إلا أنه صادف موعد العطلة الصيفية لذلك لم تسمح الظروف، احست خلالها بشيء ما يتحرك في أحشائها، حاولت أن تتصل به غير أن الرجل عاد إلى مسقط رأسه، إضطرتها الظروف إلى الهروب من البيت والسفر للعاصمة ومن ثمة بدأت رحلتها مع الضياع والدعارة...

أوردنا لضيق المقام قصتين ولنا الكثير من ذلك، حيث استغل هذا الفقه الشيعي حول جواز نكاح المتعة في كثير من العلاقات دفعت ثمنها النساء غاليا، ولنا أيضا حكايات أخرى مثيرة حصلت بالجامعات الجزائرية حيث الإختلاط في الإقامات وأحياء الطلبة، والغريب في أمر هذا "الزواج المؤقت" أن غير المتشيعين لجأوا لهذه الوسيلة لأجل الوصول لغايات جنسية محضة، وطبعا صار سببا مقنعا وممتعا في المد الشيعي الذي يضرب العمق الجزائري، ونذكر هنا ما فعل أحد الشيعة النشيطين في باتنة وإسمه رابح لأجل الوصول لشيعية سابقة ذكرناها من قبل وإسمها فيروز لزنك، إلا انها إستطاعت أن تفلت من مخالبه... على كل لقد لاحظنا أن ما يسمى بـ "زواج المتعة" هو الوسيلة المغرية في هذا التدين، وما يحدث في كثير من البلدان التي ينتشر بها التشيع مثل ايران ولبنان وسورية من علاقات محرمة وجنسية، بالرغم من أن من يسمون بالمراجع يرفضون لبناتهم ذلك ويقتصر الأمر على بنات الطبقات الفقيرة كما وردنا من مصادر مختلفة، لكن الظروف في الجزائر تختلف بكثير، لما تتمتع به قضايا الشرف من قداسة، وان كانت قد بلغتنا الكثير من القصص تتعلق بمتشيعين إستغلت شقيقاتهم تشيعهم في علاقات متنوعة وصفت بالدعارة والعهر والبغاء، وليس المجال لأن نذكر الأسماء قد نعود له لاحقا إن إقتضت الضرورة... أمر آخر أن "اللواط" أيضا و"إتيان الذكر" له شأن لدى الشيعة وتوجد نصوص تبيحه في كثير من كتبهم ومراجعهم المعتمدة، وكما إعتدنا في عدم الخوض في الجانب العقدي والفقهي نتركه للقراء عبر السجالات التي تجري في التعليقات كما شاهدنا في الأجزاء التي مضت، إلى جانب أننا لم نصل بعد لكل المعلومات حتى نخوض فيها، وربما نعود لها لاحقا في حال وصولها الينا ومن مصادرها المطلعة... للضرورة نطرح أسئلة ونتركها معلقة للقارئ الكريم:

فهل ترى يقبل الجزائريون الذين يعدون الموت لأجل العرض من الشهامة والرجولة أن تخرج بناتهم للمتعة وبرضاهم مع غرباء لوقت زمني محدود ثم يعدن بحمل سفاح لا أب له الى البيوت؟ !!

وهل يقبل الجزائري الشهم من أخته وهي تقضي كل أسبوع في حضن رجل يتمتع بها بعدما يدفع لها الثمن؟ !!

هل يقبل الجزائري من أمه الأرملة وهي تجلب لبيت أبيه كل مرة رجلا يقاسمها فراشها برخصة المتعة المباحة؟ !!

مالفرق بينها وبين تلك العاهرة التي تمارس البغاء برضاها ويدفع لها الثمن حسب طبيعة المتعة والمدة؟ !!

الإجابة لدى الجزائريين طبعا الذين نحن تناولنا ملفا عن مد شيعي زحف على عقول أبنائهم في المدارس وهو قادم لأعراض بناتهم في البيوت...


يتبع

حسينا 28-11-07 05:11 AM

بقلم: أنور مالك – كاتب صحفي مقيم بباريس-

(الجزء السابع)

الطائفية الشيعية المرتقبة

ذكرنا في مقالنا عن تنظيم القاعدة في الجزائر حيثيات كثيرة عن هذا التنظيم، وكشفنا مدى تحالف المصالح والأهداف والغايات بين أمريكا والنظام الجزائري، وفي ظل تحركات مشبوهة للقذافي من أجل تحويل الطوارق الى طائفة شيعية متمردة تبحث عن استقلالها الذاتي، وها نحن نسجل قنبلة أخرى تصب في المسار نفسه وهو ما صرح به ما يسمى مجازا برئيس الحكومة العراقية نور المالكي من أن القاعدة شدت رحالها للجزائر، وذلك في حوار أجرته معه صحيفة (الحياة) اللندنية على هامش القمة الأممية الأخيرة، ومما جاء على لسانه قوله: (هربوا باتجاه إيران، باتجاه سورية، باتجاه لبنان، باتجاه السعودية. قسم منهم عاد إلى المغرب العربي، إلى الجزائر. وقد أوصلنا هذه المعلومات إلى كل هذه الدول ليتخذوا حيطة وحذر)، ثم يزيد في رده على سؤال آخر: (نعم. نعم، وأبلغنا الأطراف الأخرى، حرصاً منا على أن محاربة الإرهاب مسؤولية دولية، وينبغي على من تتوفر لديه معلومة عن منظمة إرهابية أو خلية إرهابية أن يُبلغ عنها، وقبل أيام أوصيت وأمرت بإيصال ملف كامل عن «القاعدة» إلى الجزائر، لأنها تنوي القيام بأعمال خطيرة هناك)... الكثير من المراقبين اعتبروا تصريحات المالكي تصب في أجندة أمريكية، والتي تسعى لأجل فرض قواعدها العسكرية في افريقيا وخاصة الجزائر، وهو ما جعل بعبع ما يسمى بالقاعدة يثير الكثير من نقاط الإستفهام، فالمالكي شيعي صفوي خدم المصالح الأمريكية بامتياز وهو موالي لإيران حد النخاع، فتصريحاته ان هي الا محاولة لنقل الرعب والفتنة للجزائر، وهو يوازي المد الخفي الشيعي الذي يحاول أن يقوض الهوية الجزائرية، فالعراق تعاني من حرب أهلية طائفية وإحتلال أجنبي والموت صار يصنع الحدث في كل اللحظات، كان الأولى به أن يتحدث في شئون العراق السيئة والمتدهورة، لكن أن يعترف أو يطلق تصريحا مثيرا فهو ليس بالبريء حتما، فلو كان ما قاله صحيحا لما باح بهذا السر الأمني الخطير، لأنه يجعل عناصر القاعدة الذين شدوا رحالهم للجزائر – ان كان صحيحا طبعا- يحتاطون ويغيرون من استراتيجيتهم، والتقاليد والأعراف الدبلوماسية تقتضي الإكتفاء بالقنوات الرسمية المتعارف عليها بين الدول والحكومات، ربما يحاول المالكي أن يحول الأنظار لإتجاهات أخرى بعدما أظهرت حكومته فشلها الذريع في تحقيق أمن وزرائها بالمنطقة الخضراء، إن كانت لا تزال خضراء...

ربما سؤال يتبادر إلى الذهن: لماذا أطنب في الحديث عن الجزائر واكتفى بمجرد الإشارة للدول الأخرى؟

وأكثر من ذلك ماهي هذه العمليات التي استطاع أن يصل الى أخبارها المالكي وعجز أن يصل لمن ضرب مقر برلمانه؟... على كل وان كان حديث المالكي جاء للاستهلاك الإعلامي فهو يكشف طبيعة الطائفية القادمة لدول المغرب العربي، فقد فشل من قبل في إذكاء فتنة قبلية بين البربر والعرب والطوارق، هاهي أجندة جديدة وتتمثل في الفتنة الطائفية التي توازي المد الشيعي القادم للجزائر، بدعم شيعي صفوي كشف عنه نوري المالكي من حيث لا يدري... فكما لاحظنا من خلال التعليقات التي رافقت الحلقات الماضية من هذه الدراسة ومستوى العنف اللفظي الذي آل اليه حال الجزائريين، فأنه لا محالة لو تمكنت العقيدة الشيعية وتجذرت أكثر في العمق سيصل بالبلد إلى حرب طائفية تأتي على الأخضر واليابس، فالقاعدة تصنع الأجندة الأمريكية وتبيح لها التواجد العسكري، والشيعة يصنعون لها الغطاء والحماية عن طريق تحويل الحرب ضد المحتل إلى حرب طائفية تستنزف قدرات المقاومة من كل الأطراف، وطبعا لا يتحقق لها ذلك الا في وجود اشخاص من اصناف المالكي في الجزائر وغيره من عملاء أمريكا، لأن العقيدة الشيعية تبيح التحالف مع الشيطان لأجل ابادة من يسمونهم "النواصب" وهذا الذي ابرزناه في حلقتنا... لقد تلقى الإسلاميون الجزائريون خلال العشرية التي مضت دعما ماليا ايرانيا، وكما عرفنا من قبل الدعم العسكري ايضا من خلال تدريبات تلقاها اسلاميون في معاقل الحرس الثوري وحتى ما يسمى "حزب الله"، ونجد آخر التصريحات التي تتهم ايران علنا مثل ما قامت به أنيسة بومدين زوجة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، وذلك في مؤتمر للمعارضة الإيرانية بباريس لدعم المجلس الوطني للمقاومة (خلق)، وشارك في المؤتمر عدد من نواب الجمعية الفرنسية وحقوقيون وشخصيات مدافعة عن حقوق الإنسان، حيث اتهمت ايران بالدعم المالي للإسلاميين في الجزائر خلال الحرب الأهلية، ومما يعني ان الأطماع الإيرانية في المنطقة لن تتوقف، وخاصة في الآونة الأخيرة حيث صارت الثلاثية التي تحكم العالم (الإرهاب – العمالة – القوة)، فالأول صارت تمثله القاعدة والثاني يمثله الشيعة والثالث تقوده أمريكا، ولا يمكن الوصول الى النفط الا بوجود هذه الثلاثية الخطيرة، فالجزائر لها تجربة كبيرة في محاربة الاسلاميين أو ما يسمى بالإرهاب، والآن صارت في مواجهة القاعدة التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي في الجزائر عن طريق تحول الجماعة السلفية للدعوة والقتال الى ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ولم يبق سوى العمالة والقوة، فقد رفضت الجزائر عن طريق تصريحات رسمية التواجد العسكري الأمريكي في صورة قاعدة عسكرية، وان كان التواجد في صور أخرى اثبتتها بعض وسائل الإعلام بالصوت والصورة، لذلك جاءت تصريحات المالكي تصب في هذا الإطار، ويكفي ما بلغنا من مصادر مختلفة عن محاولات أجنبية لتوريط سياسيين جزائريين مقيمين بالخارج في أجندة أمريكية، صنعت من قبل من المعارضة العراقية كتيبة موت تذبح الشعب العراقي...





بروتوكولات خبثاء الفرس

في الحقيقة أن الملف الذي تناولناه في هذا الوقت بالذات فتح المجال لنقاشات واسعة ومختلفة، فبغض النظر عن تلك الردود والتعاليق الواردة في الموقع عن القضية، وتلك النقاشات العقدية التي حدثت بين مختلف التيارات، وقد اثبت أن الجدل واسع بين الجزائريين، وقد يصل مع مرور الأيام إلى ما لا يحمد عقباه، وهذا طبعا يندرج ضمن مخطط فارسي صفوي لأجل ما يسمى بـ "تصدير الثورة"، وفي وثيقة تعتبر سرية نشرتها رابطة أهل السنة في إيران عن طريق مكتبها في لندن، والتي فيها من الحيثيات والمخططات ما يعري حقيقة هذا المد الفارسي الذي نلام نحن في الحديث عنه من أطراف مختلفة، خاصة ما يتعلق بالشأن الجزائري في هذا الظرف بالذات، ومما جاء في الوثيقة نجد أن "تصدير الثورة" يعتبر من أهم الأولويات، حيث تقول الوثيقة: (نحمل واجبا خطيرا وثقيلا وهو تصدير الثورة)، وهذا يدفع المرجعيات التي خططت لذلك حتى أنه أعتبر بمثابة الهدف المقدس، لذلك جاء الحديث عن الحكومة القول: (فهي حكومة مذهبية ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات)، والسبب المباشر لهذا المخطط وهو (الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر من كثير) وطبعا أعتبر اكبر من كل الأخطار حتى تلك القادمة من الغرب والصهيونية، ليعرج عن الطرق التي بها يتم تثبيت أركان الدولة، ومن خلالها يستطيع الفرس تقويضها وتحقيق دولتهم وثورتهم، ووفق تصور مرجعي يصل لحد القداسة في ظل ولاية الفقيه المعمول بها، والتي لا يمكن تجاوزها ابدا، أما هذه الطرق فهي:

- القوة التي تملكها السلطة الحاكمة.

- العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين.

- الإقتصاد المتمركز في أيدي أصحاب رؤوس الأموال.

فوفق هذه النظرة الملالية الصفوية، أملت بعض المهمات الواجب اتباعها، ومنها زلزال الحكومات بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، وتشتيت أصحاب رؤوس الأموال في تلك البلاد وجذبها إلى ايران أو حتى لبلاد أخرى، ولا يهم طبعا حتى ولو كانت إسرائيل، والتي تعتبر العدو الثانوي للشيعة والصفويين الفرس عبر تاريخهم الطويل... أما النجاح الباهر والملفت للنظر حسب الوثيقة فهو اسقاط الأنظمة عن طريق إختراقها بالعلاقات الدبلوماسية، إنطلاقا من مبدأ "إسقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد" وطبعا المخطط يتواصل بعد منعطف تمت الإشارة اليه ببروز وهو إسقاط نظام صدام حسين، في ظل ذلك فإن أهم مراحل المخطط الصفوي هي حث الشيعة والمتشيعين على السعي من أجل التراخيص الرسمية للإحتفالات المذهبية وبناء المساجد والحسينيات، والأخطر في هذه البروتوكولات هو دفع من سمتهم الوثيقة "أهل السنة" إلى السخط والتمرد على أنظمة الحكم بسبب إزدياد قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية، وهذا الذي يدفعهم إلى أعمال مناوئة وخطيرة، ليأتي في هذه الأثناء دور الشيعة في الوقت المناسب وهو الوقوف إلى جانب الحكام ومؤازرتهم، لتصل الوثيقة بعد تلك المراحل المختلفة التي عدت بإحكام لأجل تصدير الثورة الخمينية، هو تمكن من سمتهم (عملاء ايران) من شراء الممتلكات والإستحواذ على عقارات الفارين السنة من جحيم البطش الحكومي بهم، وهذا يسهل طبعا ويحقق النفوذ والإستحواذ على بعض دوائر القرار، في الأخير يأتي الإنقلاب على الحكام وطردهم ليتم الإعلان الرسمي عن دولة الملالي ومجد الصفويين الجديد !! ...

لو تأملنا البعض مما حدث في أقطارنا العربية ومنها الجزائر طبعا، فقد تم إختراق الجبهة الإسلامية للإنقاذ من طرف ما سمي بجناح الجزأرة الذي أغلب اقطابه متشيعين ويمارسون التقية، ووصلوا إلى سلطة القرار فيها، ودفعهم للشباب المتحمس حينها إلى المواجهة الدموية ضد النظام القائم، أوصله إلى البطش بهم وإلى حرب أهلية أتت على الأخضر واليابس، وطبعا نحن نعرف الدعم الإيراني إلى الجبهة وهذا الذي تحدثنا عنه في حلقاتنا الماضية، ثم تم إختراق التنظيمات المسلحة بعناصر موالية لإيران وتلقت الدعم العسكري والمادي، وعلمنا من محاولات بعض التجار الذي يترددون على دمشق وتلاحقهم شبهة التشيع من أجل الإستحواذ على أملاك عائلات تمت إبادتها بسبب التحاق جميع أفرادها بالجبال، فضلا عن الدعم المالي للكثيرين حتى يصبح لهم شأن بين قومهم، والجميع يدرك مدى سيطرة المال على السياسة في الجزائر، وهنا يجب الإشارة إلى أمر مهم لم يتم التعرض له من قبل أن حركة "حمس" المحسوبة على التيار الإخواني الإسلامي، وهو أهمهم ممن ينادي بالتقارب مع الشيعة، عملت بهذا المبدأ الذي فرض نفسه على الساحة الجزائرية، روى لي جمال وهو صهر محفوظ نحناح وكان يعمل إطارا في الخطوط الجوية الجزائرية بمطار تبسة، توفي فور تعيينه مديرا لمطار ولاية الوادي بسكتة قلبية، من أن نحناح إجتمع مرة ببعض إطارات حركته في فيلته بإقامة الدولة نادي الصنوبر، ومن بين الحاضرين الوزير وخليفته الحالي بوقرة سلطاني والوزير عمار غول والوزير بن بادة والوزير مناصرة وغيرهم، حيث طلب منهم تسهيلات تقدم لشباب حركته من أجل الحصول على قروض ضخمة لإنشاء مؤسسات وشركات خاصة، والسبب حسب رايه أن ذلك يمكن لهم النفوذ بين أهلهم ويجعل كلمتهم مسموعة، لأن المسجد ما عادت له سلطة وما عاد للمتدين أدنى قدر منذ الحرب وتمرد ملتحي الفيس على حد إعتقاده طبعا، وفي ظل النقاش الذي جرى اعطاهم أمثلة عن نفوذ الشيعة في ولاية باتنة بسبب الثراء والدعم الإيراني الذي يتلقونه، ليزيد حينها سلطاني أمرا آخر وهو ما أكدته بروتوكولات حكماء صهيون من السيطرة على المال والإقتصاد والإعلام، ليعقب عليه نحناح: (بالمال نستطيع أن نملك حتى القنوات الفضائية)... إذا الدور الإيراني في الحرب الأهلية الجزائرية الذي جاء عن طريق الدعم وتحريض الموالين بالإختراق لا غبار عليه، وينضوي ضمن هذا المخطط المحكم، الذي بسببه تم إبادة الشباب المتدين والسني، الذي دفعته ظروفه للفرار من إضطهاد العسكر لهم، وبينهم من تم إستغلاله من طرف جهات لها مختلف الولاء عندها إما للغرب أو للفرس الشيعة... فقد تمت الإشارة للعراق وإسقاط صدام ووصول عملاء ايران للحكم، وهو ما تم فعلا، والدور الآن على كل الأنظمة التي ساندت صدام حسين في حربه مع إيران، وهذا الذي لن يغفر لهم أبدا ما دامت ثورة الخميني هي التي تحكم، وهي الآن تعمل على قدم وساق من أجل التمكن العسكري عن طريق إنظمامها للدول التي تملك السلاح النووي، وهذا لم يأت جزافا بل بدعم سري امريكي صهيوني، وإن كانت أطراف أخرى لا تزال تشكك في كل ما يتناول بين مختلف الجهات والسبب ان الموضوع النووي الإيراني طرح فقط للإستهلاك الإعلامي، ودفع الأضواء نحو مشاكل أخرى، بدل خيبة أمريكا في العراق التي دمرتها بسبب شبهة السلاح الكيماوي، فكيف سيكون الحال مع إيران التي صارت تسير العراق مرة عن بعد وأخرى عن قرب بواسطة العملاء المزدوجين، الذي نهارهم لأمريكا وإسرائيل وليلهم لإيران وأمريكا...

والسؤال الذي وجب أن يطرح الآن، هل يعتبر الجزائريون مما حدث للعراق بسبب خيانة شيعية وعمالة فارسية أوصلته الى الحال التي هو عليها، خاصة أن الجزائر تنام على براكين من الطائفية التي لو استغلت سيحدث ما لا يمكن توقعه، من قبائل وشاوية وتوارق وإباضيين وعرب... الخ، وبعدها يصبح الشيعة الذين يحملون مشاريعا سياسية خطيرة وهدامة تخدم في مقاصدها المشروع الأمريكي بالمنطقة الذي راح ينفضح أمره بقصة "الإرهاب" وما يسمى بـ "القاعدة" وجاء الآن بعمالة شيعية تدين بالولاء للشيطان لأجل إبادة السنة من على وجه الأرض...




عقائد الغلاة وأنصار للغزاة



نرى من الضرورة إعطاء صورة مختصرة لأهم عقائد الشيعة، لأن أي مشروع حتى تفهم أبعاده يجب الرجوع لأصله، وهذا لا يمكن فهمه الا من خلال مراجعه وكتب شيوخه ورجال دينه، وان كان الجميع يعلمون حقيقة العقيدة الشيعية وما تنطوي عليه من افكار ومواقف عبر التاريخ، لكن من الضروري حتى نكون منصفين أن نعطي صورة مختصرة شديدة الإختصار لهذا الدين الفارسي الذي يراد تسويقه للعالم بصفة عامة، وللجزائر التي هي محل دراستنا وبحثنا، خاصة أن بعض الكتب التي توزع عن طريق السفارة الإيرانية في الجزائر تعتبر المراجع الاساسية، ومنها نستوحي بعض المقاربات الهامة في الجانب العقدي الشيعي، هذا فضلا عن وقفات نستجليها من المسيرة السياسية للمد الشيعي عبر التاريخ، ووقائع لا تحتاج الى جدال عن العمالة التي حفل بها تاريخهم وماضيهم، مما يعطي الفهم الواضح لبعد مدهم الفارسي ودعوتهم الشيعية التي تحاك ضد الجزائر وغيرها من بلدان المغرب العربي، وإن كانت العمالة والخيانة وجدت عند المسلمين بصفة عامة، ولكن ما كانوا ينطلقون فيها لأجل تحقيق دين وإسقاط دين آخر أو إبادة طائفة عن بكرة أبيها، بل كانت أطماع مادية او للحفاظ على الكرسي والمنصب وما الى ذلك من الأسباب الآنية المدودة، غير أن العمالة لدى الشيعة كانت ولا تزال تنطلق من مبدأ واحد هو إبادة أهل السنة والجماعة بأي طريقة ومهما كانت حتى ولو بالتحالف مع الشيطان، هذا منذ خيانتهم للحسين رضي الله عنه إلى الخيانة التي نعيشها الآن وتتمثل في العراق المحتل، هنا ليعرف كل من يتابع ملفنا أو حتى له علاقة بالقضية أبعاد هذه الحركة الشيعية التي إستشرت في الآونة الأخيرة ومنذ سقوط بغداد على يد هولاكو جديد وعلقمي شيعي متجدد...

فبعد إعتقادهم بتحريف القرآن وقصة مصحف فاطمة وهذا ما أشرنا اليه في الحلقات الماضية، وورد منه الكثير في تعاليق القراء، وكذلك ردهم للسنة الصحيحة وتكفيرهم للصحابة وسبهم ونعتهم لهم بابشع النعوت، هذا إلى جانب ما يعتقدونه من تأليه لأئمتهم وعصمتهم وربوبية يتمتعون بها على غير المخلوقات الأخرى... فلهم إعتقادات نجملها بإختصار هنا، حيث أنهم يدينون بكفر من لا يؤمن بولاية الأئمة الإثني عشر، وتعتبر الإمامة عندهم اصل من أصول الدين، نورد ما تحدث به رئيس محدثيهم القمي الذي يلقبونه بالصدوق لما يتمتع به من منزلة، ففي رسالة الإعتقاد (ص103) قال: (... إعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده – عليهم السلام - أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، وإعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا ممن بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله...)، ثم يستشهد بما نسبه للإمام الصادق قوله: (المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا)... هذا تواتر في كتبهم ومراجعهم نذكرمثلا إبن الطهر الحلي في كتابه الألفين في إمامة أمير المؤمنين ص 13، بل يوجد من جعل انكار إمام بمثابة الكفر بالله كمحدثهم يوسف البحراني في موسوعته المعتمدة عندهم (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة) 18/153، وهو ما يقره المجلسي في بحار الأنوار 23/390، والنجفي في جواهر الكلام 6/62، بل ذهب لتكفير المخالف الطباطبائي في مستمسك بالعروة الوثقى 1/392، والخوئي في مصباح الفقاهة في المعاملات 12/11... ولهذا ذهبوا في إعتقادهم من أن أهل السنة يعتبرون أعداء لأهل البيت، وهذا الذي يؤجج فيهم الحقد والخيانة، ويعتبرونهم ألد وأكبر الأعداء أكثر من اليهود والنصارى ويطلقون عليهم اسم "النواصب" لأنهم ينصبون العداء لآل البيت حسب اعتقادهم، وهذا الذي قال به آل عصفور الدرازي البحراني في "المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية" ص 147، وكذلك علي آل محسن في "كشف الحقائق" ص 249، محسن المعلم في "النصب والنواصب" ص 259 ذكر أسماء من يزعم بأنهم "نواصب" بينهم الخلفاء الراشدين وعائشة أم المؤمنين وخيار الصحابة، وحتى ائمة الفقه وعلى رأسهم الإمام مالك ومذهبه هو المعتمد في المغرب العربي، ومن المعاصرين نذكر التونسي محمد التيجاني في كتابه "الشيعة أهل السنة" ص 161 قال: (... أن مذهب النواصب هو مذهب أهل السنة والجماعة)... دفعهم هذا الحقد الذي يكنونه لأهل السنة من إعتقادهم بما لا ولم يختلف فيه اثنان، بان دماءهم وأموالهم حلال، وأنهم نجس وكفار وقتلهم وإغتيالهم من الأعمال المقربة لله، بل حتى تقليب الحيطان عليهم... وقد وردت الكثير من النصوص التي تنسب لأئمتهم كالمعتاد في هذا الباب نذكر مواطن بعضها على سبيل الإشارة لا الحصر، مثلا ما جاء به ابن بابويه القمي في "علل الشرائع" ص 601، والحر العاملي في "وسائل الشيعة" 18/463، نعمة الله الجزائري في "الأنوار النعمانية" 2/307 حيث قال بجواز قتلهم وإستباحة أموالهم، ونجد فتوى الخمس من مال السني الذي يذهب للقاتل الشيعي أما الباقي فهو للمراجع، هذا موجود في تهذيب الأحكام للطوسي 4/122، الكاشاني في الوافي 6/43، الخميني في تحرير الوسيلة 1/352... الخ، أما بالنسبة لنجاستهم وكفرهم فهو محل إجماع بين مراجعهم وكل كتبهم تزخر بالنصوص والأحكام حوله...

في ظل الحملات التي يقوده الغزاة ضد العالم الإسلامي نجد أن الشيعة والمتشيعين يقفون كالمتفرجين إن لم يكن لهم يد العمالة والخيانة، وهذا بسبب إعتقادهم من أنه لا جهاد قبل ظهور ما يسمونه "المهدي"، وطبعا هذا المهدي هو إمامهم الثاني عشر الذي يعيش في سرداب منذ قرون، فتجد روايات كثيرة تقر بذلك مثلا ما أورده الكليني في الكافي 8/295، والحر العاملي في وسائل الشيعة 11/37، الطبرسي في مستدرك الوسائل 2/248، الكاشاني في الوافي 9/15، النجفي في جواهر الكلام 21/40... الخ، وطبعا ما ورد من إعتقادات في حق اهل السنة والجماعة دفعهم إلى الكثير من المواقف المخزية عبر التاريخ، من خيانات وعمالة للغزاة والمحتلين، وقد بدأ منهج الشيعة السياسي الذي ينبني على الخيانة لأهل السنة ولو لصالح اليهود والنصارى، منذ أولى أعمالهم في ذلك وتمثل في خيانتهم لعلي بن ابي طالب وخذلانهم له (الكامل في التاريخ لإبن الأثير 3/349، تاريخ الطبري 5/89)، كذلك خيانتهم للحسن بن علي (تاريخ الطبري 5/90، 5/135)، كذلك ما إقترفوه في حق الحسين بن علي الذين يقيمون له طقوس العزاء ويبكونه وهم في الأصل قاتلوه (تاريخ الطبري 5/347-348، الكامل في التاريخ 4/37، مروج الذهب 3/67)، وعبر التاريخ ومحطاته المختلفة نجد خيانة الوزير علي بن يقطين في خلافة هارون الرشيد، وقد إعترف بذلك الشيعة أنفسهم (نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية 2/308)، ما يروى أيضا عن تشيع الخليفة العباسي الناصر لدين الله وعمالته للتتار (البداية والنهاية 13/106 – 107)، ثم المواقف المخزية للدولة الفاطمية في المغرب العربي التي جاءت بالمذهب الإسماعيلي الشيعي بعدما سهل لها الأمر من دولة الأدارسة، وقد لعب الدور الكبير العبيديون وزعيمهم ابو عبدالله الشيعي وهو يتحدر من اليمن، ومما يذكر عن جرائمهم في حق أهل السنة المغاربة أنهم يرغمونهم على ممارسة طقوسهم الدينية ومن يخالف يذبح ويمثل بجثته، وصل الحال من أجل إستفزازهم أن الحاكم بأمر الله نقش سب الصحابة على جدران المساجد وفي الأسواق وبالشوارع، لقد كادوا لصلاح الدين الأيوبي عندما تحالفوا مع الفرنجة، وخيانات الفاطميين كثيرة جدا نذكر ما حدث عام 562 هجري ضد مصر لما تعاونوا مع الفرنجة لنزع الإسكندرية من يد الناصر صلاح الدين الأيوبي، الذي حاولوا تصفيته في مرات متعددة (البداية والنهاية 12/252)... ايضا خيانات الطواشي في مصر، القرامطة الذين يدعون نسبهم لإسماعيل بن جعفر الصادق الذين راحوا يعتدون على الحجاج مثل ما جرى عامي 294 هجري و 312 هجري، والسبب له بعده العقدي ويتمثل في عدم حرمة الحجيج، فزيارة واحدة لقبر الحسين تعادل حجة لبيت الله الحرام كما يعتقدون، والحوادث كثيرة أهونها إقتلاعهم للحجر الأسود عام 317 هجري... كذلك البويهييون، وما فعله الوزير محمد بن أحمد العلقمي في معاونته للتتار حتى إحتلوا بغداد عام 656 هجري بقيادة هولاكو (البداية والنهاية 13/164)، وقد بلغ عدد ضحايا هذه الخيانة ما يتراوح بين 800 الف و أكثر من مليون و 300 ألف قتيل مسلم، ولعبوا الدور البارز في دخول التتار ايضا الى الشام عام 658 هجري وبتواطؤ القاضي بدر التفليسي الشيعي، وكذلك ما فعل بحلب عام 657 هجري... عاونوا الصليبيين على دولة السلاجقة السنية (البداية والنهاية 12/68-79)، حتى أن المؤرخين يجمعون على إحتلال بيت المقدس عام 492 هجري من طرف الفرنجة كان بسببهم (البداية والنهاية 12/156)... الأحداث كثيرة وقد جمعها الدكتور عماد علي عبد السميع حسين في كتابه (خيانات الشيعة وأثرها في هزائم الأمة الإسلامية)، حتى أنهم في عصرنا الحديث الذي يشهد فيه عالمنا الإسلامي أرذل وابخس مراحله واذلها على الإطلاق، والدور في كل هذه الهزائم هو شيعي صفوي فارسي بحت، لقد تحالف شيعة لبنان مع النصيريين، فحركة أمل الشيعية التي يقودها نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني حاليا إقترفت مجازرا مروعة في حق السنة كمجزرة 20/05/1982 في حق المخيمات الفلسطينية، فاقت في فظاعتها ما تفعله إسرائيل فيهم، وقد اوردت صحيفة "صنداي تايمز" في عددها الصادر بتاريخ 03/06/1985 من أن حركة أمل منعت المصورين من الدخول للمخيمات وهددتهم بالموت بعدما إقترفت مجازرا مروعة وإبادة يندى لها الجبين، بل وصل بهم الحال إلى التعاون مع اليهود الذين يزعمون حاليا وحتى من قبل أنهم يحاربونهم ويقاتلونهم، فقد سمحت القوات الصهيونية لمنظمة أمل الشيعية بالنشاط حسب تقرير لوكالة رويترز (01/07/1982)، بل ذهب إلى أبعد من ذلك وزير خارجية السويد بيير أوبيرت بجنيف في 24/06/1985 من أنه قام شخصيا بنقل رسالة من نبيه بري للقيادة الإسرائيلية رفض أن يكشف عن محتواها... لقد وصل امرهم حتى للهند وصاروا أنصارا للهندوس والسيخ والمستعمر الإنجليزي من أجل إبادة السنة، أما في البلاد العربية فالأحداث لا يمكن حصرها في هذه الدراسة وتحتاج لمجلدات، لكن نذكر على سبيل الإستدلال والإشارة فقط الثورة التي أشعلوا فتيلها في البحرين، وذلك من أجل إيران التي كانت ولا تزال تريد أن تضم البحرين لها، وما ظل يقوم به من دور قذر لصالح الخميني المسمى عبدهادي المدرسي وهو إيراني يعيش في البحرين، ولهم ما لا يمكن تخيله في الكويت والسعودية واليمن، والعراق ليس ببعيد حيث أدخلوا الأمريكان لأجل إسقاط نظام صدام حسين السني، وكله بدعم إيراني ونحن نعرف مدى تدخل طهران في الشأن العراقي وأطماعه التاريخية فيه، بل وصل حتى اشياء بسيطة للغاية فقد أوردت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في عددها الصادر بتاريخ 02/01/2007 من أن عبدالعزيز الحكيم أثناء صياغة الدستور ظل بين الفينة والأخرى يغادر القاعة لتلقي الأوامر من إيران، هذا فضلا عن دعمها لميليشيات ما يسمى جيش المهدي وزعيمه مقتدى الصدر لأجل إبادة أهل السنة، بلغ ما تخصصه إيران له 80 مليون دولار شهريا... ربما اعطينا صورة عن معتقدات الشيعة حول تلك الأقطار التي يحكمها السنة، والوسائل التي تستعمل من أجل تصدير ثورتها، وطبعا الشأن الجزائري يندرج ضمن هذا المخطط التوسعي الفارسي...

رؤية لا بد منها


الحديث عن التشيع الذي يزحف على الجزائر ووفق أجندة ايرانية، يقتضي منا الحديث عن هذا الغزو الذي لا يستهدف الجزائر فقط بل استهدف قبلها المغرب وتونس وليبيا، وحتى أننا لاحظنا مدى تمركز الظاهرة في الحدود الغربية والشرقية، وأكدت لنا مصادر أمنية من أن المد في الغرب جاء بدعم من طرف شيعة المغرب، بل مصادر أخرى تتهم نظام المخزن في هذه العملية، بعدما أتهم من قبل في الدعم للإسلاميين المتمردين، طبعا جاء ذلك بسبب الصراع القائم بين البلدين على خلفية ما يسمى بمشكل الصحراء الغربية، كما اعترف عبدالحق العيايدة عن عروض المملكة المغربية من أجل تجنيد أشخاص من البوليزاريو في "الجيا"، للتذكير أن العيايدة هو أمير سابق لتنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة ألقي عليه القبض بالمغرب ليتم تسليمه للجزائر في إطار صفقة سرية، استفاد من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وأفرج عنه في مارس 2006 بعد سنوات طويلة قضاها بسجن سركاجي... كما ذكرنا سابقا من أن المغرب يشهد نشاطا واسعا، فقد ذهبت بعض المصادر إلى إعتبار الزعيم عبدالسلام ياسين متشيعا يمارس التقية كما ورد في عدة مقالات نذكر على سبيل المثال مقال نشر بصحيفة (العرب) اللندنية عن (الأطماع الفارسية التوسعية تلعب بالورقة الشيعية) للباحثين المغربيين محمد سعدوني وعبدالعزيز حبيبي، ومما جاء فيه: ( وحتى عندنا في المغرب بواسطة نادية ياسين وأبيها الذي مازال في ثوب التقية، لأن انخراطه في المشهد السياسي المغربي يلزمه أولا وقبل كل شيء التقيد بمذهب أهل البلد الذي هو سني مالكي أشعري، والاعتراف بقلعة إمارة المؤمنين وهو ما يصر على عدم الاعتراف به الشيخ عبد السلام ياسين وينافس السلطان في الحقل الديني الحساس، وهو الأمر الغامض والخطير في "إصرار" "العدل والإحسان" على البقاء في خانة المعارضة واستفزاز النظام حتى يقمع أكثر أتباع ياسين! وهو نفس النهج الذي سلكه الخميني مع شاه إيران لتضخيم شعبيته والاستيلاء على الشارع، وإن أى قراءة أو تحليل أو نقذ لجماعة ياسين خارج هذا الإطار، لا يخدم إلا مشروع الياسينيين)،ويوجد آخرين لهم نشاط بارز في الدعوة ويحاولون ربط علاقات واسعة في المغرب العربي نذكر إدريس هاني، الذي يعتبر باحثا وعنصرا نشيطا في هذا الميدان تربطه علاقات وثيقة بالنظام الإيراني، وهو عضو منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين المغاربة... ومن المصادفة التي تثير التساؤلات أنه في الوقت الذي أوقفت فيه وزارة التربية الجزائرية 11 مدرسا بسبب التشيع، راحت مصالح الأمن المغربية تترصد خطوات 6 مغاربة إلتحقوا بايران وهم يتحدرون من مدينة مكناس وتتراوح أعمارهم بين 24 سنة و 33 سنة، وقد أكدت بعض المصادر بتموين ايراني لرحلتهم نحو قم عن طريق جمعيات في ظاهرها خيرية وفي الأصل هي تعمل تحت الوصاية الإيرانية ودعم من المرجعيات، ربما تبدو صدفة غريبة لكن مصادر أخرى مطلعة من البلدين ذهبت إلى وجود تنسيق أمني إتخذ بعده الرسمي منذ ما أقدمت عليه أمريكا بدعم شيعي ايراني في حق الرئيس العراقي الأسير صدام حسين، وصباح يوم عيد الأضحى حيث كان المسلمون يحتفلون به في كل أنحاء العالم، فضلا عما توصلت له أجهزة البلدين من نشاط واسع لإيران داخل شرائح المجتمع ومستندات تثبت التموين لجماعات سرية تنشط في إطار إحياء الفكر الشيعي...

على كل ليس موضوع بحثنا التفاصيل ولكن أردنا فقط أن نؤكد بأن المشروع الفارسي لم يقتصر على الجزائر فقط بل بسطت جناحاه على المغرب وتونس، وهذه الأخيرة التي حسب الكثير من النصوص المنشورة والملفات المتداولة تؤكد أن الشيعي التونسي محمد التيجاني السماوي الذي يعد من أبرز الشيعة التونسيين له نشاط بارز، يمتد حتى الى الجزائر، وخاصة ما أوردناه سابقا من تحركات له لأجل ما يسمى "حزب الله المغاربي"، والذي يراد به الواجهة السياسية لذلك حتى يتحقق النفوذ الفارسي وهو تمهيد لنفوذ غربي مؤكد، ونحن نعرف ذلك جيدا وتطرقنا له من قبل، فمنذ القديم الغابر وللشيعة الدور البارز في المؤامرات التي يحاكها الغرب ضد الأمة الاسلامية، ربما توارثوا العمالة من عهد العلقمي الذي أوصل هولاكو إلى الإطاحة ببغداد... نعود إلى تونس فقد إتهم زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد العنوشي النظام التونسي بالتحالف مع ايران لأجل نشر التشيع في المغرب، حسب ما صرح به لوكالة قدس برس على هامش رفض ايران دخوله لترابها ضمن وفد للمؤتمر القومي الإسلامي... وقد اشرنا الى ما يدخل في هذا الإطار وهو إهتمام القذافي بالتشيع من أجل إعادة ما سماها الدولة الفاطمية الجديدة في المغرب العربي، ولهذا يجعلنا نؤكد من أن التشيع الذي يضرب المغرب العربي، هو مد شيعي حسب له في مخابر الظل وبدعم أمريكي لا محالة، فالوجود الشيعي في الشمال الإفريقي وعلى بوابة اوروبا فيه مقاصد لإبادة السنة الذين يبقون الهاجس الكبير الذي ينغص صفو الغرب ومن يحذو حذوهم، فقد صارت إيران الآن القوة العظمى في منطقة الخليج بعد سقوط العراق وسيطرة ايران عليه بواسطة العملاء المزدوجين، وهذا ما يجعل الحلم الصهيوني في دولة تمتد من النيل إلى الفرات على ابواب التحقق، وخاصة ان الشيعة لا يزالون ينتظرون ما يسمى بالمهدي حتى يخرج من السرداب ويشرع الجهاد، وهذا الذي لن يتحقق لأنه خرافة لا تنطلي حتى على الحمقى والمعتوهين فضلا عمن له أدنى تفكير وعقل، فزمن المعجزات قد ولى ولن يعود بعد آخر المعجزات في الأرض والمتمثلة في القرآن الكريم...

نسجلها لله ثم للتاريخ

لقد قرعنا ناقوس الخطر وكشفنا ما يجري في بعض جهات الوطن من نشاطات لتشييع الجزائريين، ووزارة الشؤون الدينية نفسها إعترفت بوجود هؤلاء الدعاة، وكشفت مصادر تابعة لها من أن القضية تقف وراءها مجموعات نعتتها بالصغيرة، وقال مصدر لصحيفة الشرق الأوسط انهم يلتقون في محيط ضيق، ويقيمون حلقات سرية داخل البيوت... هذا فضلا مما كشفته بعض المصادر من أن المتشيعين حاولوا التسلل لقائمات الترشح للإنتخابات المحلية المزمعة في 30 نوفمبر 2007، ومصدر جديد إعترف لنا مؤخرا من أن مصالح الأمن الجزائرية تتابع نشاطات جديدة في وهران حيث يتم توزيع كتب شيعية بمسجد السلام الذي يحاولون الإستيلاء عليه... ومن دون أن نغفل ما يجري في منطقة الشريعة (ولاية تبسة – الشرق الجزائري) من نشاط واسع النطاق، وبالرغم مما أثرناه عنهم وعن مواقع نشاطهم إلا انهم لا يزالون يمارسونه تحديا، مما يوحي بدعم قوي لهم من طرف شخصيات نافذة في السلطة له الولاء لإيران مع العلم أن الوزير وزعيم حركة حمس من ابناء هذه المدينة وله أقارب وابناء عرشه ينشطون في الدعوة للتشيع، ومما يروى لنا من أن يونس بوطورة وقف متحديا حيث يعمل استاذا بالتكوين المهني على اساس انه لا يستطيع أي أحد أن يتعرض له أو يوقفه عن دعوته، أما الصيدلي عبدالعالي زهاني فقد حاول الظهور في بعض صلوات الجمعة بمسجد الفرقان إلا أنه سرعان ما عاد إلى نشاطه مدعيا انه تلقى ضمانات عليا، لم يكشف عن طبيعتها ولا طبيعة الأشخاص الذين يدعمونه...

ان ما كشفته التعاليق على حلقاتنا والتي حطمت الأرقام القياسية في عددها ومحتواها، أوحت من أن الذين يدعون إلى التقارب وجعل الشيعة كمذهب خامس واهمون لحد بعيد، لأن الإختلاف ليس في بعض سنن الوضوء أو أحكام الحيض والنفاس، إنما الإختلاف جوهري، والصراع قائم على وجوب الإبادة، والمعارك لها أبعاد تاريخية وحضارية لا يمكن تجاوزها مهما كان الأمر ، ومهما حاول دعاة ما يسمى التقريب بين المذاهب التنازل، لأن المسألة صارت تخدم الجانب الشيعي الذي عرفنا البعض من ملامح عقيدته في ما تقدم، فضلا من أن الوجود الشيعي في الجزائر يهددها بفتنة طائفية خطيرة للغاية، فقد لاحظنا من أن هذا المد يتحرك بناء على أجندة تأخذ التوزيع الجغرافي القبلي والطائفي أو العروشي للجزائريين، فإن كان التبشير يركز على القبائل فإن التشيع يركز على الشاوية، وهذا بعينه هو الطائفية التي تنام على بركان ينذر بالشؤم... فحول زعم التقارب هذا الذي يتبجح به البعض يقول الدكتور علي أحمد السالوس: "بدأت دراستي بالدعوة إلى التقريب بين السنة والشيعة بتوجيه من أستاذي الجليل الشيخ محمد المدني، على أن التشيع مذهب خامس بعد أربعة أهل السنة؛ غير أنني عندما بدأت البحث واطلعت على مراجعهم الأصلية وجدتُ الأمر يختلف تمامًا عمَّا سمعت.. فدراستي إذن بدأت بتوجيه من الشيخ المدني من أجل التقريب، ولكن الدراسة العلمية لها طابعها الذي لا يخضع للأهواء والرغبات"، ويقول محب الدين الخطيب: "إن استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول، كما اعترف به وأعلنه النصير الطوسي، وأقره عليه نعمة الله الموسوي الخونساري ويقره كل شيعي، وإذا كان هذا في زمن النصير الطوسي فهو في زمن باقر المجلسي الآن أشد وأفظع".



لقد عانت الجزائر من ويلات الدم خلال حربها الأهلية التي اشعل فتيلها لصوص دين وقراصنة دنيا، لما تمكن الفكر الجهادي من أبنائها وساعده إستغلال أطراف في السلطة تريد لنفسها الدوام والخلود والسيطرة على خيرات الأمة، وها هو اليوم خطر آخر لمسناه عن قرب وأحطنا ببعض جوانبه في هذه الدراسة، يهدد بالفعل مستقبل البلد في ظل أطماع أمريكية مكشوفة ربما فشلت في إستغلال ما يسمى بـ "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي شارف على النهاية، وهاهي تدعم مد فارسي يركض في فراغنا ونحن غارقون في أعداء وهميين يمكن إحتواءهم بجرة قلم... ليس ما وصلنا إليه هو الأخير من المعلومات والملفات لكن يوجد ما لا يمكن إحتواءه في مجلدات، سنعود الى ما سيصلنا من جديد عن هذا الملف الملغوم، وإن كنا أتهمنا بإثارة نعرات الفتنة بين الجزائريين واننا عملاء مرة لليهود واخرى للمغرب، وهكذا راحت جهات مدعومة إيرانيا في شن حملة علينا أو تهديدنا برفع دعاوى قضائية ضدنا، وذنينا أننا وصلنا إلى مخططاتهم السرية في بلدنا الجزائر... فإثارة الفتنة في مهدها من أجل القضاء عليها أفضل بكثير من أن تثار علينا لوحدها لأجل القضاء علينا، وهذا الذي فعلناه من خلال الحلقات التي مضت، والتي لقيت كل الرواج والإهتمام وطبعا نلنا حظنا من الشتم والسب، ذلك ما زادنا إلا إصرارا على المضي قدما في كشف الخبايا والخفايا التي وصلنا إليها أو حتى نصل إليها مستقبلا، أعترف أنني لست رجل فقه أو دين حتى أكون طرفا في ما يثار عبر التعليقات التي تتهمنا بالتخفي وراء اسماء مختلفة كابي هند مثلا، بالرغم من أنه لا علاقة لنا بذلك ولا نحن جندناه لأجل تلك المعارك التي كشفت حقية الفتنة التي تنام في الجزائر، لن نكون ملعونين إن أيقضناها لأننا فعلنا ذلك من أجل مصلحة البلد الذي هو بلدنا ومصالح الجزائريين الذين ملوا بالفعل منظر الدم المراق وروائح الجثث المتعفنة... إن كان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر حظر كتاب الدكتور أحمد راسم النفيس أحد أقطاب الشيعة في مصر، والذي عنوانه (رحلتي مع الشيعة والتشيع في مصر) بسبب ما ينطوي عليه من دعوة وأفكار وعقائد تهدد مستقبل الأجيال في مصر، فترى ماهي الإجراءات التي ستتخذ حيال هذا الخطر الداهم الذي يزحف على الجزائريين وخاصة أبنائهم وبناتهم في المدارس، في ظل ما قدمناه من قبل عن خفايا مد ايراني له اليد الطولى في كل ما حدث بالجزائر وما سيحدث مستقبلا ان لم يتم تدارك الأمر قبل فوات الأوان؟، لقد قلتها لله أولا ثم للتاريخ من أن الفرس قادمون عسكريا بعدما صاروا يزحفون بعقائدهم على قلاع الجزائر... فهل من مجيب؟ !!! .

انتهى

Aljnoobi 28-11-07 10:37 AM

http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=67926

Aljnoobi 28-11-07 10:39 AM



http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=67926

السيف الصـــــارم 28-11-07 05:01 PM

جزاكم الله خير


وجعلها في موازين حسناتكم يا رب


الساعة الآن 12:28 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "