معذرة إلى ربكم، ونصحاً لأحبابنا في الدولة - وقفات مع علماء اهل السنة في لبنان
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين وبعد:فإن الدين النصيحة كما في حديث تميم الداري في مسلم ، فمن كتم علماً أو نصحاً للأمة فما برئت ذمته والله،وإن الله كرم هذه الأمة فلم يحصرها في شخص ولا في حزب ولا جماعة بل جعلهم وسماهم المسلمين ، ومن أراد سرقة الأمة بقضها وقضيضها فليس هذا والله في طاقته ولا طاقة من قبله ولا من بعده فليهون على نفسه ، ولا شك أن الأمة تعيش حالة استثناءية في جميع نواحيها في العلم والدعوة والسياسة والجهاد وضروفه وواقعه الذي فرض عليه وتكيف به ، وإن المتابع لساحات الجهاد يعلم ضخامة الكيد الكُبار الذي تكيده دول الكفر وأحلافها لهذه الشعيرة وما يقابله من سذاجة بعض المسلمين والعاملين ، وإن من أعظم المخاطر التي تكتنف جهاد اليوم ،هذه القطيعة التي وقعت من بعض فصائل الجهاد وبين سواد الأمة من عامتها وخاصتها حتى مع محبيهم ، وهذا يعود لعدة أسباب:فمنها شح العلم والعلماء في مواضع الجهاد والثغور ، وهذا يتحمل كثيراً منه العلماء وطلاب العلم خصوصاً في بداياته ، وهذا أنتج تصدير بعض المجاهدين لشباب أغرار ليقودوا المسيرة العلمية للمجاهدين مما أنتج التسطيح لمسائل كبار وخطيرة على الأمة وعلى الجهاد ، وهذا تقصير تتحمله الأمة كاملة خاصتها وعامتهاوقد رأيت سلوكاً غريباً في بعض الجماعات جهادية وغير جهادية يوحي بمرض عضال في صفوف التحزب ، وهو المبالغة في وصف الشخصيات العلمية التي تتبع لجماعته فيلبسونها ألقاباً ضخمة جداً فوق حقيقتهم بمراحلوربما يسمعها ويهز رأسه شبه المقر ، بل ربما يختلقون له الغرائب في الحفظ والقراءة لا يشك من شم العلم في كذب هذه الأخبار السامجةوأكثرها من شباب لا يعرفون حقيقة العلم ، فلا تسأل عن حفظ الكتب الستة والسبعة والعشرة وبالأسانيد والأبواب وووووفلما تجالس أو تسمع لأحدهم فإذا الخُبر يكذب الخبر فمغرور من غروه ، فأصبح هؤﻻء الشباب حكماً على الأمة بعلماءها ودعاتها ومفكريها وحتى مجاهديها الذين لا ينتسبون لجماعته المقربة فعم الخطب وطم وقل الناصح لهم ، وأصبح كل من يناصحهم عفواً عن المخالف لهم محلاً للتهم والتخوين والعمالة وعداوة المجاهدين ، وإن كان هو مجاهداً كذلك ، فلا جهاد إلا بهم ، حتى صار بعض مشاهيرهم يكتب بعدة معرفات ،بأسماء مجهولة حتى يفري في أعراض المخالفين له في معرفه الصريح ،ببغي وجور وظلم بل وكذب أحياناً، وقد بقيت زمناً لا أنتقد أحداً المجاهدين علانية ، حفظاً لحرمتهم وحباً لردم الفجوة بين العاملين ، حتى تفاقم الأمر واتسع الخرق على الراقع ، وأخص بكلامي اليوم الإخوة الفضلاء في دولة العراق والشام ، فقد دافعت عن أعراضهم ورددت على من تطاول عليهم أو خوّنهم أو رماهم بتهمة ، فيذكر الإخوة ردي على الدمشقية وعلى الغنامي وعلى الزيد وعلى غيرهم في أكثر من موقف ولا زلت أبرأ إلى الله مما قالوه في الإخوة في الدولة ، بل رددت حتى على الشيخ المجاهد الباذل شافي العجمي ، وعلى من جرم فعل أبي وهيب ، وكلما تبين لي خطأ من الدولة ، ناصحتهم سراً ولم اظهر ما يشينهم ، حتى رأيت أنهم لا يصغون لناصح ليتاً ولا يعتبرون بقول غيور على جهادهم وجهاد إخوانهم ، وتبين لي من ردهم للحق ما أوجب اظهار النصيحة ، وتأذت الفصائل الجهادية الأخرى من كثرة التبريرات من بعض طلبة العلم لكل تجاوز يصدر من الدولة ، ولقد شعرت والله بالظلم لهم من هذا الصمت ، وإني الخص ما أريد ذكره وبيانه للإخوان في عدة نقاط (معذرة إلى ربكم) نصحاً للإخوة في الدولة وحباً لهم وغيرة على جهادهم ودينهم وعلاقتهم بالأمة:أولاً: لقد كنت اكذب من يقول أن بعضهم أصحاب تكفير وغلو فيه ، وقلت : إن كتّاب تويتر مجاهيل لا عبرة بهم ولا يمثلونهم حتى نسمع منهم ، لكني صدمت حين سمعت كلمة الشيخ المجاهد أبي محمد العدناني (السلمية دين من) فهالني تكفيره بالجملة ومخالفة الكتاب والسنة ، في إنكاره للجهاد السلمي في ظروفه الخاصة كما في مصر،فإذا كان هذا خطاب المتحدث الرسمي فكيف بغيره!؟ فهل هذا ليس غلواً في التكفير!؟وقد أعددت رداً عليه في تلك المسألة حتى يعلم أن السلمية دين الأنبياء وأتباعهم في غالبية أحوالهم ، إذا لم يمكنهم غيرها كما هو حال غالبهم وفق قاعدة المصالح والمفاسد الشرعية التي أصبح بعضهم يتهكم بها ويستخف بتقريرها وكأنها ليست من الدين،بل كأنها من قواعد القوانين الوضعية ، فلما رأيت رد أبي محمد المقدسي عليه سرني واكتفيت به إلى حين ،ولم أره أيد العدناني فيها إلا أغرار الشباب ،بلا علم ولا حكمة ولا نظر للأمة ، ثم سمعت خطبة للشيخ المجاهد عثمان آل نازح ، عن الولاء والبراء فلم تكن أحسن حالاً من كلمة العدناني ، ففيها ما في الكلمة وزيادة ، ثم تبين لي معرفات بعض الإخوة حفظهم الله في الدولة ورأيت فيها ما يحز القلب ويدميه ، من سب وشتم وتهم وتخوين لكل من خالفهم ولو كان في الصف ، وليسوا من عامة الجند بل بعضهم من الشرعيين في الدولةفهل بمثلهم تقوم دولة الخلافة كما يزعمون ويتمناه الناس!؟ اللهم ألهمهم رشدهم وقهم الشر ، ولا تكابر أخي المتعاطف مع الدولة فليس هذا محل للمزايدة وقد أخذت عهداً على نفسي بالنصح لغيري وقبوله على نفسي ، فكتم الحق منكر ، مع حبي والله لهم ، ولست أولى بالمجاهدين من كل محب لهم ،لكن الحق أحق أن يتبع ،ولم نكتب علانية إلا بعد أن تعذر التجاوب سراً ، وتضرر من لحقه ضررهم من السكوت ، ومن ينكر إسراف الدولة في التكفير فهو يكابر الحقيقة أو هو على قولهم ، ولا يغني عنهم قولهم نحن لا نكفر عموم الناس ، فهو زعم يكذبه الواقع ، فهم لا يصرحون بتكفير الناس بعامة لكنهم يكفرونهم بعدة مسميات ، وتأويلات تصل في النهاية إلى تكفير بالجملة ، وهذه كارثة على الجهاد وأهله ، وإذا علمت أن غالبية الكوادر العلمية في الدولة شباباً في العشرينات ، لم يُحكموا في أغلبهم أبواب العقيدة عفواً عن بقية العلوم ، ثم يهولك المسميات والأحكام التي يتقحمونها ، وهذا يعود سببه إلى المشكلة الثانية في الدولة وبها نتجت كثير من المشاكل لديهم خصوصاً وهم الرأس.ثانياً : القطيعة التي فرضها التنظيم من سواد الأمة وعلماء الإسلام إلا من كان مفصلاً على هواهم ، وهذا شيئ معروف للأسف ، فولوا بأنفسهم عن الأمة ، ولا أقصد علماء السلاطين ، وإنما العلماء الذين عُرفوا بالعلم والدين والغيرة والحب للجهاد والمجاهدين ، فينسفون الرجل لأبسط الأسباب ، وألصقوا ببعضهم تهماً وأسماء لتنفير الشباب عنهم ، حتى اتهموا الشيخ الفاضل ناصر العمر أنه مؤسس الصحوات وداعمها ، وبعضهم كفره بذلك ، ولما جلست مع بعضهم في عدة مجالس ، لم يستطع أحد منهم إثبات هذه التهمة الخطيرة على الشيخ ، بل كلهم يعترف أنه لا يستطيع اقناعي بذلك ، فمثل هذه التصرفات الشبابية مع العلماء والدعاة والمفاصلة التي تتبناها الدولة ورموزها قطعوا التواصل مع جمهور العلماء والناصحين ، فلا يعتبر إلا من يوافقهم في الصغير والكبير ، حتى في أمور اجتهادية،تحتمل الخلاف ، ثم هم ينظّرون لغير ذلك ، وهذه مفارقة ، فعجباً والله!وتعجب حين ترمز الدولة شباباً ، حتى جعلوهم حكاماً على العلماء الراسخين ، فتجد أحدهم يقول: يستتاب البراك في فتواه في الدستور!؟يا لله العجب!فأين العلماء بعد البراك الذي لا أعلم له نظيراً اليوم ، ثم يقولون أين العلماء؟العلماء تعلم الناس والشباب وليس العكس ، فليتنا نعرف قدرهم.إن إفراطهم في تهميش العلماء الراسخين الذين يخالفونهم منذر لهم بشر لو كانوا يعقلون ، ولا تغنيهم الألقاب التي تضاف إلى شرعيي الدولة ، وقد كان هذا إشكالاً في تنظيم القاعدة ، فلما أراد الجولاني والظوارهري تعديله والاقتراب من الأمة بعلماءها نفر بها البغدادي غفرالله له ، فأعاد المشكلة جذعة والبدعة فرعة-وليته أصلحه الله استجاب لصوت العقل والنصح ، وترك المكابرة والمعاندة التي تمحق الجهاد وأهله وهو أهل للحق-حتى إذا نصحهم ناصح جعلوا أصابعهم في آذانهم وبطروا الحق وغمطوا الناس بحجة لا يفتي قاعد لمجاهد ، وهي بدعة خبيثة زينها لبعضهم الشيطان ، ولم يضر الجهاد مثل هذه القواعد الفاسدة التي تأسس للقطيعة مع العلماء ،ثم تجهيلهم ثم تخوينهم ، ثم الحكم بردتهم كما فعلوا مع العمر ، وإني والله أكتب هذا الكلام وأنا مكلوم على إخواني ، ولست بجاهل بحالهم ولا بالثغور وليس دليلي تويتر ، وبعضهم يعرفني ، وقد أحببناهم والحق أحب ، فلا تظن أخي أني بنيت كلامي على ما في تويتر ، بل أعرف والله وأتيقن ثم أكتب ، ولست ضحية للهجوم عليهم ، بل نحن لا نريد إختزال هذه الأمة فقد كتبت هذه الليلة عن مسألة واحدة وبقي عدة مسائل لعلي أتكلم عنها في القادمات بإذن الله ، ومن كان همه أمته لم يتعاظم الكلام عن الإخوة ، ولا يزايد أحد على حب المجاهدين والجهاد ، فهو من صلب ديننا ، ولم يتعبدنا الله باتباع احد خالف الحق ولو كان من أصحابه.وأستودعكم الله .كتبه: الشيخ حمود العمري
البيان الثاني سلسلة ( معذرةً الى ربكم , ونصحاً لأحبابنا في الدولة ) الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد فهذا استكمال لما كتبته البارحة في مناصحة إخواني في دولة العراق والشام وقضية الليلة حول البيعة وسيكون الكلام عليها في عدة مسائل أولاً: عن سبب الكلام فيها ثانياً: عن تكييفها الشرعي ثالثاً: عن الإشكالات الواردة عليها حالاً ومستقبلاً فأما سبب الكتابة فهو ما ذكره الشيخ أبو قتادة وهو أن الجهاد الشامي ليس خاصاً بجماعة أو حزب بل هو ملك للأمة كافة وأقول إن هذا الحق لا يستطيع أحد سلبه منها بأي حجة أو أي ذريعة ومن يحاول ذلك فلا فرق بينه وبين طواغيت الأنظمة في هذا السلوك وإنك لتعجب من قوم غيورين على الجهاد إلى درجة مبالغ فيها ، فمنهم من يقول كفوا عنا ولا تتدخلوا في جهادنا ولا تنقدوا قادتنا ولا تعرّضوا بأخطاء جماعتنا، وليس هذا والله من النصح للأمة عامة ولا خاصة وليس نصحاً للجهاد وأهله فمن كان يقول أنه يجاهد نيابة عن الأمة وقياماً بالواجب عنها فليس هذا يعني الافتيات عليها ومصادرة حقها في النصح والتصحيح وهذا هو حال الأمة عبر تاريخها ، بل أعظم مستشاري الخلفاء الراشدين في أمور الجهاد لم يخرجوا في غزوة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،مثل علي وعثمان وابن عوف وغيرهم بل إن أئمة المذاهب الأربعة ليس فيهم أحد من أهل الثغور ، ثم هم مرجعية الأمة في زمانهم وبعد زمانهم في أمور الجهاد وفي غيره فلا يستهوينك الشيطان أخي وتصد عن سماع كل نصيحة بحجة اذهب إليهم ، فإنها حيلة شيطانية ليقطع عليكم باباً من أبواب الخير والنصح وإنّ تمحل الأعذار الباردة لأحبابنا في الدولة وفي غيرها لا يغني عن الحق شيئاً ، بل يشبهنا بمطبلة الحكام ولا فرق ، ولا تقل ليس هذا وقت النصح فإن هذا التوقيت أمر اجتهاد والإصابة فيه نسبية ، وليس من المصلحة تأخير نصح الإخوان بحجة تكاثر الخصوم فإن النصيحة الصادقة لا تزيدهم إلا قوة وتلافياً للأخطاء وتقليلا الخسائر وليس لنا والله في هذه النصيحة غرض دنيوي أو ذاتي معاذ الله ولو سلمنا بقول من ينادي ويقول كفوا النقد عن إخوانكم المجاهدين فهم قد شغلوا بعدوهم فلا تكونوا عوناً للأمريكان والرافضة فنقول معاذ الله بل نحن أحرص على جهدهم وجهادهم أن يذهب أدراج الرياح وقد لا حت أسارير النصر وقارب بزوغ الفجر بإذن الله وإن تأخ فهو بسبب ذنوبنا ومن أعظمها عدم التناصح وقلة الإحتساب على الصديق قبل غيره فليت بعض المتعاطفين يخففوا غائلة المزايدة في هذه المسألة ، حتى لا نتجيم في العقل والفكر والنصح وإن الغلاي تقديس الأشخاص مهما كانوا يؤذن بشر على أتباعه قبل غيرهم ، بل عامة المبتدعة كان الغلو في مُقدّميهم هو السبب الأول في بدعتهم فكيف ننقد من يبالغ في صحابي أو عالم ولا نستنكر المبالغة في قائد أو جماعة أو فصيل!؟ فإن كان هنا من الفصائل الجهادية من تزعم تفردها بالقرارات المصيرية ومنها البيعة ،فماهذا بجهاد شرعي وإنما قتال على سلطان والغلبة فيه لمن أراد الله له ذلك وليس له على الأمة حق النصرة والمناصرة بل ينبغي اعتزال هذا النوع من القتال ، والنصح للمسلمين بتجنبه فليس هو أقدس من قتال الصحابة الذي اعتزله خيرة الصحابة وعليتهم،ويعطي الله ملكه من يشاء أما المسألة الثانية :فهي التكييف الشرعي لهذه البيعة التي عقدتها دولة العراق والشام ،فإنه بتكييفها شرعياً تتضح كثير من الإشكالات الواردة عليها فأقول إن أنواع البيعة الشرعية في الإسلام معلومة عند أهل العلم ،فهي بيعة خاصة وبيعة عامة فأما البيعة الخاصة فلا إشكال فيها ،فهي تنعقد على كل عمل صالح فيه مصلحة للمسلمين بحيث لا تتعارض مع حكم شرعي ولا تتعارض مع البيعة العامة وقد كان بعض الصحابة يعقدها في أثناء المعركة كما فعل الزبير في معركة القادسية ،ومنها بيعة الحرب والجهاد في سبيل الله ونصرة المظلوم ونحو ذلك ،لكن هذه البيعة تنتهي صلا حيتها عند تعارضها مع البيعة العامة أو انتهاء ما تبايعوا عليه أما البيعة العامة فهي المقصودة عند الإطلاق في كتب الفقهاء ،ولها من اللزوم والأحكام ماهو معلوم ومن ذلك طريقة عقدها وصلاحيات من تعقد له وحقه على الرعية وحق الرعية عليه أما إخواننا في الدولة فقد خرجوا بنوع جديد ،فأحياناً هي خاصة والغالب هي عامة ، وإمكاناتها خاصة ودعاويها عامة ، بل بالغ أحدهم وجازف وكتب( مد الأيادي لبيعة البغدادي) فإن كانت بيعة عامة وهذا ما يبدو لنا من خلال كلامهم وما بلغنا عنهم فننتقل معهم إلى المسألة الثالثة وهي المسألة الثالثة:إشكالات حول هذه البيعة أولاً:هل عقدت للبغدادي بالمشورة أم بالإستخلاف فإن كانت المشورة فهل هي مشورة أهل الحل والعقد في الأمة أم في الجماعة فإن كانت الأمة فهذه فرية كبيرة ولا أظنهم يدعون ذلك وإن كانت الجماعة فكيف تتحول بيعة الجماعة وهي من النوع الخاص حتى تصبح بيعة أمة بيعة عامة ، وهذا يبين الخطأ الذي أوقعهم في ذلك من خلال التكييف الفقهي لهذه البيعة وإن كانت ولاية البغدادي بالإستخلاف ، فالكلام في بيعة من قبله كالكلام في بيعته تماماً وإن كانوا يقولون ليست هذه ولا هذه بل هي بيعة فرضتها علينا ظروف الجهاد التي لا تمكن المجاهدين من عقد البيعة بمواصفاتها الشرعية فنقول هذا كلام صحيح ولا غبار عليه لكنها بذلك تكون بيعة خاصة وليست بيعة إمامة عامة فكيف تحولت إلى بيعة عامة مع الفرق الكبير بينهما فإن أبيتم فهي الكسروية التي تقولون أنكم تريدون حربها ومجاهدتها ثانياً:ما موقفكم الشرعي من تعدد البيعات العامة فإن قلتم لا نمنعه ونصحح بيعة كل من عقدت له بيعة حتى وإن بلغت عشرات الحكومات أم تقولون البيعة والولاية واحدة ولن نسمح بتعددها فإن كانت الأولى :فما طبيعة علاقتكم مع الولاة الآخرين ؟ وهل تفتيت الأمة إلى هذه الدويلات إلا مضعف للأمة وهو مطلب أمريكي وتكونوا بذلك نفذتم المطلب الأمريكي من حيث لا تشعرون وسيقول فيكم مخالفوكم كما قلتم أنتم في الحكومات الموجودة وإن كانت الثانية فهل ستكون عند سقوط النظام النصيري شورى ويكون البغدادي مثل غيره أم أن بيعته قد تمت وهي غير قابلة للنقض ولا للمساومة فعند ذلك ما موقفكم من الكتائب الإسلامية التي لم تبايعه وربما تعقد لغيره بيعة عليها أو تنادي إلى مشورة عامة ويقول لكم أحدهم ،يا إخوتنا في الدولة لستم الأسبق ولا الأكبر ولا الأوفر شعبية فإن استحللتم قتالهم فلا فرق بينكم وبين سلاطين الدنيا ولا ينبغي تغرير المجاهدين بأن هذا جهاد لله بل هو لدنيا وربما أن في سلاطين الدنيا من أقام من دين الناس ودنياهم ما هو خير من كثير ممن يزعم أنما يقاتل لله ، وشواهد التاريخ كثيرة جداً ثالثاً:المعروف أن للقاعدة بيعة فما علاقة البيعتين ببعض وإيهما يقدم عند التعارض كما حدث حين خرج بيان الظواهري ، ومن كان في عنقه بيعة سابقة هل يحق له أن يبايع لكم كذلك فقد سألني بعض الأفغان فقال:إن الإخوة في الدولة يستحثوني على المبايعة للبغدادي وفي عنقي بيعة عامة للملا عمر أمير طالبان ، فما موقفكم من مثل هذه الدعوات وهل هي من مصلحة الجهاد أم من مصلحتكم أنتم رابعاً:لو مات أو قتل البغدادي حفظه الله هل ستعود شورى أم أن ولي عهده قد عُلم من الآن ؟ فإن كانت الأولى فهل هي شورى الجماعة أم الأمة فإن كانت شورى الجماعة فحسن لكن هذا يؤكد أنها بيعة خاصة فلا تصدّروها للأمة على أنها بيعة وإيمامة عامة وإن كانت الشورى في ذلك للأمة ، فماهي آليتكم في ذلك وما مقاييس تحديد أهل الحل والعقد وإن كانت الثانية وهي ولاية العهد فهي عود إلى نظام حكام العرب الذين تكفرونهم ليل نهار وأخيراً أقول لإخوتي وأحبابي في دولة العراق والشام إنكم تركضون خيلكم في ليل بهيم وإنكم بذلك تأخرون التمكين لهذه الأمة وإن العاقل والغيور على أمته من يقدم مصالح الأمة على مصالحه الشخصية وحساباته الخاصة 2وإن التشوف إلى الولاية والسلطان منذر شر على من يفعل ذلك وعلى من حوله وإني أقول إن الشيخ المجاهد الخبير الظواهري قد حدد الداء والدواء فهل تأخذ الدولة بنصيحته وتقديره للمصالح العليا والمفاسد وتعود دولة العراق للعراق وتدع جبهة النصرة ممثلة في سوريا فقد قبلها الناس وأحبوها وربما تكون الأقدر على التعايش مع المرحلة القادمة أقول ذلك وأعلم بعض ردات الفعل من الأتباع والمتعاطفين لكن كما قلت في العنوان معذرة إلى ربكم وليت من يناقش يفرق بين القول ولازمه وبين المقارنات التي في غير محلها فإني ما رأيت أمراً استنكره أحبابي الجهاديين على غيرهم من الموالين والمبالغين في التبرير لكل زلة إلا وقعوا فيها مع الدولة ورجالها ولي وقفة أخرى مع مسألة أخرى من مسائل الدولة وفقهم الله وسددهم والهمنا وإياهم الرشد والسداد __________________________________________________ _____ كتبه أخوكم المحب / حمود بن علي العمري ١٤٣٥/١/٩هـ الأربعاء
|
ليس من المصلحة تأخير نصح الإخوان بحجة تكاثر الخصوم فإن النصيحة الصادقة لا تزيدهم إلا قوة وتلافياً للأخطاء وتقليلا الخسائر ..
ليس لنا والله في هذه النصيحة غرض دنيوي أو ذاتي معاذ الله ولو سلمنا بقول من ينادي ويقول كفوا النقد عن إخوانكم المجاهدين فهم قد شغلوا بعدوهم فلا تكونوا عوناً للأمريكان والرافضة ,,,,, فنقول : " معاذ الله " بل نحن أحرص على ( جهدهم وجهادهم أن يذهب أدراج الرياح ) فضيلة الشيخ مصباح الحنون - لبنان طرابلس الشام |
الساعة الآن 09:37 AM. |
Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "