شبكة الدفاع عن السنة - في حديث الثقلين ماسر تسمية الثقلين بالثقلين وهل في ذلك هدم لدين الإمامية ؟

كان زميل عزيز إمامي إثني عشري قد طلب مني على الخاص أن أنقض دلالة حديث الثقلين على ما يعتقده قومه ونص كلامه
" اسمح لي أني أبغضك لكني أحترمك ولكي أحترمك أكثر أبطل حديث العترة ولكل حادث حديث "
فأحلته إلى موضوعين سابقين لي هما :
فانظروا كيف تخلفونى فيهما / تخليف أم استخلاف ؟
هل يجب على العترة التمسك بالكتاب والسنة ؟

وإكراما له ونزولا عند طلبه سأناقش في هذا الموضوع لماذا سماهما النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بالثقلين
بالطبع نحن نرفض ما ذهب اليه علماؤهم وشيوخهم بأن تسميتهما بالثقلين يجعل منهما عدلين متساويين
لأن هذا عندنا من الكفر الصريح المخرج من الملة
فمساواة كلام الله بكلام خلقه يعتبر شركا بالله ونحن لا نعدل بربنا أحدا
وقد انزلق إلى هذه الطامة الكبرى معظم علماء الإمامية إن لم يكن كلهم ومما قالوه في ذلك :

أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - ص 237
ولكن المؤسف أن أهل السنة والجماعة لم يعتمدوا في تفسير كتاب الله العزيز على أقوال أئمة أهل البيت وهم قرناء القرآن وأعداله والثقل الآخر من الثقلين ،

مسالك الأفهام - الشهيد الثاني - ج 15 - ص 4
وفقا لمذهب أهل البيت عليهم السلام عدل القرآن وخزنة علم الله ووحيه .

معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 360
وجعلهم اعدال القران وقال : " اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي

مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 6 - ص 586 - 587
وهذا البعض العالم المستنبط أولو الأمر منهم ، وهم العترة الهادية الذين هم عدل القرآن في حديث الثقلين ،

الغدير - الشيخ الأميني - ج 10 - ص 351
وأما مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فهو عدل القرآن والعالم بأسراره وغوامضه ، كما أن عنده العلم الصحيح بكل مشكلة

السنة في الشريعة الإسلامية - محمد تقي الحكيم - ص 53
وبالطبع ان معنى التمسك بالقرآن ، هو الأخذ بتعاليمه والسير على وفقها ، وهو نفسه معنى التمسك بأهل البيت عدل القرآن .

المراجعات - السيد شرف الدين - ص 62
وما الذي عدل بهم عن أعدال كتاب الله وسفرته وثقل رسول الله وعيبته ، وسفينة نجاة الأمة وقادتها وأمانها وباب حطتها ؟ !

والأمثلة أكثر من أن تحصى ولا أظن أن الزملاء الإثني عشرية ينكرون هذا القول وانتشاره بينهم لذا سأكتفي بما ذكر أعلاه

نأتي الآن لتحديد معنى الثقلين فنقول :
هل تم تسميتهما بالثقلين بالنظر لعلاقتهما ببعضهما ؟
كما قال الضالون المضلون الذين نقلنا أقوالهم أعلاه والذين توصلوا بزندقتهم إلى جعلهما عدلين متساويين
أم تم تسميتهما بالثقلين نظراً لعلاقتهما بالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام وكونهما ثقلاه هو ويهمه شأنهما ؟
لا شك بفساد القول الأول لمساواته كلام الله بخلقه الأمر الذي تأباه الفطر السليمة ويرفضه التوحيد
وقد وجدت علماء الرافضة يقرون بأن الثقلين هما ثقلا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وينقلون النقولات في هذه رغم قولهم العظيم الذي تم ذكره أعلاه
وهذا مما أعان الله به على الرافضة من تناقضهم واختلاف أقوالهم
ومما ورد في كتبهم في الإقرار بذلك التالي :

المجازات النبوية - الشريف الرضي - ص 216
176 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الكلام الذي تكلم به يوم الغدير : " وأسألكم عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما ،

كتاب الأربعين - محمد طاهر القمي الشيرازي - ص 117
ثم قال عليه السلام بعد كلام طويل له : ألا واني فرطكم وأنتم تبعي ، يوشك أن تردوا علي الحوض ، فأسألكم حين تأتوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما ؟ قال : فاعيل علينا ما ندري ما الثقلان حتى قام رجل من المهاجرين ، فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الثقلان ؟

مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 8 - ص 45
وآثارهم من أوضح الواضحات عند المتمسكين بالقرآن والعترة الطاهرة ثقلي رسول الله وخليفتيه في الأمة

القاديانية - سليمان الظاهر العاملي - ص 140
. أما ما اختص به أهل البيت وهم ثقل الرسول الأصغر الذين لم يفارقوا الثقل الأكبر وهو القرآن من الالهام وهو غير الوحي وغير النبوة ، فقد استفاض به الحديث من طريق الفريقين السنة والشيعة

بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 36 - ص 408
فدمعت عينا أبي عبد الله عليه السلام ثم قال : يا شيخ إن الله أبقاك حتى ترى قائمنا كنت معنا في السنام الاعلى ، وإن حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد صلى الله عليه وآله ونحن ثقله ، فقد قال صلى الله عليه وآله : إني مخلف فيكم الثقلين

بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 - ص 5
فقال له الحسين عليه السلام : كلم القوم ، فتقدم برير فقال : يا قوم اتقوا الله فان ثقل محمد قد أصبح بين أظهركم ، هؤلاء ذريته وعترته وبناته وحرمه ،

بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 35 - ص 211
وقال : اللهم إن لكل نبي ثقلا وأهلا ، فهؤلاء ثقلي و أهلي فقالت أم سلمة : ألست من أهلك ؟ قال : إنك إلى خير ولكن هؤلاء ثقلي وأهلي

وقال شاعرهم محسن الأمين
إن الأئمة من سلالة أحمد *** ثقل النبي وقدوة للمقتدي

تبين من النقول أعلاه بأن الثقلين ثقلي سيدنا محمد خاصة
ولكن كيف صارا ثقليه ؟
تقول كتب اللغة بأن من معاني الثقل الحمل الثقيل والعبء ومنه الوزر :

لسان العرب [11 /85]
والثِّقْل الحِمْل الثَّقِيل والجمع أَثْقال مثل حِمْل وأَحمال وقوله تعالى وأَخرجت الأَرض أَثقالها أَثْقَالُها كنوزُها ومَوْتَاها

لسان العرب [1 /117]
( عبأ ) العِبْءُ بالكسرِ الحِمْل والثِّقْلُ من أَي شيءٍ كان والجمع الأَعْباء وهي الأَحْمال والأَثْقالُ وأُنشد لزهير
الحامِل العِبْء الثَّقِيل عن ال ... جانِي بِغَيرِ يَدٍ ولا شُكْر

تاج العروس - الزبيدي - ج 7 - ص 589
وقال الجوهري : الوزير : الموازر ، كالأكيل المواكل ، لأنه يحمل عنه وزره ، أي ثقله . وقد استوزر فلان فهو يوازر الأمير ويتوزر له

ووزره وثقله أي مسؤوليته في الحكم
قال بشار بن برد
أخ خير من آخيت أحمل ثقله ** ويحمل عني إذ أحمله ثقلي
أخ إن نبا دهر به كنت دونه ** وإن كان كون كان لي ثقة مثلي

وقد صارالقرآن وأهل النبي ثقليه وحمليه بسبب مسؤوليته عن كل منهما
فقد كان عليه أفضل الصلاة والسلام مسؤولا ومكلفا بتبليغ القرآن الكريم وأحكامه للناس كافة كرسول لله تعالى
ومسؤولا عن أسرته الخاصة كأي رجل آخر مكلف برعايتها وحمايتها والإهتمام بشئوونها
وقد وافقنا علماء الرافضة على أن القرآن الكريم ثقل للرسول بالمعنى المذكور فقالوا :

تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 10 - ص 162
( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) أي سنوحي عليك قولا يثقل عليك وعلى أمتك . أما ثقله عليه فلما فيه من تبليغ الرسالة ، وما يلحقه من الأذى فيه

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 19 - ص 126
" إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا " التفسير يشير سياق الآيات كما بينا إلى دعوة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للاستقامة والاستعداد لقبول مهمة كبيرة وثقيلة ،

ووافقونا كذلك على أن أسرته وعياله ثقله أيضا كما في نقلينا الأخيرين من بحار الأنوار و وورد كذلك في هذا :

اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج 1 - شرح ص 411
قوله عليه السلام : فصيره في ثقل محمد صلواتك عليه ثقل الرجل - بالتحريك - حشمه أي قرابته وعياله ومن يغضب له ويذب عنه ، إذا أصابه أمر ونزلت به ملمة ، وثقل المسافر متاعه وأهل حزانته .

أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 1 - ص 602
فقال له الحسين ع كلم القوم فتقدم برير فقال يا قوم اتقوا الله فان ثقل محمد ص قد أصبح بين أظهركم هؤلاء ذريته وعترته وبناته وحرمه فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون ان تصنعوه بهم

جواهر الكلام - الشيخ الجواهري - ج 31 - ص 339
بل هو المراد من قوله تعالى : " ذلك أدنى ألا تعولوا " وعيال الرجل ثقله وكل عليه فالمناسب حينئذ جعل المدار ما أشرنا إليه سابقا مما يعتاد إنفاقه على الزوجات من حيث الزوجية ، ملاحظا فيه حد الوسط الذي هو المراد من المعروف

أتوقع أن قلوب الزملاء الإمامية بدأت تتوجس خيفة من ذكر النساء في ثقل الرجل :)

زملائي الكرام لنستمع إلى صوت العقل
بعد التعريفات السابقة للثقل هل ترضون لحيدر الكرار فارس عدنان أن يكون من ثقل الرسول وعياله ؟
أهانت عندكم رجولته إلى هذا الحد ؟
فقد كان رجلا وراعي بيت عند وفاة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام

الأقرب أن يكون ثقل النبي عند وفاته الضعفاء من أهله الذين يرعاهم ويحميهم ولا أضعف من النساء
وهذا يتوافق تماما مع قول النبي في حديث الثقلين الصحيح " أذكركم الله في أهل بيتي "

العفو أيها الزملاء فالعرب تسمي النساء ثقلا
ولن نغير لغتنا من أجل عقائدكم الغير مقنعة

لسان العرب [5 /74]
وقال الشاعر إِياس بن مالك بن عبد الله المُعَنَّى
كِلا ثَقَلَيْنا طامعٌ بغنِيمةٍ **وقد قَدَر الرحمنُ ما هو قادِرُ
فلم أَرَ يوماً كانَ أَكثَرَ سالِباً** ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لا يُناكِرُ
وأَكثَرَ مِنَّا يافِعاً يَبْتَغِي العُلى **يُضارِبُ قِرْناً دارِعاً وهو حاسِرُ

قوله ما هو قادرُ أَي مُقَدِّرٌ وثَقَلُ الرجل بالثاء حَشَمه ومتاع بيته وأَراد بالثَّقَل ههنا النساء أَي نساؤنا ونساؤهم طامعات في ظهور كل واحد من الحَيَّيْنِ على صاحبه

كتاب المحبر - محمد بن حبيب البغدادي - ص 449
وتزوجت قريبة بنت أبي أمية عمر بن الخطاب . فرجعت إلى الكفار . ثم أسلمت فتزوجها معاوية . فقال له أبو سفيان : " أتتزوج ظعينة عمر ؟ انزل عن ثقله " . فطلقها . فتزوجها عبد الرحمن ابن أبي بكر فولدت له عبد الله . فكانت عائشة عمته . وأم سلمة خالته

زملائي الأعزاء تقبلوا تعازينا الحارة في فهمكم لحديث الثقلين

اللهم اهدنا و اهد بنا