شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   كتب ووثائق منتدى الحوار مع الاثني عشرية (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=56)
-   -   ابن العلقمي .. رئيس الوزراء الشيعي المظلوم !/ الكاتب صخرة الخلاص (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=59531)

ناصر123 21-01-07 08:42 AM

ابن العلقمي .. رئيس الوزراء الشيعي المظلوم !/ الكاتب صخرة الخلاص
 
ابن العلقمي .. رئيس الوزراء الشيعي المظلوم!

الكاتب صخرة الخلاص

قد يتعجب البعض حينما يقرأ هذا العنوان الغريب، أيعقل أن يكون الخائن الغادر (ابن العلقمي) مظلوماً، وكل قراءاتنا السابقة المبنية على الدراسات التاريخية الموثقة، تؤكد وتصر على أن (ابن العلقمي) كان مجرماً خائناً غادراً لمن وثق به، فعاد مرتداً يقطع اليد التي أحسنت إليه!

أقول: لا زلتُ أرى أن (ابن العلقمي) مظلوماً حينما وصف بالخائن الغادر، ولم يتأمل من وصفه بالغدر والخيانة أمراً مهماً قد يعود على بعض أهل السنة بنفس هذا الوصف!

نعم..!

اعتقد أن سقوط بغداد عام 656هـ كان بالدرجة الأولى خيانة من قبل من ينتسبون للسنة، قبل أن تكون خيانة من قبل (ابن العلقمي) الشيعي المذهب.

وفي اعتقادي أن هذا الأمر في غاية الوضوح والبساطة بحيث لا يحتاج معه إلى أي برهان، فالخليفة العباسي كان من السنة، وأغلب الفقهاء كانوا من أهل السنة، والجميع كان يعرف جيداً ملابسات الصراعات الطائفية، وما كان يحصل بين الكرخ (الحي الشيعي) وبين بعض أحياء بغداد السنية، كما لا أشك لحظة واحدة أن فقهاء السنة والمثقفين العباسيين كانوا على اطلاعٍ عميق بالفقه الشيعي الإمامي الخاص بالموقف من الآخر، وعليه: فكيف يعين الخليفة مثل (ابن العلقمي) كوزير أعلى له؟! ولم سكت الفقهاء والعلماء ? !



إنني لو سألت أي عاقلٍ –بل نصف عاقل- عن رجلٍ أتى بكلبٍ مسعورٍ إلى داره، وأدخله على أطفاله الصغار بحضور كبار أهل الدار، ثم أغلق الدار على الأطفال وحدهم، وجعل الكلب يصول ويجول في الدار، ثم بعد برهة من الزمن وجدوا جميع الأطفال قتلى ممزقين أشلاءً!

يا سادة.. هل من المعقول أن يُصف الكلب المسعور بالخيانة والغدر؟! أم أن صاحب الدار والعقلاء هم الذين خانوا الأمانة، وغدروا بالناس!



إنني اعتقد أن (ابن العلقمي) مظلوماً مثله مثل ذلك (الكلب المسعور)، فحينما وجدَ الفرصة مناسبة انقض على مخالفيه هتكاً وتمزيقاً، فلا لوم على (ابن العلقمي) الشيعي، لكن اللوم كله على من قربه وهو يعلم أن (ابن العلقمي) ليس إلا شيعياً مخلصاً وأميناً لتعاليم التشيع، وأنه إنما طبق أخلاق مذهبه بكل أمانة وصدق، فأي لوم عليه؟!

إن سقوط بغداد عام 656هـ كان نتيجة لإتمان الخائن، والوثوق بالغادر، وتقريب الماكر، والوثوق بأهل التقية، والتاريخ يعيد نفسه، ولن يرحم هؤلاء الذين يحملون (الدريل الشيعي) أي رأس سني متى ما سنحت لهم الفرصة، حتى لو كان طفلاً سنياً رضيعاً!

أليس الخائن والغادر والمجرم من وثق بهؤلاء تحت التسامح، أو الوطنية، أو القومية، أو العلمانية، أو أي مسمى أو شعار؟



ابن العلقمي .. يقدم خدمات جليلة للإسلام!

يتجنى على نفسه من يظن أن (ابن العلقمي) كان صوتاً نشازاً أو أنه اجتهد اجتهاداً فردياً حينما اتصل بالتتار وتحالف معهم سراً من أجل إسقاط الخلافة الإسلامية، وقتل ملايين المسلمين!

كلا يا سادة!

فقد كان الرجل يؤمن إيماناً حقيقياً بأخلاق التشيع الإمامية التي تملي عليه أن يتظاهر بالموادعة والتسامح والإخلاص بالقول حينما تكون القوة بأيدي أهل السنة، لكن حينما تحين الفرصة للانقضاض وتمزيق المسلمين حينها يجب أن يساهم كمؤمن مخلص بدوره الريادي كرئيس للوزراء.



فقد ذكر (قطب الدين اليونيني البلعبكي) أن (ابن العلقمي) كاتب التتر وأطمعهم في البلاد وأرسل إليهم غلامه وأخاه بذلك. [1]

وذكر (الإمام الذهبي) أن (ابن العلقمي) استطاع أن يقطع أخبار الجند الذين استنجدهم بهم المستنصر، وأنه بذل جهده في أن يزيل دولة بني العباس ويقيم علوياً، وأخذ يكاتب التتار ويراسلونه.[2]

وذكر (اليافعي) أن التتار دخلوا بغداد ووضعوا السيف واستمر القتل والسبي نيفًا وثلاثين يوماً، وقل من نجا، وسبب دخولهم أن ابن العلقمي كاتبهم وحرضهم على قصد بغداد ليقيم خليفة علوياً، وكان يكاتبهم سراً، ولا يدع المكاتبات تصل إلى الخليفة.

ثم ذكر (اليافعي) أن ابن العلقمي خدع الخليفة وأوهمه أن التتار يريدون عقد الصلح معه وحثه أن يخرج إليهم بأولاده ونسائه وحاشيته، فخرجوا فضربت رقاب الجميع، وصار كذلك يخرج طائفة بعد طائفة، فتضرب أعناقهم حتى بقيت الرعية بلا راع، وقتل من أهل الدولة وغيرهم ألف ألف وثمان مائة.[3]



ويقول المؤرخ الشيعي (نور الله الششتري المرعشي) ما نصه عن حقيقة الدور الذي لعبه ابن العلقمي: ( إنه كاتب هولاكو والخواجه نصيرالدين الطوسي، وحرضهما على تسخير بغداد للانتقام من العباسيين بسبب جفائهم لعترة سيد الأنام صلى الله عليه وسلم).[4]

ويقول العالم الشيعي (الخوانساري) عند ترجمته لنصير الدين الطوسي ما نصه :

(ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم هولاكو خان ، ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد ، بإبادة ملك بني العباس ، وإيقاع القتل العام من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار، فانهار بها في ماء دجلة ، ومنها إلى نار جهنم دار البوار)! [5]

إن هذا التصرف من (ابن العلقمي) كان طبيعياً يمليه الإيمان الإمامي والأخلاق الشيعية، التي تحث على إظهار ما ليس في الباطن وخداع الآخرين من أجل مصلحة المذهب العليا!



فهذا إمام الشيعة المعاصر (الخميني) يقول بكل صراحة ما نصه: (إذا كانت ظروف التقية تلزم أحداً منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين مثل دخول علي بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله).[6]

أما خدمة (نصير الدين الطوسي) فقد عرفها الجميع حينما قدم مع التتار لإبادة بغداد، أما خدمة علي بن يقطين للإسلام فندع بيانها لأحد علماء الشيعة (نعمة الله الجزائري) وملخصها كما ذكر: أن علي بن يقطين كان مسؤولاً في الدولة العباسية، وسنحت له الفرصة لقتل خمسمائة سني وصفهم بقوله: (جماعة من المخالفين) فقتلهم بأن هدم عليهم سقف السجن فماتوا كلهم، فأرسل يستفسر عن عمله عند إمامه المعصوم فأقره على عمله وعاتبه أنه لم يستأذن، وجعل كفارة كل رجل من أهل السنة (تيساً) وقال: والتيس خير منهم.[7]

يقول العالم الشيعي (نعمة الله الجزائري) معلقاً على هذه الحادثة:

(فانظر إلى هذه الجزيلة التي لا تعادل دية أخيهم [أهل السنة] الأصغر وهو كلب الصيد، فإن ديته عشرون درهماً، ولا دية أخيهم الأكبر وهو اليهودي). [8]



أرأيتم يا سادة!

لقد كان (ابن العلقمي) يؤدي خدمة للمذهب الشيعي الذي آمن به من كل أعماق قلبه، فلا لوم عليه ألبتة، لكن كل اللوم على الخليفة الذي جعل منه وزيراً مؤتمناً!



وللموضوعية العلمية، أقول: لم يكن (ابن العلقمي) وحده في تأدية الخدمات الجليلة للمذهب الشيعي، بل كان كل شيعة بغداد يؤدون الخدمات الجليلة!

فقد ذكر المؤرخ (رشيد الدين الهمداني) والمؤرخ (أبو المحاسن) أن الشيعة في: الكرخ، والحلة، وبغداد، خرجوا في استقبال هولاكو استقبال الفاتحين الأبطال، والتحق كثير من الشيعة بجيش المغول، وأقاموا الأفراح ابتهاجاً بهم![9]

ومن الخدمات الجليلة التي قدمها (نصير الدين الطوسي) تلك الرسالة التي كتبها -بوصف وزيراً (لهولاكو)- إلى أهل السنة في الشام، يهددهم فيها ويتوعدهم إن لم يدخلوا في طاعة التتار، أن سوف يفعل بهم كما فعل في بغداد!!

يقول الطوسي: (اعلموا أنا جند الله، خلقنا من سخطه، فالويل كل الويل لمن لم يكن من حزبنا، قد خربنا البلاد، وأيتمنا الأولاد، وأظهرنا في الأرض الفساد، فإن قبلتم شرطنا، وأطعتم أمرنا، كان لكم مالنا، وعليكم ما علينا).[10]



وهذا عميد الطائفة الشيعة في بغداد وقت سقوطها الشهير (بابن طاووس) -والذي يذكرنا بآية الله السستاني- يعلن عن فرحته بدمار دولة الإسلام ويسميه فتحاً، ويترحم على هولاكو. حيث يقول:

(يوم ثامن عشر محرم وكان يوم الاثنين سنة 656هـ فتح ملك الأرض – يقصد هولاكو- زيدت رحمته ومعدلته ببغداد).[11]

وذكر المؤرخ (ابن الطقطقي) أن (ابن طاووس) أصدر فتوى لهولاكو يفضيل فيها العادل الكافر على المسلم الجائر!![12]

ويقول العالم الشيعي (علي العدناني الغريفي) معلقاً على هذه الحادثة: (وقد نال ابن طاووس بفتياه هذه مقاماً كبيراً في نفس الكافر المحتل).[13]

ومكافأة له قام هولاكو بتعيينه مرجعاً للشيعة، يقول (ابن طاووس) نفسه: (ولم نزل في حمى السلامة الإلهية، وتصديق ما عرفناه من الوعود النبوية، إلى أن استدعاني ملك الأرض –هولاكو- إلى دركاته المعظمة جزاه الله بالمجازات المكرمه في صفر، وولاني على العلويين والعلماء والزهاد، وصحبت معي نحو ألف نفس ومعنا من جانبه من حمانا إلى أن وصلت "الحلة" ظاهرين بالآمال). [14]

وذكر (ابن مطهر الحلي) أن أباه والسيد محمد ابن طاووس والفقيه ابن أبي العز، أجمع رأيهم على مكاتبة هولاكو، بأنهم مطيعون داخلون تحت دولته. وأن هولاكو سألهم: لماذا تخونون خليفتكم؟!

فأجابه والد (ابن مطهر الحلي) بأن رواياتهم المذهبية تحثهم على مبايعتك وخيانة الدولة السنية، وأنك أنت المنصور الظافر!

ويعلق (ابن مطهر الحلي) على قصة والده: ( فطيب قلوبهم وكتب فرماناً باسم والدي يطيب فيه قلوب أهل الحلة وأعمالها).[15]

إذن يا سادة.. ليست القضية سطحية وساذجة، ليقال: خيانة (ابن العلقمي)! وكأنه وحده هو الخائن من تلقاء نفسه وعندياته، بل الرجل والطائفة ومراجعها قامت بخدمات جليلة يحث عليها التشيع وتؤكدها النصوص الدينية الشيعية.



ابن العلقمي .. المؤمن الصادق!

لم يكن (ابن العلقمي) إلا ذلك الشيعي المؤمن المخلص لمذهب يطبقه كما قرره كبار علماء الشيعة الإمامية تجاه المخالفين لهم.

فهذا الشيخ المفيد -شيخ الشيعة في عصره- يقول حاكياً إجماع الشيعة في موقفهم تجاه المخالفين: (اتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار، وأنّ على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم، فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب، وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان، وأن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار). [16]

وهذا علامتهم ومحققهم عبدالله شُبر، يبيَّن حكم جميع الفرق الإسلامية -حتى المسالمة منها- عند علماء الشيعة، فيقول:

(وأما سائر المخالفين ممن لم ينصب ولم يعاند ولم يتعصب، فالذي عليه جملة من الإمامية كالسيد المرتضى أنهم كفار في الدنيا والآخر، والذي عليه الأكثر الأشهر أنهم كفار مخلدون في الآخرة). [17]

وقال شيخهم وعلامتهم نعمة الله الجزائري مبيناً حقيقة حجم الخلاف –كما يراه هو- بين الشيعة والسنة: (لم نجتمع معهم على إله ولا نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا). [18]

وإذا كانت جميع الفرق الإسلامية المخالفة للشيعة هذه هي حالتهم، فماذا يترتب على ذلك؟ وبأي معاملة يمكن أن يتعامل معهم؟ يجيب علماء الشيعة فيقولون:

قال الخميني عن المسلم غير الشيعي:

(غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين.. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم). [19]

ثم أورد الخميني هذه الرواية: (عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم. فقال: الكف عنهم أجمل. ثم قال: يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغاة –أي أولاد زنا- ما خلال شيعتنا). [20]

فقال الخميني معلقاً على تلك الرواية: (الظاهر منها جواز الافتراء والقذف عليهم)! [21]

وقال شيخهم الأنصاري: (ظاهر الأخبار اختصاص حرمة الغيبة بالمؤمن -أي الشيعي- فيجوز اغتياب المخالف، كما يجوز لعنه). [22]

ونسبوا كذباً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم، وأكثروا من سبّهم، والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس، ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة). [23]

وهذه الرواية صححها الشهيد الثاني [24] ، ومحققهم الأردبيلي [25] ، وعبدالله الجزائري [26] ، وقال بتصحيحها أيضاً محدثهم البحراني [27] ، ومحققهم النراقي [28]، وكذلك شيخهم الأنصاري[29]، ومرجعهم الأكبر الخوئي حيث قال: (قد دلت الروايات المتضافرة على جواز سب المبتدع في الدين ووجوب البراءة منه واتهامه)[30].

كما صححها –أيضاً- مرجعهم الكلبايكاني [31] ، ومرجعهم محمد سعيد الحكيم [32]، و الروحاني [33]، والطريحي [34]، وعلامتهم المجلسي [35].

قال مرجعهم المعاصر الخوئي: (ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين ووجوب البراءة منهم، وإكثار السب عليهم، واتهامهم، والوقيعة فيهم: أي غيبتهم، لأنهم من أهل البدع والريب. بل لا شبهة في كفرهم). [36]

ثم قال بعدها: ( الوجه الثالث : أن المستفاد من الآية والروايات هو تحريم غيبة الأخ المؤمن، ومن البديهي أنه لا أخوة ولا عصمة بيننا وبين المخالفين). [37]

وقال سيدهم الروحاني: (جواز غيبة المخالف من المسلّمات عند الأصحاب). [38]

ويقول شيخهم الصادق الموسوي معلقاً على رواية منسوبة للسجاد تشبه ما نسبوه لنبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الإمام السجاد يجيز كل تصرف بحق أهل البدع.. من قبيل البراءة منهم وسبهم وترويج شائعات السوء بحقهم والوقيعة والمباهتة، كل ذلك حتى لا يطمعوا في الفساد في الإسلام وفي بلاد المسلمين وحتى يحذرهم الناس لكثرة ما يرون وما يسمعون من كلام السوء عنهم هكذا يتصرف أئمة الإسلام لإزالة أهل الكفر والظلم والبدع فليتعلم المسلمون من قادتهم وليسيروا على منهجهم )! [39]



أقول: انظر كيف يحث هذا الشيخ الشيعي عموم الشيعة للسير على منهج السب وترويج شائعات السوء والوقيعة والكذب على الآخرين، والبراءة من المسلمين المخالفين لهم!



ابن العلقمي والتقية .. وقابلية الآخر للاستغفال !

كيف يمكن لدعاة الإصلاح المزعوم، أو لأي دولة سنية أن تأمن هؤلاء وهم يؤمنون بعقيدة (التقيَّة) تلك العقيدة الاستراتيجية، والمبدأ المتجذر في أعماق أعماقهم، والمستقر في سويداء قلوبهم، وهم يتواصون به جيلاً بعد جيل، وصغيراً عن كبير، حتى أصبح فِطرة فُطروا عليها، إذا تركوها –ولن يفعلوا- فكأنما تركوا الدين كله، أو بتروا أصلاً أصيلاً من تركيبتهم الشخصية التي تنعدم باعدام التقيَّة!

فهم يروون الروايات المتواترة والمستفيضة –بزعمهم- عن أئمتهم وشيوخهم التي تحث على إظهار ما لا يبطنون، وأن تلك السجية والأخلاق عمود دين التشيع، ورأس الأمر فيه، وكلما كان الشيعي مخادلاً مخاتلاً كلما كان أكثر تشعياً وإيماناً وإخلاصاً.

فعن الصادق يرون أنه قال: (إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له).[40]

ورووا عن الرضا أنه قال: (لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له، إن أكرمكم عند اللهه أعملكم بالتقية).[41]

بل يرتبون على (التقيَّة) أعظم الأجر، وأنها أفضل عبادة تقدم في مذهب التشيع، ويسمونها (الخبء) أي إخفاء حقيقة النوايا الخبيثة في أعماق النفس، وأيضاً إخفاء حقيقة نوايا أهل التشيع تجاه (الآخر) لأن التشيع دين قائم على السرية والكتمان!

فقد رووا عن الصادق أنه قال: (ما عُبِدَ الله بشيءٍ أحب إليه من الخبء، قيل: وما الخبء؟ قال: التقية).[42]

وعنه أيضا قال: (إنكم علي دين من كتمه أعزة الله ومن أذاعه أذله الله).[43]



ويوجبون (التقيَّة) في دار أهل السنة التي يسمونها (دار التقيَّة) وأن الشيعي لو حلف وأقسم مئات بل آلاف المرات على أنه إصلاحي ووطني ومخلص، وأن الولاء كله عنده للحاكم السني وللوطن وللوطنية، فلا تثريب عليه إذا ما أبطن خلاف ذلك.

فعن الصادق أنه قال: (استعمال التقية في دار التقية واجب، ولا حنث ولا كفارة على من حلف تقية).[44]

وعن الصادق –أيضاً- أنه قال: (عليكم بالتقية فأنه ليس منا من لم يجعله شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره).[45]

وقال الشيخ (بهاء الدين العاملي) : (المستفاد من تصفح كتب علمائنا، المؤلفة في السير والجرح والتعديل، أن أصحابنا الإمامية ..كانوا يتقون العامة [يقصد أهل السنة] ويجالسونهم وينقلون عنهم، ويظهرون لهم أنهم منهم، خوفا من شوكتهم، لأن حكام الضلال منهم).[46]

ثم يبين الشيخ (بهاء الدين العاملي) أنه كانت الضرورة غير داعية إلى (التقية) عندها يسلك الشيعي مع المخالف على غير ذلك المنوال، ولذا يجب أن يكون الشيعي في غاية الاجتناب لهم، والتباعد عنهم،. لأن الأئمة -عليهم السلام- كانوا ينهون شيعتهم عن مجالستهم ومخالطتهم، ويأمرونهم بالدعاء عليهم في الصلاة، ويقولون: إنهم كفار، مشركون، زنادقة، وكتب أصحابنا مملوءة بذلك.[47]

وهذا شيخهم (الصدوق) يقول: (اعتقادنا في التقية أنها واجبة، من تركها بمنزلة من ترك الصلاة، ولا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة).[48]

ويقول علامتهم (العاملي) : (الأخبار متواترة صريحة في أن التقية باقية إلى أن يقوم القائم).[49]

ويقول إمامهم في هذا العصر (الخميني): (وترك التقية من الموبقات التي تلقي صاحبها قعر جهنم وهي توازي جحد النبوة والكفر بالله العظيم).[50]

ثم يبتكرون نوعاً جديداً من التقية الخاصة بالشيعة وهي (التقية المداراتية) والتي تمثل وجهاً دعائياً للتشيع، من خلاله يمكن للتشيع أن يخترق الصف السني، ويتلاعب بمن يسمون بدعاة التقارب أو الإصلاح تحقيقاً لمصلحة التشيع العليا!

فهذا (الخميني) يعدد أنواع التقية ويذكر أن منها (التقية المداراتية) وعرفها بقوله: (وهو تحبيب المخالفين وجر مودتهم من غير خوف ضرر).[51]

وقال: إن التقية واجبة من المخالفين، ولو كان مأمونا وغير خائف على نفسه وغيره.[52]

ويقول شيخهم (محسن الخرازي): (وقد تكون التقية مداراةً من دون خوف وضرر فعلي لجلب مودة العامة والتحبيب بيننا وبينهم).[53]

ويقول علامتهم (دستغيب): (ومنها التقية المستحبة وتكون في الموارد التي لا يتوجه فيها للإنسان ضرر فِعِلي وآني، ولكن من الممكن ان يلحقه الضرر في المستقبل، كترك مداراة العامة ومعاشرتهم).[54]



فأي تقارب أو إصلاح أو إخلاص للوطنية يمكن أن يتحقق مع من يؤمن بهكذا عقيدة السرية!



ختاماً.. أكرر القول: إن سقوط بغداد عام 656هـ كان نتيجة لإتمان الخائن، والوثوق بالغادر، وتقريب الماكر، والوثوق بأهل التقية، والتاريخ يعيد نفسه، ولن يرحم هؤلاء الذين يحملون (الدريل الشيعي) أي رأس سني متى ما سنحت لهم الفرصة، حتى لو كان طفلاً سنياً رضيعاً!

يا سادة.. هل من المعقول أن يُصف الكلب المسعور بالخيانة والغدر؟! أم أن صاحب الدار والعقلاء هم الذين خانوا الأمانة، وغدروا بالناس!

أليس الخائن والغادر والمجرم من وثق بهؤلاء تحت التسامح، أو الوطنية، أو القومية، أو العلمانية، أو أي مسمى أو شعار؟

----------------------------------------

[1]انظر: ذيل مرآة الزمان – سبط ابن الجوزي ( 1/85)

[2]دول الإسلام – (2/118).

[3]مرآة الجنان (ج4/137 -138).

[4]مجالس المؤمنين (ص400).

[5]روضات الجنات ( 6/300).

[6]الحكومة الإسلامية (ص142).

[7]الأنوار النعمانية: (2/308).

[8]الأنوار النعمانية(2/308).

[9]جامع التواريخ (1/259). النجوم الزاهرة( 7/49).

[10]مخطوطة في مكتبة كلية الآداب – جامعة بغداد: (رقم 975).

[11]إقبال الأعمال- ابن طاووس (ص586).

[12]الفخري (ص17)

[13]مقدمة بناء المقالة (ص18).

[14]إقبال الأعمال ( ص568).

[15]سفينة النجاة- عباس القمي: (1/568).

[16] أوائل المقالات في المذاهب والمختارات- محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد (ص51 -52) دار الكتاب الإسلامي - بيروت.

[17] حق اليقين في معرفة أصول الدين- عبدالله شبر (ص510) موسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت.

[18] الأنوار النعمانية- نعمة الله الجزائري (2/279)، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت – لبنان.

[19] المكاسب المحرمة - الخميني (1 / 251) الطبعة الثالثة 1410هـ، مطبعة إسماعيليان، قم.

[20] المكاسب المحرمة (1 / 251).

[21] المكاسب المحرمة (1 / 251).

[22] كتاب المكاسب- الأنصاري (1/ 319) الطبعة الأولى 1415هـ، مطبعة باقري، قم.

[23] الكافي- الكليني: (2/360 ).

[24] مسالك الأفهام (14/434).

[25] مجمع الفائدة (13/163).

[26] التحفة السنية (ص31).

[27] الحدائق الناضرة (18/164).

[28] مستند الشيعة (14/162).

[29] المكاسب (1/353).

[30] مصباح الفقاهة (1/281).

[31] الدر المنظور (2/148).

[32] مصباح المنهاج (ص359).

[33] فقه الصادق (14/296).

[34] مجمع البحرين (3/343)

[35] بحار الأنوار (72/235).

[36] مصباح الفقاهة (1/504).

[37] مصباح الفقاهة (1/505).

[38] فقه الصادق (14/345).

[39] نهج الانتصار (ص 152). وانظر: تنبيه الخواطر (2 / 162)، وسائل الشيعة (11 /508).

[40]البحار (66/486)، (75/394،399،423)، (79/172)، (80/267). والخصال (1/14). والمحاسن (ص259). الكافي (1/217)، (2/217). والوسائل (16/204،215 ).

[41]البحار (75/395) وكمال الدين (ص 346) ونور الثقلين (4/47) ومنتخب الأثر(ص220).

[42]البحار (75/396) ومعاني الأخبار (ص 162) والوسائل (16/207،219).

[43]البحار (75/397)، والمحاسن (ص412)، وجامع الأخبار(ص 257)، ورسائل الخميني (2/185).

[44]البحار (75/394-395)، والخصال(2/153) وعيون أخبار الرضا ( 2/124) والوسائل ( 15/49،50).

[45]البحار (75/395)، وأمالي الطوسي(ص 299).

[46]مشرق الشمسين- الشيخ بهاء الدين العاملي (273-274).

[47]مشرق الشمسين- الشيخ بهاء الدين العاملي (273-274).

[48]الاعتقادات (114).

[49]مرآة الأنوار (ص337 ).

[50]المكاسب المحرمة (2/162).

[51]الرسائل – للخميني (2/174 ).

[52]الرسائل ( 2/201 ).

[53]بداية المعارف الإلهية(ص430 ).

[54]أجوبة الشبهات(ص 159).



http://alsaha.fares.net/[email protected]@.3ba9ab4b

ناصر123 21-01-07 09:40 AM

تعقيبا على الأخ صخرة الخلاص والى كل من يعتقد بان خيانة الشيعة برغم كل الشواهد ليست امرا حقيقيا صرفا أقول وبالله التوفيق

خذوا مثلا علي ابن يقطين الخبيث العميل الخائن ولن آتي بمقال من بنات أفكاري بل سأنقل لكم بالرابط وبالنص ما يدور عن هذا الرجل وابغضه الله من رجل وتحت عنوان

علي ابن يقطين مؤمن بلاط هارون

وفي الرواية ان الامام الكاظم ضمن له الجنة وان لا تمسه النار ويرد هذا بشكل اوضح واوسع، علي بن يقطين كان وزيراً ايام الهادي العباسي وايام الرشيد،وزارته كانت من باب الاختراق، اختراق الكيان العباسي للعمل على محورين اولاً استلال المعلومات المهمة التي تخص المواجهة بين اهل البيت وبين خصومهم وانا انصح للرجوع لهذا الرابط لقراءة بقية النص : http://www.irib.ir/worldservice/arab...=607&cprog=511

وفي التعريف بابن يقطين يقول

كان علي بن يقطين من وزراء هارون الخليفة العباسي ، و من خيار الشيعة في المائة الثانية و من أتباع الإمام الكاظم ( عليه السَّلام ) . لكنه كان يخفي ذلك ، و كان الإمام قد سمح له بتصدي الوزارة حتى يخفف من وطأة الظلم عن المظلومين والأبرياء http://www.islam4u.com/almojib/10/0/10.0.3.htm

وفي موضع آخر يقول

إننا نستوحي من إبقاء الكاظم(ع) لعليّ بن يقطين في وظيفته في السلطة العباسيّة ضرورة التوفّر على اختيار بعض الشخصيّات الموثوقة التي تملك الكفاءة والأمانة الدينيّة للدخول في مراكز النفوذ الرسميّ في الدولة الظالمة أو المنحرفة، وذلك من أجل المصالح الإسلامية العليا على مستوى حماية الإسلام أو المسلمين أو التيارات الإسلامية الفاعلة، لأنَّ وجودها في هذه المواقع يحفظ الكثير من الأوضاع والمواقف ويحقّق الكثير من الإيجابيّات على أكثر من صعيد http://arabic.bayynat.org.lb/ahlalbe...im_sayyed6.htm

هذه فقط شواهد حاضرة من لتثبيت وتدعيم مقالة الاخ صخرة الخلاص ولكي يعلم من قرأ ويعي خطر هؤلاء الخونة وضرورة ابادتهم اتقاءا لشرورهم وخيانتهم null



http://alsaha.fares.net/[email protected]@.3ba9ab4b

ناصر123 21-01-07 09:44 AM

سانقل ما جاء في الروابط تدارك لحدوث خلل في الروابط في الرد رقم 2

الصادقين
موضوع البرنامج:
علي ابن يقطين مؤمن بلاط هارون
الخطيب:
السيد حسن الكشميري
التاريخ: 2006/02/25

--------------------------------------------------------------------------------

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
من رموز الصادقين العظام ومن اخلص اصدقاء الامام الكاظم(ع) واحد العاملين في مسار اهل البيت(ع) هو علي بن يقطين وعلي بن يقطين شخصية يدور احياناً حولها بعض السجال، طبعاً هناك كلمة تتردد على السنة البعض وتنسب الى الامام زين العابدين(ع) «ما حججت الا انا وناقتي وعلي بن يقطين» وهذا الحديث لا اصل له وهو غير صحيح اطلاقاً، الامام يضع الناقة الى جانبه ثم لدى تمشيط تاريخ اصحاب اهل البيت لم نجد هذا الاسم يتكرر في قاموس اصحاب اهل البيت العاملين مع اهل البيت، علي بن يقطين، شخصية واحدة وقلت الاسم لا يتكرر وعاصر علي بن يقطين الامام موسى بن جعفر(ع) طبعاً هو من اهل الكوفة تتلمذ في الكوفة ونشأ في مسجد الكوفة على الثقافة التي كانت آنذاك تملأ ربوع الدنيا والتي نشرها الامام الصادق(ع) وكان الرجل يعد بعد ذلك من رواة اخبار اهل البيت بأعتبار انه ثقة وجليل القدر عند اهل البيت وله منزلته الخاصة عند الامام الكاظم(ع) حتى انه مثلاً يقول داوود الرقي، هذا من اصحاب الامام الكاظم(ع) يقول: دخلت على ابي الحسن يعني الامام الكاظم يوم عيد الاضحى ‌فقال لي الامام وابتدأني بالحديث قائلاً: يا داوود ما خطر في قلبي وانا في الموقف يعني في الحج ما خطر في قلبي وانا في الموقف الا علي بن يقطين فانه مازال معي وما فارقني حتى افضيت.
وفي الرواية ان الامام الكاظم ضمن له الجنة وان لا تمسه النار ويرد هذا بشكل اوضح واوسع، علي بن يقطين كان وزيراً ايام الهادي العباسي وايام الرشيد، وزارته كانت من باب الاختراق، اختراق الكيان العباسي للعمل على محورين اولاً استلال المعلومات المهمة التي تخص المواجهة بين اهل البيت وبين خصومهم وتزويد الائمة بهذه المعلومات والمحور الثاني هو قضاء حوائج المؤمنين، قضاء حوائج الناس وكان سعيداً بهذا المنهج الذي انتهجه علي بن يقطين، مثلاً عندما حدثت واقعة الفخ والانتكاسة بعدها التي حصلت للجيش العلوي، جيش واقعة فخ وبعدما فشلت هذه الثورة كان موسى الهادي العباسي يتهدد ويتوعد الامام الكاظم حتى انه خطط للانتقال والسفر للمدينة ونبش البقيع ونبش قبور الائمة(ع) واستخراج رفاتهم وكان يهدد بقتل الامام الكاظم ويتهمه بأنه هو الذي كان من وراء هذه الحركة، فأرسل هذه المعلومات علي بن يقطين الى الامام الكاظم فوراً وفعلاً ‌الامام الكاظم(ع) كان يرتب عليها الاثر وكان الامام الكاظم يأتي الى زيارة قبر جده ويقرأ هذا الدعاء: «الهي كم من عدو شهر اليَّ سيف عداوته» المعروف بدعاء جوشن الصغير وكان الامام هناك يردد هذا الدعاء ويؤدي النوافل وبعدها بايام شهد الامام عكس ما كان عليه سابقاً، فلما سأل قال: رأيت رؤيا، هكذا مفادها: «ان الله انتقم لي من هذا» وفعلاً وصلت المعلومات بأنه قتل، قتلته امه في قضية طويلة، ايام الرشيد ايضاً كان وزيراً، علي بن يقطين وكان يراسل الامام الكاظم سراً والامام ايضاً يراسله حتى ان الامام مرة ارسل اليه رسولاً فلما جاء الرسول وتعرف عليه وجده يتوضأ كوضو، القوم فشك ان هذا ليس هو المقصود، ليس هو الذي بعث اليه الامام الكاظم رسالة، رجع بعد ذلك واخبر الامام الكاظم قال له الامام: انا امرته بذلك من اجل ان يبقى بعيداً‌ عن شكوك الاعداء.
فكان يسعى لقضاء حوائج الناس وقلت بأن الامام الكاظم كان دائماً يعطيه التعليمات مثلاً الامام الكاظم(ع) كان يؤكد عليه دائماً بهذه الكلمة: «اضمن لي واحدة وانا اضمن لك ثلاثاً، اضمن لي ان لا يأتيك موالاً‌ لنا الا اكرمته وقضيت حاجته، انظروا ايها الاخوة كيف تهتم تعليمات اهل البيت بقضاء حوائج الناس، اضمن لي واحدة واضمن لك ثلاثاً‌ اضمن لي ان لا يأتيك موال لنا الا اكرمته وقضيت حاجته وانا اضمن لك ما هي الثلاثة، ان لا يصيبك حر سيف يعني لا تقتل لا يسطو عليك ظالم، ان لا يصيبك حر سيف ولايظلك سقف سجن ولا تمسك نار جهنم، طبعاً هذا ضمان من الامام الكاظم(ع)».
وعلى وجه العجالة اذكر اجمالاً حادثة حدثت له وطبعاً هذه الحادثة ننتزع منها دليلاً على عظمة الامام الكاظم وعلى ‌اهمية امامته، كانت هناك بعض الوشايات والمعلومات تكتب الى ‌الرشيد بأن علي بن يقطين غير وفي وغير مخلص للعباسيين وانه يتواطئ سراً مع الامام الكاظم وان بعض الهدايا التي يقدمها له الخليفة العباسي يرفعها علي بن يقطين الى ‌الامام الكاظم، هذه المعلومات رفعت الى ‌الرشيد لكن الرشيد لم يرتب عليها اثراً لشدة احتياط علي بن يقطين ووعيه ونضوجه في ادارة هذه المهام فذكر المؤرخون هذه الحالة ان الرشيد اهدى علي بن يقطين دراعة، مدرعة نوع من اللباس الفاخر، استحسنها علي بن يقطين فارسلها الى الامام الكاظم(ع) الى المدينة ووصل الرسول بها الى الامام الكاظم فقدمها للامام ولكن الامام سرعان ما اعادها للرجل ورفض استلامها وقال اذهب بها وعد بها فوراً‌ الى‌ علي بن يقطين وعاد الرسول بها الى علي بن يقطين فلما استلمها علي بن يقطين بقي في حيرة وترديد وتأمل بأن هذا ليس من طبع الامام الكاظم وسبق ان ارسل هدايا للامام ولم يرفض استلامها الامام فلماذا هذه المرة يرفض استلام هذه الدراعة، بينما هو في هذا التأمل وفي تفسير هذه الحالة من الامام الكاظم واذا فوراً‌ يأتي رسول الرشيد وهو يأمره بالمثول بين يدي الخليفة العباسي، طبعاً الحالة كانت مفاجئة وفورية يقول الرواة دخل علي بن يقطين ووقف امام الرشيد واذا الرشيد يتوتر، في حالة تشنج وانفعال وهو يخاطب ما صنعت بهذه المدرعة قال: هي عندي فتعجب قال: هي عندك؟
قال: بلى، قال: اذهب واتني بها الآن وطبعاً هذا خلاف طبيعة الخليفة، الخليفة لما يهدي شيء لا يستعيد الهدية، ركض علي بن يقطين الى منزله وجاء بالمدرعة الى‌ الرشيد فما ان ابصر بها الرشيد هدأ غضبه وتحول واخذ يعتذر وطبعاً ‌يعتذر هذه كلمة لها معناها، يعتذر من وزيره بن يقطين واعاد اليه المدرعة وهو يقول خذها وكرم علي بن يقطين وخرج، فما ان خرج علي بن يقطين الا وبالخليفة يبعث خلف ذلك الواشي الذي رفع له تلك المعلومات فأنهال عليه سباً وشتما وتوبيخاً‌ وقال انهض عني فلا قيلت منك كلمة بعد هذا اليوم ابداً.
يقول علي بن يقطين هناك انكشف لي جانب آخر من عظمة الامام موسى ‌بن جعفر، انا لم اكن اعلم بأن الواشي رفع هذه المعلومات للرشيد بأن هديتك هذه المدرعة ارسلها علي بن يقطين الى ‌المدينة الى الامام الكاظم فكنت متحيراً في تفسير اعادة الامام هذه المدرعة ورفضه استلامها لما حدثت المواجهة بيني وبين الرشيد واراد احضارها علمت ان الامام الكاظم اعادها لهذا السبب وعلمت تفسير الامر فاستمر علي بن يقطين بهذه المهمة الى ان توفي ولحق في ركاب قوافل الشهداء والصديقين والصالحين فسلام عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******
===============

[10.0.3] سؤال : من هو علي بن يقطين ؟

جواب : هو أبو الحسن علي بن يقطين الكوفي البغدادي ، لم نعثر على تاريخ و مكان ولادته ، بيد أن وفاته كانت في سنة 182 هجرية ، حينما كان الامام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السَّلام ) في سجن هارون العباسي .

كان علي بن يقطين من وزراء هارون الخليفة العباسي ، و من خيار الشيعة في المائة الثانية و من أتباع الإمام الكاظم ( عليه السَّلام ) لكنه كان يخفي ذلك ، و كان الإمام قد سمح له بتصدي الوزارة حتى يخفف من وطأة الظلم عن المظلومين والأبرياء .

قال الإمام الكاظم ( عليه السَّلام ) لعلي بن يقطين : كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان .

قال عنه الشيخ الطوسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) : ثقة جليل القدر ، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن [1] ( عليه السَّلام ) ، عظيم المكان في الطائفة ، له كتب .

عَدَّه الشيخ المفيد ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) من ثقات أبي الحسن و خاصته .

و رَوى الكشي في مدحه روايات .

أما كتبه فمنها مسائله عن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) من الملاحم ، و منها مناظرة للشاك بحضرة الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) ، و منها مسائله عن أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السَّلام ) .

له أكثر من 187 رواية .



--------------------------------------------------------------------------------

[1] أي الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السَّلام ) ، سابع أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .

====================

الإمام الكاظم(ع) وتثقيف أصحابه برفض السلطة المنحرفة

في مواجهته(ع) للعباسيّين، كان يقوم بتثقيف أصحابه بالرفض الفكري للسلطة المنحرفة، انطلاقاً من عدم شرعيتها، ولكنه في الوقت نفسه كان يعمل على معالجة الموضوع بالحكمة والمرونة العمليّة، فنراه في بعض الحالات يرفض لبعض أصحابه العمل مع السلطة من حيث المبدأ ويوحي له بالترك المطلق، بينما يؤكّد على بعضهم البقاء في عملهم داخل السلطة، ويشترط عليهم الالتزام برعاية إخوانهم وتفضيلهم على أساس استحقاقهم لذلك، من خلال ظلم الآخرين لهم وإهمالهم لحقوقهم بسبب انتمائهم أو انتسابهم لأهل البيت(ع).

فمن الفريق الأول صفوان الجمّال، وذلك في ما رواه الكشي في "رجاله"، أي في كتابه، عن حمدويه قال: "حدّثني محمد بن إسماعيل الرازي قال: حدّثني الحسن بن علي بن فضال قال: حدّثني صفوان بن مهران الجمّال، قال: دخلت على أبي الحسن الأول الكاظم(ع) فقال: يا صفوان، كلُّ شي‏ءٍ منك حَسَنٌ جميل ما خلا شيئاً واحداً، قلت: جُعلت فداك أيّ شي‏ء؟ قال: إكراؤك جمَالَك من هذا الرجل ـ يعني هارون ـ قلت: والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ولا للهو، ولكني أكريته لهذا الطريق ـ يعني طريق مكّة ـ ولا أتولاه ولكنْ أبعثُ معه غلماني، فقال لي: يا صفوان، أيقع أكراك عليهم؟ قلت: نعم جُعلت فداك، فقال لي: أتحبُّ بقاءَهم حتى يخرج كراك؟ قلت: نعم، قال: فمن أحبَّ بقاءهم فهو منهم، ومَن كان منهم ورد النّار. فقال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك إلى هارون، فدعاني وقال: يا صفوان، بلغني أنَّك بعت جمالك، قلت: نعم، قال: لِمَ؟ قلت: أنا شيخٌ كبيرٌ وإنَّ الغلمان لا يفون بالأعمال، فقال: هيهات هيهات، إنّي لأعلم من أشار عليك بهذا، أَشَارَكَ موسى بن جعفر، فقلت: ما لي ولموسى بن جعفر، فقال: دعْ عنك هذا، فوالله لولا صحبتُك لقتلتك"(38).

إنَّنا نلاحظ في هذه الرواية أنَّ الإمام كان حاسماً مع صفوان في ترك عمله، من خلال الإيحاء بأنَّ القضيّة ليست قضيّة العمل في ذاته في شرعيته الذاتية ليدور الحديث حول خصوصيته، وأنَّه ليس للصيد أو للهو أو نحو ذلك، مما كان يتعارف من سفر الخلفاء لأجله، ولهدف الترفيه عن أنفسهم والتسلية، بل هو لحجِّ بيت الله الحرام، بل القضيّة قضيّة الحالة النفسيّة التي قد يعيشها (صفوان) في الرغبة في بقائهم حتى تخرج إليه أجرتُه، ما قد يعني بعض التعاطف مع أوضاعهم العامة بشكل غير مباشر، في ما تشتمل عليه هذه الأوضاع من الظلم والعدوان وارتكاب المحرّمات.. وربما يمتدُّ الأمر إلى أبعد من ذلك في الاقتراب النفسيّ بفعل المصالح المتبادلة التي تدفع الإنسان إلى الانفتاح على الظَلَمة الذين يتعامل معهم بشكل منفتح من دون أيِّ تحفّظ، فيؤثّر ذلك على الموقف كلِّه.

وإذا عرفنا أنَّ عمل صفوان لا يتصل بالقضايا العامة للمسلمين والشيعة بالخصوص، فلن يكون هناك ضررٌ من خروجه ومن عمله لهم، بينما يتأكّد الموقف الحركيّ في الأجواء العامة للحركة الإماميّة في اختزان الرفض السلبيّ للواقع كلِّه لهؤلاء.. وربما لا يمثّل هذا الموقف قاعدة لأمثال هذه الحالة، بل لا بدَّ من دراسة الظروف الموضوعيّة المحيطة بكلِّ حالة للتعرّف على النتائج السلبيّة أو الإيجابيّة المتصلة بها لتحديد الحكم الشرعي على أساس ذلك، لا سيما إذا عرفنا أنَّ المسألة هي التعاطف مع هؤلاء وأمثالهم بالرغبة في بقائهم، مما قد يكون بعض الناس في عصمةٍ ذاتية ومناعة روحيّة ضدَّ ذلك.

ومن الفريق الثاني: عليّ بن يقطين، وهو أيضاً من أصحاب الكاظم(ع)، فقد ورد في رجال الكشي "عن محمد بن إسماعيل عن إسماعيل بن مراد عن بعض أصحابنا، أنَّه لما قَدِم أبو إبراهيم ـ وهو لقب الإمام(ع) العراق، قال عليّ بن يقطين: أما ترى حالي وما أنا فيه، فقال: "يا عليّ، إنَّ لله تعالى أولياء مع أولياء الظَلَمة ليدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا عليّ"(39). ومما تجدر الإشارة إليه، أنَّ عليّ بن يقطين كان يعمل وزيراً لهارون الرشيد.

وقد جاء في قرب الإسناد عن محمد بن عيسى عن عليِّ بن يقطين أو عن زيد عن علي بن يقطين، أنَّه كتب إلى أبي الحسن موسى(ع): "أنَّ قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان، فإن أذنت لي ـ جعلني الله فداك ـ هربت منه، فرجع الجواب: لا آذن لك بالخروج من عملهم واتّقِ الله"(40).

وقد جاء في الكافي عن محمد بن يحيى عمّن ذكره عن عليّ بن أسباط عن إبراهيم بن أبي محمود عن عليّ بن يقطين، قال: قلت لأبي الحسن(ع): ما تقول في أعمال هؤلاء؟ قال: "إن كنت فاعلاً فاتّق أموال الشيعة. قال: فأخبرني عليّ بن يقطين أنَّه كان يجبيها من الشيعة علانيةً ويردُّها عليهم في السرّ"(41).

فقد نلاحظ أنَّ عليّ بن يقطين كان يمثّل مركز قوّةٍ في مركز الخلافة، وكان الإمام الكاظم(ع) يرى فيه ضمانةً كبيرة لدفع الظلم عن أولياء الله، وعن حماية أموالهم وأنفسهم.. ما يجعل وجوده ضروريّاً على مستوى حماية الحركة الإسلامية الإماميّة في أتباعها ومواقعها، ولذلك لم يرضَ له الإمام بالاستقالة، بل فرض عليه البقاء بالشروط الشرعيّة التي تتمثّل في السير في هذا الخطّ.

وقد نقلت كتب سيرة الإمام الكاظم(ع) أنَّه كان يتعهّد علياً بالرعاية له في عمله حتى لا يقع في مكيدة الذين يدبّرون له المكائد للإيقاع به عند الرشيد، وكان من وصاياه له: "فإنَّ لنا بك أنساً، ولإخوانك بك عزّاً، وعسى أن يجبر الله بك كسراً، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه.. يا عليّ، كفارة أعمالكم الإحسانُ إلى إخوانكم، اضمن لي واحدةً وأضمن لك ثلاثاً، اضمن لي ألا تلقى أحداً من أوليائنا إلاَّ قضيت حاجته وأكرمته، وأضمن لك ألاَّ يظلّك سقف سجن أبداً، ولا ينالك حدُّ سيف أبداً، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً.. يا عليّ، مَن سرَّ مؤمناً فبالله بدأ، وبالنبيِّ(ص) ثنّى، وبنا ثلّث"(42).

ويروي المفيد في الإرشاد عن ابن سنان قال: "حمل الرشيد في بعض الأيام إلى عليِّ بن يقطين ثياباً أكرمه بها، وكان في جملتها دُرّاعةُ خزٍّ سوداءُ من لباس الملوك مُثقلة بالذهب، فأنفذَ علي بن يقطين جُلَّ تلك الثياب إلى موسى بن جعفر، وأنفذ في جملتها تلك الدُّرّاعة، وأضاف إليها مالاً كان عنده على رسمٍ له في ما يحمله إليه من خُمس ماله.. فلما وصل ذلك إلى أبي الحسن(ع) قَبِلَ المالَ والثياب، وردَّ الدُّرّاعة على يد الرسول إلى عليِّ بن يقطين ، وكتب إليه: "احتفظ بها ولا تُخرجها عن يدك، فسيكون لكَ بها شأنٌ تحتاج إليها معه"، فارتاب علي بن يقطين بردِّها عليه، ولم يدر ما سببُ ذلك، واحتفظ بالدُّرّاعة. فلما كان بعد أيام، تغيّر علي بن يقطين على غلامٍ كان يختصُّ به، فصرفه عن خدمته، وكان الغلام يعرف ميلَ عليِّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى(ع)، ويقف على ما يحمله إليه في كلِّ وقتٍ من مالٍ وثياب وألطاف وغير ذلك، فسعى به إلى الرشيد فقال: إنَّه يقول بإمامة موسى بن جعفر، ويحمل إليه خُمْسَ ماله في كلِّ سنة، وقد حمل إليه الدُّرّاعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا وكذا. فاستشاط الرشيد لذلك وغضب غضباً شديداً، وقال: لأكشفنَّ عن هذه الحال، فإن كان الأمر صحيحاً كما تقول أزهقتُ نفسه.

وأنفذ في الوقت بإحضار عليِّ بن يقطين، فلما مَثُلَ بين يديه قال له: ما فعلتِ الدُّرّاعةُ التي كسوتُك بها؟ قال: هي يا أمير المؤمنين عندي في سَفَطٍ مختومٍ فيه طيبٌ قد احتفظت بها، قلَّما أصبحت إلاَّ وفتحتُ السَفَطَ ونظرتُ إليها تبرّكاً بها وقبّلتُها ورددتُها إلى موضعها، وكلما أمسيتُ صنعتُ بها مثل ذلك.

قال: أحضرها الساعة، قال: نعم يا أمير المؤمنين. واستدعى بعض خدمه فقال له: إمضِ إلى البيت الفلانيّ من داري فخذ مفتاحه من خزانتي وافتحه، ثم افتح الصندوق الفلانيّ فجئني بالسَفَط الذي فيه بختمه، فلم يلبث الغلام أن جاء بالسَفَط مختوماً، فوُضِع بين يدي الرشيد، فأمر بكسر ختمه وفتحه.. فلما فُتِح نظر إلى الدُّرّاعة فيه بحالها، مطويّة مدفونة في الطيب، فسكن الرشيد من غضبه، ثم قال لعليِّ بن يقطين: اردُدها إلى مكانها وانصرف راشداً، فلن أصدّق عليك بعدها ساعياً"(43).

إننا نستوحي من إبقاء الكاظم(ع) لعليّ بن يقطين في وظيفته في السلطة العباسيّة ضرورة التوفّر على اختيار بعض الشخصيّات الموثوقة التي تملك الكفاءة والأمانة الدينيّة للدخول في مراكز النفوذ الرسميّ في الدولة الظالمة أو المنحرفة، وذلك من أجل المصالح الإسلامية العليا على مستوى حماية الإسلام أو المسلمين أو التيارات الإسلامية الفاعلة، لأنَّ وجودها في هذه المواقع يحفظ الكثير من الأوضاع والمواقف ويحقّق الكثير من الإيجابيّات على أكثر من صعيد.

ومن الفريق الثالث: زياد بن أبي سلمة، فقد جاء في كتاب الكافي في ما رواه الحسين بن الحسن الهاشميّ عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن خالد عن زياد بن أبي سلمة قال: دخلت على أبي الحسن موسى(ع) فقال لي: "يا زياد، إنَّك لتعمل عمل السلطان، قال: قلت: أجل، قال لي: يا زياد، لئن أسقط من حالق( * ) فأنقطع قطعة قطعة، أحبُّ إليَّ من أن أتولّى لأحدٍ منهم عملاً أو أطأ بساط رجلٍ منهم، إلاَّ لماذا؟ قلت: لا أدري جُعلت فداك، قال: إلاَّ لتفريج كربة مؤمنٍ أو فكّ أسره أو قضاء دينه. يا زياد، إنَّ أهون ما يصنع الله بمن تولّى لهم عملاً أن يُضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله من حساب الخلائق. يا زياد، فإن وُلّيتَ شيئاً من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك، فواحدة بواحدة والله من وراء ذلك. يا زياد، وأيّما رجل منكم تولّى لأحدٍ منهم عملاً ثمّ ساوى بينكم وبينهم، فقولوا له أنت منتحلٌ كذّاب. يا زياد إذا ذكرت قدرتك على الناس فاذكر مقدرة الله عليك غداً ونفاد ما أتيت إليهم عنهم وبقاء ما أتيت إليهم عليك"(44).

ونلاحظ في هذه الرواية أنَّ العمل عند السلطان الجائر في كلام الإمام(ع) يمثّل خطيئة كبيرة، تتعدّى خطورة الهلاك الجسديّ في نتائجها السلبيّة على الإنسان في مسؤوليته أمام الله، لأنَّها تمثّل لوناً من ألوان الدعم العمليّ للسلطان الجائر في التفاف الناس حوله وتقوية سلطته وتنظيم أموره في حكمه وتثبيت قواعد ملكه، الأمر الذي يسي‏ء إلى سلامة الخطِّ المستقيم في الشريعة، وإلى اهتزاز العدل في الحكم في حياة الناس..

حدود الرخصة للعمل مع السلطة الجائرة

ولكنَّ هذا الموقف السلبيّ من الحكم الجائر لا يبقى في دائرته السلبيّة إذا كانت هناك قضايا مهمّة تتصل بحلِّ مشاكل المؤمنين من خلالهم، فيما لا يمكن فيها الحلّ إلاّ من هذا الطريق، وذلك في النطاق المرحليّ المحدود الذي لا يحمل أيّة إمكانية لعمليّة التغيير، كما هو الحال في المرحلة التي كان الإمام الكاظم(ع) يعيش فيها أو في المراحل المماثلة لها.. فإنَّ من الواضح أنَّ السلبيّة المطلقة قد تعطّل الكثير من مصالح المؤمنين المستضعفين، وتتحوّل إلى مشكلة معقّدةٍ كبيرة، لا سيما إذا كانت الظروف الموضوعيّة لا تسمح بسقوط هذا الحكم على مستوى المراحل المنظورة، وفي الوقت الذي يسيطر فيه على مقدّرات الواقع الحياتيّ كله، ما يستوجب الحَرَج الشديد عليهم، وهو منفيّ في الشريعة في قوله تعالى: {وما جَعَلَ عليكم في الّدين من حَرَج}[الحج: 78].

وهذا هو الذي يجعلنا نستوحي سعةَ مجال الرخصة للعمل مع السلطة الجائرة، وإيجاد العلاقات معها من أجل القضايا العامة المتصلة بحياة المؤمنين المستضعفين أو القضايا الخاصة المرتبطة ببعضهم، والتي ترقى إلى مستوى الأهميّة في حياتهم.

ولعلَّ من الطبيعي ألاَّ تتحوّل العلاقة إلى حالة استسلام للحكم وإقرار له بحيث تحقّق له الشرعيّة العامة في نظر المسلمين، لا سيما إذا كانت العلاقة من قِبَل الأشخاص الذين ترتبط الشرعية الفقهيّة بأقوالهم وأفعالهم.. وعلى هذا، فلا بدَّ لهم في الحالات الطارئة أو في الخطوط العامة من تثقيف الأمة بالواقع غير الشرعيّ للسلطة، وتثقيفهم أيضاً بالدوائر الشرعيّة التي تتحرّك فيها الرخصة في ما تحمله من العناوين الثانوية، أو في ما تختزنه من المصالح العامة التي ترقى إلى درجة الأهميّة المزاحمة للمفاسد الأقلّ أهميّة، حيث تجمّد الحكم الشرعي بالمنع إلى وقت ما..

وقد نحتاج إلى تسجيل ملاحظة مهمّة في الجوِّ العام لمثلِ هذه القضيّة، وهي ضرورة اعتماد الدقّة والحذر في عملية توعية الأمة بالجانب السلبيّ المتمثّل في علاقة الناس بالحكم الجائر، سواء كان ذلك في لقاءات علماء الدين بهم، أو علاقاتهم بعلماء الدين، أو في لقاءات الفعاليات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الأخرى، أو في إقامة العلاقات بينهم وبين بعض التيّارات الإسلامية السياسيّة، لأنَّه قد ينطلق الكثيرون في الوقوف ضدّ ذلك بشكل قويٍّ ضاغط، من خلال المفاهيم العامة الرافضة للظلم ورموزه، أو المضادّة للكفر ومواقعه، لترمي الذين يقيمون تلك العلاقات بالانحراف والخيانة، من دون التفات إلى الظروف الموضوعية المحيطة بالموقف، أو إلى المصالح الإسلامية العليا المترتبة على ذلك، ما قد يؤدي إلى انكماش الحركة الإسلامية في مواقعها الضيّقة، لأنَّها تخشى من الاتهامات الحادّة التي قد تُوجّه إليها إذا تحرّكت في خطِّ الانفتاح السياسيّ على الآخرين، كما قد يؤدي إلى العزلة والشلل في النشاط القياديّ على مستوى القضايا العامة المرتبطة بأكثر من محور دوليّ أو إقليميّ من القوى التي تختلف عن الإسلام في خطوطه ومفاهيمه العامة، ولكنها تلتقي ببعض مواقعه وتتحرّك في الخطّ المرحليّ نحو أهدافه، أو ترتبط ببعض القضايا الحيويّة في حاجاته ومصالحه، وتلك هي خطورة إعطاء العناوين العامة للمفاهيم الإسلاميّة من دون تحديد الخطوط التفصيليّة الفاصلة بين الرخصة والمنع، حيث يتحوّل ذلك إلى ذهنيّة عامة قد يقفز فيها النقد إلى بعض المواقع التي لا يجوز للنقد أن يقترب منها، باعتبار أنَّها تمثّل مصدر الشرعيّة للخطِّ وللموقع.. فإذا كنا نثقّف الأمة على أنَّ الاقتراب من مواقع السلطة الجائرة، أو إيجاد بعض العلاقات معها يمثِّل انحرافاً عن خطِّ الاستقامة في رفض الخطِّ الجائر في الحكم، بعيداً عن ملاحظة كلِّ الظروف الموضوعية المحيطة بالموقف، فكيف يمكن أن نفسِّر سلوك الأئمة(ع) في ذلك، ما يوجب وقوع الذهنيّة العامة في حيرة، وهل يكفي في ذلك الحديث عن التقيّة كعنصر وحيدٍ للرخصة، في الوقت الذي قد لا نجد فيه للتقيّة موضعاً في بعض المواقف؟!

إننا ندعو إلى تقديم الاستثناءات إلى جانب القاعدة والخطوط الصغيرة في دائرة الخطوط الكبيرة، حتى تتحرّك ثقافة الأمة في مسألة القِيَم الروحيّة والأخلاقية والسياسيّة في الخطِّ الإسلاميّ الواقعي الذي لا ينطلق من فرضيّة اعتبار القيمة الإسلامية حركة مثالية في المطلق، بل ينطلق من اعتبارها حركة واقعية في واقع المصلحة الإنسانية العليا في حدودها الطبيعيّة المتوازنة، انطلاقاً من حركة المفهوم من النصّ، ومن السيرة الشريفة للنبيِّ(ص) وللأئمة من أهل البيت(ع).


المصادر:

(38)رجال الكشي، ص:273ـ374.

(39)رجال الكشي، ص:367.

(40)قرب الإسناد، ص:170.

(41)الكافي، ج:5، ص:110.

(42)بحار الأنوار، ج:48، ص:137.

(43)الإرشاد، ص:225ـ216.

( * ) الحالق:المكان المرتفع.

(44)الكافي، ج:5، ص:109.

ناصر123 21-01-07 09:48 AM

الاخ المغاوير كتب هذا التعليق

=======



أخي الفاضل / صخرة الخلاص ...

بارك الله فيك ونفع بك ..

إن قوماً يكفرون أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يستغرب منهم أضعاف ما ذكرت ... ولكننا نعيش حالة من حالات العجز ... ولا أقول عجز الثقات !! وإن قوماً تجرأوا على تحريف كتاب الله لا يعجزهم أن يحرفوا التاريخ ... ويكذبوا على جعفر الصادق رحمه الله وينسبوا إليه كل رواياتهم الكاذبة فقد روى الكليني في الكافي ( عن أبي عبد الله – جعفر الصادق – في قوله تعالى : {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم } قال : يعني أمير المؤمنين . { وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان } قال : هم الأول والثاني والثالث )[ الكافي :1/426 ]

ولكن مما يؤسف له أن بعض مشايخنا يقفون موقفاً مذبذباً من هؤلاء الأنجاس ..

فإذا تكلم غيور أيام الدعة في الرافضة قالوا : هذا تهييج وتفريق لصف المسلمين ...

وعندما تكلم اليوم وقد انكشفت الأمور قالوا : هذا تكريس للطائفية والمستفيد الوحيد هو الأمريكان ...

فالله المستعان !!

ناصر123 21-01-07 10:00 AM

مشاركات اعضاء الساحات
===============

يروي الشيعة عن الصادق ( عليكم بالتقية فأنه ليس منا من لم يجعله شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره ) آمالي الطوسي

للمزيد عن التقية من موقع فيصل نور

http://www.fnoor.com/mybooks/taqia01.htm


لله درك ما أصدقك

والله لقد أصبت كبد الحقيقة وهذا توفيق من الله

وابن العلقمي اليوم الصفار

وحسان أبو حليقة " وزير المستقبل " الطائفي صاحب رسالة الدفاع عن السستاني والذي كلماعمل بمكان زرع فيه الروافض بكل زاوية

الواجب علينا جميعا الترويج لهذه الحقيقة في كل مكان وطرحها بكل محفل بطرق متنوعة

فالفرصة مازالت ممكنة

ناصر123 21-01-07 10:03 AM

الإلحاد الخميني في أرض الحرمين

تأليف : مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

الطبعة الثانية

لتحميل نسخة من الكتاب

http://old.muqbel.net/books/book07.zip

--



الشيعة خنجر مسموم فى ظهر أمة الأسلام


للمشاهدة من موقع -GOOGEL

http://video.google.com/videoplay?do...85587&q=الشيعة

الآلوسي 22-01-07 12:28 AM

مقال رائع كعادة الأستاذ الكبير الفاضل/ صخرة الخلاص

ناصر123 22-03-07 03:10 AM

الاخ الألوسي شكرا على المرور


الساعة الآن 10:52 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "