مشاهدة النسخة كاملة : تعرف على العقل الذي يدير قناة العربية
أبو العلا
30-12-08, 07:19 PM
تعرف على العقل الذي يدير قناة العربية
"في مهنة الإعلام يجب أن يكون الخبرُ محايداً والرأي منحازاً". هذا ما أجاب به الأستاذ عبدالرحمن الراشد عندما سُئل عن سبب إصرار قناة العربية على استخدام عبارة (الهجوم الإسرائيلي) على لبنان عوضاً عن عبارة : (الاعتداء الإسرائيلي) .
عبدالرحمن الراشد يقول إن قناة العربية التزمت في ذلك بأصول (المهنية) الإعلامية التي تقتضي اختيار صيغٍ وعبارات محايدة عند نشر الخبر. ويضيف الراشد أن العربية نقلت صور ضحايا الاعتداء الإسرائيلي، فالمشاهدُ إذا رأى تلك الصور فهو ليس بحاجة لأن يقال له : (هذا اعتداء) إلا إذا كان (قاصرًا عقلياً، أو صينياً لا يفهم المنطقة) .
كنت سأصدق هذا الكلام لولا أني سمعت القناة في نشراتها الإخبارية تستخدم كثيراً عبارات: (اعتداءات سبتمبر) ، و(اعتداءات مدريد) ، و(اعتداءات لندن). فلعل قناة العربية لا تتذكر المهنية وأصولها إلا عند تناول أخبار مصائبنا نحن. أو ربما كانت القناة حريصةً على تفهيم الصينين والقاصرين عقلياً أن أمريكا وأخواتها تعرضوا لاعتداءات وليس مجرد هجمات .
أيضاً : حين تراق دماء الفلسطينيين على أيدي الصهاينة المجرمين فإن عبدالرحمن الراشد يصرُّ على أن مذيعي قناة العربية يجب ألا يصفوا الفلسطينيين بالشهداء، و إنما هم فقط قتلى وصرعى. والسبب هذه المرة ـ لدى الراشد ـ ليس المهنية ، لكنه الورع والخوف من الله. فالأستاذ الراشد يقول : (أنا كمدير محطة لا أمنح الناس الشهادة؛ لأن ذلك حقٌّ رباني) .
كنت سأصدق هذا الكلام ـ أيضاً ـ لولا أني سمعت العربية مراراً تنتهك ذلك الحق الرباني، وتمنح الشهادة لمراسليها في العراق حين تتحدث عن الشهيدة (أطوار بهجت) و الشهيد (علي الخطيب) ، والمصور الشهيد (علي عبدالعزيز)!
هذه التناقضات المكشوفة والتبريرات الباردة نتيجة حتمية للمنهجية الغريبة التي يتعامل بها مدير قناة العربية مع قضايا أمته التي عاش زمناً طويلاً بعيداً عنها بعداً حسياً ومعنوياً. الراشد يملك قلماً نشطاً لا يملُّ ولا يكلُّ من الكتابة ولو بصفة يومية. لكنه يكتب بنكهة أمريكية خالصة، حتى لكأنه ينظر لقضايا أمته من خلال نافذة صغيرة في البيت الأبيض .
حين وقعت هجمات سبتمبر وأعلن بعدها جورج بوش تقسيم البشر إلى فريقين فريقٍ في جنته وآخر في جحيمه ، كان الكثير من الكتاب والساسة ينتقدون الهجمات ويعتبرونها جريمة بشعة ، لكنهم يقولون : إن على أمريكا أن تتريث في ردة فعلها وطالبوها بأن تقدم أدلتها وتستأذن المجتمع الدولي قبل أن ترُد عسكرياً. هنا لم يطق الراشد صبراً، فاستل قلمه من غمده وكتب مقالةً عنوانها (جماعة لكن) اعتبر فيها جميع هؤلاء مؤيدين ومناصرين للهجمات ، لكنهم يخشون الإفصاح عن مواقفهم! (الشرق الأوسط 7/7/1422هـ)
هذا المنطق ربما لم يتحدث به خارج أمريكا سوى عبدالرحمن الراشد. وفي مواقف أخرى كثيرة مشابهة لا يكاد القارئ يجد كبير فرقٍ بين لهجة الراشد وبين لهجة الرئيس بوش أو تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية.
ففي تاريخ (19/7/1422هـ) كتب الراشد مقالةً عنيفة هاجم فيها جميع الكتاب والمثقفين الذين يقولون إن هجمات سبتمبر (ردة فعل على ما تقوم به إسرائيل من تعسف وفظائع). وقال : إن هذا (ربط سخيفٌ تماماً). و (كلامٌ مجنونٌ تشمئز منه النفوس)!
وبعد مقالته تلك بأقل من شهرين ألقى مندوب السعودية بالأمم المتحدة فوزي شبكشي خطاباً مطولاً قال في عرضه : (إن التطرف والعنف والإرهاب هو نتيجة للظلم الفادح ، بسبب غياب الحرية والعدالة). هنا تحركت حمية الراشد واستل قلمه من جديد ، وكتب مقالةً عنوانها: (الإرهاب ليس وليد الظلم) . وذكر أن عبارة المندوب السعودي أثارت (انتباهه واستغرابه)! لأنها تحتاج إلى (إثباتات ميدانية)! (الشرق الأوسط 5/9/1422هـ) .
مرةً أخرى لما عزمت أمريكا على مهاجمة أفغانستان سارع الأستاذ ليكتب مقالةً عنوانها (فرصة أفغانستان لترتيب أوضاعها) أعلن فيها أن الأفغان أمامهم فرصة لتخليص بلدهم من لوردات الحرب وجنرالات المخدرات ومشاكل الأفغان العرب لينعموا بالراحة والاستقرار. (الشرق الأوسط 5/7/1422هـ) .
فليتَ الراشد يحدثنا الآن عن الراحة والاستقرار الذي حلَّ بربوع أفغانستان بفضل القنابل الأمريكية الذكية.
انتهى الأمريكان من أفغانستان وجاء دور العراق ، وبدأ شياطين البيت الأبيض يتحدثون عن مشروع الغزو الجديد. عند ذلك أعلن ضيف المكاشفات في مقالةٍ له أن هناك شعوراً عاماً في العالم العربي، أنه إذا كان سقوط النظام العراقي يعني نهاية أزمة المنطقة على غرار ما حدث للأفغان، فليكن الأمر كذلك في بغداد. (الشرق الأوسط 7/10/1422هـ) .
بعد ذلك بزمن ، وحين كانت الطائرات الأمريكية تصب حممها على مدينة الفلوجة السُّنية كان قلم الراشد يقول : إن السنة العرب الآن تحت القصف بسبب عنادهم وجهلهم، وترك زمام قيادتهم للمتطرفين. وقال : إن معركة الفلوجة رغم ما سببته من أذى كبير, ربما أنقذت أهل السنة من متطرفيهم, الذين كانوا يقودونهم نحو الدمار!. (الشرق الأوسط 20/10/1425هـ).
تماماً كما أن الطائرات والقنابل الأمريكية جلبت الراحة والأمان للأفغان وهي تقع فوق رؤوسهم ، فإنها ـ والعهدة على مدير العربية ـ سوف تنقذ أهل الفلوجة حين تدفنهم تحت أنقاض بيوتهم!
ومرةً أخرى حين ظهرت فضيحة سجن أبي غريب وضجَّ لها العالم أجمع كتب الراشد مقالةً ذكَّرنا فيها بأن مثل هذه الجرائم تقع في السجون العربية كثيراً، وتحدَّث عن خطأ تعميم هذه الحادثة على الجنود الأمريكان. لكن العجيب أن الراشد حين يتحدث عن المقاومة العراقية لا يرى مانعاً من التعميم، فهو لا يرى في تلك المقاومة إلا مجرمين يقطعون رؤوس العمال النيباليين ، ويقتلون سائقي الشاحنات الأردنيين! (الشرق الأوسط 13/3/1425هـ) .
وتمضي الأيام ، وتبرز النكهة المميزة لكتابات الراشد حين قامت الحكومة الأمريكية بحملتها على الجمعيات والمنظمات الخيرية الإغاثية ، ففزع مدير العربية ليكتب مقالةً عنوانها (منع العمل الإغاثي الخارجي) ذكَّر فيها بأن الدول العربية كلها دول فقيرة ، وبالتالي فعليها أن توجه تبرعات محسنيها للداخل فقط لا غير! (الشرق الأوسط 5/12/1422هـ) .
وتمشياً مع الهوى الأمريكي عند موت ياسر عرفات كتب الراشد مقالةً حثَّ فيها السلطة الفلسطينية الجديدة على مواجهة حركتي حماس والجهاد، وإيقاف أنشطتهما ضد الإسرائيليين بشكل لا تردد فيه. (حرب أهلية). (الشرق الأوسط 17/10/1425هـ) .
وقبل ذلك لما اغتال اليهود الشيخ أحمد ياسين ـ رحمه الله ـ لم يجد الراشد ما يكتبه سوى مقالاً عنوانه (دعوا الانتقام) ألحَّ فيه على منظمة حماس كي لا تنساق وراء (المشاعر الغاضبة) ، وذكَّرها بأن (الانتقام عملٌ أعمى) وأن أحمد ياسين كان من (الذين يحملون أرواحهم على أكفهم) ، وأن قتله كان متوقعاً في أي لحظة ، فلا معنى ـ إذاً ـ للانتقام! (الشرق الأوسط 7/2/1425هـ) .
هذه بعض مواقف الراشد ذات النكهة الأمريكية المركزة، ولدي من مثلها الكثير والكثير. لكن مع معرفتي القديمة بنزعات الراشد وميوله الغربية الأمريكية، فإني لم أكد أصدق عينيَّ وأنا أقرأ ما ذكره في آخر مكاشفاته ـ صراحةً ودون مواربة ـ حين أعلن أن الأمريكيين والغربيين (فقط) هم القادرون على فهم دين الإسلام فهماً صحيحاً ، لأنهم متى دخلوا في دين الإسلام فسوف يتوصلون إلى (إسلام بروتستانتي مطوَّر يقوم على أركان الإسلام الخمسة ببدلة وكرافتة، متسامح في حقوق المرأة والعلاقات الاجتماعية ومع الديانات الأخرى). هذه عبارة الراشد نقلتها بحرفها, وهي مقولةٌ لا تشير إلى معضلة فكرية فحسب ، بل هي إعلان رسمي بأن عقل الأستاذ وآليات التفكير لديه تكاد تتحوَّل إلى منطقة منكوبة.
هذا الكلام الأخير معناه أن الفهم العصري الصحيح لدين الإسلام ، والذي سوف يرضى عنه عبدالرحمن الراشد لم يوجد إلى الآن، وأنه لا يمكن أن يوجد حتى يتفرغ الغربيون ليدخلوا في دين الإسلام ثم يفسروه لنا تفسيراً صحيحاً مطوراً وبروتستانتياً متسامحاً!
هذه النظرة الموغلة في التطرف لا تستحق الوقوف معها كثيراً ، لكن الذي يعنيني منها أنها أسقطت دعوى الراشد التي أطلقها في الحلقة الثانية من المكاشفات حين زعم أنه كان يرى في والده النموذج الصحيح لعالم الدين ، وأنه ليس لديه مشكلة مع المتدينين ولا مع الوهابيين القدماء ، وإنما مشكلته فقط مع التيار الصحوي المتأخر. فمن الواضح الآن أن الراشد لديه مشكلة مع مسلمي المشرق كلهم لأنهم ـ في رأيه ـ يفهمون الدين فهماً خاطئاً يفتقر إلى التسامح البروتستانتي العظيم!
عبدالرحمن الراشد سبق أن كتب منتقداً الجنود المسلمين في الجيش الأمريكي الذين يمتنعون عن القتال ضد إخوانهم المسلمين في العراق أو أفغانستان ، ولما سأله الأستاذ عبدالعزيز قاسم عن موقفه هذا، ذكر أنه فقط كان يشرح وجهة نظر (العالم الجليل) يوسف القرضاوي. وكأن الراشد نسي أو تناسي أنه سبق أن وصف ذلك (العالم الجليل) على صفحات الشرق الأوسط بأنه (زعيم فرقة التطرف) ، وأن (له دوراً خطيراً في تخريب فكر المسلمين ودفعهم نحو الإيمان بالحرب والخطف والقتل) وأنه من (الشيوخ الحُمر) الذين يقومون بحركة انفصالية من خلال طرح أنفسهم بدلاء لمجامع الفتوى في العالم الإسلامي. هكذا كان الراشد يصور القرضاوي لقرائه، لكن لما صدرت الزلة وأطلق القرضاوي فتوى أمريكية النكهة والهوى أحسَّ الراشد بطعمها وحلاوتها في حلقه ، فتنبه حينئذٍ إلى أن القرضاوي : (عالم جليل) يستحق أن تفرد مقالة لشرح وجهة نظره .
مما تساءل عنه الأستاذ عبدالعزيز قاسم كثرة انتقادات عبدالرحمن الراشد لدولة قطر ، مع أنها أنها دولة صغيرة ليس لها تلك الأهمية الكبرى التي تستحق كل هذه الضجة . أجاب الراشد بأن انتقاداته سببها حالة التناقض و(الشيزوفرينيا) التي تمارسها قطر حين تنادي بالحريات وتمنع الآخرين من نقدها، وحين تريد أن تكون فلسطينية ثورية وخليجية نفطية في وقتٍ واحدٍ. وقال الراشد إن الإعلام يبدِّد وقته في الحديث عن لبنان وهي أصغر من (قطر)، ويتحدث كثيراً عن (البحرين) مع أن (قطر) أكبر من البحرين (17) مرةً.
لكن الراشد لم يتفطن إلى أن حالة التناقض و(الشيزوفرينيا) القطرية ماهي إلا فرع عن حالة تناقض أوضح لدولة أكبر من قطر بأكثر من (850) مرةً .
الراشد يغضب ويعجب من (الشيزوفرينيا) القطرية ، لكنه يهلل ويصفق لـ (الشيزوفرينيا) الأمريكية. هو يعجب من القطريين الذين يريدون أن يكون ثوريين وخليجيين في وقت واحد. لكنه لا يعجب من الأمريكيين الذين يريدون أن يكونوا حماة للحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه يريدون أن يكونوا أنصاراً لجرائم الصهاينة في فلسطين. وقد رأيت الأستاذ عبدالعزيز قاسم يلحُّ عليه في هذه النقطة ، فلم يظفر منه إلا بإقرار واعتراف بوجود (أخطاء!) في السياسة الأمريكية في المنطقة !
ولعل الراشد لم يشعر بـ (الشيزوفرينيا) الأمريكية بسبب امتلاكه لـ (شيزوفرينيا) مشابهة لها. فقد رأيت التناقض والازدواجية ظاهرين في الكثير من كتاباته وطروحاته.
من ذلك أن وزير الثقافة المصري حين تهجم على الحجاب وأثار لغطاً وجدلاً واسعين في مصر كتب الراشد مقالاً عنوانه : (النقد في المجتمعات الحية) أثنى فيه على الصحيفة التي نقلت تصريحات الوزير ، وانتقد الذين قالوا إن نشر تلك التصريحات ليس في الصالح العام ، واعتبر كلام الوزير نوعاً من النقد الذي هو جزء من الحياة السياسية الطبيعية. (الشرق الأوسط 8/11/1427هـ).
لكن هذا الموقف ينقلب تماماً عندما انتقد الشيخ تاج الدين الهلالي مفتي استراليا المرأة التي لا تلتزم الحجاب ، وقال إن من الطبيعي أن تتعرض تلك المرأة للاغتصاب ، لأنها كاللحم المكشوف أمام القطط .
هنا نسي الراشد (النقد في المجتمعات الحية) ونسي أن النقد جزء من الحياة السياسية الطبعية ، فكتب مقالةً اعتبر فيها مفتي استراليا مثيراً للفتنة ، وتمنى لو أنه احتفظ برأيه لنفسه. وزاد على ذلك فذكر أن ذلك المفتي اتخذ من مثل هذا التصريح سبيلاً للشهرة والإثارة السياسية! (الشرق الأوسط 11/10/1427هـ)
ويتكرر التناقض حين يطالب الراشد بمنع المخيمات الدعوية التي تقيمها وزارة الشؤون الإسلامية خوفاً من أن يستغلها (الإرهابيون) لنشر أفكارهم. ثم يعود الراشد بعد ذلك ليتحدث عن مهرجان الجنادرية ، ويفاخر بأنه قد دُعي إليه اليساريون والشيوعيون وبعض من عرفوا بعدائهم للمملكة ، ثم يقول : (إن الثقة في النفس أعظم حماية للدولة من قوانين المنع)! (الشرق الأوسط 14/11/1422هـ) .
وكما نرى فمشكلة قطر موجودة لدى الراشد كما هي لدى السيدة (أمريكا). ولا يمكن أن يسلم من ذلك إلا أصحاب المبادئ الصادقون مع أنفسهم .
من طرائف الراشد التي توقفت عندها قوله : إن أدبيات الإسلاميين اليوم منسوخة من أدبيات الشيوعية العربية القديمة، وأنه لا يجد فرقاً في الأطروحات الشيوعية اليسارية التي كانت معادية للغرب وبين الأطروحات الإسلامية الحديثة جداً!.
هذا الكلام لا أستغربه بقدر ما أستطرفه وأضحك منه ، فالراشد لما اعتاد النظر للمشرق من خلال نافذة البيت الأبيض ، أصبح يرى ملة أعداء أمريكا واحدة. فلا عجب بعد ذلك إذا لم يبصر فرقاً بين موقف ودوافع شيوعي ملحدٍ ، وبين موقف مسلم موحدٍ ما دام الاثنان يعادون السيدة أمريكا.
وأطرف من ذلك قول الراشد : إن الإسلاميين في السبعين سنة الأولى من القرن العشرين كانوا على وفاقٍ مع الغرب في باكستان والخليج والقرن الإفريقي ووسط آسيا وأفغانستان.
لست أدري عن أي وفاقٍ يتحدث الراشد ، فهذه السبعون سنة التي يتحدث عنها مضى أكثرها وشعوب المنطقة كلها ترزح تحت جبروت الاحتلال الغربي وتسعى لنيل استقلالها وحريتها بشتى السبل ، وقد بذَلَت في سبيل ذلك الكثير من الدماء الطاهرة. ولم يسلم من المعاناة سوى صحاري الدولة السعودية ، ومع ذلك فإن نُفرة أهلها من الغربيين أشهر من أن تذكر. وبسبب تلك النفرة واجه الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ مشاكل داخلية يعرفها من له أدنى إلمامة بتاريخ المملكة. فعن أي وفاقٍ يتحدث الراشد ؟!
هل يقصد العلاقات الودية الرائعة التي كانت تربط بين عز الدين القسام والإنجليز؟! أو لعله يريد روابط المودة والصفاء بين الإنجليز والأفغان الذين أجلوهم بالقوة عن بلادهم! أو ربما قصد الراشد عمر المختار وحبه الجم للإيطاليين الذين قاتلهم إلى أن شنقوه! أو أنه عنى تلك العلاقات المميزة التي كانت بين مصطفى السباعي وبين سجانيه البريطانيين! أو تلك الوشائج التي كانت بين مليون جزائري وبين جلاديهم من الفرنساويين! أو لعله يومئ إلى تلك العلائق العظيمة والمتينة التي كانت بين الشيخ المجاهد (أبو الكلام آزاد) في الهند وبين المحتلين الإنجليز! أو ربما كان الراشد يشير إلى تحالف الإسلاميين في مصر مع دول العدوان الثلاثي!
ولربما كان الراشد يشير إلى علاقات المحبة والصفاء والمودة الخالصة والزيارات المتبادلة بين (إخوان من طاع الله) وعلماء آل الشيخ ، وبين سفراء حكومة تشرشل وجلالة ملكته!
ختاماً أقول : إن عبدالرحمن الراشد قد يفيد الأمريكان والغربيين في معالجة مشاكلهم معنا ، لكنه لن يفيدنا أبداً في معالجة مشاكلنا معهم مادام ينظر إلينا بأعينهم.
بندر الشويقي
كاتب و باحث شرعي
http://sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=95 (http://sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=95)
خالد المخضبي
30-12-08, 07:37 PM
حقدهم الاعمى على كل شى بنى سبأ
أبو العلا
31-12-08, 07:06 PM
جزاك الله تعالى خيرا أخي محب الدين الخطيب
وجعله في ميزان حسناتك
شكرا على المرور والتعليق
شهاب الحق
02-01-09, 12:34 AM
الله يهديك أخي الكريم
أمسح هذه القناة من الريسيفر وادعو أحبائك لفعل نفس الشيء
هذا ابسط ما يرد به على هذه القناة العبرية
أبو سعيد الجنوبي
02-01-09, 12:46 AM
الله يذله ويخذله وينصر المجآهدين في كل مكـآن
سني محب
02-01-09, 04:31 AM
شكرا أخي على النقل ونشكر أخينا بندر الشويقي على تعليقه وغيرته علمانيين خونة يجب التصدي لهم
أبو العلا
02-01-09, 10:12 AM
الإخوة الكرام : ابو تقي الدين ، أبو سعيد الجنوبي ، سني محب
جزاكم الله تعالى خيرا
وجعله في ميزان حسناتكم
مشكورين على المرور والتعليق
أسد السنة*
02-01-09, 10:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا تتوقعون اخواني من اناس تربو على صدور امريكا ورضعو من حليب اليهود
هل تتوقعون ادنا مايكون وهو القومية
مشكور اخوي على الموضوع المفيد لنعرف ابناء جلدتنا الخونة الذين يطعون بالمسلمين والاسلام
sunni forever
03-01-09, 08:39 PM
مقال رائع يفضح عبد الرحمن الراشد المفضوح أصلا
جزاك الله خيرا يا أخي على نقل المقال
أبو العلا
05-01-09, 09:05 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخوين الكريمين أسد السنة* ، sunni forever
جزاكم الله تعالى خيرا
وجعله في ميزان حسناتكم
أبو العلا
05-01-09, 10:44 PM
(د.عمار بكار) وكوميديا الوعظ والمشيخة!
( لـُجينيات )
تَجدّد لقائي بها في (دبي) ، كنت أُحادثها حديثَ الأصفياء، قلتُ لها:
سيدتي.. (العربية.نت) أما بلغكِ أن قيِّمكِ الدكتور (عمار بكار) قد اتّشحَ عباءة الوعظ والمشيخة في هذه الليلة؟!
افتر ثغرها عن ابتسامةٍ فاتنة، قلما رأيتُ مثلها في حياتي، أردفتُ قائلاً: ياه.. ما ألطف كلامه حينما يتحدث عن الأخلاق، والمهنية الحقّة، لقد كان يستميتُ في الدفاع عنكِ، والتغني بأمجادكِ، كان ظريفاً للغاية، حتى ليُخيل لمن لا يعرفكِ بأنكِ (إسلامية) عريقة؛ لا همّ لها سوى نشر العقيدة والفكر السديد!
لا بأسَ –سيدتي- فله الحق في قول ما يشاء !
إلا أن الأمر الذي استعصى عليّ فهمه، وأُغلق عليّ فيه.. أن سماحة سيدنا د.عمار بكار كان يستشهد بالحقبة النبوية الشريفة، والخلافة الراشدة؛ ليحاول تسويقكِ لنا، وتبرير فِعالكِ المشينة!
نعم.. يحاول تسويقكِ أنتِ أيتها (العربية.نت) وليس سواكِ !
مع أنكِ صرّحتِ لي مراراً –في أزمنة التجلي- بأنكِ لستِ سوى وكرٍ (متطورٍ) للشذوذ الفكري، والجنسي معاً!
وللحق! فإني أُكبر فيكِ هذه الخصلة الرائعة، فقد كنتِ في غاية الصراحة والوضوح!
أنتِ.. تصدحين بالغناء دوماً، وتنظمين شعراً بليغاً؛ تعترفين فيه بأنك (أم الخبائث) كلها، إلا أن سماحة شيخنا د.عمار يدّعي بأنك طيبةٌ.. سليلة الطيبات!
وليس ذلك فحسب!
بل يخوفنا بالله تعالى من أن نخوض في عرضكِ الطاهر، فأنتِ من المؤمنات (الغافلات)!
تصوري.. يخوفنا يومَ الحساب والعقاب !
أقولها ثانية.. ياه – بمدّ الألف حتى انقطاع النفس- ما أقبح فِعال بني قومي حين يفجرون في الخصومة! بل ويُلبسون (العاهرة) لبُوس المؤمنة التقية!
سيدتي (العربية.نت)، إني أتفهّم أن (البغِيّ) تتحرج من تسمية نفسها بغيّاً، وكذا يفعل (السفاح)؛ فليس أحدٌ يرضى بأن يُوصم بالإجرام والنذالة، حتماً.. سيجد له تبريراً يحفظ ماء وجهه، على الأقل أمام نفسه، والأقربين!
إلا أنه من (الوقاحة) (وقلة الأدب) أن تدّعي هذه البغيّ، أو ذلك السفاح.. أنهما طاهرين عفيفين، وأن الله أوحى إليهما بحل مشكلات الكون بصنيعهما !
وأسوأ من ذلك كله؛ أن تتمسّح تلك البغي بجناب النبوة، أوالصفوة الصالحة من خلق الله، لأجل أن تبرر صنيعها القذر!
سيدتي.. أتقولين بأني أسهبتُ كثيراً في هذه النقطة؟
سأتجاوزها إذن..
يَدّعي قيِّمك الدكتور عمار بأن التغطية الإعلامية للشذوذ والفضائح أو (الأزمات الاجتماعية) كما يحلو له أن يسميها؛ يدّعي بأنها أمرٌ حيوي لأي مجتمعٍ يحرص على النهوض، لأنها إذا بقيت في الظلام نمتْ وازدادت!
...، مالي أراكِ تضحكين –سيدتي-؟! لا بأس فهو قيّمكِ، وتعرفينه عن قرب، كما تعرفين الإسفاف والضحالة جيداً !
أعودُ، وأقول.. ربما أني لستُ عميقَ الفهم كما ينبغي، ولا أجيد الحديث في فن الخرافات بامتياز، لكني سأتحدث في حدود ما انتهى إليه علمي، وسأضربُ لكِ مثالاً.. أستبيحُ (الذوق الرفيع) في سوق ما ستسمعين:
تخيلي سيدتي (العربية.نت) أن شاباً به شذوذ جنسي.. تخيلي أنكِ تشاهدينه يتبادل القبلات مع (شاب) آخر في مكان عام، ثم رأيتِ صحفياً – أيّ صحفي – يُقبِل عليه، ويُجري معه حواراً صحفياً في وسيلة إعلامية يقرؤها الملايين!
ومن ثَم يَنقل عنه بأنه منزعجٌ للغاية من وصف الناس له بالشذوذ، ويطالب باستبدالها بمصطلح (المثليين)!
هل انتهى الخبر عند هذا الحد؟
بل يُجري الصحفي النزيه حواراً آخر مع السيدة (مايا)، وهي بالمناسبة (سحاقية)، حيث يَنقل عنها للملايين ما مفاده.. أن علاقة المرأة بالمرأة تختلف عن علاقتها بالرجل، بل وتؤكد أن الرجل لا يمنحها الإحساس نفسه بالرقة والنعومة!! فضلاً عن ذكوريته المفرطة، وعنجهيته!!
هل هذا كل شيء؟!
تخيلي أن الصحفي تجاوز كل ذلك، وقام بحضورِ وتغطيةِ أنشطةِ جمعيةٍ لبنانيةٍ (شاذة)، تدافع عن (المثليين)، وتحاول إعلاء صوتهم المضطهد، ثم أفرد عدة صفحات في وسيلته الإعلامية لتغطية أخبارهم، ونشر بياناتهم!
تخيلي سيدتي لو فعل ذلك أحد الصحفيين، ثم ادّعي بأن ذلك يعد من (تسليط) الضوء على (الأزمات) الاجتماعية بقصد علاجها !
أقول هل ننعته بالعقل والفهم.. فضلا عن أن نصدقه؟!
حسناً.. ماذا لو كانت فِعال هذا الصحفي ليس من تباريح الخيال، ولا من شعوذات الكهان، تخيلي لو أنه ينتسب إليك سيدتي، (العربية .نت)؟!
وماذا لو تمادى هذا الصحفي؛ وقام بنشر خبرٍ يقول: " كاتبةٌ عربيةٌ تدعو المسلمين للاجتهاد في زواج المتعة والمثلية"
أو خبرٍ نحو: "رولا: هي واحدة من سحاقيات كثيرات، يَنشطن في الجمعية –التي ذكرنا خبرها- تدعو إلى إلغاء قانون لبناني بحق المثليين، لأن فيه انتهاك لخصوصية الأفراد، وإنكار لحقوق الإنسان الأساسية، وإلغاؤه يقلل من الإضطهاد في حق الشواذ"
أو حتى خبراً وقحاً من صياغة محرر الموقع: " صارت المثلية الجنسية واحدة من المحرمات التي (يسهل) كسرها في لبنان، فالمثليون والسحاقيات بدأوا في الخروج من نطاق السرية، ويعيشون حياة متحررة، بعيدة عن الضغوط (التقليدية) للمجتمع الشرقي!"
أوخبراً ساخناً يحتل واجهة وسيلته الإعلامية مثل : "السيناتور الأمريكي كريج؛ اعترف بإبداء رغبته في ممارسة (الشذوذ) مع مسافرٍ، في مرحاض عام بإحدى المطارات، ثم اكتشف أنه ضابط شرطة"
وماذا بعد؟!
ينشر أيضاً هذه الصحفي بياناً في (نهار رمضان) للجمعية اللبنانية الشاذة، تزعم فيه أن الشاذين جزء لا يتجزأ من الثقافة العربية، وآدابها، وشِعرها، وهم غير راضون عن العديد من الدول القمعية التي تضيق عليهم من أجل (موروثات دينية)، بل إن عزل الشواذ عن محيطهم (الطبيعي) ما هو إلا اضطهاد وجهل مطبق !
ما رأيك –سيدتي- لو أن هذا الصحفي بالغ قليلاً، وقام باستضافة أحد الروائيين الشاذين، وأجرى معه حواراً مطولاً نشره على الملايين، قال فيه عباراتٍ.. معاذ الذوق أن أسوقها !
هل هذا كل شيء؟!
طبعاً لا، فقد اخترتُ بعض الأمثلة العشوائية –فقط- من سلوك هذا الصحفي، وأعرضتُ عن الكثير من تغطياته الشاذة، وتسويقه لجهاتٍ يدين لها بالولاء، أعرضتُ عنها خشية الإطالة، فكما عهدتكِ ضنينة جداً بوقتك.
طبعاً.. كل ما فعله هذا الصحفي هو لأجل (العلاج)، ويزيد دكتورنا الكريم عمار بأنه يبتغي من صنيعه التقرب إلى الله، والبحث عن رضوانه، وفق منهج النبوة، والخلافة الراشدة، وزيادة على ذلك فهو يبرر نشر مثل هذه الفضائح بقوله: " لو وفقني الله لحماية إنسانة من الاغتصاب.. لكان ذلك تعويضاً كافياً لي عن الهجوم الذي أتلقاه أحياناً من الذين يرون في مثل هذه الأخبار نشراً للفاحشة"
ياااه – أقولها ثالثة- وأستعيذُ بالذوق الرفيع من كل ما قال، وإني لآسى عندما أسمعه يزج باسم النبي الكريم في مستنقعه الآسن!
ليته قال غيرها، ليته احتج بسواها !
إن د.عمار بكار يقول: " إن النبي الكريم وخلفاؤه الراشدون تناولوا (كل) حادثة اجتماعية سلبية عن المجتمع النبوي الفاضل، دون أن يقلقوا من الصورة الخارجية التي قد تصل إلى الناس عبر عصور التاريخ.... "
حسناً.. بما أنه تلبّس لبوس الفقيه، وشرع في الاستدلال لمنهجه بالشريعة؛ فسأسأله.. لو قُدِّر له أن يعيش في زمن النبوة، ويُعايش (حادثة الإفك) الشهيرة، فكيف سيكون تعامله مع هذه الحادثة؟! أيبادر إلى تصيُّد كل شاردة وواردة حول الحدث؟!
وهل سيبادر إلى إجراء حوارٍ مطول مع (ابن سلول)، ثم يقوم باستضافته في استديوهات القناة للتعبير عن وجهة نظره في الحادثة؟!
ومن ثم يقوم بنشر إفكه على الملايين، على هيئة مانشيتات مثيرة.. على شاكلة هذا الخبر الذي نشره د.عمار في موقعه: " قبل مقتلها؛ اعترف بأنه عاشرها معاشرة الأزواج في شقة أمها، وشقة أخرى استأجرها" ؟!
وربما لن يُغفل دكتورنا الحصيف أن يأخذ رأي أحد (التربويين) ليعلّق على الحادثة، ليحاول تبرير فجاجة خبره المثير، وأنه لا يقصد بإيراده سوى الإصلاح!
سيدتي.. إني أتشوّف لسماع رأي شيخنا الواعظ على ما سبق، لا لشيء.. إلا لمحاولة فهم أبعاد شخصيته بشكل حيادي، إلا أنني أرجو في هذه المرة ألا يلجأ للاستدلال بشريعة موسى عليه السلام لمحاولة تسويق فكرته، ليكن كأستاذه ومؤدبه؛ واضحاً في السر والعلن، فذلك من شيم (الراشدين) !
دخلتُ في دوامةَ صمتٍ عميقةٍ عنيفة، لم أكن أتحدث، إلا أن أمواجاً فكرية تعصف بي، نظرتْ إليّ (العربية.نت)، وقالت بصوت لم أسمع قط ألطف منه، ولا أرقّ منه: " قد وعيتُ مقالك، فهلمّ للختام"
حسناً سيدتي سأفعل ، ولكني أُفضِّل توجيه مقالي لسماحة واعظنا د.عمار بكار، وأسأله عن سر تلك الصورة التي نشرها في صدر أحد الأخبار التي تتناول الشاذين، حيث كان يظهر أحد الشباب وهو يمسك بيد شاب آخر، في لقطة حميمية شاذة!
سأحسن الظن بواعظنا بالطبع، وأزعم أن ذلك من قبيل السهو " ولو وجدوه لحذفوه، والخطأ وارد"، كما صرح يوماً ما، فموقع (العربية.نت)، وكذا قناة العربية، ومن خلفها مجموعة الـ mbc كلها تسير على (منهاج النبي الكريم)، وعلى (خطى خلفائه الراشدين).
عذراً.. ليس هذه ما أردتُ أن أختم به –سيدتي- بل سأتجاوز ذلك كله، لأسأل دكتورنا عمار سؤالاً شخصياً نوعاً ما، وله الحق في عدم الإجابة:
تم نشر دعوةٍ خاصةٍ على صفحات موقعكم من قبل (السيد) جورج قزي مسئول جمعية الشواذ في لبنان، حيث طلب منكم زيارة مكتبهم في (بيروت) بهدف الاطلاع على (أنشطتهم) عن كثب، وربما لعقد شراكة استراتيجية بين الطرفين.
سؤالي: هل ستذهب يا دكتورنا العزيز؟! وهل ستلبي دعوة هذه الجمعية الشاذة؟!
شخصياً.. أنصحك بعدم التردد في الأمر، اعقلها وتوكل، فأنتَ صاحب مبدأ ورسالة، وستكون زيارتك لهم من باب (تسليط) الضوء على هذه (الأزمة) الاجتماعية، والمساهمة بقوة في سبيل علاجها.
بكل تأكيد.. الالتقاء بأولئك (الشواذ)، وإطْلاع الخلق على (شذوذاتهم)، سيكون –حتماً- وفقَ منهاج النبوة، وعلى خطى الخلافة الراشدة!!
محمد بن صالح الشمراني – الظهران
[email protected]
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=6904 (http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=6904)
أبو العلا
13-01-09, 05:23 PM
تقرير: شهادات الكواليس .. هكذا تخوض "العربية" المعركة ضد غزة
التاريخ: 16/1/1430
المختصر / في البدء كان الخبر العاجل، ثم توالت الصور، وتعاقبت التحليلات والتخمينات والمضاربات، وتوالت الأنباء المنسوجة خلافاً للواقع.
إنها قناة "العربية"، عندما تخوض معركتها ضد غزة، على طريقتها الخاصة تماماً. بلغ الحنق ببعض العاملين فيها مبلغه. فالخط التحريري الذي تفرضه الإدارة المعادية للمقاومة والمتعاطفة مع نهج المحافظين الجدد المنصرفين عن الحكم في واشنطن؛ يجعل الأصوات المكتومة تبوح بما لم يعد سرّاً في الواقع. فحتى إدارة بوش تنقلب على عقبيها، دون أن ينقلب هؤلاء المسؤولون عن نهجهم.
"تخيّل، تخيّل معي، إنهم قتلى، كل هؤلاء قتلى، لا يجوز لنا أن نتحدث عن شهداء، نحن نتحدث عن قتلى ولو كانوا أطفالاً رضّعاً. محظور أن نصف أياً من هؤلاء الضحايا في قطاع غزة بالشهداء، ذلك خط أحمر، حتى كلمة الضحايا مُستبعدة من قاموسنا".
"الخط الأحمر" الذي يشير إليه الموظف الذي يرفض الإفصاح عن اسمه، ليس في الواقع سوى واحد من خطوط حمراء كثيرة. هي التعليمات التي "تهبط من أعلى"، حيث الإدارة التي تفرض القيود والاشتراطات. تتمسّك إدارة الأخبار بالتعليمات الصارمة، ويتقبلها بعض الموظفين الذين تم اختيارهم بعناية كي يتوافقوا مُسبقاً مع المسار الذي سيدورون فيه، لكنّ موظفين آخرين لا يشعرون بالارتياح إزاء ما يُطلب منهم.
"تخيّل مراسلاً أو مُراسِلة، يعيش تحت القصف، ويعاين الدماء والأشلاء، ولا يُسمح له أن يصف ما يجري بأنه عدوان أو مجازر". يضيف الموظف "بلغ السيل الزبى، ففي "العربية" تكون الأفضلية للمواد والأخبار والصور والتعليقات التي توافق تفضيلات الإدارة. ما يسيء للمقاومة، ويغمز من قناة "حماس" هو المرغوب، ولك أن تتخيّل الكوارث المهنية التي تحدث. في أول أيام العملية العسكرية الإسرائيلية لم نجد سوى أن نتلقّف إشاعات ساذجة مثل خبر ضرب السجن وسقوط عشرات القتلى داخله. هي قصّة منحناها وقتاً واهتماماً زائدين، ثم تبيّن للجميع حقيقة الاختلاق في القصة. بالطبع لم نجرؤ على تكرار القصة في الأيام التالية. كان ذلك باعثاً على السخرية بكل معنى الكلمة".
يشير المتحدث في هذا الصدد إلى أكذوبة سقوط عشرات الضحايا من السجناء في سجن غزة المركزي، والتي تلقفتها "العربية" على ما يبدو عن إعلام "سلطة رام الله" وتلفزيونها الهزيل.
فضيحة المشاهد المزوّرة
في غمرة هذا الارتباك الذي تعانيه قناة كان يُخطَّط لها أن تكون الأولى عربياً؛ يشرح الموظف، كيف تتزايد الضغوط النفسية على العاملين في القناة في هذه الأيام تحديداً. يقول الموظف "هل كان هناك من يتصوّر أن تتجاوز الحرب (على غزة) أسبوعاً أو عشرة أيام؟ لا أحد كان يتوقع ذلك ربما. لهذا اتجهت القناة إلى التسرّع في عرض ما يحققه الإسرائيليون على الأرض، بما يوحي وكأنها عملية متدحرجة سريعاً. كان الترقب بالطبع للعملية البرية، الأنظار تتطلّع إليها، لذا جرى الإيحاء وكأنها ستمضي بشكل سلس رغم بعض الصعوبات. ما الذي حدث في تلك الليلة (ليلة بدء المرحلة البرية من العدوان)؟ يومها كان التلاعب في ذروته، وسأشرح لك".
في مساء السبت، الثالث من كانون الثاني (يناير)، بدأت المرحلة البرية بالفعل، استنفرت "العربية" طواقمها، وجاءت المشاهد الأولى لتعطي الانطباع بالإنجازات الإسرائيلية السهلة.
"سأضعك في صورة الموقف، لتعرف حجم التلاعب. لنفترض أنك مشاهد عادي، يجلس في مكان ما، داخل غزة، أو رام الله، أو عمّان، أو بيروت، أو القاهرة، أو نواكشوط. ستسمع أنّ العملية البرية الموعودة بدأت. لن تكون محظوظاً لو صادفت قناة "العربية" عندما تفتح التلفاز، فستجد جنوداً إسرائيليين مدججين بالسلاح يتقدّمون بدون خوف في قلب غزة، وستجد آليات عسكرية إسرائيلية تتقدم هناك بلا مقاومة. ماذا ستقول في نفسك؟ ستقول إنها نزهة عسكرية! ستقول مستغرباً: أين هي المقاومة ووعيدها؟ وستقول أيضاً: أين الذين سيزلزلون الأرض تحت أقدام الغزاة؟. أعني أنّ الرسالة واضحة تماماً للمشاهد العادي، فالتقدم الإسرائيلي يتواصل، دون إعاقة. لكنّ الحقيقة مختلفة تماماً".
يشرح الموظف كيف تمّ الأمر، وكيف جرى حبك التلاعبات في مطابخ "العربية". كان القرار بمجرد بدء المرحلة البرية، يقوم على ترك ثلاثة عناصر تتفاعل في ما بينها لتحدث التأثير المطلوب في إحباط الجماهير العربية: عنصر المشاهد المتحركة، وعنصر الكتابات النصيّة التي تظهر على الشاشة، وعنصر التعليقات التي تجري في الاستوديو على ما يجري.
أخطر ما في الأمر هي المشاهد المتحركة والكتابات النصية. فالمشاهد تم أخذها من الدعاية العسكرية للجيش الإسرائيلي، تم تلقفها باهتمام، وبثتها "العربية" مباشرة، حتى دون أن يُقال للمشاهدين حقيقة مصدر الصور، وأنها دعاية حربية لاستهلاك الجمهور الإسرائيلي بقدرات جيشه.
لم يتم قول الحقيقة، بل جرى الكذب على المشاهدين بشأن مسرح تلك المشاهد. كانت تجري في الواقع في مكان آخر غير الذي قالته "العربية".
كانت المشاهد في الحقيقة لقوات الاحتلال، مشهد لجنود راجلين من قوات النخبة "غولاني" ومشهد لجنود من القوات ذاتها يأخذون مواضع على الأرض في حالة من التهيّؤ والاستعداد، ومشهد ثالث لآليات عسكرية تتقدم بلا اعتراضات.
الحقيقة أنّ هذا كلّه كان يجري خارج قطاع غزة، ولم يكن داخل القطاع بأي حال. لكنّ قناة "العربية" قالت للمشاهدين "نرى الآن هذه المشاهد التي تأتينا من غزة"، ولم تقل إنها لتقّدم القوات الغازية باتجاه قطاع غزة. استمرّ بث تلك المشاهد ساعات مطوّلة بلا كلل أو ملل، حتى حلّ الصباح، مع تعليقات القناة بالنص المكتوب والمنطوق عن أنها تجري في غزة بالفعل.
ولتشكيل الانطباع المضلِّل، تطلّب الأمر تكرار المشاهد الثلاثة القصيرة آلاف المرّات، بالانتقال من الجنود الراجلين، إلى الآليات المتقدمة، إلى الجنود المتموضعين أرضاً، وتتكرّر الاسطوانة ذاتها حاملة مشاهد الدعاية الإسرائيلية المرّة تلو الأخرى.
بالنسبة لقناة "العربية" فإنّ هامش التلاعب يبدو واسعاً، بل واسعاً جداً، ولا قيمة للمهنية. هنا تتقمّص القناة تجربة "فوكس نيوز" الأمريكية الصهيونية، بكل ما فيها من فضائح مهنية تزكم الأنوف.
التعويل على التلاعب، حسب ما يكشف الموظف ذاته، يبدأ من الخلط المحبوك بعناية بين كلمة "غزة"، وكلمتي "قطاع غزة". في الإعلام الغربي يتم الدلالة على قطاع غزة بكلمة "غزة"، ولكنّ الجمهور العربي يدرك أنّ "غزة" هي المدينة، وليست القطاع بالكامل الذي يضمّ مدناً ومخيمات وبلدات أخرى. هذا في الأحوال العادية، "فما بالك بوقت الحرب، فالتقدّم والتراجع لا يقاس بالاختصارات والألفاظ الموجزة، لا تستطيع أن تقول إنّ القوات الإسرائيلية الآن تحتلّ غزة لأنها تسيطر على بعض أراضي القطاع، لأنّ الدلالة واضحة تماماً، فغزة هي المدينة هنا، ولا شيء آخر، ومن المثير للسخرية أن نضطر لشرح هذا"، يقول الموظف.
لكنّ المثير للسخرية أن تقول "العربية" لمشاهديها إنّ مشاهد الآليات المتحركة، والجنود الراجلين، وأولئك المنبطحين، هي من "غزة". ومع ذلك، فهذا ما تمّ بالفعل طوال اثنتي عشرة ساعة على الأقل من بدء المرحلة البرية، أي حتى صباح الأحد الرابع من كانون الثاني (يناير).
كانت فضيحة مشاهد الجيش المتقدِّم بسهولة تأتي تحت شريط توضيحي مكتوب عليه "غزة قبل قليل". بمعنى آخر: اكتسح الإسرائيليون القطاع، وانهار كلّ شيء، و"تصبحون على خير"، كما يقول الموظف بصيغة اختلطت بها السخرية بالمرارة.
ما الذي يمكن قوله اليوم، بعد انقضاء أكثر من أسبوع على بدء المرحلة البرية الموعودة؟ ماذا لو أعادت "العربية" بثّ تلك المشاهد وكتبت فوقها "غزة قبل عشرة أيام". يجيب الموظف على السؤال الذي طرحه بنفسه بالقول "ستكون تلك فضيحة، ومن حسن الحظ أنّ ذاكرة الإنسان ليست مصمّمة لتستذكر كلّ صغيرة وكبيرة، وإلاّ لكان وضعنا حرجاً أكثر مما نحن فيه الآن".
المراسلون يخرجون عن صمتهم
يتابع الموظف "مراسلو "العربية" يقومون بأعمال جبّارة، يتعقبون الأحداث، يتفوقون أحياناً على مراسلي "الجزيرة" رغم عدم التكافؤ العددي. جهود مراسلينا تضيع لأنّ القناة لها سياستها الصارمة".
ويضيف الموظف "يبدو الأمر باعثاً على التهكّم عندما تضطر مراسلتنا في غزة وعلى الهواء مباشرة إلى تكذيب ما تقوله القناة. ولك أن تتخيّل ما يعنيه ذلك!".
يقصد الموظف بإشارته هذه، تعليقات المراسلة حنان المصري، التي أخذت لا تتردّد في تصويب بعض ما تورده المحطة التلفزيونية المثيرة للجدل من أنباء لا أصل لها. المشكلة الفنية تعود إلى غرفة الأخبار، لأولئك الجالسين في "الغاليري"، حيث تتم صياغة عبارات مضلِّلة، بل صارخة التضليل أحياناً، لتوضع إما ضمن شريط "العاجل"، أو شريط التوضيحات، والأمثلة عصيّة على الحصر.
أحد تلك الأمثلة ما شهده مساء الجمعة، التاسع من كانون الثاني (يناير)، عندما برز فجأة نبأ "عاجل"، على الطريقة التي تفضِّلها إدارة الأخبار بقناة "العربية"، أي طريقة "الصدمة والترويع"، التي توحي وكأنّ الاكتساح الإسرائيلي قادم، وتكشف ربما عن تمنّيات أكثر من كونها وقائع. يقول النبأ العاجل الذي ظهر فجأة، إنّ "الدبابات الإسرائيلية تتقدم باتجاه داخل غزة".
يشرح الموظف "لو غادرنا الشاشة؛ ما الذي كان يجري في الواقع؟ كانت هناك أنباء عن تحرّكات تقوم بها آليات الجيش الإسرائيلي على تخوم قطاع غزة، في المناطق التي انتشرت فيها تلك الدبابات والآليات سابقاً، وربما محاولة تلك الآليات التقدّم نحو مساحات إضافية داخل القطاع".
أخذت "العربية" تقول إنّ الدبابات "تتقدم باتجاه داخل غزة". العبارة المفعمة بالتضليل، أخرجت المراسلة حنان المصري عن صمتها، بدت ساخطة عندما طالبت المسؤولين في غرفة الأخبار بالتعديل، أكّدت أنه نبأ "غير دقيق" و"مخالف للواقع". الصحفية الواقعة في قلب الميدان تدرك ما تعنيه مثل هذه المزاعم "العاجلة"، ولذا سارعت إلى القول "هذا يتسبّب في إثارة هلع الناس هنا في غزة، علينا أن ننتبه إلى هذا".
لم تبتعد المراسلة حنان المصري عن الواقع كثيراً، باستثناء أنّ قلّة من المشاهدين في القطاع يتذكّرون قناة "العربية"، إن تمكّنوا من متابعة التلفزة من أساسها بسبب انقطاعات التيار الكهربائي. الواقع الذي تقصده المراسلة، هو أنّ الشريط الأحمر الذي يقفز إلى الشاشة فجأة باسم "عاجل"، مؤهّل لأن يثير الفزع، إذا ما جاء بعبارة تبشِّر المشاهدين بأمنيات مسؤولي "العربية" بانهيار المقاومة (المسلّحين) وأنّ دبابات "الجيش الذي لا يُقهَر" باتت تنتظرهم على ناصية الشارع.
أزمة تتفاقم .. بالبثّ المباشر
مضت الليلة، والليلتان، والليالي الثلاث، ولم يتحقق ما بشّرت به "العربية" مشاهديها، فلا "الدبابات الإسرائيلية تقدّمت باتجاه داخل غزة"، ولا المهمّة اكتملت. لكنّ إدارة القناة المثيرة للجدل متمسِّكة بنهجها الحديدي في التعامل مع الموقف الميداني، وإضفاء أحكامها المسبقة على المشهد. لذا فهي لا تتوانى في منح الانطباعات بوجود إنجازات يحققها الجيش الإسرائيلي، وهكذا تلقفت يوم الأحد، الحادي عشر من كانون الثاني (يناير) بعناية، تصريحات حكومة أولمرت بأنها تحقق "انتصارات" في قطاع غزة.
مثال آخر من مساء الأحد، الحادي عشر من كانون الثاني (يناير). فشريط "عاجل" ظهر على شاشة "العربية" مرة أخرى ليتحدّث عن تقدّم للقوات الإسرائيلية نحو غزة. يتحدث المراسل زياد الحلبي من مكان قريب من شمال قطاع غزة، ثم يأتي دوْر المراسلة حنان المصري، التي تقف مباشرة تحت طائرات الاحتلال، لتؤكد من غزة أنّ ما يأتي عبر القناة من مزاعم "غير دقيق"، ولا صحّة لما تم إيراده. يثور سوء تفاهم بالبث الحيّ المباشر، بين المراسل والمراسلة ومقدم النشرة الإخبارية، كلّ يعقِّب على الآخر بطريقته. يضرب الجالسون في غرفة الأخبار كفّـاً بكفّ، تبدو تعبيرات الحنق هذه الليلة في ذروتها.
في الحقيقة، كان الأمر مجرّد سوء تفاهم. لم يقل المراسل الحلبي ما يستدعي الاستياء، لكنّ رداءة الصوت جعلت المراسلة المصري تحسب أنّ زميلها الواقف قرب حدود القطاع قد أدلى بمعلومات دفعت غرفة الأخبار و"الغاليري" لنشر المعلومة "العاجلة" التي تظهر أمامها على الشاشة. لكنّ المعلومة تم اختلاقها في مطبخ "العربية"، ولا دخل للمراسلين فيها من قريب أو من بعيد.
تلاعبات .. وإفراط في الانتقائية
حجم التلاعب في ما تبثّه "العربية" لا يقتصر على الانتقائية المفرطة في نوعية الأخبار، وضيوف البرامج، وما يجري التركيز عليه من التصريحات والأحاديث والمؤتمرات الصحافية. بل يأخذ التلاعب شكلاً صارخاً في بعض البرامج الوثائقية وغيرها من البرامج الدورية. تكفي هنا ملاحظة البرنامج المخصّص لاستعراض المقالات الصحافية المنشورة في وقت الحرب على غزة. لا يحتاج الأمر للمراهنة، فالقصاصات مكرّسة لتعزيز حرب القناة على غزة. لا تكفي الصواريخ والقذائف التي يمطر بها جيش الاحتلال أنحاء القطاع، فالقناة تشحذ سيوفها وخناجرها على طريقتها الخاصة، فيجري اقتناص المقالات والأعمدة المكرّسة لتشويه المقاومة، والتي تستأثر بالطبع بحركة "حماس" بصفة خاصة.
تحت القصف الحربي ثمة معادلة تقول: عليك أن تختار أن تكون في أحد مربّعين لا ثالث لهما، هذا الطرف أو ذاك. تختار "العربية" الوقوف ضد المقاومة، على طريقتها الخاصة، لكنها لا تقول بالطبع إنها مع العدوان، فهي لا ترى عدواناً في الأساس، ما تراه هو "هجوم"، و"اشتباكات".
تستنفد القناة كلّ ما بوسعها للمضيّ بعيداً في هذا الاتجاه. وبالنسبة للبرنامج المخصّص لاقتباسات المقالات الصحفية يمكن توقّع ما سيأتي في اليوم التالي سلفاً: معلِّقون جميعهم حانقون على المقاومة، غاضبون على "حماس"، يذرفون دموع التماسيح على معاناة أهل غزة ودمائهم، ويطالبون عملياً بما يضغط باتجاهه ثلاثيّ الحرب: أولمرت، باراك، وليفني. اقتباسات "العربية" تمنح الأفضلية لكاتبي الأعمدة المقرّبين من القناة، وبعضهم يضع قدماً فيها وأخرى في مؤسسات صحفية تتناغم معها.
أمّا ضيوف البرامج، فثمة أولوية للحوارات المطوّلة مع أشخاص خارج المشهد. ليس المقصود سلام فياض مثلاً، أو نايف حواتمة الذي تحوّل إلى ضيف مفضّل بمجرّد مباركته المبادرة المصرية المدعومة فرنسياً والمُقرّة إسرائيلياً. بل ضيوف أكثر وطأة على المشاهدين، يجري استدعاؤهم في التوقيت الخاطئ تماماً.
بعد ظهر السبت، السابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر)، كان دويّ ضربة "الصدمة والترويع" المفترضة على قطاع غزة لا زال يتردّد بأصدائه في غرفة الأخبار بمقرّ "العربية". جرى البحث عن ضيف نَسِيَه المشاهدون، ليخرج في لحظة قدّرت إدارة التحرير بأنها قد تكون حاسمة بالنسبة لقطاع غزة. هذه هي القصّة المختصرة لظهوره: محمد دحلان، القيادي الأمني السابق المتورِّط في ملفات يصعب حصرها، بحسب "فانيتي فير" على الأقل. لكن الإنصاف يقتضي الكشف عن الجانب الآخر من المشهد: فدحلان ذاته كان يسعى من جانبه، كان يشقّ القنوات إلى الإعلام، ولم يجد في البدء سوى "العربية" ليظهر عليها كمن يصعد على أشلاء غزة، متحدثاً دون التخلِّي عن ربطة عنقه المنتقاة بعناية لمثل هذا اليوم.
يشرح الموظف "كرّسنا أغلى ساعات البثّ لحوار مملّ مع ضيف كريه في عيون معظم المشاهدين، استضفنا دحلان في حوار مطوّل بينما كانت غزة تنزف الدم. كأننا نقول للمشاهدين: جئنا بالحاكم القادم لغزة على ظهر الدبابة الإسرائيلية، تخيّل بربِّك؟!".
"الهجوم على غزة" .. وحرب الفيديو
للمصطلحات في "العربية" أهمية خاصة. ليس ذلك استثناء للقناة المثيرة لاستياء قطاعات عريضة من المشاهدين. فلكل قناة مصطلحاتها، لكنّ مصطلحات "العربية" تتفق مع اتجاهات التلاعب التي تستسيغها الإدارة.
من بين ما خرجت به القناة عنوانها العريض "الهجوم على غزة". هو ليس عدواناً إذاً، وليست حرباً كذلك. "كلمة الهجوم تجعلك أمام ما يُشبِه أفلام الحركة (الأكشن)، فالبطل عندما يهجم تنظر للأمور من زاويته، وترجو لو أنّه سيحرز النصر، ولو كان شرساً. الهجوم يضع مدخل الأحداث من زاوية المهاجِم (بكسر الجيم) وليس المهاجَم (بفتحها). وهو يعطيك الانطباع بأنّ الاكتساح الإسرائيلي قادم، ولا يشعرك بالطبع بالمظلمة والمأساة والكارثة"، وفق ما يشرح الموظّف.
لا تبدو تقديرات الموظف الحانق معزولة عن سياقها. فهو يشرح الأمر من زاوية التأثير النفسي، "خذ على سبيل المثال الترجمة العملية لعنوان "الهجوم على غزة"، وكيف يضعك في خانة السوبرمان (الرجل الخارق) القائم بهذا الهجوم، أنت تتعامل مع المساحة التي أمامك والتي اسمها قطاع غزة وكأنك في لعبة فيديو، تقوم بالضغط على الأزرار لتجد المناطق تتفجّر على الشاشة. هذا تماماً ما تفعله "العربية"، تأتي بالصور الدعائية الخرقاء التي يروِّجها الجيش الإسرائيلي، عن عملية استهداف قطاع غزة بالفيديو، وتنشرها العربية كلّ يوم. بالطبع عليك في لعبة الفيديو أن تأمل أن تصيب الهدف، وهكذا تستدعي الشعور ذاته في شاشة العربية: ها قد أصابت الهدف، ها هو يتفجّر. السؤال: أين المشهد الإنساني على الأرض؟! هل يساعد هذا الأسلوب المفضّل لدى القناة دون سواها من قنوات العرب على أي تعاطف مع الضحايا؟!".
وفي سوق المصطلحات، تتمادى "العربية" في استدعاء المفردات الاستثنائية من قاموسها الخاص بالتحرير الإخباري. القنوات الأخرى تتحدّث عن نشاط المقاومة، فتتعدّد التعبيرات، مثل "المقاومة تتصدّى"، أو "المقاومة تخوض معارك"، أو "رجال المقاومة يشتبكون مع الجنود الإسرائيليين"، أو غير ذلك. لكنّ سياسة "العربية" تمنح الأولوية لوصف ذلك بمفردة "الاشتباكات".
"المطلوب أن نقطع الطريق على تعاطف الجمهور العربي مع ما يجري، هي مجرد "اشتباكات"، بين طرفين متكافئيْن، فهما "يشتبكان" .."، كما يقول. في هذا السياق يأتي الموظف على أمثلة أخرى، "كما قلت لك، لا يجوز لنا أن نتحدث عن شهداء، نحن نتحدث عن قتلى ولو كانوا أطفالاً رضّعاً أو أمهات حبالى. ليس مسموحاً أن تقول عن هؤلاء الضحايا إنهم شهداء، هذا محظور في "العربية"، ولن تعثر ببساطة على كلمة شهيد سوى ما جاء على هيئة زلاّت ألسن المراسلين".
مَشاهِد ثمينة .. إلى سلّة المهملات!
يؤكِّد الموظف الحانق "لك أن تتخيّل حجم التقارير والمشاهد التي تمتنع القناة عن بثها. مشاهد يبعث بها المراسلون المعتمدون، وينتهي بها المطاف إلى هذا الأرشيف أو ذاك، أي لنقل: سلّة المُهملات عملياً. ليس مطلوباً ما يرفع الروح المعنوية، بل العكس إن توفّر. هذا أصبح معروفاً، ولذا فالمراسل أو المراسلة يمارس رقابة ذاتية ابتداءً، ورغم ذلك فعليه أن يتوقع التعامل مع المَشاهِد التي يبعث بها حسب معايير القصّ والتعليق التي تجري في المركز. ولك أن تتخيّل المفاجآت".
ويضيف الموظف "ما هو الحدث الذي يحرِّك الناس اليوم؟ غزة. ما هو الحدث الذي يحرِّك الجماهير في الشوارع؟ غزة. لكنّ القناة لم تكن تفضِّل على مدى أيام متعاقبة تغطية المظاهرات. لا تريد القناة تصوير الغضب الذي يتصاعد في كل مكان. بل في الأيام الأولى من الحرب كان يجري بثّ برامج وثائقية عن الأعاصير والكوارث الطبيعية وغير ذلك، مع تجاهل الإعصار الجاري في غزة، والكارثة المستمرّة هناك. الرسالة واضحة من تجاهل المشاهد المأساوية للفلسطينيين في غزة، فهو كما نقول No comment is a comment (اللاتعليق هو تعليق) فالتجاهل الذي حاولت القناة أن تحافظ عليه في الأيام الثلاثة الأولى كان يحاول أن يصرف أنظار المشاهدين عن غزة، وإشعارهم أنّ الأمر ليس على تلك الدرجة من الأهمية التي تستدعي الغضب. لكنّ الواقع فرض نفسه في نهاية المطاف، واضطرت القناة للتراجع، رغم أنها مشغولة بشكل زائد بأسواق المال وأخبار كأس الخليج في مسقط. نحن نخسر المشاهدين بهذه الطريقة، وطبعاً نكسب اللعنات، مزيداً من اللعنات".
تراجع القناة اتضح من خلال إبراز تقرير يومي عن المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، لكنّ هذا لا اعتراض جوهرياً عليه بالنسبة للإدارة. فالمطلوب إظهار الألم كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة لمشروع المقاومة. لكن ليس مطلوباً لفت الانتباه إلى صمود هؤلاء المتألمين في قطاع غزة، وثباتهم، وما يقولونه من عبارات الصبر والاحتساب وتوعّد الاحتلال.
التراجع الآخر بدا في انهيار "فيتو" القناة على تغطية المظاهرات الساخطة على المجازر، لكنها تقوم بانتقاء الساحة التي تجري فيها المظاهرات بموجب حساباتها الخاصة، وتقوم كذلك بالتركيز على جزئيات معيّنة مما يجري في ميادين التظاهر. والأهمّ أنّ تقارير المظاهرات لا تنقل للمشاهد حرارة الغضب الذي يشتمل عليه فعل التظاهر، فيجري التنقل السريع بين المشاهد كي تصل رسالة مبتورة. وغالباً ما يتم تغييب صوت المظاهرة وصخبها، عبر تدخّل مقدم النشرة الإخبارية بصوته من الاستوديو، دون أن يكون ذلك أمراً عابراً.
نكتة سمجة
يقول الموظف "كل الزميلات والزملاء سمعوا بالنكتة السمجة، بأنهم يعملون في قناة "العبرية". أصبحت تلك متداولة في أوساطنا الاجتماعية، وعليك إما أن تضحك عليها أو أن تدفع الاتهام عن نفسك. هي نكتة تظهر بين الحين والآخر، خاصة في حرب 2006 (حرب تموز على لبنان)، وهي الآن تعود مع أحداث غزة".
لكن هل يتفق الموظف مع وصف "العبرية" أم يختلف؟ لم يحسم أمره في الحقيقة. "انظر معي، المسألة صعبة، يصعب القول إنها عربية أو عبرية، كان عليها على الأقل أن تكون محايدة، موضوعية، غير منحازة، تعرض الحقائق بلا تلاعب. لكن لدينا حقائق تثير السخط والغضب، ولا أبالغ في ذلك. الإعلام الإسرائيلي يقول إنّ الحرب تستهدف "حماس"، والقناة تقول مثل ذلك. الإعلام الإسرائيلي يقول عن المقاومة "مسلحي حماس"، ونحن لا نجرؤ على القول إنهم مقاومون، بل مسلّحون، مجرّد مسلحين، أي لا لون لهم ولا طعم".
ويضيف "الذي يقوم بالسطو على متجر هو مسلّح، والذي يرتكب جريمة قتل هو مسلّح أيضاً، أفهِمت؟!. لذا فمن ذا الذي يتعاطف مع مجرّد مسلّحين؟!. هذا هو المغزى. لكن الفارق مهمّ أيضاً، ففي "العربية" أناس لديهم كفاءة ويحرصون على المهنية، وبالطبع لن يقبلوا بالعمل مع قناة إسرائيلية، حتى لو نطقت باللغة العربية، وهذا فارق مهم، أي أنّ الموظفين يشعرون في النهاية أنهم يعملون مع قناة عربية، وهم معذورون بدرجة ما، ويحاول بعضهم مقاومة التعليمات".
يتحدّث الموظف عن جانب آخر يسترعي عنايته، ويثير ريبته، "نحن نلاحظ أنّ بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تستحسن على ما يبدو بعض ما نقدِّمه للمشاهدين، فيتمّ الاقتباس عنّا، ليس من النادر أن تجدهم في الإعلام الإسرائيلي يقولون "العربية قالت"، و"العربية كشفت"، و"العربية بثّت"، وكلّها تقارير تنال من المقاومة و"حماس"، كأنهم ببساطة يَرَوْن في ما نفعل خدماتٍ مباشرة أو غير مباشرة للدعاية الإسرائيلية. هناك نقطة يلتقون فيها مع "العربية"، أو بالأصح تلتقي هي معهم فيها. لا أستطيع إنكار ذلك".
مع ذلك؛ يخلص الموظف إلى القول "المشكلة ليست في المراسل أو الموظف، أو مقدم البرنامج المغلوب على أمره، بل بعضنا يعاني وبعضنا مكبوت وبعضنا يندب حظّه، وإن استحسن زملاء آخرون هذا الحال، وانساقوا معه وأبدعوا حقاً في المسار المحدّد. المشكلة تبقى في الجالسين في المكاتب العلوية، في التعليمات، أي في المؤسسة باختصار، هل تفهَم؟!".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=8248 (http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=8248)
طالبة عفو ربى
13-01-09, 06:48 PM
جزاك الله خيرا أخى الفاضل ورفع قدرك
بدأت حملة مكثفة على قناة العربية بهدف مسح القناة والتي تم تسميتها من قبل منظمي الحملة " بحملة مسح قناة العبرية " وقد عمد منظمي الحملة على تصميم مجموعة من الصور وإرسالها بالبريد الإلكتروني لأكبر عدد من الأشخاص بغرض مسح القناة من أجهزة الاستقبال ،
الحملة والتي بدأت تحديداً بعد الهجوم الصهيوني على غزة جاء كما هو واضح من الصور كردة فعل على تناول العربية للأحداث الدائرة هناك ،
وقد استاء القائمون على الحملة من تسمية قناة العربية للشهداء الفلسطينيين بـ "القتلى " بخلاف قناة الجزيرة والتي لم تغير مصطلح " شهداء " على ضحايا القصف الصهيوني من الشهداء في غزة .
مجموعة من الصور التي تم تداولها الأيام الماضية :
http://upload.traidnt.net/upfiles/k5N60749.jpg (http://upload.traidnt.net/)
http://upload.traidnt.net/upfiles/SNg60906.jpg (http://upload.traidnt.net/)
http://upload.traidnt.net/upfiles/vjS61220.jpg (http://upload.traidnt.net/)
http://upload.traidnt.net/upfiles/puL60606.jpg (http://upload.traidnt.net/)
http://upload.traidnt.net/upfiles/XLw60674.jpg (http://upload.traidnt.net/)
http://upload.traidnt.net/upfiles/3w559911.jpg (http://upload.traidnt.net/)
سني محب
13-01-09, 10:27 PM
جزاك الله أخي الكريم على هذا النقل قناة أعظم من العبرية
أبو العلا
14-01-09, 04:11 PM
إخواني الكرام: طالبة عفو ربى ، سني محب
جزاكم الله تعالى خيرا
مشكورين على المرور والتعليق
الفجرالباسم قادم
15-01-09, 06:19 PM
الله ياخذ اعداء السنه المحمديه
امين
أبو العلا
16-01-09, 08:44 AM
مدير (العربية): عشرات الملايين العرب من مشاهدي القنوات كـ (الخرفان ( !
التاريخ: 18/1/1430
المختصر / حاول مدير عام قناة "العربية" الإخبارية عبد الرحمن الراشد، تبرير سلوك قناته في تغطيتها لأحداث غزة، حيث تبدو ممثلة لوجهة النظر الأمريكية في المنطقة، و لا تدعم موقف المقاومة الفلسطينية في حربها ضد الاحتلال الغاشم.
وشن الراشد هجوما عنيفا على بعض القنوات التي وصفها بأنها "تعبوية", وقال: "محطتنا إخبارية، أما الغير فقد جعلوا محطتهم تعبوية، دعائية. والفارق هائل بين محطة إخبارية وأخرى تعبوية، تسخر نفسها لدفع الناس باتجاه هدف محدد بغض النظر عن الحقائق وقواعد المهنة وأصولها ...", على حد قوله.
واتهم الراشد في حوار مع صحيفة عكاظ "جماعات سياسية" بإدارة حملات ضد القناة، بهدف تصفية حسابات خاصة معها، على حد زعمه.
وادعى أن مسئولي حركة "حماس" يراعون "العربية" ويحرصون عليها أكثر من غيرهم، نافياً إغلاق مكتبها في غزة.
وكما وصف الراشد عشرات ملايين العرب من مشاهدي هذه القنوات بـ"الخرفان", وقال: "إذا كنت خروفا عليك أن تشاهد المحطات الأخرى، أما إذا كنت تجد في نفسك صقرا حرا، وتريد معرفة الحدث بتفاصيله الضرورية فإن "العربية" نافذة مفيدة لتشكل رأيك كاملا
كان المركز الفلسطيني للإعلام قد نشر تقريرا وثائقيا حول طريقة تغطية قناة العربية غير المهنية للعدوان الإسرائيلي على غزة و شنها حربا إعلامية ضد المقاومة الفلسطينية . وجاء في التقرير ( حجم التلاعب في ما تبثّه "العربية" لا يقتصر على الانتقائية المفرطة في نوعية الأخبار، وضيوف البرامج، وما يجري التركيز عليه من التصريحات والأحاديث والمؤتمرات الصحافية. بل يأخذ التلاعب شكلاً صارخاً في بعض البرامج الوثائقية وغيرها من البرامج الدورية. تكفي هنا ملاحظة البرنامج المخصّص لاستعراض المقالات الصحافية المنشورة في وقت الحرب على غزة. لا يحتاج الأمر للمراهنة، فالقصاصات مكرّسة لتعزيز حرب القناة على غزة )
المصدر: المسلم
http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=8501 (http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=8501)
ابو عثمان الروقي
17-01-09, 09:12 AM
لعن الله المارينز العربي المنافقين الانجاس
أبو العلا
17-01-09, 04:50 PM
أخلاقيات عبد الرحمن الراشد !
جمال سلطان
(المصريون) : بتاريخ 16 - 1 - 2009
عبد الرحمن الراشد رئيس قناة العربية تحول لدى قطاع كبير من المشاهدين العرب إلى المعادل الإعلامي لمحمد دحلان في الشأن الأمني والسياسي ، من حيث الاتهام بالتواطؤ مع الرسالة الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة العربية وفي الشأن الفلسطيني بشكل خاص ، وقد وصل الحال إلى حد أن أطلق أهل الخليج على قناة العربية اسم "العبرية" نظرا لموقفها المخاصم والمعادي للمصالح العربية والنهج المقاوم للهيمنة الإسرائيلية أيا كان مصدره أو منطلقه ، الزميل الصحفي الموهوب عبد العزيز قاسم أجرى حوارا مع عبد الرحمن في صحيفة عكاظ السعودية ، واجهه فيه بمستوى الكراهية الذي حصلت عليه قناة العربية في العالم العربي من جراء مواقفها المتواطئة مع العدوان الصهيوني على غزة فأعطاه درسا مزيفا في حيادية الإعلام وأنه لا ينبغي أن يكون منحازا وأن أصول المهنة تقتضي منه ذلك ، وهو كلام لا وجود له على الإطلاق لا في الشرق ولا في الغرب لا في أمريكا ولا في أوربا ولا عند الصهاينة ، لا يوجد قناة تليفزيونية إخبارية اليوم ليس لها ميول وليس لها موقف وليس لدى القائمين عليها قناعات أو مصالح توجهها ، فقط هي تصرف هذه القناعات والرؤى في صيغ فنية ومهارات تقتضيها أصول المهنة ، وأظن أن المتابع لموقف الإعلام الأمريكي والأوربي من أحداث غزة فقط ، والانحياز السافر للعدوان والطرف المعتدى من خلال اختيار الصور والمشاهد والتعليقات والضيوف واضح ،
وبالتالي فعندما يقدم صحفي سعودي بقناة ممولة من رجل أعمال سعودي وتبث من دبي عندما يقدم نفسه بأنه "نبي الموضوعية والحيادية" في الإعلام العالمي اليوم فهو دجل لا يمكن أن يوصف بغير ذلك ، ومجرد محاولة للهروب من "الفضيحة" التي جعلت المثقفين العرب يصفون قناته بأنها "العبرية" وليست العربية ، وقد حاول أن يلصق مصدر هذا الوصف إلى حزب الله وحسن نصر الله للعب على الوتر الطائفي ، وهو يعلم علم اليقين أن هذا الوصف أول من أطلقه هم أهله وجيرانه ومواطنوه في السعودية ، أنا لن أعيد هنا التناقضات التي أحصاها بعضهم في مقالات منشورة وموثقة والتي تجعله يوجه قناته ذات يوم بأن تصف بعض الأعمال في العراق أو السعودية بأنها اعتداءات وأعمال إرهابية ويصف بعض الضحايا(مثل مراسلة العربية أطوار بهجت) بأنهم شهداء ، في حين أنه يبرر عدم استخدام هذه المصطلحات في العدوان الإسرائيلي على غزة بأن "أصول المهنة" وحياديتها تقتضي عدم استخدام هذه الألفاظ ، المهنة تتذكرها هنا فقط يا عبد الرحمن ؟! ،
كما لن أتوقف كثيرا عند حكاية "الشركة الهولندية" التي جعلت قناة العربية مثل الدجاجة التي تبيض ذهبا كل يوم للراشد وصاحبه حيث لن يمضي وقت طويل قبل أن يعرف الجميع من هو المالك الحقيقي للشركة الهولندية التي تهيمن على انتاج برامج قناة العربية باستثناء برامج الهواء وبرامج قليلة مثل برنامج جيزيل خوري ، وقد اعترف في حواره بأنه المالك لشركة بريطانية باعت أعمالا قليلة للعربية ولم يستح أن يمارس هذا الفساد المالي والإداري الصريح وأن يكون هو البائع وهو المشتري وهو الوسيط وهو السمسار في "بيزنس" خاص بين شركته الخاصة والقناة المؤتمن على أموالها ،
لكني سأتوقف عند وصف الراشد في حواره مع عبد العزيز قاسم لمن يتابعون قناة الجزيرة ويعجبهم خطابها الإعلامي بأنهم "خرفان" لأسأله أن يوضح لنا الأصول المهنية التي أتاحت له استخدام هذا الوصف الإعلامي الرصين لملايين المشاهدين في العالم العربي وغير العربي ، وأن يوضح أيضا ما إذا كانت القاعدة التي استخدمها ستتيح للمختلف مع قناة العربية أن يصف من يتقبلون خطابها أو يصوغونه ويوجهونه بأنهم "خنازير" مثلا ، الراشد تحدى في حواره من يصف قناة العربية بأنها تتبنى الخطاب الأمريكي ، وهذه هي النقطة الوحيدة التي أتفق معه فيها في الحوار ، وأنا مدين بالاعتذار فعلا ، ولكن للأمريكان وليس له ، لأن تغطية قناة العربية للعدوان على غزة كشف بوضوح عن حقيقة أن خطابها هو "صهيوني" بامتياز .
[email protected]
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=58862&Page=1&Part=8 (http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=58862&Page=1&Part=8)
sunni forever
21-01-09, 11:55 AM
النكتة لا يزال البعض يدافع عن عبد الرحمن الراشد و قناته العبرية حتى بعد فضيحته هو و قناته في انحيازهم للصهاينة ضد المقاومة المجاهدة الصامدة في فلسطين
sunni forever
21-01-09, 12:12 PM
المتأمرك عبد الرحمن الراشد
أبو لـُجين إبراهيم - 27/9/2007
يقول المتأمرك عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط عدد اليوم الأربعاء رقم 9290 تاريخ 16 ربيع الأول 1425هـ
( لم تتورع صحيفة عن نقل صور من فيلم جنسي زاعمة أنها التقطت من داخل سجن أبو غريب العراقي، مع أنها لقطات لأناس «سعداء» يمارسون فعلتهم في أرض خلاء، وليسوا وراء قضبان في زنزانة! )
( صحيفة أخرى نشرت روايات كاملة لأناس قالت أنهم عذبوا في نفس السجن، لكن مشكلتها أنها قصص بلا هويات مصورة، يتضح من أسمائها غير العراقية وأوصافها أنها كتبت من على درج المحرر المتحمس. )
قال عنه توماس فريدمان الكاتب اليهودي الأمريكي ولا غرابة !! :
( علينا أن نعي أنهم هناك وأن الحادي عشر من سبتمبر قد شجعهم على الظهور وأنه كلما أسرعنا في إنهاء المسألة العراقية أمكن لنا تهدأت النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وأدى ذلك لاكتساب طرحهم المزيد من الزخم تمنوا لهم التوفيق فهم عبد الرحمن الراشد وعبد الله أبو السمح وأسامة غزالي حرب ، وأفضل من يمكن أن نعلق عليه الآمال بشأن إحداث تغيير من الداخل وهو التغيير الوحيد الذي يهم الجميع ) .
الشرق الأوسط تاريخ 16/ 12/ 2002
التعليق :
لم أعجب لانزعاج الكاتب المتأمرك عبد الرحمن الراشد الذي استغرب فيه انشغال الإعلام العربي بفضائح الأميركيين و الذي دافع عن الانتهاكات الأمريكية لكرامة الإنسان العراقي ومنها ما نشر من صور النساء المغتصبات العراقيات والتي تأكد ثبوتها في كثير من وسائل الإعلام ولولا المحاذير الشرعية لقمت بنشرها مع أنه تم إزالة ما يمكن إخفاءه من العورات وأظن أن الكثير قد أطلع عليها .
هذا المتأمرك قد طـُمست الحقيقة من عينه فهو لا يرى إلا من عدسة الأمريكان لأنه لا يريد أن يبحث عن الحقيقة وهو يرى بلا ألوان ولا يرى إلا ما ترى أمريكا ولا يبصر إلا ما تبصره أمريكا من عدستها الديمقراطية !
فلا عجب فأنت صناعة أمريكية فالحق ما قالت أمريكا والرأي ما قالته ولن أتوقع يوما أن تكون صاحب أمانة أو مهمة أخلاقية إنسانية .
وما علم هذا الأخرق أن فضائح الاغتصاب من قبل القوات الأمريكية لنساء عراقيات قد انكشفت من قبل وسائل الإعلام الأمريكية ليس إظهاراً للحقيقة وإنما أصبح الأمر مفضوحاً من قبل جهات ولجان إنسانية ، ولذلك سارعت بعض الوسائل الإعلام الأمريكية أن تكشف بعض الحقائق حتى لا يقعوا في مظهر المفاجأة لما حدث ! .
وهناك ماهو أبشع مما أعلن وذكر ومما يندى له القلب كمدا وحزنا ، لقد انكشفت بعض هذه الأغتصابات منذ بداية احتلال العراق وهي موثقة من قبل منظمة العفو الدولية ومنظمة الصليب الأحمر ومنظمة حقوق الإنسان الدولية .
ويوجد أدلة موثقة من المعتقلين والمعتقلات معلنة وغير معلنة ممن كانوا داخل هذه السجون عن هذه الانتهاكات الخطيرة لكرامة الإنسان .
والإدارة المجرمة الأمريكية على علم كامل بما يجري في العراق حيث قامت منظمة العفو الدولية في 26 تموز 2003 بتسليم رسالة عاجلة إلى السفير بول بريمر في ذلك الوقت وتم تثبيت جميع حالات اغتصاب لنساء عراقيات ! .
لقد أوضحت التقارير الأوربية أن التقرير الحكومي الأمريكي ورد فيه حدوث عمليات اغتصاب منظمة للنساء وهتك أعراض الرجال، واستخدام الكهرباء وإطلاق الكلاب على المعتقلين المصابين، مشيرًا إلى أن هذه العمليات بلغت حد إجبار المساجين على عدم النوم لأيام متواصلة لإرهاقهم ذهنيًّا وتنفيذ عمليات غسيل مخ لهم، عبر استمرار الضرب المتقطع، وتشغيل مكبرات صوت بالموسيقى، ووضعهم تحت أضواء كاشفة قوية.
ونسأل الله أن يرينا في هذه الدولة الظالمة ومن حالفها عجائب قدرته .
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=582
أبو العلا
21-01-09, 01:09 PM
جزاك الله خيرا أخي sunni forever
لك مزيد الشكر والتقدير لمرورك وإثرائك الموضوع بنقلك الجميل
عفا الله تعالى عني وعنك وعن جميع المسلمين
ابو عثمان الروقي
21-01-09, 02:57 PM
واصلوا يا اخوان واتمنى ان نجمع بقدر الامكان ما قيل عنه هذا الخبيث
واتمنى تثبيت الموضوع حتى يكون مرجع للجميع
sunni forever
22-01-09, 02:53 AM
العجيب فيه ناس تدافع عن عبد الرحمن الراشد و قناته و صحيفته أكثر من دفاعها عن بعض رموز الإسلام قديما و حديثا
و الحمد لله أن كتب العقيدة بعيدة عن أيديهم و إلا أضافوا إليها ركنا جديدا هو: الدفاع عن الراشد و قناته
sunni forever
22-01-09, 03:03 AM
عبد الرحمن الراشد والخطاب المتصهين !
د. أحمد بن راشد بن سعيّد
يمثل الكاتب عبد الرحمن الراشد أنموذجا لظاهرة (الليبراليين الجدد) الذين يتسمون بالتطرف في أفكارهم ، ومواقفهم السلبية من الإسلام ، وولائهم للسياسة الأميركية والإسرائيلية . من أبرز سماتهم أيضا تناقضهم المخيف والتراجيدي مع أبسط مفهومات الليبرالية ، وهي الحرية والتعددية والاحتفال بالتنوع . كما أن الظاهرة (الليبرالية) الجديدة ذات طبيعة إقصائية وأحادية وموغلة في جلد الذات والتبرؤ من تاريخ الأمة ونضالاتها وأمجادها ، والتشديد على أن الحداثة مرتبطة ارتباطا جوهريا بالتنكر للدين ، واستلهام التجربة الأوروبية في هذا السياق ، ومن ثم إعادة تأويل القرآن والسنة ليتمشيا مع مقتضيات الحداثة المنشودة ، بحيث يتم تبني المفهوم الغربي والطريقة الغربية والسياسات الغربية ، والدفاع عنها وتسويقها بشتى السبل .
قبل بضعة أشهر ، وتحديدا في شهر تشرين الثاني (أيار) 2006 ، حاول عبد الرحمن الراشد تبرير تخندقه في الصف الأميركي والإسرائيلي بحجج متهافتة ، ضمن لقاء طويل متعدد الحلقات أجراه معه الصحافي عبد العزيز قاسم في ملحق (الرسالة) بجريدة (المدينة) السعودية . وقد سأله قاسم أسئلة عديدة ومهمة ، استقى كثيرا منها من مقالات كتبتها في نقد طرح الراشد وكشف تواطئه مع الأجندة الأميركية . لست هنا في مقام الرد على ما جرى في هذا اللقاء ، ولكن سأعرض هنا لمحاولة الراشد النأي بنفسه عن تسويق السياسة الأميركية والإسرائيلية والبحث عن مبررات لها ، إضافة إلى تحامله الذي يصل إلى درجة الحقد على كل التيارات والحركات العروبية والإسلامية . اتهم الراشد أثناء اللقاء من انتقد طرحه بالمرض أو الجنون ، وهي أوضح دلالة على العجز ، فالحجة تواجه بحجة ، والرأي يرد عليه برأي ، أما اتهامات المرض أو السحر أو الجنون ، فأمور ليس محلها أعمدة الصحف المخصصة لتبادل الرأي والنقاش الحر المنضبط بضوابط الأخلاق وأعراف النشر . ثم إن مشكلات أو عاهات كهذه لا يستطيع صاحبها إخفاءها عن القراء والمتابعين ، "وإن خالها تخفى على الناس تعلم" ، كما قال صاحب من ومن ومن . الجماهير تعرف الكاتب أو الصحافي المريض ليس من خلال إنتاجه المنشور فحسب ، بل من تعبيرات وجهه ، وفلتات لسانه .
بيد أن المشكلة لم تكن قط مع شخص عبد الرحمن الراشد ، ولكنها مع طرحه الديماغوجي والمتشنج الذي يحفل به عموده اليومي في صحيفة (الشرق الأوسط) . لا أذكر أن موقفا عدائيا اتخذته الولايات المتحدة وإسرائيل تجاه بلد عربي أو إسلامي إلا ووجد تبريرا وتفهما من قبل الكاتب الذي أزعم أنه شديد الوضوح ، فهو يعلن مواقفه بلا مواربة ولا استحياء . وسأعرض هنا دلائل عديدة من كتابات الرجل ، بعضها ورد ضمن ورقة علمية عن الصحافة المناهضة لثقافة المقاومة ، قدمتها لمؤتمر (ثقافة المقاومة) الذي نظمته جامعة فيلادلفيا بمدينة جرش الأردنية عام 2005 . كما سأتحدث عن طرح قناة العربية وتناولها الإخباري ، وهي القناة التي يديرها الراشد ويرسم سياستها .
في عموده المنشور في صحيفة (الشرق الأوسط) في الثاني عشر من تموز (يوليو) 2004 كتب الراشد مقالا بعنوان (ليس جدارا عنصريا) انتقد فيه من يقولون إن هدف الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة هو التمييز العنصري ضد الفلسطينيين ، لأن "إسرائيل تستطيع أن تفند دعوى تهمة العنصرية بالتذكير أن أكثر من مليون من "مواطنيها" في داخل إسرائيل هم فلسطينيون ، ويعيشون معها نصف قرن ، ويحملون هوياتها ، وتدعي أن لهم نفس الحقوق الممنوحة لليهودي الإسرائيلي" . ودعا الراشد إلى عدم الانشغال بموضوع الجدار ، والاهتمام "بتفعيل التفاوض ، وإعادة الكرة مرة بعد أخرى" .
في 22 من آب (أغسطس) 2004 كتب الراشد مقالا بعنوان "أنقذوا عرفات" . انتقد فيه الرئيس الفلسطيني ، مؤكدا أنه "ارتكب أخطاء جسيمة في تاريخه ، حروبا في غير محلها ، ومغامرات خاطئة ، ورفض مشاريع سلام ثمينة" . وهي التهم عينها التي كانت ترددها إسرائيل والإدارة الأميركية ضد عرفات .
في 13من تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 بدأ الراشد مقالا من 3 حلقات بمناسبة رحيل الرئيس الفلسطيني السابق . كان عنوان السلسلة "ماذا بعد دفن عرفات ؟ " . تبنى الراشد الرواية الإسرائيلية والأميركية بشأن الرجل قائلا : "عرفات كان طرفا في المشكلة" ، وغيابه "يمثل فرصة إيجابية" . وانتقد الرئيس الراحل بقوله إنه مات عاجزا عن خوض "المعركة الصعبة"؛ لأنه "كان يراعي كل الاحتمالات ، وبالتالي اختار أن يخسر الفرص الثمينة من أجل أن يكسب الإجماع الفلسطيني" . إذن كان على عرفات أن يكسر الإجماع ، ويشق الصف الفلسطيني ، ويذهب في طريق التنازلات إلى آخر مدى ، وأن يقمع – كما يطالب الإسرائيليون والأميركيون – المنظمات التي ترفض الاستسلام للشروط الإسرائيلية . يطرح الراشد رؤيته أمام القيادة الفلسطينية الجديدة بقوله : "الامتحان الدموي آت للقيادة الفلسطينية التي سيتحدى سلطتها الخارجون عليها ، وستواجه عمليات تمرد داخلية ، وسيارات انتحارية في تل أبيب والقدس ، وقتلى إسرائيليين بالعشرات ، وبيانات فلسطينية تتهمها بالخيانة ، وبيانات دولية تتهمها بالعجز ، ومنظمات فلسطينية تعلن عزمها على قيادة الشأن الفلسطيني ، والاقتتال للحصول على شعبية في الشارع الفلسطيني المأزوم والمحبط دائما" .
في الحلقة الثانية دعا الكاتب الحكومات العربية إلى تأييد القيادة الفلسطينية الجديدة ، مؤكدا أنه "مع غياب أبو عمار لم يعد هناك مبرر للتقاعس في دعم السلطة لتصبح قادرة على تقديم الرعاية الإنسانية والخدمة المدنية التي عجزت عنها بسبب ما مرت به من حصار ومقاطعة دولية" ، وأن "الإخفاق في رفع الحصار عن المدن الفلسطينية وعدم دعم السلطة في رام الله سيتسبب في استنساخ عرفات بآخر" . وزعم الراشد أن معظم عمليات القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة كانت للانتقام لا للقضاء على خصومها ، وهي الذريعة التي طالما استخدمتها إسرائيل ووسائل الإعلام الغربية المتعاطفة معها لتبرير ممارسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية في الأرض المحتلة .
في الحلقة الأخيرة من سلسلة "ما بعد دفن عرفات" كتب الراشد : "اختتمت الحالة العرفاتية بحالة جمود قاتلة ، وساحة مكتظة بالانتحاريين ، وقطيعة دولية ، وبرود عربي ، ومؤسسة سياسية معطلة ، وخزينة مفلسة ، وصراع على السلطة كاد ألا ينتهي" . هذا المشهد الذي يرسمه الراشد حول عرفات يؤكد انحيازه المطلق للصورة النمطية الأميركية للمشهد الفلسطيني التي لا يبرز فيها سوى الجمود والفساد والإفلاس وقطعان بشرية فاقدة للأمل ومقبلة على الموت انتحارا . الحقيقة تقول إنه لم تكن هناك قطيعة دولية ، بل قطيعة أميركية إسرائيلية ، أما البرود العربي الذي أشار إليه الكاتب فكان مجرد ثمرة لهذه القطيعة . هذا لا يعني طهارة الساحة الفلسطينية في عهد عرفات من الفساد ، ولكن الراشد لم يكن يرى في المشهد أكثر مما يسمح به المنظور الأميركي والإسرائيلي الذي قرر عزل عرفات ، وسعى لتصوير الشعب الفلسطيني بوصفه شعبا كارها للحياة ، عاشقا للعدمية والموت .
في مقال له بعنوان (شدوا الأحزمة في الأرض المحتلة) منشور في 29 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 أثنى الراشد على الأداء السياسي للقيادة الفلسطينية الجديدة ، لكنه أثار مجددا مسألة حركات المقاومة ، وعلاقة السلطة بها . يقول : "بقيت ملفات صعبة ، لكن ليس صعبا في هذا الظرف التضامني التوصل إلى حلول لها ، مثل سحب قرار الحرب من يد الفصائل والتنظيمات الأخرى مثل حماس والجهاد الإسلامي التي تقرر متى وأين وكيف وأين تقاتل . الوقت حان للتنسيق مع السلطة الفلسطينية ، والاعتراف بحقها في اتخاذ القرار الاستراتيجي ، كالحرب والسلم" . ويتساءل الراشد ماذا ستفعل السلطة الفلسطينية عندما تقرر إيقاف العمليات العسكرية ، ثم "تتمرد فصائل على القرار ، وتخرق الاتفاق ، ويقتل جمع من المدنيين الإسرائيليين ؟ " . ويلجأ الراشد إلى التحريض على فصائل المقاومة متسائلا : "هل ستقبل السلطة بتنظيمات خارجة عن إرادتها ، تنفذ عمليات متى ما تريد ، وتبني معسكرات كيفما تريد ، وتتعامل سياسيا مع جهات خارجية متى ما تريد ؟ لا توجد سلطة في العالم تقبل بذلك إلا إذا كانت مجرد دمية لآخرين .. لا تملك القيادة الجديدة إلا حسم مسألة المرجعية السياسية الواحدة ، ككل نظم العالم ، وتفرضها بشكل لا تردد فيه .." .
في 3 من تشرين الأول (أكتوبر) 2004 انتقد الراشد الانتفاضة الفلسطينية التي كانت "حجارة ومقالع من صبية الشوارع ، ثم أصبحت صواريخ وسيارات مفخخة يقودها بالغون" . زعم الراشد إن الانتفاضة نجحت في صيغتها الأولى ، وأحرجت إسرائيل داخليا وخارجيا ، لكن "بعد أن خطفت التنظيمات الانتفاضة تحولت إلى حرب مألوفة ، كأي حرب أخرى في سيري لانكا وشمال نيجيريا وإيرلندا الشمالية ، مواجهات بين طرفين متقاتلين . خسرت الانتفاضة براءتها ودعايتها بعد أن تبدلت مظاهرها الأولى من جنود إسرائيليين يقتلون أطفالا عزل إلى مسلحين فلسطينيين يقتلون أطفالا إسرائيليين" . ساوى الراشد في كلامه بين الطرفين ، المحتل الإسرائيلي ، والفلسطيني الواقع تحت الاحتلال . ووصف المقاومين الفلسطينيين بالمسلحين ، بينما وصف الإسرائيليين الذين يقتلون أطفال فلسطين بالجنود . ومضى الراشد منتقدا القيادات الفلسطينية قائلا إنها أخفقت إخفاقا كبيرا في استثمار الانتفاضة سياسيا ، وإنها تنافست على أمر واحد وهو "التبرع بالشهداء مجانا" . وأضاف أن الانتفاضة "متناقضة ، تظهر محتارة ، مرة مثل معارضة عراقية مسلحة ، وتارة مثل تنظيم القاعدة" .
في 27 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 هاجم الراشد الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس ، واصفا إياها بالنفاق السياسي ، زاعما أنها وليس إسرائيل من يتحمل المسؤولية عن القتل والدمار الذي يحدث للفلسطينيين . أكد الكاتب في مقاله الذي حمل عنوان "حماس تحمي إسرائيل" أن : "أربعمائة قتيل فلسطيني قضوا بسبب سياسة حماس التي دمرت البنية الحكومية ، وجوعت الناس .." . ويضيف الراشد : "إن استغرابنا ليس مسألة تشف ، ونحن نرى انقلاب المفاهيم عند حماس ، لكنها محطة تستوجب التوقف والتأمل والمحاسبة ، أو على الأقل السخرية" . ويعود الراشد للدفاع عن إسرائيل بقوله "إذا كانت حماس ستفاخر بأنها أطلقت عددا من الأسرى الفلسطينيين من خلال التفاوض عليهم مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي ، فإنه مبرر غير مقنع لأن إسرائيل كانت مستعدة من أجل توقيع هدنة معها إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين من دون الحاجة الى خطف جنود" (لاحظ استخدام كلمة خطف بدلا من أسر) .
في 12 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 يسخر الراشد من رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية مشيرا في عموده الذي حمل عنوان "هنية سبب الحصار" إلى أن أحدا لن يذرف الدموع على رحيله لو قرر الرحيل . يضع الراشد نفسه مجددا في الخندق الإسرائيلي مبديا حرصه على تجميل صورتنا لدى الإسرائيليين الذين يتصرفون بطريقة راقية متحضرة كما يبدو من ثنايا كلامه . يقول الراشد إن هنية "أعطى الإسرائيليين دليلا على أن الفلسطينيين لا يحترمون المواثيق" (وحدهم بنو إسرائيل يوفون بالعهود إذن) . يزعم الراشد أن هنية "أثبت عدم نضجه السياسي" ، ويتهمه بأنه "هو الذي تسبب في تجويع مليون فلسطيني" ، وهو نفسه منطق قلب الحقائق الذي تمارسه إسرائيل والولايات المتحدة اللتان يبرئهما الراشد كعادته من ذنب قتل الفلسطينيين وتجويعهم وتدمير بنيتهم التحتية ، ويلقي باللوم كله على حكومة فلسطينية شرعية كان ذنبها الذي استوجب الحصار أنها احترمت خيار شعبها ولم تساوم على حقوقه .
في 21 من كانون الثاني (يناير) 2007 كتب الراشد مقالا يدعو فيه إلى عودة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، خالد مشعل ، إلى غزة . ودافع عن السياسة الإسرائيلية زاعما أن عودة مشعل "ليست مطلبا عسيرا على الإسرائيليين ، الذين رضخوا لتولي حماس الحكومة ، وبلغوا من الواقعية التعامل مع كل الرموز الفلسطينية الممنوعة سابقا . وإن كان هناك من قد يرفض عودة مشعل إلى بلده ، فعلى الأرجح ليس الإسرائيليين ، بل هم داخل فتح ، وحماس أيضا" .
بعد سيطرة حكومة إسماعيل هنية على قطاع غزة في منتصف حزيران (يونيو) 2007 ، كان لا بد للراشد من موقف ينال فيه من الحركة التي يتربص بها الدوائر . "مبروك لحماس النصر المبين" هو عنوان عموده الذي وصف فيه ما جرى في غزة بأنه "أكبر إهانة للشعب الفلسطيني" ، زاعما أن حماس ارتكبت "واحدة من أكبر المذابح في تاريخ غزة" ، مهيلة التراب على القضية الفلسطينية ، وقاضية على كل آمال الاستقلال . ويردف الكاتب قائلا : "مرت أيام صعبة على المجتمع العربي ، لكن هذه أسوأ من أي يوم مضى في تاريخه .. الكل يعرف أن أبو مازن صبر طويلا على هنية ، وحماس وممارساتها ، ونقضها للاتفاقات الموقعة ، وحملها السلاح ضد السلطة ، وتعاملها مع إيران ، والسماح لخالد مشعل أن يدير شأنها من سورية" (16 حزيران / يونيو 2007) .
في عموده المنشور في 20 من حزيران (يونيو) 2007 والذي حمل عنوان "حيرنا أبو مازن" كتب الراشد : "يقال إن الرئيس أبو مازن أبلغ الإسرائيليين أنه مستعد لتحمل نفقات الغاز والكهرباء والخدمات الأخرى التي تصل إلى غزة وأصبحت على وشك أن تقطع بسبب استيلاء حماس على الحكم هناك . ورغم أن رجال إسماعيل هنية ، رئيس وزراء حماس ، داسوا صور الرئيس أبو مازن وقتلوا حراسه وتعمدوا تخريب ممتلكات مكتبه ، إلا أن الرجل كظم غيظه وحفظ لسانه فلم يرد عليهم الشتيمة بالشتيمة ولا بالخطب الحماسية المضادة .." . الراشد خائف أن تكون هذه الرواية صحيحة ، ويستنكر إيصال الكهرباء والماء إلى غزة ، محرضا عباس على المشاركة في قطع أسباب الحياة عنها ، متسائلا : "ما هي حقيقة هذا الرجل ، هل هو خائف أم عاقل ؟ بطيء الحركة أم حكيم التصرف ؟ قليل الحيلة أم كثير المحبة والتسامح ؟ الآن هذه ساعة الرئيس محمود عباس" .
ويصف الراشد اجتماع شرم الشيخ الذي ضم قادة مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل ، بأنه "إعلان صريح للعالم أن ]محمود عباس[ رئيس السلطة الفلسطينية الشرعية لا حماس ورئيس حكومتها إسماعيل هنية الذي لم يجد اعترافا من العالم إلا من إيران وسورية فقط" (25 حزيران / يونيو 2007) .
الراشد يقف بوضوح ضد خصومه ، وهم بالطبع ليسوا حماس وحدها ، بل كل من يتبنون خيار الممانعة والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي والعربدة الأميركية . ولم يسلم حتى علماء الدين المرموقين من مواقف الكاتب المتشنجة والمتغطرسة . خذ مثلا موقفه من الدكتور يوسف القرضاوي والذي عبر عنه أكثر من مرة . في عموده المنشور في العاشر من تموز(يوليو) 2004 ناقش الكاتب الهجوم الذي شنته بعض الصحف البريطانية على الدكتور يوسف القرضاوي ، واحتجاجها على السماح له بدخول بريطانيا ، وأيد مواقف هذه الصحف قائلا إن ارتباط اسم الشيخ بتنظيم الإخوان المسلمين "جعله ينظر إلى العالم من نافذة الحزب أكثر من واقع الأمة وقدراتها وحاجاتها" ، وإنه من الشيوخ الذين "يحرضون الشباب على القتال ، وهم لم يغادروا بلدانهم ، ولا يسمحون لأولادهم بالشيء نفسه" .
وأضاف قائلا إن القرضاوي "من أكثر الدعاة إلى الحرب والمواجهة ، لكنه يعيش في قطر في بيت مكيف" . والراشد يقصد بالحرب والمواجهة هنا المقاومة المشروعة في فلسطين والعراق ، فهو يرى أنها ضرب من العنف أو الإرهاب الذي يستحق هو نفسه الإدانة والمقاومة . ويؤكد هذا المعنى في كلامه عن القرضاوي ، عندما ينتقد موقف الشيخ من اليهود ، وينقل عنه قوله : "اليهود كطائفة ظلمهم واضح بين .. ظلم عظيم ، وظلم لا نظير له ، وظلم مكشوف .. لا نحاور هؤلاء [اليهود] وأيديهم ملوثة بدمائنا" . وعلق الراشد على ذلك بقوله إن القرضاوي سياسيا "يمثل أقصى التطرف بكل أسف" .
في عموده المنشور في 4 من أيلول (سبتمبر) 2004 يصف الكاتب الشيخ القرضاوي "بشيخ التلفزيون" زاعما أنه "أفتى جهارا بجواز قتل المدنيين الأميركيين في العراق" . ويضيف : "تصوروا عالم دين يحث على قتل مدنيين ، شيخ في أرذل العمر يحرض صبية صغارا على قتل مدنيين .. كيف لأب مثله أن يواجه أم الفتى بيرغ الذي ذبح ابنها نحرا لأنه جاء للعراق ، للعمل في أبراج هندسية ؟ كيف نصدقه عندما يقول لنا إن الإسلام دين رحمة ودين تسامح ، وهو يحوله إلى دين دم ؟ " . طبعا الراشد لم يتطرق إلى مذابح الفلسطينيين ، ولم يورد اسم شهيد فلسطيني واحد ، وهو بالمناسبة لم يعلق على جريمة قتل الشيخ أحمد ياسين ، إلا بقوله "دعوا الانتقام" لأنه "عمل أعمى ، والحرب لا يكسبها العميان" كما قال(28 آذار/ مارس 2004) ، ولم يعلق ألبتة على استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي . لم يتذكر الراشد أن للشهداء الفلسطينيين أيضا أسماء تسجل وتعلن ، واكتفى فقط بذكر اسم الأميركي بيرغ الذي جاء في ركاب دولة محتلة لغزو بلد عربي وتدميره .
ولا يقف الراشد في تأييده للأجندة الأميركية على حدود فلسطين ، فأينما كانت لأميركا مصلحة ، أو دخلت طرفا في نقاش نجده يجرد قلمه مستبقا حتى الموقف الأميركي منافحا عنه ومسوقا له . كان الراشد من أوائل الكتاب الذين برروا الاجتياح الأميركي للعراق قبل حدوثه ، ومن الذين دافعوا عنه بعد حدوثه ، ووقف مع المشروع الأميركي في ذلك البلد ، واصفا احتلال الأميركيين له (بالتحرير) . لا يسعني أن أثبت هنا كل ذلك لضيق المجال ، لكن الرجل على سبيل المثال ، امتدح تأسيس مجلس الحكم العراقي زاعما أن "الأميركيين أدخلوا فيه تقريبا كل القوى الأساسية التي تمثل العراقيين ، وبين هؤلاء خصوم ألداء للولايات المتحدة" (4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2003) . وأسبغ الراشد مرارا صفات الديموقراطية والإصلاح والإعمار على المشروع الأميركي في العراق قائلا على سبيل المثال إن "توجه الأميركيين نحو إعمار العراق ، دون الاكتفاء بمحاولة إصلاحه سياسيا ، هي خطوة سليمة لصالح العراقيين وعرب المنطقة .." (26 تشرين الأول / أكتوبر 2003) . يؤكد الراشد أن عراق ما بعد صدام يتمتع بديموقراطية منقطعة النظير ، إذ انتقل بالاحتلال من" عهد صدام المحارب للدين ثلاثين سنة إلى انفتاح كامل يسمح للجميع بظهور حقيقي في الحياة العامة ، بما في ذلك المراجع الدينية" . كما يثني على الحكومة التي تشكلت في ظل الاحتلال قائلا إنها "ابتعدت عن الانتماء لأي فريق ديني ، بدليل أن معركتها ضد جبهة شيعية في النجف تأتي موازية لمعركتها ضد الجماعة السنية المتطرفة في الفلوجة" (24 آب / أغسطس 2004) .
أما ما يتعلق بالسنة العرب في العراق ، فقد تبنى الراشد الموقف الأميركي تجاههم ، زاعما أنهم يفتقرون إلى النضج السياسي . في مقال له من حلقتين بعنوان "من ينقذ السنة من السنة" ، نشرا في يومي 1 و 2 من كانون الأول (ديسمبر) 2004 انتقد الراشد المقاومة السنية في العراق متسائلا بتهكم : "هل المسالخ البشرية التي عثر عليها في الفلوجة ، وروعت صورها العالم هي بيوت سنية ؟ وهل المجالس والعلماء الذين توعدوا أقوى قوة في العالم ، ينطقون بالفعل بلسان أضعف فريق في العراق ؟ " . يتجاهل الراشد الصور التي روعت الضمير الإنساني حقا ، وهي صور الذبح الجماعي ، وسياسة الأرض المحروقة ، والإجهاز على الأسرى في المساجد ، وحرب الإبادة التي شنتها قوات الاحتلال الأميركية على تلك المدينة العراقية الصغيرة . يجعل الراشد معيار العدل والحكمة هو الاستسلام للقوي المتجبر ، والإقرار بالضعف والخنوع أمام دمويته وإرهابه ، عندما يتساءل : هل العلماء الذين توعدوا أميركا ينطقون بلسان السنة الضعفاء ؟ من قال إن القوة الأميركية لا راد لقضائها ، ولا معقب لحكمها ، ومن قال إن السنة هم أضعف فريق في العراق ؟ يضيف الراشد شامتا بالسنة العرب : "الفلوجة المعركة رغم ما سببته من أذى كبير ، ربما أنقذتهم من متطرفيهم ، الذين كانوا يقودونهم نحو الدمار .. تحصنهم في الفلوجة حولها إلى مقبرة لهم .. وما حدث يبرهن كذلك على انعدام خبرة القيادة والمفاوضة عند السنة العرب . وهم بالفعل أناس بلا خبرة سياسية" .
في الحلقة الثانية من مقاله "من ينقذ السنة من السنة" يواصل الكاتب هجومه على السنة العرب ، فيقول إنهم "تحت القصف ، وخارج سوق الانتخاب ، بسبب عنادهم وجهلهم ، وترك زمام قيادتهم للمتطرفين الذين يسكنون بينهم ، أو يتحدثون باسمهم ، وعلى سنة العراق أن يتذكروا أن متطرفي السنة ، لم يفلحوا في البلدان ذات الأغلبية السنية ، كما في الخليج ومصر والأردن ، حتى يمكن أن يفلح تطرفهم في فعل شيء لصالح العشرين في المائة من سكان العراق" . لا يضيف الكاتب جديدا هنا سوى أنه رمى السنة العرب عن بكرة أبيهم بالتطرف ، بمن فيهم هيئة علماء المسلمين ، أبرز المنظمات المدنية الساعية إلى الحفاظ على عراق عربي مسلم موحد وغير طائفي ، بل ذهب إلى خارج حدود العراق فرمى حركات معارضة إسلامية في بلدان عديدة بالتطرف ، وكرر المقولة الدعائية الأميركية القاضية بأن سنة العرب أقلية لا تتجاوز نسبتها عشرين في المائة من سكان العراق .
الراشد دائم الانتقاد للمسلمين وثقافتهم وحضارتهم ، وليس فقط للظاهرة الإسلامية التي يرميها بتهمة (الأصولية) و(التطرف) بلا تمييز . كان عنوان عموده المنشور في 4 من أيلول (سبتمبر) 2004 هو "الحقيقة المؤلمة أن كل الإرهابيين مسلمون" . لم يصنف الكاتب ممارسات شارون آنذاك في خانة الإرهاب ، ولا ممارسات الإدارة الأميركية في أبو غريب وغوانتانامو وقندوز ، وحصر تهمة الإرهاب في المسلمين ، تماما كما يرى الساسة الأميركيون والإسرائيليون ومن تستهويهم صناعة وتخليد صورة الإسلام (المدمر) و(الخطير) و(العنيف) . يقول الكاتب مرددا الإدعاءات الأميركية إن "الذين يمارسون عمليات اغتصاب وقتل في دارفور مسلمون" . وينتقد الكاتب عمليات المقاومة الاستشهادية في فلسطين بطريقة غير مباشرة ، فيقول : ".. ومعظم الذين نفذوا العمليات الانتحارية ضد حافلات ومدارس وبيوت ومبان في أنحاء العالم في السنوات العشر الماضية أيضا مسلمون" . ويعلق الراشد على هذه الصورة التي رسمها خياله متعجبا : "يا له من سجل سيىء ، ألا يقول شيئا عن أنفسنا ومجتمعاتنا وثقافتنا ؟ " . ويستمر في عملية سحق الذات والتبرؤ منها قائلا : "هذه الصور قاسية ومخجلة ومهينة لنا" . ويقترح الراشد وصفة للعلاج تبدأ بالاعتراف بصحة هذه التهم كلها ، ثم "مطاردة أبنائنا الإرهابيين" الذين هم "نتاج طبيعي لثقافة مشوهة" كما قال (لاحظ أنه يطالب ضمنا بالاستئصال) .
المشكلة أنه يصعب علينا ، بل يستحيل أن ننظر إلى خطاب عبد الرحمن الراشد بمعزل عن غرامه وشغفه بالسياسة الأميركية وإعجابه بإسرائيل ، حتى لو صادمت هذه السياسة ما يتشدق به من شعارات ليبرالية . خذ مثلا موقف الرجل من إغلاق مركز زايد للمتابعة والتنسيق عام 2003 . لقد أغلق المركز بعد تعرضه لضغوط أميركية ، وحملة إعلامية من قبل من يعرفون (بكتاب المارينز) في الصحافة العربية . استضاف المركز عددا من الخبراء الغربيين والعرب ، وبعضهم انتقد ما يوصف (بالحرب على الإرهاب) ، وشكك في تفاصيل ما جرى في الحادي عشر من سبتمبر .
انتقد الراشد المركز ونشاطاته ، ضاربا عرض الحائط بكل ما ترمز إليه الليبرالية من إيمان بحرية التعبير ، وتمجيد الرأي الآخر . بعد إغلاق المركز كتب مؤيدا : "أقدمت الحكومة الإماراتية على إغلاق مركز زايد للمتابعة والتنسيق ، بعد أن اتهم المركز بالترويج للفكر المتطرف في المنطقة .. كان من بين الطروحات أن روّج المركز ضد العلاقة العربية مع الولايات المتحدة ، وهذا يناقض مصلحة ممول المركز .. وشارك ضد الوضع القائم في العراق بما يناقض هو الآخر الموقف الإماراتي" (2 آب / أغسطس 2003) . التطرف إذن ببساطة هو الاختلاف مع السياسة الأميركية .
بعيد ما قيل إنه اكتشاف مؤامرة لارتكاب (أكبر مذبحة جوية) على حد التعبير غير المسبوق لقناة (العربية) ، وهو إعلان السلطات البريطانية إحباط محاولة لتفجير طائرة ركاب في الجو ، صرح بوش أن ما حدث"تذكرة قوية بأن هذه الأمة في حالة حرب مع الفاشيين الإسلاميين الذين يستخدمون أي سبيل لتدمير من يحبون الحرية منا من أجل إيذاء أمتنا . "أثارت عبارات بوش انتقادات واسعة ، ليس في صفوف المسلمين فحسب ، بل حتى من داخل الصف المسيحي . وحده عبد الرحمن الراشد تلقف تلك العبارات بإعجاب ، وحمل عموده في (الشرق الأوسط) عنوان : "بالتأكيد هم فاشيون" ، زاعما أن .. هذه المقاربة سليمة ، عندما تضعها إلى جانب أدبيات المتطرفين الإسلاميين . وكما حارب الأوروبيون الفاشية والفاشيين بالكلمة والبارود ، فإن العالم سيحارب المتطرفين الإسلاميين .. إن وصف مسلم بالإرهابي أمر طبيعي إن كان إرهابيا .." (13 آب/ أغسطس 2006) . لم يصف الراشد جرائم أولمرت وبوش إبان العدوان الهمجي على لبنان بأنها (فاشية) ولا (نازية) ، بل لم يصفها بالعدوان أصلا ، وقد تجلى ذلك في التناول الإخباري لقناة (العربية) التي يديرها ، وسنناقش هذا الجانب بعد قليل .
قبيل الغزو الإثيوبي للصومال ، والمدعوم أميركيا ، استبق الراشد الغزو بكتابة عمود وصف فيه المحاكم الإسلامية الصومالية "بالميليشيات المتطرفة" ، زاعما أن "الكثير من القرائن يبرهن على علاقتها بإيران والقاعدة" ، وهي أشبه ما تكون بطالبان التي "خلقتها باكستان" ، على حد تعبيره . انتقد الكاتب الجامعة العربية لدعمها لمن وصفها بحركة مؤدلجة ، لا تخفي أنها "ستشغل المنطقة ، لا الصومال وحده ، بالمزيد من الإرهاب" (3 كانون الأول / ديسمبر 2006) . بعد احتلال إثيوبيا الصومال ، شنت المقاتلات الأميركية عدوانا على الشعب الصومالي قتل فيه مئات الأبرياء ، لكن قناة (العربية) التي تستوحي رؤيتها للأحداث من رؤية إدارتها (غير الراشدة) ، كتبت في شريطها الإخباري عبارات مثل : "مكافحة الإرهاب : غارات أميركية على عناصر للقاعدة في الصومال" ، و "مكافحة الإرهاب : هجوم على قاعدة للقوات الإثيوبية في مقديشو" (8 كانون الثاني / يناير 2007) .
في شهر أيار (مايو) 2007 ، بثت (العربية) برنامجا (وثائقيا) من إنتاجها عن المحاكم الإسلامية الصومالية صورت مشاهده وكتبت تعليقاته ليلبس المحاكم تهمة الإرهاب ، ويربطها تعسفا بالقاعدة وطالبان . يعني طرح برنامج وثائقي أن يكون غير منحاز ، وأن يتناول الظاهرة موضع النقاش من جوانبها كافة ، وأن يبتعد قدر الإمكان عن إبداء الرأي أو إصدار الأحكام ، وأن يسمي الأشياء بأسمائها بعيدا عن الهوى والتحيز ، لكن كل ذلك غاب في (وثائقي) العربية ، الذي اختتم بالقول إن (التدخل) الإثيوبي المدعوم أميركيا يثبت أنه لم يعد للإرهاب مكان في عالم اليوم (هكذا) . ونشرت القناة بعد عرض البرنامج أسماء القائمين عليه ، كان منهم بالطبع (المشرف العام) عبد الرحمن الراشد . (ما زالت القناة وموقعها يصران على إطلاق صفة (الوجود الإثيوبي) على القوات الإثيويبة الغازية) .
في شهر نيسان (أبريل) من العام نفسه ، بثت القناة (وثائقيا) آخر أنفقت عليه ملايين الدولارات ، عن حياة الرئيس التونسي الراحل الحبيب أبو رقيبة ، سمته (زمن بورقيبة) . كان البرنامج الذي أشرف عليه الراشد أيضا سمجا ومبالغا في تمجيد بورقيبة ، وسبق بث حلقاته الثلاثة إعلانات تصور الزعيم التونسي بوصفه رسول الحداثة للشعب التونسي ، قائلة إنه "حرر المرأة ، وأهدى شعبه التطور" . وفي ثنايا البرنامج يظهر بورقيبة في لقطات قديمة (يبدو أنها في أواخر الخمسينيات أو أوائل الستينيات) وهو يلتقي بنساء تونسيات يرتدين الحجاب التونسي التقليدي ، فيعانق ويقبل كل واحدة ، ثم يرمي عنها حجابها ، ويواكب هذا تعليق معلق البرنامج عن (التطور) و(التحرير) . ويمجد البرنامج قانون الأحوال الشخصية الذي سنه بورقيبة ، والذي تم بموجبه حظر تعدد الزوجات في تونس . وبعد انتهاء الحلقات الثلاث للبرنامج ، خصصت مذيعة القناة ميسون عزام حلقة من برنامجها (مشاهد وآراء) لمناقشة ما تم عرضه في (الوثائقي) الخطير ، مستضيفة ثلاث شخصيات موالية لنهج بورقيبة ، أبرزها محمد مزالي رئيس وزراء تونس إبان الحقبة البورقيبية ، واحتوى البرنامج الحواري ذو الطيف الواحد على تمجيد نظام بورقيبة (وواقعيته) في نظرته (للسلام) بين العرب وإسرائيل ، كما أشادت عزام بمواقفه التي انتصر فيها لقضية المرأة كما زعمت .
وتقدم القناة برنامجا حواريا أسبوعيا تسميه (صناعة الموت) ، لا يتحدث بالطبع عن آلة القتل الأميركية والإسرائيلية ، بل صناعة الموت المرتبطة بنا نحن ، والمنسوبة إلينا نحن ، والتي يريد الغرب وإسرائيل ربطها بأسمائنا وألواننا وجلودنا ، وإلصاقها بثقافتنا بوصفها (المفرخة) الوحيدة للقتل والعدمية والانتحار . تقدم البرنامج مذيعة تعاني من مشكلات في النطق ، إضافة إلى لحنها المتكرر في اللغة ، هي ريما صالحة ، ويبدو أنها تتلقى توجيهات مكثفة من رئيسها عبد الرحمن الراشد في اختيار الموضوعات والضيوف . لم يكن تركيز البرنامج على نقد ظاهرة التطرف الديني في العالم العربي والإسلامي وتحليلها ، بل سعى إلى خلط الأوراق ، ووصم حركات المقاومة للاحتلال الأجنبي بالإرهاب . من ذلك مثلا حلقة (ثقافة الانتحار) التي لم تفرق بين عمليات المقاومة الاستشهادية وعمليات إجرامية وعبثية (27 نيسان/ أبريل 2007) ، وقد نشر موقع القناة في سياق عرضه للحلقة عنوانا فرعيا يقول : "إذا جرى تسييس الموت فهو إرهاب" . وهكذا هم يستطيعون تسييس كل شيء ، لكنهم يحاولون منعنا من تسييس أي شيء حتى الموت !
(العربية) طبعا كشقيقتها (الشرق الأوسط) ، تصف ضحايا العدوان الإسرائيلي (بالقتلى) ، وترفض إطلاق صفة (الشهداء) عليهم . في العاشر من نيسان (أبريل) 2007 حدثت ثلاثة تفجيرات في الدار البيضاء في المغرب ، وكان من الضحايا جندي مغربي وصفته (العربية) بالشهيد . كان الراشد قد صرح في الحوار الذي أجراه عبد العزيز قاسم بجريدة المدينة السعودية أنه لا يستطيع إطلاق وصف الشهيد على الفلسطيني الذي يقتله الإسرائيلي؛ لأن هذا الوصف "حق رباني" كما قال . وأضاف : "عندما "يقتل إرهابي بريئًا أو مجاهدًا سواء في السعودية أو مصر أو اليمن أو المغرب أو غيرها ، نقول عنه قتيل . فلماذا نُسمّيه في لبنان أو فلسطين شهيدًا ؟ مَن منّا له الحق أن يمنح الشهادة أو يمنعها ؟ نحن أهل صحافة فقط" (3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006) . لكن الراشد يصف ضحايا (ثقافة الموت) في المغرب وغيره بالشهداء ، منتزعا (الحق الرباني) لنفسه .
دافع الراشد أثناء اللقاء عن وصفه العدوان الإسرائيلي على لبنان (بالهجوم) وهي نقطة سوداء في بحر انحياز الراشد وقناته للأجندة الصهيونية والأميركية (استقى قاسم هذه الملحوظة التي واجه بها الراشد من مقال سجلت فيه نقدا منهجيا وأخلاقيا لخطاب القناة إبان العدوان على لبنان ، وأورد اسمي في سياق سؤال الرجل عن الأمر ، فغضب ووصفني بأني مريض نفسيا) . حاول الراشد أن يبرر استخدام (الهجوم) بدل العدوان ، فلجأ إلى حيلة الموضوعية التي يدعي وصلا بها . قال : "في مهنة الإعلام يجب أن يكون الخبر محايدًا والرأي منحازًا . (العربية) مهنية أعطتكم بالفعل خبرًا محايدًا ورأيًا منحازًا . نقول للمشاهدين إن هناك هجومًا إسرائيليًا على قانا ، تسبب في مقتل سبعين طفلاً . الأمر واضح ، ولا يحتاج منا أن نقول هذا الإسرائيلي مجرم إلاَّ إذا كان المشاهد قاصرًا عقليًا ، أو صينيًا لا يفهم المنطقة . أعطيتك معلومة دامغة ، وأوصلتك إلى نتيجة مؤكدة لهذا الهجوم" . لكن من قال إن الرأي يجب أن يكون منحازا ؟ ثم من قال إن كلمة (هجوم) محايدة وليست منحازة . عندما تقدم الخمرة للجمهور العربي بوصفها (كحولا) أو (مشروبا روحيا) أو عندما يوصف الزنا بأنه مجرد (ممارسة للجنس) ، أو عندما يقدم الشواذ واللوطيون بوصفهم (مثليين) كما تفعل قناة العربية وموقعها ، فهذا انحياز في أبشع صوره ، وليس موضوعية ولا حيادا . الموضوعية هي أن نسمي الأشياء بأسمائها ، فالوصف الطبيعي لما جرى في لبنان هو (عدوان) ، بل (حرب إبادة) منظمة للبشر والحجر ، والعدول عن ذلك الوصف إلى مصطلح (ألطف) هو ضلوع مع المعتدي ، ومحاولة لتجميله وتخفيف اللوم عنه . إن إطلاق صفة (هجوم) على ما فعلته إسرائيل في لبنان هو أغرب وصف لحرب عدوانية شرسة في التاريخ . فالهجوم عادة يطلق على عمل فردي يتيم ومعزول ، ولكن حربا شاملة جوية وبرية وبحرية يقتل فيها جيش أجنبي عمدا المدنيين في بلد آخر قتلا وحشيا بالمئات ، ويهجرهم بمئات الآلاف ، ويدمر خلالها بلادهم تدميرا منهجيا لا يمكن وصفها بهجوم .
عندما اشتدت وحشية الغارات الإسرائيلية وطال أمد الحرب غيرت القناة وصف (الهجوم) إلى (العدوان الإسرائيلي على لبنان) لبضع ساعات فقط ، ثم خففته وسمته (الاعتداء الإسرائيلي على لبنان) لساعات قليلة أيضا ، لكنها عادت بعد ذلك إلى الوصف الذي اختارته أو اختير لها ، وهو (الهجوم الإسرائيلي على لبنان) . لقد كان ذلك فضيحة أخلاقية وإعلامية مكتملة الأركان ، وسيذكر التاريخ أن قناة (العربية) ضالعة في تشويه الحقيقة التي تزعم أنها الأقرب إليها .
تستخدم القناة العبارة الدعائية الأميركية (الحرب على الإرهاب) بوصفها مسلّمة ، وتستعير التوصيف الأميركي الإيديولوجي للأحداث دون تمحيص أو تدقيق . وإذا كانت عبارة (الحرب على الإرهاب) نوعا من الموضوعية لا التبعية والعمالة ، ومن باب تسمية الأشياء والظواهر بأسمائها ، كما قد يحاجج الراشد ، فلماذا لا يوصف الإرهاب الصهيوني في لبنان وفلسطين بالعدوان والإرهاب ؟ إن التوصيف الطبيعي لممارسات إسرائيل في لبنان وفلسطين هو (العدوان) و(الإرهاب) على اعتبار أن الإرهاب يعني في المفهوم الدولي قتل المدنيين عمدا من أجل تحقيق أهداف سياسية . بل إن إسرائيل ، بحسب التعريف الإسرائيلي نفسه ، تعتبر صانعة الإرهاب الأولى بامتياز . يقول رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بنيامين نتنياهو إن الإرهاب هو "قتل المدنيين وتشويههم عمدا بقصد إثارة الرعب" ، وبذلك تكون الدولة الصهيونية دولة إرهاب فريدة لأنها منذ ميلاد مشروعها قامت على أساس تدمير المجتمع الفلسطيني ، من خلال ممارسة العنف ضد المدنيين ، وكان المدنيون محور جرائمها من القتل إلى النفي إلى الاعتقال . لكن (العربية) دأبت على تسمية غارات إسرائيل الوحشية على الضفة الغربية وقطاع غزة بأنها "عمليات" ، وأن الجيش الإسرائيلي يمارس هناك "عملياته العسكرية" ، وربما وصفتها (بالتصعيد) ، وقد يكون من حق أي إنسان أن (يصعّد) ، ولكن ليس من حقه العدوان والفتك بالأبرياء .
يبدو تأثير الراشد كبيرا في صياغة مصطلحات ومفردات جديدة في خطاب القناة تماهيا مع المصالح الأميركية والإسرائيلية . الصحافة العالمية مثلا تصف الوضع في إقليم دارفور السوداني بأنه صراع بين متمردين والحكومة السودانية ، لكن (العربية) وحدها أطلقت على المتمردين وصف (المعارضة) . وفيما يتعلق بالعراق ، فإن القناة تتبنى خطاب الحكومة العراقية التي صنعها الاحتلال الأميركي على عينه ، وتبث مفرداته حول (الإرهابيين) و(التكفيريين) و(الصداميين) ، وتصور كل ما يجري من مقاومة في العراق بأنه قتال بين (القاعدة) والاحتلال ، مع أن هناك حركات مقاومة كثيرة لا علاقة لها بالقاعدة ، وربما تتناقض معها في إيديولوجيتها وأسلوبها . كما تنشر القناة إعلانات عراقية رسمية ذات نفس طائفي أحيانا ، وتتناول الأحداث في العراق من منظور طائفي غالبا ، مستضيفة الرموز الشيعية والموالية لإيران ، ومستبعدة رموز أهل السنة كأعضاء هيئة علماء المسلمين وغيرهم ، الذين قلما يظهرون على شاشة القناة . أما مراسل القناة في بغداد فهو شيعي ، واسمه ماجد حميد .
عندما دمرت مئذنتا مرقد الإمامين العسكريين في سامراء في 13 من حزيران / يونيو 2007 تناولت القناة الحدث باهتمام ، بينما تجاهلت موجة العنف التي تلت التفجير وكان ضحاياها من أهل السنة . تطلق القناة صفة (الشيعي) على أي مسجد للشيعة تتم مهاجمته ، بينما تسقط وصف (السني) عن مساجد السنة التي تتعرض للهجوم . في أعقاب تفجير المئذنتين ذكرت القناة أن تفجيرا حدث قرب مسجد الخلاني الشيعي (لاحظ قربه ، وليس في المسجد ذاته ، واستخدمت القناة صفة الشيعي لتوحي بأن الشيعة هم الضحايا) . ولما فجرت الميليشيات الشيعية مسجد طلحة بن عبيد الله (رضي الله عنه) في البصرة ، وسوته بالأرض في 15 من حزيران (يونيو) ، تجاهلت القناة الحدث في نشراتها ، واكتفت بالإشارة إليه في شريطها الإخباري ، وأغفلت الهوية السنية للمسجد ، بل حذفت كلمة (مسجد) برمتها ، واقتصرت على ذكر (مرقد) . وحتى اسم الصحابي الجليل حرفته القناة فأصبح (طلحة بن عبد الله) . وفي اليوم الذي تلا تفجير مسجد طلحة فجرت الميليشيات مسجد العشرة المبشرة في البصرة ، واختارت العربية أن تتجاهل الحدث ، لكنها ظلت تذكر في كل نشراتها بحادثة تفجير مئذنتي سامراء !
الحديث عن تحامل قناة العربية وتواطئها مع الأجندة الأميركية والإسرائيلية لا ينتهي . من أطرف ما بثته القناة مثلا عن الأوضاع في العراق نقلها تصريحا للرئيس اليمني علي عبد الله صالح ، ألقى فيه باللوم على الاحتلال الأميركي ، لكن مذيعة القناة استدركت على الرئيس صالح بقولها : "ما وصفه بالاحتلال" (17 كانون الثاني / يناير 2007) . وبعد إيقاف السلطات المغربية عددا من أئمة المساجد ، نشرت القناة على صدر شاشتها عبارة : "الرباط : إيقاف أئمة لنشرهم أفكارا متطرفة" ، هكذا دون أدنى حد من معايير الموضوعية ، التي تتطلب على الأقل وضع كلمة (متطرفة) بين قوسي تنصيص (21 كانون الثاني / يناير 2007) . وعشية فوز جماعة الإخوان المسلمين في مصر في انتخابات عام 2006 ، تحدث مستشار القناة عبد الرحيم علي عن تبعات هذا الفوز ودلالاته ، قائلا بتحيز يبعث على الضحك : "أنا على المستوى الشخصي غير سعيد بهذا الفوز" . ثم لما جرت بعض الاعتقالات في صفوف الإخوان كتبت القناة على صدر شاشتها : "هل نفد صبر مبارك تجاه الإخوان ؟ " (14 كانون الثاني / يناير 2007) .
غير أن أبرز ما يؤكد وقوف القناة ضد مصالح الشعوب العربية وقيمها وثقافتها هو تماهيها مع الخطاب الصهيوني ، فلم تسقط وصف (الشهداء) عن الضحايا الفلسطينيين فحسب ، بل أسقطت صفة (الاحتلال) عن الجيش الإسرائيلي ، وهي التي يعرف بها دوليا ، وسمته (الجيش الإسرائيلي) أو (القوات الإسرائيلية) أو (قوات الأمن) ، ويمكن ملاحظة هذا في نشرات الأخبار أو الشريط الإخباري (معنى هذا أنه حتى أراضي 1967 هي أراض غير محتلة في نظر قناة العربية) . كما شرعت القناة مؤخرا في وصف المقاومين الفلسطينيين (بالمسلحين) ، ووصف القتلى الإسرائيليين (بالضحايا) ، وهما مصطلحان جديدان أزعم أن (العربية) لم تسبق إليهما عربيا (ربما وصفت المقاومين أحيانا بالناشطين ، وهو تعبير له مدلول سياسي أو إنساني ولا علاقة واضحة له بالعمل العسكري ، كل ذلك لتتفادى القناة مفردات المقاومة) . ومن يدري ، ربما نصحو يوما على سماع عبارة (الشهداء الإسرائيليين) من أفواه مذيعات القناة "الأقرب إلى الحقيقة" . في إطار تناولها عمليات المداهمة والتوغل في الأرض المحتلة تكتب القناة على صدر شاشتها : "الأوضاع الأمنية في فلسطين" ، ما يوحي بأن المعركة ليست بين جيش محتل وشعب واقع تحت الاحتلال ، بل شأن أمني محلي تعالجه إسرائيل داخل حدود أراض تملكها وتخضع قانونيا لسيادتها . بل خطت القناة خطوة أبعد من ذلك ، إذ أشارت إلى إسرائيل باسم (القدس الغربية) ، موضحة بذلك أن القدس عاصمة لإسرائيل ، وهو ما لم تعترف به حتى الولايات المتحدة الأميركية .
في خطاب القناة أيضا يمثل أسر المقاومين الفلسطينيين جنودا إسرائيليين (اختطافا) ، بينما تمثل أعمال إسرائيل المشابهة (اعتقالا) . لقد كان اختطاف أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من سجنه في أريحا (اعتقالا) في رأي القناة ، بينما كان بالمعايير الموضوعية (اختطافا) ، حيث تم بالإغارة على أرض محتلة ، في تحد للسلطة الشرعية في تلك الأرض ، وانتهاك للاتفاقات الموقعة معها بضمانات دولية . أما أسر المقاومة الفلسطينية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت (أصبح اسمه مشهورا ، بينما أسرانا يحسبون بالأرقام فقط ، ، ولا نعرف أسماءهم) فقد سمته (العربية) اختطافا . وسمت القناة اختطاف الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني (اعتقالا) بينما هو بالمعايير الموضوعية اختطاف . لماذا تنهج (العربية) هذا النهج ؟ وما الفرق بين (الاعتقال) و(الاختطاف) ؟ أليست العبارتان تدلان على الشيء نفسه ، أو(محصلة بعضها) كما يقول المصريون ؟ لا ، ليس كذلك . الاعتقال سلوك أمني تقوم به دول ذات سيادة لحماية مصالحها ، بينما الاختطاف سلوك إرهابي إجرامي لا تقوم به سوى العصابات . وهكذا يريد مروجو هذه التوصيفات أن يقولوا لنا إن إسرائيل دولة ، وإن مقاوميها ليسوا سوى جماعات فوضوية غير منضبطة وغير قانونية وغير أخلاقية .
وفي هذا السياق لا بد من التوقف عند تناول القناة لأحداث غزة الأخيرة وتداعياتها . كالعادة ، فإن موقف الراشد الذي يعلنه بوضوح في عموده اليومي في (الشرق الأوسط) هو الذي يعاد إنتاجه في التناول الإخباري والتحليلي للقناة ، بما في ذلك المقابلات وما يتم اختياره من الصحافة العربية والأجنبية ، وهو ما يجعل قناة العربية أحادية ومؤدلجة . لقد تبنت القناة وجهة نظر حركة فتح بالكامل ، وقامت بنقل كل المؤتمرات الصحافية لقادتها مباشرة ، بما في ذلك مؤتمرات مسؤولي مخابراتها الذين لم يكن لديهم سوى توجيه تهم الظلامية والقتل لحركة حماس . في المقابل تجاهلت القناة مؤتمرات قادة حكومة الوحدة الوطنية في غزة ، وأعضاء المجلس التشريعي المنتسبين إلى حماس ، ولم تشر إليها إلا في إطار التناول الإخباري ، وبشكل محدود وبطريقة مبتسرة وملونة . في مستهل الأحداث ، صورت القناة سيطرة حماس على القطاع بأنها حركة خارجة على القانون ، ووصفتها لاحقا "بالانقلاب على الشرعية" . ولما أشيع خبر اقتحام منزل ياسر عرفات في غزة ، كتبت العربية على صدر شاشتها : "مسلحو حماس يسرقون منزل ياسر عرفات" . الخبر طبعا مصدره فتح ، وكان الأولى مهنيا أن تنسب القناة الخبر إلى مصدره غير المستقل ، لكنها لم تفعل . واستخدمت كلمة (يسرقون) ، مع أن الكلمة المستخدمة صحافيا في مثل هذا الموقف هي (ينهبون) ، لكن الخيال المريض لمحرر القناة عمد إلى اختيار هذه الكلمة ليوحي أن كتائب القسام ليسوا أكثر من لصوص وقطاع طرق . وتجاهلت القناة رد حماس على هذا الزعم ولم تشر إليه ألبتة في نشراتها اللاحقة . كما وصفت القناة كتائب عز الدين القسام والقوة التنفيذية التابعة للحكومة في غزة (بالميليشيا) ، بل أحجمت عن وصف حكومة هنية (بالمقالة) وهي الصفة التي أطلقتها عليها أكثر وسائل الإعلام والفضائيات (بما فيها قنوات الجزيرة والحرة والبي . بي . سي) ، مبتدعة صفة (المنحلة) ، ولأهل اللغة العربية أن يتأملوا دلالات هذه الكلمة الشيطانية التي تفردت بها (العربية) .
في سياق تناولها للأحداث ذكرت القناة أن "إسرائيل تجلي جرحى فلسطينيين في معبر ايريتز لعلاجهم في إسرائيل" ، وهو خبر غريب وربما كان غير صحيح ، لكنه يؤدي الهدف ، ويوحي بالإنسانية التي يتمتع بها الإسرائيلي في مقابل العجز والبؤس اللذين يتردى فيهما قطاع غزة . ولما ألقى إسماعيل هنية خطابه الشهير الذي استغرق قرابة الساعتين في الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو 2007 ، باسطا فيه موقف حكومته وحركته من الأحداث وأسبابها وتداعياتها ، تجاهلته العربية ، ولم تقم بنقله على الهواء ولا بثه لاحقا ، فيما نقلته فضائيات عديدة أبرزها الجزيرة ، التي نقلته مباشرة في قناتيها بتمامه . ولم تقف العربية عند هذا الحد ، بل حاولت تشويه خطاب هنية في نشراتها ، وتصدر شاشتها هذا العنوان : "هنية يهاجم الأردن ومصر" . كان ذلك حشفا وسوء كيل ، فهنية لم يهاجم مطلقا مصر والأردن ، وكل ما قاله إن الجري وراء قمم فلسطينية عربية إسرائيلية مشتركة لن يقود إلا إلى سراب ، ولن يحقق شيئا للشعب الفلسطيني (في إشارة إلى اجتماع شرم الشيخ) . لكن القناة بخبثها المعهود صورت كلمات رئيس الوزراء بوصفها هجوما على دولتين عربيتين ، تحريضا وافتراء وخداعا .
ومن اللافت أن قناة الحرة (الأميركية) نقلت تصريحات هنية بشكل أقرب إلى التوازن حيث ذكرت أن "إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بعدم تقديم أي تسوية مقبولة للشعب الفلسطيني" ، مضيفة أنه حذر قمة شرم الشيخ "من اتخاذ ما أسماه سياسة مشتركة ضد قطاع غزة" ، فيما قالت بي . بي . سي العربية إن هنية "ينتقد قمة شرم الشيخ" (24 حزيران / يونيو 2007) . تجاهلت العربية نقاطا أساسية وردت في خطاب هنية ، مثل دعوته إلى الحوار للخروج من الأزمة ، وتشديده على الوحدة الوطنية ، والوحدة الجغرافية للضفة والقطاع ، ونفيه لما تردد حول تحويل غزة إلى (إمارة إسلامية) ، واستنكاره لما جرى في غزة من نهب أو اعتداء ، ومخاطبته العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بصفته الرسمية (خادم الحرمين الشريفين) وتأكيده له أن حكومته ملتزمة باتفاق مكة ، الذي رعته السعودية . كل ذلك لم تورده العربية ، وتحدثت فقط عن هجوم مزعوم على دولتين عربيتين ، بكل ما تعنيه كلمة (هجوم) في هذا المقام من قسوة وغباء . لا معنى للمهنية هنا ولا للأخلاق . إنه الحقد يعمي ويصم .
لقد استماتت القناة في تشويه صورة حركة حماس ، منتزعة من الأحداث والتصريحات والمشاهد ما يوافق أهواءها ومواقفها . حتى البيان الختامي الذي صدر عن السعودية والأردن إثر زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز لعمان ، اختارت العربية منه ما يناسبها . شدد البيان على وحدة الشعب الفلسطيني ، مؤكدا أن "الانقسام الداخلي لا يخدم المصالح الوطنية الفلسطينية" ، لكن العربية اختارت إشارة البيان إلى دعم الدولتين للشرعية الفلسطينية بقيادة محمود عباس . والتقى سعد السيلاوي مراسل القناة في عمان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ليسأله عن التدخلات الإيرانية في الشأن الفلسطيني والتي أفضت إلى أحداث غزة على حد زعمه ، فرد عليه الأمير بالقول إن الشعب الفلسطيني أوعى من أن يسلم قراره ومصيره إلى إيران أو غيرها .
أما ما يتعلق بتناول الإسلام وقضاياه ، فقناة العربية (وموقعها أيضا على الإنترنت الذي يستحق دراسة مستقلة) يوحيان من خلال الأخبار والتحليلات أن "كل شيء" في الإسلام ، بما في ذلك ثوابته ونصوصه القطعية قابل للمناقشة والرفض والاحتجاج . عندما يهاجم الإسلام مثلا أو تشن حملة على أحد شعائره أو رموزه تبادر (العربية) قناة وموقعا إلى تهوين الأمر ، وتستخدم عبارة غريبة هي (مثير للجدل) لوصف تداعيات الموقف أو الحدث أو التصريح الذي ينال من الإسلام . مثلا ، وصف موقع العربية تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر عن الإسلام بأنها "مثيرة للجدل" ، ولم يصفها بصفتها الموضوعية وهي (الإهانات) أو (الإساءات) (24 أيلول/ سبتمبر 2006) . كما وصف الموقع هجوم وزير الثقافة المصري فاروق حسني على الحجاب وزعمه أنه "عودة إلى الوراء" ، بالتصريح "المثير للجدل" (21 تشرين الثاني / نوفمبر 2006) . وعندما طالب الأزهر بمصادرة مسرحية نوال السعداوي "سقوط الإله في اجتماع القمة" في شهر آذار (مارس) 2007 مؤكدا في حيثيات قراره أن السعداوي "أهانت الذات الإلهية ، وسبت الأنبياء وتهكمت عليهم مع تصوير الشخصيات في مسرحيتها بصورة أقل ما توصف به هو أنه كفر صريح" ، قال موقع العربية إن القرار" أحدث جدلا واسعا بين علماء الدين والمثقفين" ، ولم ينس أن يضيف أن الكاتبة تعرضت للتهديد بالقتل من "متطرفين" (29 آذار/ مارس 2007) . ومن المعلوم أن وصف التهجم على شيء مقدس بأنه "مثير للجدل" ينزع عنه صفة القداسة ، ويجعله مجرد رأي . هذا النهج يجعل كل ثوابت الإسلام وقطعياته آراء قابلة للأخذ والرد تحت ذريعة "موضوعية" مغتصبة ومكذوبة .
لا يمثل عبد الرحمن الراشد وعدد من زملائه في صحيفة الشرق الأوسط وقناة العربية وموقعها (وكذلك موقع إيلاف الأوضح تطرفا والذي يرأسه عثمان العمير ، وكان رئيس تحرير سابقا للشرق الأوسط) سوى بنادق مستأجرة . إن جناية الرجل على الموضوعية والمهنية واحترام ثقافة المجتمع العربي وقيمه الإسلامية سواء في كتاباته أو في رؤاه وسياساته التي يرسمها في قناة (العربية) لهي كبيرة ، وكبيرة جدا . ولا ريب أن التاريخ سيسجل هذه الرؤى والسياسات ، ولكن في صفحات سوداء ، لأنها ببساطة غير وطنية وغير إسلامية ومنبتة الصلة بالواقع . لن تكتب لظاهرة (الليبراليين الجدد) وعلى رأسهم الراشد البقاء والتأثير ، لأن الزبد يذهب جفاء ، وما ينفع الناس يمكث في الأرض . لن يضرونا إلا أذى .
صحافي وأستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود
sunni forever
22-01-09, 03:33 AM
واصلوا يا اخوان واتمنى ان نجمع بقدر الامكان ما قيل عنه هذا الخبيث
واتمنى تثبيت الموضوع حتى يكون مرجع للجميع
و أنا أؤيدك يا ابن العم
فعبد الرحمن الراشد منذ 15 سنة و أنا أعرف أنه مرتزق ثم صار مديرا للعربية فصار عميلا للخارجية الأمريكية بجدارة و هو المدافع عن الأمريكان بجدارة و هو المخذل لمشاريع المقاومة للصهاينة و الأمريكان..........و لكن لكل عميل يوم و نهاية و حساب عسير عند رب العالمين
أبو العلا
22-01-09, 09:34 AM
جزاكما الله خيرا أخوي ابو عثمان الروقي ،sunni forever
لكما مزيد الشكر والتقدير
أما بالنسبة للفاسد فأنا معكم ولتستبين سبيل المجرمين
عفا الله تعالى عني وعنكم وعن جميع المسلمين
sunni forever
22-01-09, 10:09 AM
الليبراليّون عندنا من أعجب الليبراليين في العالم!!!!
يتحالفون مع الروافض و الصوفية و الصهاينة و الأمريكان ضد أي شيء فيه رائحة أهل السنة و منهجهم!!!!
أذكر أن أحد الليبراليين في صحيفة الوطن قبل سنوات انتقد ابن تيمية في مقال و في مقال آخر أخذ يثني على الحلاج و أنه من المبدعين و المفكرين!!!!!!!!
و آخر على قناة فضائية يتهم "حماس" بشتى التهم ثم يقول: قال القصيمي رحمة الله عليه!!!!
مع أن القصيمي ألحد و ألف كتنبا يستهزئ فيها بثوابت الإسلام و استمر على هذا حتى مات
و آخر يشكك في كل مبادرة تأتي من عالِم سني و في نفس الوقت يطبل لكل معمم رافضي على أنه شيعي معتدل و منفتح!!!!!!!!!!
و...و....و....الخ
أبو العلا
22-01-09, 02:24 PM
الباحثة قمراء السبيعي ترد على الراشد: (2-1)
ولماذا تصفون مراسلتكم القتيلة بـ «الشهيدة»
قمراء السبيعي
( لـُجينيات ) ملحق الدين والحياة
ذكر المفكر " هربرت شيللر " في كتابه ( المتلاعبون بالعقول ) أنَّ مدراء أجهزة الإعلام يعمدون إلى طرح أفكار وتوجهات لا تتطابق مع الحقائق من خلال غمر المتلقي بالمعلومات – بوصفها وعياً جاهزاً- عبر وسائل الإعلام ، ومع ذلكَ فإنهم لم يتمكنوا – حتى لقسم واحد من السكان – من منع تزايد فهمهم .
تداعت أمامي هذه العبارات عند إطلاعي على الحوار الذي أجري مع مدير قناة العربية عبدالرحمن الراشد بملحق ( الدين والحياة ) في صحيفة ( عكاظ ) بتاريخ 18-1-1430هـ لانطباقها عليه تماماً سواء في سياسته الإعلامية عبر قناة العربية أو في حواره المنشور الذي أطلق من خلاله عدداً من الأوصاف على مخالفيه ، ونافياً جملة من الحقائق التي يراها حتى الأعمى ! ، آثرتُ أن أفندها في تعقيبي هذا ، مستشهدةً بعددٍ من التصريحات التي أدلى بها زملاء له من داخل القناة لا من خارجها إلى المركز الفلسطيني للإعلام (12-1-2009م ) ،إضافةً إلى تقارير من صحف ووكالات عالمية لتفهمي التام لتقديس الراشد لكل ماهو غربي !
أولاً : ذكر مدير قناة العربية أنَّ من يقول بأن «العربية» تمثل الرؤية الأمريكية حيال غزة كاذب ، نافياً وصف العبرية عنها ، رامياً بالتهمة على قناة منافسة له .
- ربما لم يعلم مدير العربية أنَّ موظفي القناة ذاتها يؤكدون العكس ! لاسيما أنَّ أهل مكة أدرى بشعابها ، حيث ذكر أحد موظفي القناة بأنَّ الصور التي بثتها قناة العربية مساء السبت 3-1-2009م ، ليلة الاجتياح البري تمَّ أخذها من الدعاية العسكرية للجيش الإسرائيلي! وأنها في حقيقة الأمر دعاية حربية لاستهلاك الجمهور الإسرائيلي بقدرات جيشه !!
- وأتساءل أين المهنية والرؤية غير الصهيوأمريكية في ظهور النبأ العاجل التالي (الدبابات الإسرائيلية تتقدم باتجاه داخل غزة) مساء الجمعة 9-1-2009م ، رغم أنَّ الدبابات لم تتخطَّ بعد حدود غزة ؟! الأمر الذي لم تطاوعه مراسلة قناة العربية حنان المصري حيث خرجت عن صمتها، مؤكدة أن الخبر"غير دقيق" و"مخالف للواقع" ، وعلقت المراسلة وهي في قلب الميدان على ذلكَ بقولها : هذا يتسبّب في إثارة هلع الناس هنا في غزة،علينا أن ننتبه إلى هذا !
- ماذا يسمي مدير العربية هذا التوافق بين المصطلحات الإعلامية العبرية ومايسمح ببثه في قناة العربية من مصطلحات ؟ فالإعلام الإسرائيلي يقول إنّ الحرب تستهدف "حماس"، ويطلق على المقاومة "مسلحي حماس "وقناة العربية تردد مثل ذلك! ، ويضيف أحد موظفي القناة في إشارة قاطعة على تأكيد الرؤية الصهيوأمريكية التي تتبناها القناة وينكرها مديرها ! أنّ "بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تستحسن على ما يبدو بعض ما نقدِّمه للمشاهدين، فيتمّ الاقتباس عنّا ، وكلّها تقارير تنال من المقاومة و"حماس"، كأنهم ببساطة يَرَوْن في ما نفعل خدماتٍ مباشرة أو غير مباشرة للدعاية الإسرائيلية"
ثانياً : ذكر مدير قناة العربية في ثنايا إجابةٍ لسؤال وجه له : لماذا تصرون على تسمية شهداء غزة بالقتلى ؟ أن الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – كان حاسماً برفض تسمية القتلى بالشهداء !
وأقول : يؤسفني أنَّ المهنية التي ينادي بها مدير قناة العربية وصلت إلى أدنى درجاتها هنا ،بل ويشير جوابه إلى ازدواجية صارخة للمعايير الإعلامية التي يؤكد أنها تحكمه ، ولي مع استشهاده على هذه الفتوى عدة وقفات :
الأولى: لو سلَّمنا أنَّ فهم المستشار الديني لمدير قناة العربية لفتوى سماحة العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى - صحيحاً ، ففيه ردّ عليه ، فقد قال الشيخ – رحمه الله تعالى - مانصه (إن الشهادة للمقتول بأنه شهيد تكون على سبيل العموم فيقال من قتل في سبيل الله فهو شهيد وما أشبه ذلك من الكلمات العامة ، أما الشهادة لشخصٍ بعينه أنه شهيد فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم ) ]فتاوى نور على الدرب – نصية – موقع الشيح ابن عثيمين [ ، فمن الواضح أنَّ فتوى الشيخ لا تجيز أن يطلق على شخص بعينه وصف شهيد كما فعل الراشد عند إطلاقه لهذا الوصف على مراسلة العربية أطوار بهجت ، والمصور علي عبدالعزيز ، إضافةً إلى أنه يُفْهَمُ منها إجازة أن يطلق على العموم لفظ الشهداء كما هو حاصل الآن في غزة ، فكما هو معلوم في علم اللغة العربية أن الوصف الذي يطلق على جماعة لا يعني بالضرورة إطلاقه على كل فرد فيها، وعليه فاستشهاد مدير قناة العربية بفتوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - يحمل تناقضاً صارخاً لما ينادي به ، ومايطبقه من ممارسات داخل أروقة قناته ، وبهذا تكون الفتوى دليلاً ضد السياسة الإعلامية لقناة العربية لا معها !
الثانية : هنالك فتوى أخرى صادرة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم (9284) برئاسة سماحة العلامة عبدالعزيز بن باز – رحمه الله تعالى - تؤكد جواز إطلاق وصف شهيد على من قتل في المعركة، ومن قتل دون دينه ، أوعرضه ،أو نفسه ، أو ماله ، بل ويضيف الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى - أنَّ من قتل بالصواريخ حكمه حكم الشهداء ، وهكذا كل مسلم يقتل مظلوماً في أي مكان ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ،ومن قتل دون أهله فهو شهيد) ]مجموع فتاوى ابن باز-ج6[ ، وأتساءل بدوري هنا : إن كان من ورد ذكرهم في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ممن قتلوا في سبيل دينهم وأموالهم ودمائهم وأهليهم من أهلنا في غزة لايطلق عليهم في الجملة شهداء عند عبدالرحمن الراشد بل قتلى ، فعلى من يطلق الشهيد على وجه العموم ؟!
الثالثة : ليعلم مدير قناة العربية أنَّ الاحتجاج بالفتاوى بأسلوب انتقائي يتلاءم مع إحدى الصفات العبرية التي نفى أن يطلق على قناته مسماها ! حيث قال تعالى في شأنهم (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) ، وآمل حقيقة أن تكون بغيته الحق في التعامل مع الفتاوى ، ويخضع سياسة القناة الإعلامية لها، فهي قناة تعج بالمحاذير الشرعية التي تصل لحد الكفر البواح أحياناً ، منها على سبيل المثال لا للحصر : قيام مراسل قناة العربية نجاح محمد علي بالسخرية من جبريل عليه السلام ، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في برنامجه( أهواز العراق ريام في مملكة الماء ) الذي بثَّ يوم الخميس 6-3-2008م، دون أن تتبعه القناة باعتذار أو توضيح ، في حين أن معاييرها الازدواجية تقف بحرص شديد وعناية أمام إطلاق وصف شهداء على ضحايا غزة !
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7154 (http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7154)
sunni forever
26-01-09, 10:23 AM
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-40-7249.htm
شيعي رافضي موالي
26-01-09, 10:53 AM
اللهم انصر الاسلام و المسلمين و ارحم شهدائهم وبالخصوص الشيخ الشهيد أحمد ياسين و الشيخ الشهيد راغب و السيد الشهيد الموسوي و جميع شهداء حماس و حزب الله
اللهم دمر اليهود تدميرااااا
أبو العلا
26-01-09, 01:34 PM
الزميل شيعي رافضي موالي : دعوت بدعاء طويل سأختصره لك،
اللهم انصر الإسلام و المسلمين و ارحم شهداءهم وارحم
الشيخ أحمد ياسين و جميع شهداء حماس
اللهم دمر اليهود تدميرااااا
فائدة : انظر هذا الموقع:
http://www.dd-sunnah.net/hizballah/ (http://www.dd-sunnah.net/hizballah/)
sunni forever
26-01-09, 08:15 PM
الأحد,يناير 18, 2009
عبد الرحمن الراشد يصف من يشاهدون قناة الجزيرة بأنهم "خرفان" !!
اعترف باستغلاله أموال العربية لتصريف انتاج برامج شركته الخاصة .. رئيس قناة العربية عبد الرحمن الراشد يصف من يشاهدون قناة الجزيرة بأنهم "خرفان" !!
عبد الرحمن الراشد
المصريون ـ خاص : بتاريخ 16 - 1 – 2009
في حواره الذي أجراه معه الزميل الدكتور عبد العزيز قاسم لصحيفة عكاظ السعودية هاجم عبد الرحمن الراشد رئيس قناة العربية من ينتقدون تحيز قناة العربية مع الخطاب الإسرائيلي في الحرب على غزة ، واعتبر أن أسلوب القناة يعتمد على المهنية وليس تعبويا ، وأصر على أن شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة هم "قتلى" وليسوا شهداء ، وفي تعبير عن حجم الضغوط التي يتعرض لها والعزلة التي أحاطت بقناة العربية خاصة بعد موقفها من أحداث غزة هاجم الراشد بضراوة القنوات الإخبارية الأخرى وخص منها قناة الجزيرة القطرية بالقسط الأكبر ، ووصل في هجومه إلى حد استعمال ألفاظ سوقية لا سابق لها في الحوارات "المهنية" عندما وصف من يتابعون الجزيرة ويعجبهم خطابها بأنهم "خرفان" !! ، أما من يتابعون قناته فهم "الصقور الحرة" ، وفي مواجهة شديدة الإحراج سأل عبد العزيز قاسم ضيفه عن "الأخلاقيات المهنية" التي أتاحت لعبد الرحمن الراشد أن يؤسس شركة خاصة لإنتاج البرامج التليفزيونية في هولندا تنتج برامج يقوم هو نفسه ببيعها لنفسه في قناة العربية ، بما يمثل حالة فساد مالي وإداري صريحة واستغلال منصبه في القناة بصورة أبعد ما تكون عن الشفافية والنزاهة ، وقد اعترف الراشد في حواره بأنه بالفعل يمتلك شركة "أو.آر" ولكنه قال أنها بريطانية وليست هولندية ، وأنه باع من انتاجها أعمالا قليلة لقناة العربية دون أن يوضح حجم هذا الإنتاج وعدد ساعات البث والقيمة المالية التي حصل عليها من هذه "الصفقة" التي قدرتها بعض المصادر بقيمة أربعة ملايين دولار أمريكي ، ووصف الراشد بغضب من ينتقده في ذلك بالجهل والحسد وسوء الظن .
أبو العلا
26-01-09, 08:37 PM
جزاك الله تعالى خيرا أخي العزيز sunni forever
ما شاء الله نقل جميل وتنسيق جميل أيضا :7:
بارك الله فيك ونفع بك الإسلام والمسلمين
sunni forever
26-01-09, 10:51 PM
آمين يا أخي أبا العلا و جعلنا الله جميعا صفا واحد ضد الليبراليين و الروافض و الصهاينة و الصليبيين
أبو العلا
28-01-09, 05:24 PM
عبدالرحمن الراشد وفقه اللصوص
عبدالملك الماجشون من كبار أصحاب الإمام مالك .
كان يوماً يدرِّسُ في حلقته بالمسجد؛ إذ جاءه أحد تلاميذه وحدَّثه بهذه الأعجوبة:
قال: خرجتُ إلى بستاني بالغابة، فعرضَ لي لصٌّ، وقال: اخلع ثابك.
قلت: لم ؟
قال : لأني أخوك، وأنا عُريانَ.
قلت: فأين العدل. كيف تكسو نفسك وتعريني؟
قال: قد لبستَها أنت برهةً، وسوف ألبسها برهةً.
قلت: فتتركني عارياً ؟
قال: قد روينا عن مالكٍ أنه قال: لا بأسَ أن يغتسل الرجل عُرياناً.
قلت: أتترك الناس يرونَ عورتي؟!
قال: لو كان أحد يلقاك هنا ما تعرضتُ لك.
قلت: دعني أدخل بستاني، وأبعثُ بها إليك.
قال: كلا. أردتَ أن تبعثَ إليَّ خدمك فيضربوني.
قلت: أحلفُ لك.
قال: اليمين للصوصِ غير لازمةٍ في مذهب مالك.
فحلفتُ له لأبعثن بها طيبةً بها نفسي.
فأطرقَ اللصُّ برهةً ثم قال: تصفَّحتُ أمر اللصوصِ من عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى وقتنا هذا، فلم أجد لصاً يسرق إلى أجَلٍ. فأكرهُ أن أبتدعَ.
فخلعتُ له ثيابي!
تذكرتُ هذه القصةَ الطريفةَ وأنا أقرأ استشهاد الأستاذ عبدالرحمن الراشد بفتوى الشيخ محمد بن عثيمين، في المنع من تسمية قتلى الفلسطينيين شهداء.
ذاك اللص التزمَ بمذهب الإمام مالكٍ و هو يسرقُ، تماماً كما أن الأستاذ عبدالرحمن الراشد التزم مذهب ابن عثيمين و هو يخدمُ المشروعَ الأمريكي. فكلا الرجلين كان حريصاً على اتباع السنة في إتمام مهمته.
حين قرأتُ استشهاد الراشد بفتيا ابن عثيمين –رحمه الله-، وَسْوَسَت لي نفسي أن أبعث للأستاذ بمجموع فتاوى الشيخ، حتى يستدرك ما فاته من فتاواه. فالذي يشاهد شاشة العربية (قد!) (يلحظ!) (بعض!) الأشياء التي (ربما!) تخالف في (بعض!) جوانبها (شيئاً!) من فتاوى ابن عثيمين، وفتاوى نبيِّ ابن عثيمين –صلوات الله وسلامه عليه-.
خطر ببالي –أيضاً- أن أرسل للأستاذ الراشد بعض تسجيلات (نور على الدرب) حتى يعيد عرضها في قناة العربية بصوت ميسون عزام، أو أي صوت لبناني أنثوي سلفي حنبلي!
ومن يدري ما الذي تعدُّه لنا الأيام، فلربما قرَّر الراشد غداً تخصيص ساعة أسبوعية أو حتى يومية لقراءة فقرات من كتاب (الدرر السنية، في فتاوى المذيعة اللبنانية)!
طيلة أسبوعين مضيا، تابعتُ بضعة مقالاتٍ فزعت للانتصارِ لموقف الراشد في إصرارهِ على منعِ إطلاق لفظة (شهداء) على من قتلوا في الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين. وكأن هذه المشكلة (فقط) هي مشكلة الراشد و عربيته!
المسألة بالنسبة لي ليست ذاتَ بالٍ، لولا أنها تأتي في سياق ممارساتٍ واسعةٍ تتعلق بالاصطلاحات التي تنتقيها القناة في نقلها للأخبار. فعندما تسفك دماء أهل (غزة)، وعندما يكون الخصمُ منظمة مثل (حماس)، فهنا فقط يتذكر الأستاذ عبدالرحمن الراشد (المهنية)، و (الحياد) الإعلامي، وفتيا (ابن عثيمين)!
و قد رأيتُ الأستاذ أجهد نفسه في الهجوم على (قناة الجزيرة)، حتى شعرتُ –وأنا أقرأ كلماته- أنه باتَ يعاني من متلازمة اسمها (متلازمة قناة الجزيرة)، فصار لا يرى طريقاً لإثبات نزاهةِ (العربية)، إلا من خلالِ إثبات عمالة (قناة الجزيرة)!
حسناً –أيها الأستاذ-..
كلاكما سيءٌ. لكن قناتك الأسوأ.
فهل تستطيع الدفاع عن (العربية) بعيداً عن الهجوم على جزيرة آل ثاني؟!!
للجزيرة عيوب ضخمة. وللعربية عيوب أضخم. فحين نذمُّ العربية و توجهها الأمريكي الخالص، فلسنا بذلك نزكي الجزيرة. فليتَ الأستاذ ينسى الجزيرة (القطرية!) قليلاً، و هو يدافع عن عربيته (الأمريكية!).
الأستاذ الراشد يقول إن الجزيرة تستضيف الإسرائيليين، فهي –بالتالي- أحق بلقب (العبرية) من قناة (العربية). فليت الأستاذ يتذكر هذا الكلامَ جيداً، لأن (العربية) ستغير موقفها قريباً، وستفتح أبوابها للإسرائيليين بكل أريحية.
ليحفظ الأستاذ كلماته هذه جيداً، لأنها عما قريبٍ ستدينه.
لن أعيد الكلامَ وأكرره، فالحديث عن هوية قناة العربية مما سارت به الركبان. لكن بما أن الأستاذ عبدالرحمن الراشد، وقبله الأستاذ عمار بكار، أشغلونا بقصة (المهنية)، فقد اقتطفتُ لكم بعض مهنياتهم العااااالية :
(1)
انظروا لهذه المقالة للإعلامي (الكبير!!)، والسياسي المخضرم الأستاذ عبدالرحمن الراشد، صاحب المهنية العالية، وهو يخلط بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، فصار يتحدث عن (سيول) عاصمة (كوريا الشمالية!)، ويكرر ذلك خمس مراتٍ في مقالة مكتوبة، وليس في كلمة مرتجلة:
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=407098&issueno=10310
ألا يذكركم هذا الخلط، بطريقة الأمريكان حين يتحدثون عن المشرق البعيد عن ثقافتهم، فيجعلون إيران عاصمة السعودية، و بغداد منتجعاً في سيناء!
(2)
قرأتُ سخرية الراشد ممن يعتمد على أخبار ينشرها موقع (فيلكا)، أو موقع (دبكة). و هو انتقادٌ صحيحٌ وفي محلةِ، فهذه المواقع ليس لها مصداقية، مثلها في ذلك مثل موقع (العربية نت)! الذي يفتقر للكثير من المصداقية في تحري الدقة و الثقة في نقل أخباره.
أذكر بهذه المناسبة أن موقع (العربية نت) سبق أن تورط في نقل خبرٍ مضحك للغاية، مصدره صفحة سخيفة على الشبكة تحمل عنوان موقع (الداعية أم أنس)، و هي صفحة مجهولة الهوية، أسسها بعض السخفاء، وملأها بالفتاوى الملفقة والمضحكة بقصد السخرية و العبث، ولم يخطر ببالٍ من أسس تلك الصفحة أن موقعاً يتبعُ إحدى أشهر القنوات الفضائية العربية، سوف يعتمدُ عليه وينقل عنه.
مما لفَّقه هذا الموقع فتيا مضحكة عن حكم لعب (كرة القدم)، كتبت باسم (الشيخ عبدالله النجدي)، ومما جاء في هذه الفتيا أن كرة القدم جائزة بشروطٍ:
-أن يكون اللعب بثياب النوم!
-وأن لا يوضع لحدود الملعب خطوط لأنها من صنع الكفار!
-وأن اللاعبَ إذا سقط أو مس الكرة بيده، فلا يجوز أن للحكم أن يحتسب (فاول)، بل يكون الحكم في ذلك للشرع!
-وأن تكون قوانين اللعب مخالفة لقوانين لعب الكفار، فلا يكون عدد اللاعبين أحد عشر، ولا يجعل مدة الشوط (45) دقيقة، و أن يكون اللعب شوط واحد أو ثلاثة أشواط، وأن تكون عوارض المرمى اثنتين، فتزال القائمة العلوية، ليحصل بذلك مخالفة الكفار.
إلى آخر كلامٍ كثيرٍ مضحك للغاية، يدرك أقل الناسِ عقلاً أن العبث هو مقصود من لفق تلك الفتيا.
لكن موقع (العربية نت) ، وبمهنيته العالية، و من خلالِ حرصه على الاعتماد على مصادر ذات مصداقية، أخذ الفتوى على محمل الجد، وطار بها إلى شيخٍ مهنيته في العلم، تشبه مهنية (العربية) في الإعلام. فطرحَ عليه سؤالاً عن رأيه في فتيا تحريم كرة القدم.
ثم من الغد رأينا هذا العنوان في واجهة موقع (العربية نت):
رداً على فتوى تطالب بأسلمة المباريات.
مستشار قضائي سعودي يستنكر تحريم كرة القدم أو تغيير قوانينها.
http://www.alarabiya.net/Articles/2005/08/26/16234.htm
فكيفَ يلوم الراشد من يعتمد على موقع (فيلكا) إذا كانت (العربية نت) تعتمدُ على (موقع أم أنس)!!
(3)
أختم بخبرٍ آخر ليكونَ هديةً للأستاذ (عمار بكار)، و هو خبرٌ يتعلق بالجانب الأسفل من مهنية (العربية نت):
((سلمى حايك تحتل المرتبة الأولى في أكثر "المشاهد سخونة" لـ 2006)).
وتجدون في الخبر شرح لتفاصيل المشهد الأكثر سخونةً، و في أي فيلمٍ حصل ذلك المشهد. كما تجدون تفاصيل للمشاهد الأخرى التي احتلت مراتب تالية.
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/12/10/29803.htm
وبالطبع هذا الخبر عينة لأخبار أخرى كثيرة مشابهة تعشقها (العربية نت) من خلالِ تخصصها في أصول المهنية الإعلامية الراقية!
بندر الشويقي
باحث شرعي
http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=152 (http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=152)
أبو العلا
28-01-09, 07:07 PM
العبرية بتحكي عربي .. الخنازيرأنموذجا
يوسف الزهراني
( لـُجينيات )
العهرالذي تهتزّ على أنغامه قنوات MBC صباح مساء ، ليل نهار، منذ إنطلاقتها الأولى تزامنا مع الغزو العراقي للكويت واستيطان الأسطول الأمريكي مرابع الخليج عام 1991 فاحت رائحته بل وتحوّل إلى شياط يزكم الأنوف .. فبعد العهر الفني والرقص على أجساد الغانيات من خلال قنوات الفساد والإفساد التي خصصت لها تلك المجموعة ( النتنة ) أجندات تسعى من خلالها إلى ( تجنيس وتنجيس ) الأخلاق .. هاهي اليوم تتبنى العهر السياسي وعلى المكشوف .
فما أن أعلن المخمور ( بوش ) حربه على كل ما هو إسلامي عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 حتى ألمح إلى نيته إطلاق قناة موجهة بالعربية لتثقيف الشعوب الشرق أوسطية على حد زعمه .. وفجأة ودون مقدّمات ظهرت قناة ( العبرية ) من دبي تزامنا مع الغزو الأمركي الغاشم على العراق في مارس 2003 بتكاليف تشغيل سنوية تقدر بنحو 7 ملايين دولارــ حسب إحدى الدراسات ــ لتشكل بذلك القناة الفضائية الأكثر كلفة في العالم العربي .
ولجأت في بداية انطلاقتها إلى إستيراد البرامج الغربية المعلبة ، وكان الاعتماد شبه كلي على منتجات BBC التي تحمل الطابع الغربي البحت ، فشهدت البداية بث العديد من البرامج التي تجعل من المعالجة الغربية لبعض القضايا العربية منهجا لها كالأفلام والبرامج التي تناولت قضايا الإرهاب بصبغة غربية خالصة دون أي تحرّج ، في الوقت الذي نشتكي فيه من الإقصاء الغربي المتعمد للحقوق العربية والإسلامية في الإعلام الغربي.
وفي عام 2005 أطلقت القناة موقعها الخاص على الإنترنت. وبنظرة سريعة على هذا الموقع يمكن اكتشاف التوجه العلماني الواضح في المواد والأخبار التي يتم انتقاؤها ، إذ يتعمد محررو الموقع إعادة نشر المقالات التي تكتبها الأقلام العلمانية والتغريبية المعروفة في الصحافة العربية وفتح باب التعليق أمام القراء، مع تغييب واضح لوجهات النظر الأخرى مع أنها تشكل الأغلبية في الشارع العربي كما هو واضح في التعليقات الواردة على معظم المقالات المنتقاة .
ولعل التطور الأهم هو في تخصيص أفلام وثائقية مستوردة ، حيث تسمح لليبراليين والعلمانيين واللادينيين بمناقشة الأفلام المختارة، والتي تتعرض غالبا لقضايا عربية أو إسلامية من وجهة نظر غربية ، وهو أقل ما يتوجب فعله إزاء إفساح المجال للغرب في التعرض للقضايا المحلية ، علما بأن معظم الضيوف الذين يسمح لها بمناقشة هذه الأفلام يتم انتقاؤهم بشكل مدروس بحيث تبقى الصبغة العلمانية التي يفترض لها الحياد هي المسيطرة وصاحبة الكلمة النهائية عندما تطغى وجهة النظر التغريبية على القناة بكل وضوح كالبرامج الفنية التي تروج للأغاني والأفلام العربية والغربية ( الخليعة ) والبرامج الأجنبية المدبلجة ذات الطابع الاستهلاكي البحت .
فقد بدأ سعي منتجي البرنامج لإبراز علمانية المجتمع العربي واضحا للغاية كاستضافة الفتيات المتفسخات وتركيزها المستمر على حقوق المرأة ليتحول الأمر إلى مهزلة واضحة .. الطريف هو أن القناة عادت مؤخرا لتكرار تلك التجربة من خلال انتقاء الشباب العلماني لتمثيل المجتمع العربي من خلال السماح لهم بمناقشة الكثير من القضايا التي قد لا يفقهون كنهها لمعرفتهم الضحلة بالدين .
وليت الأمر توقف عند ذاك الحد بل أخذ عهرها السياسي في التزايد يوما بعد يوم من خلال رقصها على جثث الشهداء وبلسان عربي مبين مؤكدة عمالتها من خلال دعمها اللوجستي للكيان الصهيوأميركي بكل ماأوتيت من ( عهر ) ..
فقد وصل بها الأمر خلال الأيام القليلة الماضية إبان العدوان الصهيوني على غزة الأبية ومن خلال طرطور يدعى عبدالرحمن الراشد والمحسوب علينا كسعوديين إلى تزويد صحيفة ( هاآرتس ) الصهيونية بشريط مسجل حسب إفادة الصحيفة نفسها زاعمة أنه دليل على إطلاق فصائل المقاومة الباسلة في غزة الصامدة صواريخ من جوار المبنى الذي تعرض لقصف صهيوني والذي يضم مكتب القناة و مكاتب صحافية عالمية أخرى .
ويظهر التسجيل الذي التقط في اليوم الخامس للعدوان الصهيوني على قطاع غزة مراسلة قناة العربية "حنان المصري" خلال حوار مع طاقم القناة حيث يخبرها زملاؤها أن صاروخ جراد إنطلق من مكان قريب من العمارة وتقول المراسلة : " كأنَّ الصاروخ انطلق من تحت العمارة - كأنه انطلق من تحت المكتب- صوته عالٍ اعتقدت أنه غارة - هل يطلقوه من تحت المكتب؟".
ونشر موقع الصحيفة الصهيونية التسجيل معتبرا إياه دليلا على ادعاءات جيش الاحتلال وتبريرًا لعملية القصف الوحشية تلك . هذه واحدة ..أما الثانية فتتمثل في رغبة هذه القناة ( الداعرة ) بحسب صحيفة ( غلووبز ) الصهيونية في إطلاق وتشغيل قناة إسرائيلية ناطقة بالعربية .. وثالثة الأثافي ماأعلنته الشمطاء تسيبي ليفني وزيرخارجية الكيان الإسرائيلي نقلا عن موقع " فيلكا " اليهودي عن عظيم فخرها بفوز ( الأشيمط العانس )عبد الرحمن الراشد مدير القناة بجائزة صديق إسرائيل عن العام 2008 مناصفة مع صديقه رئيس تحرير صحيفة ( الشرالأوسخ ) طارق الحميد والتي منحهما إياها اللوبي الصهيوني .
ولولا عمالته وتوأم خزيه الحميد وغيرهما من الإنبطاحيين من دعاة التطبيع مع قتلة الأنبياء لما دأب موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة العربية على إعادة نشرمقالاتهم كونهم يذمون مقاومة حركتي حماس والجهاد ، ويؤكدون الاتهامات الإسرائيلية للحركتين بأنهما ألعوبة في أيدي الإرهاب كما يصورون . بل ويشيدون بـ«ديمقراطية» دولة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرين أن أرض فلسطين المحتلة «حق لبني إسرائيل وأرض الميعاد التي بشرتهم بها التوراة » .
ألا تبا لهم من ( خنازير ) ، عديمي غيرة ..
يلعبون بقذارة ..
تراهم في كل مكان فيه مفسدة ..
يمرّغون وجوههم في الذل طمعا في الحصول على غاياتهم ..
يتقربون لإشباع نزواتهم ..
أغواهم التيه ..
وعمتهم نشوة الذات ..
طفيليات ..
بقاؤهم يعتمد على خذ وهات ..
يتمددون ..!
يتفرعون ..!
يتشجرون ..!
لكن زقوما ..!
طراطير هذا الزمان ..!
ممن باعوا انفسهم للشيطان !
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا {103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا {104}}
[email protected]
[email protected]
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7209 (http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7209)
sunni forever
29-01-09, 07:39 AM
جزاك الله خيرا على هذه النقولات أخي أبا العلا
ينبغي علينا إذا ذكرنا "بني ليبرال" أن نردف اسمهم بعبارة "لك الكرامة" أو "أعزك الله" لأن بني ليبرال -أعزكم الله- كدورات المياه عندهم كل النفايات الفكرية البشرية ...........يبحثون عن كل شذوذ عن القاعدة و انحراف عن المنهج و تجاوز على الثوابت فيبرزونه على أنه إبداع و تنوير!!!! حتى و لو كان من أبرزوه صفرا في العلم الذي يكتب فيه!!!!
أبو العلا
29-01-09, 07:53 AM
وجزاك الله تعالى خيرا أخي الكريم sunni forever
فلولا الله تعالى ثم نقولاتك الجميلة وتعليقاتك الطيبة لما وصل الموضوع لهذه المرتبة
فالحمد لله تعالى أولا وآخرا، والشكر للمشاركين والقراء على هذا التفاعل الطيب
غفر الله تعالى لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين
أبو العلا
29-01-09, 08:35 AM
عبد الرحمن الراشد .. إذا لم تستح فاصنع ما شئت
د.عبد المحسن هلال
* المصريون) : بتاريخ 28 - 1 – 2009 (
بالرغم من تقديري واعترافي بأهمية ما يحاوله الزميل العزيز الدكتور عبد العزيز قاسم من جهد لتحريك بركتنا الفكرية والثقافية بقذفها ببعض الحجارة بغية تحريكها، إلا أنه ليس في كل حركة بركة وكذلك ليس كل حجر مفيد في التحريك. فقد فاجأنا العزيز قاسم مجددا بلقاء مطول مع عبد الرحمن الراشد وكنا بالكاد قد نسينا له حجرا سابقا أدمى وعينا بمكاشافاته معه، ولمعزتنا لهذا العزيز سنغفر له اختيار ذات الحجر مرتين واللدغ من ذات الجحر مرتين، لأنه أراد بحسه الصحفي المرهف استغلال نقطة مثارة حول طريقة تغطية قناة (العربية)، المحسوبة علينا، للحرب على غزة، وأعطى مديرها فرصة للرد علي التهم لقناته بعدم التزامها حتى الحياد في قضية تخص العرب الذين تتحدث هذه المحطة باسمهم وتستغله للترويج لأفكار لا تروقهم ولا تمثل طموحاتهم ولا تستهدي آمالهم، إلا أن المدير "الراشد" لم يرشد في إجاباته وطوح بأسئلة الحوار ذات اليمين وذات اليسار مثبتا التهمة علي قناته بوصمها بالانحياز إلي وجهة نظر (إسرائيل) عدو العرب في محطة العرب (العربية) .
وقد بات الأمل أن تغير هذه القناة اسمها بعد انكشاف أمرها إلى أي اسم آخر، الشرق أوسطية مثلا، كي تتم الخلفية الفكرية للامتداد الثقافي، الأديولوجي حقيقة، الذي يمثله هؤلاء. وذلك ليقيني أن الحجر الذي اختاره القاسم هذه المرة لا يمثل نفسه وحسب، بل مدرسة فكرية تغريبية تتراص مكعباتها بفعل أجنبي ويلفظها الجسم العربي والإسلامي لأنها غريبة عليه متطفلة على خلاياه، كادت في فترة من الفترات أن تكون فيروس إيدز يصيب خلايانا الفكرية فيدمر مناعتها ووعيها ولكن الله سلم، بارتكاس السحر على الساحر وعودة الوعي لكثير من شبابنا الذين أغوتهم الطروحات المنمقة عن الفكر الأمريكي والتقدم الأمريكي والديموقراطية الأمريكية، وجميعها فقاعات تفجرت في سموات أفغانستان والعراق واليوم في غزة، ومن قبل في كل مكان تدب فيه رجل أمريكية.
الخراف والصقور
مما لفت نظري في اللقاء القول أن من يلجأ إلى متابعة الأخبار في غير محطته خراف والصقور من يتابعون محطته، وبرغم ما في هذا القول من صلافة وغرور فإنه يتضمن إهانة لشرائح كبيرة من المجتمع سواء السعودي أو الخليجي أو العربي، وبعد تفنيد هذا الرأي سنكتشف ربما العكس بأن معظم، ولا أقول كل، من يتابع محطته هم ممن بلغ خريف العمر أو بعض النساء والأطفال ممن يريدون قوالب جاهزة وأنماط فكرية قديمة مقبولة لا تحتاج إلى نقاش وفرز، ومشبوهة في معظم الأحوال، سنكتشف أن متابعي محطته يلعقون العسل غير دارين بالسم المدسوس فيه.
البي بي سي والعربية
يقول أن محطته مهنية والمحطات الأخرى تعبوية، قاصدا محطة الجزيرة، سأريحه أنا من مقارنة محطته بمحطة بالجزيرة، هذه المقارنة التي تصيبه بمقتل كل يوم، هناك محطة أخرى أجنبية، محطة البي بي سي الناطقة بالعربية مثلا، كيف وقفت هذه المحطة على الحياد بينما محطته (العربية) تبنت ورصدت وصدقت وبثت كل أكاذيب (إسرائيل(، هذه المحطة استضافت إسرائيليين، ومهنيا لا عيب في ذلك، إلا أنها كانت تناقشهم وتفحمهم بالأفلام والصور تعرضها عليهم، محطة "الراشد" هذا تستضيفهم بعد كل عمل بربري لتبريره بشرح وجهة نظرهم ثم ينتهي اللقاء.
يقول أن حتى أقل الناس فهما سيعرف أن (إسرائيل) مجرمة، بمعنى أنه حتى لو لم تقل محطته ذلك، فهل ترى قالته؟ للأسف قالت العكس، نشرت صحيفة يدعوت احرينوت أن مراسلة محطة (العربية) في غزة أكدت علي إطلاق صواريخ من تحت مكتبها في بناية البرج، وظهرت في شريط مصور وهي تتمايل رقصا بالقول أن الانفجار الحاصل من ضرب البرج الذي تجمع فيه صحفيون دوليون ناتج عن صاروخ مقاومة، يا سبحان الله وحدها من بين جمع الصحفيين عرفت ذلك، ولو انفجر الصاروخ علي بعد أمتار منها لطار رأسها في الفضاء، واتخذت (إسرائيل) حديثها دليلا من قناة عربية ضد قضية عربية، فأي عار هذا.
وسأنتهز الفرصة هنا لسؤاله إن كان أقل الناس فهما سيعرف أن (إسرائيل) مجرمة، فماذا عن أمريكا، أم أن حدود وعيه تقف عند هذا الحد ولا تبصر من يقف وراء هذه الدولة المصطنعة. أمريكا ليست مجرمة بكل ما فعلته وتفعله في العراق وأفغانستان؟ أمريكا ليست مجرمة في اغتصاب خيرات الشعوب وتحويلها إلي مصالح أمريكية؟ أمريكا ليست مجرمة باعتقال وتعذيب آلاف المعتقلين العرب والمسلمين في سجونها حول العالم وفي جوانتانامو؟ ولا أقول سوى إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
دحلان وورقة التوت
تستضيف محطته (العربية) الانقلابي دحلان، أول منقلب ضد اتفاق مكة، والرجل الذي أسقط ورقة التوت عن نفسه، ويعتبر المحرض الأول ضد حماس، ومن كان يستعد للدخول إلي غزة مع كتيبته المجهزة عسكريا، حال القضاء على حماس، وتجري معه مقابلة في الأسبوع الأول من الحرب علي غزة يقول فيه كلاما ضد المقاومة تخجل حتى (إسرائيل) من ترديده. تعرض محطته وسط الأسبوع الثاني من الحرب أثناء تعاظم سقوط الشهداء وتناثر الأشلاء، احتفالا راقصا لإحدى بلديات المدن الإسرائيلية، يُظهر مدى التمدين والتحضر الذي يسود هناك. أليس هذا تبنيا لادعاءات دولة مجرمة يعرف أقل الناس فهما إجرامها؟
تتشجع محطته بالذهاب إلي مدينة إسرائيلية يحتفل أهلها بضرب سكان غزة، وعندما تنبري واحدة منهم لشكر من جعل ذلك ممكنا، بادئة بشكر أمريكا ثم تذكر اسم دولة أخرى فتقطع المحطة الاتصال حجبا لحقيقة بثتها أكثر من قناة محايدة أخرى. يكذب بالقول، وهو للأسف اشتهر إعلاميا بذلك، أن حماس أخرت إذاعة خطاب السيد خالد مشعل تقديرا لمحطته، ولو علمت حماس أن محطته ستبث الخطاب لألغته، ويكذب بالقول أن استخدام كلمة شهيد لمراسلي محطته لم يظهر إلا في إعلان دعائي، كتبرير لعدم استخدام كلمة شهيد لضحايا غزة، وجميعنا شاهد خبر أطوار بهجت وزميلها يتكرر في نشرات محطته لأيام، ثم عاد وتكرر في الشريط المقروء لأيام أخر.
مفاجأة الحوار
ثم كانت مفاجأة عزيزنا القاسم أن قدم لنا "الراشد" كمنظر اقتصادي ثم كفيلسوف تاريخي بعد أن كنا نعرفه محللا سياسيا، وإن كان لمحللي الزيجات أقرب، ذلك أنه يحلل زواجا كاثلوكيا مع أمريكا وزواجا للمتعة مع (إسرائيل). يدعي أن الرأسمالية ليست عقيدة ولا أديولوجيا مثل الشيوعية، وهذه قمة الدعاية الدوغمائية الخرقاء التي ظننت أن شرقنا العربي قد أفاق منها منذ زمن، يقول أن الرأسمالية مجرد آلة لتنظيم السوق ولا تسقط لأن سوقا انهارت، أليس هذا تعلقا طفوليا بنظرية غربية وظفت السوق لأغراض ذاتية فأنبتت كل هذا الفساد، ألم تستعر هذه النظرية آليات نظريات منافسة لمحاولة إنقاذ سوقها وهو أيقونة نشاطها، أليست هذه الاستعارة دليل تهافت النظرية الرأسمالية، فلم الدفاع عنها وعن سيدتها أمريكا بكل هذه السوقية التي تدعي أن ليس هناك سوى دولة عظمى واحدة هي أمريكا والبقية دول كبرى فقط، الناس في أمريكا بدأت تتحدث عن ما بعد الإمبريالية، الناس في كل أرجاء العالم بدأت تتحدث عن ما بعد سياسة القطب الواحد، وأزلام أمريكا مازالوا متمسكين بزعامة أمريكا كأن الشمس لن تشرق إلا من صرة هذه الأمريكا؟
الاقتصاد والحربان العالميتان
ثم هو فيلسوف تاريخي يقول لنا أن اندلاع الحروب، خصوصا الحربين العالميتين لم يكن لأسباب اقتصادية، تماما يا سيد مثلها مثل الحرب على العراق لم تكن لأسباب نفطية بل كانت رغبة في جلب الديموقراطية للعراقيين وتخليصهم من دكتاتورهم الظالم، أي سفه هذا؟ يتفلسف أكثر بالقول أن عودة الناس لقراءة فكر ماركس عبارة عن هوس بالماضي، نستولجيا كما ذكر. حسنا فما القول إذا كان أساتذته ومعلميه في واشنطن هم من عادوا لتراث ماركس يستلهمونه حلا لمعضلتهم بل استخدموا بعضا من آلياته، فهل هذه نستولجيا خيالية أم تنفيذا لهذه الآليات، أليست النستولجيا هي التمسك بعظمة أمريكا في عالم بدأ يدحض هذه العظمة، أليست النستولجيا هي أن تعيش حلم غيرك، أليس لهؤلاء دولة وبيئة ومجتمع ينتمون إليه، هل ستظل أرواحهم معلقة في الهواء هائمة لا تعرف مستقرا فهم هناك مطاردون وهنا مطرودون.
الطابور الخامس
إن قلت إنهم طابور خامس فذلك مدح لهم لا يستحقونه، ذلك أن الطابور الخامس يبعثه الجيش المحارب من أبناء جلدته خلف خطوط عدوه لاستجلاب أسراره، هؤلاء للأسف أبناء جلدتنا ويعملون لصالح أعداءنا، هؤلاء تتلمذوا علي يد رالف باتاي وكتبه عن العقل العربي، ومن قبله حفنة من المستشرقين المتحاملين علي الشرق المسلم، هؤلاء تابعي فكر هيننجنتون وصراعه مع حضارة الإسلام، ومن بعده فوكوياما ونهاية التاريخ بتصدر سيدتهم أمريكا، هؤلاء ما زالوا صرعى أحلام وردية طفولية عن ديموقراطية أمريكا وليبرالية أمريكا وزعامة أمريكا، صرعي لم يفيقوا بعد على حقيقة الواقع الذي انهارت وانتهت إليه أمريكا، لا أقول سوى بتركهم وشأنهم بعد أن ضمنا انحسار تأثيرهم علي شبابنا العربي والمسلم والذي أثبتت الأحداث وعيه بما يحدث وكشفه للمبررين والمنظرين لما يحدث.
* أستاذ جامعي وكاتب
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=59451&Page=1&Part=11 (http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=59451&Page=1&Part=11)
أبو العلا
29-01-09, 11:32 AM
أين المهنية التي ينادي بها الراشد في قناته وهو يصرُّ على بثِّ هذا الخبر المزعوم عن هنيَّة ؟!
قمراء السبيعي
( لـُجينيات ) ملحق الدين والحياة
أكَّد الباحث ( جيتلين ) في دراسةٍ أجراها أن بعض وسائل الإعلام لا تنقل الحقيقة كاملة ، بل تمارس شيئاً من الانتقائية في عملية النقل ، الأمر الذي يقلل من مصداقيتها في تصوير الأحداث الجارية ونقل وقائعها ( الإسلام اليوم – 1-12-1429هـ) .
ما توصلت إليه دراسة الباحث ( جيتلين ) ينطبق تماماً على ممارسات قناة ( العربية ) الإعلامية ، ويفتح لنا تفسيراً للسياسة التي انتهجتها في تغطية أحداث غزة وما يسبقها من رواسب أيدلوجية ! ، ويبدو ذلكَ جليَّاً من خلال بثها لخبرٍ مزعوم ٍ- قبل عامين - يشير إلى تطاول رئيس الوزراء إسماعيل هنية على الذات الإلهية ! في نشرة أخبار العاشرة ، وقد نفاه الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية د. غازي حمد جملةً وتفصيلاً عند اتصال القناة به قبل بث الخبر ، بل وأكَّد أنَّ مدير مكتب (العربية) في غزة نقل للمسؤولين في دبي موقفنا وطلب منهم وقف بث الخبر إلا أنهم أصروا على ذلك ! ، وأوضح أنه بعد نشر الخبر طلبت الحكومة الفلسطينية من قناة (العربية) اتخاذ موقف في النشرة التالية يكذب الخبر ويتضمن اعتذاراً لرئيس الوزراء عما بدر منهم إلا أنهم رفضوا ذلك ! ( جريدة الرياض ، 30-12-1427هـ، ع 14088) .
ربما يجد المتلقي من خلال الموقف السابق غير المهني تفهماً لموقف قناة (العربية) المعادي لحماس منذ توليها السلطة ، ولكن عندما يصل الأمر إلى أن تتوافق سياسة قناة العربية مع عدد من الأهداف الصهيوأمريكية التي تعمد إلى تجاهل ما يحدث على أرض الميدان في غزة من تقارير ومشاهد حقيقية ترفع الروح المعنوية ، بل وتبحث عن عكسها إن لزم الأمر ! ستنتفي حينها جميع التفسيرات التي تدعو إلى تفهم سياسة هذه القناة ، بل وتتلاشى معها شعارات المهنية الشكلية التي ينادي بها مدير قناة ( العربية ) !
- يتساءل مدير (العربية) بإنكار عن كيفية معرفة مدى شعبية الاستياء ضد القناة وممارساتها في تغطية الحرب على غزة ، ويزعم أنَّ ذلكَ الاستياء لاوجود له سوى من أحزاب سياسية نافياً عنها الشعبية ؟!
تكفينا عناء الإجابة صحف غربية ووكالات عالمية تؤكد انحسار عدد مشاهدي العربية ، ومقاطعتهم لها ، فهاهي صحيفة ذي غارديان البريطانية بتاريخ ( 30-12-2008م ) تذكر أن قناة الجزيرة تتفوق على منافساتها من القنوات الفضائية العربية من حيث عدد مشاهديها الذين يتابعون التغطية المباشرة للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ، وتؤكد وكالة فرانس برس العالمية بتاريخ ( 9-1-2009م ) أن هناك تبايناً كبيراً في عرض الأحداث، حيث أنَّ هناك تعاطفا واضحا من "الجزيرة" مع الفلسطينيين، بينما لا تظهر "العربية" أي تعاطف معهم ، وتضيف الوكالة أنه بدأت منذ أيام حملة مقاطعة ضخمة لقناة العربية، تناقلتها العديد من الصحف والمواقع الالكترونية والمنتديات العربية. وليت مدير (العربية) يقوم بجولة سريعة في محرك البحث Google ويحصي عدد المواقع التي دعت لمقاطعة القناة بحملة شعبية لاعلاقة للأحزاب السياسية فيها - علماً - أنها بلغت حتى كتابة هذا التعقيب (2130) موقعا،ً ومنتدى ، وصحيفة الكترونية ، وأجزم أنها في ازدياد !
- لعلي أختمها بأكثر أقوال مدير (العربية) طرافة عندما ذكر أنَّ ( العربية أكثر تعاطفاً ورحمة ً بأهل غزة من غيرها، أما البعض الآخر فيستخدمونها للمزايدة والشعبوية ) ، وكأنه يؤكد أنَّ الشمس يمكن حجبها بغربال !
ليعلم مدير العربية أنَّ هذا البعض أطلق على حرب غزة " عدوان " في حين أنَّ (العربية) وصفته بـ" الهجوم " !
البعض أطلق على ثبات غزة " صمود غزة " ، في حين أنَّ (العربية) وصفته بـ" ورطة غزة " !
البعض أطلق على استهداف المدنيين العزل بـ" عدوان على الأبرياء العزل " في حين أنَّ (العربية) وصفته بـ" هجوم على منزل قائد قسامي " !
البعض أطلق على قصف الجامعة الإسلامية " استهداف للجامعات الإسلامية " في حين أنَّ (العربية) وصفته بـ" هجوم على موقع لصناعة المتفجرات " !
بل إنَّ معاني الرحمة والتعاطف تتجلى في أبرز معانيها عبر ماينشر في موقع العربية نت ! منها ما نُشِرَ في :
- يوم الخميس 1-1-2009م ، بعنوان : الجروح المعنوية وصلت إلى نسبة 100% ، دمار نفسي يصيب كل الفلسطينيين بغزة جراء الغارات الإسرائيلية ! وكأنَّ الرحمة تملي على العربية تثبيط العزائم والهمم !
- ويوم الأربعاء 7-1-2009م ، بعنوان : روايات عن رؤيا أهالي غزة الشيخ أحمد ياسين هرباً من واقعهم ! وكأنَّ الرحمة لها معنى آخر لدى العربية يتمثل في السخرية من رؤيا أهل غزة للشهيد أحمد ياسين وتفسيره بالهرب من الواقع !
- ويوم الخميس 8-1-2009م ، بعنوان: أطباء نفسيون –حرب غزة تؤسس لجيل شديد التطرف ضد إسرائيل! وكأنَّ قواميس الرحمة والتعاطف تتجلى في تسمية المدافع عن دينه وأرضه وعرضه بالمتطرف !
وفي الختام من السهل أن يبثَّ مدير العربية في قناته ما يقتنع به من أخبار وتقارير، لكن من الصعب جداً أن يُقنع الآخرين بها !
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7223 (http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7223)
sunni forever
30-01-09, 02:32 PM
نحن في مواجهة متطرفين: تكفيري ظلامي، وليبرالي تغريبي!
د. محمد بن عبدالله العوين
في البدء ليس لنا إلا أن نعترف بموقعنا الأقصى في الحضارة الإنسانية المعاصرة، وأن منزلتنا المتدنية بين الأمم في سباقها المحموم للهيمنة والقيادة عن طريق العلم والإنتاج هي التي تدفع إلى السطح تيارات فكرية مختلفة تبحث عن الخلاص من هذا المأزق الحضاري حسب رؤيتها ونهجها الأيدلوجي!.
في البدء ليس لنا إلا أن نعترف بموقعنا الأقصى في الحضارة الإنسانية المعاصرة، وأن منزلتنا المتدنية بين الأمم في سباقها المحموم للهيمنة والقيادة عن طريق العلم والإنتاج هي التي تدفع إلى السطح تيارات فكرية مختلفة تبحث عن الخلاص من هذا المأزق الحضاري حسب رؤيتها ونهجها الأيدلوجي!.
ابتدأ مشروع النهضة العربي قبل أكثر من مائتي عام وأسئلة هذه النهضة واشكالاتها تكرر نفسها وإن كانت بصيغ مختلفة تتراوح بين السلم والعنف، والانغلاق والانفتاح، والقبول والاقصاء.
لا زلنا ندور في الحلقة المفرغة نفسها: الصراع بين الأصالة والمعاصرة، هذه الجملة التي قتلت بحثاً، وأدارها المفكرون والدارسون حتى فقدت إيحاءها الأصلي وغدت لا تدل على شيء محدد.
إن كل الصراع الاجتماعي والسياسي في عالمنا العربي قائم في أساسه على السعي إلى فهم دقيق لكيف نكون؟ وكيف نتقدم؟ وماذا نأخذ من الغرب وماذا ندع؟ وما هو المفهوم الديني الحق الذي يمكن أن يجيب عن هذه الاشكالية؟ وما يحدث من عنف واقصاء وربما تصفية ودماء في وطننا العربي الآن أو في السنوات المتأخرة ليس إلا صورة جلية من استبداد هذا القلق النفسي والايدولوجي بعالمنا العربي والإسلامي للوصول إلى حلول، أو انتزاع منزلة بفكر كل تيار إن هذا هو الحل الأجدى للوصول إليها، فنشأت جماعات راديكالية متطرفة آمنت بمبدأ التفسير الأوحد والرؤية الواحدة للحياة وللمجتمع وللحضارات المختلفة، واعتمدت طريق العنف والاقصاء، وتجاوزت المجالات الفكرية السلمية المشروعة للإجابة عن مشكل النهوض الحضاري، تلك التي كان يجتهد في نحتها وصقلها مفكرون يتلمسون طريقاً مشرقاً لهذه الأمة وفق اجتهادات فكرية ذاتية، وفق كثيرون منهم إلى بلورة مفهومات واضحة عن: كيف ننهض؟ وشط بعضهم بعيداً، وجدف بعضهم، ونأى بنا بعضهم إلى أن طلب منا أن نكون كما هم لا كما يجب أن نكون، وربما تبادر إلى الذهن من هؤلاء ما يوضح ويبين عن هذه الاشادات التاريخية، مثل: الإمام محمد عبده، وتلميذه محمد رشيد رضا، وجمال الدين الأفغاني ورفاعة الطهطاوي وقاسم أمين، وخير الدين التونسي، وعلي مبارك، وجورجي زيدان، وسلامة موسى، وطه حسين، وحسن البنا، ومالك بن بنى، وسيد قطب، وغيرهم، ونلحظ أن هؤلاء جميعا يحملون في دواخلهم مشروعات فكرية مجتهدة للإجابة عن إشكالية النهوض، وإن كان بعضهم يتقاطع مع بعض، بل قد ينفيه ويقصيه من حيث المنطلقات، إلا أن الحيرة لا تزال مهيمنة على التيارات الفكرية الجديدة التي ربما تناسلت من ذلك الجيل، أو ساعدت الأحوال السياسية والاجتماعية المستجدة على توليدها، بل ربما تحول السؤال والبحث لا إلى مثالية فكرية واحتشاد اجتهادي للوصول إلى رؤية مقنعة والتبشير بها، بل انتقل من عمل الحقل الفكري إلى عمل الحقل الفكري الميداني المسلح، ونشأت كردة فعل على خيبات النهوض العربي والإسلامي وحيرة الوصول إلى المنزلة المبتغاة حضارياً بين الأمم المتزاحمة جماعات العنف المسلح التي تبحث عن موقعها الذي تطمح إليه في هذا التغيير بالقوة الجبرية والدماء والتصفية مثل: جماعة الإخوان السعوديين الذين عارضوا الملك عبدالعزيز رحمه الله في مفهوم الدولة الحديثة حتى اضطر إلى القضاء عليهم بعد حوار طويل مع قادتهم في معركة السبلة المشهورة عام 1348هـ، ثم جماعة جهيمان التكفيرية وهي امتداد طبيعي للحركة الأولى وتكرر المقولات نفسها وإن كانت بصيغ أخرى جديدة حسب المتغيرات الحضارية التي جدت، وقد قضي عليها عام 1400هـ، ثم جماعة التكفير والتفجير التي بدأت أول أعمالها العنيفة ضد الدولة والمجتمع عام 1423هـ في الثالث والعشرين من الشهر من الثالث باكتشاف مستودع الذخيرة الضخم في حي الجزيرة، وإن كان البعض يرى أن حادث تفجير العليا عام 1416هـ هو البدء الحقيقي لهذا المسلسل الدموي البشع الذي استمر إلى قرب نهاية عام 1426هـ وطال أذاه وبشاعته ودمويته الآمنين من مدنيين وعسكريين وذميين متعاقدين، وأشغل الدولة والمجتمع قرابة أربع سنين دامية.
هذا الفكر الظلامي الأسود ليس إلا صورة من صور الانتكاس والقلق من الواقع العالمي الحضاري والعجز عن مواجهته والحوار معه بمصادمته وبمعاداته وإعلان النفير الإسلامي ضده في أنحاء الدنيا كافة؛ من خلال التنظيم الدولي المسمى: الجهة الإسلامية العالمية لمحاربة الصليبيين، والتي تبلورت فيما بعد تحت مسمى: القاعدة!
وفكر القاعدة هذا هو خلاصة لشتات مجتمع من تيارات حزبية متعددة، كجماعة الجهاد، والسلفية الجهادية والجماعة الإسلامية، والإخوان المسلمين، وجماعة شكري مصطفى، وجماعة صالح سرية، وغيرهم، وتستأنس بكتب عديدة تشرع لها هذا العنف، وتستلهم منها الدليل على سلامة هذا المنهج الدموي العدواني، ولعل أشهرها كتاب الفريضة الغائبة لمحمد عبدالسلام فرج، والكواشف الجلية لأبي محمد المقدسي.
لقد بلغ معنى هذا العنف غايته القصوى التي قسمت العالم كله إلى فسطاطين؛ كافر ومؤمن! حسب رؤية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن؛ وذلك في الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001م؛ ذلك اليوم الذي جر العالم خلال سنوات ثمان تلته من حكم غير المأسوف على رحيله جورج بوش إلى معترك ساخن من الاقتتال والمظالم والانتقام الأهوج الأعمى من كل ما هو إسلامي يقع في مرمى الغضب الأمريكي أو شبهته فتعرضت بلدان إسلامية وعربية بسبب ذلك الحادث المشؤوم إلى التدمير وأنزلت عليها آلاف الأطنان من الديناميت حتى غدت أرضاً محروقة، وروج الإعلام الأمريكي لتبرير احتلاله العراق لمقولات مكذوبة لم يجد الغزاة ما يصدقه كالبحث عن أسلحة نووية مثلاً، فغدا هذا الغزو في التاريخ الإنساني الحديث سقطة لا تغتفر من سقطات الحضارة الأمريكية مثلها خير مثال ما جرى في سجن أبي غريب، وما دون من حالات انتهاك لحقوق الإنسان كالاغتصاب والقتل العشوائي غير المبرر!
إن غاية هذا السرد التاريخي إثبات أن التطرف يقود حتماً إلى خلق تطرف آخر مضاد.
وأن الصدام الاجتماعي السلمي منه والعنفي في المجتمع العربي والإسلامي هو ليس إلا صورة واضحة للحيرة المقلقة المحضة للبحث عن مسار وللوصول إلى رؤى مطمئنة تفسر كيف يمكن أن تظهر للوجود صياغة جديدة منافسة أو على الأقل مكافئة للحضارة الغربية!!.
وهو الحلم اليوتوبي الفاضل الذي لا زال يسرح خلفه الحالمون من المفكرين والثائرون من العاطفيين والعاملون من المخلصين الذين كثيراً ما يصدمهم واقعهم العربي الاجتماعي والتقاليدي أكثر مما يصدمهم سعي الغرب إلى عرقلة أي مشروع عربي إسلامي حقيقي للنهوض.
ونحن ندخل إلى مرحلة جديدة من تاريخ العالم بوصول أوباما إلى السلطة في أمريكا لابد للعالم الإسلامي أن يقدم مشروعات جديدة للتعاطي مع هذه المرحلة الجديدة كما يحسن بالإدارة الأمريكية إعادة النظر في أساليبها القديمة التي نتجت كردة فعل على أحداث الحادي عشر من سبتمبر المشؤومة.
لقد دخل العالم كله بسبب العنف في دوامة مأساوية خسر بسببها أبرياء وأفلست بنوك وانتهكت حقوق وما تغير شيء من الماضي الذي يطمح إلى تغييره من ارتكب الفعل الآثم بسلوك المواجهة الدموية مع المختلف سواء كان دولة أو حضارة أو حتى فرداً!
ونتيجة لوضوح هذه الحقيقة تمت (مراجعات) فكرية عند جماعات كثيرة، ونشرت تلك المراجعات في الصحف، وفي كتب لاحقاً، ولعل هذا التراجع الفكري من (الجماعية الإسلامية) يكون حافزاً لغيرها للوصول إلى مرحلة مواجهة المختلف بالحوار بديلاً عن العنف الذي لن يفضي إلا إلى مزيد من العنف الآخر المقابل!
وإذا كان عجز الفكر الاجتهادي في الصف (الإسلامي) بدا واضحاً في صورته الجلية العنيفة كما مر آنفاً، فإن عجز الفكر الاجتهادي في الصف الآخر المقابل (الليبرالي) يبدو أكثر عجزاً وأكثر ضعفاً، وأكثر حماقة!
إن تطرف بعض فصائل العمل الإسلامي أو التي اتصفت برداء إسلامي لاكتساب مشروعية الفعل وإغراء الانتساب التكاثر من تلك الجماعات العنيفة المنغلقة على نفسها والتي تريد أن تعزل المجتمع الإسلامي عن محيطه العالمي، وعن الحضارة الإنسانية وعن تحديث الأنماط الاجتماعية وغيرها قاد ذلك التطرف إلى خلق تيارات مقابلة متطرفة هي الأخرى في التفكير والتنظير، وإن لم تستخدم العنف في سعيها إلى الدعوة أفكارها الليبرالية، والتبشير بها، فلجأت إلى وسائط الاتصال الحديثة، تبث رؤاها عبر محطات التلفاز- المدعومة من قوى غربية مثل قناة الحرة أو بعض الصحف أو منتديات الإنترنت وبشبكاته الغاباتية المكشوفة أو المستترة وراء مسميات وهمية لا يعلم من هم أصحابها في حقيقة الأمر!
وإذا كنت أبرئ ساحة الليبراليين من العنف الدموي؛ فإننا لا يمكن أن ننسى من ذهب ضحية للثورات اللادينية الشيوعية في وطننا العربي لمجرد الاختلاف العقدي فحسب؛ في عدن، والعراق، والسودان، ومصر، وغيرها، بيد أن أكثر درجات العنف عند من يتوجهون توجهاً ليبرالياً هو الإقصاء والمصادرة الفكرية! ولا نعلم مدى ما يصلون إليه لو تمكنوا أو نالوا بعض قوة؟!
ذلك أن هؤلاء في حقيقة الأمر ليسوا جماعة منظمة كما الإسلاميين، فلا رابطة لهم إلا الالتقاء الرمزي في الإنترنت، أو التلاقي الفكري بالمصادفة في المقالات، ولا مشروع نهضوياً واضحاً جلياً في طروحاتهم، وقد انتقل فكر التحديث النهضوي في بداية عصر النهضة بصيغ مختلفة إليهم واختلط فيه لحجاب الرمز والتعمية والستر العنكبوتي ما لم يستطع قوله من ودَّ التجديفَ أو انساق إليه من رموز الحداثة الأولى؛ فشاعت رؤى لا يجمعها رابط سوى النقمة على الواقع الاجتماعي برؤيته الدينية، وامتدت هذه الرؤى الثائرة إلى الخوض في المقدس واللاهوتيات والأخلاقيات، ونشأ وهمياً - على الشبكة العنكبوتية - ملحدون لهم منتدياتهم، ونماذج الإلحاد عند بعضهم بالرغبة في استنساخ الغرب بما له وبما عليه، وامتدت النقمة إلى كل ما هو جميل وسامٍ وعظيم من تراثنا العربي والإسلامي، وشاع عندهم تمجيد كل ملحد وزنديق ومانوي وشعوبي؛ كابن الراوندي، والحلاج، وابن الفارض، والحمادين الثلاثة، ووالبة بن حباب، ومن لف لفهم من القدماء، ونيتشة وسارتر، وعبدالله القصيمي وغيرهم من المحدثين الذين ينحون مناحي علمانية في التحليل والتفسير.
ويمكن أن نلحظ اختلاط المفهومات التحريرية التي تحدد ملامح هذا المصطلح، فلا نجد تفسيراً جامعاً مانعاً؛ بل إن الحيرة تنتاب حتى من تصدى لمن يعرف بالليبرالية، فقد توصل د. ياسر قنصوه في كتابه (الليبرالية إشكالية مفهوم) إلى أننا ليس بوسعنا أن ندرك مفهوماً ليبرالياً محدداً يمكن أن تتصف به الليبرالية الجديدة التي ترفع شعارات ليبرالية من القرن الماضي، ولا يمكنك وضعها في منظومة فكرية معينة كما حدث على يد لوك، هوبز، آدم سميث، انظر ص211.
هذا عن الليبرالية الغربية، فماذا عن الليبرالية السعودية الوليدة الغضة؟!
يجيب عن مسألة وجودها من عدمه الكاتب عبدالرحمن الراشد في حوار أجرته معه صحيفة عكاظ (انظر ملحق الدين والدنيا) ص34، بتاريخ 26 محرم 1430هـ، إذ يقول: (لا يوجد تيار، وليس ليبرالياً حقاً، عدا أنه لم يكن، ولا يوجد هناك صعود، بل هي فزاعة لتخويف الناس أو لتعبئة الأصوليين).
صحيح ما ذهب إليه الراشد، بيد أن عدم الاعتراف بوجود تيار منظم لا يلغي أبداً وجود أفكار ناقمة على المجتمع والدين، منطلقة من عقدة الضرب على وتر التخلف الحضاري، ومعلقة كل الأسباب على شماعة الماضي.. الذي يلخص كل عوامل التخلف ويأخذ صفة الشماعة أو المشجب لتعليق أسباب نكوصنا الحضاري حسب مفهومهم!.
وحتى وإن لم نجد مشروعاً حقيقياً للنهضة لديهم - لأنهم أقل عمقاً من زعماء التنوير - فإن طرحهم لا يخلو من نظرات تدعو إلى التوقف وتثير أسئلة لابد لها من إجابات عميقة وواعية من المفكرين الإسلاميين ليوقفوا استغلال وضع عالمنا العربي والإسلامي ومنزلته الحضارية المتدنية، ويقطعوا الطريق على هذا العبث الفكري المجنون بكل مقومات هذه الأمة وقيمها وهويتها؛ حيث يحفر بعضهم بصورة مستفزة في الغيبيات وفي التاريخ، وفي الجنس، وفي مسائل لا ينشغل بها سوى العلماء المتمكنين من القول في هذه المسائل؛ لكن إثارة التساؤلات وحدها كافية لزرع الشك وبذر بذور القلق من يقينية بعض المسلمات الغيبية، مما ينتج عنه نشوء جيل مضطرب مشتت تائه عقدياً وسلوكياً.
ويتساءل مجاهد عبدالمتعالي في كتابه (سياط الكنهوت): لماذا الليبرالية السعودية ضعيفة بهذا الشكل؟ انظر ص156، وأجيبه لأنها تلفيق تائه من مدارس متعددة، ومن اجتهادات تاريخية قديمة وحديثة، وهي إلى ذلك كله لا تعبر إلا عن نزعات متمردة على الواقع، لا بحثا عميقا ودؤوبا ومجتهدا عن صياغة مثلى قادمة لهذا الواقع!
ولئن كان الغرب يتسقط من يروج لأفكاره ولنمطه ولخياراته الحياتية وللوفاق معه حضاريا فقد وجد في نفر هش مندهش ضعيف مقلِّد ما يريد!!
حيث يعبر كثير من المنضوين تحت لواء هذا التيار المتجمع من شتاتات فكرية متقاطرة عن رغبة جامحة في استنساخ (الغربي) بكل ما له وما عليه، وكأنهم يريدون إعادة الأسطوانة القديمة التي سعى إلى تردادها طه حسين في كتابه (مستقبل الثقافة في مصر) عام 1938م وأكاد أذهب إلى أنه يصنع في هذا الكتاب المنطلق الأول لليبرالية بدعوته إلى نقل الثقافة الغربية بحلوها ومرها بصالحها وطالحها.
على أنه حين تقدمت به تجربة الحياة تراجع عن هذه الرؤية المتعجلة مما يبين عن أنها اندفاع الشباب وتطلعه إلى تغيير الواقع المتخلف بأية صورة كانت!
ومن يطلع على كثير من اللغو والهشاشة والتجديف وضعف الانتماء وإشغال المجتمع بقضايا هشة لا تقدم ولا تؤخر مثل السينما أو مشاركة المرأة في الأولمبياد وجزء من عالمنا العربي كان يباد وتسيل فيه الدماء أنهارا يطمئن إلى أن اندفاع النفر الليبرالي ليس مدعوما بمشروع نهضوي حقيقي؛ إذ إنه منسلخ من أمته، حيث لا يؤمن بمنطق (الأمة) ومتخلٍ عن محيطه، حيث لا يؤمن بمنطق القومية؛ ومقبل - دون عميق وعي ولا إدراك - على احتذاء الآخر المختلف في صورة انهزامية تابعة مستذلة! وبرغبة مخدرة في استنساخه جملة وتفصيلا.
ونعلم أن الانجرار الأعمى وراء الآخر دون حسابات للعمق الشعبي الاجتماعي أو البعد الديني قد يقود إلى رد فعل معاكس كما حدث في إيران بعد تجربة التغريب المندفعة التي قادها الشاه وأوقفها الخميني بالعودة بقوة إلى الخلف!
وقد تصاعدت - ونحن نوازن تجارب النهوض والانتكاص - تجربتنا التحديثية السعودية بصورة عقلانية متئدة، ومرت في طريقها الطويل الذي بدأ عام 1351هـ بتوحيد المملكة وإلى اليوم بعقبات وردات فعل تم احتواؤها، والمجتمع الرشيد هو من يتئد في خطوات التغيير للحفاظ على الهوية، وإثبات الذات، وحمايتها من الذوبان، وإن التأكيد على تعميق ذلك في الاتجاه التعليمي العلمي بافتتاح جامعات تكنولوجية، وتكثيف البعثات، والتدرج في تحويل المجتمع إلى مجتمع مؤسسات قادر على تحديد خياراته ومستوعب معنى الحوار كفيل كل ذلك بالوصول إلى التحديث المنتظر الذي يحل إشكالية أسئلة النهضة المطروحة في عالمنا العربي والإسلامي منذ أكثر من قرن من الزمان! وقادر أيضا على احتواء مواجهة التطرف في حالتيه المذمومتين؛ التكفيرية الظلامية والليبرالية التغريبية.
وفي وسعنا أن نستفيد من تجربة اليابان، ثم تجربة كوريا في النهوض العلمي دون تهشيم الهوية اليابانية أو الانسلاخ من الذات الكورية؛ فلماذا يريد منا الماضويون التكفيريون العيش وحدنا في التابو المحرم، ولماذا يريد منا التغريبيون الليبراليون الارتماء الأعمى في أحضان من لا يجمعنا معهم تراث ولا عقيدة ولا خلق ولا لغة ولا وجدان مشترك؟!
لقد كتبت قديما عن الحداثة الفجة في سلسلة عنونتها ب(الشلليون) ثم كتبت عن التقليديين والحداثيين بمقالة طويلة عنونتها ب(بين تيارين) وها أنا أدخل من جديد في مواجهة التيارين نفسيهما ولكن بمسميين جديدين مختلفين؛ ولكن أرض المعركة وغاياتها وأهدافها وشخصياتها هي هي لم تتغير وكأننا ندور مع طواحين الهواء! فإلى متى هذا الصراع الفكري العبثي المعطل عن التقدم والبحث والمستهلك للطاقات، والباذر للكراهية والترصد والعداء؟! وهل نحن في هذا السبيل الجدلي من الصراع في طريقنا حقا إلى النهضة العربية الإسلامية المرتجاة؟!
http://www.al-jazirah.com.sa/2009jaz/jan/29/ar5.htm
sunni forever
31-01-09, 01:54 PM
سعودي في تل أبيب
( صواريخ حماس هي السبب الذي ورّط غزّة في الحرب الإسرائيلية التي دخلتها إسرائيل دفاعاً عن نفسها بعد فشل الجهود الدبلوماسيّة الداعية إلى الهدنة التي نقضتها حماس..)
استوعب بشكلٍ جيّد أن يصدر هذا (التحليل) من شخص يعيش في بعض العواصم الغربيّة، لأنه يتحدّث بحسب المعلومات المتاحة لديه، وبالقدر الذي يدركه من القضية الفلسطينية، فهو (أسير) أسطولٍ إعلاميّ يمطِرِهُ من الحقائق في القضية ما ينبت الشوك الملائم للمشروع الصهيوني، وقد دلّت بعض (الاستطلاعات ) أن أغلبية الشعب الأمريكي لم تكن تعلم أصلاً عن وجود (شيء) اسمه فلسطين قبل أحداث سبتمبر .. إلى الإرث الثقافي والحضاري المشترك الذي يجعله يميل شعوريّاً إلى التعاطف مع إسرائيل .. وإدراك مثل هذا الواقع يهوّن عند العاقل روح الانفعال من مواقف الساسة والمثقفين والإعلاميين الغربيين من القضيّة، وتضحيتهم بمبادئ الحقوق الدولية والإنسانيّة انتصاراً للعدوان لدرجة أن يكون وقف إسرائيل لبعض عدوانها على غزّة علامة على تجاوبها لمطالب المجتمع الدولي، الذي يشعر بارتياح لأخلاقية إسرائيل في تراجعها عن القتال من طرف واحد، ويجتمع قادته بعد كلّ هذا العدوان الإسرائيلي ليؤكدوا حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فموقفهم دوماً مبنيّ على ثقافة ورؤية مختلفة عمّا هي لدى العرب والمسلمين.
الذي لا أفهمه، ويعسر استيعابه.. أن تدور مثل هذه الكلمات، وتشتغل مثل هذه الإسطوانات في صحفنا وعلى أيدي أقلام من وطننا وبني جلدتنا، فتتعامل مع قضية الاعتداء على الكيفية التالية: ( جماعة غير مرغوب فيها تطلق الصواريخ على دولة شرعية لا يمكن أن تسكت عن هذا التصرّف، فكانت تلك الجماعة سبباً للورطة التي وقعت فيها غزّة بعد أن نقضت الهدنة التي وقعتها مع إسرائيل).
عجباً .. كيف انقطعت تلك الأقلام عن تاريخها وإرثها الثقافي والحضاري، وانطفأت عنها أي (موصلات) تمدّها بأمتها وهويّتها، حتى محيت من عقولهم بدهيات هذه المعركة، وأصول هذا العدوان، الذي اعتذر للقراء بأنّي أجدني مضطرّاَ لتذكير تلك الفئة بما يعرفه أطفال المدارس في بلاد المسلمين:
1- وجود إسرائيل في المقام الأول وجودٌ غير شرعي ولا قانوني، وهم حثالة تجمعت من آفاق الدنيا فتكدّسوا في فلسطين، وليس من منطقٍ يدعم وجودهم إلا منطق القوّة، وإذا كنّا عاجزين عن دفعهم أو الوقوف في حربهم فلسنا مضطرين إلى الاعتراف بشرعيتهم.
2- ولو سلمنا بوجودهم، فلا زالت غزّة في منأى عن سيطرتهم واحتلالهم، وما زال اليهود يمارسون كلّ أشكال العدوان على غزّة من حصارٍ واغتيالٍ وقتلٍ واعتقالٍ وتجسّسٍ، وحقّ الدفاع عن نفسها مقرّر في كلّ الشرائع.
3-والعدوان الإسرائيلي ليس حديث الساعة، بل شأن العدوان والإبادة والإحراق ملازمٌ لهم من قبل قيام دولتهم، وهم سائرون عليه من ستين سنة لم يتوانوا عنه أبداً، بل وممتدّ إلى تاريخهم السحيق حيث قتلوا الأنبياء والصالحين،وهو ليس مجرّد موت، بل قتل خاصّ بلمسة يهود المميّزة في القتل.
4- وما عرفت الدنيا قوماً في نقض العهود وتمزيق المواثيق مثل اليهود، وقد انتهكت في عدوانها كلّ القوانين والأعراف الدوليّة ولم تلتزم منها بشيء إلا بمشروعية دفاعها عن نفسها، وهي توقّع في العهود بيد، واليد الأخرى تنكث ما تبرمه الأولى، وما زال أدعياء السلام يصيحون في وجه الأمم المتحدة بانتهاكات إسرائيل المستمرة لمفاوضات السلام.
5-وكلّ القيم الدينية والوطنيّة والأخلاقيّة والفطرية تدفعنا ضرورة إلى المؤازرة التامّة للمنكوبين والمقاومين في غزّة.
فهذه حقائق لا يحتاجها القارئ العربي والمسلم لأنها من المسلّمات البدهية المترسّخة في العقل العربي والإسلامي، فكيف غابت عن تلك الأقلام والأفواه ..؟
إنّ الموقف السلبي والتعاطي البارد من تلك الفئة الصحفية مع أحداث غزّة لم يكن نابعاً من حبّ اليهود أو الاطمئنان إليهم، فبغض اليهود والصورة النمطية البشعة لهم راسخ في الضمير العربي والإسلامي لا يكاد ينفكّ منه أحد، وإنما بلاؤهم من انقطاع صلتهم بالهويّة الإسلامية الناصعة، واشمئزازهم من أي صوت يدعوهم إلى الإسلام ويذّكرهم بأحكامه، فهم يبغضون المشروع الإسلامي أكثر من حبّهم لأي مشروع يقابله، ومتهيئون شعوريّاً للوقوف ضدّ أي مشروع إسلاميّ من قبل فهم التفاصيل، والمواقف الكاشفة لهذا الأمر متوالية، غير أن مثال غزّة أجلاها وأفضحها، وستبقى وصمة عار تاريخية لكلّ كاتب أو صحيفة أو قناة وقفت على الحياد بين الصهيوني المحتل المعتدي والمسلم المظلوم المقاوم.
فهد بن صالح العجلان
كلية التربية-جامعة الملك سعود
http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=166
sunni forever
31-01-09, 02:08 PM
الليبراليين وصناعة الكراهية
تؤدي الصحافة في هذا العصر دورا حيويا في صناعة التفكير لدى الناس، لسهولة اللغة،وبساطة العرض الذي يكون في مقالاتها وتحقيقاتها.
وأي صحافة في أي بلد يجب أن تكون ممثلة للشعب ، تنطق بمصالحه ، وتعالج مشكلاته ،وتناقش قضاياه بأمانه وإنصاف وموضوعية.
ولكن المشكلة الكبرى إذا سيطرت على الصحافة مجموعة معينة ذات فكر محدد لا يمثلالشعب ، ولا يهمه من القضايا إلا ما يخدم فكره ويوصل إلى أهدافه الخاصة .
وهذا بالتحديد ما تعاني منه الصحافة في السعودية ،فقد سيطر عليها تحت جنح الظلام(مجموعة فكرية) معينة تهمش قضايا البلد المصلحيّة وتجعل من القضايا الجانبية بل والضارة في كثير من الأحيان أمورا مهمه لا لشيء إلا لأنها تخدم أفكارهم الخاصة .
إن المتابع للشأن الصحفي يفجأه هذا التناقض المريع بين صحافة بلادنا وأساس الشرعيّة الذي قامت عليه الدولة .
فالفكر الأساسي الذي قامت عليه الدولة هو الفكر الإسلامي السلفي ،وهذا ما يردده حكامها في كل مناسبة ،وهو ما يعرفه من درس نشأة الدولة وأساس الشرعية فيها.
فهذه الدولة لم تقم على سواعد العلمانيين ،ولم توحّد على أساس ليبرالي مناف لكمال هذا الدين وشموله ولا يشكل هؤلاء أغلبية في بلادنا بل هم أقلية محدودة تريد أن تنقل الناس إلى وضع معين مخالف لحقيقة الإسلام وروحه . والحقيقة التاريخية يعرفهاكل أحد وهي أن أرومة هذه البلاد هو دينها الذي لا يمكن التنازل على تحت أي سبب كائنا ما كان .
ومع ذلك تطالعنا الصحافة هذه الأيام بسيل جارف من المقالات التي تصف بالإرهاب وتفريخه كل عمل دعوي إسلامي مثل المناهج الدينيّة ، وحلقات التحفيظ ، والجمعيات الخيرية ، والمخيمات الدعوية ، والتسجيلات الإسلامية وغيرها من الأنشطة الدعوية المباركة التي تملأ البلاد طولا وعرضا .
إن تصوير هذه المشاريع العظيمة التي انتفع الناس منها بأنها تولد الإرهاب وتغيّب البسمة وتصادم التحديث إلى آخر الهذيان في صحافتنا هو صناعة للكراهية وترسيخ للعداوة وبذر للفرقة ، وإفساد للقلوب وتشويه للنوايا .
لقد أزعجنا هؤلاء الكتاب في الكلام حول موضوع الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين وأنه يصنع الكراهية مع (الآخر) ، وصوروا أنفسهم بأصحاب القلوب النظيفة من الحقد والكراهة ، وأنها طاهره من البغضاء والعداوة مع الآخر ، ولكن المقالات الأخيرة وضحّت أ ن مطالبتهم بنبذ الكراهية هي في مجال التعامل مع الكفّار والمنافقين ، أما في مجال التعامل مع الدعاة الى الله تعالى ، والمصلحين ،والمجاهدين ، فقد ظهر بعض ما تخفي صدورهم من الكراهية .
إنني لا ألوم هؤلاء الكتاب لأن كل اناء بما فيه ينضح ، وهو فكر دخيل معروف لدينا من قديم ، ولكنني ألوم العلماء وطلاب العلم على سكوتهم وعدم الوقوف بحزم مع هذه النماذج المنحرفة .
أعتقد أنه لابد من مطالبة الدولة- على أقل تقدير –بالسماح لصحف اسلامية مستقلة توضح الحق وتبين فساد الباطل من باب تكافؤ الفرص .
أما أن يبقى هؤلاء المنحرفون يكتبون ما يحلو لهم ويصورون للناس الباطل في صورة الحق فهذا مالا يجوز السكوت عليه .
ولو أن الدولة أجرت تحقيقا مستقلا ومنصفا في توجه الصحافة ومدى خدمة القضايا الوطنية لتوصلت الى أن التحيز لفكر معين سمة بارزة في عامة الصحافة سواء في المقالات ، أو المقابلات ، أو التحقيقات الصحفية ، بل حتى في صياغة الأخبار المحلية وطريقة عرض الصور ، ومتابعة الشؤون الثقافية والفكرية .
فالصحافة تسير في اتجاه مناقض للهيئات الشرعية والعلمية الأكاديمية ، بل تسعى لإقناع المواطن بأن علماء البلاد وطلبة العلم وأساتذة الجامعات من الإسلاميين متشددون لا يصلحون للفتوى والتوجيه .
والصحافة تجاوزت كل الضوابط والحدود المعروفة ، نعم هي حرية لكنها لطرف واحد يريد تشويه مقومات البلد الأساسية وهي الدعوة والقضاء والإفتاء ومؤسسات العلم الشرعي وغيرها ، ويريد تطبيق قائمة من الأفكار والأوضاع الإجتماعية ولو بتمزيق وحدته وصنع الكراهية فيه .
ان السكوت عن العبث الفكري الصحفي مصيبة كبيرة لأن المتابعين لها كثير وما تغرسه في الشعور الباطن في الناس يشكل خطورة متناهية ومن أبرز ماتغرسه الصحافة في مشاعر الناس الكراهة والبغضاء للصالحين ..
---------------
عبد الرحيم السلمي
عضو مكتب الدعوة والإرشاد بجدة
http://www.khayma.com/kshf/R/hatred.htm
sunni forever
31-01-09, 02:15 PM
عبد الرحمن الراشد : القرآن للمتخلفين فقط !
يبدو أن اطلالة شهر رمضان المبارك آلمت عبد الرحمن الراشد رئيس تحرير صحيفة ( الشرق الأوسط ) , ولكنه لا يملك حيلة يحتالها في دفع هذه الاطلالة أو تأجيلها . بيد أنه رأى أن بامكانه استقبال هذا الشهر بما يليق من الهجوم والتحريض والتحقير لمعتقدات الأمة وأخلاقها . ومن عجب أن الراشد لا يعبأ البتة بقدسية هذا الشهر ولا بمشاعر القاريء المسلم الذي يزداد صفاء واشراقا مع الصيام والقيام والصدقة وتلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار . ربما لأن هذه الشعائر والمعاني النبيلة هي أمور يقصر الراشد عن فهمها وادراك معانيها وتشرب أسرارها الربانية . وربما لأن الراشد بحكم انسياقه لجدول أعمال الصهيونية الأميركية ينظر الى مجتمعنا وفكرنا وثقافتنا بمنظار المختلف والنقيض والآخر .
ماذا خطت يد الراشد مع مطلع رمضان ؟ لنبدأ من مقاله الذي نشره في ( الشرق الأوسط ) في الثالث من رمضان 1424 ( التاسع والعشرين من تشرين الأول ( أكتوبر ) 2003 ) . بدا المقال هادئا وغير ذي صلة بالحملة التي يشنها الراشد على الاسلام من آن لآخر , ولكن اختيار الموضوع والسياق والتناول صب في التوجه نفسه الذي نذر الراشد قلمه من أجله .
كان عنوان المقال : " دبي وتشويه سمعة العرب " , ويقصد الراشد بذلك أن امارة دبي تحرج العرب وتسيء الى سمعتهم لأنها استقطبت الاستثمارات الأجنبية , وصنعت معجزة اقتصادية , وصارت قبلة السياح والزائرين , وهو ما تفتقده الدول العربية الأخرى . يعبر الراشد عن افتتانه بنموذج دبي الأسطورة أو الخرافة , ويصف ماصنعته االامارة ( بالجنون ) ويقصد بذلك جنون التحدي وقهر المستحيل . يقول : " .. تشوه دبي سمعة شقيقاتها من الدول العربية عندما يعود مواطنو هذه الدول ناقمين ليس على دبي , بل على بلدانهم , يخلصون من الزيارة بنتيجة واحدة : " ليس عند دبي ميزة , بل عندنا مشكلة " . كيف يزعم الراشد أن هذا هو انطباع العرب الزائرين لدبي ؟ لقد زرت دبي مرارا فلم أر ما رآه الراشد , ولم أعد الى المملكة ناقما عليها أو ضجرا منها . بل انني حمدت الله على ابتعاد بلدي عن نموذج العهر والفساد الذي تغرق فيه الامارة . أي شيء لفت أنظار الراشد في دبي ؟ لقد تحولت هذه الامارة ( العجيبة كما يقول الراشد ) الى ماخور , الى وكر للبغاء , الى ملتقى للمومسات , الى نقطة تجمع لتجارة الرقيق الأبيض . فاي معجزة صنعت في الصحراء ؟ وأي نموذج يحزننا ألا نقبس منه , أو نحذو حذوه ؟
يتحدث الراشد باعجاب عن ( جنون ) دبي , ويقول : " .. اذا كان أهل دبي قد باعوا أراضيهم لمستثمري الفنادق من عرب وعجم , فانهم قاموا بايجار مياههم أيضا . فمهندس ألماني جاء اليهم بفكرة بناء فندق تحت الماء ووافقوا على تأجيره البحر .." . ويواصل الراشد حديثه عن معشوقته المجنونة قائلا : " .. واذا كان العرب راحوا ضحية غرامهم بتمضية اجازاتهم في بريطانيا فان أهل دبي قد انتقموا لنا , فقد أصبح الانجليز ضحية غرامهم بدبي التي يمثلون أغلبية سياحها الغربيين .. " .
لكن ما يضيرنا أن يعجب الراشد بدبي ويهيم بحبها ؟ هذا شأنه . فليمت شوقا اليها ان شاء , بل ليضرب اليها أكباد الابل ويسكنها ماتبقى من عمره المديد السعيد ! لكن الراشد لم يتوقف عند حد التغزل بجنون معشوقته ونموذجها الملهم الذي فتق قريحته في مطلع الشهر الكريم . قال في آخر مقالته : " .. عندما قرأت عن استضافة دبي تحفيظ القرآن الكريم قلت للشيخ محمد ( ولي عهد الامارة ) محتجا : اسمح لنا في هذه فهذا تخصصنا " .
انها ( القفلة ) كما يقول اخواننا المصريون . وهي هنا مربط الفرس وبيت القصيد من مقال الراشد كله . " ليست عند دبي ميزة , بل عندنا مشكلة " . والمشكلة عندنا هي تحفيظ القرآن الكريم . انها المشكلة التي تؤرق الراشد سيما مع مطلع رمضان . لقد احتوى المقال على تمجيد دبي والاشادة بنموذجها واطراء عقلية أهلها , ولما ( حادت ) دبي عن هذا المسار , أو أضافت اليه سلوكا نشازا لا يتناغم معه , وهو استضافة مسابقة لتحفيظ القرآن , احتج الراشد قائلا : دع هذا لنا نحن السعوديين . القرآن بضاعتنا نحن المتخلفين . نحن الذين نعود من دبي والحسرة تمزقنا والغيرة تأكلنا , دعنا نعش مع القرآن ومسابقاته وحلقات تحفيظه . أما أنتم فواصلوا ( الجنون ) , واصلوا صناعة المعجزة , واصلوا قهر الصعاب , وبناء المستقبل , بعيدا عن تحفيظ الآيات وترديد المتون وتقليب الأوراق الصفراء ! هذا ما قاله السياق, وأكدته الخاتمة . واذا ما أعدنا قراءة المقال بطريقة غير مباشرة , فان ( جنون ) دبي كما يراه الراشد هو جنون محمود , جنون يدفع الى الابداع والعطاء والالهام والمبادرة , والمجانين ( حقيقة لا مجازا ) هم الذين يتزاحمون بالركب في حلقات الذكر , سيما مع مطلع شهر القرآن , وقديما اتهم المشركون رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالجنون , وقال الله عز وجل نافيا ذلك الاتهام : " وما هو الا ذكر للعالمين " .
ولكي يكتمل السياق , وتتضح الصورة ( مع أن النهار لايحتاج الى دليل ) نعود يوما واحدا الى الوراء ونطالع ما كتبه الراشد في عموده في الثاني من رمضان ( الثامن والعشرين من تشرين الأول ( أكتوبر ) 2003 ) . تحدث الراشد عن صدقات المحسنين في شهر رمضان , ونشاط الجمعيات الخيرية في تفطير الصائمين ومساعدة المحتاجين , وشكك في مصادر انفاق هذه التبرعات , وحرض على مراقبتها حتى لا تذهب الى جيوب المجموعات " الارهابية " . لم يتحدث الراشد عن حملات التبرع السخي والدعم اللامحدود للكيان الصهيوني والتي تنظم باستمرار في الولايات المتحدة , ولم يتحدث عن التبرعات التي تجمع في الكنائس الغربية وعبر الانترنت ووسائل الاعلام لخدمة أهداف التنصير . تجاوز كل ذلك وسخر مقاله في مستهل رمضان للنيل من الجمعيات الخيرية , وتثبيط همم المحسنين والمتصدقين . استغل الراشد بعض الممارسات الخاطئة والشاذة لرسم هالة من الرعب حول العمل الخيري والاغاثي , وحرض على مراقبته وتحجيمه , زاعما أن هناك " أدلة كثيرة على سوء استخدام العمل الخيري لتمويل جرائم خطيرة " وأن هذه الأدلة ليست " أكاذيب أجنبية " ( كاد المريب أن يقول خذوني ) .
ويستمر الراشد في تسلطه , فلا حدود لتسلطه , ويفترض في جمعياتنا الخيرية أنها مذنبة حتى تثبت براءتها . يقول : " على هذه الجمعيات أن تثبت دائما أين تنفق أموال المحسنين , وأن تبرهن على ابتعادها عن أصحاب المشاريع السياسية العدائية " . ثم يفصح الراشد عن ( مشكلته ) مع العمل الخيري قائلا : " وبكل أسف حتى هذا اليوم ( لاحظ التحريض في عبارة حتى هذا اليوم ) فان جزءا من أموال المتبرعين تصرف على مواقع الكترونية وطباعة كتب وتسجيل أشرطة بلغات مختلفة واقامة ندوات وحفلات في رمضان . وهذه برامج معلنة وتنشر في الصحف " . لكن كيف يمكن وصم هذه النشاطات بالارهاب ؟ كيف يكون من الارهاب طباعة كتب وأشرطة اسلامية بلغات مختلفة , وتمويل مواقع الكترونية , واقامة ندوات للدعوة الى الاسلام , بغية نشر رسالته السامية , وتعليماته السمحة ؟
يناقض الراشد نفسه عندما يعترف قائلا ان " هذه برامج معلنة وتنشر في الصحف " . حسنا . انها ليست عملا ظلاميا اذن . بل هو عمل في وضح النهار , ويتم باشراف ومتابعة وتشجيع من الدولة التي ترعى العمل الخيري وتقوم هي نفسها بأعمال خيرية مشهودة , بل تتبنى أبرز الجهود الخيرية الداعمة للمسلمين في فلسطين والبوسنة وكوسوفا والشيشان والصومال وغيرها . لكن الراشد يفهم أكثر من الدولة نفسها ويرى ما لا تراه , بل انه يفهم أكثر من المجتمع كله , فهو ( أعجوبة ) يندر أن يجود الزمان بمثلها . يمارس الراشد الوصاية على المتبرعين والمتصدقين في مجتمعنا قائلا : " .. السؤال هل المحسن عندما يمنح شيئا من ماله يدري أنها تذهب للانترنت والكتب الأشرطة والمحاضرات وتمويل سفر بعض المنتمين للجمعيات , وتمويل نشاطات في نحو ثلاثين دولة في العالم ؟ " . ثلاثين دولة فقط ؟ نحن نطمح الى المزيد , الى نشر نور محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في كل أرجاء الأرض . ليقل الراشد ما شاء . وليتقطع قلبه حسرات الى يوم الممات , فما يضر صحراء هذه الجزيرة أن رمى فيها غلام بحجر !
ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا
يقول الراشد في ختام عموده البائس ان المجتمع البريء ( ويقصد المغفل ) لايعلم أين تذهب تبرعاته وصدقاته , ولو علم لما دفع ريالا واحدا . ويضيف : " فمعظم المتبرعين هم من متوسطي الحال وليسوا من الأغنياء , وهم بحاجة الى أموالهم أكثر من مواقع هؤلاء التحريضية وأشرطتهم التكفيرية " . الراشد عندما يقول : " هم بحاجة الى أموالهم " لا يفهم لغة " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين " ولغة " ما نقص مال من صدقة " . يتحدث عن التحريض والتكفير , وهو يستخدم لغة التحريض في أبشع صورها , ويلفق التهم , ويكذب , يكذب .
مرة أخرى , ليقل الراشد ماشاء , وليكن صدى لمن شاء . أما نحن فلننصرف الى الشهر الكريم بقلوب مخبتة وعيون دامعة . لنحفظ أبناءنا القرآن , ولنعلمهم ( جنون ) جنين , لا جنون دبي . لنتصدق بدون وصاية ولا وشاية , ولنقف صفا واحدا في وجه لغة التحريض والتطرف والكراهية . أما درة عصره وفريد مصره , حجة البنتاغون عبد الرحمن ( غير الراشد ) فتعس وانتكس , واذا شيك فلا انتقش ! ))
د. أحمد بن راشد بن سعيّد
sunni forever
31-01-09, 02:16 PM
عبد الرحمن الراشد يدافع عن اليهود !
في غمرة الليل الذي يخيم على الأمة من المحيط إلى المحيط , وفي حمأة الذل الذي يضرب أطنابه فوق رؤوس أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض , وفي خضم مسلسل التنازلات والخيانات والانسحاق والتخاذل والانبطاح يتلفت أي مسلم على وجه الأرض متلهفا عندما يسمع تصريحا تشتم منه رائحة العزة أو المقاومة أو رفض الهيمنة والتسلط والاستكبار. تبتهج صدور المؤمنين والمؤمنات ويشعرون جميعا بنشوة الكبرياء واشراقة الأمل وهم يسمعون زعيما سياسيا مرموقا يتحدى العربدة الأمير كية والصلف الصهيوني في زمن سادت فيه ( حضارة الارهاب ) وأصبح دين محمد ( صلى الله عليه وسلم ) مثار السخرية ومحط الاتهام وان سمي بغير اسمه : ( الاصولية , التطرف , التشدد , الارهاب.. ) .
يسر أي عربي ومسلم بحديث العزة , ويطرب لنشيد المقاومة , ويصفق للغة التحدي وان لم تتجاوز حد الكلام في زمن عز فيه حتى الكلام , واصبح احترام الأمة لذاتها واعتدادها بتاريخها وتمسكها بثوابتها ضربا من الانحطاط والهروب الى الماضي والانكفاء على الذات. المسلمون جميعا رفعوا رؤوسهم ولو قليلا عندما أطلق مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا تصريحاته ضد تسلط اليهود , وازدواجية الغرب سيما ما يتعلق بموقفه المتآمر على فلسطين , وانتقد التناقض الكامن في الليبرالية الغربية , ثم رفض التراجع عن هذه التصريحات التي عدها الغرب والصهاينة ( معادية للسامية ) .
هناك شخص واحد استاء من هذه التصريحات . انه عبد الرحمن الراشد رئيس تحرير صحيفة ( الشرق الأوسط ) . وحده تألم كثيرا , وغضب كثيرا , و( زعل ) كثيرا. وحده جن جنونه عندما مست يهود بسوء . وحده رفع عقيرته بالصراخ والنواح . وتأوه عبد الرحمن الراشد .. تأوه كثيرا. وتقلب على جمر الغضا , وضاق صدره , وكاد ألا ينطلق لسانه . وحده من بيننا آلمه حديث العزة في زمن الذل, وأرقته لغة المقاومة في زمن الانكسار .
لننظر ما قاله الراشد في عموده في ( الشرق الأوسط ) يوم الأحد التاسع عشر من شهر تشرين الأول ( أكتوبر ) 2003. كان عنوان المقال : " مسلمون هادئون .. ومهاتير غاضب " . المسلمون ينبغي أن يكونوا هادئين - في نظر الراشد - ويقصد بذلك هدوء الانبطاح والاستسلام والخور والهزيمة . انها النظرية الغربية نفسها : المسلم الطيب هو من سلم الغربيون من لسانه ويده , هوالمسلم المطيع المنقاد الذي ( لا يهش ولا ينش ) . المسلمون ( كلهم ماكلين تبن ) فلماذا يخرق أحدهم جدار الصمت محتجا على الهيمنة الغربية والعربدة الصهيونية ؟ ذلك ما اقض مضاجع عبدالرحمن الراشد الذي يريدنا نعاجا تساق لا تملك حتى حق الاعتراض .
في ثنايا المقال يهاجم الراشد رئيس الوزراء الماليزي قائلا انه " أبى أن يختتم المؤتمر أعماله من دون اثارة الجدل في العالم .. أقحم فقرات تهاجم الغرب وتسمي اليهود .. " . هكذا .. مجرد انتقاد الغرب هو اثارة للجدل المذموم . أما التعريض باليهود ولو بالاسم فهو لعمر الله قاصمة الظهر . وواصل الراشد هجومه على مهاتير قائلا انه تراجع عن تصريحات أدلى بها لصحيفة نيويورك تايمز طالب فيها العرب بالواقعية , وأعلن عن نيته زيارة اسرائيل لولا ما وصفه الراشد " بالتطورات السيئة الأخيرة " ( عز على الراشد أن يقول " لولا الاعتداءات الاسرائيلية " فاستخدم تعبير" التطورات السيئة " تمييعا للقضية , وتلميعا للعنف الاسرائيلي ) . ويتساءل الراشد بلوعة ظاهرة وحرقة مريرة : " لا أدري لماذا فعلها , لكن انتقاء العبارات الدقيقة خان مهاتير , فعمم النقد لليهود في حين ربما كان يعني الاسرائيليين" . ياحرام ! مساكين بني اسرائيل ! ما يستاهلوش كل اللي بيحصل لهم من تحت روسنا!
هل رأيتم في الدنيا كلها قلبا حنونا كقلب عبد الرحمن الراشد ؟
ويواصل الراشد بكائيته عن بني صهيون , ويهاجم مهاتير لعد م انتقاده لمن وصفهم بالمتطرفين . يقول : " غيب مهاتير من خطابه أي نقد للمتطرفين " . أجل .. أنت على حق هذه المرة .. كان الأجدر بمهاتير أن ينتقد المتطرفين من بيننا, وأولهم أنت.. والجوقة المتأمركة المتصهينة التي تعزف على الوتر نفسه .
الراشد لم يستوقفه أي حدث آخر في الكون سوى تصريحات مهاتير . مثلا لم يعلق على التصريحات المهينة والحقيرة النابعة من الروح الصليبية التي أدلى بها الجنرال الأميركي وليام بويكن . لم يتوقف عند الكراهية المنبعثة من هذه التصريحات والتي هاجم فيها بويكن الاسلام ووصفه بالشيطان , وقال ان المسلمين يكرهون الولايات المتحدة لأنها أمة مسيحية , وأن " عدونا لن يتم القضاء عليه مالم نتحد ضده باسم المسيحية " . لم يتحدث الراشد عن هذه التصريحات التي سئل عنها مهاتير فرد قائلا انهم يسمحون لأنفسهم بنقدنا والتهجم علينا ولا يسمحون لنا بالتعبير عن آرائنا .
الراشد لا يفقه ذلك , أو لا يريد أن يفقه , فما تغني الآيات والنذر عن قوم لايؤمنون . لقد جرت في فلسطين أحداث جسام , فلم يتحرك قلم الراشد للكتابة . أسرف شارون وموفاز في قتل الفلسطينيين وهدم بيوتهم وسحقهم واذلالهم وحرقهم بقاذفات الأباتشي فلم يحن قلب الراشد كما حن على يهود عندما انتقدهم زعيم مثقف بارز بكلمة. قامت اسرائيل باغتيال المجاهد ابراهيم المقادمة والمجاهد صلاح شحادة والمهندس اسماعيل أبو شنب, وحاولت اغتيال الشيخ أحمد ياسين والدكتور محمود الزهار والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والشيخ عبد الله الشامي وغيرهم , فلم يكتب الراشد حرفا في عموده منتقدا اسرائيل أو منددا بهمجيتها وارهابها وكراهيتها التي تتضاءل عندها ما يصفه الراشد ( بثقافة الكراهية ) التي نتعلمها كمسلمين وعرب في مؤسساتنا الاجتماعية والتعليمية !
مشكلة الراشد مع مهاتير أنه انتقد اليهود ولم ينتقد ( المتطرفين ) . ومشكلتنا مع الراشد أنه ليس متطرفا فحسب , بل ان كتاباته وأفكاره الغبية والمتسلطة تغذي ما يمكن وصفه فيما بعد ( بالتطرف ) . ويبدو السؤال الملح هو : لماذا استمات الراشد في الدفاع عن اليهود وانضم الى الحملة الصهيونية الغربية على رئيس الوزراء الماليزي ؟ ويبدو السؤال الأكثر الحاحا : لماذا يجب أن نبقى ( هادئين ) و( عناقيد الغضب ) الصهيونية مازالت تمطرنا من عين الصاحب الى شبعا , ومن غزة الى جنين ؟ ))
الدكتور أحمد بن سعيد
http://www.khayma.com/kshf/R/SH/ab%20-%20rashed%20-%20yhood.htm
أبو العلا
31-01-09, 05:44 PM
جزاك الله كل خير أخي العزيز sunni forever
أحسن الله إليك وغفر لك ولوالديك
جهد طيب وعمل مبارك ونقولات بديعة:7:
عفا الله تعالى عنك ووفقك لخير الدنيا ولآخرة:)
نصيرة الصحابة
01-02-09, 01:05 AM
قناة "العربية": العنوان الصحيح للرئيس أوباما!
الإعلام العربي هائم كلفاً وصبابة بكلمة "Exclusive" إلى حد النكتة، لكن العرس الذي أقامته "العربية" بعدما خصها أوباما بأول لقاء متلفز له بعد تنصيبه رسمياً رئيساً لأمريكا فيه قدر كاف من الوجاهة بصرف النظر عن دواعي "العربية" في إقامة هذا العرس، والحقيقة ورغم انصرافي عن الكتابة في هذا الموضوع بعدما شاهدت اللقاء، إلا أن احتفالية "العربية" أثارت لدي شهية للحديث في فرحتها هذه.
إنه شيء مثير للاهتمام حقاً أن يختار الرئيس الأمريكي الجديد قناة عربية في أول طلة له على العالم بعد تنصيبه رسمياً رئيساً للولايات المتحدة، فهذا مخالف للعرف الذي ساد في البيت الأبيض خلال العقود المنصرمة من عمر هذه الدولة، ودافع الإثارة في ذلك يتجاوز الحالة المرضية التي تفترس إعلامنا العربي بالتعلق الشغوف بكلمة "حصرياً" مهما كان الموضوع تافهاً أو الزعم كاذباًَ، فاللقاء بأوباما ليس تافهاً، و"حصري" بالفعل، وبطلب من البيت الأبيض، وإن كنا لا نرى في قناة "العربية" قناة عربية على نحو كاف يجعل الحدث شديد التميز بالنسبة لها كما سنبين.
أوباما يريد أن يقول شيئاً للعالم العربي والإسلامي بمجرد اختياره قناة عربية لأول لقاء متلفز له على خلاف عادة سابقيه، فالقنوات العربية تأتي متأخرة لهذا الغرض في العادة بعد الأمريكية والغربية وربما شرقية أجنبية وغير مسلمة، ورسالة أوباما ليست في مضمون تصريحاته، فلا جديد في لقاء "العربية" من هذا الجانب، وإنما رسالته تكمن فقط في جعل طلته الأولى على العالم عبر قناة فضائية عربية لأول مرة في تاريخ رؤساء أمريكا، ولسبب واحد فقط: كي يقول للعالم العربي والإسلامي بهذا الظهور "الحصري" على "العربية" إنني مختلف!
يمكن للعربية أن تشمت في "الجزيرة" المقاطعة من الرئيس الأمريكي السابق، وأن ينتشي عبد الرحمن الراشد في عرس "العربية" السعيد، وأن يطير هشام ملحم فرحاً حاملاً بطاقة لطيفة لابنته من الرئيس الذي نشطت في حملته الانتخابية، أما منى الشقاقي التي أعدت الماكياج للرئيس فإن حياتها تبدأ من هذه اللحظة، أما نحن فنتساءل هل اختيار أوباما للعربية لهذا اللقاء "الحصري" الأول كان موفقاً للتدليل على اختلافه عن الرئيس السابق وسياساته ورغبته في التودد وتقديم رسائل الطمأنة إلى العالم العربي والإسلامي ؟!
لا يمكن لأحد الزعم استشرافه للسياسة الأمريكية القادمة بمجرد اختيار الرئيس الأمريكي الجديد قناة "العربية" لأول لقاء تلفزيوني له بعد تنصيبه رئيساً، لكن يمكن القول أن الرئيس الجديد لم يكن بالشجاعة الكافية وبالغ في الحذر حينما اختار قناة "العربية" –دون غيرها من القنوات العربية الأخرى- لطلته الأولى هذه، لعدة أسباب:
أولاً: إذا كانت قناة "الحرة" تابعة للحكومة الأمريكية رسمياً وعلناً، فإن قناة "العربية" لا تختلف عنها في رؤية عموم جماهير العرب والمسلمين إلا في كونها أشد انحيازاً وأكثر سوءاً في خدمتها لأعداء تلك الجماهير التي تطلق عليها –كما هو معلوم- "العبرية" بدلاً من "العربية"، وإذا كانت هذه الصورة السوداء عن قناة "العربية" منطبعة في وعي الجماهير بعمق وشدة منذ انطلاقتها فإنها تعززت على نحو كبير بعد العدوان الصهيوني الأخير على غزة حيث صنفت هذه القناة نفسها –بأدائها وسياستها التحريرية- جزء من آلة الحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة.
إلا إذا كان الرئيس أوباما يود أن يوفر للعربية مادة "حصرية" خاصة مكافأة لها، وإسهاماً منه في خلق جو من "المرح" الطفولي بعد إصابة إدارة وموظفي القناة بالكآبة لعزلتهم عن الجمهور العربي والمسلم، حيث يظهر أن دعم قناة "العربية" سياسة ثابتة للخارجية الأمريكية والـ "C.I.A" كما تشير كثير من التقارير المختلفة عن أشكال هذا الدعم من طرف الإدارة السابقة والتي أبرزها توفير المواد "الحصرية" وبالذات تلك التي تتعلق بالشخصيات الرسمية رفيعة المستوى، وتسهيل ما يلزم القناة من خدمات داخل أمريكا.
ونحن بالتأكيد لا نأتي بأي جديد حينما نتحدث عن سياسة القناة، والدول التي ترعاها، والثقافة التغريبية التي تعمل المجموعة الأم لقناة العربية M.B.C على نشرها بهمة وعناد حيث تضم هذه المجموعة خمس قنوات تبث المسلسلات والبرامج والأفلام الأمريكية، وقناة أخرى تبث برامج أطفال تخصص حصة وافرة منها للمادة الأمريكية، أما القنوات الناطقة بالعربية من المجموعة فلا تتجاوز الـ M.B.C الأولى وقناة العربية فقط، ومضمونهما الثقافي لا يتصل إطلاقاً بهوية الأمة وتراثها، أما العربية فيكفي القول أن النسبة الغالبة من جمهورها تنتمي للاتجاهات والأنظمة مكشوفة الولاء لأمريكا. ولا أحسب: أن "العربية" ومن خلفها المجموعة الأم تقدم ذلك لمجرد الرغبة في العمل "الصالح" و"ابتغاء الأجر" دون مقابل يذكر!
فأية إشارة ذات قيمة إذن تكمن في هذه الطلة للجماهير العربية والمسلمة، وأية إضافة حقيقية لقناة "العربية" على قناة "الحرة" سوى أن جمهورها أوسع خاصة داخل السعودية التي يقترب جمهورها فيها كما تشير الدراسات من جمهور "الجزيرة"؟!
وإذا كانت العربية لا تحتاج أي تأكيد على تبعيتها للخارجية الأمريكية، وتبنيها للرواية الصهيونية، وترويجها لعملاء أمريكا والصهاينة في المنطقة، وإذا كان وجه عبد الرحمن الراشد قد خلق محروماً من ماء الحياء والشعور والإحساس أصلاً، فإن أوباما لم يقدم لهم أية خدمة –كما يعتقد- وزادهم عزلة وكرّس تهمتهم بالعمالة لدولته، إلا ذلك الفرح الطفولي الذي ينتاب القاصرين عادة بمجرد الحصول على شيء جديد وفريد!
ثانياً: فإذن إذا كان الرئيس الأمريكي الجديد يود إيصال رسالته التطمينية للجماهير فلقد اختار العنوان الخطأ، أما إذا أراد بهذه الرسالة الدول التي عانت من مشاكل حقيقية مع الإدارة السابقة، فلقد اختار العنوان الخطأ أيضاً، فكيف يطل إلى تلك الدول عبر قناة لا تخفي عداءها لها، وانخراطها في الدعاية الأمريكية والصهيونية إلى مستوى يفوق خطاب الأمريكان والصهاينة أنفسهم ضد تلك الدول، هذا إضافة إلى تبعية هذه القناة إلى دول حليفة لأمريكا أصلاً، ولا يرى فيها الجمهور العربي سوى أداة طيعة بيد الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ليصدق المثل على خطوة أوباما هذه: "كإنك يابو زيد ما غزيت"!
ثالثاً: إذا اختار الرئيس أوباما هذه الطريقة للتعبير عن اختلافه وإرساله رسائل التطمين والتودد إلى العرب والمسلمين، فأقوى وسيلة لذلك كسر محرمات بوش وإدارته والانقلاب عليها باختيار قناة "الجزيرة" على وجه التحديد، لعداء تلك الإدارة للقناة إلى حد التفكير المجنون بقصفها، وللصورة النمطية السلبية المشوهة والسائدة عن "الجزيرة" في المستويات والمجالات الأمريكية المختلفة الأمر الذي يعكس قدراً من الجرأة حينما يصادم أوباما تلك الصورة، ولأن قناة "الجزيرة" رغم كل ما يمكن قوله من ملاحظات عليها الأقرب لجماهير العرب والمسلمين، وللدول التي تعاني من مشاكل مزمنة مع السياسات الأمريكية في المنطقة.
فالرئيس الجديد اختار القناة الخطأ إذا أراد الجماهير أو الدول المصنفة خارج الحلف الأمريكي، لكنه اختار العنوان الصحيح إذا قصد التأكيد على أن السياسات الأمريكية لن تتغير بشكل حقيقي وكاف.
هل هذا يعني أن أوباما لن يفتح حواراً مع خصوم سياسات بلاده في المنطقة، ولن يختلف في شيء عن سلفه؟ بالتأكيد لا يمكننا قول ذلك من مجرد اختياره "العربية" لهذه الطلة، كما أنه لا يمكن لنا بحال أن نغيب عن الوعي ونحسب أن أي رئيس أمريكي جديد سيتبنى رؤيتنا للصراع ويصبح حليفاً لنا ضد الكيان الصهيوني! لكننا نقول: أن أوباما لم يكن شجاعاً، وأن رسالته لم تصل كما يود، فرسالته كانت ملتبسة ومشوشة، ولعل ذلك يعكس إلى حد ما أن سياساته تجاهنا وفي منطقتنا ستكون مشوشة وملتبسة.
sunni forever
01-02-09, 09:24 AM
إن لم تكن من مشاهدي قناة العربية فأنت خروف !
أرجو أن تتمهل عزيزي القارئ ، و أؤكد لك قبل أن تنبري لكتابة تعليقاً ساخناً بأنني لست من قال هذه العبارة ، بل من قالها هو مدير قناة العربية الأستاذ عبد الرحمن الراشد ! ، نعم كان ذلك في حواره مع الدكتور عبد العزيز قاسم عبر ملحق الدين و الحياة ، حيث قال ما نصه :
( من يريد أن يقضي نهاره مسترخيا كالخروف بلا تفكير عليه أن يشاهد محطة تعبوية دعائية لأنها ستقوده لما تريده هي، أما إن كان يريد إن يعرف كل ما يحدث ويقرر بنفسه فـ"العربية" خيار جيد ).
و في رأيي أن الأستاذ عبد الرحمن ( و هو الذي عُرف بدهائه عند اختيار عباراته ) كان في غنىً عن تلك العبارة المتشنجة ! ، و ذلك لأنها و باختصار أحرقت الكثير من أوراقه ، تماماً كما أحرقت ( مهنية ! ) قناته المزعومة ، إبان تغطيتها للعدوان على غزة ، ما تبقى من أمل لدى المشاهد العربي في انحيازها لاسمها و لو لمرة واحدة !
لا أدري ما الذي أغضب الأستاذ الراشد و أخرجه عن طوره ( و عن ليبراليته المتسامحة ! ) لدرجة أن يتعدى على حرية ملايين المشاهدين ، بل و يصفهم بوصف ( سوقي ) لا يليق بشخص يفترض فيه أن يحترم عقول المشاهدين قبل مشاعرهم.
هل ذلك بسبب تركهم مشاهدة قناته و اتجاههم لمشاهدة قناة الجزيرة ، التي اختارت أن تنحاز إلى نبض الشارع، و قبل ذلك إلى الحق الصراح الذي لا يقبل التشويه و التعتيم؟
لماذا لا يسعى الراشد إذاً لكسب أولئك المشاهدين الذين هجروا قناته ، و ذلك بالبعد عن مصادمة مسلماتهم التي رضعوها مع حليب أمهاتهم ، بدلاً من تشبيههم بالحيوانات ؟
هل يريد الأستاذ عبد الرحمن الراشد أن نشاهد قناته بالقوة ؟
يا أخي ، أولو كنا نراها ( عياناً بياناً ) تقود حملة تعبوية للمساواة بين الضحية و الجلاد ، بل حملة تعبوية ضد ثقافة و خيار المقاومة للاحتلال ؟
إن كان الأستاذ عبد الرحمن الراشد قد لمز قناة الجزيرة ووصفها بالتعبوية ، بسبب بثها لمشاهد العدوان الهمجي الوحشي الصهيوني ، أفليس من حق من يرى مقابلات قناته الحميمية مع المسئولين الإسرائيليين ( كما في اللقاء الباسم مع "ليفني" في برنامج " بصراحة " ، و الذي صرحت فيه "ليفني" بأن ما تطرحه قناة العربية من أسئلة يشبه تماماً الأسئلة التي يلقيها عليها الصحفيين الإسرائيليين ) أن يصفها هي الأخرى بال( تعبوية ) و بامتياز ، و لكن على عكس طريقة الجزيرة !
و تبرز السفسطة الراشدية بوضوح حين يقول : ( إنه حتى أقل الناس فهما لن يصعب عليهم اعتبار إسرائيل مجرمة عند مشاهدة تقارير "العربية" ونقاشاتها )
و الحقيقة أن ما قاله الراشد هنا صحيح ، و يحدث ذلك بالرغم من حرب المصطلحات التي يشنها عبر نشراته الإخبارية ، و لكن يبقى السؤال : لماذا إذاً لا تسمى الأمور بمسمياتها؟ لماذا لا يسمح الراشد لمذيعيه بتسمية إجرام إسرائيل بالإرهاب؟ أو على الأقل ( عدوان ) ، لا هجوما و اشتباكات ؟
إن لم تكن المهنية في تسمية الأمور بمسمياتها فأين تكون إذاً ؟
إنني اقترح على الأستاذ العزيز إن كان لا يستطيع أن يجرح مشاعر الصهاينة، أن يحول ( على الأقل ) جميع نشراته الإخبارية إلى نشرات صامته و ليدع الصور تتحدث ، فهذا أقل ما يمكن أن نقبل منه إن أراد أن نشهد أنه مهني و حيادي ، لكن المصيبة أنه حتى كثيراً من الصور و المشاهد التي يبعث بها المراسلون المعتمدون لدى القناة ينتهي بها المطاف إلى سلّة المُهملات .
يا عزيزي الراشد ، إن القول بأن مقتضى المهنية هو أن نقف على مسافة واحدة من شعب مسلوب يدافع عن أطفاله و لقمة عيشه ، و مجرمي حرب ينفذون جريمة إنسانية متكاملة ، قول لا يقبله أي حر و منصف في العالم ، و لك أسوة ( على الأقل ) في السياسي المخضرم والنائب السابق في مجلس العموم البريطاني ، توني بين، و الذي هاجم قناة BBC البريطانية أثناء ظهوره على الهواء مباشرة وعلى نفس القناة ، واصفا إياها بالعمالة لإسرائيل ، لأنها على حد وصفه تتجاهل حقيقة المجازر التي حدثت لأهالي غزة و تصدق إسرائيل ، هذا رأي سياسي بريطاني فما ظنك بمواطن عربي و مسلم !
و لنا أن نتساءل : ما هو إذا الجمهور الذي ينتظر منه الراشد القبول بمثل هذه المهنية المزعومة ؟
من هنا أقول ، إنك أخي القارئ الكريم لن تعجب إذا اطلعت على حجم الدعوات الموجهة عبر المواقع الالكترونية و المجموعات البريدية ، الداعية إلى مقاطعة قناة العربية ، أو قرأت عن انخفاض نسبة المتابعة لها بسبب تغطيتها الموجهة لما حدث من عدوان على غزة ، في حين لا أظن أنك ستندهش إذا علمت أن عدد مشاهدي قناة الجزيرة عبر الشبكة العنكبوتية ، بحسب أسوشيتد برس ، قد زاد خلال فترة العدوان على غزة بنسبة 600% ، وكان 60% من حجم الزيادة بالولايات المتحدة ، و في المقابل وحسب شركة أليكسا ، زاد أيضا عدد متصفحي الموقعين العربي والإنجليزي للجزيرة بنحو 22% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وكانت أكبر زيادة خلال الحرب.
و قبل أن اختم هذا المقال ، أحب أن أهنئ الأستاذ عبد الرحمن الراشد على ( الإنجاز ) الكبير الذي حققته "العربية" ، و الذي خصصت للاحتفال به و الحديث عنه نشرات و استضافات و مقابلات و ساعات بث امتدت الى اليوم التالي ، و اعني بالطبع نجاحها في استضافة الرئيس الأمريكي الجديد " أوباما " ، وفي أول لقاء تلفزيوني منذ تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ، لكني في الحقيقة أخالف من قال بأن في ذلك كسراً للبروتوكول المعتاد للرؤساء الأمريكيين ، و الذين دأبوا على تخصيص أول لقاء لمحطة أمريكية ، فأنا أعتقد أن أوباما لم يخالف أي بروتوكول ، و من تأمل عرف ماذا اعني بذلك .
--------------------------------------------------------------------------------
حامد خلف العُمري
كاتب سعودي
http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=171
أبو العلا
02-02-09, 07:40 PM
العربية.. قناتنا الموضوعية؟؟؟
نجيب الزامل
التاريخ: 5/2/1430
مقالة منعت من النشر
المختصر / قناةُ العربية، قناةٌ سعودية، مهما حاولتْ أن تخرجَ بعباءةِ الصفة العربية، وكلّ ما يخرج منها محسوبٌ علينا وينعكس علينا، وبأقوى تأثير.. بلحظةٍ يمكنها أن تعطي صورةً عنا- كسعوديين- في كل العالم العربي، سلباً أو إيجاباً.
نحن كسعوديين قلوبُنا تتفطـَّرُ مع كل رصاصةٍ، مع كل جرح، مع كل آهةٍ، مع كل صرخةٍ، ومع كل دفقةِ دمٍ فلسطينية.. ونبادر بكل ما نملك ونستطيع لإغاثة أهلنا هناك، ووضح من الحملةِ المصوّرة أن من بيننا ناساً لا يملكون حاجتهم تبرعوا من أجل أحبائهم في غزة. وذكرتُ البنتَ الصغيرة "مزنة" من ضاحيةِ "أم ساهك"، التي كتبت أنها تبرعت بفسحتها، ولما علِم أبوها كافئها على نبلها وتضامنها مع أهل غزة بأن أعطاها مبلغ فسحة شهرٍ كامل، فما كان منها إلاّ أن قامت بالتبرع به كله. هذا نحنُ على حقيقتنا.. إلا أن "العربية" كان لها رأيٌ آخر!
أخرجتنا "العربية" أمام عيون العالم العربي أننا "موضوعيون"، وأننا نـَجْرُدُ مستودعاتِ الحيثيات، ونحللُ عقلياً، لنثبت غلطات الفصائل الفلسطينية بالداخل، وبالذات حماس.. بينما اسرائيلُ والغة تمزق لحمَ الأطفال، وتنثر أعضاءَهم وأشلاءهم على جدران الملاجيء الدولية.. فكـَرَهَ الشارعُ العربي بأكثريته الساحقة "العربية".. وكرهونا.
ومن مدعاةِ السخريةِ البالغة المرارة، ما وصلنا مما يستشهدُ به القائمون عليها ومن معهم، من فتاوٍ، وأدلـّةٍ دينيةٍ بأن القتيلَ في غزة ليس شهيداً.. فهل نصفق بأيدينا وننادي واضعين أيادينا على عقولنا حتى لا تطير عجَباً واحتجاجا؟ هل وقفتْ المسألةُ الدينية عند "العربية" فقط عند مسألة صفة القتيل الفلسطيني؟.. يا جماعة، لو أن كلّ ما تقدمونه مبرَّرٌ ومسموحٌ دينياً ومدعَّمٌ بالفتاوى لأخرَستُ فمي، وقبـَّلتُ جبينَ كل منكم طالباً الغفران، ولجاهرتُ أن شهداءَ فلسطين مجرد قتلى.. بفتوى من صاحبة الفضيلة "العربية"!
ولكن، نحن سندفعُ الثمنَ! فتذهب مجهوداتـُنا الكبيرة من أجل أخوانِنا وأخواتنا – التي نفعلها حُبـّاً وبحزنٍ وتأثـّرٍ- في لحظةٍ إخباريةٍ من "العربية" هباءً منثورا.. ونـُمسي فجأة في عيون العرب عملاءً متيبسي القلوب.. فهل هذا نحن؟
و.. أليس لنا الحقّ بأن نخفّف من الشعورِ المُمِضِّ بالذنبِ والحزن تجاه أهل غزة، بتصورهم شهداءَ بجنة اللهِ، كي تهدأ نفوسُنا ولو قليلاً؟ ولم يدّعي واحدٌ مِنـّا بمنح صكوك الشهادة، ولكن هو ما نرجوه من الله. فلِمَ تحرمنا "العربية" هذا الشعور؟
و"العربية" قناةٌ تجارية، فهل ترضى أن يقوم مشاهدوها بالملايين بحملةِ مقاطعةٍ ضدها بسببها؟ هل مهمتها الربح والانتشار؟ أم نصبّت نفسها إصلاحية لإعادة العقل العربي للموضوعيةِ والوعي؟
يا أيتها الموضوعية لو كان معناك أن أحلّ معادلةٍ رياضيةٍ، وأستجوب أخي الذي ينزف، بدل أن أسعفه غريزياً وعاطفياً.. فأنا بريءٌ منكِ!
*كاتب سعودي
http://almokhtsar.com/news.php?action=show&id=9662 (http://almokhtsar.com/news.php?action=show&id=9662)
أبو العلا
05-02-09, 06:30 PM
الحيادية تتطلب أقصى درجات الموضوعية يا قناة العربية
محمد بن عيسى الكنعان
( لـُجينيات ) الدين والحياة
لن أقف عند كل جزئية إعلامية أو مسألة فكرية في الحوار الشيق الذي أجراه الدكتور عبد العزيز قاسم مع الإعلامي الشهير الأستاذ عبد الرحمن الراشد مدير قناة (العربية)، على خلفية العدوان الإرهابي الذي قامت به دولة الكيان الصهيوني ضد غزة العزة، وانعكاس ذلك على دعوات المقاطعة التي تعرضت لها قناة (العربية) عبر شبكة (الإنترنت)، بحجة أنها تسوق لوجهة النظر الإسرائيلية على حساب المقاومة الفلسطينية، وفق اعتبارات أيدلوجية ترتبط بمواقف الراشد (المتأمركة) من قضايا الأمة المصيرية، إنما سأقف عند مسألة (المهنية الإعلامية) التي تتجلى في ممارسة (الحيادية الإعلامية)، من خلال ثلاث نقاط رئيسة تتناول هذه الحيادية، التي يبرر من خلالها الراشد موقف قناته تجاه (إسرائيل المعتدية) و(فلسطين المقاومة) من حيث الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين.
النقطة الأولى: علاقة الحيادية بالموضوعية.
يدرك الراشد قبل غيره وهو صاحب خبرة طويلة في الإعلام بمدرستيه (الصحافة والتلفزة) أن الحيادية تعني أن تتعامل مع حقائق الواقع وشهادات التاريخ بـ(أقصى درجات الموضوعية)، والموضوعية ببساطة أن تقدم (المعلومة كاملة) وأن لا تمزج رأيك الشخصي في حكمك على الواقع ونقل مجرياته. فهل التزم الراشد بالموضوعية ليحقق الحيادية وصولا لتطبيق المهنية الإعلامية؟
بتقديري أن الأستاذ عبد الرحمن الراشد أخفق في هذا بدرجة واضحة، سواء على مستوى أداء قناته خلال الحرب على غزة، أو في موقفه من قناة (الجزيرة)، التي اعتبرها (تعبوية)، ولا يشاهدها إلا الخرفان !
السؤال: أين موضوعية الراشد في حكمه على قناة تستحوذ على شريحة كبيرة من الجماهير العربية ؟ أين موضوعية الراشد في حكمه على قناة عرف العالم دولة قطر من خلالها؟ أين موضوعية الراشد في حكمه على قناة كان لها السبق في تحرير المعلومات الرسمية للمشاهد العربي، كما لها السبق في إشاعة ثقافة الحوار والرأي والرأي الآخر ؟ بل كانت سببا لتأسيس قناة (العربية) !! أين موضوعية الراشد في حكمه على قناة هو يعترف أنها ضرورة (للعربية)؟ وهنا يبرز سؤال اعتراضي: كيف تكون (ضرورة) للمنافسة إذا كانت تعبوية وخاصة بالخرفان؟ هذا يعني أنك من صنف منافسك ! ثم ألا يجدر بالراشد أن يكون مهنيا في حكمه بحيث يسلط الضوء على أخطاء (الجزيرة) وخطها الإعلامي وهواها السياسي بشكل (مهني) وليس بطريقة (العموميات) بوصفها قناة (تعبوية). في ذات السياق: ما السر في كون (العربية) أول محطة عربية يخصها الرئيس الأميركي أوباما بحوار خاص كما فعل سلفه بوش؟!
النقطة الثانية: علاقة الحيادية بالممارسة الإعلامية.
المتابع لأداء قناة (العربية) خلال الحرب على غزة يلحظ أسلوبا ذكيا تتبعه القناة في تمرير الآراء التي تدين المقاومة وتعزز موقف السلطة الفلسطينية وتبرر العدوان الإسرائيلي، رغم أن الراشد يرى أنه يعطي جانب المقاومة الفرصة كاملة وأن الإسرائيليين لا يظهرون على قناته كما تفعل (الجزيرة)، ولكن فات عليه أن المشاهد العربي لديه وعي سياسي يفرز من خلاله ما يطرح أمامه، فأين (المهنية) التي ترتكز على الحيادية في قناة الراشد، وهو يقدم ضيوفه من طرف المقاومة أولا، بحيث يطرحون ما يريدون من آراء، ثم ينهي معهم الحوار، وينقله بشكل نهائي إلى جهة السلطة الفلسطينية فيتحدث ممثلها كما يريد فيكذب آراء المقاومة ويزيف وعي المشاهد، فتترسب الآراء المغلوطة التي تخدم الطرف الإسرائيلي في عقله، لأن طرف المقاومة استنفذ وقته مسبقا. وبالمناسبة (الجزيرة) تفعل ذات الطريقة ولكن بشكل معاكس.
النقطة الثالثة: علاقة الحيادية بالانتماء.
يريد الراشد أن يقنعنا أن هناك حيادا في الإعلام الفضائي، وأن قناته تمارسه بشكل جلي، بينما المنطق يقول ببساطة: إن الظروف الواقعية، ومرجعية القناة، وعلاقاتها السياسية تفرض عليها أن (تنحاز) شاءت أم أبت والأمر ينسحب على قناة (الجزيرة)، وهذا أمر معروف في إعلام الدنيا، حتى في الأنظمة الديموقراطية المتقدمة التي لا يوجد فيها وزارات إعلام، تنحاز القنوات التلفزيونية لقضايا أنظمتها ودولها، بل وإلى المحور الذي يتقاطع مع مصالحها العليا، ويكفي أن نعلم أن القنوات الأميركية التي هي أكثر مهنية من (العربية) قد سارت في ركاب الحملة العسكرية الأميركية في العراق، ولم تعرض كثيرا من المشاهد المؤثرة في الرأي العام أو تترك مجالا لعرض المواقف السياسة المعارضة، بل حتى القنوات الأوروبية مارست هذا الدور، فإحدى قنوات التلفزة الفرنسية لم تعرض إلا ربع ما جرى في العراق، لأن ذلك يمس سياسات لها ارتباط بفرنسا. لذا بإمكان الراشد أن يقدم رأيا مستقلا أو يمارس أداء مختلفا، ولكن لا يستطيع إلا أن ينحاز لهذا الطرف أو ذاك.
وكي تتضح المسألة للراشد عليه أن يجيب على هذا السؤال: ماذا لو تعرضت الدول العربية التي تمول القناة ـ لا قدر الله ـ لعدوان عسكري من إسرائيل أو من إيران هل سيكون حياديا؟ فيتعامل مع المعتدين إعلاميا بذات الموقف الذي يتعامل فيه مع هذه الدول، أم يُسخر القناة لتعزيز الموقف السياسي والجانب العسكري والجبهة الداخلية لهذه الدول التي تعرضت للاعتداء، وهذا هو الطبيعي لأن (الانتماء الوطني) أو (النـزعة القومية) أو (الرابطة الدينية) كلها أو بعضها تلغي الحيادية الإعلامية.
[email protected] *
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7280 (http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7280)
أبو العلا
05-02-09, 06:59 PM
كذبة الحياد
سامي بن عبدالعزيز الماجد
أكاديمي في الشريعة.
( لـُجينيات )
اختلفت القنوات الفضائية في طريقة تغطيتها لمحنة غزة، ونتفهم هذا الاختلاف حين يكون من الناحية الفنية وما شابهها، غير أن هناك ما لا يجوز أن يتسع فيه التفاوت والاختلاف، وهو الموقف الإنساني من المحنة، فهو أقل ما ينتظر من كل قناة - تقيم معنىً للقيم والحقوق - أن تبديه ولو احتراماً للمشاعر الإنسانية.
وكم هو مهين لمشاعرنا الإنسانية أن نرى أعظم مجزرة تقع في فلسطين بعد حرب 67، نصف ضحاياها من النساء والأطفال والشيوخ العزل، ثم نستكثر - باسم الحياد المشؤوم - أن نسمي الحقائق بأسمائها، وباسم الحياد نسترخص كل تلك الدماء البريئة، التي أريقت بغير حق، فلا نرى ذلك العدوان الغاشم والاحتلال الظالم، إلا أنه مجرد هجوم على غزة، وأي تحامل ستتهم به هذه القنوات مدعية الحياد والموضوعية لو سمّت الحقائق بأسمائها، بعد أن رأينا العالم أجمع يندد بعدوان الصهاينة، ويطالب بمحاكمة المسؤولين عنها؟
ثم أليس من الحياد والموضوعية أن تُنقل الحقائق كما هي في الواقع لا كما ينقلها العدو المعتدي بزوره وبهتانه وتلفيقاته؟ متى أصبحت الحيدة لجهة العدو من مقتضيات الحياد المشؤوم؟
إنه ليست ثمة معيار للحياد والموضوعية أهم من الصدقية في نقل صورة الحدث، ولغةِ التقارير الإخبارية، ومن المؤسف أن كثيراً من تلك القنوات التي تجردت من مشاعرها الإنسانية في نقل صورة الحدث من غزة المكلومة، تفتقد شيئاً من الصدقية في نقل الصورة ولغة التقارير.
يجب ألا تنطلي علينا نظرية الحياد التي تلوكها بعض الألسنة، لتحاول من خلالها تسويغ خذلانها لكل من يقاوم المخططات الصهيونية الأميركية بدعوى التزام الحياد والصدقية.
ونتساءل: ما فائدة الإصرار على الحيادية الكاذبة، إذا كان كثير من قنوات الغرب تصف العدوان بأنه اعتداء غاشم وحشي، مورست فيه جرائم حرب لا تسوغ بحال؟ فما فائدة حيادك المتكلف إذا كان المتهم بالتمالؤ مع العدو يصف ما حصل بأنه عدوان وجريمة حرب؟
ثم نتساءل مرة أخرى لنكتشف مزيداً من التزييف ومحاولة ستر العوار: لماذا لم نرَ هذه الحيادية المزعومة حين وقعت تفجيرات مدريد ولندن، حيث سمتها بعض هذه القنوات التي تدعي التزام الحياد: «اعتداءات مدريد» و«اعتداءات لندن»؟ لماذا لم تقف في هاتين الحادثتين على الحياد لتصفها بأنها تفجيراتٌ وحسب، ثم تترك للمشاهد الحكمَ على الحدث؟
لماذا ينسون معايير الحياد والموضوعية إذا وقع اعتداء في الغرب، ثم يذكرونه إذا وقعت جرائم حرب في بلاد الإسلام؟
باسم الحياد يسترون كرههم لكل ما هو إسلامي، سواءٌ أكان مشروعَ إصلاح أم مقاومة. وباسم الحياد يستكثرون أن يسموا ما يفعله الجيش الصهيوني احتلالاً وعدواناً، وباسم الحياد يتجردون من مشاعرهم الإنسانية، فضلاً عن الإسلامية، كل ذلك مراعاة لمبدأ الحيادية والموضوعية - بزعمهم - وترفعاً عن أن تنقلب رسالة قناتهم التي تعنى بالأخبار إلى رسالة تعبوية موجهة لخدمة فكر أو حركة.
وأقولها بملء فمي: يكذب عليك من يدعي أن قناته أو صحيفته أو إذاعته لا تحمل لغة تعبوية، ولا تتبنى فكراً، ولا تهدف لترويج منهج، ويستحيل فطرةً أن يوجد شيءٌ من ذلك، إلا أن تكون قناةً تبث مشاهد صامتة لعالم من عوالم الطبيعة، بل حتى هذه الأخيرة قد تتضمن دلالات رمزية لترسيخ فكرةٍ أو إبطالها.
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7281 (http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7281)
أبو العلا
10-02-09, 11:29 AM
هل يتقاضون الملايين من أجل سرقة جهد الآخرين .. المجموعة الأمريكية في الإعلام الخليجي تسرق صحيفة المصريون بدم بارد
المصريون ـ خاص : بتاريخ 9 - 2 - 2009
في جرأة مثيرة قامت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية ، إحدى أضلاع المثلث الأمريكي في الإعلام الخليجي بسرقة خبر نشرته صحيفة المصريون قبل أربعة أيام ، ونشرته في عددها الصادر أمس الاثنين ، ونسبته لاكتشافها ومعلومات محرريها ، ثم قامت قناة العربية ـ الضلع الثاني في المثلث الأمريكي ـ عبر موقعها على الانترنت بنشر الخبر نفسه منسوبا إلى الشرق الأوسط ، رغم معرفتهم الجيدة والتامة بأنه خبر المصريون التي نشرته قبل ثلاثة أيام من نشره مسروقا في الشرق الأوسط ، وكانت صحيفة المصريون قد اكتشفت فتوى مثيرة لدار الإفتاء المصرية عن حكم الانتماء إلى الجماعات الإسلامية ، وقامت الصحيفة بنشر الفتوى في خبرها الرئيسي الأول في عددها الصادر مساء يوم الجمعة 6/2/2009 والذي يمثل عدد السبت 7/2/2009 ـ وجاء خبر المصريون بعنوان :
دار الافتاء المصرية: الجماعات الإسلامية "انحراف" و"خروج" عن جماعة المسلمين لا يجوز الانتماء إليها سواء انتهجت نهجا سياسيا أو عسكريا
ولينك الخبر كالتالي :
http://www.almesryoon.com/Archive/ShowDetails.asp?NewID=59818&Page=1
بعد ثلاثة أيام ، وفي عددها الصادر أمس الاثنين 9/2/2009 ، قامت صحيفة الشرق الأوسط بإعادة نشر الخبر بعد الإضافة إليه للتعمية تحت عنوان :
دار الافتاء المصرية : الانتماء إلى جماعات إسلامية بنهج سياسي وعسكري مخالف للشرع
وهذا لينك الشرق الأوسط :
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&article=506396&issueno=11031
ثم قام موقع العربية نت ـ توأم الشرق الأوسط ـ في اليوم نفسه بإعادة نشر نفس الخبر منسوبا إلى الشرق الأوسط ـ وليس المصريون ـ بتعديل آخر طفيف تحت عنوان :
"الإفتاء" المصرية تحرّم الانتماء للجماعات الإسلامية "لأنها تخالف الشرع"
وهذا لينك العربية :
http://www.alarabiya.net/articles/2009/02/09/66046.html
جدير بالذكر أن العربية يرأسها الصحفي السعودي عبد الرحمن الراشد وهو أيضا مستشار التحرير للشرق الأوسط وهو الذي برر انحياز قناته للعدوان الإسرائيلي على غزة بأن "مقتضيات المهنية" تحتم عليه التوازن والحياد ، ونعتقد الآن أنه مطالب بأن يبرر "مقتضيات المهنية" في سرقة قناته وصحيفته لجهود صحيفة المصريون .
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=59974&Page=1:// (http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=59974&Page=1://)
أبو العلا
11-02-09, 12:07 PM
بعد الاتهامات والحرب التي شنت ضد قناة العربية
ال ابراهيم : العربية قناة غير منحازة وهمها الأول الحقوق العربية:9:
(سبق) جدة : كشف وليد بن ابراهيم آل ابراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC أن قناة العربية الاخبارية تعتمد النهج المهني الصرف وغير المنحاز في تغطياتها وادائها ، ولم تكن يوماً مع طرف ضد طرف ضد اخر انما همها الاول كغيرها من بقية قنوات المجموعة دعم الحقوق والقضايا العربية المحقة .:9:
يأتي ذلك بعد الاتهامات والحرب التي شنت عبر الصحف ومواقع الانترنت والمنتديات ضد قناة العربية والتي تتهم بشكل دائم بوقوفها الى جانب الادارة الامريكية في حربها على العراق ، وتحسين صورة اسرائيل في حربها الاخيرة ضد غزة ، اضافة الى الحملات المطالبة بمقاطعة العربية والتحول الى قناة الجزيرة .
وأضاف بان السياسة التي تنتهجها المجموعة منذ اليوم الأول لإطلاقها كانت ولا تزال داعمة للحقوق العربية المشروعة وللقضايا العربية المحقّة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية المركزية، خاصةً عندما يتكلّم الفلسطينيون، كل الفلسطينيين، بصوت واحد ويقفون في صفٍ واحد.:10:
وأشار آل إبراهيم إلى أن النهج المِهني الصرف وغير المنحاز الذي تعتمده قناة العربية في تغطياتها وأدائها قد يكون أحد أسباب المآخذ لدى بعضهم عليها، موضحاً أن الإعلام العربي عموماً، والفضائيات المعنيّة بالأخبار والشؤون السياسية خصوصاً، تسعى للتواصل مع شريحةٍ من الجمهور تعاني من جنوحٍ لدى البعض في الإعلام نحو الدعاية السياسية والتوجيه والمبالغة وإستثارة العواطف، مؤكّداً أن المعايير لنجاح أي وسيلة إعلامية إخبارية تبقى أولاً في مدى صدقيتها ومصداقيّتها وحجم مشاهدتها والثقة التي تتمتّع بها لدى أكبر شريحة من الجمهور.:
: :confused:
http://www.sabq.org/?action=shownews&news=3049 (http://www.sabq.org/?action=shownews&news=3049)
أبو العلا
14-02-09, 08:15 PM
عبد الرحمن الراشد ..وجها لوجه !
استضافت صحيفة عكاظ قبل أيام , وعلى مدى أسبوعين في - ملحقها - ( الدين والحياة ) , الأستاذ : عبد الرحمن الراشد , مدير عام قناة ( العربية ) . فكان لقاءا أثار عددا من علامات الاستفهام , وجلب عليه ردود فعل ساخطة حين مارس شيئا من الانتقائية , وقلل من مصداقيته من خلال بينات دفاعه عندما صور العدوان الإرهابي الذي قامت به إسرائيل ضد غزة بالحياد , فكانت كلماته من قبيل الحق الذي يراد به الباطل , متوافقا مع وجهة النظر - الصهيوأمريكية - , مما ثبت التهمة على قناته الذي يرأسها , حيث استطاعت قناة ( العربية ) تنفيذ الأجندة الأمريكية في المنطقة , في الوقت الذي لم تستطع قنوات أمريكية كـ ( الحرة ) تنفيذه , وهو ما أشارت إليه - السي آي إيه - . فكان بحق أنموذجا مشرفا تفتخر به وزارة الخارجية الإسرائيلية في نشر مقالاته على موقع وزارتها الالكتروني .
حديث الأستاذ عبد الرحمن الراشد تناول عددا كبيرا من القضايا , وهي تكرار لطروحاته السابقة المبنية على خلفيته الأيدولوجية والثقافية والفكرية , ومن ذلك : دفاعه عن سيدته ( أمريكا ) , وحبه لها وإعجابه بديمقراطيتها وحضارتها ورأسماليتها التي مرت بالعديد من الدورات طلوعا وهبوطا , ووصفه إياها بأنها دولة عظمى والبقية دول كبرى . مع أنه ليس بوسع أحد أن ينكر أن صورة ( أمريكا ) قد اهتزت في العالم اليوم , بسبب الغرور الذي انتهجه المحافظون الجدد , والسلوك المغامر الذي سارت عليه داخل وخارج الإدارة الأمريكية السابقة , خصوصا في ضوء ما جرى في العراق وفلسطين وغيرهما من بلاد العالم الإسلامي .
فالإرهاب الأمريكي هو الذي مزق العراق ودمر شعبه واستنزف موارده , وهو الذي أتى بالقاعدة إلى الأراضي العراقية . والإرهاب الأمريكي هو الذي شجع الاحتلال الصهيوني لحصار غزة والهجوم عليها , لمصادرة المزيد من الأراضي وبناء المستوطنات وهدم البيوت والاعتقال والاغتيال , إضافة إلى محاربة المقاومة الفلسطينية وإسقاطها . والإرهاب الأمريكي هو من انتهك حقوق الإنسان في سجن ( غوانتانامو ) الذي يمثل بقاؤه مساهمة كبيرة في تغييب القوانين المنصفة , وعار على منظومة حقوق الإنسان . وهو ما خلص إليه الباحث ( برادلي بومان ) إلى نتيجة , وهي : " أن التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط تسبب سابقا في تفجير الإرهاب , ويساعد حاليا على انتشاره " .
من جانب آخر يريد الأستاذ عبد الرحمن الراشد أن يقنعنا بأن الحرب على العراق لم تكن لأسباب نفطية , بل كانت رغبة في جلب الديمقراطية للعراقيين , وتخليصهم من ديكتاتورهم الظالم , وأن العراق في طريقه إلى التمتع بالحرية والديمقراطية والاستقرار والازدهار . ويجزم كل عاقل أن ذلك الاعتقاد اعتقاد بليد . فقد أعاد الغزو الأمريكي العراق إلى العصور المظلمة , وأصبح نموذجا للفوضى والعنف الطائفي وغياب التنمية الاقتصادية والاجتماعية , إضافة إلى انعدام الأمن . وتدهورت أحوال العراقيين بشكل غير مسبوق , ولم تنجح في فرض النظام في البلاد , هذا من جهة . ومن جهة أخرى , فإن أمريكا تواجه نقصا حادا في المخزون فيما يتعلق بالنفط , فحاجتها إليه تزداد يوما بعد يوم . فكان من ضمن الأهداف الحقيقية للغزو الأمريكي السيطرة على نفط العراق البالغ احتياطيه ( 115 ) بليون برميل , لتضمن بذلك ضخ النفط العراقي والسيطرة عليه بعد أن أوشكت شمس نفطها على المغيب , ويكون كل ما تحصل عليه من النفط ملكها من أجل ضمان تدفق النفط حتى آخر قطرة . وتمارس ضغوطها السياسية على الصين والهند وروسيا ودول أوروبا إضافة إلى دول الخليج .
ثم أي حياد في موقف قناته خلال الحرب الهمجي الإسرائيلي على غزة , وهو القائل : " نحن مع غزة وأهلها من أول دقيقة من القصف الإسرائيلي . هذه الحرب وصفها محللون إسرائيليون , بأنها : " أعنف وأشرس حرب تشنها إسرائيل منذ قيامها قبل ستين عاما , لم تكن جيشا ضد جيش . بل شنت على المواطن الفلسطيني الأعزل , وبضع مئات من المقاتلين لا يملكون سوى أسلحة بسيطة " . إنها حرب انتقام من شعب قالوا إنه يحتضن المقومة , فكانت هذه المجازر التي لا توصف ضد الأطفال والنساء والشيوخ . ثم تقوم قناته ( العربية ) بعد كل جريمة ومجزرة ترتكب في حق الشعب الفلسطيني باستضافة مجرمي الحرب الإسرائيليين , لشرح وجهة نظرهم ثم ينتهي اللقاء بعد ذلك ويقف عند هذا الحد .
وأي حياد في موقف قناته ( العربية ) حينما تستضيف رجل أمريكا الأول في فلسطين ( دحلان ) في اليوم الأول من مجزرة غزة , وأعادته للواجهة بعد أن كان مختفيا عن الساحة , وهو القائل ضد ( حماس ) : " من يدخل في حكومة تشكلها حماس سيقلل قيمته " . وتفوه حينها بسباب يليق به , وبعد مدة ضبط تسجيل له , وهو يقول : " سأرقص حماس خمسة بلدي " . وفي أعقاب اتفاق مكة بين فتح وحماس كان أول منقلب ضد الاتفاق .
مدير قناة العربية عبد الرحمن الراشد أضحكني كثيرا حينما استشهد بفتوى - لسماحة الشيخ - محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - الذي رفض تسمية القتلى بالشهداء لتبرير سياسته الإعلامية , وهو خلاف قديم بين الفقهاء . وعلى أي حال سأتفق مع أخي - الدكتور - جميل اللويحق حينما اقترح على قناة ( العربية ) بموافاتها بملخص مستفاد من فتاوى الشيخ - رحمه الله - يتعلق بكثير مما تعرضه القنوات لتلزم به القناة , وعندها فقط سنقبل قوله .
أعتقد أن تعزيز المواقف السياسية المرتبطة بالتوجهات الشخصية لمدير المحطة على أداء القناة , وهو الظاهر في لغة الحوار تلغي الحيادية الإعلامية . فرسالة الإعلام رسالة سامية صادقة , تجمع ولا تفرق , تبني ولا تهدم , تبحث عن الخبر الصحيح وهو أخذ المعلومة الصحيحة من مصادرها الصحيحة . والوسيلة الإعلامية الصادقة هي التي تحترم مشاهديها وتقدر قيمهم عن طريق صدق المعلومة , والصدق في التعليق عليها , وقراءتها بشكل مهني صحيح , ومن ثم تحليل المعلومة بشكل دقيق .
إن جاز لي أن أختم بشيء فهي الإشارة إلى ما نقلته - الباحثة - قمراء السبيعي , عن صحف غربية ووكالات عالمية تؤكد انحسار عدد مشاهدي قناة ( العربية ) , ومقاطعتهم لها . فصحيفة ( ذي غارديان ) البريطانية , نشرت بتاريخ 30 / 12 /2008 م , أن قناة الجزيرة تتفوق على منافساتها من القنوات الفضائية العربية , من حيث عدد مشاهديها الذين يتابعون التغطية المباشرة للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة . و تؤكد وكالة ( فرانس برس ) العالمية , بتاريخ 9 / 1 / 2009 م , من أن هناك تباينا كبيرا في عرض الأحداث , حيث أن هناك تعاطفا واضحا مع الفلسطينيين من قناة ( الجزيرة ) , بخلاف قناة ( العربية ) التي لا تظهر أي تعاطف معهم . وتضيف الوكالة أنه بدأت منذ أيام حملة مقاطعة ضخمة لقناة ( العربية ) , تناقلتها العديد من الصحف والمواقع الالكترونية والمنتديات العربية .
د. سعد بن عبد القادر القويعي
كاتب سعودي
[email protected]
http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=212 (http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=212)
البرهـان
18-02-09, 10:30 PM
جزاك الله خيراً أخي .....
وما هذه القناة العبرية الحقيرة التابعة لمجموعة Mbc إلى القليل واليسير في بحر ضلال وانحرافات الليبراليين لا أكثرهم الله !
أبو العلا
18-02-09, 10:45 PM
وجزاك الله تعالى خيرا أخي الكريم البرهان
وهدانا وإياك والمسلمين إلى الصراط المستقيم
والحمد لله رب العالمين
أبو العلا
21-02-09, 10:26 AM
مصطلح الشهيد بقلم .. " قناة العربية " !
تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تشنها ضد الفلسطينيين العزل , وما ينتج عن تلك العمليات من سقوط مئات الشهداء والجرحى , وتدمير عشرات المباني الحكومية والمنازل والمساجد والمدارس , إضافة إلى تدمير البنية التحتية . ورغم كل هذا القهر, والجرح المفتوح على آخره تطل علينا " قناة العربية " , لتعرف شهداء غزة بأنهم ( القتلى ) بدلا من مصطلح ( الشهداء ) . وتغافلنا بالقول من أجل تبرير عدم استخدام كلمة ( شهيد ) لضحايا غزة , بأن استخدام كلمة شهيد لمراسلي قناة العربية لم يحصل , ولم يظهر إلا في إعلان دعائي , وكلنا شاهد خبر ( أطوار بهجت ) وزميلها - رحمهما الله - ووصفهما بالشهيدين . حيث تكرر ذلك في نشرات المحطة عدة أيام , كما تكرر في ظهور الخبر على الشريط المقروء في أسفل الشاشة لعدة أيام أخرى .
إن الذي يحز في النفس هو التطاول على مصطلحات الإسلام , وإثارة النقاش حول مسلماته من خلال لي أعناق النصوص , وإخفاء بعضها عن النقاش العام , وتوظيف بعض الفتاوى دون إيضاح الرؤيا الشرعية التي ينبني عليها الموقف المتوازن , من باب قلب الحقائق وذوبانها وانتفاش الباطل وتزوير الأخبار وتجميل الضلال وتمييع القضية في أذهان الناس ومشاعرهم . فغياب المعاني الشرعية , وإحلال الشعارات الدنيوية هو ما يهون قضايانا ويعقدها ويطيل من عمر الأزمات .
وإن المفارقة اللافتة أن ينتدب إلى الدفع في هذا المسار أقوام من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا , وهو في الحقيقة منهج وتيار فكري وثقافي وإعلامي من أجل تكوين رأي عام لتسويق مثل هذه المصطلحات .
غمزة مع التحية إلى قناة العربية : لا يعنينا أن تصفوا شهداء غزة بأنهم قتلى , فلست الوحيد في ظني الذي سئم ومل من تكرار هذا المصطلح , فهذا لن يهز ولن يغير قناعتنا في شيء , فمن قتل دون ماله ودون دمه ودون دينه ودون أهله فهو شهيد . فقضية فلسطين قضية شرعية وذات بعد شرعي تحتاج إلى رؤية شرعية وعلاج شرعي , هذا من جهة . ومن جهة أخرى , فإن الحاجة ملحة نحو إحياء معاني الإسلام الصافية والمحافظة عليها , وألا يغيب الإسلام عن ساحتي التأثير - الفكري والثقافي - من خلال استقراء التاريخ لا الإملاءات السياسية المباشرة بأجندتها الخاصة , فإن في تاريخنا العبرة , وها هو يعيد نفسه .
د. سعد بن عبد القادر القويعي
[email protected]
http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=226 (http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=226)
أبو العلا
08-03-09, 08:58 PM
البردويل: عبدالرحمن الراشد مدير قناة العربية قلم مأجور وثعلب يعظ وحاقد
تاريخ النشر : 2006-11-28
غزة-دنيا الوطن
انتقد الدكتور صلاح البردويل، الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية، مقال للكاتب عبد الرحمن الراشد، مدير عام قناة العربية الفضائية ورئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، حمل عنوان " حماس تحمي إسرائيل"، لهجومه على حركة حماس وجلدها بالكلمات.
وقال البردويل، في مقال الثلاثاء 28-11-2006، في مقال حمل هو الآخر عنوان " حماس تحمي إسرائيل": " أحد هؤلاء الكتاب المسمي عبد الرحمن الراشد وقلبه بعيد عن الرحمة وعقلة بعيد عن الرشد ولسانه بعيد عن الصدق تماماً" حسب تعبيره.
وأضاف البردويل "يكتب مقالات - في إشارة إلى الراشد - يجلد حركة حماس وحكومتها لا لشيء إلا لأنها حركة إسلامية، فلا يعجبه جهادها وتضحياتها، بل يصف شهداء الانتفاضة بأنهم قتلى ويصف الاستشهاديين بالانتحاريين، وعلى صعيد معاكس يرى في الهدنة التي وافقت عليها بأنها خيانة لأربعمائة ( قتيل ) والمقصود شهيد بلغة الأحرار !!
واستهل البردويل، المقال بقوله "صدق مثل العجائز " الذي يكرهك يكثر عيوبك " وهذا هو حال شريحة من المثقفين والكُتاب الذين أصابهم الوهن وغزتهم ثقافة الاستسلام حتى النخاع، فهم يكتفوا بالانزواء بعيداً عن سجلات الشرف، بل ما زالوا كمن يتخبطه الشيطان من المس، يهرون ليلهم بحثاً عن صكوك غفران إٍسرائيلي أمريكي، ويقدمون القرابين تلو القرابين والإثباتات تلو الشهادات حتى يرضى عنهم أرباب العولمة والأسرلة والأمركة، وإذا عجزوا استخدموا الأوهام والأكاذيب لانجاز مهمتهم التي أوكلت إليهم أو التي نذروا لها أنفسهم طواعية".
وحسب مقال البردويل " يرى الكاتب الموقور - الراشد - أن حماس هي التي جوعت الشعب عندما رفضت شروط العالم، وخسرت " الحليف الأوروبي" وعطلت المشاريع الإنمائية!!".
وأضاف " لا نعرف أبداً أن الأوروبيين كانوا لنا حلفاء، ولم نشهد على مدى عشر سنوات أي مشاريع إنمائية، بل شهدنا نوعاً من العبثية في تقديم مال لم يؤسس لأية بنية تحتية تصلح لقيام دولة مستقلة ذات سيادة، بل قدمت على شكل ملهاة، ولم يكن ذلك جهلاً منهم بأساليب بناء الدولة، ولكنهم سعوا جادين للتعاقد مع عصابتهم الفاسدة الحاملة لجينات العداء للشعب، فدمروا كل أمل في قيام دولة صالحة للحياة".
واسترسل البردويل، "لقد أصاب الهوس والحقد هذا الكاتب لدرجة أنه شكك في كل فعل قامت به حماس، وافترض أن عملية تبادل الأسرى لم تكن بسبب خطف الجندي، ولكنها كانت ستتم من خلال الكرم الإسرائيلي، لو لم تفز حماس في الانتخابات، وخلف الكاتب إلي أن سياسة حماس الفاشلة قدمت حماية لإسرائيل !! ورغم أن هذا يحسب لحماس بناء على تصور الكاتب الحريص على حماية إسرائيل إلا أن كرهه لحماس جعله أيضاً يطعن في جهد حماس المبذول - حسب رأيه - لحماية إسرائيل" !!
وأكد البردويل، "أن مثل هذه الكتابات والمقالات أصبحت موضة لعصابة منظمة من الكتاب المأجورين، بل الذين يعملون متطوعين من ذات أنفسهم أملاً في النظر إليهم بعين الرضي الإسرائيلي والأمريكي، شأن أهل الكتاب الذين وصفهم القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله " ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ".
وأشار إلى أن السبب في ذلك " أن حالة العداء التي تغلغلت في صدروهم تمنعهم من رؤية الحق من الباطل، وحبهم الشديد لأربابهم اليهود والأمريكان وإعجابهم بالكرباج الأمريكي جعل على عيونهم غشاوة في آذانهم صمم عن سماع الحقيقة، وهم في ذلك كما قال الرسول (صل الله عليه وسلم ) "حبك الشيء يعمي ويصم " حبهم للنموذج الصهيوني الأمريكي أعماهم عما سواهم وجعلهم ينسفون أي قيمة لا تتواءم مع قيمهم، ويردمون أي طريق لا تتجه نحوهم، ويكسرون كل بوصلة لا تخون اتجاهها !!".
نفاثات عادمة
وشدد البردويل، على أن حركة حماس التي ترتكز إلي مرتكزات قوية لا يمكنها أن تهتز لمثل ما وصفها بـ "هذه النفاثات العادمة" عن هؤلاء الصغار، وهي التي تقرأ كتاب ربها " ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا آذى كثيراً، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور" ..
وأشار إلى أن الحركة لا تكتفي بالصبر، بل تجاوز ذلك إلي الإبداعات اليومية في مجال السياسة والحرب والجهاد، فهي التنظيم الأكثر تماسكا والتزاماً وديمقراطية وقوة ونظافة في السلوك، وهي رائدة العمل العسكري والمبدعة فيه، وهي أكثر التنظيمات إثخاناً في العدو الصهيوني حيث فرضت عليه حالة توازن الرعب والدم وأجبرته على الخضوع لهدنة متبادلة والى تبادل أسرى ولم تقدم لذلك أي ثمن من ثوابت شعبنا كما فعل البعض".
وبين البردويل، أن حماس هي التي أصرت على الجمع بين المقاومة رغم أن ذلك كان محرقا قلبها، رفضت أن تتسلم لشروط أوسلو الظالمة حتى اقتنع عدوها أنه من الصعب إجبارها على التخلي عن نهجها.
قوة أمنية
وأوضح البردويل، "أن حماس هي التنظيم الذي شكل حكومة صنعت قوة أمنية ( القوة التنفيذية ) رغم أنف إٍسرائيل وأعدائها ولم تحصل على ترخيص صهيوني، ولم يسجل سلاحها لدى العدو الصهيوني، ولم ترض لنفسها أن تكون حامية لأمن العدو، بل صدرت لها الأوامر الصريحة بمواجهة العدوان، رغم الثمن الذي يمكن أن يدفعه قادتها وعناصرها، فقدمت أكثر من أربعين شهيداً في فترة وجيزة".
وتابعت "حماس هي التي رفضت بريق المناصب والمكاسب الشخصية وحافظت على الموقف والمشروع الوطني، رغم كل التهديدات والإغراءات، وكان قادتها ونوابها ووزرائها أبناء حقيقيين لشعبهم ومشروعهم، الوطني الأصيل ولم ينحرفوا كما انحرف غيرهم فسقطوا في الهاوية".
وخاطب البردويل، الكاتب الراشد بقوله "نقول لهذا الكاتب المندفع بحقده لتشويه صورة حماس "مثلك لا يعرف حماس، فلماذا تتحدث عمن لا تعرف ؟! أما إذا أردت أن تتلبس ثوب الحرص على الشعب الفلسطيني فإن الشعب هو الذي اختار حماس وهو كل يوم يجدد البيعة ولا أظنك تتابع أخبار الانتخابات النقابية والطلابية في فلسطين، ولا أظنك تشاهد حشود المبايعين، ولا أظنك تصلي وسط زحمة المصلين، ولا أظنك تعرف شوارع بيت حانون، وبيت لاهيا وخان يونس وغزة، وجنين ونابلس، لان من تمتع فيها برائحة مسك دم الشهداء لا يمكن أن يخون عقله وشعبة وأمته".
وختم البردويل مقالته مخاطبا الراشد "دع حرصك الزائف والكاذب على شعبنا، فلقد مللنا الثعالب التي تعظ، ومللنا أقلام المأجورين، ومللنا الثقافة التي يمثلها أمثالك، وأقسمنا أن نواصل الدرب حتى النصر أو الشهادة".
http://www.alwatanvoice.com/arabic/****************************-64763.html (http://www.alwatanvoice.com/arabic/****************************-64763.html)
أبو العلا
08-03-09, 09:21 PM
إعلامي سوداني يرد على عبد الرحمن الراشد:
اضحك كما يضحك من يدوسون على رؤوس العرب والمسلمين بأحذية عسكرية
يوم الثلاثاء ,4 مارس 2008
الخرطوم - قدس برس :
شن نائب رئيس تحرير صحيفة "آخر لحظة" السودانية، فيما يبدو أنه بداية لحملة إعلامية، هجوما لاذعا على مدير قناة "العربية" الفضائية وكاتب الرأي بصحيفة "الشرق الأوسط" عبدالرحمن الراشد، ووصفه بأنه يمارس دور الطبّال لأنظمة الغرب المسيحي الإمبريالي من على منابر العرب.
واعتبر نائب رئيس تحرير صحيفة "آخر لحظة" السودانية اليومية أوسع الصحف السودانية انتشارا، في مقال له أمس أن "عبد الرحمن الراشد لا يزال مجتهداً أيما اجتهاد في أن يكون (أمريكياً) أكثر من الأمريكان.. وبريطانياً أكثر من البريطانيين.. وألمانياً أكثر من الألمان.. وها هو هذه الأيام يحاول أن يكون (دنماركياً) أكثر من الدنماركيين.. حتى تظن أنه أحد رعايا الملكة «مارجريت».. ملكة الدنمارك..! أو أنه يهوى أن يكون كذلك..!"، على حد تعبيره.
وأرجع الكاتب والإعلامي السوداني سبب انتقاد عبد الرحمن الراشد للموقف السوداني، ردا على الرسوم المسيئة للرسول الكريم إلى أنه يتأسس على موقف قديم لا يرى في الاحتلال الأمريكي للعالم العربي مشكلة، وقال "يوم أن دكت الترسانة الحربية الأمريكية بمقاتلاتها الجوية، وبارجاتها، ومُشاتها حصون العراق السليب من البصرة إلى بغداد، كان الراشد يصفق عبر "الشرق الأوسط"، ويهتف عالياً بالنصر لقوات الاحتلال الأمريكي- البريطاني.. ومازال يهتف.. رغم سقوط نحو مليون شهيد عراقي من شيخ عاجز.. وامرأة كسيرة.. إلى طفل في طور الرضاع بين مئات الآلاف من شهداء العرب في بلاد الرافدين".
واتهم الهندي عبد الرحمن الراشد بالازدواجية عندما يتعلق الأمر بدارفور أو بالعراق أو بغزة، وقال: "لم يأبه الراشد يوماً لطوابير القتلى والجرحى بالآلاف من بغداد إلى غزة.. لم تلامس قلبه الشفقة على الثكالى.. الأرامل.. واليتامى في عراقنا الجريح.. وفلسطيننا المحتلة.. غير أنه ـ ويا للعجب ـ يتمثل الإنسانية.. والرقة المتناهية.. شأنه شأن سادته الإمبرياليين في الغرب المسيحي عندما يكتب عن الأزمة في دارفور.. أو تشاد فيذرف (دموع التماسيح) على القتلى والجرحى من الجنينة إلى إنجمينا..!! بينما ينسى أو يتناسى مليون شهيد عراقي سقطوا تحت نيران القنابل العنقودية.. وصواريخ كروز ومتفجرات القاذفة B.52 ورصاص القناصة المارينز في شوارع بغداد.. والموصل.. والنجف.. وكربلاء... و...!!"، على حد تعبيره.
وأعرب الهندي عز الدين في عموده اليومي "شهادتي لله" عن استغرابه الشديد لغضب الراشد من مظاهرة السودانيين نصرة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقال "عندما يغضب السودانيون بقيادة رئيسهم البشير غضبة صادقة لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم.. يغضب الراشد في مقاله بتاريخ الخميس المنصرم 28 فبراير لصالح الملكة مارجريت، فيعتبر أن ما جرى في الخرطوم من تظاهرة مليونية هادرة بالإيمان، ما هو إلاَّ (مسرح سياسي كوميدي يزودنا دائماً بالضحك)..! ولابد أن تضحك (سيدنا) الراشد.. مادام سادتك يضحكون بينما يدوسون على رؤوس العرب والمسلمين بأحذية (عسكرية) من «كابول»، «بغداد».. و«غزة».. وإلى مقاصل الموت البطيء في «غوانتانامو» الفضيحة..!"، كما قال.
وذكر الهندي أن مقال الراشد احتوى مجموعة من المغالطات، وقال: "يقول الكاتب إن البشير أعلن مقاطعة البضائع الأمريكية في ذات اليوم الذي أعلن فيه موافقته على قوات أممية..! لكن التاريخ يقول إن حكومة السودان أعلنت الموافقة على نشر حزم (القوات الهجين) قبل أكثر من عام، وبحث «البشير» وسكرتير الأمم المتحدة «بان كي مون» تفاصيل الملف على هامش قمة الاتحاد الأفريقي قبل السابقة في يناير من عام 2007 بينما تظاهرت الخرطوم ضد الدنمارك.. وملكتها «مارجريت».. وصحفها الساقطة.. ورساميها «المثليين» صباح الأربعاء الماضي.. ويقول السيد راشد إن السودان لا يستورد شيئاً يذكر من الدنمارك. بينما تقول الأرقام إن حجم الواردات الدنماركية إلى السودان بلغ (2.7 مليون دولار) في شهر واحد فقط هو يناير المنصرم.. بينما يبلغ الدعم الدنماركي للسودان سنوياً «150» مليون دولار.. وهو ما سيخسره السودان ليكسب رضا الله الخالق الرازق ورسوله سيد الخلق أجمعين".
وكان عبد الرحمن الراشد قد نشر مقالا له في صحيفة "الشرق الأوسط" يوم الخميس 28 فبراير الماضي بعنوان "إلى المدافعين عن البشرية"، اعتبر فيه أن المظاهرة المليونية التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم يوم الأربعاء الماضي احتجاجا على إعادة صحيفة دنماركية نشر الرسوم الكارتونية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وإعلانه مقاطعة الدنمارك نوعا من المزايدة و"إلقاء للقنابل الدخانية للتستر على أفعال أخرى"، وأضاف: "في نفس اليوم الذي ادعى فيه النظام غضبة مضرية معلنا أنه سيقاطع البضائع الدنماركية وافق على القبول بقوات أممية غير إفريقية، بعد أن أقسم من قبل أيمانا غلاظا أنه لن يفعل. وبإمكانه أن يقسم مرة عاشرة بأنه لن يستورد من الدنمارك لأنه لا يستورد من الدنمارك شيئا يستحق الذكر. أي أنها مجرد دعاية أخرى رخيصة. وقد اعتدنا على المسرح السياسي الكوميدي في الخرطوم الذي يزودنا دائما بالمضحك، وأهل السودان بالمبكي، وندعو الله في كل مرة يصدر مواقف بطولية ورقية أن يستر مما يخفي"، على حد تعبيره.
http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,March,article_20080305 _157&id=local&sid=localnews (http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,March,article_20080305 _157&id=local&sid=localnews)
أبو العلا
13-03-09, 01:03 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عبدالرحمن الراشد مثال للبوشيون أكثر من بوش
شبكة البصرة
قال بوش في اعتراف متأخر: "إنه لم يكن مستعدا لحرب العراق"
وقال : إن من دفعه لهذه الحرب كما زعم هو جهاز الاستخبارات..
وأبدى "أسفه الكبير" لشن هذه الحرب!!
كنت انتظر بشغف تعليقات كتاب " المارينز" الليبراليون الجدد..!
كنت أتوقع كتابات تعتذر ولو بحياء بعد أن اعتذر" نبيهم "..!
فهل يعقل أن يكونوا ملكيون أكثر من الملك.... بوشيون أكثر من بوش..!
كتب كاتب المارينز المتقدم عبد الرحمن الراشد
في جريدة الشرق الأوسطالسبت 08 ذو الحجة 1429 هـ 6 ديسمبر 2008 العدد 10966:
(كنت أنوي، وما أزال، الاسترسال في نقاش عن إرث بوش، الرئيس الأميركي المغادر، وذلك بعد ان ينتقل من البيت الأبيض في الشهر المقبل، إلا أن حديثه الأخير يستوجب التوقف عنده لقيمته التاريخية. ففي إيحاء واضح اعترف الرئيس في حديثه لمحطة تلفزيون «إي بي سي» انه فشل في إدارة المعركة في العراق منذ البداية، ناقلا اللوم على تقارير جهاز الاستخبارات)
هكذا بدء الراشد حديثه بمقدمه توحي أن هنالك اعتذار من قيادة الليبراليون الجدد..!
ثم يكمل السيد الراشد :
(من المؤكد أن مرحلة بوش، وتحديدا حرب العراق، لا يكفيها تبرير سريع كهذا، بل ستبقى موضع نقاش لسنين طويلة. فالحروب الخاسرة عادة يكثر فيها تبادل اللوم كل يرمي الآخر بالطين،)
الراشد يتحدث عن حرب خاسره.... هذا جيد
ثم يكمل عبد الرحمن الراشد :
(الرئيس بوش يريد تحميل اللوم على الاستخبارات وفي ذلك عذر ضعيف. مشكلة بوش في العراق لم تكن مبرر الغزو فهو اسقط نظاما إجراميا، رغم خطأ المبرر، بل سلسلة الأخطاء التي ارتكبها في أعقاب الغزو. أما الحرب نفسها فقد كانت من أسرع الانتصارات في التاريخ المعاصر، حيث دخلت القوات الأميركية العاصمة العراقية في ظرف أسبوعين،)
الراشد لا شك أنه فاقد رشده..! يريد هذا المدعو راشد أن يبرر الجريمة..!
الراشد يقول لا عليك يا بوش فأنت منتصر وأما الخطأ فهو بسيط..!
سبحان الله المجرم يعترف بجريمته والراشد يقول له لا أنت بطل لست بمجرم
يا سيد راشد أما كان لك أن تسأل المجرم بوش أين يمكن للعراقيين "صرف هذا الأسف"
ومن أي بنك سيحصل المليون ونصف المليون الذين قتلهم هذا المجرم على حقهم وحق
أبنائهم ونسائهم وأطفالهم الذين فقدوا آباءهم وأزواجهم....!
ولا ندري ماذا سيفعل هذا "الأسف" بالمشردين الذين بلغ عددهم حوالي ستة ملايين
وهم لا يزالون خارج وطنهم يتجرعون المرض والعوز والحاجة..!
ولا ندري ماذا سيفعل هذا "الأسف" بعد تدمير العراق وتدمير اقتصاده وتدمير جيشه
وسرقة أمواله وآثاره؟!
لماذا لا تتساءل يا راشد ماذا سينفع هذا الأسف والندم العملاء الذين جاؤوا على ظهور
الدبابات الأمريكية...؟
لماذا لا تحثهم على الاعتراف بخطئهم وتطالبهم بتصحيح مسارهم..!
لماذا لا تنصحهم بعد اعتراف سيدهم بأن يتوقفوا عن ارتكاب "الخطايا" بحق الشعب
العراقي؟!
لماذا لا تسأل يا عبد الرحمن الراشد ما قيمة هذا الندم والأسف وآثار العدوان والاحتلال
تتجسد يوما بعد يوم بل وتترسخ بالاتفاقية الأمنية المشئومة التي تم توقيعها بين هذا
المحتل وعملائه منذ أيام قليلة فقط؟!
يا عبد الرحمن الراشد جورج بوش اعترف بنفسه بخطأ هذه الحرب
بوش يا عبد الرحمن الراشد يقر ببطلان هذا الاحتلال وهذا الغزو ويقر أيضا بعدم شرعية
هذا العدوان والاحتلال وأنت تتحدث عن انتصار سريع.....!
لماذا لم تقل يا سيد راشد أن عذر بوش هو عذر أقبح من ذنب...!
لأن بوش هو المسئول عن الاستخبارات وهو من يعين رئيسها.
وان هذه الاستخبارات هي استخبارات أعظم دوله وليست استخبارات دوله لا ترى على
الخريطة..!
هل يعتقد سيدك أننا نسينا أحلامهم المعلنة في رسم خريطة الشرق الأوسط الكبير
وعن تمزيقهم للعراق إلى كيانات وطوائف مذهبية وعرقية وقومية..!
أحلامهم المعلنة التي كنت أنت احد المطبلين لها..!
الم تكن مبشر بالحلم الأمريكي بتوسيع تجربة العراق في حال نجاحها في الأقطار
العربية الأخرى والتي هي تنفيذا لهدف صهيوني بتقسيم المقسم وتفتيت المفتت
بالوطن العربي لتبقى اليد الصهيونية فوق الجميع.
إن اعتراف بوش يا عبد الرحمن الراشد حسب القوانين والمعاهدات الدولية
تعطي الشعب العراقي الحق بتقديم جورج بوش وجميع الذين ساندوا ودعموا هذه الحرب
اللاقانونية واللاشرعية إلى محكمة العدل الدولية ومحاكمتهم على هذه الجرائم ولعلك معهم.
قائمة القومي العربي
شبكة البصرة
الاربعاء 12 ذو الحجة 1429
http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/1208/raseed_101208.htm (http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/1208/raseed_101208.htm)
الحمد لله اغتقد انهم يهود مدسوسين
أبو العلا
27-03-09, 06:56 AM
اللهم اكفنا شر اليهود بما شئت
واكفنا شر المنافقين بما شئت
اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم
almansour
27-03-09, 07:00 AM
قناة العربية قناة اليهود
الله ينعلهم و ينعل كذبهم
ما تذكرون اول ما فتحت مباشره لقاءات مع اكبر القادة الأمريكان و وزير الدفاع الأمريكي و وزير معرف مين
و مع ذلك نقول الله اكبر الله اكبر
و ان شاء الله حتبان الحقيقة
نصر بن سيار
28-03-09, 03:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نحن هنا نتحدث عن أسوأ قناة في العالم ونتحدث عن قناة تحارب وتشوه الدين بكل الوسائل قناة خدمة الغرب كثيراً خاصة أمريكا قناة خدمة الرافضة كثيراً في كل مكان وزمان لا أحد كان يعرف الرافضي الخبيث الصفار قبل إن يتم تلميعه من قبل قناة العربية فأخذ يصفر في كل زاوية من زويا قناة العربية وأخواتها لا أحد ينكر تحيز القناة لعملاء إيران الرافضة في العراق وأفغانستان فهي خدمة هؤلاء العملاء خدمة كبيرة وأخذت تثني عليهم وتستضيفهم في القناة وكل ذلك طبعاً يصب في صالح نظام الخميني الهالك ومن جانب آخر أخذت على نفسها حرب كل ما هو سني فأخذت تحارب السنة في العراق وتصفهم بأنهم إرهابيون وصداميين ونواصب ووهابية وغيرها من المصطلحات التي تم إختراعها من قبل قنوات الرافضة ولا أحد يشاركهم في هذة المصطلحات غير قناة العربية العميلة فالسنة عند العربية لا قيمه لهم وتحاول بكل الوسائل التقليل من شأنهم وهم أقلية وهذا خطأ السنة يمثلون النسبه الكبرى في العراق كانت آخر هذة الإحصاءات في عهد الرئيس الشهيد صدام حسين تظهر أن العرب السنة يشكلون 42 % من الشعب العراقي بينما الشيعة يشكلون فقط 36 %
بينما السنة الأكراد والتركمان 18 – 20 % بينما الشيعة الأكراد والتركمان 2-4 %
أي أن السنة من العرب والأكراد والتركمان هم الأغلبية في السكان 60 %
ويشكل الرافضة من العرب والأكراد والتركمان ما نسبة 40% ومع الأسف الكثير صدق هذة المعلومات المغلوطة ( ونقصد هنا أن السنة في العراق أقلية وهذا خطأ أراد أعداء المسلمين ترويجه ) .
وبعد إحتلال العراق مباشرة أخذ عملاء إيران من الرافضة وغيرهم ممن يساعد الإحتلال الأمريكي يطلقون عبر قناة العربية وغيرها من قنوات الرافضة هذة الأكاذيب ,
أن السنة أقلية من أجل الوصول لحكم العراق ولأن السنة أخذوا على عاتقهم تحرير البلد من العملاء والخونة ولكي يظهرون للعالم الإسلامي والمسلمين أن السنة هم أقلية وليس لهم أهمية , وعليهم المشاركة في العملية السياسية التي يديرها الرافضة والعملاء الذين وصلوا إلى الحكم على ظهور الدبابات الأمريكية بمساعدة إيرانية وكان ذلك أيضاً بعلم أمريكا ورغم أن أمريكا تقول ليل نهار أنها ضد مشاريع إيران في العراق وفي المنطقة وتدعي أنها سوف تمنع إيران من أن تصنع قنبلة نووية وغيرها من الأكاذيب في العلن ولكن في السر تعاون وتنسيق ضد المسلمين في كل المجالات .
والجدير بالذكر أن المليشات الرافضة ( بدر وجيش المهدي ) قتلت أكثر من مليون ونصف من أهل السنة في العراق وتم تهجير وتعذيب أكثر من خمسة ملايين من أهل السنة من العراق .
هذا لمجرد التوضيح فقط قبل أن أنقل لكم هذا المقال الذي فيه بعض الأكاذيب في حق أهل السنة في العراق والبعد عن الحقيقة .
أكاديمي سعودي يعرّي قناة العربية في "عيدها" الخامس!..!!
صنعوها خصيصا لضرب الجزيرة ولكن لم يحدث ذلك !!!
تحتفل قناة العربية هذه الأيامبعيدها الخامس .
وتزعم قناة العربية بأنها احدثت نقلة نوعية في الإعلام العربي, رائدة في التنوير الإعلامي . لكن هذه الحقيقة ” الانشائية” تبدو أكثر هشاشة عندمجابهة القائمين على “العربية” بأمثلة حية و واقعية لهذه الريادة التي أتت “لأمركة” الأدمغة العربية وتسويق الفكر الاستعماريِ, و الترافع عن كتائب المارينز .
الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد قام بعملية رصد واسعة للسياسة المتطرفة التيتنتهجها قناة “العربية” في تغطيتها الإعلامية , مستشهداً بعشرات الأمثلةوالاقتباسات وبعض المصطلحات والمسميات المتداولة في نشرات ” العربية “الإخبارية أوالتي ترد في مقالات مدير قناة العربية وكاتب صحيفة الشرق الأوسط عبد الرحمن الراشد .
وقام الدكتور أحمد بن راشد الأكاديمي والإعلامي السعودي برصد النهجالاقصائي والمتشدد لقناة العربية, والذي عجز مديرها - الراشد- في تبريره فيالمقابلة الصحفية المطولة التي اجراها معه الإعلامي /عبد العزيز القاسم لصحالحصحيفة المدينة السعودية ” مكاشفات الراشد ” . بل إن الراشد ذهب إلى التهجم والتشنجفي محاولة لتشتيت انتباه المتلقي للحقائق الكامنة خلف الأسئلة .
وبعيداً عنالتشنج والتطرف دعونا نأخذ نفساً عميقاً, وننطلق وبكل هدوء نحو الدراسة /الحقيقةلنرى من فينا المتطرف:
يمثل الكاتب عبد الرحمن الراشد أنموذجا لظاهرة (الليبراليين الجدد) الذين يتسمون بالتطرف في أفكارهم, ومواقفهم السلبية منالإسلام, وولائهم للسياسة الأميركية والإسرائيلية. من أبرز سماتهم أيضا تناقضهمالمخيف والتراجيدي مع أبسط مفهومات الليبرالية, وهي الحرية والتعددية والاحتفالبالتنوع. كما أن الظاهرة (الليبرالية) الجديدة ذات طبيعة إقصائية وأحادية وموغلة فيجلد الذات والتبرؤ من تاريخ الأمة ونضالاتها وأمجادها, والتشديد على أن الحداثةمرتبطة ارتباطا جوهريا بالتنكر للدين, واستلهام التجربة الأوروبية في هذا السياق, ومن ثم إعادة تأويل القرآن والسنة ليتمشيا مع مقتضيات الحداثة المنشودة, بحيث يتمتبني المفهوم الغربي والطريقة الغربية والسياسات الغربية, والدفاع عنها وتسويقهابشتى السبل.
قبل أكثر من عام, وتحديدا في شهر تشرين الثاني (أيار) 2006, حاول عبد الرحمن الراشد تبرير تخندقه في الصف الأميركي والإسرائيلي بحجج متهافتة, ضمن لقاء طويل متعدد الحلقات أجراه معه الصحافي عبد العزيز قاسم في ملحق (الرسالة) بجريدة (المدينة) السعودية. وقد سأله قاسم أسئلة عديدة ومهمة, استقى كثيرا منها منمقالات كتبتها في نقد طرح الراشد وكشف تواطئه مع الأجندة الأميركية. لست هنا فيمقام الرد على ما جرى في هذا اللقاء, ولكن سأعرض هنا لمحاولة الراشد النأي بنفسه عنتسويق السياسة الأميركية والإسرائيلية والبحث عن مبررات لها, إضافة إلى تحامله الذييصل إلى درجة الحقد على كل التيارات والحركات العروبية والإسلامية. اتهم الراشدأثناء اللقاء من انتقد طرحه بالمرض أو الجنون, وهي أوضح دلالة على العجز, فالحجةتواجه بحجة, والرأي يرد عليه برأي, أما اتهامات المرض أو السحر أو الجنون, فأمورليس محلها أعمدة الصحف المخصصة لتبادل الرأي والنقاش الحر المنضبط بضوابط الأخلاقوأعراف النشر. ثم إن مشكلات أو عاهات كهذه لا يستطيع صاحبها إخفاءها عن القراءوالمتابعين, "وإن خالها تخفى على الناس تعلم", كما قال صاحب من ومن ومن. الجماهيرتعرف الكاتب أو الصحافي المريض ليس من خلال إنتاجه المنشور فحسب, بل من تعبيراتوجهه, وفلتات لسانه.
بيد أن المشكلة لم تكن قط مع شخص عبد الرحمن الراشد, ولكنها مع طرحه الديماغوجي والمتشنج الذي يحفل به عموده اليومي في صحيفة (الشرقالأوسط). لا أذكر أن موقفا عدائيا اتخذته الولايات المتحدة وإسرائيل تجاه بلد عربيأو إسلامي إلا ووجد تبريرا وتفهما من قبل الكاتب الذي أزعم أنه شديد الوضوح, فهويعلن مواقفه بلا مواربة ولا استحياء. وسأعرض هنا دلائل عديدة من كتابات الرجل, بعضها ورد ضمن ورقة علمية عن الصحافة المناهضة لثقافة المقاومة, قدمتها لمؤتمر (ثقافة المقاومة) الذي نظمته جامعة فيلادلفيا بمدينة جرش الأردنية عام 2005. كماسأتحدث عن طرح قناة العربية وتناولها الإخباري, وهي القناة التي يديرها الراشدويرسم سياستها.
مفردات الخطاب المتصهين
في عموده المنشور في صحيفة (الشرق الأوسط) في الثاني عشر من تموز (يوليو) 2004 كتب الراشد مقالا بعنوان (ليسجدارا عنصريا) انتقد فيه من يقولون إن هدف الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الضفةالغربية المحتلة هو التمييز العنصري ضد الفلسطينيين, لأن "إسرائيل تستطيع أن تفنددعوى تهمة العنصرية بالتذكير أن أكثر من مليون من "مواطنيها" في داخل إسرائيل همفلسطينيون, ويعيشون معها نصف قرن, ويحملون هوياتها, وتدعي أن لهم نفس الحقوقالممنوحة لليهودي الإسرائيلي". ودعا الراشد إلى عدم الانشغال بموضوع الجدار, والاهتمام "بتفعيل التفاوض, وإعادة الكرة مرة بعد أخرى".
في 22 من آب (أغسطس) 2004 كتب الراشد مقالا بعنوان " أنقذوا عرفات". انتقد فيه الرئيسالفلسطيني, مؤكدا أنه "ارتكب أخطاء جسيمة في تاريخه, حروبا في غير محلها, ومغامراتخاطئة, ورفض مشاريع سلام ثمينة". وهي التهم عينها التي كانت ترددها إسرائيلوالإدارة الأميركية ضد عرفات. في 13من تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 بدأ الراشد مقالامن 3 حلقات بمناسبة رحيل الرئيس الفلسطيني السابق. كان عنوان السلسلة "ماذا بعد دفنعرفات؟". تبنى الراشد الرواية الإسرائيلية والأميركية بشأن الرجل قائلا: " عرفاتكان طرفا في المشكلة", وغيابه "يمثل فرصة إيجابية". وانتقد الرئيس الراحل بقوله إنهمات عاجزا عن خوض "المعركة الصعبة"؛ لأنه " كان يراعي كل الاحتمالات, وبالتالياختار أن يخسر الفرص الثمينة من أجل أن يكسب الإجماع الفلسطيني". إذن كان على عرفاتأن يكسر الإجماع, ويشق الصف الفلسطيني, ويذهب في طريق التنازلات إلى آخر مدى, وأنيقمع – كما يطالب الإسرائيليون والأميركيون – المنظمات التي ترفض الاستسلام للشروطالإسرائيلية. يطرح الراشد رؤيته أمام القيادة الفلسطينية الجديدة بقوله: "الامتحانالدموي آت للقيادة الفلسطينية التي سيتحدى سلطتها الخارجون عليها, وستواجه عملياتتمرد داخلية, وسيارات انتحارية في تل أبيب والقدس, وقتلى إسرائيليين بالعشرات, وبيانات فلسطينية تتهمها بالخيانة, وبيانات دولية تتهمها بالعجز, ومنظمات فلسطينيةتعلن عزمها على قيادة الشأن الفلسطيني, والاقتتال للحصول على شعبية في الشارعالفلسطيني المأزوم والمحبط دائما".
في الحلقة الثانية دعا الكاتب الحكوماتالعربية إلى تأييد القيادة الفلسطينية الجديدة, مؤكدا أنه "مع غياب أبو عمار لم يعدهناك مبرر للتقاعس في دعم السلطة لتصبح قادرة على تقديم الرعاية الإنسانية والخدمةالمدنية التي عجزت عنها بسبب ما مرت به من حصار ومقاطعة دولية", وأن "الإخفاق فيرفع الحصار عن المدن الفلسطينية وعدم دعم السلطة في رام الله سيتسبب في استنساخعرفات بآخر". وزعم الراشد أن معظم عمليات القوات الإسرائيلية في الضفة الغربيةوقطاع غزة كانت للانتقام لا للقضاء على خصومها, وهي الذريعة التي طالما استخدمتهاإسرائيل ووسائل الإعلام الغربية المتعاطفة معها لتبرير ممارسات الاحتلال الإسرائيليالعدوانية في الأرض المحتلة.
في الحلقة الأخيرة من سلسلة "ما بعد دفن عرفات" كتب الراشد: "اختتمت الحالة العرفاتية بحالة جمود قاتلة, وساحة مكتظة بالانتحاريين, وقطيعة دولية, وبرود عربي, ومؤسسة سياسية معطلة, وخزينة مفلسة, وصراع على السلطةكاد ألا ينتهي". هذا المشهد الذي يرسمه الراشد حول عرفات يؤكد انحيازه المطلقللصورة النمطية الأميركية للمشهد الفلسطيني التي لا يبرز فيها سوى الجمود والفسادوالإفلاس وقطعان بشرية فاقدة للأمل ومقبلة على الموت انتحارا. الحقيقة تقول إنه لمتكن هناك قطيعة دولية, بل قطيعة أميركية إسرائيلية, أما البرود العربي الذي أشارإليه الكاتب فكان مجرد ثمرة لهذه القطيعة. هذا لا يعني طهارة الساحة الفلسطينية فيعهد عرفات من الفساد, ولكن الراشد لم يكن يرى في المشهد أكثر مما يسمح به المنظورالأميركي والإسرائيلي الذي قرر عزل عرفات, وسعى لتصوير الشعب الفلسطيني بوصفه شعباكارها للحياة, عاشقا للعدمية والموت.
في مقال له بعنوان (شدوا الأحزمة فيالأرض المحتلة) منشور في 29 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 أثنى الراشد على الأداءالسياسي للقيادة الفلسطينية الجديدة, لكنه أثار مجددا مسألة حركات المقاومة, وعلاقةالسلطة بها. يقول: "بقيت ملفات صعبة, لكن ليس صعبا في هذا الظرف التضامني التوصلإلى حلول لها, مثل سحب قرار الحرب من يد الفصائل والتنظيمات الأخرى مثل حماسوالجهاد الإسلامي التي تقرر متى وأين وكيف وأين تقاتل. الوقت حان للتنسيق مع السلطةالفلسطينية, والاعتراف بحقها في اتخاذ القرار الاستراتيجي, كالحرب والسلم". ويتساءلالراشد ماذا ستفعل السلطة الفلسطينية عندما تقرر إيقاف العمليات العسكرية, ثم "تتمرد فصائل على القرار, وتخرق الاتفاق, ويقتل جمع من المدنيين الإسرائيليين؟". ويلجأ الراشد إلى التحريض على فصائل المقاومة متسائلا: "هل ستقبل السلطة بتنظيماتخارجة عن إرادتها, تنفذ عمليات متى ما تريد, وتبني معسكرات كيفما تريد, وتتعاملسياسيا مع جهات خارجية متى ما تريد؟ لا توجد سلطة في العالم تقبل بذلك إلا إذا كانتمجرد دمية لآخرين..لا تملك القيادة الجديدة إلا حسم مسألة المرجعية السياسيةالواحدة, ككل نظم العالم, وتفرضها بشكل لا تردد فيه..".
الدفاع عنإسرائيل
في 3 من تشرين الأول (أكتوبر) 2004 انتقد الراشد الانتفاضةالفلسطينية التي كانت "حجارة ومقالع من صبية الشوارع, ثم أصبحت صواريخ وسياراتمفخخة يقودها بالغون". زعم الراشد إن الانتفاضة نجحت في صيغتها الأولى, وأحرجتإسرائيل داخليا وخارجيا, لكن "بعد أن خطفت التنظيمات الانتفاضة تحولت إلى حربمألوفة, كأي حرب أخرى في سيري لانكا وشمال نيجيريا وإيرلندا الشمالية, مواجهات بينطرفين متقاتلين. خسرت الانتفاضة براءتها ودعايتها بعد أن تبدلت مظاهرها الأولى منجنود إسرائيليين يقتلون أطفالا عزل إلى مسلحين فلسطينيين يقتلون أطفالاإسرائيليين". ساوى الراشد في كلامه بين الطرفين, المحتل الإسرائيلي, والفلسطينيالواقع تحت الاحتلال. ووصف المقاومين الفلسطينيين بالمسلحين, بينما وصفالإسرائيليين الذين يقتلون أطفال فلسطين بالجنود. ومضى الراشد منتقدا القياداتالفلسطينية قائلا إنها أخفقت إخفاقا كبيرا في استثمار الانتفاضة سياسيا, وإنهاتنافست على أمر واحد وهو "التبرع بالشهداء مجانا". وأضاف أن الانتفاضة "متناقضة, تظهر محتارة, مرة مثل معارضة عراقية مسلحة, وتارة مثل تنظيم القاعدة".
في 27من تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 هاجم الراشد الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس, واصفا إياها بالنفاق السياسي, زاعما أنها وليس إسرائيل من يتحمل المسؤولية عن القتلوالدمار الذي يحدث للفلسطينيين. أكد الكاتب في مقاله الذي حمل عنوان "حماس تحميإسرائيل" أن: "أربعمائة قتيل فلسطيني قضوا بسبب سياسة حماس التي دمرت البنيةالحكومية, وجوعت الناس..". ويضيف الراشد: "إن استغرابنا ليس مسألة تشف, ونحن نرىانقلاب المفاهيم عند حماس, لكنها محطة تستوجب التوقف والتأمل والمحاسبة, أو علىالأقل السخرية". ويعود الراشد للدفاع عن إسرائيل بقوله "إذا كانت حماس ستفاخر بأنهاأطلقت عددا من الأسرى الفلسطينيين من خلال التفاوض عليهم مقابل إطلاق سراح الجنديالإسرائيلي، فإنه مبرر غير مقنع لأن إسرائيل كانت مستعدة من أجل توقيع هدنة معهاإطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين من دون الحاجة الى خطف جنود" (لاحظ استخدام كلمةخطف بدلا من أسر). في 12 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 يسخر الراشد من رئيسالوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية مشيرا في عموده الذي حمل عنوان "هنية سبب الحصار" إلى أن أحدا لن يذرف الدموع على رحيله لو قرر الرحيل. يضع الراشد نفسه مجددا فيالخندق الإسرائيلي مبديا حرصه على تجميل صورتنا لدى الإسرائيليين الذين يتصرفونبطريقة راقية متحضرة كما يبدومن ثنايا كلامه. يقول الراشد إن هنية "أعطىالإسرائيليين دليلا على أن الفلسطينيين لا يحترمون المواثيق" (وحدهم بنو إسرائيليوفون بالعهود إذن). يزعم الراشد أن هنية "أثبت عدم نضجه السياسي", ويتهمه بأنه "هوالذي تسبب في تجويع مليون فلسطيني", وهو نفسه منطق قلب الحقائق الذي تمارسه إسرائيلوالولايات المتحدة اللتان يبرئهما الراشد كعادته من ذنب قتل الفلسطينيين وتجويعهموتدمير بنيتهم التحتية, ويلقي باللوم كله على حكومة فلسطينية شرعية كان ذنبها الذياستوجب الحصار أنها احترمت خيار شعبها ولم تساوم على حقوقه.
في 21 من كانونالثاني (يناير) 2007 كتب الراشد مقالا يدعو فيه إلى عودة رئيس المكتب السياسي لحركةحماس, خالد مشعل, إلى غزة. ودافع عن السياسة الإسرائيلية زاعما أن عودة مشعل "ليستمطلبا عسيرا على الإسرائيليين، الذين رضخوا لتولي حماس الحكومة، وبلغوا من الواقعيةالتعامل مع كل الرموز الفلسطينية الممنوعة سابقا. وإن كان هناك من قد يرفض عودةمشعل إلى بلده، فعلى الأرجح ليس الإسرائيليين، بل هم داخل فتح، وحماسأيضا".
التحريض على المقاومة
بعد سيطرة حكومة إسماعيل هنية على قطاعغزة في منتصف حزيران (يونيو) 2007, كان لا بد للراشد من موقف ينال فيه من الحركةالتي يتربص بها الدوائر. "مبروك لحماس النصر المبين" هو عنوان عموده الذي وصف فيهما جرى في غزة بأنه "أكبر إهانة للشعب الفلسطيني", زاعما أن حماس ارتكبت "واحدة منأكبر المذابح في تاريخ غزة", مهيلة التراب على القضية الفلسطينية, وقاضية على كلآمال الاستقلال. ويردف الكاتب قائلا: "مرت أيام صعبة على المجتمع العربي، لكن هذهأسوأ من أي يوم مضى في تاريخه.. الكل يعرف أن أبو مازن صبر طويلا على هنية، وحماسوممارساتها، ونقضها للاتفاقات الموقعة، وحملها السلاح ضد السلطة، وتعاملها معإيران، والسماح لخالد مشعل أن يدير شأنها من سورية" (16 حزيران / يونيو 2007).
في عموده المنشور في 20 من حزيران (يونيو) 2007 والذي حمل عنوان "حيرنا أبو مازن" كتب الراشد: "يقال إن الرئيس أبو مازن أبلغ الإسرائيليين أنهمستعد لتحمل نفقات الغاز والكهرباء والخدمات الأخرى التي تصل إلى غزة وأصبحت علىوشك أن تقطع بسبب استيلاء حماس على الحكم هناك. ورغم أن رجال إسماعيل هنية، رئيسوزراء حماس، داسوا صور الرئيس أبو مازن وقتلوا حراسه وتعمدوا تخريب ممتلكات مكتبه, إلا أن الرجل كظم غيظه وحفظ لسانه فلم يرد عليهم الشتيمة بالشتيمة ولا بالخطبالحماسية المضادة..". الراشد خائف أن تكون هذه الرواية صحيحة, ويستنكر إيصالالكهرباء والماء إلى غزة, محرضا عباس على المشاركة في قطع أسباب الحياة عنها, متسائلا: "ما هي حقيقة هذا الرجل، هل هو خائف أم عاقل؟ بطيء الحركة أم حكيم التصرف؟قليل الحيلة أم كثير المحبة والتسامح؟ الآن هذه ساعة الرئيس محمودعباس".
ويصف الراشد اجتماع شرم الشيخ الذي ضم قادة مصر والأردن والسلطةالفلسطينية وإسرائيل, بأنه "إعلان صريح للعالم أن [محمود عباس] رئيس السلطةالفلسطينية الشرعية لا حماس ورئيس حكومتها إسماعيل هنية الذي لم يجد اعترافا منالعالم إلا من إيران وسورية فقط" (25 حزيران / يونيو 2007).
الهجوم علىالقرضاوي
الراشد يقف بوضوح ضد خصومه, وهم بالطبع ليسوا حماس وحدها, بل كل منيتبنون خيار الممانعة والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي والعربدة الأميركية. ولميسلم حتى علماء الدين المرموقين من مواقف الكاتب المتشنجة والمتغطرسة. خذ مثلاموقفه من الدكتور يوسف القرضاوي والذي عبر عنه أكثر من مرة. في عموده المنشور فيالعاشر من تموز(يوليو) 2004 ناقش الكاتب الهجوم الذي شنته بعض الصحف البريطانية علىالدكتور يوسف القرضاوي, واحتجاجها على السماح له بدخول بريطانيا, وأيد مواقف هذهالصحف قائلا إن ارتباط اسم الشيخ بتنظيم الإخوان المسلمين "جعله ينظر إلى العالم مننافذة الحزب أكثر من واقع الأمة وقدراتها وحاجاتها", وإنه من الشيوخ الذين "يحرضونالشباب على القتال, وهم لم يغادروا بلدانهم, ولا يسمحون لأولادهم بالشيء نفسه". وأضاف قائلا إن القرضاوي "من أكثر الدعاة إلى الحرب والمواجهة, لكنه يعيش في قطر فيبيت مكيف". والراشد يقصد بالحرب والمواجهة هنا المقاومة المشروعة في فلسطينوالعراق, فهو يرى أنها ضرب من العنف أو الإرهاب الذي يستحق هو نفسه الإدانةوالمقاومة. ويؤكد هذا المعنى في كلامه عن القرضاوي, عندما ينتقد موقف الشيخ مناليهود, وينقل عنه قوله: "اليهود كطائفة ظلمهم واضح بين.. ظلم عظيم, وظلم لا نظيرله, وظلم مكشوف.. لا نحاور هؤلاء [اليهود] وأيديهم ملوثة بدمائنا". وعلق الراشد علىذلك بقوله إن القرضاوي سياسيا "يمثل أقصى التطرف بكل أسف".
في عموده المنشورفي 4 من أيلول (سبتمبر) 2004 يصف الكاتب الشيخ القرضاوي "بشيخ التلفزيون" زاعما أنه "أفتى جهارا بجواز قتل المدنيين الأميركيين في العراق". ويضيف: "تصوروا عالم دينيحث على قتل مدنيين, شيخ في أرذل العمر يحرض صبية صغارا على قتل مدنيين.. كيف لأبمثله أن يواجه أم الفتى بيرغ الذي ذبح ابنها نحرا لأنه جاء للعراق, للعمل في أبراجهندسية؟ كيف نصدقه عندما يقول لنا إن الإسلام دين رحمة ودين تسامح, وهو يحوله إلىدين دم؟". طبعا الراشد لم يتطرق إلى مذابح الفلسطينيين, ولم يورد اسم شهيد فلسطينيواحد, وهو بالمناسبة لم يعلق على جريمة قتل الشيخ أحمد ياسين, إلا بقوله "دعواالانتقام" لأنه "عمل أعمى, والحرب لا يكسبها العميان" كما قال(28 آذار/ مارس 2004), ولم يعلق ألبتة على استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي. لم يتذكر الراشد أنللشهداء الفلسطينيين أيضا أسماء تسجل وتعلن, واكتفى فقط بذكر اسم الأميركي بيرغالذي جاء في ركاب دولة محتلة لغزو بلد عربي وتدميره.
تأييد احتلالالعراق
ولا يقف الراشد في تأييده للأجندة الأميركية على حدود فلسطين, فأينماكانت لأميركا مصلحة, أو دخلت طرفا في نقاش نجده يجرد قلمه مستبقا حتى الموقفالأميركي منافحا عنه ومسوقا له. كان الراشد من أوائل الكتاب الذين برروا الاجتياحالأميركي للعراق قبل حدوثه, ومن الذين دافعوا عنه بعد حدوثه, ووقف مع المشروعالأميركي في ذلك البلد, واصفا احتلال الأميركيين له (بالتحرير). لا يسعني أن أثبتهنا كل ذلك لضيق المجال, لكن الرجل على سبيل المثال, امتدح تأسيس مجلس الحكمالعراقي زاعما أن "الأميركيين أدخلوا فيه تقريبا كل القوى الأساسية التي تمثلالعراقيين, وبين هؤلاء خصوم ألداء للولايات المتحدة" ( 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2003). وأسبغ الراشد مرارا صفات الديموقراطية والإصلاح والإعمار على المشروعالأميركي في العراق قائلا على سبيل المثال إن "توجه الأميركيين نحو إعمار العراق, دون الاكتفاء بمحاولة إصلاحه سياسيا, هي خطوة سليمة لصالح العراقيين وعربالمنطقة.." ( 26 تشرين الأول / أكتوبر 2003). يؤكد الراشد أن عراق ما بعد صداميتمتع بديموقراطية منقطعة النظير, إذ انتقل بالاحتلال من" عهد صدام المحارب للدينثلاثين سنة إلى انفتاح كامل يسمح للجميع بظهور حقيقي في الحياة العامة, بما في ذلكالمراجع الدينية". كما يثني على الحكومة التي تشكلت في ظل الاحتلال قائلا إنها "ابتعدت عن الانتماء لأي فريق ديني, بدليل أن معركتها ضد جبهة شيعية في النجف تأتيموازية لمعركتها ضد الجماعة السنية المتطرفة في الفلوجة" (24 آب / أغسطس 2004).
الهجوم على سنَّة العراق
أما ما يتعلق بالسنة العرب فيالعراق, فقد تبنى الراشد الموقف الأميركي تجاههم, زاعما أنهم يفتقرون إلى النضجالسياسي. في مقال له من حلقتين بعنوان "من ينقذ السنة من السنة", نشرا في يومي 1 و 2 من كانون الأول (ديسمبر) 2004 انتقد الراشد المقاومة السنية في العراق متسائلابتهكم: "هل المسالخ البشرية التي عثر عليها في الفلوجة, وروعت صورها العالم هي بيوتسنية؟ وهل المجالس والعلماء الذين توعدوا أقوى قوة في العالم, ينطقون بالفعل بلسانأضعف فريق في العراق؟". يتجاهل الراشد الصور التي روعت الضمير الإنساني حقا, وهيصور الذبح الجماعي, وسياسة الأرض المحروقة, والإجهاز على الأسرى في المساجد, وحربالإبادة التي شنتها قوات الاحتلال الأميركية على تلك المدينة العراقية الصغيرة. يجعل الراشد معيار العدل والحكمة هو الاستسلام للقوي المتجبر, والإقرار بالضعفوالخنوع أمام دمويته وإرهابه, عندما يتساءل: هل العلماء الذين توعدوا أميركا ينطقونبلسان السنة الضعفاء؟ من قال إن القوة الأميركية لا راد لقضائها, ولا معقب لحكمها, ومن قال إن السنة هم أضعف فريق في العراق؟ يضيف الراشد شامتا بالسنة العرب: "الفلوجة المعركة رغم ما سببته من أذى كبير, ربما أنقذتهم من متطرفيهم, الذين كانوايقودونهم نحو الدمار.. تحصنهم في الفلوجة حولها إلى مقبرة لهم.. وما حدث يبرهن كذلكعلى انعدام خبرة القيادة والمفاوضة عند السنة العرب. وهم بالفعل أناس بلا خبرةسياسية".
في الحلقة الثانية من مقاله "من ينقذ السنة من السنة" يواصل الكاتبهجومه على السنة العرب, فيقول إنهم "تحت القصف, وخارج سوق الانتخاب, بسبب عنادهموجهلهم, وترك زمام قيادتهم للمتطرفين الذين يسكنون بينهم, أو يتحدثون باسمهم, وعلىسنة العراق أن يتذكروا أن متطرفي السنة, لم يفلحوا في البلدان ذات الأغلبية السنية, كما في الخليج ومصر والأردن, حتى يمكن أن يفلح تطرفهم في فعل شيء لصالح العشرين فيالمائة من سكان العراق". لا يضيف الكاتب جديدا هنا سوى أنه رمى السنة العرب عن بكرةأبيهم بالتطرف, بمن فيهم هيئة علماء المسلمين, أبرز المنظمات المدنية الساعية إلىالحفاظ على عراق عربي مسلم موحد وغير طائفي, بل ذهب إلى خارج حدود العراق فرمىحركات معارضة إسلامية في بلدان عديدة بالتطرف, وكرر المقولة الدعائية الأميركيةالقاضية بأن سنة العرب أقلية لا تتجاوز نسبتها عشرين في المائة من سكانالعراق.
تبرئة غير المسلمين من الإرهاب
الراشد دائم الانتقادللمسلمين وثقافتهم وحضارتهم, وليس فقط للظاهرة الإسلامية التي يرميها بتهمة (الأصولية) و(التطرف) بلا تمييز. كان عنوان عموده المنشور في 4 من أيلول (سبتمبر) 2004 هو "الحقيقة المؤلمة أن كل الإرهابيين مسلمون". لم يصنف الكاتب ممارسات شارونآنذاك في خانة الإرهاب, ولا ممارسات الإدارة الأميركية في أبو غريب وغوانتانامووقندوز, وحصر تهمة الإرهاب في المسلمين, تماما كما يرى الساسة الأميركيونوالإسرائيليون ومن تستهويهم صناعة وتخليد صورة الإسلام (المدمر) و(الخطير) و(العنيف). يقول الكاتب مرددا الإدعاءات الأميركية إن "الذين يمارسون عمليات اغتصابوقتل في دارفور مسلمون". وينتقد الكاتب عمليات المقاومة الاستشهادية في فلسطينبطريقة غير مباشرة, فيقول: "..ومعظم الذين نفذوا العمليات الانتحارية ضد حافلاتومدارس وبيوت ومبان في أنحاء العالم في السنوات العشر الماضية أيضا مسلمون". ويعلقالراشد على هذه الصورة التي رسمها خياله متعجبا: "يا له من سجل سيىء, ألا يقول شيئاعن أنفسنا ومجتمعاتنا وثقافتنا؟". ويستمر في عملية سحق الذات والتبرؤ منها قائلا: "هذه الصور قاسية ومخجلة ومهينة لنا". ويقترح الراشد وصفة للعلاج تبدأ بالاعترافبصحة هذه التهم كلها, ثم "مطاردة أبنائنا الإرهابيين" الذين هم "نتاج طبيعي لثقافةمشوهة" كما قال (لاحظ أنه يطالب ضمنا بالاستئصال).
المشكلة أنه يصعب علينا, بل يستحيل أن ننظر إلى خطاب عبد الرحمن الراشد بمعزل عن غرامه وشغفه بالسياسةالأميركية وإعجابه بإسرائيل, حتى لو صادمت هذه السياسة ما يتشدق به من شعاراتليبرالية. خذ مثلا موقف الرجل من إغلاق مركز زايد للمتابعة والتنسيق عام 2003. لقدأغلق المركز بعد تعرضه لضغوط أميركية, وحملة إعلامية من قبل من يعرفون (بكتابالمارينز) في الصحافة العربية. استضاف المركز عددا من الخبراء الغربيين والعرب, وبعضهم انتقد ما يوصف (بالحرب على الإرهاب), وشكك في تفاصيل ما جرى في الحادي عشرمن سبتمبر. انتقد الراشد المركز ونشاطاته, ضاربا عرض الحائط بكل ما ترمز إليهالليبرالية من إيمان بحرية التعبير, وتمجيد الرأي الآخر. بعد إغلاق المركز كتبمؤيدا: "أقدمت الحكومة الإماراتية على إغلاق مركز زايد للمتابعة والتنسيق, بعد أناتهم المركز بالترويج للفكر المتطرف في المنطقة... كان من بين الطروحات أن روّجالمركز ضد العلاقة العربية مع الولايات المتحدة, وهذا يناقض مصلحة ممول المركز.. وشارك ضد الوضع القائم في العراق بما يناقض هو الآخر الموقف الإماراتي " ( 2 آب/ أغسطس 2003). التطرف إذن ببساطة هو الاختلاف مع السياسة الأميركية.
الخطابالمتصهين في قناة العربية
بعيد ما قيل إنه اكتشاف مؤامرة لارتكاب (أكبرمذبحة جوية) على حد التعبير غير المسبوق لقناة (العربية), وهو إعلان السلطاتالبريطانية إحباط محاولة لتفجير طائرة ركاب في الجو, صرح بوش أن ما حدث"تذكرة قويةبأن هذه الأمة في حالة حرب مع الفاشيين الإسلاميين الذين يستخدمون أي سبيل لتدميرمن يحبون الحرية منا من أجل إيذاء أمتنا." أثارت عبارات بوش انتقادات واسعة, ليس فيصفوف المسلمين فحسب, بل حتى من داخل الصف المسيحي. وحده عبد الرحمن الراشد تلقف تلكالعبارات بإعجاب, وحمل عموده في (الشرق الأوسط) عنوان: "بالتأكيد هم فاشيون", زاعماأن "..هذه المقاربة سليمة, عندما تضعها إلى جانب أدبيات المتطرفين الإسلاميين. وكماحارب الأوروبيون الفاشية والفاشيين بالكلمة والبارود, فإن العالم سيحارب المتطرفينالإسلاميين.. إن وصف مسلم بالإرهابي أمر طبيعي إن كان إرهابيا.."(13 آب/ أغسطس 2006). لم يصف الراشد جرائم أولمرت وبوش إبان العدوان الهمجي على لبنان بأنها (فاشية) ولا (نازية), بل لم يصفها بالعدوان أصلا, وقد تجلى ذلك في التناول الإخباريلقناة (العربية) التي يديرها, وسنناقش هذا الجانب بعد قليل.
التمهيدالإخباري لغزو الصومال
قبيل الغزو الإثيوبي للصومال, والمدعوم أميركيا, استبق الراشد الغزو بكتابة عمود وصف فيه المحاكم الإسلامية الصومالية "بالميليشياتالمتطرفة", زاعما أن "الكثير من القرائن يبرهن على علاقتها بإيران والقاعدة", وهيأشبه ما تكون بطالبان التي "خلقتها باكستان", على حد تعبيره. انتقد الكاتب الجامعةالعربية لدعمها لمن وصفها بحركة مؤدلجة, لا تخفي أنها "ستشغل المنطقة, لا الصومالوحده, بالمزيد من الإرهاب" (3 كانون الأول / ديسمبر 2006). بعد احتلال إثيوبياالصومال, شنت المقاتلات الأميركية عدوانا على الشعب الصومالي قتل فيه مئاتالأبرياء, لكن قناة (العربية) التي تستوحي رؤيتها للأحداث من رؤية إدارتها (غيرالراشدة), كتبت في شريطها الإخباري عبارات مثل: "مكافحة الإرهاب: غارات أميركية علىعناصر للقاعدة في الصومال", و " مكافحة الإرهاب: هجوم على قاعدة للقوات الإثيوبيةفي مقديشو" (8 كانون الثاني / يناير 2007).
في شهر أيار (مايو) 2007, بثت (العربية) برنامجا (وثائقيا) من إنتاجها عن المحاكم الإسلامية الصومالية صورتمشاهده وكتبت تعليقاته ليلبس المحاكم تهمة الإرهاب, ويربطها تعسفا بالقاعدةوطالبان. يعني طرح برنامج وثائقي أن يكون غير منحاز, وأن يتناول الظاهرة موضعالنقاش من جوانبها كافة, وأن يبتعد قدر الإمكان عن إبداء الرأي أو إصدار الأحكام, وأن يسمي الأشياء بأسمائها بعيدا عن الهوى والتحيز, لكن كل ذلك غاب في (وثائقي) العربية, الذي اختتم بالقول إن (التدخل) الإثيوبي المدعوم أميركيا يثبت أنه لم يعدللإرهاب مكان في عالم اليوم (هكذا). ونشرت القناة بعد عرض البرنامج أسماء القائمينعليه, كان منهم بالطبع (المشرف العام) عبد الرحمن الراشد. (ما زالت القناة وموقعهايصران على إطلاق صفة (الوجود الإثيوبي) على القوات الإثيويبةالغازية).
برامج (وثائقية)
في شهر نيسان (أبريل) من العام نفسه, بثتالقناة (وثائقيا) آخر أنفقت عليه ملايين الدولارات, عن حياة الرئيس التونسي الراحلالحبيب أبو رقيبة, سمته (زمن بورقيبة). كان البرنامج الذي أشرف عليه الراشد أيضاسمجا ومبالغا في تمجيد بورقيبة, وسبق بث حلقاته الثلاثة إعلانات تصور الزعيمالتونسي بوصفه رسول الحداثة للشعب التونسي, قائلة إنه "حرر المرأة, وأهدى شعبهالتطور". وفي ثنايا البرنامج يظهر بورقيبة في لقطات قديمة (يبدو أنها في أواخرالخمسينيات أو أوائل الستينيات) وهو يلتقي بنساء تونسيات يرتدين الحجاب التونسيالتقليدي, فيعانق ويقبل كل واحدة, ثم يرمي عنها حجابها, ويواكب هذا تعليق معلقالبرنامج عن (التطور) و(التحرير). ويمجد البرنامج قانون الأحوال الشخصية الذي سنهبورقيبة, والذي تم بموجبه حظر تعدد الزوجات في تونس. وبعد انتهاء الحلقات الثلاثللبرنامج, خصصت مذيعة القناة ميسون عزام حلقة من برنامجها (مشاهد وآراء) لمناقشة ماتم عرضه في (الوثائقي) الخطير, مستضيفة ثلاث شخصيات موالية لنهج بورقيبة, أبرزهامحمد مزالي رئيس وزراء تونس إبان الحقبة البورقيبية, واحتوى البرنامج الحواري ذوالطيف الواحد على تمجيد نظام بورقيبة (وواقعيته) في نظرته (للسلام) بين العربوإسرائيل, كما أشادت عزام بمواقفه التي انتصر فيها لقضية المرأة كمازعمت.
الموت صناعة إسلامية
وتقدم القناة برنامجا حواريا أسبوعياتسميه (صناعة الموت), لا يتحدث بالطبع عن آلة القتل الأميركية والإسرائيلية, بلصناعة الموت المرتبطة بنا نحن, والمنسوبة إلينا نحن, والتي يريد الغرب وإسرائيلربطها بأسمائنا وألواننا وجلودنا, وإلصاقها بثقافتنا بوصفها (المفرخة) الوحيدةللقتل والعدمية والانتحار. تقدم البرنامج مذيعة تعاني من مشكلات في النطق, إضافةإلى لحنها المتكرر في اللغة, هي ريما صالحة, ويبدو أنها تتلقى توجيهات مكثفة منرئيسها عبد الرحمن الراشد في اختيار الموضوعات والضيوف. لم يكن تركيز البرنامج علىنقد ظاهرة التطرف الديني في العالم العربي والإسلامي وتحليلها, بل سعى إلى خلطالأوراق, ووصم حركات المقاومة للاحتلال الأجنبي بالإرهاب. من ذلك مثلا حلقة (ثقافةالانتحار) التي لم تفرق بين عمليات المقاومة الاستشهادية وعمليات إجرامية وعبثية (27 نيسان/ أبريل 2007), وقد نشر موقع القناة في سياق عرضه للحلقة عنوانا فرعيايقول: "إذا جرى تسييس الموت فهو إرهاب". وهكذا هم يستطيعون تسييس كل شيء, لكنهميحاولون منعنا من تسييس أي شيء حتى الموت!
مصطلحات الخداعوالانحياز
(العربية) طبعا كشقيقتها (الشرق الأوسط), تصف ضحايا العدوانالإسرائيلي (بالقتلى), وترفض إطلاق صفة (الشهداء) عليهم. في العاشر من نيسان (أبريل) 2007 حدثت ثلاثة تفجيرات في الدار البيضاء في المغرب, وكان من الضحايا جنديمغربي وصفته (العربية) بالشهيد. كان الراشد قد صرح في الحوار الذي أجراه عبد العزيزقاسم بجريدة المدينة السعودية أنه لا يستطيع إطلاق وصف الشهيد على الفلسطيني الذييقتله الإسرائيلي؛ لأن هذا الوصف "حق رباني" كما قال. وأضاف: "عندما "يقتل إرهابيبريئًا أو مجاهدًا سواء في السعودية أو مصر أو اليمن أو المغرب أو غيرها، نقول عنهقتيل. فلماذا نُسمّيه في لبنان أو فلسطين شهيدًا؟ مَن منّا له الحق أن يمنح الشهادةأو يمنعها؟ نحن أهل صحافة فقط" (3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2006). لكن الراشد يصفضحايا (ثقافة الموت) في المغرب وغيره بالشهداء, منتزعا (الحق الرباني) لنفسه.
دافع الراشد أثناء اللقاء عن وصفه العدوان الإسرائيلي على لبنان (بالهجوم) وهي نقطة سوداء في بحر انحياز الراشد وقناته للأجندة الصهيونيةوالأميركية (استقى قاسم هذه الملحوظة التي واجه بها الراشد من مقال سجلت فيه نقدامنهجيا وأخلاقيا لخطاب القناة إبان العدوان على لبنان, وأورد اسمي في سياق سؤالالرجل عن الأمر, فغضب ووصفني بأني مريض نفسيا). حاول الراشد أن يبرر استخدام (الهجوم) بدل العدوان, فلجأ إلى حيلة الموضوعية التي يدعي وصلا بها. قال: "في مهنةالإعلام يجب أن يكون الخبر محايداً والرأي منحازاً. (العربية) مهنية أعطتكم بالفعلخبراً محايداً ورأياً منحازاً. نقول للمشاهدين إن هناك هجومًا إسرائيليًا على قانا،تسبب في مقتل سبعين طفلاً. الأمر واضح، ولا يحتاج منا أن نقول هذا الإسرائيلي مجرمإلاَّ إذا كان المشاهد قاصرًا عقلياً، أو صينياً لا يفهم المنطقة. أعطيتك معلومةدامغة، وأوصلتك إلى نتيجة مؤكدة لهذا الهجوم". لكن من قال إن الرأي يجب أن يكونمنحازا؟ ثم من قال إن كلمة (هجوم) محايدة وليست منحازة. عندما تقدم الخمرة للجمهورالعربي بوصفها (كحولا) أو (مشروبا روحيا) أو عندما يوصف الزنا بأنه مجرد (ممارسةللجنس), أو عندما يقدم الشواذ واللوطيون بوصفهم (مثليين) كما تفعل قناة العربيةوموقعها, فهذا انحياز في أبشع صوره, وليس موضوعية ولا حيادا. الموضوعية هي أن نسميالأشياء بأسمائها, فالوصف الطبيعي لما جرى في لبنان هو (عدوان), بل (حرب إبادة) منظمة للبشر والحجر, والعدول عن ذلك الوصف إلى مصطلح (ألطف) هو ضلوع مع المعتدي, ومحاولة لتجميله وتخفيف اللوم عنه. إن إطلاق صفة (هجوم) على ما فعلته إسرائيل فيلبنان هو أغرب وصف لحرب عدوانية شرسة في التاريخ. فالهجوم عادة يطلق على عمل فردييتيم ومعزول, ولكن حربا شاملة جوية وبرية وبحرية يقتل فيها جيش أجنبي عمدا المدنيينفي بلد آخر قتلا وحشيا بالمئات, ويهجرهم بمئات الآلاف, ويدمر خلالها بلادهم تدميرامنهجيا لا يمكن وصفها بهجوم. عندما اشتدت وحشية الغارات الإسرائيلية وطال أمد الحربغيرت القناة وصف (الهجوم) إلى (العدوان الإسرائيلي على لبنان) لبضع ساعات فقط, ثمخففته وسمته (الاعتداء الإسرائيلي على لبنان) لساعات قليلة أيضا, لكنها عادت بعدذلك إلى الوصف الذي اختارته أو اختير لها, وهو (الهجوم الإسرائيلي على لبنان). لقدكان ذلك فضيحة أخلاقية وإعلامية مكتملة الأركان, وسيذكر التاريخ أن قناة (العربية) ضالعة في تشويه الحقيقة التي تزعم أنها الأقرب إليها.
تستخدم القناة العبارةالدعائية الأميركية (الحرب على الإرهاب) بوصفها مسلّمة, وتستعير التوصيف الأميركيالإيديولوجي للأحداث دون تمحيص أو تدقيق. وإذا كانت عبارة (الحرب على الإرهاب) نوعامن الموضوعية لا التبعية والعمالة, ومن باب تسمية الأشياء والظواهر بأسمائها, كماقد يحاجج الراشد, فلماذا لا يوصف الإرهاب الصهيوني في لبنان وفلسطين بالعدوانوالإرهاب؟ إن التوصيف الطبيعي لممارسات إسرائيل في لبنان وفلسطين هو (العدوان) و(الإرهاب) على اعتبار أن الإرهاب يعني في المفهوم الدولي قتل المدنيين عمدا من أجلتحقيق أهداف سياسية. بل إن إسرائيل, بحسب التعريف الإسرائيلي نفسه, تعتبر صانعةالإرهاب الأولى بامتياز. يقول رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بنيامين نتنياهو إنالإرهاب هو "قتل المدنيين وتشويههم عمدا بقصد إثارة الرعب", وبذلك تكون الدولةالصهيونية دولة إرهاب فريدة لأنها منذ ميلاد مشروعها قامت على أساس تدمير المجتمعالفلسطيني, من خلال ممارسة العنف ضد المدنيين, وكان المدنيون محور جرائمها من القتلإلى النفي إلى الاعتقال. لكن (العربية) دأبت على تسمية غارات إسرائيل الوحشية علىالضفة الغربية وقطاع غزة بأنها "عمليات", وأن الجيش الإسرائيلي يمارس هناك "عملياتهالعسكرية", وربما وصفتها (بالتصعيد), وقد يكون من حق أي إنسان أن (يصعّد), ولكن ليسمن حقه العدوان والفتك بالأبرياء.
يبدو تأثير الراشد كبيرا في صياغة مصطلحاتومفردات جديدة في خطاب القناة تماهيا مع المصالح الأميركية والإسرائيلية. الصحافةالعالمية مثلا تصف الوضع في إقليم دارفور السوداني بأنه صراع بين متمردين والحكومةالسودانية, لكن (العربية) وحدها أطلقت على المتمردين وصف (المعارضة). وفيما يتعلقبالعراق, فإن القناة تتبنى خطاب الحكومة العراقية التي صنعها الاحتلال الأميركي علىعينه, وتبث مفرداته حول (الإرهابيين) و(التكفيريين) و(الصداميين), وتصور كل ما يجريمن مقاومة في العراق بأنه قتال بين (القاعدة) والاحتلال, مع أن هناك حركات مقاومةكثيرة لا علاقة لها بالقاعدة, وربما تتناقض معها في إيديولوجيتها وأسلوبها. كماتنشر القناة إعلانات عراقية رسمية ذات نفس طائفي أحيانا, وتتناول الأحداث في العراقمن منظور طائفي غالبا, مستضيفة الرموز الشيعية والموالية لإيران, ومستبعدة رموز أهلالسنة كأعضاء هيئة علماء المسلمين وغيرهم, الذين قلما يظهرون على شاشة القناة. أمامراسل القناة في بغداد فهو شيعي, واسمه ماجد حميد.
عندما دمرت مئذنتا مرقدالإمامين العسكريين في سامراء في 13 من حزيران / يونيو 2007 تناولت القناة الحدثباهتمام, بينما تجاهلت موجة العنف التي تلت التفجير وكان ضحاياها من أهل السنة. تطلق القناة صفة (الشيعي) على أي مسجد للشيعة تتم مهاجمته, بينما تسقط وصف (السني) عن مساجد السنة التي تتعرض للهجوم. في أعقاب تفجير المئذنتين ذكرت القناة أن تفجيراحدث قرب مسجد الخلاني الشيعي (لاحظ قربه, وليس في المسجد ذاته, واستخدمت القناة صفةالشيعي لتوحي بأن الشيعة هم الضحايا). ولما فجرت الميليشيات الشيعية مسجد طلحة بنعبيد الله (رضي الله عنه) في البصرة, وسوته بالأرض في 15 من حزيران (يونيو), تجاهلتالقناة الحدث في نشراتها, واكتفت بالإشارة إليه في شريطها الإخباري, وأغفلت الهويةالسنية للمسجد, بل حذفت كلمة (مسجد) برمتها, واقتصرت على ذكر (مرقد). وحتى اسمالصحابي الجليل حرفته القناة فأصبح (طلحة بن عبد الله). وفي اليوم الذي تلا تفجيرمسجد طلحة فجرت الميليشيات مسجد العشرة المبشرة في البصرة, واختارت العربية أنتتجاهل الحدث, لكنها ظلت تذكر في كل نشراتها بحادثة تفجير مئذنتيسامراء!
الحديث عن تحامل قناة العربية وتواطئها مع الأجندة الأميركيةوالإسرائيلية لا ينتهي. من أطرف ما بثته القناة مثلا عن الأوضاع في العراق نقلهاتصريحا للرئيس اليمني علي عبد الله صالح, ألقى فيه باللوم على الاحتلال الأميركي, لكن مذيعة القناة استدركت على الرئيس صالح بقولها: "ما وصفه بالاحتلال" (17 كانونالثاني / يناير 2007). وبعد إيقاف السلطات المغربية عددا من أئمة المساجد, نشرتالقناة على صدر شاشتها عبارة: "الرباط: إيقاف أئمة لنشرهم أفكارا متطرفة", هكذا دونأدنى حد من معايير الموضوعية, التي تتطلب على الأقل وضع كلمة (متطرفة) بين قوسيتنصيص (21 كانون الثاني / يناير 2007). وعشية فوز جماعة الإخوان المسلمين في مصر فيانتخابات عام 2006, تحدث مستشار القناة عبد الرحيم علي عن تبعات هذا الفوزودلالاته, قائلا بتحيز يبعث على الضحك: " أنا على المستوى الشخصي غير سعيد بهذاالفوز". ثم لما جرت بعض الاعتقالات في صفوف الإخوان كتبت القناة على صدر شاشتها: "هل نفد صبر مبارك تجاه الإخوان؟" ( 14 كانون الثاني / يناير 2007).
غير أنأبرز ما يؤكد وقوف القناة ضد مصالح الشعوب العربية وقيمها وثقافتها هو تماهيها معالخطاب الصهيوني, فلم تسقط وصف (الشهداء) عن الضحايا الفلسطينيين فحسب, بل أسقطتصفة (الاحتلال) عن الجيش الإسرائيلي, وهي التي يعرف بها دوليا, وسمته (الجيشالإسرائيلي) أو (القوات الإسرائيلية) أو (قوات الأمن), ويمكن ملاحظة هذا في نشراتالأخبار أو الشريط الإخباري (معنى هذا أنه حتى أراضي 1967 هي أراض غير محتلة في نظرقناة العربية). كما شرعت القناة مؤخرا في وصف المقاومين الفلسطينيين (بالمسلحين), ووصف القتلى الإسرائيليين (بالضحايا), وهما مصطلحان جديدان أزعم أن (العربية) لمتسبق إليهما عربيا (ربما وصفت المقاومين أحيانا بالناشطين, وهو تعبير له مدلولسياسي أو إنساني ولا علاقة واضحة له بالعمل العسكري, كل ذلك لتتفادى القناة مفرداتالمقاومة). ومن يدري, ربما نصحو يوما على سماع عبارة (الشهداء الإسرائيليين) منأفواه مذيعات القناة "الأقرب إلى الحقيقة". في إطار تناولها عمليات المداهمةوالتوغل في الأرض المحتلة تكتب القناة على صدر شاشتها: "الأوضاع الأمنية فيفلسطين", ما يوحي بأن المعركة ليست بين جيش محتل وشعب واقع تحت الاحتلال, بل شأنأمني محلي تعالجه إسرائيل داخل حدود أراض تملكها وتخضع قانونيا لسيادتها. بل خطتالقناة خطوة أبعد من ذلك, إذ أشارت إلى إسرائيل باسم (القدس الغربية), موضحة بذلكأن القدس عاصمة لإسرائيل, وهو ما لم تعترف به حتى الولايات المتحدةالأميركية.
في خطاب القناة أيضا يمثل أسر المقاومين الفلسطينيين جنوداإسرائيليين (اختطافا), بينما تمثل أعمال إسرائيل المشابهة (اعتقالا). لقد كاناختطاف أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من سجنه في أريحا (اعتقالا) في رأي القناة, بينما كان بالمعايير الموضوعية (اختطافا), حيث تمبالإغارة على أرض محتلة, في تحد للسلطة الشرعية في تلك الأرض, وانتهاك للاتفاقاتالموقعة معها بضمانات دولية. أما أسر المقاومة الفلسطينية الجندي الإسرائيلي جلعادشاليت (أصبح اسمه مشهورا, بينما أسرانا يحسبون بالأرقام فقط,, ولا نعرف أسماءهم) فقد سمته (العربية) اختطافا. وسمت القناة اختطاف الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلسالتشريعي الفلسطيني (اعتقالا) بينما هو بالمعايير الموضوعية اختطاف.لماذا تنهج (العربية) هذا النهج؟ وما الفرق بين (الاعتقال) و(الاختطاف)؟ أليست العبارتان تدلانعلى الشيء نفسه, أو(محصلة بعضها) كما يقول المصريون؟ لا, ليس كذلك. الاعتقال سلوكأمني تقوم به دول ذات سيادة لحماية مصالحها, بينما الاختطاف سلوك إرهابي إجرامي لاتقوم به سوى العصابات. وهكذا يريد مروجو هذه التوصيفات أن يقولوا لنا إن إسرائيلدولة, وإن مقاوميها ليسوا سوى جماعات فوضوية غير منضبطة وغير قانونية وغيرأخلاقية.
تناول أحداث غزة
وفي هذا السياق لا بد من التوقف عند تناولالقناة لحدث سيطرة حركة حماس على قطاع غزة. كالعادة, فإن موقف الراشد الذي يعلنهبوضوح في عموده اليومي في (الشرق الأوسط) هو الذي يعاد إنتاجه في التناول الإخباريوالتحليلي للقناة, بما في ذلك المقابلات وما يتم اختياره من الصحافة العربيةوالأجنبية, وهو ما يجعل قناة العربية أحادية ومؤدلجة. لقد تبنت القناة وجهة نظرحركة فتح بالكامل, وقامت بنقل كل المؤتمرات الصحافية لقادتها مباشرة, بما في ذلكمؤتمرات مسؤولي مخابراتها الذين لم يكن لديهم سوى توجيه تهم الظلامية والقتل لحركةحماس. في المقابل تجاهلت القناة مؤتمرات قادة حكومة الوحدة الوطنية في غزة, وأعضاءالمجلس التشريعي المنتسبين إلى حماس, ولم تشر إليها إلا في إطار التناول الإخباري, وبشكل محدود وبطريقة مبتسرة وملونة. في مستهل الأحداث, صورت القناة سيطرة حماس علىالقطاع بأنها حركة خارجة على القانون, ووصفتها لاحقا "بالانقلاب على الشرعية". ولماأشيع خبر اقتحام منزل ياسر عرفات في غزة, كتبت العربية على صدر شاشتها: "مسلحو حماسيسرقون منزل ياسر عرفات". الخبر طبعا مصدره فتح, وكان الأولى مهنيا أن تنسب القناةالخبر إلى مصدره غير المستقل, لكنها لم تفعل. واستخدمت كلمة (يسرقون), مع أن الكلمةالمستخدمة صحافيا في مثل هذا الموقف هي (ينهبون), لكن الخيال المريض لمحرر القناةعمد إلى اختيار هذه الكلمة ليوحي أن كتائب القسام ليسوا أكثر من لصوص وقطاع طرق. وتجاهلت القناة رد حماس على هذا الزعم ولم تشر إليه ألبتة في نشراتها اللاحقة. كماوصفت القناة كتائب عز الدين القسام والقوة التنفيذية التابعة للحكومة في غزة (بالميليشيا), بل أحجمت عن وصف حكومة هنية (بالمقالة) وهي الصفة التي أطلقتها عليهاأكثر وسائل الإعلام والفضائيات (بما فيها قنوات الجزيرة والحرة والبي. بي. سي), مبتدعة صفة (المنحلة), ولأهل اللغة العربية أن يتأملوا دلالات هذه الكلمة الشيطانيةالتي تفردت بها (العربية).
في سياق تناولها للأحداث ذكرت القناة أن "إسرائيلتجلي جرحى فلسطينيين في معبر ايريتز لعلاجهم في إسرائيل", وهو خبر غريب وربما كانغير صحيح, لكنه يؤدي الهدف, ويوحي بالإنسانية التي يتمتع بها الإسرائيلي في مقابلالعجز والبؤس اللذين يتردى فيهما قطاع غزة. ولما ألقى إسماعيل هنية خطابه الشهيرالذي استغرق قرابة الساعتين في الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو 2007, باسطا فيهموقف حكومته وحركته من الأحداث وأسبابها وتداعياتها, تجاهلته العربية, ولم تقمبنقله على الهواء ولا بثه لاحقا, فيما نقلته فضائيات عديدة أبرزها الجزيرة, التينقلته مباشرة في قناتيها بتمامه. ولم تقف العربية عند هذا الحد, بل حاولت تشويهخطاب هنية في نشراتها, وتصدر شاشتها هذا العنوان: "هنية يهاجم الأردن ومصر". كانذلك حشفا وسوء كيل, فهنية لم يهاجم مطلقا مصر والأردن, وكل ما قاله إن الجري وراءقمم فلسطينية عربية إسرائيلية مشتركة لن يقود إلا إلى سراب, ولن يحقق شيئا للشعبالفلسطيني (في إشارة إلى اجتماع شرم الشيخ). لكن القناة بخبثها المعهود صورت كلماترئيس الوزراء بوصفها هجوما على دولتين عربيتين, تحريضا وافتراء وخداعا.
ومناللافت أن قناة الحرة (الأميركية) نقلت تصريحات هنية بشكل أقرب إلى التوازن حيثذكرت أن "إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة يتهم الولايات المتحدةوإسرائيل بعدم تقديم أي تسوية مقبولة للشعب الفلسطيني", مضيفة أنه حذر قمة شرمالشيخ "من اتخاذ ما أسماه سياسة مشتركة ضد قطاع غزة", فيما قالت بي. بي. سي العربيةإن هنية "ينتقد قمة شرم الشيخ" (24 حزيران / يونيو 2007). تجاهلت العربية نقاطاأساسية وردت في خطاب هنية, مثل دعوته إلى الحوار للخروج من الأزمة, وتشديده علىالوحدة الوطنية, والوحدة الجغرافية للضفة والقطاع, ونفيه لما تردد حول تحويل غزةإلى (إمارة إسلامية), واستنكاره لما جرى في غزة من نهب أو اعتداء, ومخاطبته العاهلالسعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بصفته الرسمية (خادم الحرمين الشريفين) وتأكيده له أن حكومته ملتزمة باتفاق مكة, الذي رعته السعودية. كل ذلك لم توردهالعربية, وتحدثت فقط عن هجوم مزعوم على دولتين عربيتين, بكل ما تعنيه كلمة (هجوم) في هذا المقام من قسوة وغباء. لا معنى للمهنية هنا ولا للأخلاق. إنه الحقد يعميويصم.
لقد استماتت القناة في تشويه صورة حركة حماس, منتزعة من الأحداثوالتصريحات والمشاهد ما يوافق أهواءها ومواقفها. حتى البيان الختامي الذي صدر عنالسعودية والأردن إثر زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز لعمان, اختارت العربيةمنه ما يناسبها. شدد البيان على وحدة الشعب الفلسطيني, مؤكدا أن "الانقسام الداخليلا يخدم المصالح الوطنية الفلسطينية", لكن العربية اختارت إشارة البيان إلى دعمالدولتين للشرعية الفلسطينية بقيادة محمود عباس. والتقى سعد السيلاوي مراسل القناةفي عمان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ليسأله عن التدخلات الإيرانية فيالشأن الفلسطيني والتي أفضت إلى أحداث غزة على حد زعمه, فرد عليه الأمير بالقول إنالشعب الفلسطيني أوعى من أن يسلم قراره ومصيره إلى إيران أو غيرها.
الإسلام "المثير للجدل"
أما ما يتعلق بتناول الإسلام وقضاياه, فقناة العربية (وموقعها أيضا على الإنترنت الذي يستحق دراسة مستقلة) يوحيان من خلال الأخباروالتحليلات أن "كل شيء" في الإسلام, بما في ذلك ثوابته ونصوصه القطعية قابلللمناقشة والرفض والاحتجاج. عندما يهاجم الإسلام مثلا أو تشن حملة على أحد شعائرهأو رموزه تبادر (العربية) قناة وموقعا إلى تهوين الأمر, وتستخدم عبارة غريبة هي (مثير للجدل) لوصف تداعيات الموقف أو الحدث أو التصريح الذي ينال من الإسلام. مثلا, وصف موقع العربية تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر عن الإسلام بأنها "مثيرةللجدل", ولم يصفها بصفتها الموضوعية وهي (الإهانات) أو (الإساءات) (24 أيلول/ سبتمبر 2006). كما وصف الموقع هجوم وزير الثقافة المصري فاروق حسني على الحجابوزعمه أنه "عودة إلى الوراء", بالتصريح "المثير للجدل" (21 تشرين الثاني / نوفمبر 2006). وعندما طالب الأزهر بمصادرة مسرحية نوال السعداوي "سقوط الإله في اجتماعالقمة" في شهر آذار (مارس) 2007 مؤكدا في حيثيات قراره أن السعداوي "أهانت الذاتالإلهية، وسبت الأنبياء وتهكمت عليهم مع تصوير الشخصيات في مسرحيتها بصورة أقل ماتوصف به هو أنه كفر صريح"، قال موقع العربية إن القرار" أحدث جدلا واسعا بين علماءالدين والمثقفين", ولم ينس أن يضيف أن الكاتبة تعرضت للتهديد بالقتل من "متطرفين" (29 آذار/ مارس 2007). ومن المعلوم أن وصف التهجم على شيء مقدس بأنه "مثير للجدل" ينزع عنه صفة القداسة, ويجعله مجرد رأي. هذا النهج يجعل كل ثوابت الإسلام وقطعياتهآراء قابلة للأخذ والرد تحت ذريعة "موضوعية" مغتصبة ومكذوبة.
لا يمثل عبدالرحمن الراشد وعدد من زملائه في صحيفة الشرق الأوسط وقناة العربية وموقعها (وكذلكموقع إيلاف الأوضح تطرفا والذي يرأسه عثمان العمير, وكان رئيس تحرير سابقا للشرقالأوسط) سوى بنادق مستأجرة. إن جناية الرجل على الموضوعية والمهنية واحترام ثقافةالمجتمع العربي وقيمه الإسلامية سواء في كتاباته أو في رؤاه وسياساته التي يرسمهافي قناة (العربية) لهي كبيرة, وكبيرة جدا. ولا ريب أن التاريخ سيسجل هذه الرؤىوالسياسات, ولكن في صفحات سوداء, لأنها ببساطة غير وطنية وغير إسلامية ومنبتة الصلةبالواقع. لن تكتب لظاهرة (الليبراليين الجدد) وعلى رأسهم الراشد البقاء والتأثير, لأن الزبد يذهب جفاء, وما ينفع الناس يمكث في الأرض. لن يضرونا إلا أذى.
أبو العلا
05-04-09, 05:37 PM
الإعلام المتأمرك .. بين الاستماتة و التمويت
فــــرحـــان العـطـار
[email protected]
لــــُجــــــــينـيـــــــات
في كل أزمة و شدة يستيقظ الإعلام المتأمرك أو يوقظ ، ليميت قضية تمس مشاعر المسلمين و تستنهضها ، نتيجة لما يتعرض له دينهم و إخوانهم من إيذاء و محاربة و تقتيل ، ويبذل أقصى ما يستطيع لتمويت القضايا الساخنة التي تحترق بها الأمة اليوم ، و ينوع الخطاب لينهشها من كل جانب ويقضمها ، و يسخر الإمكانات الضخمة التي وفرت له ، ليقوم بعملية التبنيج حتى يهدأ الغاضب ، و تتشتت المشاعر ، وتتسلط الأضواء على جوانب أخرى تختلق أو تستغل ، لتموت حقيقة الإنتماء بعد ذلك و تنطفئ جذوته ، و ينشغل الناس بالبديل التافه عن الحقائق الكبرى ، فلا تستثيرها جراح العالم الإسلامي و لا تحركها آلامه .
كما أنه في المقابل يستميت للدفاع عن جرائم اليهود و النصارى و أذنابهم ، و بشكل سافر يثير الاشمئزاز و التقزز ، ويتهالك في خلق الأعذار و المبررات ، و يتهافت من كل حدب و صوب للتعلق بما يخدم أهدافه و مآربه ، و التبرير لكل ما ينال من الأمة و يطعن في خاصرتها .
إنهم حفنة قليلة منحرفة ، مكنت من بعض وسائل الإعلام المشبوهة النافذة ، فتنفث سمها المحموم ليطال الأمة من محيطها إلى خليجها ، يركبون في ذلك الصعب و الذلول ، و يدأبون الليل و النهار ، من أجل إماتة الأصوات و الأحداث والشخصيات التي توقظ الأمة و تحييها .
فهذا الفريق هو الذي زين احتلال العراق و سماه تحريرا ، و حشد طاقاته و إمكاناته لتلميع الأحمق المطاع و عصابته الصليبية المجرمة ، في الوقت الذي صمت فيه عن آهات الثكالى و اليتامى ، و أشاح بوجهه عن حمامات الدماء التي اختلطت بنهر دجلة و الفرات ، فضلاً عن تدميره و خرابه و سرقة خيراته ، حتى أصبح العراق القوي ضعيفاً تائهاً مشغولاً عن الأمة بهمومه و مشاكله و آلامه .
هكذا يهدمون بناء الأمة و يقوضون قوتها، فكلما كان الصوت عاليا ، و الصورة مؤثرة ، و الخطب جسيما ، فإنهم يستميتون حينئذ لخفض الصوت كي لا يسمع أحد ، و طمس الصورة كي لا يراها أحد ، و تهوين الخطب كي لا يتأثر به أحد ، فتكتمل أركان الجريمة بكل تفاصيلها ، و قد يتطلب تنفيذها جهداً ووقتاً طويلا ، يضطرون من خلاله استدعاء المهزومين لاستكتابهم و استضافتهم ، فيتشدقون حينئذ بما لا يعلمون ، و يدبجون بأقلامهم المقالات و التحقيقات ، وتستنفر الطاقات و الإمكانيات ، و تتنوع الطرق و الوسائل ، لحشد الصور و الرؤى و الأفكار و التحليلات في ذهن المتلقي الذي لا حول له و لا قوة .
و لعل الأحداث الأخيرة في غزة و تناول هذا الإعلام المتأمرك لتطوراته و مجرياته ، لدليل واضح على عمالة هذا الفريق و خيانته ، و قيامه بدور التخاذل و التخذيل ، و ممارسته لأبشع الطرق للقيام بهذا الدور المشؤوم ، فمنذ بداية الأحداث و تفجرها ، و قبل أن تبرد الدماء المتدفقة قي شوارع غزة ، و تتعفر تلك الأجساد الطاهرة بالتراب و الركام ، حتى بدأنا نسمع عبارات الشماتة و الاستهزاء ، و نطق الرويبضة عندما نطقت طائرات العدو المحتل ، حيث لم يستطيعوا الانتظار حتى تتضح الأمور و تتبين ، و كأن الفريقين على موعد للقيام بالحملة ضد إخواننا ، فهذا بالسلاح و هذا باللسان ، وهذا بالصورة و هذا بالصوت ، و هذا يبث الأراجيف و الشائعات ، و ذاك يحرف الأحداث و المجريات ، و ذاك يتهم النوايا والخلفيات ، و تستغل زحمة الأحداث و بشاعتها في مثل هذه المتناقضات ، و يشعر المتلقي بالبلبلة و التشتت ، ثم يترك في وسط هذا الضجيج المفتعل ليتيه و تتيه قضيته بآلامها و آمالها ،.
فتجدهم يبررون الاعتداء الصهيوني على إخواننا في غزة ، ويبررون التخلي العربي المهين عن نصرة إخوانهم ، ثم يبررون الحصار و التجويع ، ثم تجد المعابر و الطرق من يبرر شرعية إقفالها ! فإذا ما نوقشوا كانت الأعذار التي يتشدقون بها دائما ، حيث المهنية و الموضوعية و تناول الحدث من وجهة إعلاميه محايدة ، ثم يستميتون في ترسيخ هذا المبدأ ، فما بالهم ينعتون المقاومة العراقية الباسلة بالمتطرفين الإرهابيين ! و ما بالهم انهالوا على المجاهدين في عزة بالهمز و اللمز ، و التلميح و التصريح ، و أنها السبب في قدح شرارة الحرب ، والظالم هو البادئ ، و كأن لم يكن هناك احتلال و قهر ، و كأن لم يكن هناك حصار و تجويع ، و كأن لم يكن هناك تنكيل وتهجير و أسرى و مغتصبون ! ثم تذيل أحاديثهم و مقالاتهم و مقابلاتهم بالموضوعية و احترام المهنية الإعلامية مع عتاب لطيف للعدو الصهيوني لا يتجاوزون فيه الخطوط الحمراء !
إن ما ينشره الإعلام المتأمرك في وسائله المختلفة ، إنما هي خيانة عظمى للأمة ، و تشجيع لمزيد من المعاناة و الآلام لها ، و لكن قدر الله – عز وجل – بأن هذا الفريق قد أسفر عن وجهه الكالح في فترة قد انتشر فيها الوعي ، و تنوعت مصادر المعلومات بالصوت و الصورة ، فأصبح هذا الإعلام مكشوفا قد اتضحت نواياه و أهدافه ، و سيموت في ضمير الأمة وواقعها ، كما أماتوا هم أحداثها و قضاياها و جراحها و مآسيها ، و الجزاء من جنس العمل و البادئ أظلم ، أليس هذا منطقهم ؟!
إذاً فليموتوا به .
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7949 (http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=7949)
أبو العلا
05-04-09, 05:52 PM
"العربية نت " تعرض مقطع فيديو يشرح طريقة الانضمام لـCIA
تركي العبد الحي (سبق) الدمام:
نشر موقع "العربية نت" خبراً لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA حول حاجتها لأشخاص للعمل لديها وشغل وظائف "جواسيس" شاغرة لدى مباحث الوكالة ، ولم يكتف موقع القناة بهذا ، بل نشر مقطع فيديو أنتجته وكالة الاستخبارات الأمريكية يشرح طريقة الإنضمام للوكالة ، كما نشر الموقع أجزاءاَ من تقرير مجلة التايمز الأمريكية في لقائها مع جورج ليتل المتحدث باسم الوكالة الذي كان يشجع على طلب الانضمام للوكالة .
واستهجن عدد من المواقع كموقع ( المسلم ) الذي يشرف عليه الشيخ ناصر العمر الخبر الذي نشره موقع العربية ,كما استجهن تعمد نشر مقطع الفيديو , معتبرا ذلك تشجيعاَ واضحا للانضمام للوكالة كجاسوس .
وتحدث موقع المسلم عن الترويج للدعاية الأمريكية وتقديم خدمة سياسية، لاسيما بعد فشل قناة الحرة وراديو سوا في أداء هذه المهمة، فيما استهجن عدد من الكتاب والمحللون العرب موقف القناة وموقعها من العدوان الأخير على غزة، وتعاطيهما من مسألة المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي في كل من أفغانستان والعراق ، واعتبر رواد المنتديات نشر الخبر مساندة للوكالة الاستخبارتية الأمريكية وترويج لها .
http://www.sabq.org/?action=shownews&news=5053 (http://www.sabq.org/?action=shownews&news=5053)
أبو العلا
14-04-09, 06:52 PM
للذين لم يفهموا بعد قناة "العربية"
من يتابع قناة العربية يُصاب بالارتباك ولا شك بسبب مواقف القناة المتضادة والتي تصل حد التناقض الكامل في بعض الأحيان. فهو يرى أن القناة تروِّج للحكومة العراقية "الشيعية" التي هي نتاج زواج متعة بين الأمريكان والإيرانيين . فقد فتحت القناة برامجها على مصراعيها على نحو غريب جداً لأتباع إيران في العراق كعبدالعزيز الحكيم والجعفري والمالكي وهادي العامري والبولاني!
وقناة العربية حسب ظني هي القناة الوحيدة في العالم بالإضافة إلى قناة الراحل لوران كابيلا في الكونغو الديموقراطية التي تبث دعايات وإعلانات لحكومة ولأجهزتها الأمنية في مخالفة صريحة وعلنية لأبسط مبادىء المهنية الإعلامية وهي , أعني قناة العربية , التي لا تترك مناسبة إلا وتملأ العالم حديثاً عن مهنيتها وحياديتها ! المثير للضحك هو أن القناة كانت في السابق تنشر هذه الدعايات والإعلانات دون أن تشير إلى أنها مادة إعلانية لكن وبعد أن رصدت ردة الفعل الشعبية الغاضبة وضعت إشارة في أحد أركان الإعلان يشير إلى أن هذا الإعلان مادة إعلانية , وكأن صنيعها هذا سيخلي مسؤوليتها ويثبت حياديتها ومهنيتها ...بينما نجد القناة تشن حرباً ضروساً على خصوم هذه الحكومة من فصائل المقاومة العراقية بكافة أطيافها رغم تنوع مشاريع هذه الأطياف واختلافها حد التباين والمفاصلة وذلك من خلال برامج مشبوهة مثل صناعة الموت والذي لا يحتاج الواحد منا إلى كثير ذكاء كي يلحظ الدمغة الأمريكية عليه .
على الجهة الأخرى تابعنا تغطية القناة لأحداث السابع من آيار في لبنان حين احتل حزب الله "الشيعي" بيروت وقام بما قام به تجاه إخوتنا السنة فيها , وهي العملية التي أطلقت عليها القناة اسم " انقلاب حزب الله " . وكان موقف القناة صريحاً وواضحاً تجاه فضح الحزب وأجندته "الإيرانية" , ولقيت تغطيتها تلك متابعة جماهيرية واسعة. والقناة حتى اليوم يعتبرها الحزب خصماً لدوداً وهو يستغل كل فرصة لمهاجمة القناة وربطها بالمشروع الصهيوأمريكي , والجميع سمع حسن نصر الله إبان أحداث غزة الأخيرة وهو يطلق على القناة وصف " العبرية ".
حسناً جداً . كيف يمكننا تفسير هذه المواقف المتضادة للقناة ؟
في العراق تأييد للحكومة الشيعية التابعة لإيران وهجوم متواصل على المقاومة الوطنية السنية ؟ وفي لبنان هجوم متواصل على المقاومة الشيعية ؟
كيف تصبح القناة ضد إيران وأتباعها في لبنان , ومع إيران وأتباعها في العراق ؟!
لا داعي للعجلة والقفز إلى النتائج . لنفكر بهدوء :
متى جاءت قناة العربية , وماذا كان الهدف المعلن من إنشائها؟
جاءت القناة مع الاحتلال الأمريكي للعراق , وكان الهدف المعلن من إنشائها هو الوقوف في وجه قناة الجزيرة ودعايتها وهجومها المستمر على السعودية والكويت كما أفاد بذلك أحد المؤسسين. أما غير المعلن والذي يمكن استنتاجه واكتشافه بقليل من الملاحظة التي لا يمكن بحال وصفها بالتآمرية بسبب أنَّها تقوم على الاستقراء والدراسة فهو أن القناة جاءت للمصلحة الأمريكية الصرفة . وإذا تقاطعت هذه المصلحة مع مصالح أخرى هنا وهناك فلا مشكلة .
لنأخذ المثالين المتضادين السابقين في العراق ولبنان :
في العراق جاء الاحتلال وعلى ظهر دباباته الملالي والسادة الإيرانيين . فأمريكا لا تستطيع أن تسيطر على البلد من دون طيف كبير يدعم هذا الاحتلال ويساعده ويُمكِّن له , بل ويُقاتل معه. حتى أننا وجدنا رأس الهرم الشيعي , المرجعية , ممثلة في السيستاني تؤيد هذا الاحتلال وتدعو الناس للترحيب به وتأييده وعدم الوقوف ضده . وجدت أمريكا ضالتها في السيستاني وأذناب إيران الآخرين كالحكيم والمالكي والجعفري وبيان جبر صولاغ وغيرهم . وها هي قد أبرمت مع حكومة الاحتلال العميلة التي نصِّبتها بالتوافق مع الإيرانيين اتفاقاً يُشرِّع بقاء القوات الأمريكية وقواعدها الجوية لعشرات السنين , بل ويسمح لها بتقاسم الكعكة النفطية معها . إذاً هذه الحكومة " الشيعية " هي حكومة تحقق المصلحة الأمريكية , ولذا فقناة العربية تؤيدها وتشجعها وتشن الحرب بالوكالة على خصومها وعلى رأسهم " المقاومة السنيِّة " .
بينما في لبنان المصلحة الأمريكية مرتبطة بالمصلحة الإسرائيلية , وبالتالي فهي ضد حزب الله" الشيعي " وبعيداً عن عمالة هذا الحزب لإيران وهي عمالة حقيقية وثابتة , فهو العدو الذي أدمى مقلة الإسرائيليين مرتين , مرة في العام 2000م حين خرجوا من الشريط الحدودي , ومرة في حرب تموز 2006 م . وهو الأمر الذي أغضب الأمريكان كثيراً , وأغضب معهم قناة العربية التي ظلَّت طوال ثلاث سنوات لا تترك فرصة إلا واهتبلتها في سبيل تشويه صورة الحزب وإثبات عمالته لإيران ( لاحظ أنها لم تفعل الشيء نفسه مع الحكومة العراقية ) , وخطورة ما يقوم به على الأمن القومي العربي " السني " . أعطى الحزب الشيعي الأمريكان ومِنْ ورائهم ذراعهم الإعلامية " العربية " بغيتهم حين أخطأ ذلك الخطأ الفادح واحتل بيروت في السابع من آيار 2008 , فشنَّت القناة حرباً ضروساً على الحزب ظنَّ بعدها البعض خطأً أن القناة بدأت تتدارك أخطاءها وتستعيد مهنيتها وحياديتها . لكن تبين أن هذا الظن كان ممعناً في التفاؤل , حيث جاءت أحداث غزة الأخيرة لتثبت أن القناة ما زالت على خطها الأمريكي إيَّاه.
من أرضية المصلحة الأمريكية تتحرك قناة العربية , ودع عنك من يقول أن المصالح السعودية أو الكويتية هي التي تحركها . لا شك أن لهم بعض التأثير لكن التأثير الغالب هو التأثير الأمريكي.
قد يقول قائل : إن لأمريكا قناة تبث بالعربية هي قناة " الحرة " فلماذا تفكر في قناة " العربية " ؟
الجواب يكمن في السؤال . تخيَّلوا معي أن قناة الحرة لم توجد , وظهرت قناة العربية , هل كان أحد ليُصدِّق أن قناة العربية هي قناة غير أمريكية وهو يرى هذا الدفاع المستميت عن وجهة النظر وعن المصالح الأمريكية ؟ لا قطعاً . كان الجميع سيقولون أن هذه القناة هي قناة أمريكية خالصة . ظهرت قناة " الحرة " الأمريكية كي يُنزع عن " العربية " وصف الأمركة فيتاح لها التحرك بحرية تحت غطاء المصلحة السعودية – الكويتية . وللمعلومية فقناة الحرة الأمريكية التي تمولها وزارة الخارجية الأمريكية هي قناة فاشلة بكل المقاييس الإعلامية , بل يُقال أن فشلها كان مطلوباًَ لأن الأمريكان وضعوا لها فترة زمنية معينة يسمح للعربية بتثبيت أقدامها قبل اكتشاف عمالتها لأمريكا , ولذا فالحكومة الأمريكية تفكر جدياً في إغلاق قناة الحرة بعد تحقيق الهدف من وجودها . وبيني وبينكم لو كنت مكانهم لأغلقتها . فالعربية تحقق الهدف.
أنا هنا أدقق فقط في المواقف والتغطيات , ولست في حاجة إلى نبش ما كتبه المسؤول الإعلامي السابق في القناة الأستاذ مهند الخطيب الذي فضح توجهات القناة والشبهات التي تحيط بها من كل جانب ومصادر تمويلها وطريقة مدير القناة في إدارتها وأشياء أخرى كثيرة ..
ألا يغدو مفهوماً بعد كل هذا مواقف القناة من قضايا الأمة المصيرية كقضية غزة وموقف القناة من فصائل المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى والجبهة الشعبية ؟
ألا يغدو واضحاً الهدف من حرب القناة على الحكومة السودانية في قضية دارفور ؟
ألا يغدو واضحاً الهدف من الهجوم المتكرر للقناة على طالبان ؟
ألا يغدو واضحاً الهدف من الهجوم الضاري للقناة على جميع التيارات الوطنية والإسلامية التي تخالف وجهة النظر الأمريكية ؟
إذا أردت أن تعرف ما الذي يجري في القناة ويدفعها إلى اختيار موقف أو موقع ما فعليك أولاً أن تعرف أين هي المصلحة الأمريكية . حينها ستفهم كيف تتحرك هذه القناة وكيف تفرز إدارتها عصارتها البرامجية .
يضحكني أن يردد قادة القناة وصفهم لقناتهم بالمهنية والحياد , رغم أنهم إعلاميون ويدركون أن الحياد وهم وكذبة كبيرة , وأن الجميع اليوم يتكلمون عن الموضوعية كقيمة إعلامية عليا وليس عن الحياد الذي ما عاد يُعتبر موقفاً أخلاقياً في عالم الغاب.
ويضحكني أكثر أن كل نقد يوجه للقناة أو لإدارتها يُحوَّر حتى يُجعل من صاحبه مؤيداً أو مطبلاً لقناة " الجزيرة " التي أصبحت بمثابة فوبيا لإدارة قناة العربية .
وحتى لا يخطىء أحدٌ الطريق . كلاهما غير محايدتين وتفتقدان للكثير من الأصول المهنيَّة , لكن هناك فرق كبير جداً وهوَّة واسعة بين مصداقية الجزيرة ومصداقية العربية " الأمريكية ".
عبدالله الشولاني
[email protected]
http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=368 (http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=368)
أبو مجزأة
06-05-09, 10:46 PM
اللهم أجعل كيده في نحره... مواقفه هو وقناته أتضحت أكثر في حرب غزة الأخيرة
واكتشفنا أنه ليس ألا..(فويسقة).
جزاك الله خير أخي أبو العلا
أبو العلا
07-05-09, 05:43 PM
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا مجزأة
وحياك الله تعالى في منتداك
منتدى الدفاع عن السنة
بورك فيك ونفع الله بك
الشريف الحنبلي
08-05-09, 05:10 PM
بارك الله فيك أخي أبو العلا و نور الله قلبك بالقرآن
أبو العلا
09-05-09, 05:19 PM
جزاك الله تعالى خيرا أخي الفاضل الشريف الحنبلي
وجعله في ميزان حسناتك
أشكرك على طيب المرور والتعليق
بورك فيك ونفع الله تعالى بك
نصر بن سيار
12-05-09, 01:24 AM
زيارة بابا الفاتيكان تكشف جوانب جديدة من "مهنية" القناة
"العربية" تستخدم لقب "الحبر الأعظم" رغم مقاطعتها لـ"فضيلة الشيخ"
http://www.sabq.org/newspic/thumb200/1242011635947.jpg
محمد عسيري (سبق) الرياض: أطلقت قناة "العربية" العديد من الصفات على "بابا الفاتيكان" خلال تغطيتها لزيارته الحالية الى المنطقة، ومنها "قداسة البابا" و "الحبر الاعظم"، فيما ما زالت تتحفظ على استخدام عدة القاب مثل "الشهداء" الفلسطينيين، و "فضيلة" الشيخ، لأسباب قالت إنها "مهنية".
وكان عدد من القراء قد أبدوا استغرابهم ايضا من استخدام موقع "العربية نت" مسمى "دوري الملك عبدالله" او "دوري ملك السعودية" في عناوين بعض اخباره، بدلا من مسماه الرسمي وهو "دوري خادم الحرمين الشريفين".
وتستخدم العديد من القنوات الكبير ، ومنها شبكة "سي ان ان" و "سي ان بي سي" ، إضافة الى مراكز دراسات عريقة مثل "كارنيجي" و "ميدل ايست انيستيتيوت" وغيرها ، لقب خادم الحرمين الشريفين، رغم انها تعتبر من أكثر القنوات والمراكز البحثية والإعلامية مهنية على مستوى العالم.
وركزت "العربية" خلال دفاعها عن مواقفها ضد الهجوم الذي واجهته اثناء وبعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير على غزة، بان جوانب مهنية تمنعها من إطلاق لقب "شهداء" على الفلسطينيين، غير ان عدد من الباحثين والكتاب ردوا على ذلك بقولهم ان مذيعي "العربية" يستخدمون لقب "شهيد" عند حديثهم عن مراسلة القناة أطوار بهجت والمصور علي عبد العزيز، ويطلقونه كذلك على رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
وكان من ابرز تلك الردود ما ذكرته الباحثة قمراء السبيعي بصحيفة "عكاظ" في 22 يناير الماضي، حيث رفضت تبرير مدير عام "العربية" عبد الرحمن الراشد عدم استخدام لقب "شهيد" بوجود أسباب مهنية، وانه كذلك، ومن جانب آخر يتعلق بالجانب الديني، اعتمد على فتوى للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .
وقالت السبيعي: يؤسفني أن المهنية التي ينادي بها مدير قناة "العربية" وصلت إلى أدنى درجاتها هنا، بل ويشير جوابه إلى ازدواجية صارخة للمعايير الإعلامية التي يؤكد أنها تحكمه، ولي مع استشهاده على هذه الفتوى عدة وقفات:..الأولى: لو سلمنا أن فهم المستشار الديني لمدير قناة العربية لفتوى فضيلة العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ صحيحا، ففيه رد عليه، فقد قال الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ مانصه: (إن الشهادة للمقتول بأنه شهيد تكون على سبيل العموم فيقال من قتل في سبيل الله فهو شهيد وما أشبه ذلك من الكلمات العامة، أما الشهادة لشخص بعينه أنه شهيد فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم ) [فتاوى نور على الدرب – نصية – موقع الشيح ابن عثيمين ] ، فمن الواضح أن فتوى الشيخ لا تجيز أن يطلق على شخص بعينه وصف شهيد كما فعل الراشد عند إطلاقه لهذا الوصف على مراسلة العربية أطوار بهجت، والمصور علي عبدالعزيز، إضافة إلى أنه يفهم منها إجازة أن يطلق على العموم لفظ الشهداء كما هو حاصل الآن في غزة، فكما هو معلوم في علم اللغة العربية أن الوصف الذي يطلق على جماعة لا يعني بالضرورة إطلاقه على كل فرد فيها، وعليه، فاستشهاد مدير قناة العربية بفتوى الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ يحمل تناقضا صارخا لما ينادي به، وما يطبقه من ممارسات داخل أروقة قناته، وبهذا تكون الفتوى دليلا ضد السياسة الإعلامية لقناة العربية لا معها !
الثانية: هنالك فتوى أخرى صادرة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم (9284) برئاسة سماحة العلامة عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ تؤكد جواز إطلاق وصف شهيد على من قتل في المعركة، ومن قتل دون دينه، أوعرضه، أو نفسه، أو ماله، بل ويضيف الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ أن من قتل بالصواريخ حكمه حكم الشهداء، وهكذا كل مسلم يقتل مظلوما في أي مكان، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ،ومن قتل دون أهله فهو شهيد) [مجموع فتاوى ابن باز-ج6] ، وأتساءل بدوري هنا: إن كان من ورد ذكرهم في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ممن قتلوا في سبيل دينهم وأموالهم ودمائهم وأهليهم من أهلنا في غزة لا يطلق عليهم في الجملة شهداء عند عبدالرحمن الراشد بل قتلى، فعلى من يطلق الشهيد على وجه العموم ؟!.
وختمت السبيعي بقولها: ليعلم مدير قناة "العربية" أن الاحتجاج بالفتاوى بأسلوب انتقائي يتلاءم مع إحدى الصفات العبرية التي نفى أن يطلق على قناته مسماها! حيث قال تعالى في شأنهم ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) ، وآمل حقيقة أن تكون بغيته الحق في التعامل مع الفتاوى، ويخضع سياسة القناة الإعلامية لها، فهي قناة تعج بالمحاذير الشرعية منها على سبيل المثال لا للحصر: قيام مراسل قناة "العربية" نجاح محمد علي بالسخرية من جبريل عليه السلام، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في برنامجه " أهواز العراق أيام في مملكة الماء " الذي بث يوم الخميس 6-3-2008م، دون أن تتبعه القناة باعتذار أو توضيح، في حين أن معاييرها الازدواجية تقف بحرص شديد وعناية أمام إطلاق وصف شهداء على ضحايا غزة!.
أبو أحمد السلفي
17-05-09, 07:26 PM
عبد الرحمن الراشد وقناة العربيه تحت قدمي
أبو العلا
21-05-09, 10:38 PM
الشيخ عائض القرني
أم هيفاء وهبي وليونيل ريتشي ؟!
منذ تلك اللحظة التي قرأت فيها تصريح مدير قناة العربية الأستاذ عبدالرحمن الراشد الذي ردَّ فيه على من طالب ببرنامج ديني واحد في قناة العربية وعجبي لم ينقطع !
ذكر الأستاذ عبدالرحمن الراشد أن سبب رفضه بث أي برنامج ديني على قناته ينبع من كون قناته قناة إخباريِّة متخصصة تركز فقط على الأخبار والسياسة وما يدور في فلكهما .
الأستاذ عبدالرحمن الراشد يسيء لنفسه كثيراً بهذا المستوى المتدني من الذكاء , ويسيء إلينا كثيراً حين يظننا بهذا المستوى العالي من الغباء.
إنَّ علاقة الأستاذ عبدالرحمن مع الأكاذيب والدجل السخيف ليست وليدة اليوم. فهو يكذب بصفاقة يًحسد عليها ناسياً مقولة سويفت التي تقول : " ينسى الذي يكذب الكذبة أنَّه سيحتاج إلى عشرين كذبة أخرى كي يغطي كذبته تلك ". بدأ أكاذيب الأستاذ عبدالرحمن حين قال أن الهدف من إنشاء قناة العربية ليس الوقوف في وجه قناة الجزيرة مخالفاً لما صرَّح به أحد مؤسسي القناة . وكرَّت بعد ذلك سبحة الكذبات خصوصاً إبان دخول القوات الأمريكية إلى العراق حين كان مراسلو القناة يدخلون بمعية القوات الأمريكية الغازية . كذبت قناة الراشد حين نقلت صور الجنود الأمريكيون يقدمون الحلوى للأطفال العراقيين. وكذبت حين صوَّرت المواطنين العراقيين يرمون الجنود المحتلين بالورد في الوقت نفسه الذي كانت تنقل فيه القنوات الأخرى عمليات المواطنين العراقيين الفردية ومقاومتهم للاحتلال. كذبت قناة الراشد حين لم تنقل المجازر التي ارتكبتها القوات الأمريكية في الفلوجة والأنبار والحديثة في الوقت الذي ضجَّ فيه العالم بالاستنكار والشجب والمطالبة بوقف العمليات العسكرية التي لم يوفر المحتل فيها الأسلحة المحرمة دولياً كالقنابل العنقودية وقنابل الفسفور الأبيض. وكذبت أيضاً وأيضاً حين صوَّرت كل المقاومين العراقيين الوطنيين على اختلاف أطيافهم بأنَّهم من أتباع لابن لادن ، وهو ما لم تجرؤ على قوله القنوات الأخبارية الأمريكية !! كذب الراشد حين سمى القوات الأمريكية المحتلة للعراق بقوات التحرير في الوقت الذي كان الأمريكان يسمونها بوضوح شديد بقوات الاحتلال !
يكذب الأستاذ عبدالرحمن الراشد حين يُكلِّمنا عن مهنية قناته وحياديتها وموضوعيتها , وكنت والله أظن أنَّ لا يجرؤ مثله على أن يقول مثل هذا !! بالله عليك يا عبدالرحمن ألا تستحي أن تتكلم عن المهنية والحيادية والموضوعية وقناتك هي القناة العربية الإخبارية الوحيدة التي تبث إعلانات تجارية مدفوعة الثمن لحكومة ولوزارة دفاعها وقوات أمنها ؟!! بلا مهنية بلا حيادية بلا موضوعية بلا بطيخ !!
يكذب الراشد أيضاً وأيضاً حين يكلمنا عن الموقف الموضوعي الحيادي الذي تتخذه قناته في القضايا الشائكة. ففي مجزرة غزة الأخيرة يقول الراشد أنَّ قناته وقفت موقفاً موضوعياً وحيادياً لكنه لا يعلِّق على الأكاذيب التي كان يتفوَّه بها مراسلوه حول تمترس المقاومين فيتلقفها الصهاينة ليستدلوا بها على أنَّ قصفهم للبيوت والمنازل كان بسبب وجود مقاومين يطلقون عليهم النار كما يقول مراسلو قناة العربية !! هذا فضلاً عن أن الحياد في الموقف بين الجزَّار والضحية هو في حقيقته موقف متواطىء مع الجزَّار لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس...
حسناً ، قناتك يا عبدالرحمن تهتم بالموضوعية والحياد والمهنية ، فلمَ لا نجد شيئاً من هذا في الشأن العراقي ؟ لماذا لا تقف قناتك على الحياد وتكون موضوعية ومهنية فتنقل لنا وجهة نظر المقاومة العراقية الوطنية بدل الإكتفاء بوجهة النظر الأمريكية ؟!
يا عبدالرحمن : هل تريد منا أن نُصدِّق أن قناتك المصونة إنما وُجِدت لترسيخ ونشر قيم الحياد والمهنيِّة والموضوعية في هذا العالم مجاناً وليس لأي هدف آخر ؟! من يُصدِّق هذا الهراء ؟ هب أننا امتلكنا هذا الكمَّ الكبير من الغباء وصدَّقنا أنَّها إنما وُجِدت لهذا السبب الخيري فهل لك أن تخبرنا من أين يأتي تمويل قناتك الخيرية ما دامت لا تحابي أحداً على حساب الموضوعية والحياد والمهنيِّة ؟! يا عمي طيررررررر بس.
يكذب الراشد أيضاً وأيضاً وأيضاً حين يستدل برأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مسألة حكم إطلاق لفظة شهيد على المسلم المقتول !! ما شاء الله تبارك الله ! الأستاذ عبدالرحمن الراشد يأخذ بقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في هذه المسألة ويترك قوله في الآف المسائل التي لا تصل هذه المسألة لعشر معشار أهميتها وخطورتها ومنها تحريم مناصرة الكفار والدعاية لهم ومساندتهم ضد المسلمين ، وتحريم استخدام المنابر الإعلامية للهجوم على
" ثوابت " الدين ، وغيرها ....
ثم يا عبدالرحمن لماذا أراك تهرب في كل مرة يُطرح عليك هذا السؤال : إن كانت قناتك تأخذ بقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في خطأ تسمية المسلم المقتول بالشهيد فلمَ تسمِ مراسلي قناتك الذين سقطوا في العراق بالشهداء كأطوار بهجت وزملائها رحمهم الله ؟!
عود على بدء أقول : كذب عبدالرحمن أيضاً وأيضاً وأيضاً وأيضاً حين ذكر أن سبب رفضه بث برنامجٍ ديني هو كون قناته قناة إخبارية , وإلا فلماذا تنشر قناته الإخبارية هذه برنامجاً خاصاً عن المطربة المحتشمة جداً هيفاء وهبي , وعن المغني العالمي ليونيل ريتشي ؟ وكيف تبث قناته الإخبارية برنامجاً رياضياً يومياً هو برنامج " في المرمى " ؟!!
ما مشكلة هؤلاء القوم مع الدين؟!
عجباً لقناة تفتح أبوابها لكل من هدب ودب بينما تغلقها في وجه شريحة واحدة فقط لا تعترف بوجودها رغم أن نسب المشاهدة والمتابعة لها هي الأكبر دون منازع ! ورغم أنَّها تدري أن غالبية الشعوب التي تتوجه بخطابها إليهم هي شعوب متدينة ومحافظة ؟! وأنا أعجب والله من هؤلاء , فإنَّهم لو أرادوا الاحترام الشعبي أو نسب المشاهدة والربحية العاليتين ، ولو أنَّهم بحثوا عن الموضوعية والمهنية والحياد بأمانة لسمحوا لهذه الشريحة الواسعة بالتعبير عن نفسها . لكننا لسنا سذجاً لنظن أن قناة يقوم الراشد على إدارتها ستسمح للشعوب العربية ورموزها الوطنية والدينية بالتعبير عن نفسها وآلامها وطموحاتها ، والسبب أنَّها قناة بروباغاندا موَّجهة صرفة تخدم أهدافاً معينة وليس في واردها التعبير عن حقيقة أفكار وانطباعات ومشاعر الناس الذين تعيش بينهم بل على العكس ، هي تريد تغيير أفكار هؤلاء الناس وانطباعاتهم ومشاعرهم بالعزف المستمر على وتر " المثال " الأمريكي الذي يسلب الألباب ويأخذ القلوب ويوفر الحرية التي لا قيود عليها ودع عنك برنامجاً هنا وهناك لذر الرماد في العيون ، فهذه الطرق البائخة لم تعد تنطلي على أحد ، لكننا نظل نفاجأ بحجم استسخاف الراشد وصبيانه لعقولنا ووعينا.
إخوتي القراء : إن مشكلة هؤلاء ليست مع المتدينين أو الإسلاميين كما قد يظن البعض ، بل مشكلتهم مع الإسلام وإن موَّهوا وزوَّروا وكذبوا ونافقوا . هل يستطيع أحد أن يقنعنا أنهم يرون ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية مثلاً ؟
المسألة لو نظرنا إليها بتمعن واضحة جداً وسهلة الفهم . تستطيع أن تستنتجها من خلال الإجابة على هذا السؤال البدهي البسيط جداً :
منْ تختار عائض القرني
أم هيفاء وهبي وليونيل ريتشي ؟
إن اخترت الأول فأنت من أتباع القاعدة ومن خلاياها النائمة ,
وإن اخترت الخيار الثاني فمرحباً بك في عالم المهنية والحياد والموضوعية ,
لكن على مقياس الأستاذ عبدالرحمن الراشد ....
ا.هـ مختصرا
عبدالله الشولاني
[email protected]
http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=476 (http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=476)
بحبك يا شام
22-05-09, 08:29 PM
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
لم يعد خافيآ على العرب والمسلمين ما تقوم به قناة العربيه ( العبريه)
وحقدها على المسلمين واتباعها لمنهج اميركا واسرائيل في معاملتنا نحن المسلمين والعرب
ولقد بدأ سلسلة في فضح هذه القناة وكانت اول حلقه هنا
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=81578
أبو العلا
22-05-09, 08:39 PM
جزاك الله تعالى خيرا أخي الكريم بحبك يا شام
وجعله في ميزان حسناتك
وحياك الله بين إخوانك
وفقك الباري وسدد للخير خطاك
hakeem ahfiza
25-05-09, 01:45 AM
رحمك الله يابندر ... ومتعنا بكلامك الرائع الذي يكشف الطابور الخامس. الذين هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا وهم دعاة على أبواب جهنم....فنسأل الله أن يرينا فيهم وفي قناة العبرية يوماً أسوداً كيوم فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف.....
البرهـان
25-05-09, 04:02 AM
عبد الرحمن الراشد وقناة العربيه تحت قدمي
يهدينا ويهديهم الله
ون كنت شخصياً لا اوافق لمثل هكذا وصف لأن نعل قدمي يترفع عن وطء أمثالهم من الليبراليين العملاء لا أكثرهم الله !
سمر التميمي
25-05-09, 08:33 AM
عبد الرحمن الراشد يستغفل المشاهد بمثل هذة التصريحات هذة القناة التي يديرها مكشوفة للجميع وجهة نظرها امريكية مئة بالمئة احذفوا القناة وارتاحوا
أبو العلا
23-06-09, 12:02 PM
إخواني الكرام بورك فيك
وجزاكم الله تعالى خيرا
أشكركم شكرا جزيلا لطيب مروركم وتشريفكم
وغفر الله تعالى لي ولكم ولجميع المسلمين
لا تسبوا اصحابي
24-06-09, 04:37 AM
الله يشغله في نفسه ان شاء الله ..!
أبو العلا
19-08-09, 04:35 AM
جزاك الله خيرا أخي الكريم لا تسبوا أصحابي
أشكرك على طيب المرور
بورك فيك
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2024, TranZ by Almuhajir