سبع طرق تنفق فيها إيران الأموال في سوريا

شبكة الدفاع عن السنة/ "اخرجوا من سوريا! فكروا في مشاكلنا"!

كانت هذه واحدة من الشعارات التي تم إطلاقها خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في ديسمبر الماضي في أكثر من 100 مدينة إيرانية.

قبل سبع سنوات عندما بدأت إيران بالتورُّط في الصراع السوري روَّجت لشعبها أنها هناك لحماية "الأضرحة الشيعية المقدسة" ضد هجمات "المتطرفين السُّنة" وسرعان ما أصبح يُنظر إلى إيران باعتبارها الضامن الرئيسي لبقاء النظام وهو هدف حيوي كما وصفته طهران، كما حاول روحاني الزعم بأن إيران تُظهر درجة عالية من الإيثار من خلال مساعدة "إخواننا السوريين المحتاجين" وصرح في الشهر الماضي: "قمنا بقطع احتياجاتنا الخاصة لمساعدة إخواننا السوريين".
يمكن تقسيم التزامات إيران المالية في سوريا إلى سبع فئات:

البند الأول يشمل صواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع المطوَّرة أصلاً للاستخدام في البحر، وهناك بند رئيسي آخر يتكون من سيارات مدرعة حيث أفادت التقارير أن إيران سلمت أكثر من 400 منها لتحل محل الخسائر التي تكبدتها فرقة النخبة الرابعة المدرعة التابعة للأسد، ووفقاً لتقديرات الباحثين في إيران فإن إيران زودت الأسد بأكثر من 500 قطعة من المدفعية الثقيلة الروسية الصنع لاستخدامها ضد المراكز الحضرية.
و يدعي بعض المحللين -بما في ذلك رضا صابري- أن الأسلحة التي قدمتها إيران يمكن أن تقدر بحوالي 1.2 مليار دولار.

البند الثاني يتألف من تسليم النفط والمنتجات النفطية إلى قوات الأسد، يتم ذلك في سياق خط ائتمان فتحته إيران لسوريا ويسمح "الحد الائتماني" الإجمالي بما يصل إلى 6 مليارات دولار سنوياً ويشمل الغذاء والإمدادات الطبية التي قدرها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنحو 2.5 مليار دولار سنوياً.

يتكون البند الثالث في قائمة "نفقات سوريا" الإيرانية ما يسميه البنك المركزي الإيراني "تحويل الأموال"، وهذا يعني أن إيران تصدر كمية معينة من نفطها نيابة عن سوريا على أساس أن سوريا سوف تسدد في الوقت المناسب بدون فوائد.

ووفقاً لجيسي شاهين المتحدث باسم مكتب ستافان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة بشأن سوريا فإن أموال التحويل تصل إلى إيران حيث يمنح نظام الأسد ما متوسطه 6 مليارات دولار سنوياً، وهو مبلغ يُنفق إلى حد كبير على دفع أجور موظفي الخدمة المدنية.

البند الرابع في نفقات إيران يتكون من "أموال الطوارئ" التي تم إنفاقها بين عامَيْ 2012 و 2103، وفقاً لنديم شحادة الأستاذ في جامعة تفتس" في الولايات المتحدة بلغ المبلغ 14-15 مليار دولار.

وتقول مصادر في طهران: إن أموال الطوارئ قد تم إنفاقها بمساعدة البنوك الخاصة النمساوية والإيطالية على مدى 30 شهراً على شكل شرائح تتراوح بين 300 مليون و 1.2 مليار دولار.

يتكون البند الخامس من الأموال اللازمة للحفاظ على العديد من القوات شبه العسكرية المكونة من "المتطوعين للاستشهاد" من أفغانستان وباكستان ، وبأعداد أقل بكثير من العراق، والمظلة التي تضمّ كل هذه القوات هي ما يسمى "شعبة فاطميون".

 

و ادعى سليماني أن "المتطوعين للاستشهاد" لم يتلقوا أكثر من 100 دولار شهرياً نقداً ومع ذلك، فإن العديد من المصادر تحدثت عن أن الدفعة تقترب من 1000 دولار في الشهر للمقاتل، كما يدفع فيلق القدس "بدل إقامة" لعائلات "المتطوعين للاستشهاد"، وهذه الأرقام لا تشمل مبلغ 800 مليون دولار تدفعه طهران سنوياً لحزب الله اللبناني.

البند السادس هو ما تقدمه طهران للتجارة الثنائية من خلال تجارة الترانزيت مع الشركات الإيرانية التي تبيع النفط والغاز والفوسفات السوري إلى دول ثالثة.

 

يتمثل البند السابع للنفقات الإيرانية على الحرب السورية فيما تنفقه على الإبقاء على حوالي 13000 من قواتها النظامية في سوريا، والتي غالباً ما يتم تسميتها بـ "المستشاريين أو الفنيين".

لا توجد أرقام رسمية متاحة ولكن إذا حصلت القوات الإيرانية في سوريا على نفس المعاملة التي تُستخدم في صفوف الجيش في إيران نفسها فإن التكلفة السنوية قد تصل إلى حوالي 3 مليارات دولار من المرتبات والصيانة، دون الأخذ بعين الاعتبار تكلفة الأسلحة والعتاد المستخدم.

إن أكثر التقديرات تحفُّظاً هو أن إيران سوف تنفق ما متوسطه 12.7 مليار دولار سنوياً في سوريا، والتي لن تستطيع استرداد شيء من قيمتها أكثر من مليارَيْ دولار سنوياً عن طريق الصفقات التجارية واستخدام موارد الطاقة والمواد الخامّ السورية.


ووفقاً لمصادر طهران يتم جمع جزء من الأموال اللازمة من خلال فرض تعريفة خاصة بنسبة 1% على جميع واردات السيارات في إيران مع إضافة العائدات إلى "حساب مقاومة" خاص يسيطر عليه مكتب "المرشد الأعلى".
يتم توفير مصدر آخر للأموال عن طريق "التبرعات الطوعية" المفترض أنها للدفاع أو إعادة بناء "الأضرحة" وبما أن هذه "التبرعات" يتم جمعها من قِبل مشايخ صلاة الجمعة فمن الصعب معرفة النسبة المئوية التي يتم نقلها فعلياً إلى الصندوق المركزي ومقدار ما يحتفظ به رجال الدين المعنيون أنفسهم.

الأموال التي تنفقها إيران على تدفُّق الحُجّاج إلى سوريا وتصل إلى 1.2 مليون حاج إيراني سنوياً، وتعتبر من مصادر الدخل الأساسية لنظام الأسد، وقد فضلت إيران في وقت سابق إرسال الحجاج إلى "الأضرحة المقدسة" في العراق بدلاً من سوريا.

ومُنيت إيران بخسارة تصل إلى مليارَيْ دولار أنفقتها على البنية التحتية في سوريا بما فيها 100 فندق، وهذه الأموال لم يعد بالإمكان استردادها.

بدأ العديد من الإيرانيين يدركون أن سوريا هي حرب مكلفة، سواء من حيث الخسائر البشرية أو العبء المالي، ويعتقد بعض المحللين أن ذلك يشجع بالفعل على إعادة التفكير في ما يعتبره بعض الإيرانيين إستراتيجية خاسرة.

المصدر: صحيفة نداء سوريا