شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   فتنة موت النبي صلى الله عليه وسلم وموقف الصديق رضي الله عنه (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=81166)

مفوز المبارك 13-05-09 09:27 PM

فتنة موت النبي صلى الله عليه وسلم وموقف الصديق رضي الله عنه
 


فتنة موت النبي صلى الله عليه وسلم..

وموقف الصديق رضي الله عنه .






د . راغب السرجاني

وبينما هم كذلك إذ جاء الصديق الجبل أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه خيرًا كثيرًا عما قدمه لأمة الإسلام، جاء الصديق من السنح (منطقة خارج المدينة) بعد أن وصله النبأ هناك، وإن تخيل أحدنا أن صحابيًا سوف يموت حزنًا، وهمًا، وكمدًا لفراق الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا شك أننا جميعًا سنقول إنه الصديق رضي الله عنه، أشد الخلق حبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرب الرجال إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا شك قد يخطر ببال الناظر للأحداث أن الصديق سيفعل أكثر مما فعل عمر بن الخطاب مثلًا، لكن سبحان الله، إنه الصديق أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه، أقبل أبو بكر على فرسه من مسكنه بالسنح، ونزل عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكلم الناس، ودخل المسجد، ومنه دخل إلى بيت عائشة حيث مات رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجرها، فتوجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مغطى بثوب، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه، فقبله وبكى، عبرات لا بد منها، نزلت ساخنة حارة على وجنتي الصديق رضي الله عنه، حبيب عمره، ودرة قلبه، وقرة عينه، ثم قال الصديق وقلبه ينفطر:

بأبي أنت وأمي، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك، فقد متها.

ثم خرج في ثبات عجيب يليق بخير الأمة بعد نبيها، ويليق بأول من سيدخل الجنة من أمة المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف يجزع ويخرج عن المنهج، وهو الصديق؟ خرج الصديق رضي الله عنه، فوجد عمر في ثورته يتكلم مع الناس، والناس يلتفون حوله يتمنون أن لو كان كلامه حقًا، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيعود ثانية كما يقول، قال الصديق في ثبات ورباطة جأش عجيبة:

اجلس يا عمر.

لكن عمر قد أذهلته المصيبة عن السماع، فلم يجلس، وظل على حاله، لكن الناس وجدوا وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم الأول أبا بكر، فتركوا عمر والتفوا حول الصديق ينتظرون ما يقول، قال أبو بكر الصديق في فهم عميق وحكمة بالغة:

أما بعد، من كان منكم يعبد محمدًا صلى الله عليه وسلم، فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت.

وفي براعة ولباقة وتوفيق قرأ الآية الكريمة:

[وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ]

{آل عمران:144} .

الصديق رجل عجيب يعيش مع القرآن في كل حركة، وفي كل سكنة، ما أروع الاختيار، وما أبلغ الأثر الذي أحدثته الآية الربانية في قلوب الصحابة، يقول ابن عباس رضي الله عنهما:

والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها الناس كلهم، فما أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها.

أفاق الناس وبدءوا في البكاء الشديد، كانت الآية سلوى للمؤمنين، وتعزية للصابرين، وجزاء للشاكرين، ووصلت الآية إلى أسماع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول عمر رضي الله عنه:

والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فَعَقِرْت

(عَقِرَ: إِذا بقي مكانه لا

يتقدم ولا يتأَخر فزعا أَو أَسَفا أَو خجلا)


حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض، حين سمعته تلاها علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات.

إنا لله وإنا إليه راجعون، وثَبّت الله الأمة بثبات الصديق رضي الله عنه وأرضاه، واحدة من أعظم حسناته رضي الله عنه، وما أكثر حسناته.

وفتنة موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وفراقه إلى يوم القيامة فتنة عظيمة، ومصيبة .

عادل 1400 13-05-09 10:25 PM

جزاك الله خيرا اخي

أسد آل البيت 14-05-09 12:41 AM

بارك الله فيكم وفي الدكتور السرجاني

ورضي الله عن الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وحديث : "إن أول من يدخل من الأمة الجنة أبو بكر" ضعفه الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة :

1745 - " أتاني جبريل ، فأخذ بيدي ، فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ! وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه ، فقال : أما إنك يا أبا بكر ! أول من يدخل الجنة من أمتي " . ضعيف .

أخرجه أبو داود ( 2 / 265 ) وابن شاهين في " السنة " ( رقم 21 - نسختي ) والحاكم ( 3 / 73 ) من طريق أبي خالد الدالاني عن أبي خالد مولى آل جعدة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره ، وقال : " صحيح على شرط الشيخين " ! ووافقه الذهبي ! كذا قالا ، وذلك من أوهامهما ، فإن الدالاني هذا وشيخه لم يخرج لهما الشيخان شيئا ، ثم الأول منهما ضعيف ، أورده الذهبي في " الضعفاء " ، وقال : " قال أحمد : لا بأس به . وقال ابن حبان : فاحش الوهم ، لا يجوز الاحتجاج به " .
وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطيء كثيرا ، وكان يدلس " . والآخر منهما مجهول ، كما قال الحافظ ، بل قال الذهبي نفسه : " لا يعرف " . لكن وقع في " المستدرك " : " عن أبي حازم " ، فلا أدري أهكذا وقعت الرواية للحاكم ، فكان ذلك من دواعي ذلك الخطأ ، أم هو تصحيف من الناسخ أوالطابع ؟! والله أعلم .ا.هـ

هذا والصديق رضي الله عنه ـ كما تواتر عن علي ـ خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم وأكملها إيماناً وعلماً.


الساعة الآن 08:16 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "