شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=31)
-   -   للاهمية اريد جواباً على هذا الإشكال .. (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=186956)

نجود طالب 03-08-17 06:41 PM

للاهمية اريد جواباً على هذا الإشكال ..
 
الاساتذة الافاضل رواد شبكة الدفاع عن السنة ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

في إشكال طرحته زميله دراسة للاسف اقول لوحظ عليها من قبل الكثير من الزميلات بأن لها ل ميول إلحادية واحيانا تتهكم على النبي بطريقة مبطنة يصعب فهمها من أي احد ..

قبل مدة كتبت هذه الزميله هداها الله مقالة صغيرة في قروب الواتس اب ...بعنوان ( محمد ) هكذا مجردا بدون أن تصلي وتسلم عليه ..
في البداية ظننا انها تتكلم عن اخوها أو ابوها وتفاجئنا بأنه تتحدث عن الرسول عليه الصلاة والسلام

تقول أن محمدا رجل عظيم ..وعظمته تكمن في عقله البشري واستطردت تقول : محمد السياسي الفذ الذي استطاع ان يؤسس دولة ونجح في تخطي كل الصعاب بعقله البشري ؟

الغريب في المقال أنها لم تأتي ولامرة (بالصلاة والسلام عليه ؟؟)

وحينما سالنها لماذا لاتصلي على النبي ؟ قالت : انا أفهم محمدا لاكما تفهمون .. أنتم تعتبرونه مجرد أداة بيد المجهول الغيبي !

سؤالي : ماحكم من تذكر اسم النبي مجرداً ؟

و هل تلزم الصلاة والسلام على النبي عندما يذكر كتابتا....

وماحكم من تقول بأن النبي عظمته في عقله البشري .. وليس لكونه نبياً ورسولا ؟


وجزاكم الله خيرا

نجود طالب 05-08-17 11:02 PM

79 مشاهدة للموضوع ...ولا أحد اعطاني اجابة ..على الاقل من المشرفين على القسم ..

للاسف هذا المنتدى اصبح يسير في إنحدار شديد ..

السلام عليكم

Muhamad Sulaiman 07-08-17 01:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجود طالب (المشاركة 1874154)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

في إشكال طرحته زميله دراسة للاسف اقول لوحظ عليها من قبل الكثير من الزميلات بأن لها ميول إلحادية واحيانا تتهكم على النبي بطريقة مبطنة يصعب فهمها من أي احد ..




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


قال الله عز وجل:

۩ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) ۩ سورة النساء.


وقال جل شأنه:

۩ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) ۩ سورة الزخرف.


قال الحق سبحانه:

۩ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) ۩

۩ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) ۩ سورة التوبة.


وقال جل شأنه:

۩ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) ۩ سورة الأحزاب.


وقال جل شأنه:

۩ ...وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ۩ جزء من الآية: 61 سورة التوبة.


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ



لقد زكى الله تعالى نبينا صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، وأثنى سبحانه عليه ثناءاً لم يستحقه أحد من الخلق لا من قبله ولا من بعده صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

وجاءت آيات الذكر الحكيم في مدحه والثناء عليه، تكريماً من الحق سبحانه وتنويهاً بذكره،

فرفع الله له ذكره، وزكاه سبحانه في عقله، ولسانه، وفؤاده، وبصره، وفي حلمه، بل وزكاه كله صلوات الله وسلامه عليه، وزكى جليسه ومعلمه الروح الأمين عليه السلام

وخاطب الحق سبحانه أنبيائه عليهم الصلاة والسلام بأسمائهم،
فَقَالَ:
يَا آدَمُ،- يَا نُوحُ،- يَا إِبْرَاهِيمُ،- يَا موسى،- يا داوود،- يَا عِيسَى،- يَا زَكَرِيَّا،- يَا يَحْيَى.

ولم يخاطبه الحق سبحانه إلا بــ:
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ،- يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ،- يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ،- يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ.

وجاءت آيات آُخر من كتاب ربنا عز وجل تشريفاً وإظهاراً لعلو شأن وعظيم قدر نبينا صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، عند الحق سبحانه وتعالى،



فلقد قرن سبحانه «الإيمان به»، بــ الإيمان بنبيه صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

وقرن الله عز وجل «الكفر به» سبحانه، بــ الكفر برسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

وقرن الله عز وجل «رضوانه» جل شأنه، بــ رضوان رسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

وقرن الله عز وجل «طاعته» جل شأنه، بــ طاعة رسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

وقرن الله عز وجل «محبته» جل شأنه، بــ محبة رسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

وقرن الله عز وجل «البيعة له» جل شأنه، بــ البيعة لرسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

وقرن الله عز وجل «الهجرة إليه» جل شأنه، بــ الهجرة إلى رسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

وقرن الله عز وجل «الإستجابة له» جل شأنه، بــ الإستجابة لرسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

وقرن الله عز وجل «قضائه» جل شأنه، بــ قضاء رسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

وقرن الله عز وجل «المخالفة له وعصيان أمره» جل شأنه، بــ المخالفة والعصيان لرسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

بل إن الله عز وجل، أقسم بذاته تقدس اسمه، فنفى الإيمان عن أي أحد إلا بحصول شرائط، وسد كل الطرق إلى جنته إلا لمن أتى خلف الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، وجعل المرجعية في الإنتهاء إلى حكمه.
الرابط:
هذا عظيم قدر وعلو شأن رسول الله في القرآن، فأين من تزعم الرافضة إمامته؟!

ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ


رابط كتاب: الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم – للقاضي/ عياض بن موسى اليحصبي – رحمه الله.
القسم الرابع:
في تعرّف وُجُوهِ الْأَحْكَامِ فِيمَنْ تَنَقَّصَهُ أَوْ سَبَّهُ عَلَيْهِ الصّلاة والسّلام
الرابط:
http://waqfeya.com/book.php?bid=8351


كتاب: الصارم المسلول على شاتم الرسول – للإمام/ ابن تيمية – رحمه الله.
المقصد هاهنا بيان الحكم الشرعي الذي يفتى به المفتي ويقضي به القاضي ويجب على كل واحد من الأئمة والأمة القيام بما أمكن منه والله هو الهادي إلى سواء السبيل.
وقد رتبته على أربع مسائل:
المسألة الأولى: في أن الساب يقتل سواء كان مسلما أو كافرا.
المسألة الثانية: في أنه يتعين قتله وإن كان ذميا فلا يجوز المن عليه ولا مفاداته.
المسألة الثالثة: في حكمه إذا تاب.
المسألة الرابعة: في بيان السب وما ليس بسب والفرق بينه وبين الكفر.
الرابط:
http://waqfeya.com/book.php?bid=11170


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ



يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ اُنْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ.

يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ اُنْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ.

يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ اُنْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ.

يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ اُنْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ.

يَرْتَدُّ عَنْ إِسْلَامِهِ مَنِ اُنْتُهِكَ حُرُمَةُ ذِي الْعَرْشِ وَوَحْيًا وَرَسِلاً وَصَحِباً وَمَلَّكَ.


Muhamad Sulaiman 07-08-17 01:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجود طالب (المشاركة 1874154)
سؤالي : ماحكم من تذكر اسم النبي مجرداً ؟

و هل تلزم الصلاة والسلام على النبي عندما يذكر كتابتا....

وماحكم من تقول بأن النبي عظمته في عقله البشري .. وليس لكونه نبياً ورسولا ؟




أولاً:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجود طالب (المشاركة 1874154)
سؤالي : ماحكم من تذكر اسم النبي مجرداً ؟


نزل الأمر الإلهي بوجوب تعظيم وتوقير وتشريف سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، وتواترت آي الذكر الحكيم في بيان عاقبة: (الطاعة / المعصية) لأمر الله عز وجل ورسوله.


قال الله عز وجل:
۩ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا... ۩ جزء من الآية: 63 سورة النور.




قال الإمام/ ابن كثير – رحمه الله:

قَالَ الضَّحَّاكُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانُوا يَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَنَهَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، عَنْ ذَلِكَ، إِعْظَامًا لِنَبِيِّهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ،
قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ.
وَهَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَير.

وَقَالَ قَتَادَةُ:
أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُهَابَ نَبِيُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْ يُبَجَّل وأن يعظَّم وأن يسود.

وَقَالَ مُقَاتِلُ [بْنُ حَيَّان] فِي قَوْلِهِ:
{لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا}
يَقُولُ:
لَا تُسَمّوه إِذَا دَعَوتموه: يَا مُحَمَّدُ، وَلَا تَقُولُوا: يَا بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَلَكِنْ شَرّفوه فَقُولُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ.

وَقَالَ مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ:
{لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} قَالَ: أَمَرَهُمُ اللَّهُ أَنْ يشرِّفوه.

هَذَا قَوْلٌ. وَهُوَ الظَّاهِرُ مِنَ السِّيَاقِ،
كَمَا قَالَ تَعَالَى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا} [الْبَقَرَةِ: 104]

وَقَالَ:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}
إِلَى قَوْلِهِ:
{إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [الْحُجُرَاتِ: 2-5]

فَهَذَا كُلُّهُ مِنْ بَابِ الْأَدَبِ فِي مُخَاطَبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْكَلَامِ مَعَهُ وَعِنْدَهُ كَمَا أُمِرُوا بِتَقْدِيمِ الصَّدَقَةِ قَبْلَ مُنَاجَاتِهِ.
المصدر:
(تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ج6 ص88).



قال الإمام/ البيهقي - رحمه الله:

فَمَعْلُومٌ أَنَّ حُقُوقَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ أَجَلُّ وَأَعْظَمُ وَأَكْرَمُ وَأَلْزَمُ لَنَا وَأَوْجَبُ، عَلِينَا مِنْ حُقُوقِ السَّادَاتِ عَلَى مَمَالِيكِهِمْ وَالْآبَاءِ عَلَى أَوْلَادِهِمْ

لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى أَنْقَذَنَا بِهِ مِنَ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ، وَعَصَمَ بِهِ لَنَا أَرْوَاحَنَا وَأَبْدَانَنَا وَأَعْرَاضَنَا وَأَمْوَالَنَا وَأَهْلِينَا وَأَوْلَادَنَا فِي الْعَاجِلَةِ، وَهَدَانَا بهُ، كما إذا أَطَعْنَاهُ أَوَانَا إِلَى جَنَّاتِ النَّعِيمِ، فَأَيَّةُ نِعْمَةٍ تُوَازِي هَذِهِ النَّعَمَ، وَآيَةٌ مِنْهُ تُداني هذه المنن؟،

ثُمَّ إِنَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَلْزَمَنَا طَاعَتَهُ، وَتَوَعَّدَنَا عَلَى مَعْصِيَتِهِ بِالنَّارِ، وَوَعَدَنَا بِاتِّبَاعِهِ الْجَنَّةَ،

فَأَيُّ رُتْبَةٍ تُضَاهِي هَذِهِ الرُّتْبَةَ، وَأَيُّ دَرَجَةٍ تُسَاوِي فِي الْعَلى هَذِهِ الدَّرَجَةَ،

المصدر:
(الجامع لشعب الإيمان، (15) الخامس عشر من شعب الإيمان: وهو باب في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، وإجلاله وتوقيره صلى الله عليه وسلم، ج3 ص95).

الرابط:
http://ia802608.us.archive.org/15/it...she/gshe03.pdf




ولبيان عاقبة: (الطاعة / المعصية)، للأمر الإلهي بتعظيم وتوقير وتشريف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.



قال الله عز وجل:

۩ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) ۩

۩ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) ۩ سورة النساء.



والاقتباس أدناه لــ: (قرينة واحدة)، من أروع وأحكم ما كتب شيخنا الحبيب/ الجمال – جزاه الله الفردوس الأعلى عن الإسلام والمسلمين.

إذ جاء بصواعق لا تبقى ولا تذر فنسف بها استدلال الرافضة على العصمة الموهومة رأس مال الإمامة المفتراة كفراً على الله تعالى في دين الرافضة.
وانتفاء العصمة (الموهومة والمفتراة)، هدم وصرع لهذه الإمامة والعقائد الباطلة والكفرية بدين الرافضة، التي ما أنزل الله بها من سلطان.

وهي عاقبة: (الطاعة / المعصية) لأمر الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، قرينة من تسع قرائن بآية التطهير والتي تثبت نزولها في أمهات المؤمنين – رضى الله عنهن وأرضاهن.


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجمال (المشاركة 236138)

خامسا :
كلما ورد الأمر بطاعة الله ورسوله في القرآن الكريم يوضح لنا الله تعالى سبب طلب تلك الطاعة أو عاقبتها


وكذلك فأنه كلما وردت عبارة تدل على عصيان الله ورسوله فإننا نجد بعدها عاقبة ذلك العصيان , فما بال الرافضة يريدون أن تنتهي الأوامر في الشطر الأول من آية التطهير بطلب الطاعة دون نتيجة أو ايضاح سبب طلب الطاعة


" وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " والعاقبة " لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا "


لنراجع معا :



" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " 132 آل عمران

" قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ " 32 آل عمران

" تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ "13-14 النساء

" وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ " النساء 14

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " 59 النساء

" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا " 69 النساء

" مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا " 80 النساء

" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ " 92 المائدة

" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " الأنفال 1

" ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " الأنفال 13

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ " الأنفال20-21

" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ " الأنفال 46-47

" أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ " التوبة 63

" وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " التوبة 71

" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ " النور 52

" قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ " 54 النور

" وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " 56 النور

" وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا " الأحزاب 31

" وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا " الأحزاب 36

" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " الأحزاب 71

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ " 33 محمد

" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا " الفتح 17

" وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " الحجرات 14

" إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ " المجادلة 5

" أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " 13 المجادلة

" إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ " المجادلة 20

" ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " الحشر 4

" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ "12 التغابن

" فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " 16 التغابن

" وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا " الجن 23

" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " الأحزاب 33


ففي آية التطهير ايضا تكون نتيجة طاعة الله ورسوله اذهاب الرجس عن زوجات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتطهيرهن رضي الله عنهن


القرآن يفسر بعضه بعضا


ويأبى الله ورسوله والمؤمنون اخراج امهات المؤمنين الطاهرات من آية نزلت في حقهن



يتبع



اللهم اهدنا واهد بنا






Muhamad Sulaiman 07-08-17 01:49 AM


ثانياً:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجود طالب (المشاركة 1874154)

و هل تلزم الصلاة والسلام على النبي عندما يذكر كتابتا....



اختلف أهل العلم في ذلك، والمذهب الراجح والأقرب للصواب هو الاستحباب (سواء كان الذكر قولاً أولاً كتابة).

أما من كان شأنه ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، على الدوام فهذا تتنزل عليه جميع النصوص الواردة بالذم والوعيد (كما سيلي بيانه لاحقاً).



فتوى: حكم الصلاة على الأنبياء عند سماع أسمائهم أو رؤيتها مكتوبة.

رقم الفتوى: 251404
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=251404

السؤال:
إذا سمعت اسم النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن، فهل يجب علي أن أصلي عليه؟ وإذا رأيت اسمه صلى الله عليه وسلم مكتوبا، فهل يجب علي أن أصلي عليه صلى الله عليه وسلم؟ وهل تجب الصلاة على جميع الأنبياء عند ذكرهم أو عند سماع ذكرهم؟.

الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من سمع ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم مطالب بأن يصلي عليه، أخرج الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: البخيل من ذكرت عنده فلم يصلَّ علي.

وروى الترمذي، والبخاري في الأدب المفرد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي.

وقد حمل الجمهور هذا الأمر على الاستحباب، ورجح ابن القيم حمله على الوجوب، ورجح الشوكاني مذهب الجمهور، وقد قدمنا كلامهما في الفتوى رقم: 175133.

وهذا الأمر يشمل من سمع ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم في القرآن وفي غيره، وتشرع كذلك الصلاة على غيره من الأنبياء، كما قال ابن القيم والنووي على سبيل الاستحباب، ويدل لذلك عموم الأمر الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: صلوا على أنبياء الله ورسله، فإن الله بعثهم كما بعثني. رواه عبد الرزاق في المصنف، وصححه الألباني.

وفي كشاف القناع: وتسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في غير الصلاة، فإنها ركن في التشهد الأخير وكذا في خطبة الجمعة بتأكد، لقوله تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي ـ الآية، والأحاديث بها شهيرة، وتتأكد الصلاة عليه كثيرا عند ذكره صلى الله عليه وسلم، بل قيل بوجوبها إذن, وتقدم توضيحه في شرح الخطبة، وفي يوم الجمعة وليلتها للخبر, وأما الصلاة على الأنبياء, فقال ابن القيم في جلاء الأفهام: هي مشروعة، وقد حكى الإجماع على ذلك غير واحد منهم النووي وغيره, والمسألة ذكرها النووي في أذكاره, وذكر أن الملائكة مع الأنبياء في جواز الصلاة عليهم استقلالا وذكر أن الصلاة على الأنبياء مستحبة, قاله ابن قندس, في حاشية الفروع. اهـ.

وقال الرملي في حاشيته على شرح المنهاج: حكمة مشروعية الصلاة عليهم أنهم لما بذلوا أعراضهم فيه لأعدائه فنالوا منهم وسبوهم أعطاهم الله الصلاة عليهم, وجعل لهم أطيب الثناء في السماء والأرض وأخلصهم بخالصة ذكرى الدار فالصلاة عليهم مندوبة لا واجبة.... اهـ.

واختلف هل تطلب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من التالي أثناء التلاوة أم لا؟ فذهب الحنفية إلى أن التلاوة لا تقطع من أجل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره، فقد جاء في المحيط البرهاني للإمام برهان الدين ـ وهو حنفي: القارئ إذا سمع اسم النبي صلى الله عليه وسلم، لا تجب عليه الصلاة، لأن قراءة القرآن على نظمه وتأليفه أفضل من الصلاة على النبي عليه السلام، فإذا فرغ من قراءته، إن صلى على النبي عليه السلام فحسن، وإن لم يصل فلا شيء عليه.
وقال الهيتمي في تحفة المحتاج: ولو قرأ المصلي أو سمع آية فيها اسمه صلى الله عليه وسلم لم تستحب الصلاة عليه كما أفتى به النووي. اهـ.

وجاء في مصنف ابن أبي شيبة عن الحسن قال: إذا قال الرجل في الصلاة: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ـ فليصل عليه.

وعارض هذا ما في مصنف ابن أبي شيبة ـ أيضاً ـ قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن عامر، قال: قلت له: الرجل يمر بهذه الآية في الصلاة: إن الله وملائكته يصلون على النبي ـ أيصلي عليه؟ قال: يمر ـ وقال ابن سيرين: كانوا إذا قرؤوا القرآن لم يخلطوا به ما ليس منه ويمضون كما هم. انتهى.

ويستحب كذلك الصلاة عليه عند رؤية اسمه مكتوبا، فقد كان الإمام أحمد لا يكتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان ولكنه ينطقها إذا قرأ أو كتب، كما قال السخاوي في فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، ونقل عن الخطيب أنه قال: وبلغني أنه كان يصلي عليه صلى الله عليه وسلم نطقا. اهـ

ونقل عن ابن دقيق العيد أنه قال في الاقتراح: إذا ذكر الصلاة لفظا من غير أن تكون في الأصل فينبغي أن يصحبها قرينة تدل على ذلك، مثل كونه يرفع رأسه عن النظر في الكتاب بعد أن كان يقرأ فيه، وينوي بقلبه أنه هو المصلي لا حاكيا عن غيره... اهـ.

والله أعلم.




فتوى: من سمع أثناء الصلاة اسم النبي صلى الله عليه وسلم
رقم الفتوى: 30357
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...ang=A&Id=30357

السؤال:
هل يجوز الدعاء باسم فرد معين أثناء الصلاة؟ كذلك لو سمعت أثناء الصلاة اسم النبي صلى الله عليه وسلم فهل أصلي عليه أم ماذا؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز الدعاء لشخص باسمه أو الدعاء عليه، كما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قال: "سمع الله لمن حمده في الركعة الأخيرة من صلاة العشاء قنت: اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف" رواه البخاري.
وفي صحيح البخاري أيضاً عن أنس بن مالك قال: "قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً بعد الركوع في صلاة الصبح يدعو على رعل وذكوان".
ومن سمع أثناء الصلاة اسم النبي صلى الله عليه وسلم أو قرأ آية فيها اسمه صلى الله عليه وسلم ندب له الصلاة عليه، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي". رواه أحمد والترمذي.
وإلى هذا ذهب الشافعية، ففي تحفة المحتاج نقلاً عن صاحب العباب: (لو قرأ المصلي آية فيها اسم محمد صلى الله عليه وسلم ندب له الصلاة عليه في الأقرب بالضمير، كصلى الله عليه وسلم ، لا اللهم صل على محمد للاختلاف في إبطال الصلاة بركن قولي، والظاهر أنه لا فرق بين أن يقرأ أو يسمع). ا.هـ من تحفة المحتاج.
وتؤيد الندب عدة آثار عن السلف، ففي مصنف ابن أبي شيبة عن الحسن قال: (إذا قال الرجل في الصلاة: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، فليصل عليه).
وعن المغيرة قال: قلت لإبراهيم: أسمع الرجل وأنا أصلي يقول: إن الله وملائكته يصلون على النبي أأصل عليه؟ قال: نعم إن شئت.

والله أعلم.




فتوى: شرح حديث (البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي)
رقم الفتوى: 175133
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=175133

السؤال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي )) ما ضابط ذلك البخل ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد يذكر في مجلس أكثر من 50 - 100 مرة فأكثر فهل تجب الصلاة عليه في كل واحدة وإلا صرت من البخلاء أم أنه تكفي واحدة؟

الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم وفقك الله أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال وأجل القربات، فلا ينبغي لمسلم أن يتهاون بها أو يفرط فيها،
والصلاة عليه كلما ذكر مستحبة ولو تكرر ذكره في المجلس مائة مرة، بل قيل بوجوب الصلاة عليه صلوات الله وسلامه عليه كلما ذكر، وهو قول وإن كان القائل به قليلا من أهل العلم لكنه مما يدل على تأكد الصلاة عليه وأنها مما لا ينبغي التفريط فيه، وكلما أكثر العبد من الصلاة عليه كان ذلك أنفع له،
وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة. رواه الترمذي وحسنه.
وأما الحديث المذكور فرواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الحاكم.
وقد ذكره ابن القيم رحمه الله ضمن سياق حجة الموجبين للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر، وقرر احتجاجهم به بما عبارته: قَالُوا: فَإِذا ثَبت أَنه بخيل فَوجه الدّلَالَة بِهِ من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن الْبُخْل اسْم ذمّ وتارك الْمُسْتَحبّ لَا يسْتَحق اسْم الذَّم قَالَ الله تَعَالَى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ويأمرون النَّاس بالبخل} الْحَدِيد 23 24 فقرن الْبُخْل بالاختيال وَالْفَخْر وَالْأَمر بالبخل وذم على الْمَجْمُوع، فَدلَّ على أَن الْبُخْل صفة ذمّ.
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَأي دَاء أدوأ من الْبُخْل // إِسْنَاده صَحِيح // الثَّانِي: أَن الْبَخِيل هُوَ مَانع مَا وَجب عَلَيْهِ. فَمن أدّى الْوَاجِب عَلَيْهِ كُله لم يسم بَخِيلًا وَإِنَّمَا الْبَخِيل مَانع مَا يسْتَحق عَلَيْهِ إِعْطَاؤُهُ وبذله. انتهى.

وأبى ذلك الجمهور، وأجابوا عن الحديث بما فيه من المقال، ثم على تسليم صحته فليس اسم البخل مختصا بتارك الواجب.

قال الشوكاني: وَهَذَا أَحْسَنُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى الْمَطْلُوبِ، لَكِنْ بَعْدَ تَسْلِيمِ تَخْصِيصِ الْبُخْلِ بِتَرْكِ الْوَاجِبَاتِ وَهُوَ مَمْنُوعٌ، فَإِنَّ أَهْلَ اللُّغَةِ وَالشَّرْعِ وَالْعُرْفِ يُطْلِقُونَ اسْمَ الْبَخِيلِ عَلَى مَنْ يَشِحُّ بِمَا لَيْسَ بِوَاجِبٍ فَلَا يُسْتَفَادُ مِنْ الْحَدِيثِ الْوُجُوبُ. انتهى.

وقد استقصى ابن القيم أدلة الفريقين في جلاء الأفهام فانظره إن شئت.
ومذهب الجمهور هو ما عرفت من أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مستحبة كلما ذكر غير واجبة فلا يأثم تاركها وإن كان يسمى بخيلا، وبخله إنما هو عن نفسه فإن تحريك اللسان بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أمر يسير مشتمل على ثواب كثير، فمن بخل على نفسه بهذا الثواب الذي لا يكلفه كبير جهد كان بحق بخيلا.

والله أعلم.



اقتباس:

ومذهب الجمهور هو ما عرفت من أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مستحبة كلما ذكر غير واجبة فلا يأثم تاركها وإن كان يسمى بخيلا، وبخله إنما هو عن نفسه
قلت:
أما من كان من شأنه ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، على الدوام فهذا تتنزل عليه جميع النصوص.



ومنها:

قوله صلى الله عليه وسلم:
«رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَانْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ» *(1).

حديث صحيح وهذا إسناد حسن: (مسند أحمد، ج12 ص421 ح رقم: (7451)، وسنن الترمذي ج5 ص550 ح رقم: (3545)، وصحيح ابن حبان، ج3 ص189 ح رقم: (908)



وقوله صلى الله عليه وسلم:

«مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا فَتَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ صَلَاةٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا تَفَرَّقُوا عَلَى أَنْتَنِ مِنْ رِيحِ الْجِيفَةِ».

(السنن الكبرى، للإمام/ النسائي، ج9 ص29 ح رقم: (9803)



وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَى الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا رَقَى الدَّرَجَةَ الْأُولَى قَالَ: «آمِينَ»، ثُمَّ رَقَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ: «آمِينَ»، ثُمَّ رَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «آمِينَ»،

فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِعْنَاكَ تَقُولُ: «آمِينَ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؟

قَالَ:
«لَمَّا رَقِيتُ الدَّرَجَةَ الْأُولَى جَاءَنِي جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ.

ثُمَّ قَالَ: شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ: آمِينَ.

ثُمَّ قَالَ:
شَقِيَ عَبْدٌ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ،
فَقُلْتُ: آمِينَ».


(أخرجه الإمام/ البخاري، في الأدب المفرد، ج1 ص224) وصححه الشيخ الألباني.



وقوله صلى الله عليه وسلم:

«مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ إِلَّا كَانَ تِرَةً عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

حديث صحيح: (مسند أحمد، ج16 ص174 ح رقم: (10244)،



وقوله صلى الله عليه وسلم:

«البَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ».

(سنن الترمذي، ج5 ص443 ح رقم: (3546) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، والنسائي في عمل اليوم والليلة، ص163 ح رقم: (55) و(56).




*(1) «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، ....» الحديث.

قال الإمام/ القاري - رحمه الله:

«رَغِمَ»: مُثَلَّثُ الْغَيْنِ عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ، لَكِنَّ الرِّوَايَةَ بِالْكَسْرِ، وَفِي نُسْخَةٍ بِالْفَتْحِ، وَمَعْنَاهُ لُصِقَ بِالرِّغَامِ وَهُوَ التُّرَابُ، أَيْ: ذُلَّ وَهَانَ.
«أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ»:

وَهُوَ إِمَّا خَبَرٌ أَوْ دُعَاءٌ،
أَيْ:
لَحِقَهُ ذُلٌّ مُجَازَاةً بِتَرْكِ تَعْظِيمِي، وَقِيلَ: خَابَ وَخَسِرَ مَنْ قَدَرَ بِأَنْ يَتَفَوَّهَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَيُوجِبُ لِنَفْسِهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ مِنَ اللَّهِ، وَيُرْفَعُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَيُحَطُّ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، فَلَمْ يَفْعَلْ،
(مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج2 ص744).


وقال الإمام/ الطيبي - رحمه الله:

وقد تقرر أن قولهم: ((رغم أنف فلان)) كناية عن غاية الذل والهوان،

وأن الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم عبارة عن تعظيمه وتبجيله، فمن عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبيبه عظمه الله، ورفع قدره في الدارين،

ومن لم يعظمه أذله الله فالمعنى:
بعيد من العاقل بل من المؤمن المعتقد أن يتمكن من إجراء كلمات معدودة علي لسانه فيفوز بعشر صلوات من الله عز وجل، وبرفع عشر درجات له، وبحط عشر خطيئات عنه، ثم لم يغتنمه حتى يفوت عنه، فحقيق بأن يحقره الله تعالي، ويضرب عليه الذلة والمسكنة، وباء بغضب من الله تعالي
(شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن، ج3 ص1044).





Muhamad Sulaiman 07-08-17 02:22 AM


ثالثاً:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجود طالب (المشاركة 1874154)

وماحكم من تقول بأن النبي عظمته في عقله البشري .. وليس لكونه نبياً ورسولا ؟



إذا كان هذا القول يصحبه الاعتقاد أنه صلى الله عليه وسلم ليس بنبياً رسولاً، فهذا ردة وكفر وخروج من الدين.
(يتبع الرسالة التالية الرد على شبهات الملاحدة وعباد الصليب .. إلخ في إنكار نبوته صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته)


(أولاً):
من أصول الإيمان التصديق الجازم بالرسالات التي أنزلها الله تعالى إلى عباده، بواسطة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، والتصديق أنهم بلغوها للناس.

(ثانياً):
أول أركان الإسلام: الشهادتين «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله».



أولاً:
من أصول الإيمان التصديق الجازم بالرسالات التي أنزلها الله تعالى إلى عباده، بواسطة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، والتصديق أنهم بلغوها للناس.

ومن أنكر شيئاً مما أنزله الله فهو كافر.



قال الله عز وجل:

۩ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136) ۩ سورة النساء.



قال تعالى:

۩ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) ۩ سورة البقرة.



وقوله تعالى:

۩ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ... ۩ جزء من الآية: 15 سورة الحجرات.



وقوله تعالى:

۩ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) ۩ جزء من الآية: 9 سورة الفتح.



والذين يزعمون أنهم يؤمنون بالله ولكنهم يكفرون بالرسل والكتب هؤلاء لا يقدرون الله حق قدره



قال الله عز وجل:

۩ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ... ۩ جزء من الآية: 91 سورة الأنعام.


فالذين يقدرون الله حق قدره ويؤمنون بصفاته التي وصف بها نفسه سبحانه، من: العلم والحكمة والرحمة، لابد أن يوقنوا بأنه سبحانه أرسل الرسل وأنزل الكتب لأن هذا مقتضى صفاته، فهو سبحانه لم يخلق الخلق عبثاً.



قال الله عز وجل:

۩ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) ۩

۩ أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) ۩ سورة النساء.


فقد نصت الآية الكريمة على كفر من زعم الإيمان بالله وكفر بالرسل!، ۩ ..وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ ۩،



قال الإمام/ القرطبي – رحمه الله:

فَنَصَّ سُبْحَانَهُ عَلَى أَنَّ التَّفْرِيقَ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ كُفْرٌ، وَإِنَّمَا كَانَ كُفْرًا لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَرَضَ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ بِمَا شَرَعَ لَهُمْ عَلَى أَلْسِنَةِ الرُّسُلِ، فَإِذَا جَحَدُوا الرُّسُلَ رَدُّوا عَلَيْهِمْ شَرَائِعَهُمْ وَلَمْ يَقْبَلُوهَا مِنْهُمْ، فَكَانُوا مُمْتَنِعِينَ مِنَ الْتِزَامِ الْعُبُودِيَّةِ الَّتِي أُمِرُوا بِالْتِزَامِهَا، فَكَانَ كَجَحْدِ الصَّانِعِ سُبْحَانَهُ، وَجَحْدُ الصَّانِعِ كُفْرٌ لِمَا فِيهِ مِنْ تَرْكِ الْتِزَامِ الطَّاعَةِ وَالْعُبُودِيَّةِ. وَكَذَلِكَ التَّفْرِيقُ بَيْنَ رُسُلِهِ فِي الْإِيمَانِ بهم كفر
(الجامع لأحكام القرآن، ج6 ص5).


ومما لا شك فيه أن الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام، هم صفوة الله وخيرته من خلقه، اصطفاهم واجتباهم واختصهم بالوحي والرسالة.



وحقيقة لا ندري كيف يفهم هؤلاء الزنادقة الكفرة، معنى: ◄الإرادة الكونية والإصطفاء الإلهي للرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، لتبليغ الرسالة والدعوة إلى التوحيد وعبادة الواحد القهار؟!!


والإصطفاء الإلهي للرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، لتبليغ الرسالة والدعوة إلى التوحيد وعبادة الواحد القهار.



قال الله عز وجل:

۩ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) ۩

۩ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) ۩ سورة الأنبياء.



وقال جل شأنه:

۩ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) ۩ سورة النحل.


هذا الإصطفاء الإلهي الذي يدل على مزيد الكرامة وعلو الدرجة لمن اصطفاه من خلقه.


قال جل شأنه:
۩ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ۩ سورة آل عمران.



والصفو والصفاء هو: نقيض الكدر وهو الخالص من الشوائب.
واصطفى لغة:
أي اختار،- فمعنى (اصطفاهم) أي جعلهم صفوة خلقه تمثيلاً بما يشاهد من الشئ الذي يُصفى ويُنقى من الكدورة.



ونظير هذه الآية قوله عز وجل في شأن سيدنا/ موسى – عليه الصلاة والسلام:

۩ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي ... ۩ سورة الأعراف: من الآية 144.



وقوله جل شأنه، عن سيدنا/ إبراهيم وسيدنا/ إسحاق وسيدنا/ يعقوب – عليهم الصلاة والسلام.

۩ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ (47) ۩ سورة ص.


ومسألة الإصطفاء هي مظهر الكمال الإلهي في العلم والإرادة والمشيئة والقدرة،



قال الله عز وجل:

۩ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) ۩ سورة القصص.


ولا يطعن في اصطفاء الله عز وجل، وعلمه الغيب سبحانه وإرادته ومشيئته وقدرته، إلا كافر ملعون.


قال الله عز وجل:

۩ ... اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۩ سورة الأنعام: من الآية 124.



ومتى علمنا أن هذا البلاغ من الرسول يأتي على خلاف أهواء الناس ويأمرهم بما يكرهون لما فيه من مخالفة لما اعتادوه وكبح للشهوات
فهذا البلاغ للأمر الإلهي إنما يتطلب الشجاعة وعدم الخوف من الناس.


وشهد سبحانه وتعالى لأنبياء عليهم الصلاة والسلام بإبلاغ الرسالة.



قال تعالي:

۩ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ۩ سورة الأعراف: الآية 62

هذا نبي الله سيدنا/ نوح عليه الصلاة والسلام يخبر قومه أنه بلغ رسالة ربه



قال تعالى:

۩ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ ۩ سورة الأعراف: الآية 68

هذا نبي الله سيدنا/ هود عليه الصلاة والسلام يخبر قومه أنه بلغ رسالة ربه.



وكان هلاك الأمم بسبب تكذيبهم برسالات الله عز وجل، انظر إلى موقف سيدنا/ صالح – عليه الصلاة والسلام، بعد أن حل الهلاك بقومه


قال تعالى:

۩ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ ۩ سورة الأعراف: الآية 93


وموقف سيدنا/ شعيب – عليه الصلاة والسلام، بعد هلاك قومه.

قال تعالى:

۩ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (92) ۩

۩ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93) ۩ سورة الأعراف



وسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، قد صدقوا الله في بلاغ رسالته إلى العباد.

فالله سبحانه يختار ويصطفي للرسالة أكرم الناس وأصلحهم وأزكاهم ومن هو بها جدير وعليها أمين
.


وقد أكد القرآن المجيد قضية الإصطفاء تأكيداً قوياً وجعل مردها إلى الله وحده جل شأنه، في آيات كثيرة،

فقال عز من قائل:

۩ مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) ۩ سورة آل عمران.


◄فليس البشر كلهم مؤهلين للاطلاع على الغيب وتحمل أمانة التبليغ عن الله عز وجل.

◄ولكن الله جل شأنه يصطفي ويختار من البشر ◄من هو أهل لهذا الشرف العظيم وتلك المسئولية الجسيمة، فيجب التصديق واليقين بقدرة الله تعالى على الإصطفاء، وبالرسالة لمن اجتباهم واختارهم لهذه الأمانة الكبرى.



والأنكي من هذا تعامي هؤلاء الزنادقة الكفرة، عن: رعاية الله وعنايتة سبحانه برسله وأنبياءه عليهم الصلاة والسلام.


قال الله عز وجل في حق نبيه وكليمه سيدنا/ موسى – عليه الصلاة والسلام.

قوله جل شأنه:

۩ ... وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ۩ سورة طه" من الآية 39،- وهذا حق في سائر الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.



وفي حق سيدنا/ نوح عليه الصلاة والسلام.

قال جل شأنه:

۩ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37) ۩ سورة هود.



وفي حق نبينا صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

قال جل شأنه:

۩ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) ۩ سورة الطور.


ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ۩۞۩ ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ




ثانياً:
أول أركان الإسلام: الشهادتين «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله».



عليها أسست الملة ونصبت القبلة فهى أساس الفرض والسنة

واعلم أنه لا يدخل أحد في دين الله ولا يصير مؤمنا إلا بالتلفظ بالشهادتين، مع الإيمان بأن دين الإسلام هو الدين الحق.



وهذه الشهادة:
(وأشهد أن محمداً رسول الله)، هي الشطر الثاني من الركن الأول من أركان الإسلام الخمسة، كما أن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، داخل في الركن الرابع من أركان الإيمان الستة،


ويشهد لذلك حديث جبريل المشهور، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ،

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»،

قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ،

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ،
قَالَ:
«أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»،

قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ،
قَالَ:
«أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»،
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ:
«مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا،
قَالَ:
«أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»،
قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي:
«يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ»
(صحيح مسلم بشرح النووي، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ: بَيَانِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَوُجُوبِ الْإِيمَانِ بِإِثْبَاتِ قَدَرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ج1 ص144 ح رقم: 1-(8) ج1 ص150).




وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِي الله عَنْهُمَا
قَالَ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ:
«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ*(1)، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ»
متفق عليه:
(صحيح البخاري بشرح فتح الباري، كِتَابُ الإِيمَانِ، بَابٌ: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}، ج1 ص94 ح رقم: (25)، صحيح مسلم بشرح النووي، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ الْأَمْرِ بِقِتَالِ النَّاسِ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، ج1 ص348 ح رقم: (128)



وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،
قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى اليَمَنِ:

«إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ طَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ»
(صحيح البخاري، كِتَابُ المَغَازِي، بَابُ بَعْثِ أَبِي مُوسَى، وَمُعَاذٍ إِلَى اليَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، ج5 ص162 ح رقم: (4347).




وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ:
«لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ»
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، قَالَ فَتَسَاوَرْتُ لَهَا رَجَاءَ أَنْ أُدْعَى لَهَا، قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا، وَقَالَ: «امْشِ، وَلَا تَلْتَفِتْ، حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ»
قَالَ:
فَسَارَ عَلِيٌّ شَيْئًا ثُمَّ وَقَفَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ، فَصَرَخَ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلَى مَاذَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟
قَالَ:
«قَاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ»
(صحيح مسلم، 44 - كتاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، 4 - بَابُ مِنْ فَضَائِلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ج4 ص1871 ح رقم: 33-(2405).



فالشهادتين هما أول أركان الإسلام وبوابة الإيمان، فمن اعتقد الإيمان بقلبه ولم ينطق بهما فليس بمؤمن.



قال الإمام/ بن دقيق العيد – رحمه الله:

وَالْبُدَاءَةُ فِي الْمُطَالَبَةِ بِالشَّهَادَتَيْنِ: لِأَنَّ ذَلِكَ أَصْلُ الدِّينِ الَّذِي لَا يَصِحُّ شَيْءٌ مِنْ فُرُوعِهِ إلَّا بِهِ.

(إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، حَدِيثُ إنَّك سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، ج1 ص375).



وقال الإمام/ النووي، رحمه الله:

وَاتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّمِينَ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُحْكَمُ بِأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَلَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ لَا يَكُونُ إِلَّا مَنِ اعْتَقَدَ بِقَلْبِهِ دِينَ الْإِسْلَامِ اعْتِقَادًا جَازِمًا خَالِيًا مِنَ الشُّكُوكِ وَنَطَقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ فَإِنِ اقْتَصَرَ عَلَى إِحْدَاهُمَا لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ أَصْلًا إِلَّا إِذَا عَجَزَ عَنِ النُّطْقِ لِخَلَلٍ فِي لِسَانِهِ أَوْ لِعَدَمِ التَّمَكُّنِ مِنْهُ لِمُعَاجَلَةِ الْمَنِيَّةِ أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَكُونُ مُؤْمِنًا
(المنهاج شرح صحيح مسلم، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ بَيَانِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَالْإِحْسَانِ وَوُجُوبِ الْإِيمَانِ بِإِثْبَاتِ قَدَرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ج1 ص149).



*(1) الرد على الشبهات المثارة حول حديث: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ...»


طالع في موسوعة بيان الإسلام
موسوعة بيان الإسلام: الرد على الافتراءات والشبهات - ق3 م7 ج12: شبهات حول أحاديث الفقه (2) المعاملات وأبواب أخرى.
الشبهة: التاسعة والعشرون – ص196.
الطعن في أحاديث الأمر بالجهاد (*).
تنبيه إدارة الموقع:
أخى المسلم: يمكنك الإستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع.
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-03-0068


خلاصة الرد على الشبهة:

◄ إن الأحاديث التي تحث على الجهاد وتأمر به أحاديث صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، بعضها رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وبعضها الآخر ورد في كتب السنة الأخرى وقد صححها علماء الحديث الأثبات سندا ومتنا.


◄ إن كلمة "الناس" في قوله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ...»، هي من العام الذي أريد به الخاص، وهي تعني المشركين،
وهذا ما ذكره الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، في رواية النسائي، وهؤلاء الصنف المأمور بقتالهم لهم صفات معينة أوجبت على المسلمين قتالهم،
ومن هذه الصفات: أنهم لا يؤمنون بالله، ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله.


◄ إن لفظة: «أُقَاتِلَ» في الحديث الذي يطعن فيه هؤلاء الواهمون تعني رد العدوان المبدوء من جهة المشركين، فهي لغويا من المفاعلة،
والمبدوء بالقتال يسمى مقاتلاً - إن دافع - أما البادئ فهو الذي يسمى قاتلا، والبدء بالقتال منفي عن الحديث، بل عن الإسلام ذاته، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم- يوم الحديبية لما عرض بديل بن ورقاء أن يستسلموا،
فقال صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته:
«وَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ... »، ولم يقل: لأبدأنهم بالقتال.


◄ لم يكن أمر الله لرسوله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، بقتال المشركين من أجل إكراههم أو إجبارهم على اعتناق الإسلام؛ لأن الدعوة استمرت في مكة ثلاث عشرة سنة، ولم يرفع المسلمون في وجه أحد سيفا مع شدة العذاب والإيذاء الذي تعرض له المسلمون، وإنما المقصود هو عقابهم بمثل ما عاقبوا به المسلمين، وإزاحتهم من طريق الدعوة لتصل إلى الناس كافة، وإظهار عزة الإسلام والمسلمين بعد الصبر على الشقاء والعذاب قبل الأمر بالقتال، لا سيما وأن الإذن بالقتال قد أخذ مراحل لإرسائه.


◄ ليس هناك معارضة بين قول الله تعالى:
۩ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ... ۩ جزء من الآية: 256 سورة البقرة، وبين قول النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،...»؛ لأن الحديث يعني قتالهم إن أبوا هم الجنوح إلى السلم.


◄ كان النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، يوصي قادة الجيوش أن يعرضوا ثلاثة أمور على هؤلاء الذين يدعونهم إلى الإسلام، أولها الإسلام، ثم الجزية، ثم السيف في النهاية إن آذوا المسلمين، ووقفوا في طريق الدعوة وحاربوها ومنعوا وصولها إلى الناس.


◄ إن الجهاد شرع في الإسلام ضرورة لا غاية؛ وذلك لرد الظلم والقهر، وحماية الحق، وحراسة الفضيلة، ولم يشرع لسفك الدماء ونهب الأموال وسلبها، ولا لإجبار الناس على اعتناقه، ولا لعقاب الكافرين على كفرهم،
ولو كان الأمر كذلك لما عقد النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته - وصحابته رضى الله عنهم وأرضاهم، من بعده معاهدات الصلح مع غير المسلمين، وما تركوهم على عقائدهم في أرضهم سالمين.
.
◄ إن حديث: «مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ...»، حديث صحيح، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، السهم هنا لما له من أهمية في النكاية بالعدو كأشد أنواع الأسلحة تأثيرا.


◄ لقد فسر الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، القوة في قوله تعالى:
۩ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ... ۩ جزء من الآية: 60 سورة الأنفال، بالرمي، وما السهام في قول النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته: «مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ...»، إلا رمز لتلك القوة، وطبيعة لحال الناس في حروبهم آنذاك، ولا مانع من صدق هذا التعبير على أي رمي برا أو بحرا أو جوا قديما وحديثا، حيث تدخل في ذلك الأسلحة المدفعية والطائرات والصواريخ وغيرها من آلات الحرب التي ظهرت حديثا.


◄ ثمة اتفاق بين الناس في حروبهم قديما وحديثا مؤداه اختراع ما به يتمكنون من عدوهم، ولا يمكن عدوهم منهم، وكانت السهام في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، هي رمز القوة والتفوق في الحروب،
وهذا الذي تفنن فيه المعاصرون - باختراع الآلات الحربية الحديثة - لم يخرج عما جاء في كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.




موسوعة بيان الإسلام: الرد على الافتراءات والشبهات - ق1 م3 ج3 شبهات حول التاريخ الإسلامي (1).
الشبهة: الحادية عشر: ص111.
دعوى انتشار الإسلام بحد السيف وإساءة معاملة الآخر (*).
تنبيه إدارة الموقع:
أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع.
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-09-0011


خلاصة الرد على الشبهة:
◄ القاعدة الإسلامية في التعامل مع أهل الذمة وأهل البلاد المفتوحة أنه: ۩ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۩،

◄ إن أحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته،
أوصت المسلمين بحسن معاملة أهل الذمة من اليهود والنصارى،
وحذرتهم من ظلمهم ما داموا ملتزمين بالعهد،
وكذلك كانت سياسة الخلفاء معهم، حيث استعملوهم في دواوين الدولة الإسلامية وولوهم عددا من الوظائف الإدارية العليا كالوزارة والكتابة وغيرها.

◄ ولقد سار النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، وصحابته رضى الله عنهم وأرضاهم، على هذا النهج، وأحداث التاريخ تبرهن عمليا - بوضوح - على هذا، ومن ثم فقد أثمرت الفتوحات الإسلامية - على عكس موجات الاستعمار - نتائج مثمرة في البلاد المفتوحة، ولتكن الأندلس نموذجا، والتي تحولت - باعتراف الغربيين أنفسهم - إلى كعبة علم ومنارة حضارة،
أما الاحتلال فأرض تغتصب، وموارد تنهب، وشعوب تستعبد، كما يحدث على أيدي غير المسلمين حينما تكون لهم الغلبة.

◄ لم يؤذن للمسلمين طوال الفترة المكية بقتال رغم صنوف الظلم والعذاب التي نزلت بهم، ولكن لما لج أهل الكفر في عنادهم وألجئوا المسلمين إلى الهجرة جاء الإذن بالقتال، ومع ذلك لم ينس القرآن أن يستوصي بالمسالمين للمسلمين من غيرهم:
قال الله عز وجل:
۩ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) ۩ سورة الممتحنة.

◄ على الرغم من هذه الضجة حول رفعه - صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته - السيف وخوضه الغزوات، فإن المتأمل للآثار الناجمة (أي: المترتبة أو الناتجة)، عن هذا القتال، وأعداد ضحاياه يتبين مدى ضآلة هذه الآثار قياسا على الحروب الطاحنة في تاريخ الأديان الأخرى.

◄ ليس أدل على أن دعوة الإسلام قائمة على السلم من استغلال النبي صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته،- لصلح الحديبية ليعود بالدعوة إلى أصلها - وهو السلم - فأخذ يكاتب زعماء الأرض برسائل صيغت بمنتهى الحكمة واللين؛
إذ إن الرسول صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته، سمح يدعو ولا يتهدد، ويتلطف ولا يتوعد، ويخاطب الملوك مقرا بسلطانهم ومعترفا بمكانتهم.

◄ وعلى الرغم من سماحة الخطاب ووقار الكتاب إلا أن الردود جاءت متباينة، فمنهم من تلطف، ومنهم من أغلظ في الرد ومزق الكتاب، وجاهر بالعداوة، وصار طاغوتا يقف في سبيل نشر الدعوة، الأمر الذي دعا إلى استئناف الجهاد، وانطلاق موجة الفتح الإسلامي نحو جبهتي فارس والروم اللتين اتخذتا خطوات عملية في سبيل القضاء على الدعوة والدولة الوليدتين، ولم تكن هذه الحروب ضد الشعوب، وإنما كانت ضد الطواغيت من القياصرة والأكاسرة وجيوشهم.

◄ لقد كانت النبوات السابقة محلية مؤقتة، محدودة الزمان والمكان، حيث كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، ورغم محدودية طبيعة هذه النبوات إلا أن بعض الأديان السماوية، وكثيرا من الديانات الوضعية قد حاولت نشر مبادئها بالعنف والقهر اللذين صاحبا غالبية هذه المحاولات، ويكفي للتدليل على هذا ما قام به "أمنحتب"، حيث فرض على شعبه عبادة إله الشمس "آتون"، وأغلق معابد الآلهة، وحطم صورها، واضطهد المخالفين.

من يطالع نصوص الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يجد نصوصا صريحة تدلل على صحة ما ذهبنا إليه، ولم يقتصر الأمر على المخالفين في العقيدة، بل شمل أبناء العقيدة الواحدة، مثل:
ما حدث للبروتستانت على يد الكاثوليك في باريس،
وما حدث للأرثوذكس في مصر على يد الكاثوليك الرومان بعد "مؤتمر خلقدونيا" لبحث طبيعة المسيح؛ حيث وصل عدد القتلى إلى أكثر من مليون قتيل أرثوذكسي.

◄ ولم تكن الكشوف الجغرافية الأوربية في مطلع العصر الحديث خالصة لوجه الحضارة والمدنية،
فقد ارتكب المنصرون الذين رافقوا هذه الرحلات من الأعمال البشعة ما لا يليق بالإنسانية، فقد أبادوا مثلا الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا، وكذا فعلوا في بقية مستعمراتهم الجديدة، فحين اكتشف الإسبان جزيرة هاييتي في بحر الكاريبي أبدوا من ضروب الوحشية ما لم يسبق له مثيل، متفننين في تعذيب سكانها بقطع أناملهم، وفقء عيونهم، وصب الزيت المغلي والرصاص المذاب في جراحهم، أو بإحراقهم أحياء على مرأى ومسمع من الأسرى؛ ليعترفوا بمخابئ الذهب، أو ليهتدوا إلى الدين.

◄ لما ضعفت شوكة المسلمين في الأندلس والقوقاز والبلقان وغيرها أبدى النصارى حقدهم وعنصريتهم تجاه المسلمين، ففعلوا بهم ما يندى له الجبين،
فسيف الإسلام الطاهر أم هذه الهمجية العنصرية؟!

◄ فالحرب إذن سنة كونية لم يخل منها تاريخ أمة بشرية، لكن هناك فرقا بين أن تكون استبدادية استعمارية، وبين أن تكون شرعية جهادية.



Muhamad Sulaiman 07-08-17 02:49 AM


أما قولها هداها الله لدين الإسلام واذهب عنها الرجس وطهرها تطهيرا.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجود طالب (المشاركة 1874154)

تقول أن محمدا رجل عظيم ..وعظمته تكمن في عقله البشري واستطردت تقول : محمد السياسي الفذ الذي استطاع ان يؤسس دولة ونجح في تخطي كل الصعاب بعقله البشري ؟


الرابط أدناه للرد على هذا الزعم وشبهات أخرى في نفي نبوته صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته.

الرد على إنكار النصارى والملاحدة، نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته


»––––––––»
»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»



الحوار مع الملاحدة حول أدلة النبوة وخصائصها هو: محض هراء إن لم يكن أساس الحوار وبنائه على تقرير وإثبات وجود الحق سبحانه وتعالى، وألوهيته سبحانه.

مع نسف أوهامهم في القول بالتطور والصدفة! وهي محض نظريات لا دليل عليها!! يكذبها وينسفها العلم والعقل والمنطق.


لأن مسألة الوحي والنبوة قوامها على مسألة مهمة هي مسألة الإصطفاء الإلهي،
بمعنى:
أن الله تعالى يصطفى ويختار ما شاء من خلقه لما يشاء.

ومسألة الإصطفاء هي مظهر الكمال الإلهي في العلم والإرادة والقدرة. (كما بينا أعلاه).



قال الله عز وجل:
۩ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) ۩ سورة القصص.




انظري إلى قولها هداها الله لدين الإسلام:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجود طالب (المشاركة 1874154)
قالت : انا أفهم محمدا لاكما تفهمون .. أنتم تعتبرونه مجرد أداة بيد المجهول الغيبي !


قال الله عز وجل:

۩ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) ۩ سورة الزمر.



وقال جل شأنه:

۩ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) ۩ سورة الطور.



طالع في:
موسوعة بيان الإسلام: الرد على الإفتراءات والشبهات – ق1 م4 ج 6: شبهات حول العقيدة الإسلامية وقضايا التوحيد.
الشبهة الثانية والعرشون: ص146
إنكار وجود الله تعالى (*).
الرابط:
http://bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-03-0054

http://ia802709.us.archive.org/33/it...6_124554_1.pdf


وجوه إبطال الشبهة:

1- التدبر في نظام الكون وتناسقه يفضي بالضرورة إلى الإقرار بالألوهية والوحدانية جميعا.

2- إنكار وجود الله دعوى إلحادية لا دليل عليها، بل الأمر على عكس ذلك، فالأدلة قائمة على وجود الله تعالى في الكون والآفاق والأنفس، وحدوث الكون مصادفة مستحيل من الناحية العلمية والعقلية، وقد نفى العلم الحديث نظرية التطور.

3- الفطرة السوية تتجه إلى فاطرها وتؤمن بوجوده، وليس الإلحاد إلا انحرافا عن الفطرة السليمة.

4- الآثار المروعة للثقافة الإلحادية تؤكد زيغ أصحابها عن صراط الله المستقيم.

5- رجوع كثير من الملحدين واعترافهم بوجود الله بعد طول تدبر وإنعام نظر، وإعمال عقل في رحاب الله وخلقه.



»––––––––»
»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»



الإلحاد باختصار هو:
الإيمان بأنه كان هناك لا شئ! ولا شيء حدث لـ لا شيء!! وبعد ذلك انفجر الـ لا شيء بدون سبب فخلق كل شيء!!
ومن ثم:
مجموعة من الأشياء ترتبت بطريقة سحرية بدون سبب فخلقت أول خلية! هكذا لتتحول إلى ديناصورات
:confused:

»––––––––»
»––––––––» ••••»––––––––» ••••»––––––––»



من أشد آيات القرآن الكريم نكاية بالملاحدة، آيات سورة الطور، لتضمنها تقريراً جاء في صيغة سؤال استنكاري، لحقيقتين ينكرهما الملاحدة

1- الخلق،

2- البعث.

فمما يدل على أن وجود الخلق دليل على وجود الله سبحانه عز وجل.

قال الحق سبحانه:

۩ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) ۩

۩ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36) ۩ سورة الطور.
.

تقرير للمنكرين للبعث في صيغة استفهام استنكاري!


فالسؤال:

أخلقوا من غير خالق خلقهم؟ فهذا ممتنع في بدائه العقول ;)

أم هم خلقوا أنفسهم؟ وهذا أشد امتناعاً :)



فعلم أن لهم خالقاً خلقهم، وهو الله سبحانه وتعالى.

◄ وإنما ذكر الدليل بصيغة استفهام إنكاري ليتبين أن هذه القضية التي استدل بها فطرية بديهية مستقرة في النفوس، لا يمكن إنكارها،

◄فلا يمكن لصحيح الفطرة أن يدعي وجود حادث بدون محدث أحدثه، ولا يمكنه أن يقول: (هو أحدث نفسه) !!


يقول الإمام/ الطاهر بن عاشور – رحمه الله:

في تفسيره لقوله تعالى

۩ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36) ۩ سورة الطور.

فَحَرْفُ ۩ مِنْ ۩ فِي قَوْلِهِ: ۩ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ۩، يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِلِابْتِدَاءِ، فَيَكُونُ مَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ الْمُقَدَّرِ بَعْدَ ۩ أَمْ ۩، تَقْرِيرِيًّا.


وَالْمَعْنَى:

أَيُقِرُّونَ أَنَّهُمْ خُلِقُوا بَعْدَ أَنْ كَانُوا عَدَمًا فَكُلَّمَا خُلِقُوا مِنْ عَدَمٍ فِي نشأتهم الأولى ينشأون مِنْ عَدَمٍ فِي النَّشْأَةِ الْآخِرَةِ، وَذَلِكَ إِثْبَاتٌ لِإِمْكَانِ الْبَعْثِ، فَيَكُونُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
۩ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (7) إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (8) ۩ ،
الطارق.


وَقَوْلِهِ:
۩ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ۩ الْأَنْبِيَاء: 104،- وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ.

وَمَعْنَى شَيْءٍ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ: الْمَوْجُودُ فَغَيْرُ شَيْءٍ: الْمَعْدُومُ، وَالْمَعْنَى: أَخُلِقُوا مِنْ عَدَمٍ.
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ ۩ مِنْ ۩، لِلتَّعْلِيلِ فَيَكُونَ الِاسْتِفْهَامُ الْمُقَدَّرُ بَعْدَ ۩ أَمْ ۩، إِنْكَارِيًّا، وَيَكُونَ اسْمُ ۩ شَيْءٍ ۩، صَادِقًا عَلَى مَا يَصْلُحُ لِمَعْنَى التَّعْلِيلِ الْمُسْتَفَادِ مِنْ حَرْفِ ۩ مِنَ ۩، التَّعْلِيلِيَّةِ،

وَالْمَعْنَى:
إِنْكَارُ أَنْ يَكُونَ خَلْقَهُمْ بِغَيْرِ حِكْمَةٍ، وَهَذَا إِثْبَاتٌ أَنَّ الْبَعْثَ وَاقِعٌ لِأَجْلِ الْجَزَاءِ عَلَى الْأَعْمَالِ، بِأَنَّ الْجَزَاءَ مُقْتَضَى الْحِكْمَةِ الَّتِي لَا يَخْلُو عَنْهَا فِعْلُ أَحْكَمِ الْحُكَمَاءِ، فَيَكُونُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
۩ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لَا تُرْجَعُونَ ۩ الْمُؤْمِنُونَ: 115.



وَقَوْلِهِ:
۩ مَا خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۩
الْحجر:85

وَلِحَرْفِ ۩ مِنْ ۩، فِي هَذَا الْكَلَامِ الْوَقْعُ الْبَدِيعُ إِذْ كَانَتْ عَلَى احْتِمَالِ مَعْنَيَيْهَا دَلِيلًا عَلَى إِمْكَانِ الْبَعْثِ وَعَلَى وُقُوعِهِ وَعَلَى وُجُوبِ وُقُوعِهِ وُجُوبًا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ الْإِلَهِيَّةُ الْعُلْيَا.
وَلَعَلَّ الْعُدُولَ عَنْ صَوْغِ الْكَلَامِ بِالصِّيغَةِ الْغَالِبَةِ فِي الِاسْتِفْهَامِ التَّقْرِيرِيِّ، أَعْنِي صِيغَةَ النَّفْيِ بِأَنْ يُقَالَ: ۩ أَمَا خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ۩، وَالْعُدُولُ عَنْ تَعْيِينِ مَا أُضِيفَ إِلَيْهِ غَيْرِ إِلَى الْإِتْيَانِ بِلَفْظٍ مُبْهَمٍ وَهُوَ لَفْظُ ۩ شَيْءٍ ۩، رُوعِيَ فِيهِ الصَّلَاحِيَّةُ لِاحْتِمَالِ الْمَعْنَيَيْنِ وَذَلِكَ مِنْ مُنْتَهى البلاغة.

وَإِذ كَانَ فَرْضُ أَنَّهُمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ وَاضِحَ الْبُطْلَانِ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى اسْتِدْلَالٍ عَلَى إِبْطَالِهِ بِقَوْلِهِ:
أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ.
وَهُوَ إِضْرَابُ انْتِقَالٍ أَيْضًا، وَالِاسْتِفْهَامُ الْمُقَدَّرُ بَعْدَ أَمْ إِنْكَارِيٌّ، أَيْ مَا هُمُ الْخَالِقُونَ وَإِذْ كَانُوا لَمْ يَدَّعُوا ذَلِكَ فَالْإِنْكَارُ مُرَتَّبٌ عَلَى تَنْزِيلِهِمْ مَنْزِلَةَ مَنْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ خَالِقُونَ.
وَصِيغَتِ الْجُمْلَةُ فِي صِيغَةِ الْحَصْرِ الَّذِي طَرِيقُهُ تَعْرِيفُ الْجُزْأَيْنِ قَصْرًا إِضَافِيًّا لِلرَّدِ عَلَيْهِمْ بِتَنْزِيلِهِمْ مَنْزِلَةَ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُمُ الْخَالِقُونَ لَا اللَّهَ، لِأَنَّهُمْ عَدُّوا مِنَ الْمُحَالِ مَا هُوَ خَارِجٌ عَنْ قُدْرَتِهِمْ، فَجَعَلُوهُ خَارِجًا عَنْ قُدْرَةِ اللَّهِ، فَالتَّقْدِيرُ: أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ لَا نَحْنُ.


وَالْمَعْنَى:
نَحْنُ الْخَالِقُونَ لَا هُمْ.

وَحُذِفَ مَفْعُولُ ۩ الْخالِقُونَ ۩، لِقَصْدِ الْعُمُومِ، أَيِ الْخَالِقُونَ لِلْمَخْلُوقَاتِ وَعَلَى هَذَا جَرَى الطَّبَرِيُّ وَقَدَّرَهُ الْمُفَسِّرُونَ عَدَا الطَّبَرِيِّ: ۩ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ۩، أَنْفُسَهُمْ كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا ضَمِيرَ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ دَلِيلًا عَلَى أَنَّ الْمَحْذُوفَ اسْمُ مَعَادِ ذَلِكَ الضَّمِيرِ وَلَا افْتِرَاءَ فِي انْتِفَاءِ أَنْ يَكُونُوا خَالِقِينَ، فَلِذَلِكَ لَمْ يُتَصَدَّ إِلَى الِاسْتِدْلَالِ عَلَى هَذَا الِانْتِفَاءِ.
وَجُمْلَةُ ۩ أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ۩، يَظْهَرُ لِي أَنَّهَا بَدَلٌ مِنْ جُمْلَةِ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ بَدَلٌ مُفَصَّلٌ مِنْ مُجْمَلٍ إِنْ كَانَ مَفْعُولُ الْخالِقُونَ الْمَحْذُوفُ مُرَادًا بِهِ الْعُمُومُ وَكَانَ الْمُرَادُ بِالسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ذَاتَيْهِمَا مَعَ مَنْ فِيهِمَا، أَوْ بَدَلُ بَعْضٍ مِنْ كُلٍّ أَنَّ الْمُرَادُ ذَاتَيِ السَّمَاوَات وَالْأَرْضِ، ◄فَيَكُونُ تَخْصِيصُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بِالذِّكْرِ لِعِظَمِ خَلْقِهِمَا.
وَإِعَادَةُ حَرْفِ أَمْ لِلتَّأْكِيدِ كَمَا يُعَادُ عَامِلُ الْمُبَدَلِ مِنْهُ فِي الْبَدَلِ، وَالْمَعْنَى: أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ لِلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.
وَالِاسْتِفْهَامُ إِنْكَارِيٌّ وَالْكَلَامُ كِنَايَةٌ عَنْ إِثْبَاتِ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.


وَالِاسْتِفْهَامُ إِنْكَارِيٌّ وَالْكَلَامُ كِنَايَةٌ عَنْ إِثْبَاتِ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..

وَالْمَعْنَى:

أَنَّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَا يُعْجِزُهُ إِعَادَةَ الْأَجْسَادِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْفَنَاءِ.

وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
۩ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ۩
الْإِسْرَاء: 99،- أَيْ: أَنْ يَخْلُقَ أَمْثَالَ أَجْسَادِهِمْ بَعْدَ انْعِدَامِهِمْ.


۩ بَلْ لَا يُوقِنُونَ ۩
إِضْرَابُ إِبْطَالٍ عَلَى مَضْمُونِ الْجُمْلَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُ، أَيْ لَمْ يُخْلَقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ وَلَا خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَإِنَّ ذَلِكَ بَيِّنٌ لَهُمْ فَمَا إِنْكَارُهُمُ الْبَعْث إِلَّا ناشىء عَنْ عَدَمِ إِيقَانِهِمْ فِي مَظَانِّ الْإِيقَانِ وَهِيَ الدَّلَائِلُ الدَّالَّةُ عَلَى إِمْكَانِ الْبَعْثِ وَأَنَّهُ لَيْسَ أَغْرَبَ مِنْ إِيجَادِ الْمَخْلُوقَاتِ الْعَظِيمَةِ، فَمَا كَانَ إِنْكَارُهُمْ إِيَّاهُ إِلَّا عَنْ مُكَابَرَةٍ وتصميم على الْكفْر.

وَالْمَعْنَى:
أَنَّ الْأَمْرَ لَا هَذَا وَلَا ذَلِك وَلَكِنَّهُمْ لَا يُوقِنُونَ بِالْبَعْثِ فَهُمْ يُنْكِرُونَهُ بِدُونِ حُجَّةٍ وَلَا شُبْهَةٍ بَلْ رَانَتِ الْمُكَابَرَةُ على قُلُوبهم.

(التحرير والتنوير، ج27 ص67).





الساعة الآن 10:23 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "